تحت باب إزالة النجاسة وبيانها
تتمة مراجعة تحت باب إزالة النجاسات وكيفيتها
الشيخ : يعني يكثر إصابته للثوب والبدن بخلاف الأنثى فيكون التّخفيف فيه، تمام، طيب هذه علل ذكرنا أنّ بعضها قد يكون مقبولا وبعضها غير مقبول، سامي؟
الطالب : نعم العلّة الصّحيحة المقبولة بعد كون هذا حكم الله ورسوله، هي بول الغلام أخفّ من بول الجارية وذلك لأنّ الغلام يتغذّى باللّبن واللبن ليس له ثقل ... الطّعام، فينضاف إلى هذا ...
الشيخ : أي.
الطالب : ودلّ على ذلك أنّ رائحته أخفّ من رائحة بول الجارية.
الشيخ : يعني معناه أنّ بول الجارية أشدّ خبثًا من بول الغلام، والشّريعة الإسلاميّة يراد بإزالة النّجاسة منها هو إزالة المؤذي والأذى والقذر، هذا أقرب شيء.
امرأة أصاب ثوبها دم حيض يا إبراهيم ماذا تصنع؟
الطالب : أوّل تحتّ هذا الدّم.
الشيخ : نعم، إذا كان يابسًا.
الطالب : إذا كان يابسًا.
الشيخ : طيب، تحتّه إذا كان يابسًا.
الطالب : ثمّ تقرصه ثم تنضحه بالماء ...
الشيخ : طيب تقرصه بإيش؟
الطالب : بأطراف الأصابع.
الشيخ : الدّلك بأطراف الأصابع ثمّ تنضحه يعني تغسله، لماذا رتّب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هذه المراتب نعم خالد؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم، لسهولة إزالة النّجاسة ولقلّة الماء، نعم، في هذا الحديث إشكال وهو كيف جاز للإنسان أن يلوّث يده بالشّيء النّجس؟ يلاّ يا سعيد؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف جاز للإنسان أن يلوّث يده بالشّيء النّجس؟
الطالب : هو لا يلوّث يده يا شيخ.
الشيخ : هاه؟
الطالب : يده لا تتلوّث.
الشيخ : إلاّ، كيف المرأة تقرص الدّم لا بدّ أن تتلوّث يدها بالدّم.
الطالب : للحاجة لأنّها لا بدّ تقرصه ...
الشيخ : يعني هذا تلوّث بالنّجاسة من أجل إزالتها، طيب ما رأيك لو أنّ محرما أصابه طيب وقلنا له يجب عليك أن تزيله فجعل يدلكه بيده ليزيله؟ هاه؟ يجوز وإلاّ ما يجوز؟
الطالب : ...
الشيخ : سبحان الله! نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ...
الطالب : ...
الشيخ : نعم، لأنّ هذا مسّه ليس من أجل استعماله ولكن من أجل إزالته، طيب ونظيره أيضًا ، مثال ثالث إنسان في أرض غصب وتاب من الغصب وأراد أن يطلع من الأرض في مشيه هذا سوف يستعمل الأرض المغصوبة، هل نقول حرام عليك أن تخطو خطوة واحدة؟
الطالب : ...
الشيخ : لا يمكن، لأنّه لا يمكن التّخلّص من هذا المغصوب إلاّ بالمشي في الأرض وكذلك لو غصب قدرًا، القدر الذي يطبخ فيه ثمّ أراد أن يردّه إلى صاحبه فحمله وذهب به إلى صاحبه، الآن حمل المغصوب وهذا تصرّف في مال الغير لكن من أجل إيش؟ من أجل التّخلّص منه تمام؟ طيب، في مسألة الطّيب للمحرم ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه تطيّب لإحرامه وأنّه يرى وبيص المسك في مفارقه من المعلوم أنّ الإنسان إذا توضّأ ووبيص المسك في مفارقه فسوف يمسّ الطّيب سوف يباشر الطيب وسوف يمسّه بيده فهل يلزمه في هذه الحال أن يغسل يده أو نقول إنّ هذا ممّا يشقّ التحرّز منه فيكون معفوّا عنه؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني، الثاني هو المتعيّن لأجل دفع المشقّة وإن كان ظاهر كلام بعض الفقهاء أنّه يجب عليه أن يغسل يده من هذا الطّيب، في حديث أسماء ما يدلّ على أنّ دم الحيض لا يعفى عن يسيره، يحيى؟
الطالب : لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر بغسله.
الشيخ : ما يكفي هذا.
الطالب : لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال ... بأطراف الأصابع فدل على أنّه شيء قليل.
الشيخ : نعم صحيح، هذا وجه، إذن دم الحيض لا يعفى عن يسيره ولكن ماذا نقول في دم الاتستحاضة؟ ماذا نقول في دم الاستحاضة يا جماعة؟
الطالب : أنّه يلحق الحيض.
الشيخ : أنّه يلحق الحيض طيب لأنّه خارج من سبيله.
طيب امرأة غسلت الدّم لكن بقي اللّون أبى أن يذهب هذا جمال؟
الطالب : تصلّي به ولا حرج.
الشيخ : هاه؟
الطالب : تصلّي فيه ولا حرج، ما دام أنّ عين الدّم وعين النّجاسة زالت فلا بأس، يعني إذا زالت عين النّجاسة طهر ولو بقي لونها أو ريحها مع العبد، وعلى هذا فلا يجب أن يستعمل الصّابون أو الأشنان أو التّراب، إلاّ الترّاب في طاهرة؟
الطالب : الكلب.
الشيخ : الكلب نعم.
باب الوضوء
فما هو الوضوء؟ الوضوء مشتقّ في اللّغة من الوضاءة وهو الحسن والجمال والنّظافة من الأقذار والمؤذيات، وأمّا في الشّرع فهو التّعبّد لله عزّ وجلّ بتطهير الأعضاء الأربعة على صفة مخصوصة، التّعبّد لله -انتبه- التّعبّد لله عزّ وجلّ بتطهير الأعضاء الأربعة على صفة مخصوصة، الأعضاء معروفة وإلاّ لا؟ معروفة وأل فيها للعهد الذّهني، طيب وإنّما قلنا التّعبّد لله لأننا نريد أن نعرّف عملا تعبّديًّا فلا بدّ أن نقول عبادة، كذلك في الصّلاة هل نقول أنّها أقوال وأفعال معلومة وإلاّ نقول التّعبّد لله؟
الطالب : التّعبّد لله.
الشيخ : التّعبّد لله، وهكذا تقول في الزّكاة، وهكذا تقول في الصّيام والحجّ، والوضوء من أفضل الأعمال ففيه أنّه إذا كان في أيّام الشّتاء والبرد ممّا يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدّرجات كما في الحديث: ( إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة ) ومنها أنّه كلّما تطهّر الإنسان منه عضوًا من الأعضاء تطهّر هذا العضو من النّجاسة المعنويّة وهي الآثام فيخرج إثم كلّ عضو من هذه الأعضاء عند آخر قطرة من القطرات، ومنها أنّه اقتداء وأسوة بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ومنها أنّه امتثال لأمر الله (( يا أيّها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم )) ومنها وهو خاصّ بهذه الأمّة أنّهم يدعون يوم القيامة غرًّا محجّلين من أثر الوضوء، ومنها أنّ الحلية في الجنّة نسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم من أهلها، الحليلة تبلغ حيث يبلغ الوضوء (( يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ )) (( وحلّوا أساور من فضّة )) فأساورهم نسأل الله من فضله، أساورهم ثلاثة أنواع، من ذهب، والثاني من لؤلؤ، والثالث فضّة وهذه إذا اجتمعت يكون لها منظر يسرّ النّاظرين، المهمّ أنّ له فوائد كثيرة، ولذلك كان القول الرّاجح من أقوال العلماء أنّه عبادة وأنّه تجب له الطّهارة خلافًا لمن قال إنّه تنظيف،، أخطأت، أنّه عبادة تجب فيه النّيّة خلافًا لمن قال إنّه طهارة لا تجب النّيّة فيه كإزالة النّجاسة، ومعلوم أنّ إزالة النّجاسة لا يشترط فيها النّيّة، فلو أنّ الإنسان نشر ثوبه النّجس ونزل المطر وطهّره صار طاهرًا وإن لم ينو، لكن الوضوء لا يكون صحيحًا إلاّ بنيّة لأنّه عبادة، الوضوء له سنن وله فرائض وواجبات فمن سننه السّواك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ). أخرجه مالك وأحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة ، وذكره البخاري تعليقا .
