تحت باب صفة الصلاة
ولابن ماجه بإسناد مسلم : ( حتى تطمئن قائماً ) . ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) ، ولأحمد : ( فأقم صلبك حتى ترجع العظام ) ، وللنسائي وأبي داود من حديث رفاعة بن رافع : ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى ، ثم يكبر الله تعالى ويحمده ويثني عليه ) ، وفيها : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ) . ولأبي داود : ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) ، ولابن حبان : ( ثم بما شئت ) .
الطالب : واضح.
الشيخ : الآن استثنينا الرّكوع والسجود والجلوس من عموم في الصّلاة والعادة أن المستثنى يكون أقلّ من المستثنى منه هذا هو الغالب حتى إنّ بعضهم لم يصحّح الاستثناء إذا كان المستثنى أكثر إذا كان المستثنى أكثر وقالوا مثلا إنّ الرّجل إذا قال للشّخص له عندي عشرة إلاّ سبعة يلزمه؟ عشرة لأنّ هذا الاستثناء غير صحيح، إذا كان المستثنى أكثر ... المستثنى واقتصر عليه قل له عندي سبعة دراهم، أمّا تقول عشرة إلاّ سبعة هذا قلب، على كلّ حال الذي يظهر لي والذي نعمل به ومشايخنا هو أنّ ما بعد الرّكوع كالذي قبل الرّكوع إلاّ شيخنا عبد الرّحمن رحمه الله فإنّه اتّبع في ذلك نصّ الإمام أحمد وقال إنّ الإنسان يخيّر بين أن يضع اليد اليمنى على اليسرى أو أن يرسل ورأيته يرسل كثيرا.
" وللنسائي وأبي داود من حديث رفاعة بن رافع: ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى ) "
لا تتمّ ولم يقل لا تصحّ أو لا تقبل، لا تتمّ وفرق بين التّعبيرين بين لا تتمّ أو لا تصحّ أو لا تقبل وما أشبه ذلك حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله أمر الله ب... في قوله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة )) امشوا
الطالب : (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )).
الشيخ : (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )) هذا الذي أمر الله، وقوله: ( ثمّ يكبّر ) ( كما أمر الله تعالى ) تعالى أي ترفّع سبحانه وتعالى عن كلّ نقص، فتعالى في مكانه وتعالى في صفاته
( ثمّ يكبّر الله تعالى ) وهذه تكبيرة الإحرام ( ويحمده ويثني عليه ) هذا الاستفتاح، وفيها أي في هذه الرّواية ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلّله ) في هذه الرّواية حديث رفاعة فوائد
2 - ولابن ماجه بإسناد مسلم : ( حتى تطمئن قائماً ) . ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) ، ولأحمد : ( فأقم صلبك حتى ترجع العظام ) ، وللنسائي وأبي داود من حديث رفاعة بن رافع : ( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى ، ثم يكبر الله تعالى ويحمده ويثني عليه ) ، وفيها : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ) . ولأبي داود : ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) ، ولابن حبان : ( ثم بما شئت ) . أستمع حفظ
تتمة فوائد حديث : ( حتى تطمئن قائماً ) . ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) ... ) .
ومن فوائدها أنّ الوضوء شرط لصحّة الصّلاة ويكون سابقا
ومنها وجوب التّرتيب في الوضوء لقوله إيش؟
الطالب : كما أمر الله.
الشيخ : كما أمر الله، ومنها أنّه لو مسح المغسول وغسل الممسوح لم يجزئ، ما هو الممسوح؟
الطالب : الرّأس.
الشيخ : الرّأس، والمغسول؟
الطالب : الباقي.
الشيخ : الباقي، لأنّ قوله: ( كما أمر الله ) فهو أمر بغسل الوجه واليدين والرّجلين وأمر بمسح الرّأس فلو مسح المغسول وغسل الممسوح لكان غير صحيح لأنّه لم يتوضّأ كما أمر الله، ولقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) أي مردود على صاحبه، فأما إذا مسح المغسول فلا شكّ أنّ وضوءه لا يصحّ لأنّ المسح دون الغسل ولا يمكن أن يجزئ الأدون عن الأعلى، لكن إذا غسل الممسوح فالغسل أكمل، فيقال في الجواب عن هذا، الغسل أكمل لكن الشّرع أكمل فيجب اعتناق الشّرع والله عزّ وجلّ يقول: (( ليبلوكم أيّكم أحسن عملا )) (( أحسن عملا )) فإن قال قائل إنّ إيجاب المسح في الرّأس رخصة لأنّه لو أمر النّاس أن يغسلوا رؤوسهم في الوضوء شقّ عليهم ذلك، في أيّام الشّتاء المشقة إيش؟ ظاهرة لأنّ الشّعر سيكون فيه ماء يحتقن فيه الماء، وفيه خطر على الإنسان، في غير أيّام الشّتاء تحصل أذيّة وهي تسرّب الماء من الشّعر إلى البدن والثّياب فيتأذّى بذلك الإنسان
فإذا قال قائل إنّ مسح الرّأس بدلا عن غسله من باب الرّخصة والإنسان إذا فعل ما هو أعظم من الرّخصة فإنّه يصحّ كما لو صام الإنسان في السّفر فله ذلك، فالجواب على هذا أن نقول هذه الرّخصة موافقة تماما لروح الشّريعة الإسلاميّة وهي التّيسير فهذا الرّجل خالف لا من جهة اللفظ (( فامسحوا برؤوسكم )) ولا من جهة روح الدّين الإسلامي التّسهيل والتّيسير، وأمّا الصّيام فلولا أنّه ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان يصوم في السّفر لقلنا من صام في السّفر لم يجزئ كما قال ذلك الظّاهريّة، أبو محمّد عليّ بن حزم يقول لو صام في السّفر صيامه غير صحيح لا بدّ يقضي ولكنّ هذا القول مردود على قائله لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصوم في السّفر ولا إشكال في هذا
طيب لو قال قائل لو غسل ومسح، يعني صبّ الماء على رأسه ثمّ مسحه كالعادة هل يجزئ أو لا؟ ثمّ نقول الخلاف الآن في الصّفة، يعتبر ماسحا لكنّه مسح فيه غلوّ والمسألة فيها خلاف، من العلماء من قال إذا غسل بدل المسح فإنّه لا يصحّ، ومنهم من يقول إن أمرّ يده على رأسه صحّ واعتبر إيش؟
الطالب : المسح.
الشيخ : ولو قال قائل فإنّه لا يصحّ حتّى لو مسح لكان له وجه من أجل المخالفة (( فامسحوا ))
ومن فوائد هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أرشد الأمّة إلى فعل أوامر الله لقوله: ( كما أمر الله ) وهذه النّقطة مهمّة جدّا أنّ الإنسان يفعل العبادة امتثالا لأمر الله كثير منّا يفعلها على أنّها عبادة واجبة فقط، ولا يستشعر حين الفعل أنّه مطيع لله عزّ وجلّ وهذه تفوتنا كثيرا ونحرم خيرا كثيرا بهذا الفوات، عندما تتوضّأ انو أنّك تمتثل أمر الله عزّ وجلّ حينما قال: (( فاغسلوا وجوهكم )) حتى يتمّ لك الإخلاص والانقياد والذّلّ، أيضا تلاحظ شيئا آخر وهو اتّباع الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم والتّأسّي به حتّى تتمّ لك المتابعة مع الإخلاص
شيء ثالث وهو احتساب الأجر لأنّ الإنسان إذا توضّأ خرجت خطايا أعضائه مع آخر قطرة من الماء وكون الإنسان ينوي الاحتساب مهمّ جدّا ولهذا قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( من صام رمضان ) إيش؟
الطالب : إيمانا واحتسابا.
الشيخ : ( إيمانا واحتسابا ) ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا ) ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ) انتبه لهذا أنّك محتسب الأجرَ على الله عزّ وجلّ وهذا يؤدّي إلى أن تحبّ الله عزّ وجلّ حيث كنت ترجو هذا الثّواب وما أكثر الذي يفوتنا من هذه الأمور فنسأل الله أن يوقظنا وإيّاكم.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لا بدّ من التكبير وسبق في رواية أبي هريرة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه ينبغي أن نقدّم الثّناء على الله والحمد قبل القراءة لقوله: ( يحمد الله ويثني عليه ) هل هناك حمد وثناء؟ نعم ( سبحانك اللهمّ وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك )، يحمد الله ويثني عليه قلنا هذا دعاء الاستفتاح فإنّه فيه الحمد والثّناء، فهل هذا يرجّح أن تستفتح بسبحانك اللهم وبحمدك أم ماذا؟ اختار ابن القيّم رحمه الله أنّه يرجّح وقال إنّ الاستفتاح بسبحانك اللهمّ وبحمدك أرجح من الاستفتاح بقولك اللهم باعد بيني وبين خطاياي وذكر نحو عشرة أوجه تدلّ على رجحان هذا ذكره في: " زاد المعاد " لكنّه غير مسلّم لأنّ حديث اللهمّ باعد أصحّ بكثير من هذا قد أخرجهما الشّيخان وغيرهما والرّاجح من هذا أن نعمل بهذا تارة وهذا تارة، فتارة نقول في استفتاح الصّلاة بعد تكبيرة الإحرام ( اللهمّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهمّ نقّني من خطاياي كما ينقّى الثّوب الأبيض من الدّنس، اللهمّ اغسلني من خطاياي بالماء والثّلج والبرد ) وفي بعض الأحيان نقول: ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك )
فلو قال قائل أفلا يمكن أن نجمع بينهما؟ فالجواب لا، لا نجمع بينهما لأنّ أبا هريرة لمّا سأل النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ماذا يقول بين التّكبير والقراءة؟ قال أقول ( اللهمّ باعد ) إلى آخره، لو كان يقول ( سبحانك اللهمّ وبحمدك ) لذكره، والباقي إن شاء الله في الدّرس القادم لئلاّ نظلم الموفّق رحمه الله، نعم.
