تحت باب صفة الصلاة .
ماوجه ترجيح عموم حديث أبي قتادة في تحية المسجد على غيره من الأحاديث ؟
السائل : يا شيخ رجّحنا عموم حديث أبي قتادة.
الشيخ : نعم.
السائل : لماذا؟ ما فهمت ترجيح العموم؟
الشيخ : وجه التّرجيح أنّ حديث النّهي مخصّص بعدّة مخصّصات فمثلا ركعتي الطّواف تجوز حتى في وقت النّهي، إعادة الجماعة إذا صلّيت في رحلك وأتيت مسجد جماعة فصلّ معهم وقد ورد هذا في صلاة الفجر فلمّا دخل التخصيص أي دخل عمومه التّخصيص صار العموم ضعيفا. -الله أكبر-.
من جلس ولم يصل تحية المسجد فهل يؤمر بقضاءها ؟
القول الراجح في حديث أبي قتادة ( إذا دخل أحدكم المسجد ... ) هل على الوجوب ؟
الشيخ : نعم.
السائل : ( إذا دخل أحدكم المسجد ).
الشيخ : نعم.
السائل : هل على الوجوب؟
الشيخ : والله الوجوب قوي، الوجوب قويّ لكن أيضا التّأثيم صعب، ولا شكّ أنّ الاحتياط أنّ الإنسان يصلّي، وش الذي يضرّه؟ إن كان واجبا فقد أدّيناه وإن كان غير واجب فقد ازداد أجرا، سعد؟
السائل : أحسن الله إليك ... تحيّة المسجد.
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : هل؟
السائل : ... إذا دخل الإمام لصلاة الجمعة.
الشيخ : نعم.
السائل : ...
إذا قلنا بوجوب تحية المسجد فلماذا الإمام يوم الجمعة لا يصلي أول ما يدخل المسجد للخطبة ؟
الطالب : إلاّ ذكرنا.
الشيخ : قلنا الخطبة هذه تابعة للصّلاة مقدّمة للصّلاة، والجلوس يسير بين الخطبتين، أي نعم.
5 - إذا قلنا بوجوب تحية المسجد فلماذا الإمام يوم الجمعة لا يصلي أول ما يدخل المسجد للخطبة ؟ أستمع حفظ
إذا خرج واحد من المسجد بنية عدم الرجوع فهل إذا رجع يصلي ركعتين ؟
الشيخ : يصلّي ركعتين، أي نعم وهذه مسألة مهمّة، لو خرج الإنسان من المسجد على أنّه فارقه ثمّ بدا له بعد أن خطى خطوات أن يرجع نقول إذا رجعت لا تجلس حتى تصلّي ركعتين، أمّا إذا كان خرج من المسجد للوضوء أو ليحضر كتابا له أو ما أشبه ذلك ورجع فهذا لا يعيد تحيّة المسجد، نعم؟
قلنا إن من دخل المسجد ولم يجلس وأطال القيام فإنه يعتبر جالسا وعليه الصلاة وأشكل علي أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف ولم يجلس فما جوابه ؟
الشيخ : نعم.
السائل : قلنا الجواب بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ... لم يجلس وإنّما أخذ يطوف، أليس هذا ... يا شيخ؟
الشيخ : لا، الرّسول أخذ يطوف ومن نيّته أنّه يصلّي ركعتين بعد الطّواف ليس كالرّجل الذي جعل يدور في المسجد و ليس له نية يصلّي، نعم؟ نعم
7 - قلنا إن من دخل المسجد ولم يجلس وأطال القيام فإنه يعتبر جالسا وعليه الصلاة وأشكل علي أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف ولم يجلس فما جوابه ؟ أستمع حفظ
هل هناك فرق يا شيخ بين الخروج اليسير والخروج الطويل وهو يريد الرجوع ؟
الشيخ : لا، الذي ذكرنا الرّجوع اليسير إذا كان في نيّته أن يرجع، وأمّا إذا كان من نيّته المغادرة، هو خرج من المسجد على أنّه غادر ثمّ بعد أن مشى خطوات استأنف الرّجوع إلى المسجد فهنا يصلّي.
السائل : شيخ بنيّة إنه يريد الرّجوع لكنّه تأخّر نصف ساعة مثلا؟
الشيخ : هنا قد نقول إنّه طال الوقت فلا بدّ أن يصلّي ركعتين.
السائل : إذا كان أحد معتكفا يا شيخ
الشيخ : أي نعم
السائل : في الحرم؟
الشيخ : على كلّ حال الحمد لله الإنسان يزداد من الخير، حتى لو فرضنا أنّه لا يسنّ له أن يصلّيها على أنّها تحيّة مسجد ينويها نفلا مطلقا.
مناقشة ما سبق .
الشيخ : ايش؟
الطالب : مراجعة
الشيخ : مراجعة فيما مضى علينا من الأحاديث ما يدلّ على أنّ بناء المساجد في الأحياء فرض من أين تؤخذ؟
الطالب : حديث عائشة ( أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر أن تبنى المساجد في الدّور ) وهي الأحياء.
الشيخ : أمر ببناء المساجد في الدّور أحسنت، هل هناك تعليلا؟ نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : تعليل؟ الدّليل واضح، آه إيش؟
الطالب : لأمره ... بذلك فدل على وجوب ...
الشيخ : لو تعكس، لأنّه لا يتمّ إقامة الجماعة إلاّ ببناء المساجد، نعم فصار بناؤها واجبا، قوله: ( أن تنظّف وتطيّب ) ما معنى التّطييب؟
الطالب : ...
الشيخ : يحتمل معنيين
الطالب : ... والأمر الثاني أن يراد بالتّطييب إزالة آثار التّنظيف.
الشيخ : إيه.
الطالب : ويدلّ عليه حديث عائشة ... فنظر إليه رسول الله فقالت فأخذته فقضمته وطيّبته
الشيخ : نعم
الطالب : وأعطيته إيّاه ...
الشيخ : تمام، يعني إمّا أن يراد به الطيب المعروف البخور ونحوه، أو يراد بتطييبها أي إزالة آثار تنظيفها نعم .
الطالب : حديث عائشة رضي الله عنها ( أمر ببناء المساجد في الدور وأن تنظّف وتطيّب ).
الشيخ : نعم وأن تنظّف وتطيّب، تقدم إيش؟
الطالب : المحفوظ
الشيخ : المحفوظ، وإيش معنى محفوظ وغير محفوظ؟ نعم العامّ المحفوظ هو الذي لم يخصّص فإن خصّص ضعفت دلالته على العموم، بل قال بعض العلماء إنه إذا خصّ العامّ لم يبق حجّة أصلا على العموم لأنّ تخصيصه يدلّ على أنّ عمومه غير مراد لكن الصّواب أنّه أي العامّ يبقى على عمومه فيما عدا التّخصيص، طيب، يلاّ يا عبد الرّحمن بن جمعة، هل تحيّة المسجد واجبة أو غير واجبة؟
الطالب : ...
الشيخ : فيها خلاف، منهم من يقول واجبة ومنهم من يقول غير واجبة، طيب فما هو الاحتياط؟ أن يصلّي أو يجلس؟
الطالب : الاحتياط أن يصلّي.
الشيخ : الاحتياط أن يصلّي تمام، لأنّه إذا صلّى لم يأثم على كلّ الأقوال وإذا لم يصلّ أثم، أخذنا صفة الصّلاة، أوّل ما تكلّمنا على باب صفة الصّلاة، نعم، نقول لماذا احتاج العلماء رحمهم الله إلى التّبويب لصفة الصّلاة؟ يلاّ يا جمال.
الطالب : لأنّ للعمل شرطين للقبول: الأوّل الإخلاص والثاني المتابعة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
الشيخ : نعم، والثاني المتابعة وهذا لا يتأتّى إلاّ إذا عرفنا؟
الطالب : كيف يصلّي.
الشيخ : كيف يصلّي، نعم بارك الله فيك، هل ورد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الأمر بأن نصلّي على الصّفة التي صلاّها؟
الطالب : نعم، قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( صلّوا كما رأيتموني أصلّي ).
الشيخ : قوله: ( صلّوا كما رأيتموني أصلّي ) وهذا نصّ خاصّ، هناك نصّ عامّ وهو قول الله تبارك وتعالى: (( فاتّبعوه )) يعني الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وقوله: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ))، نبدأ بالباب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم استقل القبلة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) . أخرجه السبعة ، وللفظ للبخاري ، ولابن ماجه بإسناد مسلم : ( حتى تطمئن قائماً ) . ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) ، ولأحمد : ( فأقم صلبك حتى ترجع العظام ) ، وللنسائي وأبي داود من حديث رفاعة بن رافع : ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى ، ثم يكبر الله تعالى ويحمده ويثني عليه ) ، وفيها : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ) . ولأبي داود : ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) ، ولابن حبان : ( ثم بما شئت ) .
حذف المؤلّف أوّله أول الحديث لأنّه ليس له علاقة واضحة في هذا الباب ولكن ليس ... لم يحذفه لأنّ فيه فوائد وهو سطر أو أقلّ، يسير
وأوّله ( أنّ رجلا دخل المسجد وصلّى لكن دون أن يطمئنّ في صلاته، ثمّ جاء فسلّم على النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم فردّ عليه السّلام قال السّلام عليك قال عليك السّلام، ثمّ قال: ارجع فصلّ فإنّك لم تصلّ ) ( ارجع فصلّ ) ما فيها إشكال ( فإنّك لم تصلّ ) نفى أن يكون صلّى مع أنّه صلّى بالفعل لكنّ هذه صلاة غير مجزئة بل غير صحيحة فلهذا نفى أن يكون قد صلّى، وهذا نفي الوجود الشّرعي أو الحسّي؟
الطالب : الشّرعي.