الطالب : الفعل.
الشيخ : الفعل، وهلى هذا يكون سواك اسم مصدر وليس مصدرًا لأنّه لم يطابق الفعل في حروفه، ومن ذلك أيضًا قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( السّواك مطهرة للفم مرضاة للرّبّ ) السّواك يعني؟
الطالب : التّسوّك.
الشيخ : التّسوّك، ليس العود، التّسوّك، ومن استعماله بمعنى الآلة التي يتسوّك بها أن تقول أعطيت فلانًا سواكًا يعني إيش؟ ما يتسوّك به وليس المراد أعطيته فعلًا وإنّما أعطيته ما يتسوّك به فصار السّواك يطلق على الآلة التي يتسوّك بها وعلى نفس الفعل، فما المراد به في الحديث ( لأمرتهم بالسّواك )؟
الطالب : الفعل.
الشيخ : نعم ( لأمرتهم بالسّواك ) أي بالفعل، ليس بالآلة لأنّه ليس من المعقول أن يكون المراد لأمرتهم أن يحمل كل واحد منهم آلة يتسّوك بها، بل المراد بالاستواك هنا أي بالفعل. نعم يقول: " رواه مالك وأحمد والنّسائي وصحّحه ابن خزيمة، وذكره البخاري تعليقًا " نعم رواه مالك وأحمد، قدّم المؤلف مالكًا إمّا لتقدّم زمنه وإمّا لأنّ الموطّأ أصحّ من المسند، وإما لا شكّ أنّ إمامة الإمام أحمد رحمه الله أشهر من إمامة الإمام مالك وغيره، فقد أطلق عليه إمام أهل السّنّة وحاله مشهورة معروفة.
وقوله: ذكره البخاري تعليقًا، ذكره تعليقًا ما معنى التّعليق؟ يقول علماء المصطلح التّعليق حذف أوّل السّند، فمثلًا إذا كان الرّاوي المخرّج للحديث رواه على هذا التّرتيب واحد اثنين ثلاثة أربعة إلى منتهاه، فحذف رقم واحد معلّق وإلاّ غير معلّق؟
الطالب : معلّق.
الشيخ : معلّق، حذف واحد واثنين؟
الطالب : معلّق.
الشيخ : حذف واحد واثنين وثلاثة؟
الطالب : معلّق.
الشيخ : بل يطلق المعلّق على حذف السّند كلّه، نعم حكم المعلّق أنّه ضعيف لعدم وجود السّند وإذا عدم السّند صار الرّواة مجهولين ولا بد من العلم بالرواة وأنّهم أهل للرّواية، إلاّ أنّهم قالوا إذا كان المخرّج قد التزم بتعليق ما هو صحيح عنده بصيغة الجزم فيحكم بصحّته مطلقًا أو عند المعلّق؟ عند المعلّق فقط، يعني قد يكون صحيحًا عنده ولكنّه ليس بصحيح عند غيره، الخلاصة المعلّق اصطلاحًا ما حذف أوّل إسناده أو جميع الإسناد، المعلّق في المرتبة ضعيف من القسم الضّعيف إلاّ إذا كان في كتاب التزم مخرّجه الصّحّة وهذا يكون صحيحًا عند من؟ عنده فقط، وعند غيره قد يكون صحيحًا وقد يكون غير صحيح، ولكنّه إذا كان المعلّق إمامًا معتبرًا بين الحفّاظ فلا شكّ أنّ تعليقه له وزنه وله قيمته ولهذا ذكره المؤلف قال ذكره البخاري تعليقًا مع أنّه يكفي أن يقول رواه مالك وأحمد والنّسائي وصحّحه ابن خزيمة.
4 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ). أخرجه مالك وأحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة ، وذكره البخاري تعليقا . أستمع حفظ
فوائد حديث ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك ...).
ومن فوائده: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم له أن يجتهد في الأحكام لقوله: ( لولا أن أشقّ لأمرتهم ) ولم يقل لولا أنّ الله لم يأمرني لأمرتهم بل قال: ( لولا أن أشقّ ) فالمانع له من الأمر الملزم ليس عدم أمر الله ولكن المشقّة، إذن للنّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أن يجتهد ثمّ إن أقرّه الله عزّ وجلّ فالحكم شرعيّ بإقرار الله، نعم وهذا هو الأصل وإن لم يقرّه الله ارتفع الحكم فعفو النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام عن المتخلّفين لم يقرّه الله عليه بل قال: (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتّى يتبيّن لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) قوله: (( عفا الله عنك )) بدأ بالعفو عمّا حصل قبل أن يذكره قال: (( عفا الله عنك )) وقال الله تبارك وتعالى: (( يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ الله لك تبتغي مرضات أزواجك )) إذن للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يجتهد في الأحكام ثمّ إن أقرّه الله فهو شرع من عند الله وإن لم يقرّه الله وهو نادر نادر نادر ... أخذ الفداء من أسرى بدر؟ لم يقرّه الله عزّ وجلّ بل قال: (( لولا كتاب من الله سبق )) في تكريم الرّسالة و ... (( لمسّكم في ما أخذتم عذاب عظيم )) طيب وهذه المسألة طال فيها الجدل بين العلماء وعندي والحمد لله ليس فيها إشكال وأنّها واضحة إنّ الرّسول يأمر وينهى سواء كان بوحي من الله أو بإقرار من الله.
ومن فوائد هذا الحديث: تأكّد استعمال السّواك لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يمنعه من الإلزام به إلاّ المشقّة.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّ الأصل في الأمر الوجوب لقوله: ( لأمرتهم ) هكذا استدلّ بعض أهل العلم بذلك وقالوا: إنّ هذا يدلّ على أنّ الأمر المطلق يكون للوجوب، ولكن قد يناقش ويقال إنّ قوله ( لأمرتهم ) أي أمر إلزام وإلاّ فمطلق الأمر ثابت، لكن كون الأمر للوجوب أو للاستحباب أو للإرشاد والتّوجيه لا يمكن في ما تتبّعته أن ينضبط بضابط، لأنّ بعض الأوامر تكون للوجوب بالاتّفاق، وبعض الأوامر تكون لغير الوجوب بالإتّفاق وبعض الأوامر تكون محلّ نزاع، ولهذا اختلف فيها العلماء، منهم من قال: الأصل في الأمر الوجوب واستدلّ لقوله، ومنهم من قال: الأصل في الأمر الاستحباب واستدلّ لقوله، ومنهم من قال ما كان مقصودًا به التّعبّد فالأمر فيه للوجوب وما كان المقصود التّأدّب فالأمر فيه للاستحباب وهذا أقربها من حيث العموم وإلاّ فقد يكون من الآداب وهو واجب، طيب فإن قال قائل: أنا أريد أن أشقّ على نفسي وأتسوّك عند كلّ وضوء فهل هذا هو الأفضل أو الأفضل أن يأخذ برخصة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : نعم الذي يظهر لي هو الثاني، وقد يقال إن كان فيه مشقّة بيّنة فالأفضل اتّباع الرّخصة وإن لم يكن فيه إلاّ أن تخرج المسواك من جيبك وتدلك أسنانك فافعل لأنّ هذا التّطهير ليس فيه مشقّة، طيب وقوله عليه الصّلاة والسّلام بالسّواك قلنا إنّ المراد بذلك إيش؟ التّسوّك وبناء على هذا هل تحصل فريضة السّواك بغير العود؟ أي بغير عود الأراك؟
الطالب : ...