السائل : شيخ بارك الله فيك.
3 - تتمة فوائد حديث : ( حتى تطمئن قائماً ) . ومثله في حديث رفاعة بن رافع عن أحمد وابن حبان : ( حتى تطمئن قائما ) ... ) . أستمع حفظ
لو أن إنسانا غسل اللصقة بدل مسحها سواء ناسيا أو متعمدا ؟
الشيخ : أي نعم.
السائل : سواء ناسيا أو متعمّدا.
الشيخ : نعم هذا لا بأس به، لأنّ الأصل في اللّصقة هو؟
الطالب : الغسل.
الشيخ : الغسل، طيب ... يا جماعة؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ... طيب إذا كان الرّجل،، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : فهل له أن ...
الشيخ : ما يستطيع يقول اللهم لك الحمد؟
السائل : ... الاستفتاحات؟
الشيخ : هاه
السائل : ... الاستفتاحات؟
الشيخ : لكن إذا ما يعرف أيّ شيء يحمد الله ويثني عليه.
السائل : مطلقا؟
الشيخ : مطلقا، نعم؟
هل يحرم غسل الرأس مع مسحه ؟
الشيخ : لا، من زاد على ذلك في العدد.
السائل : ...
الشيخ : لا لا، حديث ( توضأ مرّة مرّة ومرّتين مرّتين، وثلاثا ثلاثا وقال من زاد على ذلك )، نعم؟
هل يقال إن حديث رفاعة فيه إجمال في قوله ( كما أمره الله تعالى ) حيث المضمضة والاستنشاق ؟
الشيخ : المضمضة والاستنشاق يا رجل داخلة في غسل الوجه، هل أنفك في رأسك من خلف؟! أجب؟
السائل : لا.
الشيخ : وفمك؟
السائل : كذلك.
الشيخ : كمان يدخل في هذا، وداخل الأنف والفمّ في حكم الظّاهر ولذلك لو أنّ الإنسان تمضمض وهو صائم لم يبطل صومه.
السائل : لكن يا شيخ ... الاستنشاق والاستنثار ...
الشيخ : داخلة في غسل الوجه لا إشكال عندنا في هذا ولا يحتاج أن ننصّ عليها ولهذا لمّا قال الفقهاء غسل الوجه قالوا ومنه المضمضة والاستنشاق، كيف ... خمس دقائق .
6 - هل يقال إن حديث رفاعة فيه إجمال في قوله ( كما أمره الله تعالى ) حيث المضمضة والاستنشاق ؟ أستمع حفظ
بعض العلماء يقول إن الترتيب بين أعضاء الوضوء سنة وليست بواجبة ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليكم.
الشيخ : نعم
السائل : بعض العلماء يقول إنّ التّرتيب في أعضاء الوضوء سنّة وليس بواجب يا شيخ لماذا الواحد ...؟
الشيخ : يعني لو غسل رجليه ثمّ مسح رأسه ثمّ غسل يديه ثمّ غسل وجهه يجزئه؟
السائل : نعم.
الشيخ : هاه؟
السائل : قالوا إنّ هذا يجزئه.
الشيخ : يجزئه؟
السائل : أي يجزئه.
الشيخ : سبحان الله!
السائل : ... أنّ ... سنّة، السّنة هي التّرتيب يا شيخ.
الشيخ : سنّة؟
السائل : السنة ... الترتيب لأنه ما ورد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم توضّأ غير مرتّب.
الشيخ : إذا ورد على العين والرّأس، على أنّه لو ورد فيه احتمال أنّه نسي لكنّ الأصل عدم النّسيان لكن ما ورد، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال حين أقبل على الصّفا ( أبدأ بما بدأ الله به ) أرأيت لو بدأ من المروة وقال الأمر على سبيل الاستحباب؟ أجب؟
السائل : ...
الشيخ : خلاص الحمد لله.
السائل : ... الوجوب
الشيخ : ربّما نقول إنّ التّرتيب يسقط بالنّسيان لأنّ هذا إخلال بصفة لا بذات، يعني الإنسان لو نسي ركنا لزمه أن يأتي به لكن هذا لا، يعني لو قيل بأنّه يسقط بالنّسيان كما قال به بعض العلماء لكان الأمر أسهل.
وفيها : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ) . ولأبي داود : ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) ، ولابن حبان : ( ثم بما شئت ) .
نكمّل الرّوايات التي ساقها ابن حجر رحمه الله في " بلوغ المرام " في حديث المسيء في صلاته، انتهينا إلى قوله: ( فإن كان معك قرآن فاقرأ ) وكلمة إن كان معك قرآن فاقرأ مطلق فيحمل على المقيّد وهو أنّ الواجب أن تكون القراءة ...
وقوله: ( وإلاّ ) يعني وإن لا يكن معك من القرآن فاحمد الله يعني قل الحمد لله والله أكبر ولا إله إلاّ الله، هذا البدل هل يساوي المبدل منه أو لا؟ الجواب لا، يساوي آية أو بعض آية من الفاتحة ولهذا نقول البدل لا يشترط أن يكون مساويا للمبدل منه، انظر إلى الصّيام في كفّارة اليمين كم؟ ثلاثة أيّام، والإطعام؟ إطعام عشرة، عشرة مساكين طيب، فلا يشترط أن يكون البدل مساويا للمبدل منه وسيأتي إن شاء الله في الفوائد.
ولأبي داود: ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) الواو للجمع يعني اقرأ بالأمرين بفاتحة الكتاب وبما شاء الله، أمّ الكتاب هي الفاتحة وسمّيت أمّا لأنّ الأمّ ما يؤول إليه الشّيء ويقصد ولهذا سمّي كتاب الأعمال إماما كما قال عزّ وجلّ: (( وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين )) لأنّه يقتدى به، أمّ الكتاب ... الكتاب الفاتحة جميع معاني القرآن الإجماليّة تشتمل عليها الفاتحة
ففيها حمد وثناء وربوبيّة وألوهيّة وعبادة وأخبار الأمم السّابقة بالإجمال، وأحوال الخلق ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم وهم الذين علموا الحقّ وعملوا به وقسم غضب الله عليهم وهم الذين علموا الحقّ ولم يعملوا به كاليهود، وقسم أرادوا الحقّ فضلّوا عنه كالنّصارى، المهمّ أنها أعني فاتحة الكتاب جمعت المعاني التي جاء بها القرآن ومن أراد المزيد من ذلك فليرجع إلى كتاب ابن القيّم رحمه الله " مدارج السّالكين " فإنّه أتى فيه بالعجب العجاب حول الكلام على الفاتحة وما تضمّنته.
ولابن حبّان: ( ثمّ بما شئت ) بدل بما شاء الله والمعنى واحد لأنّ ما شاءه الله لا بدّ أن يشاءه العبد، لأنّ ما شاءه الله لا بدّ أن يشاءه العبد، وما شاءه العبد فقد حصل بعد مشيئة الله فهما متلازمان هل نحن أخذنا فوائد الحديث من الأوّل؟ طيب.
8 - وفيها : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ) . ولأبي داود : ( ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ) ، ولابن حبان : ( ثم بما شئت ) . أستمع حفظ
تتمة فوائد حديث : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء .. ) .
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الوضوء شرط لصحّة الصّلاة لقوله ( أسبغ الوضوء ثمّ ) وهو كذلك، وإسباغ الوضوء يعني إكماله وهو نوعان: إكمال واجب وهو أن يقتصر فيه على مرّة واحدة مرتّبا وإسباغ كامل وهو أن يأتي به مرّتين أو ثلاثا، فقد جاءت السّنّة بمرّة مرّة ومرّتين مرّتين، وثلاثا ثلاثا، وعلى وجه مختلف جاءت السّنّة أن يغسل وجهه ثلاثا ويديه مرّتين ورجليه مرّة فليفعل الإنسان هذا وهذا لتحصل له السّنّة على جميع وجوهها
وفإن قال قائل لم يذكر النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم الغسل من الجنابة فالجواب أنّ الغسل من الجنابة بالنّسبة للوضوء قليل نادر قليل نادر والنّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يتكلّم على الكثير الغالب ونحن نعلم من طريق آخر أنّه لا بدّ لمن قام إلى الصّلاة أن يغتسل من الجنابة كما في الآية الكريمة (( وإن كنتم جنبا فاطّهروا )).
ومن فوائد الحديث وجوب استقبال القبلة لقوله: ( ثمّ استقبل القبلة ) والقبلة إن كان الإنسان يمكنه أن يشاهد الكعبة شرّفها الله وجب أن يستقبل عينها وإن كان لا يمكنه ذلك استقبل الجهة حتّى لو كان في المسجد الحرام إذا كان لا يمكنه فليتحرّ الجهة وليصلّ إليها وكان النّاس يعانون في المسجد الحرام من تحرّي الاتّجاه إلى الكعبة لكن الرّئاسة العامّة للحرمين بارك الله فيهم جعلوا الآن خطوطا في الأماكن التي ليس فيها بلاط متّجهة للكعبة من أجل أن يكون التّحرّي منضبطا ويسقط استقبال القبلة في ثلاثة أمور، في ثلاثة أحوال يسقط استقبال القبلة في ثلاثة أحوال أو في الأصح في ثلاث أحوال: العجز ودليل ذلك قول الله تعالى: (( فاتّقوا الله ما استطعتم )) كإنسان مريض على سريره لا يستطيع أن يتّجه فيسقط عنه الاستقبال.