الشيخ : الشّرعي، قال لم تصلّ، ( فرجع الرّجل وصلّى كما صلّى أوّلا ثمّ جاء فسلّم على النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم فردّ عليه السّلام وقال: ارجع فصلّ فإنّك لم تصلّ فرجع المرّة الثانية وصلّى كالأولى ثمّ رجع فسلّم فردّ عليه السّلام وقال: ارجع فصلّ فإنّك لم تصلّ ثلاث مرّات قال: والذي بعثك بالحقّ لا أحسن غير هذا فعلّمني ) سبحان الله صحابي لا يعرف كيف يصلّي ويقول بهذا الأسلوب العجيب، قال والذي بعثك بالحقّ ولم يقل والله يا رسول الله، قال والذي بعثك بالحقّ إشارة إلى أنّه سيلتزم بما قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لأنّه مبعوث بالحقّ وإذا كان قد أقرّ بأنّه مبعوث بالحقّ فإنّه يلزم أن يطبّق أو أن يعمل بما قال ( والذي بعثك بالحقّ لا أحسن غير هذا ) ولم يسكت رضي الله عنه بل طلب العلم ( فعلّمني )، فعلّمه فعلمه النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ( وقال له: إذا قمت إلى الصّلاة فأسبغ الوضوء ) إذا قمت أي إذا أردت القيام، واعلموا أنّه يعبّر بالفعل عن إرادته إذا كانت الإرادة جازمة قرينة للفعل، فإذا كانت الإرادة جازمة قريبة من الفعل بهذين القيدين أطلق الفعل على الإرادة، ومنه كان النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إذا دخل الخلاء قال: ( أعوذ بالله من الخبث والخبائث ) إذا دخل يعني؟
الطالب : أراد الدّخول.
الشيخ : أراد الدّخول، هنا إذا قمت إلى الصّلاة يعني؟
الطالب : إذا أردت.
الشيخ : إذا أردت القيام جازما قريبا فأسبغ الوضوء، أسبغ بمعنى أكمل كما في قول الله تعالى: (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )) أي أكملها أسبغ الوضوء
الوضوء يقال بالفتح بفتح الواو ويقال بضمّ الواو فإن قيل بضمّ الواو فالمراد به الفعل يعني حركات المتوضّئ وإن قيل بالفتح فالمراد به الماء الذي يتوضّوأ به، عرفتم وكذلك نظائره كالطَّهور والطُّهور، والسَّحور والسُّحور، وحينئذ ننظر ما من مسلم يتوضّأ فيحسن إيش؟
الطالب : الوُضوء.
الشيخ : الوُضوء بضمّ الواو، ( تسحّروا فإنّ في السّحور أو في السّحور بركة )؟
الطالب : في السُّحور.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : هذا يحتمل في الواقع، يحتمل أن المعنى فإنّ في فعلكم بركة، ويحتمل أن المعنى فإنّ في الطّعام الذي تأكلونه في آخر اللّيل بركة وكلاهما صحيح، إذن ( فإنّ في السّحور بركة )، يجوز أن تقرأه في السَّحور أو في السُّحور
( فأسبغ الوضوء ) أي الفعل، ( ثم استقبل القبلة فكبرّ ) لم يذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم شيئا من الشّروط سوى الوضوء واستقبال القبلة، فإما أن يكون الرّجل لم يخلّ بشيء لأنّه يشاهد قد ستر عورته، ورجل مميّز يعني بقيّة الشّروط معروفة، فيبقى علينا إذا كنت تعلّل بعدم ذكر الشّروط بأنّه يرى لو أخلّ بها فلماذا ذكر الوضوء؟ فالجواب أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم علم من حال هذا الرّجل الذي لا يحسن أن يصلّي أنّ فيه احتمالا كبيرا أنّه لا يحسن الوضوء وهذا واضح
( ثمّ استقبل القبلة فكبّر ) أي قل الله أكبر وهذه تكبيرة الإحرام وسمّيت بذلك لأنّ الإنسان إذا كبّر دخل في حريم الصّلاة، كما أنّه إذا لبّى دخل في حريم النّسك، ( ثمّ استقبل القبلة فكبّر ) أي قل الله أكبر، هذا التّكبير، ولم يقل كبّر الله لأنّ الأمر إيش؟
الطالب : معلوم.
الشيخ : معلوم، ( ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن ) اقرأ يعني بعد التّكبير ولم يذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الاستفتاح إمّا رفقا بحال هذا الرّجل لئلاّ تكثر عليه الطّلبات فيضيّع بعضها بعضا، وإمّا لأنّه يعني الاستفتاح غير واجب ولا شكّ أنّ الاستفتاح غير واجب لقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )
( ما تيسّر معك من القرآن )، معك بمعنى عندك، والتّيسّر ضدّ التّعسّر بأن يكون الإنسان حافظا لهذا الذي يريد أن يقرأه سهلا عليه أن يقرأه
( من القرآن ) أي كلام الله عزّ وجلّ وسمّي قرآنا لأنّه يُقرأ ويُتلى أو لأنّه مجموع مجتمع بعضه إلى بعض، ومنه القرية لأنّها مجتمعة بعضها إلى بعض، فقرأ يقرأ قرآنا يكون من هذا الباب ولا مانع أن نقول أنّه مشتقّ من هذا وهذا، من القراءة التي هي التّلاوة، ومن القراءة التي هي جمع الشّيء
قوله: ( من القرآن ) مصدر كالرّجحان والغفران والشّكران، يعني أنّهما مصدر على وزن فُعلان فهل هو بمعنى فاعل أو بمعنى مفعول؟ إن كان بمعنى فاعل فالمعنى أنّ القرآن جامع يعني أنّ كلام الله تعالى جامع لأحكام شرعيّة عقديّة اجتماعيّة كلّ شيء ويؤيّد قوله: (( ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكلّ شيء )) أو هو بمعنى مفعول أي مقروء لأنّ النّاس إيش؟ يقرؤونه، نقول هو صالح لهذا وهذا وليس بينهما منافاة فليكن بمعنى هذا وهذا فهو قارئ أي جامع للأحكام التي تحتاجها الأمّة وهو بمعنى مقروء أيضا فيكون بمعنى اسم الفاعل واسم المفعول
( ثمّ اركع حتّى تطمئنّ راكعا ) الرّكوع هو انحناء الظّهر تعظيما لمن يركع له وسيأتي إن شاء الله بيان الواجب منه لكن هذا هو، نعم الرّكوع حني الظّهر تعظيما لمن يركع له
( حتى تطمئنّ راكعا ) يعني حتّى تستقرّ مأخوذ من الطّمأنينة وهي الاستقرار
( ثمّ ارفع حتى تعتدل قائما ) اللفظ ( حتى تعتدل ) وفيه رواية: ( حتى تطمئنّ ) فيحمل هذا اللفظ حتى تعتدل على اللفظ الآخر ( حتى تطمئنّ )، وتكون أفعال الصّلاة كلّها على حدّ سواء
فإذا قال قائل لماذا لا نأخذ بلفظ تعتدل لأنّه أيسر؟ قلنا إذا أخذنا بلفظ تعتدل أهملنا لفظ تطمئنّ وإذا أخذنا بلفظ تطمئنّ فقد أخذنا بهذا وهذا، يعني لا طمأنينة إلاّ بعد الاعتدال
( ثم اسجد حتى تطمئنّ ساجدا ) السّجود هو الخرور من القيام إلى الأرض بحيث يضع الإنسان جبهته على الأرض إجلالا لله عزّ وجلّ وقولنا تطمئنّ ساجدا كقولنا في تطمئنّ راكعا، ولا يخفى عليكم أن كلمة ساجدا وراكعا منصوبان على إيش؟
الطالب : الحال.
الشيخ : على الحاليّة، ( ثم ارفع حتى تطمئنّ جالسا ) جالسا أي قاعدا ولم يبيّن في الحديث كيف الجلوس
( ثمّ اسجد حتى تطمئنّ ساجدّا ) السّجدة الثانية
( ثم افعل ذلك في صلاتك كلّها ) أخرجه السّبعة، افعل ذلك المشار إليه التّكبير أو لا؟ التّكبير لا يدخل لأنّ التّكبير للإحرام فقط القراءة؟ تدخل، الرّكوع والرّفع منه، السّجود والرّفع منه، السّجود مرّة ثانية ثمّ الرّفع إلى القيام
وقوله: ( في صلاتك كلّها ) يحتمل أنّ المعنى في كلّ الصلاة المعيّنة ويحتمل في كلّ الصّلوات المقبلة، وأيّهما أعمّ؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني أعم، فيكون المعنى افعل هذا في جميع صلواتك، كما فعلت في الرّكعة الأولى افعل في الرّكعة الثانية وافعل في الصّلاة المقبلة، أخرجه السّبعة، وايش السّبعة؟
الطالب : البخاري ومسلم و...
الشيخ : ...
الطالب : البخاري ومسلم.
الشيخ : نعم.
الطالب : وأصحاب السّنن الأربعة أبو داود والتّرمذي.
الشيخ : أبو داود والتّرمذي.
الطالب : والنّسائي وابن ماجه.
الشيخ : والنّسائي وابن ماجه.
الطالب : والإمام أحمد.
الشيخ : والإمام أحمد، سبعة، وهذا اصطلاح المؤلف رحمه الله
" أخرجه السّبعة واللّفظ للبخاري، ولابن ماجه بإسناد مسلم ( حتى تطمئن قائماً ) " الإسناد صحيح، والمعنى لا ينافي قوله حتى تعتدل قائما فنقول نرجّح ما اتّفق عليه السّبعة فلا منافاة، وله نعم
" ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان " وايش بعده؟
الطالب : ...
الشيخ : فيه نسخة الظاهر ... نسخة محذوفة ولأحمد: ( فأقم صلبك حتى ترجع العظام ) صلبك أي ظهرك، حتى ترجع العظام أي تستقرّ على الوقوف، وللنسائي وأبي داود من حديث رفاعة بن رافع: ( إنها لا تتم صلاة أحدكم ) إلى آخره، لعلّي نخلّي الرّوايات بعد.
في هذا الحديث من الفوائد، فوائد عظيمة وقبل ذلك نخبركم بأنّ هذا الحديث يترجم عنه ويعبّر عنه بأنه حديث: " المسيء في صلاته " حديث: " المسيء في صلاته " هذه العبارة إن لم ترد عن الصّحابة فلا أحبّ أن يعبّر بها لأنّ الإساءة إنّما تكون في الغالب عن قصد، وهذا الرّجل لم يقصد فهو لا يعلم غير هذا وعليه إذا لم تثبت عن الصّحابة فنقول الأولى أن يعبّر فيقال حديث الجاهل في صلاته لأنّه جاهل هذا هو حقيقة الأمر.