الشيخ : فيه خلاف يا إخوان، من العلماء من يقول لا يسنّ ... هذه المسألة اختلف فيها العلماء فمنهم من يقول: إنّه لا يحصل فضل السّواك إلاّ إذا تسوّك بالمسواك، ومنهم من قال: بل يحصل له من السّنّة بقدر ما حصل له من الإنقاء وأنّه يمكن أن يدرك السّنّة إذا تسوّك بأصبعه أو خرقة، وهذا أقرب إلى الصّواب أن يقال لا شكّ أنّ الأكمل والأفضل أن يكون بعود الأراك أو ما يقوم مقامه ولكن لو تسوّك بالأصبع والخرقة فإنّه يحصل من السّنة بقدر ما حصل له من التّنظيف، طيب، فيه أيضا بحث آخر قول النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام مع كلّ وضوء أين يكون محلّه؟ قبل الشّروع في الوضوء أو بعده أو في أثنائه؟ الحديث مطلق لم يبيّن لكن العلماء رحمهم الله اختاروا أن يكون التّسوّك عند المضمضة قالوا لأنّ هذا هو محلّ تنظيف الفم فيكون مناسبًا أن يكون؟ متى؟ حال المضمضة والله أعلم، نعم إيش؟
الطالب : الآية؟
الشيخ : الآية ... مثلًا ممكن، نعم؟
متى يكون التسوك في الوضوء؟
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : ...
الشيخ : ما فيه مانع.
السائل : ...
الشيخ : المهمّ أن يكون في حال غسل الوجه.
السائل : طيب إذا كان قبل، تسوّك ثمّ غسل يديه ثمّ تمضمض.
الشيخ : أي يعني قبل أن يبدأ في الوضوء؟
السائل : أي قبل الوضوء.
الشيخ : ما فيه مانع، لكن هو إذا تسوّك مع الماء أنظف، حتى ينبغي للإنسان في سواكه أن يغسله كلّما تسوّك به، لأنّ بعض النّاس يبقيه لا يغسله ثمّ إذا تسوّك به زاد الأسنان تلوّثًا.
ما الحكمة من استعمال السواك وهل يعوضه الفرشاة والمعجون ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : ...
الشيخ : الحكمة منه؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : مطهرة للفم.
السائل : ...
الشيخ : أي نعم.
السائل : ...
الشيخ : المعجون لا بدّ من أن تدلكه إمّا بأصبعك وإمّا بالفرشة.
السائل : يكفي؟
الشيخ : أي يكفي، طيب هذا.
السائل : ...
الشيخ : أنظف، لا شكّ أنّه أنظف، لكن عود الأراك يقولون إنّ فيه مصلحة خاصّة للثّة. الذي وراء؟
ما حكم استعمال السواك أثناء الصلاة؟
الشيخ : أسئلة ... يا أخي، هذه ترجع لكم أنتم، يعني إذا ... الماء في فمك لا بدّ تضمّ الشّفتين.
السائل : تحصل مشقّة.
الشيخ : فيه مشقّة، نعم؟
السائل : أحسن الله إليك ...
الشيخ : إيش؟
السائل : السّواك أثناء الصّلاة؟
الشيخ : السّواك وأنت تصلّي؟ وش هذا الكلام؟!
السائل : ماذا تقولون؟
الشيخ : نقول أقل أحواله الكراهة، كيف؟ واحد يتسوّك وهو يصلّي؟!
السائل : فيه أقوال لبعض الفقهاء.
الشيخ : لا ما أظنّ أنّ أحدًا يقوله، أثبت ذلك لنا.
السائل : ...
الشيخ : نعم انتهى الوقت؟
مراجعة ومناقشة تحت باب الوضوء
سؤال : لم نتكلّم عليه ولكن لا بأس من إيراده، هل الوضوء خاصّ بهذه الأمّة أو هو للأمم كلّها؟
الطالب : ...
الشيخ : أنا ما سألتك عن الدّليل، عامّ للأمم كلّها وليس خاصّ بهذه الأمّة، طيب الدليل؟
الطالب : ...
الشيخ : أنت تراه خاصًّا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب إذن قولان.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : نعم يعني هو عامّ للأمم، ما هو الشّيء الخاصّ لهذه الأمّة من الوضوء؟
الطالب : ... والتّحجيل.
الشيخ : أنّهم يدعون يوم القيامة غرًّا محجّلين تمام، وهذا هو ظاهر السّنّة لقوله عليه الصّلاة والسّلام: ( أعطيت خمسًا لم يعطهنّ أحد من قبلي ) وذكر منها التّيمّم عند عدم الماء فيدلّ ذلك على أنّ غيرنا يتطهّر كطهارتنا إلاّ التّيمّم وكذلك أيضًا ( إنّ أمّتي يدعون غرلًا محجّلين من آثار الوضوء ) فالظّاهر أنّ التّخصيص هو هذا الثّواب الذي يحصل لهذه الأمّة.
طيب في الحديث الذي قرأناه مسائل أصوليّة منها أنّ الأصل في الأمر الوجوب؟
الطالب : قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم ).
الشيخ : وجه الدّلالة؟
الطالب : قوله: ( لأمرتهم ).
الشيخ : أي وجه الدّلالة؟ هذا الدّليل، لكن ما وجه الدّلالة؟
الطالب : حيث أنه امتنع من أمرهم من إيجاب السّواك عليهم مخافة أن يكون الأمر واجبا عليهم.
الشيخ : يعني ما اتّضحت تمامًا.
الطالب : يفهم منه أنّه لو أمرهم لشقّ عليهم ولا تكون المشقّة إلاّ بالوجوب لأنّه لا يسعهم تركه.
الشيخ : وجه الدّلالة أنّه؟
الطالب : أنّه لو أمرهم ..
الشيخ : لكان لازما ويشقّ عليهم، ولو كان الأمر للاستحباب ما شقّ عليهم، تمام، طيب ذكرنا أنّ هذا هو المشهور عند كثير من علماء الأصول لكن هناك قول آخر يقول إنّ الأصل؟ سامح؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم إذا كان للتّعبّد فواجب وإذا كان للعادة فسنّة لأنّ العبادة مطلوبة من المرء وما خلق إلاّ لها بخلاف العادات فهي ... فيكون للإستحباب، فيه قول ثالث؟
الطالب : أنّ الأمر للاستحباب.
الشيخ : أنّ الأمر للاستحباب مطلقًا، الدّليل أو التّعليل؟
الطالب : ... فإمّا أن يكون واجبًا أو مستحبًّا والأصل عدم التّأثيم بالتّرك فيكون مستحبًّا.
الشيخ : نعم، قالوا الأمر به يدلّ على مشروعيّته والأصل عدم التّأثيم بالتّرك وهذا هو حقيقة الاستحباب، طيب قوله: ( لأمرتهم بالسّواك ) هل المراد به الآلة التي يتسوّك بها يا هارون؟ أو الفعل؟
الطالب : ...
الشيخ : ... ابن جنّي ... ما فيها قولان هذه!
الطالب : ...
الشيخ : تعرف قضيّة ابن جنّي؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : طيب.
الطالب : السّواك هنا هو الفعل.
الشيخ : الفعل أحسنت، أي ليس مراد الرّسول هنا بأن نمسك المسواك بأيدينا ما الفائدة؟ إذن المراد بذلك الفعل، الإستواك أي التّسوّك عند كلّ وضوء، أين محلّه على ما قال العلماء؟
الطالب : عند الوضوء.
الشيخ : أي عند الوضوء قبل وإلاّ بعد وإلاّ في أثنائه؟
الطالب : عند المضمضمة.