الثاني: الخوف لقول الله تعالى: (( فإن خفتم فرجالا أو ركبانا )) والخائف إذا كان هاربا لا يتسنّى له أن يقف ليستقبل القبلة لأنّه؟ أجيبوا؟
الطالب : خائف.
الشيخ : لأنّه خائف لو وقف أدركه العدوّ، لو وقف إذا كان هاربا من نار أدركته النّار، لو وقف إذا كان هاربا من وادٍ أدركه الماء المهمّ الخائف
الثالث: النّافلة في السّفر النّافلة في السّفر فإنّه يسقط استقبال القبلة ويتّجه الإنسان حيث كان وجهه دليل هذا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان يصلّي النّافلة على راحلته حيثما توجّهت به والأفضل أن يستقبل القبلة عند تكبيرة الإحرام فإن لم يفعل فلا حرج هذه مواضع أو ثلاثة أحوال يسقط بها استقبال القبلة.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب التّكبير، التّكبيرة الأولى لقوله يا محمود؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، الحديث بين يديك الآن، من يعرف؟ لقوله؟
الطالب : ( فكبّر ).
الشيخ : لقوله: ( فكبّر ) يعني قل الله أكبر هذه التّكبيرة لا يمكن أن يدخل الإنسان في الصّلاة إلاّ بها، لو وقف واستشعر عظمة الله عزّ وجلّ وقال الله أجلّ، الله أعظم فإنّ ذلك لا يجزئه لا بدّ أن يأتي بالتّكبيرة، والتّكبيرة لها شروط إن شئتم ذكرناها وإن شئتم تركناها؟
الطالب : نذكرها.
الشيخ : نذكرها؟
الطالب : نعم.
الشيخ : الحمد لله طيب أن نقول الله أكبر بهذا اللّفظ ولا يجزئ غيرها إلاّ لإنسان لا يستطيع والتّكبيرات غير تكبيرة الإحرام قيل إنّها سنّة وقيل إنّها واجبة والقائلون بأنّها واجب يستثنون تكبيرة واحدة وهي ما إذا أدرك الإمام راكعا فهنا يكبّر للإحرام قائما وإذا أهوى إلى الرّكوع فالتّكبير في حقّه سنّة وعلّلوا ذلك بأنّه اجتمعت عبادتان من جنس في وقت واحد فاكتفي بإحداهما وهي تكبيرة الإحرام ولأنّ الإنسان يأتي في الغالب مستعجلا فلا يتمكّن من التّكبيرة فصارت في حقّه غير واجبة.
من فوائد هذا الحديث وجوب قراءة ما تيسّر من القرآن بعد التّكبيرة لقوله: ( فكبّر ثمّ اقرأ ) وعلى هذا لو قرأ قبل أن يكبّر فقراءته غير معتدّ بها لابد أن يكون القراءة بعد دخوله في الصّلاة لقوله: ( ثمّ اقرأ ما تيسّر ).
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لا بدّ من قراءة والقراءة لابد من عمل لا بدّ فيها من عمل وهو تحريك الفم والشّفتين وعلى هذا فلو قرأ بقلبه لم يصحّ يعني لو أمرّ القرآن على قلبه فإنّه لا يصحّ لأنّه لم يقرأ ولهذا نقول إنّ من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ لا بدّ أن يقرأها بالنّطق فلو أمرّها على قلبه لم تنفعه
وهل يشترط أن يسمع نفسه أو يكفي أن يبيّن الحروف؟ في هذا قولان لأهل العلم، منهم من قال لا بدّ أن يسمع نفسه ومنهم من قال النّصّ عامّ فإذا نطق بالقرآن مبيّنا للحروف فإنّه نعم يكفيه وهذا القول أقرب للصّواب الحقيقة ... لأنّه يصدق عليه أنّه قرأ ولأنّنا لو قلنا إنّه يشترط أن يسمع نفسه لانفتح على الإنسان باب الوسواس وصار يقول هل أنا أسمعت نفسي أو لا، ثمّ إن رفع صوته زيادة هاه؟ شوّش على النّاس فالرّاجح أنّه لا يشترط أن يسمع نفسه وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهل نقول هذا في كلّ قول اعتبر فيه النّطق أنه لا بدّ أن يسمع نفسه أو لا؟ مثلا لو طلّق الإنسان زوجته وقال زوجتي طالق بكلام لم يسمعه لكنّه نطق به فهل تطلق أو لا؟ نقول أما على القول بأنّه لا يشترط إسماع النّفس فإنّها تطلق وأمّا على القول بأنّه يشترط إسماع النفس فقالوا إنّها تطلق أيضا احتياطا للطّلاق وأوجبنا إسماع نفسه في القراءة احتياطا نعم للرّكن أن يأتي به، والقول الرّاجح في الأمرين أنّه لا يشترط إسماع نفسه لا في الطّلاق ولا في القراءة لكن لو طلّق وسواسا لأنّ بعض النّاس نسأل الله العافية يصاب بوسواس في الطّلاق وطلّق لكن بغير إرادة هل يقع الطّلاق أو لا؟ لا يقع الطّلاق لأنّه مغلوب عليه وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ( لا طلاق في إغلاق ).
من فوائد هذا الحديث تيسير هذه الشّريعة الإسلاميّة التي أسأل الله أن يتوفّاني وإيّاكم عليها.
الطالب : اللهمّ آمين.
الشيخ : كلّها يسر ولهذا قال: ( ما تيسّر معك من القرآن ) وهكذا كلّ أوامر الشّريعة على هذا الأساس مبنية على هذا الأساس يا إخوان، اسمع قول الله عزّ وجلّ: (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) واسمع قوله: (( وما جعل عليكم في الدّين من حرج )) واسمع توصية النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رسله الذين يبعثهم إلى دعوة النّاس يقول: ( يسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفّروا، فإنّما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسّرين ) ومن تأمّل الشّريعة وجدها مبنيّة على ذلك، إن جئت الأوامر من أصلها وجدتها ميسّرة، إن جئت الأوامر حين الصّعوبة تجد أنّها تيسّر والحمد لله
فإن قال قائل هل يقرأ القرآن بلغته أو باللّغة العربيّة فالجواب باللّغة العربيّة لأنّه لا يصدق عليه أنّه قرأ القرآن إلاّ إذا أدّاه باللّغة العربيّة أفهمتم؟ اقرأ ما تيسّر من القرآن، اللغة غير العربيّة ما تسمّى قرآنا فإن قال قائل إذا كان لا يستطيع إلاّ لغته؟ نقول الحمد لله يأتي بدل القرآن بالذّكر الذي ذكر في أثناء هذا الحديث احمد الله وكبّره وهلّله لأنّ الذّكر لا يشترط أن يكون باللّغة العربيّة فنقول أنت عاجز عن الفاتحة ... هلّل واحمد وكبّر بلغتك.
من فوائد هذا الحديث أنّ الذي يلي القراءة الرّكوع ( ثمّ اركع ) فلو سها واستفتح ثمّ ركع ثمّ قام وقرأ الفاتحة فإنّ ذلك لا يصلح بل عليه أن يعيد الرّكوع مرّة ثانية لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رتّب هذه الأركان بثمّ
ومن فوائد هذا الحديث وجوب الرّكوع والطّمأنينة فيه لقوله اركع وسبق لنا تعريفه ومقدار الواجب منه، وكذلك مقدار الواجب من الطّمأنينة.
ومن فوائد هذا الحديث وجوب الرّفع من الرّكوع لقوله: ( ثمّ ارفع ) وهل يشترط قصد الركوع أو لا قصدي وهل يشترط قصد الرّفع من الرّكوع أو لا؟ الجواب نعم يشترط، وعلى هذا فلو إنسانا كان راكعا ثمّ سمع وجبة يعني سقوط شيء ثمّ فزع قام هل يعتدّ بهذا القيام أو لا يعتدّ؟
الطالب : لا يعتدّ.
الشيخ : قام يا جماعة، يقول أنا قمت خلاص يكفي الرّكوع اللي مضى، فالجواب أنّه لا يكفي لماذا؟ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم نصّ ( ثمّ ارفع ) فلا بدّ من إرادة الرّفع ونيّة الرفع.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لا بدّ من القيام التّامّ بعد الرّكوع لقوله: ( حتّى تعتدل قائما ) واللفظة الأخرى: ( حتى تطمئنّ ) فلو رفع قليلا من الرّكوع وهو منحنٍ لم يجزئ اللهم إلاّ أن يصيبه شيء ما يستطيع أن يستقيم فهنا نقول اتّق الله ما استطعت لأنّه أحيانا يصاب الإنسان بما يسمّى بشدّ العصب ما يستطيع ينهض فنقول اتّق الله ما استطعت
ومن فوائد هذا الحديث وجوب السّجود بعد الرّفع من الرّكوع لقوله: ( اسجد ) وهذا مطلق لكن جاء في حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّه لا بدّ من السّجود على سبعة أعظم: الجبهة ويتبعها الأنف والكفّين والرّكبتين وأطراف القدمين وبأيّهما يبدأ أبالرّكبتين أو باليدين؟ الحديث هنا ليس فيه شيء فإذا رجعنا إلى الأصل بقطع النّظر عن ورود السّنّة رأينا أنّ التّرتيب الجسديّ أن يبدأ بإيش؟ بالرّكبتين يبدأ بالركبتين، ثمّ بالكفّين، ثمّ الجبهة مع الأنف وهذا هو المطابق للحالة الطّبيعيّة وهو أيضا المطابق للسّنّة لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ) والبعير إذا برك يبرك بإيش؟ يبدأ بإيش؟
الطالب : باليدين.