في هذا الحديث فوائد:
أوّلا: ملاحظة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه، يعني ليس يجلس بين أصحابه يحدّثهم ويغفل عن النّاس الذين يدخلون بل يراقب عليه الصّلاة والسّلام
10 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم استقل القبلة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) . أخرجه السبعة ، وللفظ للبخاري ، ولابن ماجه بإسناد مسلم : ( حتى تطمئن قائماً ) . ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) ، ولأحمد : ( فأقم صلبك حتى ترجع العظام ) ، وللنسائي وأبي داود من حديث رفاعة بن رافع : ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى ، ثم يكبر الله تعالى ويحمده ويثني عليه ) ، وفيها : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ) . ولأبي داود : ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) ، ولابن حبان : ( ثم بما شئت ) . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ... ) .
ومن فوائد هذا الحديث مشروعيّة السّلام وتكراره ولو لم يطل الفصل، وجهه؟ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقرّ هذا الرّجل على تكرار السّلام
ومنها أنّه إذا سلّم الإنسان ولو كرّر السّلام إذا كان تكراره مشروعا فإنّه يردّ عليه، أمّا إذا كان سلامه غير مشروع فهل يردّ عليه أو لا؟ الجواب لا، لا يحب الرّدّ إذا كان سلامه غير مشروع، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله من سلّم على شخص في حال لا يسنّ فيها السّلام فإنّه لا يجب ردّ السّلام عليه كالمشتغل بالقراءة وما أشبه ذلك، ويدلّ لهذا أنّ الصّحابة إذا أرادوا أن يسألوا الرّسول عليه الصّلاة والسلام ليسوا يسلّمون عليه ما داموا جلوسا معه ما في حاجة إذا أراد أن يلقي السؤال أن يسلّم، السّلام للقادم أو ما كان في حكم القادم.
ومن فوائد هذا الحديث جوزا إقرار الإنسان على عمل فاسد من أجل إصلاح العمل لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقرّ الرّجل على الصّلاة في المرّة الثالثة وهو يعلم أنّه لو كان عنده علم لاطمأنّ في صلاته، لكن بشرط يعني إذا أقررناه على عمل فاسد بشرط أن يبيّن الصّحيح، ويدلّ لهذا قصّة عائشة رضي الله عنها في بريرة، ( بريرة كانت أمة لقوم من الأنصار كاتبوها، كاتبوها يعني باعوا نفسها عليها )، على نفس الأمة ( على تسع أواق من الفضّة خرجت الأمة تطلب من النّاس المعونة فأتت إلى عائشة وقالت لها عائشة: إن أراد أهلك أن أعدّها لهم وولاؤك لي فعلت ) يعني أنقدها نقدا ما هي مؤجّلة، وتعرفون أنّ الكتابة لا بدّ أن تكون مؤجّلة، لكن هل عرفتم الكتابة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : شراء العبد نفسه لسيّده، ( ذهبت لأهلها وقالت لهم قالوا لا، الولاء لنا فرجعت الأمة إلى عائشة وقالت إنّ أهلها أبوا إلاّ أن يكون الولاء لهم، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسمع فقال: خذيها واشترطي لهم الولاء فأخذتها واشترطت الولاء ) مع أنّ هذا الشّرط باطل وإلاّ صحيح؟
الطالب : باطل.
الشيخ : باطل، أبطله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما أقرّها على هذا الباطل من أجل أن يبيّن إبطاله وإن شرط، وهذه مصلحة ولذلك اشترط الولاء لهم ( ثمّ قام النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم فيهم خطيبا ) وأبطل الشّرط وأبطل الشّرط، فإقراره على شرطه مع أنّه فاسد، والشّروط الفاسدة كلّها حرام سواء التزمها الإنسان أم لم يلتزمها، من أجل إيش؟ أن يبيّن أنّ الشّرط الفاسد لا ينفّذ ولو شرط، إقرار النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم هذا الرّجل على صلاة باطلة من أجل أن يبيّن أنّ من فعل الصّلاة الباطلة فإنّه لا تجزئه حتى يقيمها كما أمر الله، نأخذ أسئلة وإلاّ نمشي؟
الطالب : نأخذ أسئلة.
الشيخ : نعم؟
السائل : قول الرسول ( استقبل القبلة ) مع أنّه يعني ما أخطأ في استقبالها.
الشيخ : نعم.
السائل : كيف يوجّه ذكره؟
الشيخ : أي نعم هذا إشكال إن شئت أن ننتظر حتّى نصله؟
السائل : ننتظر.
الشيخ : نعم؟
السائل : بارك الله فيكم، العبد إذا ... نفسه فاوفى الكتابة لمن يكون ولاؤه؟
11 - فوائد حديث : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ... ) . أستمع حفظ
إن العبد إذا كوتب فلمن يكون ولاءه ؟
السائل : ... اعتقوه
الشيخ : أيه لكن إذا اشترى نفسه من سيّده؟
السائل : باع على نفسه.
الشيخ : باع على نفسه يكون له، العموم ( إنّما الولاء لمن أعتق ) هذا عامّ.
السائل : ...
الشيخ : يكون للذي كاتبه، واختلف العلماء رحمهم الله فيما لو أعتق عبدا من الزّكاة وإعتاق العبيد من الزّكاة جائز فلمن يكون ولاؤه؟ المذهب ولاؤه لمن أعتقه حتى في الزّكاة، والقول الثاني أنه ليس لمن أعتقه ولكنّه لأهل الزّكاة، لأهل الزّكاة، يعني بمعنى يضمّ إلى الزّكاة التي يجنيها الإمام، ومن العلماء من يقول إنّه يصرف في بيت المال، وبيت المال أوسع من الزّكاة، نعم يا سليم.
السائل : عفا الله عنك يا شيخ ... في نفس المسجد ... بعضهم أكثر الناس إذا قام ... لكن يفعلونه الناس
الشيخ : إيه.
السائل : ما أدري يا شيخ هل لها أثر أو لا؟
سؤال عن بعض أحكام السلام على من في المسجد ذهابا وإيابا ؟
السائل : ... يا شيخ.
الشيخ : ... أن أسلّم أن أسلم إذا جيت وإذا انصرفت، ورأيت أيضا مشايخنا يفعلون هذا.
إذا اشترط على إنسان شرط محرم وحلف على تنفيذه وشهد عليه ؟
الشيخ : فإنّه لا يجوز الوفاء به، لكن لمن شرط له إذا كان جاهلا وفات مقصوده أن يفسخ العقد، فهمت؟ نعم.
ما يفعله بعض الناس أنه إذا وصل إلى الصف سلم وجلس ثم بعد الأذكار سلم ؟
الشيخ : ما أرى هذا إلاّ إذا خاف مفسدة، إذا خاف مفسدة لا بأس، ولا يسلّم عليهم عموما يسلّم على اللي بجانبه فإذا خاف مفسدة فليسلّم، أو كان يريد أن يسلّم ليسأله عن شيء خاصّ فلا بأس.
السائل : ... بعد الصلاة ...
الشيخ : لا، هذا فيه عناء، فيه عناء ومشقّة.
السائل : من البدع ...
الشيخ : أي نعم هاه؟
السائل : الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ... وأكّد هذا الشّرط هل رجع الولاء لعائشة ام بقي ...
الشيخ : لا،؟ صار الولاء لعائشة، لعائشة نعم؟
السائل : إذا كان ...
الشيخ : اللي وراء عبد الله.
ما حكم كتابة آية (( وقل اعملوا فسيري الله علملكم ورسوله ... )) في الشهادات وغيرها ؟
الشيخ : ما يجوز، لا يجوز هذا، لأنّه لولا رآه الله فالرّسول لا يراه.
السائل : ... الحديث ... مختلفان فهل ...
الشيخ : مثل إيش؟
السائل : مثل الحديث الذي معنا ...
الشيخ : إيه، القصّة واحدة لا شكّ نعم، وهو إنّما قال أحد اللّفظين ولا ندري أيّهما أرجح فحينئذ نقول نأخذ بهما جميعا، نقول متى اطمأنّ فقد اعتدل لأنّه ما يمكن يطمئنّ بين الرّكوع وبين القيام لا بدّ يعتدل فنأخذ بما هو أحوط.
هل يشكل على ما ذكرناه من جواز دخول الكافر للمسجد للمصلحة قصة عمر مع أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما في كاتبه ؟
الشيخ : لا لا، ما لها دخل لأنّ هذا يريد أن يولّيه على أمور المسلمين ودخول الكافر للمسجد ما فيه ولاية، نعم؟
السائل : ... أبو موسى قال له هل ... قال ولكنه كاتب
الشيخ : أنا ما أحفظ هذا ولعلّ عمر رضي الله عنه لاحظ يعني التّشدّد في هذا
17 - هل يشكل على ما ذكرناه من جواز دخول الكافر للمسجد للمصلحة قصة عمر مع أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما في كاتبه ؟ أستمع حفظ
مناقشة ما سبق .
الطالب : لأن العبادة يشترط فيه شرطان الشرط الأول الإخلاص والمتابعة فلا بدّ أن يعرف الإنسان ..
الشيخ : ولا تتحقّق المتابعة؟
الطالب : لا تتحقق المتابعة إلاّ بمعرفة ...
الشيخ : إلاّ بمعرفة كيفيّة العبادة، طيب هذا الحديث حديث أبي هريرة له اسم عند أهل العلم يعرف به؟
الطالب : يعرف بحديث المسيء في صلاته.
الشيخ : يعرف بحديث المسيء في صلاته، وما هو الاسم الذي ينبغي أن يكون عليه؟
الطالب : ... أن يسمّى الجاهل بصلاته.
الشيخ : نعم طيب، حذف المؤلّف رحمه الله منه ما لا تعلّق له بالصّلاة على ظنّ المؤلّف فما الذي حذف منه ...؟
الطالب : حذف ( ... مع النبي صلى الله عليه وسلم فردّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم السّلام ثمّ قال: ارجع فصلّ فإنّك لم تصلّ فرجع فصلّى كما كان صلّي ثمّ جاء فسلّم ... النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم السّلام ثمّ قال: ارجع فصلّ فإنّك لم تصلّ فقال: والذي بعثك بالحقّ ما أحسن غير هذا فعلّمني ).