الشيخ : عند المضمضمة لأنّها هي محلّ تطهير الفم، هذا يدلّ على أنّ الأحوال التي يسنّ فيها السّواك الوضوء، هل هناك شيء آخر؟
الطالب : عند قراءة القرآن.
الشيخ : عند قراءة القرآن لكن هذا ذكره العلماء أظنّه استحسانًا.
الطالب : قبل الصلاة.
الشيخ : عند صلاته طيب، هذه ثلاثة، نعم؟
الطالب : عند الاستيقاظ من النّوم.
الشيخ : عند الاستيقاظ من النّوم أربعة.
الطالب : عند دخول البيت.
الشيخ : عند دخول البيت خمسة.
الطالب : عند تغيّر رائحة الفم.
الشيخ : عند تغيّر رائحة الفم، ما هو الدّليل على المسألة الأخيرة؟
الطالب : قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( السّواك مطهرة للفم مرضاة للرّبّ ).
الشيخ : قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( السّواك مطهرة للفم مرضاة للرّبّ )، طيب إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : ذكرناها، الحقيقة قد يكون التّفريط منّي وإلاّ لو أبلغتكم لكان طيب.
الطالب : عند ...
الشيخ : كيف؟ هذا تغيّر الفم، على كلّ حال بعض العلماء يقول عند طول السّكوت لأنّ الغالب أنّ طول السّكوت يحصل به تغيّر رائحة الفم لأنّه لا يدخل الفم هواء ولا يخرج منه هواء فيكون سببًا لتغيّر رائحة الفم، لكن إذا قلنا عند تغيّر رائحة الفم كفى، طيب هل يستثنى من ذلك وقت من الأوقات؟ ذكر بعض أهل العلم أنّه يكره التّسوّك للصّائم بعد الزّوال وعلّلوا بعلّة عليلة، العلّة هي أنّ آخر النّهار للصّائم ولا سيما مع طول النّهار يفوح من معدته رائحة كريهة وهذه الرّائحة تسمّى خلوف فم الصّائم وهي محبوبة عند الله عزّ وجلّ هي عند الله أطيب من ريح المسك، قالوا وإذا كان كذلك فلا ينبغي السّعي في إزالتها لأنّها أطيب عند الله من ريح المسك وقياس على دم الشّهيد إذا قتل في سبيل الله فإنه لا يسنّ غسله، بل لا يجوز غسله على القول الرّاجح لأنّ هذا الدّم ناشئ من طاعة الله عزّ وجلّ من الجهاد في سبيل الله فيقاس عليه خلوف فم الصّائم ولكنّنا نردّ هذا بعموم الأدلّة الدّالّة على التّسوّك مطلقًا من غير قيد، وقال عامر بن ربيعة: " رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما لا أحصي يتسوّك وهو صائم " ذكره البخاري تعليقًا، وهذا ليس ضروري أن نحتاج إليه في الإثبات لأنّه لدينا عمومات ( كلّ وضوء ) هذا عامّ، يشمل وضوء الصّائم بعد الزّوال كما يشمل وضوء غيره فالصّواب أنّه يسنّ للصّائم أن يتسوّك كما يسنّ لغيره في كلّ وقت.
طيب هل يستثنى من ذلك أن يكون الإنسان في حضرة النّاس؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لا، يسنّ ولو في حضرة النّاس، يسنّ أن يتسوّك ولو بحضرة النّاس، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تسوّك أمام رعيّته، كان يتسوّك أمام أصحابه ولو كان هذا مكروهًا ما فعله النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ولو كان من خصائصه لبيّن أنّه من خصائصه، لكن إذا كان يشغل الإنسان عن استماع شيء مأمور باستماعه فلا يفعل، فلو أنّ إنسانًا أخذ يتسوّك والإمام يخطب يوم الجمعة قلنا لا تتسوّك إلاّ إذا أراد به خيرًا مثل أن يصيبه النّعاس فيتسوّك من أجل أن يذهب عنه النّعاس فهذا لا بأس به، بل قد نقول إنّه مشروع لأنّه يعينه على الإستماع إلى الخطبة، وسبق لنا هل يحصل التّسوّك بغير عود؟
الطالب : نعم.
الشيخ : قلنا نعم، لكنّه بالعود أحسن وأنظف.
وعن حمران :( أن عثمان دعا بوضوء فغسل كفيه ثلاث مرات ثم تمضمض واستنشق واستنثر ، ثم غسل وجهه ثلاث مرات ، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ، ثم اليسرى مثل ذلك ، ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ، ثم اليسرى مثل ذلك ، ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ). متفق عليه .
الطالب : الكوع يا شيخ؟
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ...
الشيخ : العظم الذي يلي الإبهام، والكرسوع؟
الطالب : ...
الشيخ : الذي يلي الخنصر، والرّسغ؟
الطالب : بينهما.
الشيخ : ما بينهما تمام، إلى أطراف الأصابع، غسل كفّيه ثلاث مرّات وهذا الغسل تعبّد لا شكّ، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تعبّد لله به فهو عبادة لكنّه ليس من الأعضاء التي يجب غسلها إلاّ بعد غسل الوجه فيكون تقديم غسل الكفّين هنا لأنّها آلة غرف الماء فينبغي أن تكون نظيفة قبل أن يشرع في غسل بقيّة الأعضاء ثلاث مرّات، ثمّ تمضمض واستنشق واستنثر وليس فيه ذكر التّثليث ولكنّه قد ثبت به السّنّة، تمضمض: المضمضة تحريك الماء داخل الفم هذه المضمضة، تحريك الماء داخل فمه، واستنشق يعني استنشق الماء في منخريه واستنثر يعني نثر الماء الذي استنشقه، وأمّا المضمضة فلتطهير الفم وأمّا الاستنشاق فلتطهير الأنف وليس في الحديث أنّه أدخل أصبعه في أنفه وجعل ينظّفه وإنّما فيه الاستنشاق والاستنثار فقط.
ثمّ غسل وجهه ثلاث مرّات والوجه معروف ما تحصل به المواجهة وحدّه العلماء رحمهم الله عرضًا من الأذن إلى الأذن، وطولًا من منابت شعر الرّأس المعتاد، وبعضهم قال: من منحنى الجبهة وهذا أضبط لأنّ منابت الشّعر تختلف، بعض النّاس ينحسر عنه الشّعر أي عن ناصيته فيكون أنزع، وبعضهم ينزل فيكون أغمّ يعني إذا نزل الشّعر فإذا قلنا منحنى الجبهة صار هذا منضبطًا سواء كان عليه شعر أم لم يكن، إلى أسفل اللّحية، وهل ما استرسل من اللّحية يدخل في الوجه؟ في ذلك خلاف بين العلماء فمنهم من قال إنّه لا يدخل كما لم يدخل مسترسل الرّأس في الرّأس، ومنهم من قال إنّه يدخل لأنّه ثبت عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يخلل لحيته وإن كان الحديث فيه ما فيه والوجه ما تحصل به المواجهة، وأمّا الرّأس فلأنّ الرّأس من التّرؤس وما نزل عن منابت شعر الرّأس ليس فيه ترؤّس.