الشيخ : باليدين، هذا معروف هذا معروف يبدأ باليدين، كلّ إنسان يشاهد البعير إذا برك يبدأ بيديه فينحطّ مقدّم جسمه قبل مؤخّره وقد جاء في نفس الحديث المذكور ( وليضع يديه قبل ركبتيه ) وهذه مفرّعة على ما سبق فاختلف العلماء رحمهم الله في هذا منهم من أخذ بآخر الحديث ومنهم من لم يأخذ به وقال الأصل في الحديث الجملة الأولى وهي المطابقة أيضا للأحاديث الأخرى مثل ( إذا سجد أحدكم فلا يفرش يديه افتراش السّبع ) وقالوا العمل على الجملة الأولى فماذا نصنع في الجملة الثانية؟ قال ابن القيّم رحمه الله في " زاد المعاد " إنّها منقلبة على الرّاوي وقال إنّ انقلاب الشّيء على الرّاوي ليس بغريب وذكر لهذا أمثلة في نفس الباب " زاد المعاد " وصدق رحمه الله أنّها منقلبة عند التّأمّل لأنه إذا قال لا يبرك كما يبرك البعير كان يتوقّع السّامع أن يقول وليضع ركبتيه قبل يديه لكن قال ( وليضع يديه )، حاول بعض الإخوان الذين يقولون إنه يضع يديه قبل وقال إنّ ركبتي البعير في يديه، فنقول إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لم يقل فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير بل قال: ( فلا يبرك كما يبرك ) فالنّهي عن الكيفيّة لا عن العضو الذي يسجد عليه وهذا واضح لمن تأمّله فتقديم الرّكبتين إذن موافق للتّرتيب الطبيعي في البدن وهو أيضا موافق للسّنّة أي على الرّكبتين وهو كذلك، طيب نمشي إلى الأسئلة نعم.
السائل : الأسئلة
الشيخ : طيب
السائل : أحسن الله إليك ... اللغة العربيّة.
الشيخ : وهو يحسن؟
السائل : ...
الشيخ : أي نعم، لا يصحّ.
السائل : ...
الشيخ : أي نعم لأنّه ترك واجبا.
السائل : وإذا كان جاهلا؟
الشيخ : إذا كان جاهلا لا يضرّ إن شاء الله لا يضر.
سؤال عن حكم تقديم اليدين على الركبتين في السجود ؟
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ثمّ بعدها الذراع
الشيخ : نعم.
السائل : ثمّ بعدها الرّكبة.
الشيخ : نعم.
السائل : ثمّ بعدها العضد
الشيخ : نعم.
السائل : طيب التّقسيم هذا لو قال أنّ أصل ... على الأرض.
الشيخ : نعم.
السائل : يدي البعير على الأرض، ثمّ برك على ركبته ... يقولون بالقول الآخر.
الشيخ : لا ما هو صحيح، حتى الإنسان الآن رجليه على الأرض، هل نقول للذي يسجد ورجليه على الأرض أنّه بدأ بالسّجود على رجليه؟ ما نقول، نعم.
ما حكم ما إذا رفع أحد أعضاء السجود السبعة ناسيا ؟
الشيخ : هاه؟
السائل : السّجود على الأعضاء السّبع؟
الشيخ : نعم، السّبع وإلاّ السّبعة؟
السائل : السّبعة.
الشيخ : السّبعة، نعم.
السائل : إذا رفع ... كفا ناسيا فما حكم السّجود؟
الشيخ : نقول إذا كان رفع العضو في أكثر السّجود فالسّجود غير صحيح أمّا إذا كان في جزء من السّجود كما لو مثلا حكّه شيء نعم أو دبّ عليه حشرة ونفض رجله فهذا لا بأس به، العبرة بالأكثر.
السائل : ناسيا أو جاهلا؟
الشيخ : ناسيا أو جاهلا لأنّ الرّكن لا يسقط بالجهل.
السائل : يعيد الركعة
الشيخ : لا ... يعيد الركعة نقول يعيد السّجود، يقوم ثمّ يعيد السّجود على وجه صحيح.
الثواب المترتب على العمل الصالح إذا عمله العبد غير مستحضر للثواب فهل يكتب له ذلك ؟
السائل : هل ما ترتّب على العمل الصّالح.
الشيخ : نعم.
السائل : وجهل الإنسان ما ترتّب عليه ...
الشيخ : نعم.
السائل : يكتب له ذلك الأجر؟
الشيخ : والله هذا محلّ إشكال، يعني إذا رتّب على العمل الصّالح ثواب وفعله الإنسان على أنه مأمور بذلك دون أن يحتسب الأجر هل يكتب له الأجر أو لا؟ هذا محلّ إشكال وجه الإشكال أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ) فنصّ على الاحتساب وويعارض هذا أنّ النّصوص مطلقة من فعل كذا فله كذا ولم يذكر الاحتساب، لكن أرجو الله سبحانه وتعالى وهو الكريم الجواد أن يكتب له ما رتّب على ذلك وإن لم يعلم به.
السائل : شيخ أحسن الله إليك قوله ... ( اقرأ ما تيسّر معك من القرآن ) ما هو قدر التّيسير في قراءة القرآن يا شيخ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : قدر التّيسير؟
الشيخ : قدر إيش؟
السائل : قدر التّيسير.
من لا يحفظ الفاتحة ويحفظ شيئا من القرآن فكيف يصلي ؟ وما حكم من لا يحفظ إلا جزءا منها ؟
السائل : إن قال قائل لو قرأت يعني فاتحة الكتاب ثلاث آيات.
الشيخ : هاه؟
السائل : لو واحد قرأ فاتحة الكتاب ثلاث آيات ثمّ ركع؟
الشيخ : أجزأه، إذا قرأ الفاتحة...
السائل : ليس كلّها يا شيخ بعضها فقط.
الشيخ : يعني ما يعرف إلاّ بعض الفاتحة؟
السائل : ...
الشيخ : لا يعرف إلاّ بعض الفاتحة؟
السائل : أي.
الشيخ : يقرأ ما عرف، يعني لو فرضنا يعرف إلى (( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين )).
السائل : ... ما تيسّر من القرآن؟
الشيخ : لا لا، الفاتحة لا بدّ من قراءتها كاملة ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ).
السائل : ...
الشيخ : هذا بيّن بين في بعض الألفاظ في نفس الحديث، في بعض ألفاظه من رواية أخرى أنّها أمّ الكتاب لكن هذا الرّجل جاهل فأمر الرّسول عليه الصّلاة والسّلام بقراءة ما تيسّر، وهذا الفهم الذي أنت عرضته فهمه بعض الناس في قوله تعالى: (( فمن تمتّع بالعمرة إلى الحجّ فما استيسر من الهدي )) وقال أنا ما تيسّر لي من الهدي إلاّ ضأن ليس له إلاّ ثلاثة أشهر أو شهرين، أو بعير لها سنتان،؟ ما هو صحيح هذا لا بدّ من شروط مبيّنة في الشّرع، نعم يا سليم؟
السائل : عفا الله عنك يا شيخ ... الإبل التي نعرفها ... يسمونها ركب
الشيخ : رّكب.
السائل : والتي في الخلف ما يسّمونها ركب يا شيخ.
الشيخ : ما يسمّونها ركب؟
السائل : لا.
الشيخ : إيه.
13 - من لا يحفظ الفاتحة ويحفظ شيئا من القرآن فكيف يصلي ؟ وما حكم من لا يحفظ إلا جزءا منها ؟ أستمع حفظ
سؤال عن حكم السجود على الركبتين ؟
السائل : ... الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أمر بخلاف ... البعير وأوّل ما يبرك البعير على ركبها الأماميّة.
الشيخ : بس الحديث ما قال لا يبرك على ما يبرك عليه البعير، قال لا يبرك كما يبرك، فالنّهي عن الصّفة.
السائل : ... الركب
الشيخ : الآن أنت إذا صليت إيش تقدّم؟
السائل : أقدّم الرّكبة.
الشيخ : الرّكب؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : الحمد لله، هذا اللي نبي ما نبي غير هذا.
الشيخ : نعم؟ خمس دقائق
الطالب : الأذان ...
الشيخ : طيب نعم
الذي لا يأتي بتكبيرة الإحرام كما ينبغي فهل تبطل صلاته ؟
الشيخ : أي نعم.
السائل : هل تبطل صلاته؟
الشيخ : مثل إيش؟
السائل : ما يرفع يديه مثلا.
الشيخ : لا، هذا رفع اليدين خارج عن التّكبير.
السائل : يعني يقول كذا.
الشيخ : وش يقول؟
السائل : على طول بس يومئ بيديه.
الشيخ : ولا يكبّر؟
السائل : ...