الشيخ : طيب، هل ما حدث متعلّق بالصّلاة أو لا؟
الطالب : ... لا تعلق له بالصلاة
الشيخ : يعني ليس له تعلّق بصفة الصّلاة لكن له تعلّق بالصّلاة من جهة أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لم يأمره بقضاء ما فات منه وهو لا يصلّيها إلاّ على هذا الوجه وهذا يتعلّق بحكم قضاء الصّلاة إذا فعلها الإنسان على غير وجه صحيح جاهلا، لكن لمّا كان المؤلّف رحمه الله لا يريد إلاّ أن يذكر الصّفة فقط حذف هذا. ما معنى قوله: ( أسبغوا الوضوء ) ...؟
الطالب : ...
الشيخ : ... وأتمّوا طيب أحسنت، هل له شاهد بأنّ سبغ أو أسبغ بمعنى الكمال؟
الطالب : قوله تعالى: (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )).
الشيخ : نعم له شاهد من قوله تعالى: (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )) طيب قوله ( اركع ) ما معنى الرّكوع أحمد؟ أو ما شرحناه؟
الطالب : شرحناه.
الشيخ : طيب.
الطالب : معنى الركوع هو أن ينحني تعظيما لله جلّ وعلا.
الشيخ : طيب، بحيث يمسّ ركبتيه بيديه، طيب هذه لم أذكرها لكم لكن هي تذكر الآن أن يحني ظهره بحيث يمسّ ركبتيه بيديه إذا كان معتدلا يعني رجلا معتدلا، لأنّ بعض النّاس يداه طويلة يمسّها بأقلّ انحناء، وبعض النّاس يداه قصيرة لا يمسّ إلاّ بانحناء تامّ ونحن نتكلّم على أدنى ما يجزئ في الرّكوع، وقال بعض أهل العلم الرّكوع أن يكون إلى الرّكوع التّامّ يعني الرّكوع الواجب أن يكون إلى الرّكوع التّامّ أقرب منه إلى القيام التّامّ وهذا لا بأس وله وجه جيّد لكنّه لا ينضبط تماما إن لم يدرك أنّه إلى الرّكوع التّامّ أقرب منه إلى القيام التّامّ هذا يحتاج إلى موازنة لكن إذا قلنا بحيث يمسّ الوسط يديه بركبتيه نعم أن يمس ركبتيه بيديه فهذا حدّ منضبط، طيب ما معنى قوله: ( تطمئنّ )؟ الأخ ... آه سليم؟
الطالب : سمّ يا شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : الاستقرار يا شيخ.
الشيخ : الاستقرار، تطمئنّ يعني تستقرّ، طيب قوله: ( ثمّ افعل ذلك في صلاتك كلّها ) نعم خالد؟
الطالب : يحتمل ما بقي من صلاته ...
الشيخ : يحتمل أنّ المراد به ما بقي من صلاته أي يفعله في جميع الرّكعات، أو؟
الطالب : أو في جميع الصلوات.
الشيخ : أو في جميع الصّلوات المقبلة، طيب وهل بين المعنيين منافاة؟
الطالب : لا.
الشيخ : إذن يحمل عليهما جميعا.
ولابن ماجه بإسناد مسلم : ( حتى تطمئن قائماً ) .
الطالب : بدأنا فيها.
الشيخ : هاه؟
الطالب : بدأنا.
الشيخ : طيب إيش أخذنا؟ الأوّل إيش؟
الطالب : ملاحظة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه.
الشيخ : ... كمال كمال مراقبته ورعايته لأصحابه، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : ملاحظة ومراقبة لا بأس ما فيه أي فرق لكن أهمّ شيء الرّعاية.
تتمة فوائد حديث : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء .. ) .
ويدلّ لهذا أيضا أنّ الجاهل بالشّريعة كالذي لم يبعث إليه رسول وقد قال الله تعالى: (( وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا )) وقال الله تبارك وتعالى: (( رسلا مبشّرين ومنذرين لئلاّ يكون للنّاس على الله حجّة بعد الرّسل )) وقال تعالى: (( وما كان ربّك مهلك القرى حتى يبعث في أمّها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنّا مهلكي القرى إلاّ وأهلها ظالمون )) ويدلّ لهذا أيضا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لم يأمر المستحاضة التي كانت تدع الصّلاة وقت استحاضتها بانية على الأصل وهو الأصل أنّ الدّم حيض فلم يأمرها بالإعادة، ويدلّ لهذا أيضا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يأمر عمّار بن ياسر رضي الله عنه حينما تمرّغ على الصّعيد من أجل التّطهرّ من الجنابة وصلّى بهذا ولم يأمره بالإعادة لأنّه كان جاهلا وبنى على قياس ليس بصحيح بعد أن تبيّن الحكم بالنّصّ المهمّ أنّ هذه القاعدة تنفعك
ولكن هل نطلق العذر بهذا النّوع من الجهل أو نقول إذا لم يفرّط؟ هذه مسألة في الحقيقة تحتاج إلى تحرٍّ قد نقول أنّه إذا كان في بادية ولا يطرأ على باله وجوب هذا الشّيء وليس عنده علماء وكل من حوله كلّهم جهّال فهذا لا نلزمه بالقضاء ليس في الصّلاة فقط حتى في الصّيام، لو فرض أنّ امرأة بلغت بالحيض لا بالسّنّ ولم يطرأ على بالها ولا على بال أهلها أنّها تصوم حتّى تتمّ خمس عشرة سنة وهي قد بلغت في السّنة الثانية عشرة فتركت قبل الخامسة عشرة؟
الطالب : ثلاث سنوات.
الشيخ : ثلاث رمضانات فإنّنا لا نأمرها بالقضاء ونقول استجدّي النّشاط على الطّاعة في المستقبل لكن لو كان هذا الذي جهل الأمر في مدينة العلم فيها واسع وكثير والعلماء فيها كثيرون ولكنّه تهاون ولم يسأل، أو قيل له اسأل فقال: (( يا أيّها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) فهذا ليس بمعذور لأنّه أمكنه العلم ونبّه على هذا ولم يفعل، فالحاصل أنّ الجهل المطبق الذي لا يطرأ على بال الإنسان وجوب الشّيء وهو في غفلة تامّة لا في تغافل فهذا لا يلزم بقضاء ما فات من الواجب
فإن قال قائل هذا واضح فيما إذا كان الحقّ بين العبد وبين ربّه، لكن إذا كان الحقّ يتعلّق به حقّ الغير كما لو كان لا يزكّي على ماله جهلا منه بوجوب الزّكاة، جهلا منه بوجوب الزّكاة، فهل يلزمه أن يزكّي لما مضى أو نقول هو على القاعدة؟ الظاهر الثاني، الظاهر الثاني، لأنّ حقّ الفقراء في الزّكاة ليس حقّا محضا بل هو حقّ أوجبه الله لهم يعني ليس كالدّين الذي نقول يجب على الإنسان قضاء الدّين ولو طالت المدّة بل هذا حقّ أوجبه الله لهم ففيه شائبة أكبر من حقّ الله عزّ وجلّ من شائبة المخلوق
طيب هل نقول مثل ذلك لو أنّ شخصا ترك واجبا من واجبات الحج ولم يعلم أنّ فيه الفدية هل نقول تسقط عنه؟ الجواب لا، ما تسقط عنه وجه ذلك أنّ الفدية ليس لها وقت ليس لها وقت معيّن، فإذا لم يكن لها وقت معيّن فمتى ذكر أو علم وجب عليه أن يقوم بهذا.
ومن فوائد هذا الحديث حسن فهم الصّحابة رضي الله عنهم فهذا رجل أعرابي لمّا أراد أن يقسم على أنّه لا يعرف غير هذا عدل عن الإقسام بالله إلى الإقسام بصفة تشعر بأنّه ملتزم بما يقوله النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لقوله: ( والذي بعثك بالحقّ ) وهل نقول إنّه إذا حلف على شيء فإنّه يختار من أسماء الله ما يناسبه؟ أن نقول الجواب في هذا تفصيل، أمّا إذا كان الشّيء يحتاج إلى ذكر المناسب فليذكره، وأمّا إذا كان لا يحتاج فالقسم بالله أولى يعني بلفظ الله.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ طلب التّعليم لا يدخل في السّؤال المذموم لا يدخل في السّؤال المذموم لأنّ الرّجل قال علّمني وليس كالمال، يعني سؤال العلم أهون بكثير من سؤال المال، لأنّ المال النّفوس مجبولة على محبّته فسؤال الغير المال يكون ثقيلا عليه لكن العلم؟ العلم ليس ثقيلا على النّفوس وبذله سهل فسؤاله ليس فيه كراهة إطلاقا بل قد نقول إنّه واجب
ولكن هل نقول إنّ الإنسان ينبغي أن يسأل في الوقت المناسب؟ أو يسأل ولو شقّ على المسؤول؟ الأوّل، أحيانا لا يناسب السّؤال لا سيما إذا لم يكن ضروريّا فهنا لا تسأل تحرج صاحبك، ربّما يتحمّل يتحمّل يتحمل لكن مع إحراج مثل أن يكون محتاجا إلى أن يقضي حاجته، أو محتاجا إلى موعد قرّره من قبل أو ما أشبه ذلك، ويعلم هذا بحال العالم الذي تريد أن تسأله، فرق بين أن يكون متأهّبا لتلقّي الأسئلة ويكون على عجل فلا تحرجه إلاّ على المسائل الضّروريّة فلا بدّ منها.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه يشرع الوضوء لكلّ صلاة لقوله: ( إذا قمت إلى الصّلاة ) وهذا يعمّ جميع الصّلوات ولكنّه ليس على سبيل الوجوب إلاّ على من أحدث ولهذا قال أهل العلم يستحبّ تجديد الوضوء عند كلّ صلاة لأنّهم أخذوا هذا من عموم قوله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا )) ولكن لا يجب إلاّ ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : إلاّ عن حدث، لأنّه ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه يصلّي أحيانا الصّلوات الخمس كلّها بوضوء واحد.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الوضوء شرط لصحّة الصّلاة لأنّه أمر به للصّلاة وهو سابق عليها وكلّ ما يجب للصّلاة قبلها فهو من شروطها لأنّ الأركان نفس ماهيّة العبادة والشّروط سابقة تنقضي قبل الدّخول في العبادة لكن بعضها قد يلزم أن يصحب العبادة إلى آخرها كاستقبال القبلة والطّهارة وستر العورة وما أشبه هذا.