ثمّ غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرّات: المرفق ما يرتفق عليه الإنسان وهو مصدر الرّبط بين العضد والذّراع، وتسميته مرفقًا واضح لأنّه إيش؟ يرتفق عليه الإنسان يعني يتّكأ عليه، وقوله: إلى المرفق هو كقوله تعالى: (( إلى المرافق )) فهل إلى هنا للغاية أو لها معنى آخر؟ إن قلت للغاية فإنّ القاعدة الغالبة في إلى أنّ غايتها لا تدخل وعلى هذا فتكون المرافق غير داخلة، وإن قلت إنّها بمعنى مع أي مع المرافق فالمرافق داخلة، ولكن إثبات أنّها تأتي بمعنى مع يحتاج إلى دليل من اللّغة العربيّة قالوا الدّليل قوله تعالى: (( ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم )) أي مع أموالكم ولكنّ هذا فيه نظر الآية ضمّن الفعل تأكل معنى تضمّ فلا شاهد فيه، ولكن يقال إلى للغاية والغالب أنّ الغاية لا تدخل في المغيّا -انتبه- لكن إذا وجد دليل يدلّ على أنّ الغاية داخلة وجب الأخذ به، وقد ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يدير الماء على مرفقه وأنّه يغسله حتّى يشرع في العضد، وعلى هذا فيكون معنى " إلى " الغاية لكن دلّت السّنّة على أنّ الغاية هنا إيش؟ داخلة، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أعلم النّاس بكتاب الله ومراد الله، هنا لم يذكر الابتداء قال إلى المرفق ولم يذكر الإبتداء وسيأتي إن شاء الله في الفوائد هل الأفضل أن تبدأ بأطراف الأصابع ماشيًا بالماء إلى المرفق أو لك أن تبدأ بما شئت لأنّ المحدود هنا الغاية دون البداية؟ يأتينا إن شاء الله، ثمّ اليسرى مثل ذلك، ثمّ مسح برأسه ولم يذكر التّكرار ولم يذكر الأذنين، قال مسح برأسه والباء هنا ليست للتّبعيض كما زعمه بعضهم ولم تأت الباء في اللّغة العربيّة بمعنى التّبعيض أبدًا قال ابن برهان: من زعم أنّ الباء تأتي في اللّغة العربيّة للتّبعيض فقد قال على أهل العربيّة قولًا أظنّه قال لا يعلمه أو كلمة نحوها، لكنّ الباء للإلصاق بمعنى أنّك تمرّ يدك على رأسك (( وامسحوا برؤوسكم )) والرّأس حدّه من جهة الوجه إيش؟
الطالب : منحنى الجبهة.
الشيخ : منحنى الجبهة، وحدّه من الخلف الرّقبة وحدّه من الجانبين منابت الشّعر وهي في الغالب متساوية، طيب لم يذكر الأذنين فيقال إنّ عدم الذّكر ليس ذكرا للعدم فإذا جاء من طريق آخر أنّ الأذنين تمسحان فإنّه لا معارضة بينه وبين الحديث، لأنّ الساكت لا يقال أنّه نافٍ، وهذا هو معنى قول العلماء " إنّ عدم الذّكر ليس ذكرًا للعدم " لأنّك لو قلت إنّ عدم الذّكر ذكر للعدم لكان هذا الحديث يعارض الأحاديث الدّالّة على إيش؟ على مسح الأذنين فإذا قلت ليس ذكرا للعدم قلنا السّاكت ليس بمتكلّم فضلًا عن أن يكون سكوتهم معارضا للصّريح.
يقول: " ثمّ غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرّات " رجله اليمنى إلى الكعبين، الكعبان هما العظمان النّاتئان في أسفل السّاق وهما يربطان بين السّاق وبين القدم ويقال في قوله إلى الكعبين ما قيل في قوله إلى المرفقين، نعم إلى الكعبين ثلاث مرّات، ثمّ اليسرى مثل ذلك، ثمّ قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا " متّفق عليه، رأيت أي بعيني أي أبصرت، رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم توضّأ مثل وضوئي هذا، طيب قلنا إنّ رأيت بمعنى أبصرت لا بمعنى علمت وعلى هذا فقوله توضّأ الجملة؟ حال من النّبيّ وليست مفعولًا ثانيًا، لأنّ رأى البصريّة لا تنصب إلاّ مفعولًا واحدًا، طيب قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا " متّفق عليه، وليت المؤلف جاء بباقي الحديث لأنّ باقي الحديث من النّاحية المسلكيّة مهمّ جدًّا جدًّا، باقي الحديث يا إخوان ثمّ قال: ( من توضّأ نحو وضوئي هذا ثمّ صلّى ركعتين لا يحدّث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدّم من ذنبه ) وهذه مهمّة، مهمّة للإنسان، من أجل أن يتعبّد لله بهذه الصّلاة، لكن المؤلف رحمه الله حريص على الاختصار لا يذكر إلاّ الشّاهد، أحيانًا يذكر الشّاهد ولا يستفيد الإنسان منه شيئًا، أحيانًا يذكر الشّاهد ولا يستفيد منه شيئًا كما سيأتينا إن شاء الله، لكن هنا أقول لو أنّه غفر الله له ذكر هذا لأفاد فائدة كبيرة وهي أنّ الإنسان كلّما توضّأ صلّى ركعتين يجتهد أن لا يوسوس فيهما ولا يحدّث نفسه، إذا فعل ذلك غفر الله له ما تقدّم من ذنبه.
10 - وعن حمران :( أن عثمان دعا بوضوء فغسل كفيه ثلاث مرات ثم تمضمض واستنشق واستنثر ، ثم غسل وجهه ثلاث مرات ، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ، ثم اليسرى مثل ذلك ، ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ، ثم اليسرى مثل ذلك ، ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ). متفق عليه . أستمع حفظ
فوائد حديث ( ن عثمان دعا بوضوء فغسل كفيه ثلاث مرات ثم تمضمض واستنشق واستنثر ...).
الطالب : لا.
الشيخ : على المسلمين عامّة الشامّ ومصر والعراق واليمن والجزيرة أمّة عظيمة هو خليفة عليهم ومع ذلك يدعو بالوضوء ليتوضّأ أمام النّاس حتى يدركوا ذلك بأعينهم وهذا لا شكّ أنّه تواضع جمّ.
ومن فوائده: أنّه ينبغي للمعلّم أن يسلك الوسائل التي تقرّب المعنى إلى المتعلّم وجه ذلك؟
الطالب : ...
الشيخ : إيش؟ ... لأنّ التّطبيق العملي فيه مع العلم الذي محلّه القلب فيه أنّه يتصوّر الإنسان ويبقى في مخيلته هذا الشّيء المشاهد يبقى في مخيّلته هذا المشهد ولا ينساه.
ومن فوائد ذلك التّطبيق العملي أنّه أدقّ في فهم المعنى أرأيت لو قلت لك مثلًا إنّ الفيل حيوان ضخم له خرطوم وله آذان طويلة، وله أرجل غليظة قصيرة بالنّسبة لحجمه وله خرطوم قويّ ووصفت أدقّ وصف هل تدركه مثلما لو رأيته؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا؟
الطالب : ...
الشيخ : لا؟ هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ما فيه إشكال، طيب إذن لو أنّي وصفت الوضوء وقلت افعل كذا وافعل كذا بأدقّ وصف ثمّ شاهدته أنت بعملي أيّهما أشدّ إدراكا؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني أشدّ، طيب ومن فوائد ذلك: جواز الوضوء لقصد التّعليم ولكن هل نقول إنّ عثمان رضي الله عنه قصد التّعليم والعبادة وأنّه إنّما خرج عن نيّة العبادة بإظهار هذا الوضوء فقط وإلاّ فهو يريد أن يتوضّأ أو أنّه توضّأ ...؟
الطالب : الأوّل.