الشيخ : خلاص وش فيها؟
السائل : يعني المقصود رفع اليدين ...
الشيخ : لا، هو المقصود النّطق، لا بدّ من النّطق لكن بعض النّاس يقول آالله آكبار يمدها هذا ما يصحّ، لا انتهى الوقت.
الطالب : ...
الشيخ : عجيب!
السائل : شيخ بارك الله فيكم الفاتحة ... بعض العلماء كما مرّ معنا يقول من ضلّ من عبّادنا أشبه النّصارى، ما هو المقدار الذي يضلّ حتّى يشبه النّصارى؟
الشيخ : يعني معناه أن نبتدع عبادة ما أنزل الله بها من سلطان ظنّا منه أنّها مشروعة ومن ذلك أن يطيل فيما ينبغي تخفيفه فإنّه يكون ضلالا وجهلا.
ما حكم طلب العلم ؟
الشيخ : لا، إذا كان قد طلب العلم الواجب ... بلا شك يعني لا يكون مثل النّصارى، لأنّ طلب العلم نوعان: واجب وهو ما لا يسع الإنسان جهله من العبادات والمعاملات، وغير واجب فرض كفاية ما سوى ذلك.
السائل : لو أنّ إنسانا قرأ الفاتحة في الصّلاة لكنّه لا ينطق الحروف ... مثل أن ينطق الحاء هاء.
الشيخ : ما يقدر غير هذا؟
السائل : ما يستطيع ... لغته ... على ذلك.
الشيخ : أي نعم.
بعض العوام لا يفصح عن الحاء في قراءة (( الحمد ... )) من الفاتحة ؟
الشيخ : الظّاهر أنّها تصحّ إن شاء الله ما دام ما يقدر، يعني بعضهم ما يقدر بعضهم ما يقدر يقول الحمد لله بالحاء، فالظاهر اتّقوا الله ما استطعتم لا بأس.
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم اللي وراء.
السائل : أنا يا شيخ؟
الشيخ : نعم.
قوله صلى الله عليه وسلم ( وإلا فحمد الله وكبره وهلله ... )) لو اقتصر على التحميد أوالتكبير ؟
الشيخ : نعم.
السائل : لو اقتصر على التّحميد أو التّكبير؟
الشيخ : لا، لا بدّ من ثلاثة.
السائل : ثلاثة.
الشيخ : نعم، عبد الله؟
18 - قوله صلى الله عليه وسلم ( وإلا فحمد الله وكبره وهلله ... )) لو اقتصر على التحميد أوالتكبير ؟ أستمع حفظ
ما حكم السجود على أعضاء السجود كلها لكن السجود لا يشمل كل العضو بل بعضه فقط ؟
الشيخ : يجزئ، يجزئ من كلّ عضو بعضه إي نعم يجزئ، يجزئ من كلّ عضو بعضه حتى قال الفقهاء رحمهم الله لو سجد على يده مقلوبة أجزأ، ولو سجد على ظهور أصابعه، أجزأ.
المفرط في صلاته جهلا هل يعذر بجهله ؟
الشيخ : إذا كان في مكان يعذر فيه بالجهل فلا يطالب، ولهذا لم يأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هذا الرّجل أن يعيد ما سبق، أمّا إذا كان مفرّطا فينبغي أن يلزم بقضاء ما فات ما لم يكن في ذلك مشقّة، إيش؟
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : هل يحمل الحديث على هذا المعنى؟
الشيخ : ما يمكن لأنّ فيه زيادة، إذا كان فيه زيادة فتحمل الزّيادة على أنّها أكمل.
السائل : ...
الشيخ : جاهل إيش؟
السائل : ما يعرف القرآن.
من لا يمكنه تعلم القرآن كيف يصلي ؟
الطالب : انتهى الوقت يا شيخ.
الشيخ : خلاص على هذا الوجه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ... عن أبي هريرة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إذا قمت إلى الصّلاة ) الخطاب لمن على حسب ظاهر الكلام؟
الطالب : لأبي هريرة.
الشيخ : لأبي هريرة، والاختصار المخلّ لا ينبغي في التّأليف فلهذا كان عليه رحمه الله أن يقول قال لرجل إذا قمت إلى الصّلاة حتى لا يظنّ السّامع أنّ المقول له هو أبو هريرة.
مناقشة ما سبق .
الطالب : ...
الشيخ : إيه، والأكل والإنسان يأكل!
الطالب : هههه.
الشيخ : ما أتيت بفائدة، ما معنى الطّمأنينة نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : السّكون وإن قلّ، طيب هل يشترط أن يكون بقدر الذّكر الواجب أو لا؟ الأخ؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا يشترط، نعم يعني لو ركع ثمّ رفع في زمن أقلّ من أن يقول سبحان ربّي العظيم هل أتى بالرّكن؟
الطالب : ...
الشيخ : سؤالي هل أتى بالرّكن أو لا؟
الطالب : ما أتى.
الشيخ : ما أتى، هو ركع نعم واطمأنّ واستقرّت العظام في محلّها لكن رفع في زمن لا يتمكّن أن يقول سبحان ربّي العظيم، طيب أتى بالرّكن لكن فاته وهو واجب، فاته الواجب، أتى بالرّكن ففاته الواجب، إن كان متعمّدا بطلت صلاته لا لترك الرّكن ولكن لترك الواجب عمدا وإن كان ساهيا جبره بسجود السّهو هذا قول، الثاني يا عبد الله أنّ الطمأنينة هي السّكون بقدر الواجب وبناء على ذلك لا يكون في هذا المثال مطمئنّا تمام، كيف قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ( إنّك لم تصلّ ) مع أنّ الرّجل صلّى؟ عبد الله؟
الطالب : ... الصّلاة صّحيحة.
الشيخ : النّفي هنا لإيش؟
الطالب : النّفي للصّحّة.
الشيخ : النّفي للصّحّة، طيب ذكرنا أنّ النّفي يكون على ثلاثة وجوه أو مراحل يلاّ يا فيصل؟
الطالب : نفي الصّحّة.
الشيخ : لا، بالتّرتيب بالتّرتيب، بالتّرتيب سعد، أنت سعد وإلاّ سعود؟
الطالب : سعد.
الشيخ : سعد طيب.
الطالب : ...
الشيخ : نفي الوجود أوّلا.
الطالب : نعم، الثاني نفي الصّحّة.
الشيخ : إن تعذّر بأن وجد الشّيء فهو؟
الطالب : إن تعذّر الشّيء يحمل على نفي الصّحّة.
الشيخ : إذا تعذّر أن يحمل على نفي الوجود هاه؟
الطالب : حمل على نفي الصّحّة.
الشيخ : طيب، فإن تعذّر؟
الطالب : إن تعذّر فنفي الكمال.
الشيخ : حمل على نفي الكمال، انتبه لهذه القاعدة، فمثلا ( لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه ) هل نقول ليس معه إيمان؟ أو نقول لا يصحّ إيمانه؟ أو نقول لا يكمل إيمانه يا عبد الرّحمن بن إبراهيم؟
الطالب : لا يكمل إيمانه.
الشيخ : لا يكمل إيمانه لا يكمل إيمانه لأنّ إيمانه صحيح ومعه إيمان في الواقع انتبه لهذه القاعدة فإنّها مفيدة، إذن يجب أن نحمل النّفي على نفي الوجوب أوّلا، فإن تعذّر؟ فنفي الصّحّة، فإن تعذّر فنفي الكمال، وايش معنى فإن تعذّر في نفي الصّحّة؟ يعني دلّ الدّليل على أنّ المنفيّ صحيح، طيب كيف أمره النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يصلّي صلاة غير صحيحة؟ يلاّ يا عبد الرّحيم؟
الطالب : ... فذلك يكون أدعى لأن يتعلّم أو أدعى إلى يعلم الصفة الصحيحة.
الشيخ : كرّر عليه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ليصلّي من أجل أن يكون أشدّ؟
الطالب : أشدّ تشوقا في نفسه.
الشيخ : أشدّ تشوّقا للعلم.
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب لماذا يا إبراهيم قال: " والذي بعثك بالحقّ لا أحسن غير هذا " لم يقل والله؟
الطالب : ليبيّن أنّه سوف يقبل ما يرشد إليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
الشيخ : ليبيّن استعداده لقبول ما يقوله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأنّه حقّ، تمام إذن نأخذ من هذا فائدة وهي ينبغي للإنسان أن يجعل القسم مناسبا للمقسم عليه، نعم طيب قوله في حديث رفاعة بن رافع ( ثمّ يكبّر ويحمد الله ويثني عليه ) ما المراد به يا علي؟
الطالب : دعاء الاستفتاح.
الشيخ : دعاء الاستفتاح، ما هو؟
الطالب : ( سبحانك اللهمّ وبحمدك ... )
الشيخ : مشكل كمان ما تعرف دعاء الاستفتاح!
الطالب : ...
الشيخ : إيش وتبارك؟
الطالب : ...
الشيخ : لا غلط، هذا غلط
الطالب : ...
الشيخ : يحيى؟
الطالب : ( وتبارك اسمك وتعالى جدّك ).
الشيخ : ( سبحانك اللّهمّ وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك )، وش ... الذي ذكر الأخ؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنّه جعل همزة الوصل همزة قطع، قال تبارك إسمك وهذا غير صحيح، طيب أمّ القرآن أو أمّ الكتاب هي الفاتحة لماذا سمّيت بذلك؟
الطالب : لأنّها جمعت ما في القرآن من المعاني كخلق الإنسان ..
