تحت باب عشرة النساء .
الطالب : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
نقل المصنف -رحمه الله تعالى- : " عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن شرَّ النساء عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتُفضي إليه ثم ينشر سرها ) أخرجه مسلم.
وعن حكيم بن معاوية عن أبيه رضي الله عنه قال : ( قلت: يا رسول الله ما حق الزوج أحدنا عليه قال : تطعمها إذا أكلت، وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت ) رواه أحمد وأبو داود والنَّسائي وابن ماجه، وعلّق البخاري بعضه، وصححه ابن حبان والحاكم. وعن جابر بن عبدالله قال : ( كانت اليهود تقول إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول، فنزلت (( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )) ) متفق عليه واللفظ لمسلم " :
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
الظاهر ما أخذنا فوائد الحديث السابق ؟
الطالب : حديث أبي سعيد ؟
طالب آخر : أخذنا أربعة
الشيخ : حديث جابر.
الطالب : أخذنا أربعة .
طالب آخر : بدأنا بحديث أبي سعيد!
الشيخ : طيب اقرأ الفوائد ؟
الطالب : من فوائد حديث أبي سعيد كملنا على شرط قلنا: إنها الشرط إذا كان بين الشيئين .
الشيخ : إيه نعم نعم، لكن بس الفوائد، الظاهر أني أنا إنه حطينا الفوائد جميع
الطالب : حديث جابر.
الشيخ : وين الفوائد أينها مافي فوائد ؟
الطالب : الفوائد ذكرناها.
الشيخ : كم؟
الطالب : خمسة.
الشيخ : ماهي اقرأ اقرأ!
الطالب : أولاً: هذه مختصرة: من هديه أن يشارك في الغزوات صلى الله عليه وسلم وقد شارك بنفسه في اثنتين وعشرين غزوة.
الثاني: أن من هدي الصحابة أن المرأة تتزين لزوجها بمشط الشعر والطيب الثالث!
الشيخ : الطيب؟
الطالب : لا لا هذه خطأ.
الشيخ : هذا المشكل .
الطالب : التنظيف!
الشيخ : هاه الطيب ؟
الطالب : التنظيف .
الشيخ : تتنظف.
الطالب : أن من هدي الصحابة أن المرأة تتجمل لزوجها بإزالة الشعر والتنظف لقوله : ( لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ).
الشيخ : نعم.
الطالب : حسن رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته حيث بلغت إلى هذا الحد إلى أن يعلمهم كيف يأتون إلى أهلهم.
أربعة: جواز كون الإنسان أشعث لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك مقررًا له وإلا كان نهي عنه.
الشيخ : نهى عنه.
الطالب : وإلا كان نهى عنه، ولكنه وإن كان جائزاً فالأولى للإنسان ألا يكون كذلك، وألا يكون أشعث إذا رآه إنسان نفر منه، لأن بعض الناس مثلا يتخذ الشعر لكنه باتخاذ الشعر يجعل الشعر أشعث أغبر.
الشيخ : غير هذه!
الطالب : مراعاة حال الأهل، ألا يأتيهم الإنسان على غرة، ويكونون على حال يتقذر منهم.
طالب آخر : الخامس!
الطالب : سادسًا: أن الإنسان ينبغي له إذا أطال الغيبة ألا يطرق أهله ليلا ما لم يتقدم خبر منه لهم.
الشيخ : طيب، الدارج طيب.
فوائد الحديث : ( أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً يعني عشاء ، لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ) .
ممكن نضيف إلى الفوائد السابقة : أنه لا ينبغي للإنسان أن يتخون أهله بحيث يأتيهم على وجه يراهم على خلاف ما ينبغي .
ويتفرع على هذه الفائدة ما يفعله بعض الناس من التجسس على أهله، يكون فيه وسواس وشكوك فتجده يتجسس على أهله، يتصنت عند الباب، يجعل المسجل عند الهاتف، يراقب أهله، فإن هذا لا يجوز، لأنه منهي عنه بنص القرآن : (( ولا تجسسوا )) .
لكن لو كان هناك قرائن قوية تبعث على الرِّيبة فحينئذ لا حرج أن الإنسان يتحسس حتى ينظر هل هذه القرائن صحيحة أو غير صحيحة ، أما بدون قرائن ولكن لمجرد وهم وتخيّل فإن هذا لا يجوز لا بالنسبة للأهل ولا لغيرهم.