ومن فوائد هذا الحديث عدم التّفصيل في المجمل إذا كان معلوما لقوله ( أسبغ الوضوء ) ولم يبيّن كيف الوضوء لأنّه معلوم على أنّه ربّما يكون هذا الرّجل لا يعرف الوضوء لكن لو كان لا يعرفه لقال علّمنيه لأنّ المقام مقام تعليم.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب استقبال القبلة لقوله: ( ثمّ استقبل القبلة ) وسبق لنا أنّ استقبال القبلة شرط لصحّة الصّلاة إلاّ في مواطن، من يذكرها؟ ارفع يدك.
الطالب : إذا كان ..
الشيخ : يسقط في النّافلة في السّفر هذا واحد نعم.
الطالب : إذا خاف ...
الشيخ : عند الخوف طيب نعم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم؟ إيش؟
الطالب : للضّرورة ...
الشيخ : لا، عند العجز، عند العجز، كمريض لا يمكن أن يوجّه إلى القبلة وأسير وما أشبه ذلك، هذه ثلاثة أشياء، فيه شيء آخر؟ الجهل؟ لا هذه قصدك يعني إذا اجتهد وأخطأ؟ لا هذا استقبل القبلة شرعا يعني له حكم مستقبل القبلة لكن ما ذكرناه يعلم أنّ القبلة من هنا ويتركها، ثمّ يستقبل القبلة.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب تكبيرة الإحرام لقوله: ( فكبّر ) بلفظ الله أكبر فلو أتى بلفظ يدلّ عليها مثل أن يقول الله أعظم، عقيل ماذا تقول؟ لا يجزئ؟
الطالب : لا يجزئ.
الشيخ : نعم لا يجزئ، لا يجزئ إلاّ الله أكبر بهذا اللّفظ، لو قال الله أجلّ أو أعظم أو أعزّ أو أعلم ما يكفي ولها شروط في الواقع أظنّها سبقت شروط، يشترط أن تكون بهذا اللّفظ ويشترط الترتيب بين الكلمتين الله أكبر، فلو قلت الأكبر الله لم يجزئ لأنّ ألفاظ الأذكار توقيفيّة، ويشترط أن لا يمدّ الهمزة لكن في الجزء الأوّل منها وإلاّ في الثاني؟ فلو قال آلله أكبر ما أجزأ ولو قال الله آكبر ما أجزأ لأنّه يحوّل الجملة إلى؟
الطالب : استفهام.
الشيخ : إلى استفهام، يشترط أيضا أن لا يمدّ الباء فيقول الله أكبار قال أهل العلم بأنّ أكبار جمع كَبَر كأسباب جمع سبب، والكبر من أسماء القبر فلا يجزئ، لو قال الله ومدّها مدّا طويلا، يوجد بعض المؤذنّين يمد الله اللّام هذه يمدّها مدّا طويلا جدّا فهل يجزئ أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : الظاهر يجزئ لكنّه أخطأ من حيث التّجويد
ومن فوائد هذا الحديث وجوب قراءة القرآن حسب ما يتيسّر للإنسان لقوله: ( اقرأ ما تيسّر معك من القرآن ) وهذا الحديث مجمل لكن بيّنت السّنّة أنّه يجب أن يقرأ الفاتحة لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) فإن عجز عنها قرأ ما يكون بقدر آياتها وكلماتها يعني سبع آيات تكون على قدر كلمات الفاتحة أو أزيد، هذا ممكن أو غير ممكن؟
الطالب : ممكن.
الشيخ : ممكن يكون الفاتحة ما حفظها لكن حفظ آيات من أماكن أخرى فإن لم يعرف شيئا فالتّسبيح والتّحميد والتّهليل والتّكبير.
ومن فوائد هذا الحديث الإشارة إلى تيسير الشّريعة الإسلاميّة لقوله: ( ما تيسّر معك من القرآن ) طيب إذا قدّر أنّه حينما دخل الوقت لم يكن يعرف الفاتحة لكن بإمكانه أن يتعلّمها فهل نقول أخّر الصّلاة حتى تتعلّمها وتقرأ أو صلّ في أوّل الوقت بدون قراءة؟
الطالب : الأوّل.
الشيخ : الأوّل نعم، نقول إذا كان يمكنه أن يتعلّمها قبل خروج الوقت فليفعل لأنّه قدر على أن يأتي بالرّكن قبل خروج الوقت أمّا إذا كان لا يستطيع فليصلّ في أوّل الوقت على الحال التي يستطيعها.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب الرّكوع لقوله: ( اركع ) وهو من الأركان، من أركان الصّلاة لأنّ الله تعالى عبّر به عن الصّلاة، والتّعبير بالجزء عن الكلّ يدلّ على أنّه ركن فيه هكذا ذكر العلماء هذه القاعدة المفيدة التّعبير بالجزء عن الكلّ يدلّ على أنّه ركن فيه، وقد عبّر الله بالرّكوع عن الصّلاة في قوله تعالى: (( واركعوا مع الرّاكعين )) وقوله: (( يا أيّها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا )) ومن فوائد هذا الحديث وجوب الطّمأنينة وهي الاستقرار وهل المراد الاستقرار بقدر الذّكر الواجب أو الاستقرار وإن كان أقلّ؟ في ذلك قولان للعلماء منهم من يقول يجب أن يستقرّ بقدر ما يقول سبحان ربّي العظيم، ومنهم من يقول الاستقرار وإن لم يتمكّن وإن لم يكن بقدر قول سبحان ربّي العظيم أفهمتم؟ ولكن لو ركع بأسرع ممّا يقول سبحان ربّي العظيم وقلنا إنّ سبحان ربّي العظيم واجب في الصّلاة وتركها عمدا هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : إنّها واجبة في الصّلاة وهذا تركها عمدا؟
الطالب : بطلت صلاته.
الشيخ : بطلت صلاته لترك الواجب لكن إذا قلنا إنّها ليست بواجبة أو نسي فصلاته صحيحة، إذا قلنا إنّ المراد الطّمأنينة ولو أقلّ من الذّكر الواجب كم من الفوائد طيب توافقون على هذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب نأخذ خمس دقائق أسئلة ونكمّل، نعم؟
ما حكم ما إذا قال المكبر في الصلاة " الله وكبر " ؟
السائل : الله وكبر.
الشيخ : نعم، إذا قال الله وكبر فلا بأس تجزئ.
السائل : وجهه وجهه؟.
الشيخ : هذا جائز في اللغة العربيّة، قلب الهمزة واوا بعد الضّم جائز في اللّغة العربيّة، نعم جمعة؟
السائل : شيخ أحسن الله إليكم، القاعدة أنّ المسيء في صلاته الجاهل في صلاته يعذر إذا ... لا تصح صلاته
سؤال عن حكم ما إذا فرط في الصلاة فهل يعيدها إذا خرج الوقت وهل إذا تلقف الصوفية المسلمين الجدد وربوهم تربية خرافية فهل هؤلاء إسلامهم صحيح ؟
الشيخ : إلاّ يؤمر، إذا كان في الوقت يؤمر بالإعادة.
السائل : إذا خرج الوقت يا شيخ.
الشيخ : إذا خرج الوقت ما يؤمر.
السائل : وكذلك تارك الصّلاة كافر على القول الصّحيح.
الشيخ : هذا إذا صلّى.
السائل : لكن يصلي على وجه لا يصح.
الشيخ : لا يدري أنه لا يصح.
السائل : شيخ ... القاعد ة ... السؤال ... الدعوة والتبليغ ... فيدعون غير المسلمين إلى الإسلام فيدخلونهم في الإسلام لكن على طريقة غير صحيحة.
الشيخ : كيف؟
السائل : يدخلونهم في بعض الطّرق يقولون مثلا يدخلون واحد في الإسلام لكن الإسلام عندهم تربية فيدخلونهم في أماكن يقولون أنت ترى الله.
الشيخ : ترى الله؟!
السائل : إيه، يعني بعد أربعة عشرا يوما أو كذا ترى الله وإذا رأيت الله فتكون كذا وكذا رأينا بعضهم يموتون على هذا لا يعطونهم الطعام والشراب الكافي
الشيخ : هل يعلم هذا العامّي أنّ هناك حقّا سوى هذا؟
السائل : لا ما يعرف هو جديد في الإسلام.
الشيخ : هذا لا يؤمر بقضاء الصّلاة لأنّه مغرور ...
السائل : إسلامه بارك الله فيك؟
الشيخ : إسلامه صحيح، إسلامه صحيح، يعامل معاملة المسلم لأنّه جاهل مسكين، رأى هذه العمائم وهذه الأكمام وهذه المساويك، نعم فهمت؟ وهذا الوجه الي يخلوه ... مرة يظنّ هذا هو الإسلام، لكن هم أوّلا يمرّنونه على أنّه يرى الله؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : ما شاء الله.
السائل : أول مرة يدخلونه في محلّ يسمّونه تربية يمكث ... أيام بعده يخرج
الشيخ : محلّ واسع وإلاّ ضيّق؟
السائل : لا يطّلع عليه أحد، محلّ ضيّق لا يكلّمه أحد ... طلاسم ... لا يتكلّم مع أحد ولا يعطونه الطعام والشّراب الكافي.
الشيخ : ...
السائل : موجود.
الشيخ : موجود في أيّ مكان؟
السائل : موجود في تّشاد وفي أفريقيا كثير.
الشيخ : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
السائل : ... فاذا جاء ...
الشيخ : الله يهديهم، الله يهديهم، مشكلة، نعم يا سليم؟
22 - سؤال عن حكم ما إذا فرط في الصلاة فهل يعيدها إذا خرج الوقت وهل إذا تلقف الصوفية المسلمين الجدد وربوهم تربية خرافية فهل هؤلاء إسلامهم صحيح ؟ أستمع حفظ
الذي لا يحسن الفاتحة يا شيخ هل تصح صلاته خلف إمامه في السرية ؟
السائل : عفا الله عنك يا شيخ، الذي ما يتقن الفاتحة يا شيخ؟
الشيخ : نعم.