الشيخ : يعني أصول معاني القرآن كلّها تضمّنتها الفاتحة ولهذا سمّيت فاتحة الكتاب لأنّها تفتح علم الكتاب، بارك الله فيكم انتهينا من هذا الحديث، أخذنا فوائده أظنّ؟
الطالب : وقفنا على مسألة تقديم الركبتين على اليدين عند السّجود.
الشيخ : لكن أخذنا هذا نعم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : الحمد لله .
وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه ، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ، ثم هصر ظهره ، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه ، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما ، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة ، وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى ، وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته . أخرجه البخاري .
القارئ : " وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته. ). أخرجه البخاري. ".
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
قال المؤلّف رحمه الله فيما نقله في سياق الأحاديث في صفة صلاة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وعلمنا بصفة صلاة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أمر ضروريّ لأنّ كلّ عمل لا يقبل إلاّ بأمرين: إخلاص ومتابعة، والمتابعة لا تمكن إلاّ إذا عرفنا كيف كان النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يتعبّد لله حتى نتابعه
قال: " وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: ( رأيت النبي الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه ) ". جعل يفسّرها في الرّوايات الأخرى رفع يديه حذو منكبيه، حذو بمعنى حذاء أي على ... أي مساويا له حذو منكبيه، وأصل هذه المادّة المساواة ومنه الحذاء لأنّ كلّ واحد من الحذائين يساوي الثاني، حذو منكبيه، المنكب هو الكتف وهل هو يجعل كف اليد أو أطراف الأصابع أو أسفل الكفّ كلّ هذا وردت به السّنّة وعلى هذا يكون من العبادات المتنوّعة لكن سياق الحديث الذي معنا جعل يديه حذو منكبيه، نقول إذا أشكل علينا هل المراد أعلى اليدين أو أسفل اليدين يحمل على الوسط هكذا ولم يبيّن كيفيّة الأصابع، هل هو يفرّق بين الأصابع هكذا أو يضمّ وهل هو يقول هكذا كأنّه طائر أو يقول هكذا؟ يفهم هذا من أحاديث أخرى غير الحديث هذا الذي معنا
( جعل يديه حذو منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ) يعني ضمّ على ركبتيه حتى تتمكّن اليدان من الرّكبتين وقد عبّر الفقهاء عن ذلك بكونه يقبض ركبتيه
( ثمّ هصر ظهره ) هصر يعني نزّله، وضدّه أن يقوّس الظّهر فهنا تقويس الظّهر وهصر الظّهر ومساواته مع الرّأس، المشروع الثاني أن يهصر ظهره ويساويه مع رأسه أمّا أن يحدودب فلا وقد جاء في الحديث ( أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يهصر ظهره ويجعل رأسه حياله حتى لو صبّ عليه الماء لاستقرّ ) من شدّة المساواة، بعض النّاس تجده يقوّس ظهره وبعض النّاس يعدّل ظهره لكن يرفع رأسه، رأسه وظهره، وبعض النّاس يهصر ظهره ورأسه حتى ينزل كثيرا ولكن الأمر كلّه جائز بالنّسبة للجواز وكلّه مجزئ لكن خير الهدي هدي محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، اعرف كيف كان صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يركع واركع مثله، نعم
( فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كلّ فقار مكانه ) إذا رفع يعني من الرّكوع استوى يعني اعتدل، والاستواء في الأصل بمعنى الكمال ويطلق على معانٍ كثيرة حسب ما يتقيّد به فإن جاء مطلقا فهو بمعنى الكمال ومنه قول الله تبارك وتعالى (( ولمّا بلغ أشدّه واستوى )) أي كَمُل في العقل وذلك ببلوغ أربعين سنة، ويأتي مقيّدا بعلى، ومنه قول الله تبارك وتعالى: (( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثمّ تذكروا نعمة ربّكم إذا استويتم عليه )) فتكون بمعنى على ومنه قول الله تعالى: (( الرّحمن على العرش استوى )) أي علا على العرش عزّ وجلّ وتأتي مقيّدة بإلى تقول استوى إلى كذا ومعناه قصد إلى كذا على وجه تامّ في الإرادة والقدرة، استوى إلى كذا أي انتهى إليه على وجه تامّ من الإرادة والقدرة ومنه قول الله تبارك وتعالى: (( ثمّ استوى إلى السّماء فسواهنّ سبع سماوات )) على أحد التّفسيرين، الرّابع أن تقيّد بالواو فتكون بمعنى التّساوي، تقول استوى فلان والباب يعني إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : تساوى معه، تساوى مع الباب، وهنا هل نفهم الطّول وإلاّ القصر؟ ما ندري الباب إن كان قصيرا، نعم؟
الطالب : على حسب الباب.
الشيخ : ... أولى لكن في الغالب إذا قلت فلان طول الباب يعني أنّه طويل، طيب استوى فلان والسّقف هذا طويل لكن هذا في الغالب، ومنه قولهم استوى الماء والخشبةَ يعني تساوى مع الخشبة ويسمّونها هذه واو المعيّة وتنصب ما بعدها أفهمتم؟ يسمّونها واو المعيّة والذي بعدها يسمّى مفعولا معه وبالمناسبة وإن لم يكن الدّرس نحويّا نذكر لكم بيتا في المفاعيل يقول:
" إنّ المفاعيل خمس مطلق وبه *** وفيه معه له فانظر إلى المثل
ضربت ضربا أبا عمرو غداة أتى *** وسرت والنيل خوفا من عقابك لي "
حفظتم؟ حفظتم؟
" إنّ المفاعيل خمس مطلق وبه *** وفيه معه له وانظر إلى المثل "
يعني الأمثلة:
" ضربت ضربا أبا عمرو غداة أتى *** وسرت والنيل خوفا من عقابك لي "
ثالثا:
" إنّ المفاعيل خمس مطلق وبه *** وفيه معه له وانظر إلى المثل "
المثل يعني الأمثلة
" ضربت ضربا أبا عمرو غداة أتى *** وسرت والنيل خوفا من عقابك لي "
يحيى ...؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : لا، باقي.
الطالب : هههههه.
الشيخ : " وسرت والنّيلَ خوفا من عقابك لي " ضربت ضربا، ضربا هذا مفعول مطلق وإن شئت فقل مصدر، أبا عمرو مفعول به، غداة أتى مفعول فيه الظّرف يسمّى مفعول فيه، وهذه عبارة ابن مالك في الألفيّة المفعول فيه وهو المسمّى ظرفا، نعم وسرت والنّيل؟
الطالب : مفعول معه.
الشيخ : مفعول معه، خوفا من عقابك لي؟ مفعول لأجله، نعم طيب نرجع الآن إلى ما نحن فيه
نعم يقول: ( استوى حتى يعود كلّ فقار مكانه ) فقار يعني الفقرة، فقرات الظّهر إذا اعتدل الإنسان بعد الرّكوع عادت كلّ فقرة إلى مكانها فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، إذا سجد يضع يديه على إيش؟
الطالب : على الأرض.
الشيخ : على الأرض، غير مفترش ذراعيه، ما يفرش الذّراعين بل ينصب الذّراعين ولا قابضهما أي قابض يديه يعني يضمّها إلى صدره بل يفرّج لأنّ هذا أقوى وأنشط نعم واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، إذن يكون سجوده بالنّسبة للرّجلين على صدور القدمين لأنّه لا يتمّ استقبال أطراف الأصابع القبلة إلاّ إذا كان على الصدور ولهذا قال النّووي رحمه الله ينبغي إذا سجد أن يرصّ على قدميه يعني يضغط حتّى تتجّه الأصابع إلى القبلة، نعم
( وإذا جلس في الرّكعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى ) إذا جلس في الرّكعتين، يعني التّشهّد الأوّل أو الأخير في الصّلاة الثّنائيّة لأنّ الأخير في الصّلاة الثّنائيّة جلوس في الرّكعتين، جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، طيب كيف يجلس على اليسرى؟ يجعل ظهرها إلى الأرض وبطنها إلى أليته فيجلس عليها وينصب اليمنى يستقبل بأطراف أصابعها القبلة ويجعلها منصوبة، وإذا جلس في الرّكعة الأخيرة قدّم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته، قدّمها يعني أخرجها من يمينه وليس المعنى قدّمها إلى الأمام لا المعنى أنّه يقدّمها إلى الجنب وينصب الأخرى ما هي الأخرى؟
الطالب : اليمنى.
الشيخ : اليمنى، وجلس على مقعدته، أخرجه البخاري.
23 - وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه ، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ، ثم هصر ظهره ، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه ، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما ، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة ، وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى ، وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته . أخرجه البخاري . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه ... ) .
مشروعيّة التّكبير لقوله: ( إذا كبّر ) وهذه تكبيرة الإحرام وحكمها أنّها ركن لا تنعقد الصّلاة إلاّ بها فلو أنّ الإنسان نسي ثمّ استفتح وقرأ الفاتحة بدون تكبير فصلاته غير صحيحة لا تصحّ لا فرضا ولا نفلا ولو أتى بثناء غير التّكبير بأن قال الله أعظم، الله أجلّ، الله أعلم، فهل يصحّ؟
الطالب : لا.