الشيخ : الظّاهر الأوّل، أنّه قصد التّعبّد لكن قصد أن يكون أمام النّاس من أجل أن يفهموا، ينبني على هذا مسألة مهمّة أشدّ من هذه لو أنّ إنسانا أراد أن يعلّم الأطفال الصّلاة وصلّى صلاة تامّة من أوّلها إلى آخرها بدون قصد النّيّة لكن يعلّمهم فقط فهل نقول هذا مشروع أو غير مشروع؟ نقول أمّا لو قطّعه وجزّأه وقال للصّبيّ ارفع يديك ... ثمّ قل سبحانك اللهمّ وبحمدك ثم اقرأ الفاتحة ثمّ إذا قرأت الفاتحة اقرأ السّورة ويكلّمه كلامًا ثم اركع وقل هكذا فهذا لا بأس به ولا إشكال لكن يجعلها صلاة عبادة نقول الأفضل أن يجعلها للتّعبّد ليستفيد ويفيد، يتفرّع عن ذلك أيضًا شيئًا آخر بعض النّاس في مشاهد التّمثيليّات يجعلون إنسانًا يصلّي على أنّها تمثيليّة وهذا حرام عليه لا يجوز أن تمثّل العبادات تمثيل مشاهدة للمرح وما أشبه ذلك، بل يجب الكفّ عن هذا وكذلك بعضهم يأتي بقرآن وما أشبه ذلك، كلّ هذا لا يجوز في مثل هذه الأشياء التي هي للمرح والتّرويح عن النّفس دون قصد التّعليم.
طيب من فوائد هذا الحديث: أنّه يشرع غسل الكفّين ثلاث مرّات قبل الوضوء دليله؟ أنّ عثمان فعل ذلك وقال: " رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم توضّأ نحو وضوئي هذا " وهل هذا الغسل واجب؟ لا ليس بواجب بل هو سنّة، والدّليل على أنّه ليس بواجب قول الله تبارك وتعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم )) اغسلوا وجوهكم ولم يذكر ...
الطالب : الكفّين.
الشيخ : لم يذكر الرّأس والكفّين فدلّ هذا على أنّ غسل الكفّين قبل غسل الوجه ليس بواجب وإنّما هو سنّة.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه لا يشترط للوضوء مقارنة الاستنجاء، أفهمتم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، خلافًا للعامّة، العامّة يظنّون أنّه لا يمكن أن يتوضّأ إلا باستنجاء، حتى لو كان استنجى قبل الوضوء بساعة لا بدّ أن يعيد الاستنجاء وهذا غلط، الاستنجاء الغرض منه تطهير المحلّ فقط ولا علاقة له بالوضوء إطلاقًا، طيب هل هذا الحديث يدلّ على أنّه يجوز الوضوء بدون تقدّم استنجاء صحيح؟ قد يقال ذلك لأنّ الآية الكريمة والواصفين لوضوء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يتكلّموا عن الاستنجاء، لأنّ الاستنجاء عمل مستقلّ، وهذه المسألة أعني هل يصحّ الوضوء قبل أن يتقدّمه استنجاء أو استجمار شرعيّ؟ فيها خلاف بين العلماء منهم من قال لا يصحّ الوضوء قبل الاستنجاء فلو أنّ الإنسان لم يستجمر استجمارًا شرعيًّا وإنّما استجمر حتّى يبس المحلّ وأنقى المحلّ بدون أن يعتبر ذلك بثلاث مسحات، ثمّ توضّأ فمن قال إنّه لا يصحّ الوضوء قبل الاستجمار الشّرعي أو الاستنجاء قال وضوءه غير صحيح، وإذا كان قد صلّى فصلاته غير صحيحة، وإذا قلنا إنّه يصحّ وأنّه لا علاقة للاستنجاء بالوضوء وهذا هو القول الرّاجح، قلنا إنّ صلاته صحيحة.
ومن فوائد هذا الحديث: تقديم المضمضمة والاستنشاق على غسل الوجه، وهل هذا واجب؟ الجواب لا، لو غسل وجهه أوّلًا ثمّ تمضمض واستنشق واستنثر فلا بأس لكن الأفضل أن يبدأ بالمضمضة والاستنشاق، لأنّ المضمضمة والاستنشاق فيهما شيء من البطون يعني أنّها باطنة فكانت البدأة بتنظيفها أولى من الظّاهر لأنّ الوجه ظاهر.
ومن فوائد هذا الحديث: مشروعيّة الاستنثار فهل الاستنثار واجب؟ الجواب لا، الاستنشاق هو الواجب والاستنثار سنّة كما أنّ المضمضمة واجبة و ... الماء سنّة وليس بواجب.
أنّه لا يشترط للوضوء مقارنة الاستنجاء، أفهمتم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، خلافًا للعامّة، العامّة يظنّون أنّه لا يمكن أن يتوضّأ إلا باستنجاء حتى لو كان استنجى قبل الوضوء بساعة لا بدّ أن يعيد الاستنجاء وهذا غلط، الاستنجاء الغرض منه تطهير المحلّ فقط ولا علاقة له بالوضوء إطلاقًا، طيب هل هذا الحديث يدلّ على أنّه يجوز الوضوء بدون تقدّم استنجاء صحيح؟ قد يقال ذلك لأنّ الآية الكريمة والواصفين لوضوء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يتكلّموا عن الاستنجاء لأنّ الاستنجاء عمل مستقلّ وهذه المسألة أعني هل يصحّ الوضوء قبل أن يتقدّمه استنجاء أو استجمار شرعيّ؟ فيها خلاف بين العلماء منهم من قال لا يصحّ الوضوء قبل الاستنجاء فلو أنّ الإنسان لم يستجمر استجمارًا شرعيًّا وإنّما استجمر حتّى يبس المحلّ وأنقى المحلّ بدون أن يعتبر ذلك بثلاث مسحات، ثمّ توضّأ فمن قال إنّه لا يصحّ الوضوء قبل الاستجمار الشّرعي أو الاستنجاء قال وضوءه غير صحيح، وإذا كان قد صلّى فصلاته غير صحيحة، وإذا قلنا إنّه يصحّ وأنّه لا علاقة للاستنجاء بالوضوء وهذا هو القول الرّاجح، قلنا إنّ صلاته صحيحة.
ومن فوائد هذا الحديث: تقديم المضمضمة والاستنشاق على غسل الوجه، وهل هذا واجب؟ الجواب لا، لو غسل وجهه أوّلا ثمّ تمضمض واستنشق واستنثر فلا بأس، لكن الأفضل أن يبدأ بالمضمضة والاستنشاق، لأنّ المضمضمة والاستنشاق فيهما شيء من البطون يعني أنّها باطنة فكانت البدأة بتنظيفها أولى من الظّاهر لأنّ الوجه ظاهر.
ومن فوائد هذا الحديث: مشروعيّة الإستنثار فهل الاستنثار واجب؟ الجواب: لا، الاستنشاق هو الواجب والاستنثار سنّة كما أنّ المضمضمة واجبة و... الماء سنّة وليس بواجب.
ما معنى الاستيعاب واللصاق؟
الشيخ : نعم، لا الاستيعاب معناه أن يعمّ جميع الرّأس، والإلصاق أن يلصق يده به، وهي لهذا ولهذا لكن نسيت المعنى الثالث، نعم.
هل يجوز استعمال الأكل كالفصفص لطرد النوم؟
الشيخ : إيش؟
السائل : ...
الشيخ : إذا كان استيقظ من النّوم.
السائل : ...
الشيخ : الأكل يجيب النّوم جزاك الله خيرًا.
السائل : ...
الشيخ : ماذا تقولون؟
السائل : ...
الشيخ : الظاهر أنّه لا بأس، حتى مثلًا العلك لو فرضنا أنّه يعلك ليذهب النّوم، الآن فيه ناس في السّيارات، الذين يقودون السّيارة يستعملون العلك أما الفصفص فلا نوافق عليه وإن كان يستعمل لطرد النّوم لكن لا نوافق عليه، نعم يا أحمد؟
هل يستعمل السواك للعبادة والتنظيف؟
الشيخ : إي إذا رأيناه عبادة، السواك يقع عبادة ويقع تنظيف، مجرّد تنظيف، فإذا أردناه أن يكون عبادة تقول التّعبد لله تعالى.
ما الدليل على التفريق بين أعضاء الوضوء بأن بعضها واجب وبعضها غير واجب؟
الشيخ : إيش؟
السائل : الدّليل على التّفريق بين أعضاء الوضوء بأنّ بعضها واجب وبعضها مستحبّ؟
الشيخ : أي، ما ذكر في القرآن هو الواجب وما عدا ذلك فهو سنّة.