السائل : ... يتحرى انسان يصلي معه صلاته صحيحة يا شيخ؟
الشيخ : على رأي بعض العلماء صحيحة، الذين يرون أنّ قراءة الإمام قراءة للمأموم يصحّحون صلاتهم.
السائل : هو يجب عليه أن يتعلّم في نفس الوقت؟
الشيخ : أي نعم، يجب في نفس الوقت إذا أمكن، فإن ضاق الوقت صلّى وإن لم يقرأ. نعم
السائل : ...
الشيخ : إيش؟
السائل : لماذا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لم يذكر الفاتحة في هذا الحديث؟
الشيخ : نعم، خاف أن يشقّ عليه قال: ( اقرأ ما تيسّر معك من القرآن ) فخاف أن يشقّ ثمّ بعد هذا لا بدّ أن يعلّمه، نعم يا عبد الوهّاب؟
الناطقون بغير العربية يا شيخ إذا صعب تعليمهم بالعربية فماذا يجب عليهم في حال القراءة في صلاته ؟
الشيخ : نعم؟
السائل : غير الناطقين بالعربيّة يا شيخ.
الشيخ : نعم.
السائل : إذا صعب تعليمهم بالعربيّة فماذا يجب عليهم يا شيخ في القراءة؟ هل بلغته؟
الشيخ : هذه بعض العلماء قال يقرأها بلغته ولا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها، وبعضهم قال لا، تترجم له الأذكار الواجبة لأنّ ترجمة الأذكار جائزة وترجمة القرآن غير جائزة.
السائل : ماذا يجزؤه في هذه الحال يعني؟
الشيخ : يجزؤه سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر تترجم له ويقرأها بلغته، نعم؟
24 - الناطقون بغير العربية يا شيخ إذا صعب تعليمهم بالعربية فماذا يجب عليهم في حال القراءة في صلاته ؟ أستمع حفظ
متى يكون التكبير حال الانتقال بين الركنين ؟
الشيخ : نعم إيش؟
السائل : متى يكون التّكبير إذا انتقل من ركن إلى آخر؟
الشيخ : أي، يكون بين الانتقالين، يعني بين الرّكن الذي انتقل منه والرّكن الذي انتقل إليه، هاه؟
السائل : يمدّها يعني؟
الشيخ : يمدّها؟ لا يمدها ليش يمدّها؟ المذهب عندنا لا بدّ أن يكون التّكبير بين الرّكنين فإن بدأ بالتّكبير قبل لم يصحّ، وإن كمّله بعد لم يصحّ، لكن هذا لا شكّ أنّه قول فيه حرج على المسلمين والرّاجح أنّه إذا بدأه قبل وكمّله بعد أن شرع في الانتقال فلا بأس وكذلك لو بدأ به في حال الانتقال وكمّله بعد الوصول إلى الرّكن الثاني فلا بأس وعليه عمل النّاس، لكن المشكل أنّ بعض الأئمّة يجتهد اجتهادا خاطئا لا يكبّر إلاّ إذا وصل إلى الرّكن الثاني، يعني مثلا إذا نزل من الرّكوع إلى السجود ما يكبّر إلاّ إذا سجد فهمت؟ وكذلك في تكبير الرّكوع، وايش حجّتك يا رجل؟ قال حجّتي لئلاّ يسبقني المأموم لأنّ المأموم لن ينتقل إلاّ إذا سمع التّكبير فيقال هذا غلط، هذا على كلام الفقهاء صلاته فاسدة لأنّه لم يأت بالتّكبير في موضعه، انتهى الوقت، أي نأخذ الفوائد كما اقترحتم. نعم طيب
تتمة فوائد حديث : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ... ) .
الطالب : الطّمأنينة.
الشيخ : طيب الطّمأنينة، ذكرنا أنّ الظّهر ينحني لكن إذا كان لا يستطيع أن ينحني فماذا يصنع يومئ يؤمي برأسه وينحني بقدر ما يستطيع وهذا يأتينا إن شاء الله في صلاة أهل الأعذار، وإذا كان أحدب صفته راكعا وقائما على حدّ سواء فماذا يصنع بالنّيّة ينوي الرّكوع، ولهذا عبارة الفقهاء وينويه أحدب لا يمكنه، يعني ينوي الرّكوع الأحدب الذي لا يمكنه، قال ابن عقيل رحمه الله كفلك في العربيّة، كفلك في العربيّة، وش معناها؟ أنّ الفلك تصلح للمفرد والجمع فتقال في المفرد وتقال في الجمع، قال الله تبارك وتعالى: نعم (( والفلك التي تجري في البحر )) هذا وش؟ مفرد وإلاّ جمع؟
الطالب : ...
الشيخ : لا (( الفلك التي تجري )).
الطالب : ...
الشيخ : ليش؟ مفرد يا إخوان تجري للمفرد، وقوله: (( حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم )) هذه جمع، ولا شكّ أنّ التّشبيه هذا قاله على سبيل التّقريب، وإلاّ ما يشبّه الفقه بالنّحو
ويذكر أنّ أبا يوسف صاحب أبي حنيفة والكسائي كانا عند الرّشيد أو هارون الرّشيد، فادّعى الكسائي أنّ من كان جيّدا في علم النّحو أمكنه أن يفتي في الفقه، يعني أنّه إذا أجاد فنّا من فنون العلم يمكنه أن يدرك الفنّ الآخر فقال له أبو يوسف أرأيت لو سهى في سجود السّهو هل عليه سجود سهو؟ قال الكسائي لا، ما عليه سجود سهو، قال من أين أخذت هذا من قواعدك؟ قال من النّحو، قال عندي قاعدة أن المصغّر لا يصغّر أن المصغّر لا يصغّر! والسّجود بالنّسبة للصّلاة مصغّر، هذه ذكرت في حاشية: " الرّوض المربع " والله أعلم بصحّتها
طيب نرجع إلى كلامنا، إذا كان الإنسان لا يمكنه الرّكوع لكن يمكنه القيام فماذا يصنع؟ يومئ بالرّكوع ويحني ظهره بقدر المستطاع، إذا كان ظهره منحنيا كالرّاكع فكيف يركع؟
الطالب : بالنّيّة.
الشيخ : بالنّيّة طيب
( ثمّ اركع حتى تطمئنّ راكعا، ثمّ ارفع حتى تعتدل قائما وتطمئنّ قائما ) يعني لا بدّ من الاعتدال والطّمأنينة بعد الرّكوع، الطّمأنينة بإيش؟ هي على ما قال الفقهاء السّكون وإن قلّ، وعلى القول الآخر السّكون بقدر الذّكر الواجب، ومعلوم أنّ القيام بعد الرّكوع ليس فيه ذكر واجب إلاّ قول ربّنا ولك الحمد للإمام والمنفرد، أمّا المأموم فإنه يقول ربّنا ولك الحمد في حال نهوضه من الرّكوع
( ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجدا ) ولم يبيّن في هذا الحديث كيف السّجود ولا على أيّ عضو يسجد ولكن قد جاءت به السّنّة في مواضع آخرى يسجد على الأعضاء السّبعة وهي الجبهة ويتبعها الأنف واليدان أي الكفّان، والرّكبتان وإيش وأطراف القدمين، ويقال ( حتى تطمئنّ ساجدا ) ما قيل في ( حتى تطمئنّ راكعا ). ثم نعم
ومن فوائد هذا الحديث أيضا وجوب الرّفع من السّجود والجلوس بين السّجدتين لقوله: ( ثمّ ارفع حتى تطمئنّ جالسا ) أفهمت؟ طيب، هل نقول يكتفى بقوله ( ثمّ ارفع ) نعم ( حتى تطمئنّ جالسا ) ونقول نكتفي بالقول إنّ الجلوس بين السّجدتين من الأركان، أو لا بدّ نقول الرّفع من السّجود والجلوس؟ يعني نعدّهما شيئين؟ الجواب الثاني الثاني لأنّنا نقول الرّفع والثاني نعم الجلوس
فإن قال قائل إذا جلس فقد رفع فلا حاجة أن نقول الرّفع فالجواب أنّه قد يكون هناك حاجة، لو أنّه كان ساجدا وسمع وجبة، وجبة إيش؟
الطالب : صوت صوت .
الشيخ : ايش سقطة أو شيء له صوت ثمّ فزع وهو ساجد وقام، وقال ما دام قمت أبي أجلس وأخلّيه رفع من السّجود، يستقيم وإلاّ لا يسقيم؟
الطالب : لا يستقيم.
الشيخ : لا يستقيم، لأنّه لا بدّ أن يكون الرّفع متعبّدا به لله عزّ وجلّ أي ناويا أنّه من الصّلاة وهذا ما نوى، هذا هو السّرّ أنّ بعض أهل العلم قال الرّفع من السّجود والجلوس بين السّجدتين، وإن كان بعضهم قال يغني عن قولنا الرّفع من السّجود نقول الجلوس بين السّجدتين طيب
( ثمّ ارفع حتى تطمئنّ جالسا ) ومن فوائد هذا الحديث أنّ الإنسان إذا جلس بعد السّجدة الأولى أجزأه الجلوس على أيّ صفة كانت لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم في هذا الحديث لم يقيّده بصفة لكن دلّت السّنّة أنّ الجلوس يختلف بين التّشهّدين وبين الجلسة بين السّجدتين، في التّشهّدين، إذا كان في الصّلاة تشهّدان يكون الجلوس للتشهد الأوّل إيش؟ افتراشا، والجلوس للتّشهّد الثاني تورّكا ووضع اليدين سواء، في الجلوس بين السّجدتين يكون افتراشا ويكون اقعاء نعم على قول بعض العلماء والصّحيح أنّه لا إقعاء فيه، ووضع اليدين قال الفقهاء إنّهما تكونان مبسوطتين على الفخذين ولكن السّنّة تدلّ على أنّ وضع اليدين بين السّجدتين كوضعهما في التّشهدين
( ثمّ اسجد حتى تطمئنّ ساجدا ) السّجدة الثانية، ويقال فيها كما قلنا في الجملة الأولى
فمن فوائد هذا الحديث أنّ السّجود مرّتين ركن من أركان الصّلاة فلو نسي إحدى السّجدتين في الرّكعة الأخيرة وسلّم فهل تصحّ صلاته؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، طيب لو أتى بسجود السّهو؟
الطالب : لا تصحّ.