الشيخ : الجواب لا يصحّ لأنّ العبادات توقيفيّة فلو قال الله أعلم، الله أعظم فقد عمل عملا ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردودا إذن لا بدّ أن يقول المصلّي الله أكبر، طيب لو قال الله الأكبر بأل؟
الطالب : لا يصحّ.
الشيخ : لم يصحّ أوّلا لأنّه مخالف للنّصّ فهو عمل ليس عليه أمر الله ورسوله، ثانيا هو دون قوله الله أكبر، لأنّ معنى الله أكبر يعني أكبر من كلّ شيء، لكن الله الأكبر هو بمنزلة قول القائل هذا ولدي الأكبر فلا يدلّ على أنّه أكبر من كلّ شيء.
طيب من فوائد هذا الحديث أنّه ينبغي رفع اليدين إلى المنكبين هكذا انظر هكذا وليس كما نشاهد بعض النّاس يقول الله أكبر، لا، وليس مفرّقا بين أصابعه هكذا بل أصابعه مضمومة متّجهة إلى القبلة فيرفعها
فما هي الحكمة من هذا الرّفع؟ قال بعض أهل العلم الحكمة الإشارة إلى رفع الحجاب بينك وبين الله عزّ وجلّ لأنّ الإنسان في الدّنيا غافل فإذا أقبل على الصّلاة أقبل على الله فكأنّما يرفع الحجاب بينه وبين ربّه هذه واحدة
، ثانيا أنّه زينة للصّلاة وهذا أمر مشاهد لو أنّك تكبّر بدون رفع تشعر بأنّ الصّلاة ناقصة فهو زينة للصّلاة وكمال، ولهذا كان مشروعا في كلّ تكبيرات الجنازة لأنّه يحصل به الفرق بين أركان صلاة الجنازة الفرق الظّاهر الحسّي وقد جاءت السّنّة والحمد لله بذلك أنّك ترفع يديك في صلاة الجنازة في كلّ التّكبيرات.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه يسنّ للمصلّي إذا ركع أن يمكّن ريديه من ركبتيه يعني يثبّت الرّكبتين على اليدين كالقابض عليهما فلو جعل يديه تتدلّى وهو راكع لم تحصل له السّنّة، ولكن الرّكوع إيش هو؟
الطالب : مجزئ.
الشيخ : مجزئ، وكذلك لو أنّه مسّ الرّكبتين مسّا دون أن يمكّن اليدين فإنّ الرّكوع مجزئ ولكنّه لم يحصل على السّنّة.
يقول ومن فوائد هذا الحديث أنّه ينبغي للرّاكع أن يهصر ظهره لا يرفع فيحدودب بل يهصره، وفي حديث عائشة ( أنّه صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لم يشخص رأسه ولم يصوّبه ) يعني لم يرفعه ولم ينزّله وعلى هذا فيكون مساويا لظهره تماما وهذا هو الأفضل فإن احدودب أو نزل أكثر أو ارتفع فالرّكوع مجزئ لكن فاتته السّنّة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لا بدّ في الرّفع من الرّكوع أن يطمئنّ حتى تعود الفقرات إلى محلّها وقد سبق في حديث أبي هريرة أنّه لا بدّ من الطّمأنينة فلو لم يفعل ورفع ثمّ نزل ساجدا فصلاته غير صحيحة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ السّنّة عند السّجود أن لا تفترش الذّراعين لقوله: ( غير مفترش ) بل قد جاء النّهي في ذلك فقد نهى النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أن يفترش الرّجل ذراعيه في السّجود افتراش السّبع ويعني بالسّبع الكلب، والكلب إذا ربض وشاهدته وجدته قد مدّ ذراعيه وبسطهما على الأرض
ومن فوائد هذا أنّه ينهى الإنسان عن التشبّه بالحيوان لا سيما في العبادة ولم يأت التّشبّه بالحيوان إلاّ في مقام الذّمّ فلننظر من الذي نشبّهه بالحمار؟ اليهود الذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها فشبّههم الله بالحمار الذي يحمل أسفارا أي كتبا، وهل يمكن أن ينتفع الحمار بالكتب إذا كانت على ظهره؟ لا يمكن، وجاء التّشبيه بالحمار لأنّه أبلد الحيوانات بليد، طيب وكذلك شبّه بالحمار الرّجل يتكلّم يوم الجمعة والإمام يخطب كما في المسند ( أنّ الذي يتكلّم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار )، شبّه أيضا من الذي شبّه بالكلب؟
الطالب : ...
الشيخ : الذي آتاه الله العلم ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه ولم يتّبع ما آتاه الله من العلم فهذا كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، وكذلك في الذي يرجع في هبته كالكلب يقيه ثمّ يعود في قيئه، ونهى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن نقر كنقر الغراب يعني في الصّلاة، فالمهمّ أن بني آدم كرّمهم الله عزّ وجلّ وفضّلهم على كثير ممّن خلق فلا ينبغي أن يضعوا أنفسهم موضعا غير لائق بهم.
ومن فوائد الحديث أيضا أنّه لا ينبغي للسّاجد أن يقبض يديه إلى صدره إلى أضلاعه لقوله غير مفترش ولا قابض
فإن قال قائل أرأيتم لو كان المكان ضيّقا كما يوجد في مواسم الحجّ والعمرة هل نقول فرّج أو لا؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، لماذا؟ لأنّه يؤذي جاره، وترك السّنّة من أجل دفع الأذيّة أولى من الأذيّة، أظنّ جاء وقت السّؤال؟ نعم
الطالب : ...
الشيخ : الحقّ لكم لكن إن أضعتموه لا تلومونني.
السائل : بارك الله فيكم ...
الشيخ : نعم.
السائل : فقد جاء في الحديث أن البهمة تمر تحت النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : نعم نعم.
24 - فوائد حديث : ( أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه ... ) . أستمع حفظ
سؤال عن الكيفية الصحيحة للركوع ؟
الشيخ : من عند البطن، يرفع الظّهر واليدين كذا لكن ...
السائل : ...
الشيخ : أي هكذا، والصّدر أيضا مرفوع لأنّه لو ضمّها إلى الصّدر ما تدخل ... ولو نزّل الصّدر ولو رافعا الذّراعين ما تدخل، نعم إيش؟
النهي عن التشبه بالحيوانات هل يدخل فيه ملاعبة الصبي بصوت القطة مثلا ؟
السائل : النّهي عن التّشبّه بالحيوانات يدخل فيه حتّى ملاعبة الصّغار؟
الشيخ : ما ادرى ... أنت تحكي صوت القطّ عند ابنك؟
السائل : أحيانا.
الشيخ : ههههه، الظّاهر أنّه إذا كان المقصود التّعليم ما تشبّه الإنسان ... تخلّيه ينوّي عندك كالبس؟!
الطالب : ههههه.
الشيخ : نعم.
السائل : إذا كان لمجرد ... لمجرد اللعب
الشيخ : والله الظاهر أنّها إن شاء الله ما فيها شيء، لأنّ هذه ما قصدت ولم يرتكب الإنسان ذنبا، قد يقول مثلا الإنسان لصبيّه كيف يقول الدّيك ويعلّمه كيف يؤذّن؟ أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : ...
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : ... الكلب.
الشيخ : لا، الكلب ما فيه خير.
السائل : هذه مصيبة تلقاه بعض الأولاد يتشبّه بالكلب هل تنهاه يعني؟
الشيخ : أي والله الكلب سيّء، ثمّ إنّه ربّما إذا مكّنته من هذا يبدأ ينبح على إخوانه في الصّلاة.
الطالب : ههههه.
الشيخ : مشكلة يزعجهم.
من استدل بحديث ( صلوا كما رأيتموني أصلي ... ) على من ترك أي هيئة من هيئات الصلاة متعمدا فإن الصلاة تبطل فالمسبل لديه في الصلاة متعمدا فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : نعم.
السائل : على من ترك أيّ هيئة من هيئات الصّلاة متعمّدا.
الشيخ : نعم.
السائل : فإنّ صلاته تبطل.
الشيخ : إي نعم.
السائل : المسبل يديه في الصّلاة متعمّدا فقد خالف أمر الرّسول صلى الله عليه وسلم لقوله: ( صلّوا كما رأيتموني أصلّي ) فصلاتهم باطلة.
الشيخ : نعم.
السائل : فما صحّته؟
الشيخ : هذا ما صحيح، ينتقض بالفاتحة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ بالفاتحة وسّورة، ومع ذلك لو ترك الإنسان السّورة فصلاته صحيحة، وأيضا إذا كان الرّسول نهى مثلا عن بسط الذّراعين يعني أنّك إذا سجدت على أيّ صورة غير المنهيّ عنها فلا بأس هذا غلط، هذا ضدّ الذين يقولون لا يجب في الصّلاة إلاّ ما جاء في حديث المسيء في صلاته فيسقطون أشياء كثيرة من الواجبات والأركان بناء على هذا، فيقال إنّ حديث المسيء أنّ الرّسول نبّهه على شيء أخلّ به، وما لم يخلّ به لم ينبّهه عليه، نعم؟
27 - من استدل بحديث ( صلوا كما رأيتموني أصلي ... ) على من ترك أي هيئة من هيئات الصلاة متعمدا فإن الصلاة تبطل فالمسبل لديه في الصلاة متعمدا فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ أستمع حفظ
في حديث أبي هريرة في المسيء إذا قلنا إن الإنسان إذا أخل بركن فهل نلزمه في صلاة النافلة بالإعادة ؟
الشيخ : الظّاهر أنّنا لا نلزمه في النّافلة لأنّها لا تجب ابتداء ولأنّ الإنسان لو تعمّد أن يقطع النّافلة لم يأثم.