السائل : ...
الشيخ : نعم؟
السائل : ...
الشيخ : لأنّ الرّسول توضّأ مرّة مرّة، فما دام توضّأ مرّة مرّة علمنا من فعل الرّسول أنّها ليست على سبيل الوجوب.
السائل : ...
الشيخ : نعم، وثبت عنه أنّه توضّأ مرّة مرّة.
السائل : ...
الشيخ : واجب، بلى.
السائل : المضمضة؟
الشيخ : واجبة لأنّها من غسل الوجه.
السائل : ...
الشيخ : نعم، السّبب أنّ المقصود هو وصول الماء إلى هذا المكان سواء تناثر أم لم يتناثر، لكن من المعلوم أنّ الإنسان إذا تمضمض ما يبلع الماء ويمكن يكون في بلعه ضرر عليه إذا كان فيه أذى أو ..
السائل : ...
الشيخ : المضمضة تحصل بهذا، قالوا يصدق اسم المضمضة على تحريك الماء في الفم فقط.
السائل : والاستنثار؟
الشيخ : الاستنثار كما قلت لك هو عبارة عن إخراج الماء من الأنف وهذا ليس بواجب، أهمّ شيء إيصال الماء إلى مكان الوضوء.
الطالب : الوقت يا شيخ.
الشيخ : نعم، انتهى؟ نقرأ الحديث فيه أحد حفظ؟ نعم.
الطالب : أوّل الباب وإلاّ؟
الشيخ : الذي وقفنا عليه، هو ما كمّلنا الباب، كمّلنا الباب؟
الطالب : لا ما كمّنا.
الشيخ : طيب اقرأ الذي وقفنا عليه.
القارئ : بسم الله الرحمن الرّحيم .
قال المصنّف رحمه الله تعالى في ما نقله عن عليّ رضي الله عنه قال: " وعن علي رضي الله عنه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ومسح برأسه واحدة " أخرجه أبو داود وأخرجه الترمذي والنسائي بإسناد صحيح، بل قال الترمذي: إنه أصح شي في الباب.
وعن عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه في صفة الوضوء قال: " ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه فأقبل بيديه وأدبر " متفق عليه.
وفي لفظ لهما: " بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ".
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في صفة الوضوء قال: " ثم مسح برأسه، وأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه، ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه. " أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة ".
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، وصلّى الله عليه نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
سبق لنا في حديث حمران مولى عثمان رضي الله عنه أنّ عثمان دعا بوضوء وذكر الحديث وهذا أجمع حديث في باب الوضوء ولهذا جعله المؤلّف رحمه الله عمدة فكلّ الرّوايات التي بعده ما هي إلاّ تفريع أو ذكر بعض أجزاء هذا الحديث العظيم.
( وعن علي رضي الله عنه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال : ومسح برأسه واحدة ). أخرجه أبو داود وأخرجه الترمذي والنسائي بإسناد صحيح ، بل قال الترمذي : إنه أصح شي في الباب .
16 - ( وعن علي رضي الله عنه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال : ومسح برأسه واحدة ). أخرجه أبو داود وأخرجه الترمذي والنسائي بإسناد صحيح ، بل قال الترمذي : إنه أصح شي في الباب . أستمع حفظ
فوائد حديث ( وعن علي رضي الله عنه في صفة وضوء النبي ...).
وعن عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه في صفة الوضوء قال:( ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه فأقبل بيديه وأدبر ). متفق عليه ، وفي لفظ لهما : ( بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ).
18 - وعن عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه في صفة الوضوء قال:( ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه فأقبل بيديه وأدبر ). متفق عليه ، وفي لفظ لهما : ( بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ). أستمع حفظ
فوائد حديث ( ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه فأقبل بيديه وأدبر ...).
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، في صفة الوضوء قال:( ثم مسح برأسه ، وأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه ، ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه ). أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة .
هذا في صفة المسح، مسح الأذنين، هل يمسح الأذنان؟ الجواب: نعم يمسح الأذنان مع الرأس لأنّهما منه، ولكن كيفيّة ذلك أن يدخل السّبّاحتين في الأذنين، السّبّاحتان هما السّبّابتان، والسّبّابتان هما ما بين الإبهام والوسطى سمّيتا بذلك لأنّ الإنسان يشير عند التّسبيح وعند السّبّ والشّتم، وقوله في أذنيه، يعني في ثقب الأذنين، واختيرت السّبّاحة لأنّها هي التي يشار بها عادة ويعمل بها عادة لذلك خصّت من بين سائر الأصابع، وقوله: " ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه " الإبهامان معروفان وظاهرهما يعني ظاهر الأذنين وهما الجهة التي تلي الرّأس، وأمّا الغضاريف فلا يجب مسحها وإنما المسح خاصّ بالصّماخ وظهور الأذنين فقط.
20 - وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، في صفة الوضوء قال:( ثم مسح برأسه ، وأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه ، ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه ). أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة . أستمع حفظ
فوائد حديث ( ثم مسح برأسه ، وأدخل إصبعيه السباحتين ...).
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه لا يشرع تكرار مسح الأذنين لأنّ الحديث ليس فيه التّكرار، وقد ذكرنا في ما سبق في مسح الرّأس أنّه إنّما يمسح مرّة واحدة، وكذلك الأذنان لأنّهما ملحقان به، ويشبه إلحاق الأذنين بالرّأس إلحاق الأنف بالجبهة في السجود، يعني فهما ليسا عضوين مستقلّين لكنّهما عضوان تابعان للرّأس فيجب مسحهما ... .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنثر ثلالثاً ، فإن الشيطان يبيت على خيشومه ). متفق عليه
إذا استيقظ من نومه: استيقظ أي صحى بعد النّوم، وقوله: ( من نومه ) لم يقيّد بنوم ليل ولا بنوم نهار، ولكن قوله ( فإنّ الشّيطان يبيت ) يفيد أنّ المراد بالنّوم هنا إيش؟ نوم اللّيل وسيأتي الكلام عليه في الفوائد إن شاء الله.
وقوله ( فليستنثر ثلاثًا ) الاستنثار هو إخراج الماء من الأنف بعد استنشاقه يعني أن تستنشق الماء أوّلًا ثمّ تستنثره، وقوله: ( ثلاثًا ) أي ثلاث مرّات، ولم يبيّن هل لكلّ استنثار غرفة، أو أنّه يستنثر بغرفة واحدة؟ والجواب أنّ هذا ممّا يتسامح فيه، إن شاء بغرفة واحدة وإن شاء بثلاث غرفات وقوله ( إنّ الشّيطان يبيت على خيشومه ) " أل " هنا للجنس وليست للعهد ولا للذّكر فلا يقصد شيطانًا معيّنًا بل المراد جنس الشّياطين، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : أنّه لمّا تسومح في التّطهير بالكيفيّة تسومح بطهيره في إيش؟
الطالب : في الكمّيّة.
الشيخ : في الكمّيّة، طيب كيف يمسح أذنيه؟ سليم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : كيف يمسح أذنيه؟
الطالب : ...
الشيخ : أكثر الإخوان ما يشوفونك!
الطالب : نعم؟
الشيخ : أكثر الإخوان ما يرونك!
الطالب : ...
الشيخ : ... لكن كيف؟ صفه لنا بالقول.
الطالب : ...
الشيخ : أي يدخل السّبّابتين في صماخ أذنيه، طيب.
الطالب : ...
الشيخ : ويمسح بالإبهام؟
الطالب : ظاهر الأذنين.
الشيخ : ظاهر الأذنين، ما هو ظاهر الأذنين؟
الطالب : الذي يلي الرّأس.