الشيخ : ما تصحّ، لأنّ سجود السّهو لا يغني عن الرّكن لكن لو ترك التّشهّد الأوّل صحّ، ولهذا أخطأ بعض المأمومين الذي سها عن السّجدة الثانية للرّكعة الأخيرة وتشهّد وسلّم فقيل له أنّه نسي السّجدة الأخيرة فانصرف وسجد سجدتين للسّهو فخاطبه بعض المأمومين قالوا ما سجدنا إلاّ مرّة واحدة، قال هاتان السّجدتان تجبران ما نقص ماذا تقولون؟ خطأ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وجهله نوعه؟
الطالب : مركّب.
الشيخ : مركّب، فالسّجدتان لا تجزئان عن الأركان ولهذا لم يكتف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بهما حين سلّم قبل أن يتمّ.
طيب يقول من فوائد هذا الحديث جواز الإحالة على المعلوم لقوله: ( ثمّ افعل ذلك في صلاتك كلّها ) وقد جاء تعليم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على هذا الوجه فإنّ عمر رضي الله عنه لما سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الكلالة قال له: ( ألم تكفك آية ... ) فأحاله على آخر سورة النّساء فإنّها صريحة في تبيين معنى الكلالة فالإحالة لا بأس بها في مسائل العلم لكن بشرط أن تكون معلومة أما إذا أحال على شيء قد يخفى فيقول مثلا الحكم كذلك بشرط هذا ما ... حتى تعرف المسألة المحال عليها وأمّا مع الجهالة فلا يجوز، انتهى الكلام على الفوائد فيما نعلم الآن، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : نعم.
26 - تتمة فوائد حديث : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ... ) . أستمع حفظ
سؤال عن اللفظت التي جاءت في حديث المسيء في صلاته ( ثم استقبل القبلة ... ) ؟
الشيخ : أي نعم الرّجل صلّى إلى القبلة لأنّه في المسجد، القبلة معروفة، لكن هناك في مكان قد يتهاون في الصّلاة إلى القبلة أو يلتبس عليه بعض الأدلّة مثل: (( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله )) فأراد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أن يبيّن ذلك وإلاّ فالظاهر أنّه حين صلّى صلّى إلى القبلة ما أظنّه أنّه صلّى إلى غير القبلة، نعم؟
السائل : شيخ بارك الله فيك.
في قوله تعالى (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ... )) هل فيها دليل لمن يقول إن الذين ماتوا قبل البعثة هم معذورون ؟
الشيخ : أي، لا يعذّبون إلاّ من علمناهم بالنّصّ وإلاّ فهؤلاء يمتحنهم الله عزّ وجلّ يوم القيامة بما الله به عليم فإن أجابوا وامتثلوا دخلوا الجنّة وإلاّ فلا هذا هو الصّحيح في أهل الفترة .
28 - في قوله تعالى (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ... )) هل فيها دليل لمن يقول إن الذين ماتوا قبل البعثة هم معذورون ؟ أستمع حفظ
سؤال عن وضعية اليد اليمنى بين السجدتين ؟
السائل : أحسن الله إليك ...
الشيخ : أي نعم يشار، هكذا جاء في مسند الإمام أحمد من حديث وائل بن حجر والحديث استدلّ به ابن القيّم في: " زاد المعاد " وذكر صاحب " الفتح الرّبّاني " في شرحه للمسند أنّ إسناده صحيح أو قال جيّد وكذلك الأرناؤوط في تعليقه على " زاد المعاد " وقول من يقول إنّه شاذّ فيه نظر لأنّ الشذوذ إنّما يحكم به إذا خالف غيره، وهنا ما خالف غيره، يعني ما فيه أحد نقل عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه بين السّجدتين كان يضع يده اليمنى مبسوطة، وإنّما يذكرون البسط في اليد اليسرى فقط وهذا يدلّ على أنّ اليد اليمنى تخالفها وقد جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عمر في بعض ألفاظ الحديث " كان إذا قعد في الصّلاة " وفي بعضها " إذا قعد في التّشهّد " لكن ذكر بعض أفراد العامّ في حكم يطابق العام لا يعد تخصيصا، نعم؟
السائل : ما هو الصّحيح في أقوال أهل العلم في حكم الانتقالات في الصّلاة هل هي ركن ... يكبر للركوع؟
الشيخ : كيف؟
ما هو الصحيح في تكبيرات الانتقالات ؟
الشيخ : التّكبير يعني؟
السائل : الانتقالات.
الشيخ : الصّحيح أنّه لا بدّ من الانتقال.
السائل : يعني من سلّم من ركعتين؟
الشيخ : نعم، من سلّم من ركعتين نقول إذا ذكر وهو قائم فليجلس حتى يكون نهوضه بعد أن دخل في الصّلاة وهذا في معنى ما ذكرنا في السّجود، الرّفع من السّجود والجلوس بين السّجود.
السائل : بعضهم قد يحصل منه هذا ولا يفعل هذا يكون كبر ... يحصل في الصّلاة كثيرا ... بعد ذلك يعيد الصلاة؟
سؤال عن بعض أحكام سجود السهو ؟
الشيخ : ... تارك للرّكن، أرى أنّه تارك للرّكن، وحديث ذو اليدين ( صلّى ما ترك ) وممّا تركه القيام، أي نعم إذا أدرك المسبوق الإمام راكعا فليكبّر للإحرام وهو قائم ثمّ إن أمكنه أن يكبّر للرّكوع فهو أفضل وإن لم يمكن فلا بأس .
من قام للركعة الثانية وقد نسي السجدة الثانية فهل يرجع لها ؟
السائل : من ترك السّجدة الثانية ثمّ قام إلى الرّكعة التالية هل يأتي بركعة أو يأتي بسجدة؟
الشيخ : إذا قام إلى الثانية وقد ترك السّجدة الثانية فليرجع.
السائل : شرع في القراءة.
الشيخ : ولو شرع في القراءة، ولو ركع يجب أن يرجع على طول، ويسجد السّجدة الثانية ثمّ يقوم ويكمّل.
السائل : ...
الشيخ : لا ما يصلح، لا بدّ من التّرتيب، نعم؟
سؤال عن قاعدة حمل المطلق على المقيد ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : ... يحمل المطلق على المقيّد؟
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ... كيف نميّز؟
الشيخ : ... حتى العامّ إذا ذكر بعض أفراده بحكم يطابق حكم العام فإنّه لا يقتضي التّخصيص، لا فرق.
السائل : ...
الشيخ : نعم؟
السائل : ...
الشيخ : ما يضرّ، نقول هذا التّقييد ما يعتبر تقييدا ما دام أنّه لا يخالف حكم العامّ أو حكما مطلقا، ثمّ هذا الحديث نصّ في معناه، يعني لو فرضنا أنّ حديث ابن عمر في التّشهّد فقط لكن لم يذكر ما ينافيه في الجلوس بين السّجدتين حتى نقول إنّه شاذّ، نعم؟
مناقشة ما سبق .
في ظنّي أنّنا قرأنا هذا؟
الطالب : بقي المناقشة.
الشيخ : طيب ما يخالف باقي المناقشة، هل هذا الحديث له سبب؟ إبراهيم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : له سبب ما سببه؟
الطالب : ( أنّ رجلا دخل المسجد وصلّى ثمّ جاء فسلّم على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ).
الشيخ : كيف صلاته؟
الطالب : كان مسيئا في صلاته.
الشيخ : إيه، ماذا يصنع؟
الطالب : لم يطمئنّ في الصلاة.
الشيخ : لا يطمئنّ في صلاته، أحسنت، ثمّ جاء فسلّم على النّبيّ صلى الله عليه وسلّم كم ردّدها؟
الطالب : ثلاث مرات.
الشيخ : ثلاث مرّات، ما هي الحكمة في ترديده؟ عبد الله؟
الطالب : في ترديد السّلام؟
الشيخ : ما هي الحكمة في ترديده لماذا لم يخبره بأوّل مرّة؟
الطالب : حتى يقرّر أنّه يجوز الإقرار على الشّيء إذا كان ... أن يعدله ...
الشيخ : لا، سليم؟
الطالب : سمّ يا شيخ؟
الشيخ : إيش الحكمة؟
الطالب : أبلغ في التّعليم يا شيخ.
الشيخ : ليكون أشدّ شوقا.
الطالب : أي نعم
الشيخ : صحيح. حتى لا ينسى هذه الصّورة، طيب قوله: ( إذا قمت إلى الصّلاة ) يعني الأخ؟
الطالب : ...
الشيخ : إذا أردت القيام، هل يشمل كلّ صلاة أو الفريضة أو ذات الرّكوع والسّجود أم ماذا؟
الطالب : يشمل كلّ صلاة.
الشيخ : كلّ صلاة، المشكل أنّه إذا قلنا يشمل كلّ صلاة يعكّر على هذا قوله اركع لأنّ هناك صلاة ليس فيها ركوع كصلاة الجنازة أجب؟ لا باس ... ما فيه مشكلة هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : السّؤال؟
الشيخ : السّؤال هل قولي إذا قمت إلى الصّلاة يشمل كلّ صلاة بما في ذلك صلاة الجنازة؟
الطالب : لا.
الشيخ : إذن يشمل الصّلاة اللي فيها الرّكوع والسّجود صحيح، أمّا قوله صلّى الله عليه وسلّم ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضّأ ) فهذا يشمل الجنازة وغيرها طيب، إسباغ الوضوء بماذا؟
الطالب : بالماء.
الشيخ : لكن إسباغه، وايش معنى إسباغه؟
الطالب : إسباغه يعني ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : يتحادر من الماء.
الشيخ : يتحادر من الماء؟
الطالب : ...
الشيخ : لا غلط، نعم سعد؟
الطالب : هو إتمامه وإكماله.
الشيخ : إتمامه وإكماله، وشاهد ذلك قول الله تبارك وتعالى: (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ))
طيب قوله: ( ثمّ استقبل القبلة ) استقبال القبلة يا سامي شرط وإلاّ ركن؟
الطالب : شرط.
الشيخ : شرط، دليل وجوبها؟
الطالب : قول الله عزّ وجلّ: (( فولّ وجهك شطر المسجد الحرام )).