السائل : ...
الشيخ : ... أنّهم ما صلّوا الفريضة، على أنّه قد يقال إنّ الإنسان إذا تعمّد أن يأتي بالصّلاة على صفة محرّمة فهو آثم وهذا نعم هو آثم لكن هل نلزمه أن يعيدها؟ لا نلزمه لأنّها نافلة.
28 - في حديث أبي هريرة في المسيء إذا قلنا إن الإنسان إذا أخل بركن فهل نلزمه في صلاة النافلة بالإعادة ؟ أستمع حفظ
بعض الإخوة إذا أراد أن يمدح فلان كضبع ؟
الشيخ : نعم
السائل : بعض الإخوة إذا أراد أن يمدح قال فلان ذئب فهل يجوز هذا أو فلان كالضّبع او كذا؟
الشيخ : والله ما أدري، المثال هذا معروف عندكم؟
الطالب : ...
الشيخ : الذّئب يعني غدّار أو مكّار.
الطالب : ...
الشيخ : عجيب!
الطالب : ...
الشيخ : لا بأس. الله أكبر الله أكبر ايش؟
السائل : الرفع والتكبير
الشيخ : نعم.
السائل : البعض يقدّم التّكبير على الرّفع، والبعض يؤخّره على الرفع ...
الشيخ : والبعض؟
السائل : مساوٍ.
ما ضابط التكبير مع الرفع في تكبيرة الإحرام ؟
الشيخ : زين، كلّ هذا ورد في السّنّة، يعني بالنّسبة للرّفع مع التّكبير ورد في السّنّة في الأوجه الثّلاثة، يكبّر ثمّ يرفع، يرفع ثمّ يكبّر، يبتدئ الرّفع مع ابتداء التّكبير فهو من العبادات المتنوّعة، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : يعلَوْ.
السائل : يهصره يا شيخ؟
الشيخ : لا لا، يعليه يرفعه.
السائل : يعني يقوّس يا شيخ؟
الشيخ : إي نعم نعم.
ما حكم المبالغة في السجود ؟
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : أحسن الله إليك.
بعض الناس بعد الرفع من الركوع يرسل يديه ؟
الشيخ : يرسلها.
السائل : يرسلها، نعم وبعضهم يضعها على صدره.
الشيخ : نعم.
السائل : ما الرّاجح؟
الشيخ : الرّاجح أنّه يضعها على صدره هذا هو الرّاجح لأنّه حديث سهل بن سعد أنّ النّاس يؤمرون أنّ يضع الرّجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصّلاة يعمّ جميع أحوال الصّلاة إلاّ السّجود لأنّه على الأرض والرّكوع لأنّها على الرّكبة والجلوس لأنّها على الفخذ، فالباقي وهذه تكلّمنا عليها، تكلّمنا عليها لكنك لعلّك لم تحضر؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وأوردنا عليها إشكالا وأجبنا عنه، نعم نعم؟
بالنسبة لتكبيرة الإحرام بعض الناس يأتي والإمام راكع وهو مسرع .... ؟
الشيخ : هذا تكون صلاته نافلة، تكون صلاته نافلة ويعيد الفريضة،، أي ينبّهه ينبه على هذا.
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : الفائدة من قول ...
الشيخ : أي نعم الفائدة ..
السائل : ما الفرق بينه وبين ...
الشيخ : يعني تقول لماذا لا تكون واجبة؟
السائل : ما الفرق بين الصّورتين؟
الشيخ : كيف ما الفرق؟
السائل : ... ما الفرق بين الصّورتين؟
الشيخ : أي نعم أيّ صورة؟
السائل : أنّها تكون واجبة ... الرّكوع وتكون سنّة.
الشيخ : الآن تكبيرة الرّكوع إمّا أن يتركها أو يفعلها، إذا فعلها فهو الأفضل وإن تركها فلا حرج، ويرى بعض العلماء أنّه لا بدّ أن يكبّر للرّكوع ويقول إنّ هاتين التّكبيرتين لم تردا في مكان واحد حتى لو يكتفى بإحداهما على الأخرى وذلك لأن تكبيرة الإحرام إنما تكون حال القيام، تكبيرة الرّكوع حال الإنحناء فلا تجزئ إحداهما عن الأخرى، وهذا لا شكّ أنّه قول قويّ أنّه لا بدّ من التّكبيرتين، انتهى الوقت الظاهر؟
السائل : ... يا شيخ؟
الشيخ : انتهى الوقت.
مناقشة ما سبق .
هذا الحديث اشتمل على أوصاف كثيرة من صفات النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وهو من أكثر الأحاديث ذكرا للأوصاف فما معنى قوله: ( إذا كبّر جعل يديه حذو منكبيه ) ؟ جعل أي؟
الطالب : رفع.
الشيخ : أي رفع من المجيب نعم أي رفع يديه حذو منكبيه، كيف؟ صفه لنا؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم هكذا، هل هذا الرّفع سنّة أو واجب؟ إبراهيم؟
الطالب : هذا الرّفع سنّة.
الشيخ : هذا الرّفع سنّة ما هي الحكمة منه؟
الطالب : الحكمة منه إشارة إلى رفع الحجاب بين العبد وبين الله عزّ وجلّ، والثّاني أنّه زينة في الصّلاة.
الشيخ : نعم، لأنّه زينة للصّلاة وإشارة إلى رفع الحجاب بين المصلّي وبين ربّه، وهناك حكمة أعظم وهي حكمة تعبدّية التّأسّي برسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، طيب ما معنى قوله ( غير مفترش ولا قابضهما )؟ نعم انت
الطالب : ...
الشيخ : يفرش إيش؟
الطالب : ... على الأرض.
الشيخ : يعني يفرش ذراعيه على الأرض هكذا؟
الطالب : ...
الشيخ : ولا قابضهما، آه يعني يضمّهما إلى جنبه، إذن تكون الذّراعان؟
الطالب : مرفوعتين ...
الشيخ : مبعدتان ويبعدهما عن جنبه، طيب هل يستتثنى من الإبعاد شيء؟ جمال؟
الطالب : بالنّسبة للمرأة فإنّها تضمّ نفسها.
الشيخ : لا ... نعم؟
الطالب : يستثنى إذا كان المكان ضيّقا وكان يضرّ بمن جنبه.
الشيخ : إذا كان في ذلك أذيّة بجاره الذي إلى جنبه فلا يفعل؟ لماذا؟ نعم تترك السنة لأجل ...
الطالب : ...
الشيخ : لأجل تجنّب الأذيّة، تمام والنّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان يصلّي إماما في النّاس لا يؤذي أحدا باتّجاهه. يلاّ يا فراس ما معنى قوله ( جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى )؟
الطالب : ...
الشيخ : يجعل باطن الرجل اليسرى على الأرض، هاه؟
الطالب : ... بينما ظاهرها ...
الشيخ : ظاهر الرّجل إلى الأرض وباطنها عند ... صحيح، إذا جلس في الرّكعة الأخيرة، ما المراد بالرّكعة الأخيرة؟ عبد الوهاب ...
الطالب : التّشهّد الأخير.
الشيخ : التّشهّد الأخير كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب في أيّ صلاة؟
الطالب : الثلاثية والرّباعيّة.
الشيخ : الصّلاة الرّباعيّة والثّلاثيّة، نحن وصلنا إلى هذا أو لا؟
الطالب : ...
الشيخ : ما وصلنا، طيب إذن نقتصر على هذا، انتهينا في الفوائد إلى قوله؟
الطالب : أنّه لا ينبغي للسّاجد أن ...
الشيخ : نعم.
تتمة فوائد حديث : ( أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه ... ) .
الطالب : نعم.
الشيخ : الجواب نعم يجزئ لعموم قوله في حديث ابن عبّاس: ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ) إلى أن قال: ( وأطراف القدمين ) لكن السّنّة أن تستقبل الأصابع القبلة، وماذا تكون الرّجلان في هذه الحال؟ أمفرّقتين أم مضمومتين؟ قال بعض اهل العلم بل تكون مفرّقتين حتّى حدّد بعضهم أنّ ذلك بمقدار شبر ومعلوم أنّ التّحديد يحتاج إلى؟
الطالب : توقيف.
الشيخ : توقيف، ولو قال هذا القائل إنّه يفرّج بين رجليه حسب الطّبيعة حسب الطّبيعة والنّاس يختلفون، بعض النّاس ما شاء الله عريض وبعضهم إيش دقيق، يعني بعضهم يكون الشّبر صغيرا عليه وبعضهم يكون كثيرا عليه، يعني لو قيل إنّه يجعل الرّجلين على طبيعتهما لا يضمّ بعضهما إلى بعض ولا يفرّج، لو قيل هكذا لكان له وجه كوننا نحدّده بالشّبر لا، ولكن مع هذا نقول إنّ ظاهر السّنّة أنّه يضمّ بعضهما أي بعض القدمين إلى بعض لأنّه هكذا جاء في صحيح ابن خزيمة رحمه الله، وهكذا جاء في صحيح مسلم لمّا فقدت عائشة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وطلبته وجدته ساجدا ناصبا قدميه فوقعت يدها عليهما مبسوطتين وهذا يدلّ على أنّهما إيش؟ مضمومتان وإلاّ لما أحاطت يد المرأة بهما.