الشيخ : الذي يلي الرّأس بارك الله فيك، حديث أبي هريرة بدأنا في البارحة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنثر ثلاثاً فإن الشيطان يبيت على خيشومه ) قلنا ما معنى الاستنثار؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : هذا الاستنثار، هذا الاستنثار؟ كيف؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني استنشاق الماء ثمّ استخراجه كذا؟ طيب الإستنثار بلا إدخال الماء لا يسمّى استنثارًا كما جاء في القاموس أنّ الاستنثار هو إخراج الماء بنفس بعد استنشاقه.
وقوله: ( إذا استيقظ أحدكم من نومه ) قلنا إنّ كلمة نوم عامّة وطريق العموم فيها أنّها مضافة والمفرد المضاف يكون للعموم، وقوله: ( فإنّ الشّيطان ) قلنا إنّ المراد بأل هنا الجنس يعني ليس شيطانًا معيّنًا بل جنس الشّياطين، ( يبيت على خيشومه ) على أنفه لأنّ الخيشوم تطلق على الأنف كلّه وتطلق على العظام الرّقيقة التي في داخل الأنف.
22 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنثر ثلالثاً ، فإن الشيطان يبيت على خيشومه ). متفق عليه أستمع حفظ
فوائد حديث ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنثر ثلالثاً ...).
ومن فوائد هذا الحديث: تكرار التّطهير ثلاثًا لقوله: ( فليستنثر ثلاثًا ) فهل يؤخذ من هذا أنّ إزالة النّجاسة لا بدّ أن تكون بثلاث غسلات وأنّه لا يكتفى بالمرّة الواحدة لإزالة النّجاسة يحتمل هذا وهذا، يحتمل أن يقال أنّه يقاس عليه بقيّة النّجاسات كما ذهب إليه بعض الفقهاء وقال إنّه يشترط في إزالة النّجاسة أن تكون بثلاث غسلات والمذهب كما هو معروف عندكم لا بدّ من سبع غسلات.
ومن فوائد هذا الحديث: اعتبار التّثليث في الأحكام الشّرعيّة كما في هذا الحديث ونظائره.
ومن فوائد هذا الحديث: حسن تعليم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حيث قرن الحكم بعلّته وقرن الحكم بالعلّة له فوائد منها العموم إذا كانت هذه العلّة موجودة في غير ما نصّ عليه، ومنها تنشيط الإنسان على العمل أو نفوره منه فإن كان في خير فإنّه ينشط وإن كان في غيره فإنّه يهرب ولا ينشط وهنا من باب التّرهيب لقوله: ( فإنّ الشّيطان يبيت على خيشومه )، ومنها ثبوت نبوّة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لأنّ علمه أنّ الشّيطان يبيت على خيشومه لا يدرك بالحسّ فإنّه لو اجتمع أهل الأرض كلّهم على أن يطّلعوا على هذا ما اطّلعوا عليه، ولكنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم اطّلع على ذلك عن طريق الوحي لأنّه عليه الصّلاة والسّلام لا يعلم الغيب.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّ ظاهره العموم أي عموم الأمر بالإستنثار في كلّ نوم، لقوله ( من نوم ) ولكنّ العلّة تقتضي التّخصيص حيث قال: ( فإنّ الشّيطان يبيت على )؟ يحيى كمّل؟
الطالب : ( على خيشومه ).
الشيخ : ( يبيت على خيشومه ) فمن العلماء من أخذ بالعموم وقال إنّ تعليل بعض أفراد العامّ بعلّة لا يقتضي التّخصيص، ومن العلماء من قال: بل العلّة تخصّص العامّ وعلى كلّ حال نقول الاحتياط أن يستنثر الإنسان ثلاثًا حتّى في نوم النّهار لأنّ اللّفظ يحتمله، وعود العلّة على بعض أفراده لا يقصد التّخصيص، كما أنّ عود الحكم على بعض الأفراد لا يقتضي التّخصيص، ونضرب لهذا مثلًا حديث جابر ( قضى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالشّفعة في كلّ ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرّفت الطّرق فلا شفعة ) إذا نظرنا إلى أوّل الحديث ( قضى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالشّفعة في كلّ ما لم يقسم ) قلنا إنّ الشّفعة ثابتة في كلّ شريك باع شريكه نصيبه المشترك سواء كان من الأراضي، أو من السّيّارات أو من المعدّات أو غيرها لعموم قوله: ( في كلّ ما لم يقسم ) حتى في ... مثلًا وإذا نظرنا إلى قوله: ( فإذا وقعت الحدود وصرّفت الطّرق فلا شفعة ) قلنا إنّ هذا يقتضي أن يكون المراد بالعموم في قوله ( في كلّ ما لم يقسم ) ما هي؟
الطالب : الأراضي.
الشيخ : الأراضي، في الأراضي فقط لأنّها هي التي يقع فيها الحدود ويصرّف فيها الطّرق، ولهذا اختلف العلماء رحمهم الله هل الشّفعة واجبة في كلّ شيء أو في الأرض فقط، أو في الأرض التي تجوز قسمتها؟ حسب الخلاف المعلوم عند العلماء، ومن ذلك قوله تعالى: (( والمطلّقات يتربّصن بأنفسهنّ ثلاثة قروء ولا يحلّ لهنّ أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهنّ إن كنّ يؤمنّ بالله واليوم الآخر )) وهذه عامّة المطلّقات تشمل من لزوجها الرّجعة عليها ومن لا رجعة له عليها، لكنّ قوله (( وبعولتهنّ أحقّ بردهنّ في ذلك )) تقتضي أن يكون المراد بالمطلّقات هنا الرّجعيّة والعلماء ... الأول أنّ جميع المطلّقات يلزمهنّ أن يتربّصن ثلاثة قروء ولم يلتفتوا إلاّ تخصيص الحكم في بعض الأفراد ولا شكّ أنّ الاحتياط الأخذ بالعموم سواء في هذا أو في هذا.
وعنه : ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً فإنه لا يدري أين باتت يده ). متفق عليه ، وهذا لفظ مسلم .
24 - وعنه : ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً فإنه لا يدري أين باتت يده ). متفق عليه ، وهذا لفظ مسلم . أستمع حفظ
فوائد حديث ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء ...).
ومنها: أنّه يجوز أن يغمس بعضه لقوله: ( فلا يغمس يده ) والأصل في ما أضيف إلى اليد أن يكون عامًّا لها، واليد إذا أطلقت فإنّها إلى الكفّ وإذا قيّدت إلى المرفق تقيّدت به، ولكن عند الإطلاق تكون إلى الكفّ ويحتمل أن يقال نرجع إلى القاعدة العامّة أنّ المنهيّ عنه يتناول النّهي فيه جزءه وكلّه وأنّ غمس بعض اليد كغمس اليد كلّها وهذا هو الأصحّ، لأنّ الأصل في النّهي أن يعمّ جميع المنهيّ عنه لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فاتوا منه ما استطعتم ) وعلى هذا فيكون النّهي شاملًا لغمس اليد كاملة أو غمس جزء منها.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه يجب تطهير ما يشكّ في كونه نجسًا لقوله: ( فإنّ أحدكم لا يدري أين باتت يده ) وهذا مبنيّ على أنّ التّعليل هذا يعني أنّه ربّما تلوّثت يده بنجاسة وهو لا يدري، لكنّ هذا القول ضعيف ولذلك لمّا كان هذا التّعليل هو الذي ذهب إليه بعض العلماء قال آخرون إنّ النّهي هنا ليس للتّحريم وإنّما هو للكراهة، لأنّ الأشياء لا تنجس بمجرّد الظّنّ، ولكنّ الصّواب أنّ قوله: ( لا يدري أين باتت يده ) ربّما يكون الشّيطان أنّه قد عبث بها وألقى فيها الأوساخ والأقذار وهو لا يعلم.
ومن فوائد الحديث: أنّ فيه إثبات نبوّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لأنّ مثل هذا لا يعلم بالحسّ وإنّما يعلم بالوحي.