الشيخ : (( ومن حيث خرجت فولّ وجهك شطر المسجد الحرام )) متى يسقط استقبال القبلة؟ الأخ؟ نعم
الطالب : أنا؟
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : لا.
الطالب : إذا كان مسافرا.
الشيخ : لا، أنت إذا سافرت تخلّ القبلة وراء ظهرك؟! نعم ... أي أنت، ألست نهارا؟ محمّد نهار؟ نعم أين هو طيب أجب -وبعد صلاة العشاء إن شاء الله اتّصل بي- متى يسقط استقبال القبلة؟
الطالب : إذا عجز يعني.
الشيخ : عند العجز، هذه واحدة، الثاني؟
الطالب : النّافلة في السّفر.
الشيخ : النّافلة في السّفر، الثالث؟
الطالب : ...
الشيخ : إيش؟
الطالب : في حال الخوف.
الشيخ : إيش؟
الطالب : في حال الخوف.
الشيخ : إيه، إذا كان خائفا، طيب ثلاث يسقط بها استقبال القبلة وكلّها لها دليل، ما هو الدّليل على سقوط استقبال القبلة حال الخوف عبد الرحمن إبراهيم؟
الطالب : قوله تعالى
الشيخ : قوله تعالى
الطالب : نعم بعد أن ذكر القتال قال: (( فإذا اطمأننتم فأقيموا الصّلاة )).
الشيخ : لا، هنا ما فيه دليل، اقرأ الذي قبلها بس، جملة قليلة قبلها.
الطالب : نعم أقول غاب عني غابت عنّي أوّلها.
الشيخ : سبحان الله! يلاّ يا جمال؟
الطالب : قوله تعالى: (( فإن خفتم فرجالا أو ركبانا )).
الشيخ : أي (( فإن خفتم فرجالا أو ركبانا )) طيب رجل كبّر في الصّلاة يا عبد الله وقال آلله أكبر؟
الطالب : ...
الشيخ : آلله أكبر، تجزئ وإلاّ ما تجزئ؟
الطالب : ما تجزئ.
الشيخ : ما تجزئ، ليش؟ هاه؟
الطالب : لأنّها استفهام.
الشيخ : ما هو دليلك على أنّ مثل هذا يكون استفهاما؟ أو الشّاهد؟
الطالب : قوله تعالى (( آلله خير أمّا يشركون )).
الشيخ : (( آلله خير أمّا يشركون )) طيب قوله: ( اقرأ ما تيسّر معك من القرآن ) إذا تيسّر معه (( قل هو الله أحد ))؟
الطالب : تكفيه. أي نعم
الشيخ : تكفيه دون الفاتحة؟
الطالب : لا بدّ من فاتحة الكتاب.
الشيخ : كيف يا شيخ؟ الحديث ( ما تيسّر ).
الطالب : يقصد به قراءة الفاتحة يا شيخ.
الشيخ : يعني لو قال قائل أنّه إذا قرأ بأيّ شيء من القرآن كفى وإن كان يعرف الفاتحة؟
الطالب : أي نعم شيخ.
الشيخ : يصحّ الاستدلال بهذا الحديث؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : إي.
الطالب : ... الحديث الآخر ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )
الشيخ : إيه طيب، يكون هذا المجمل ( ما تيسّر ) محمولا على المفصّل على إنّ الغالب في بلاد المسلمين المتيسّر قراءة الفاتحة هذا الغالب
ولهذا استحبّ العلماء رحمهم الله أنّ الإنسان يقرأ في الصّلاة الجهريّة بالمفصّل من أجل إذا تردّد على النّاس حفظوه وسهل عليهم أفهمتم؟ يعني فاختيار المفصّل له حكمة أنّ النّاس يحفظونه عكس ما يفعله بعض الناس الآن يقرأ أكثر ما يقرأ بغير المفصّل وبعضهم ... يبدأ من البقرة إلى أن يكمّل من أجل أن يسمع النّاس كلّ القرآن، هذا تعليل عليل لأنّه اللي يصلّي معك اليوم يمكن ما يصلّي معك غدا، كيف يسمعون القرآن كلّه، ثمّ هذه الطّريقة لو كانت طريقة تعليم صحيحة لكان أولى النّاس بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه لكن ما فعلوا هذا.
طيب ما هو حدّ الرّكوع الواجب؟ حبيب ما هو حدّ الرّكوع الواجب؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : الانحناء
الشيخ : لا حد الرّكوع يعني الإنحناء لكن له حدّ واجب ... كيف الحدّ الواجب؟
الطالب : إذا كان رجل متوسّط اليدين ...
الشيخ : أن يمكن مسّ ركبتيه بيديه إذا كان متوسّط اليدين، وش معنى متوّسط اليدين؟
الطالب : ... طويل اليدين وقصير اليدين
الشيخ : طيب صحيح، هذا حدّه أكثر أهل العلم، وبعضهم قال أن يكون إلى الرّكوع التّامّ أقرب منه إلى القيام التّامّ، ما هي الطّمأنينة يا فراس؟ وايش الطّمأنينة؟ تطمئنّ.
الطالب : ... بقدر ما يكفي تسبيحة واحدة ...
الشيخ : يعني الاستقرار بقدر الذّكر الواجب هذه الطّمأنينة، أسمعتم هذا؟ يقول الطّمأنينة الواجبة أدناها أن يتمكّن من الإتيان بالواجب، فمثلا في الرّكوع يتمكّن من أن يقول سبحان ربّي العظيم، وفي السّجود يتمكنّ من أن يقول سبحان ربّي الأعلى وما أشبه ذلك، وقيل إنّ الطّمأنينة الاستقرار وإن قلّ يعني حتّى وإن لم يتمكّن، وينبني على هذا لو أنّ الإنسان ركع وعلى طول نهض نسي أن يقول سبحان ربّي العظيم فصلاته صحيحة وعليه سجود السّهو لترك الواجب، وإذا قلنا إنّ الطّمأنينة هي أن يستقرّ بقدر ذكر الواجب صارت صلاته باطلة غير صحيحة لأنّه لم يستقرّ الاستقرار الواجب، قوله ( ثمّ افعل ذلك في صلاتك كلّها ) هل المراد في ركعات الصّلاة أو في الصلوات المقبلة؟ يلاّ يا صالح؟ نعم
الطالب : يحتمل هذا وهذا، كلّه محتمل.
الشيخ : يعني صالح يقول المراد في صلاتك أي في ركعاتها الباقية ويحتمل كلّ ما صلّيت فافعل هذا والأوّل أحسن، الأوّل أحسن لأنّه يدخل فيه الثاني ولا عكس. نرجع الآن إلى شرح الحديث كما قلت ...
ولابن ماجه بإسناد مسلم : ( حتى تطمئن قائماً ) . ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) ، ولأحمد : ( فأقم صلبك حتى ترجع العظام ) ، وللنسائي وأبي داود من حديث رفاعة بن رافع : ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى ، ثم يكبر الله تعالى ويحمده ويثني عليه ) ، وفيها : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ) . ولأبي داود : ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) ، ولابن حبان : ( ثم بما شئت ) .
والفرق بينهما ظاهر لأنّ مجرّد الاعتدال بلا طمأنينة لا يكفي فلا بدّ من إيش؟ من الطّمأنينة
فإن قال قائل هذا مشكل وهو حقيقة في الإشكال، كيف تكون القضيّة واحدة والقصّة واحدة، والمكان واحد والزّمان واحد والقائل واحد ثمّ يقول بعض الرّواة ( حتى تطمئنّ ) وبعض الرّواة ( حتى تعتدل ) مع أنّ الثاني أتى بلفظ يخالف السّياق قال ( حتى تعتدل ) فما ما هو الجواب على هذا الإشكال، لأن القضيّة ما هي متعدّدة حتى نقول إنّ الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال مرّة ( حتى تعتدل ) ومرّة ( حتى تطمئنّ )
الجواب أن نقول هذا سهل الجواب سهل وهو أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( حتى تطمئنّ ) أو ( حتى تعتدل ) لكنّ البعيد لا يسمعها كما يسمعها القريب، فقد يكون أحد الرّاويين نعم قال، سمعه يقول ( حتى تعتدل ) والثاني سمعه يقول إيش؟
الطالب : ( حتى تطمئنّ ).
الشيخ : ( حتى تطمئنّ )
فإن قال قائل هذا مقبول إذا كان الصّحابيّ واحدا، نعم أقصد إذا كان الصّحابي اثنين فأكثر هذا مقبول، لكن إذا كان الصّحابيّ واحدا؟ نقول الصّحابي من روى عنه؟ عدد كثير فسمعه أحد الرّواة يقول: ( حتى تعتدل ) وآخر يقول ( حتى تطمئنّ ) وإنّما قلنا ذلك لأنّ من قال ( حتّى تطمئنّ ) فقد أتى بمعنى ( حتّى تعتدل ) و إيش؟
الطالب : وزيادة.
الشيخ : وزيادة، فنأخذ بهذا، نأخذ بهذا ونقول ( حتّى تعتدل ) تحمل على حتى تعتدل وتطمئنّ، وكما في الجلوس بين السّجدتين فإنّه قال ( حتّى تطمئنّ جالسا ) ولا فرق. قال: " ومثله حديث رفاعة بن رافع عند أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) " هذا ما فيه إشكال، السّبب؟
الطالب : ...
الشيخ : تعدّد الصحابيّ، السّبب تعدّد الصّحابيّ وكما قلنا أنّ القريب يسمع أكثر ممّا يسمع البعيد على أنّ فيه احتمالا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال ( حتّى تعتدل ) ثمّ أعاد وقال ( حتّى تطمئنّ ) فيكون الحمد لله ليس هناك تناقضا والمراد الطّمأنينة.
35 - ولابن ماجه بإسناد مسلم : ( حتى تطمئن قائماً ) . ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) ، ولأحمد : ( فأقم صلبك حتى ترجع العظام ) ، وللنسائي وأبي داود من حديث رفاعة بن رافع : ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى ، ثم يكبر الله تعالى ويحمده ويثني عليه ) ، وفيها : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ) . ولأبي داود : ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) ، ولابن حبان : ( ثم بما شئت ) . أستمع حفظ