2 - فوائد الحديث : ( أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً يعني عشاء ، لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ) . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث : ( أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها ) . أخرجه مسلم .
فقلنا: إن كلمة : ( شر ) ونحن في شرحه ماهو في فوائده نعم.
قلنا: إن شر هنا تستعمل بمعنى الشر بدون تفضيل، وكذلك خير، فيقال: هذا خير وهذا شر، ومنه قوله تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )).
وتستعمل بمعنى اسم التفضيل أي: أشر، وحينئذ يقال: أين الهمزة ؟
فيقال: إنها حذفت تخفيفا ، كما حذفت الهمزة من لفظ الجلالة الله ، وكما حذفت من الناس وأصلها أناس وأصلها إله.
والعرب أحيانًا يحذفون للتخفيف من الكلمات، ولاسيما الكلمات التي يكثر استعمالها.
وقوله: ( إن شر الناس عند الله منزلة ) : شر الناس كلمة الناس من ألفاظ العموم ولكنه قد يراد بها الخصوص أي: أنه لا يراد بها العموم من الأصل. وهنا نفرّق بين العام المخصوص والعام الذي أريد به الخصوص :
العام المخصوص: يكون المتكلم قد أراد العموم أولاً ثم يخرج بعض أفراده من الحكم ، مثلا : (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين )) : أولاد هذه عام، خرج بالسنة من خالف دين أبويه، فإنه لا يرث، نسمي أولادكم: عام مخصوص، لأنه أريد عمومه ثم خصص.
أما العام الذي أريد به الخصوص: فهو من الأصل لم يرد فيه العموم إنما أريد به الخاص ولهذا لا يستثنى منه بخلاف الأول، العام المخصوص يستثنى منه يعني يدخله الاستثناء، والعام الذي أريد به الخصوص لا يدخله الاستثناء لأنه لم يرد به العموم من الأصل، ومن ذلك قوله تعالى : (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم )) :
الناس هنا عام أريد به الخاص ، لأنه ليس كل الناس في مشارق الأرض ومغاربها جاؤوا يخبرون النبي صلى الله عليه وسلم بأن الناس قد جمعوا لهم، والمراد أيضا بالناس الثاني خاص ليس كل الناس قد جمعوا، فإذن هذا عام أريد به الخاص.
فالفرق أن العام المخصوص أريد به أولاً العموم ثم أخرج بعض الأفراد.
والعام المراد به الخصوص لم يرد به العموم أصلا وإنما أريد به ذلك المعنى الخاص .
فهنا قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن شر الناس عند الله ): لا شك أنه لا يراد به العموم، لأن هذا الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام فيه ما هو شر منه، فالمشركون والملحدون والجاحدون أشد من هذا، فهو إذن عام أريد به الخصوص، إذن ما المراد به؟
أي: شر الناس في إفشاء السر من يفضي هذا السر المذكور، وليس على سبيل العموم، حتى على رواية : ( إن من شر الناس عند الله ) : إن من شر لا يراد به العموم أيضا.
( إن من شر الناس ) الذين من هذا الجنس، الذين إيش؟
يفشون السر .
طيب وقوله : ( عند الله منزلة يوم القيامة ) : يعني إذا كان يوم القيامة فإن الناس درجات عند الله كما قال تعالى : (( هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون )) ، فهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم يكون عند الله من شر الناس منزلة .
وقوله : ( الرجل ) هذه خبر المبتدأ ، خبر شر ، قلتُ : خبر المبتدأ أو خبر إنّ، خبر إنّ، لأن الراجح من أقوال النحويين أن النواسخ تعمل في المبتدأ والخبر، أما النواسخ التي تنصب جزئين فالأمر ظاهر، ظن وأخواتها تنصب جزئين، وأما التي ترفع أحد الجزئين:
فهذه بعض العلماء يقول: ما بقي على الرفع فليس للأداة فيه عمل كخبر إنّ واسم كان، وما تغيّر فهو الذي أثر فيه العامل، ولكن الصحيح أنه يؤثر في الجميع.
إذن الرجل نقول: خبر إنّ.
( الرجل يفضي إلى امرأته ): الإفضاء: قال بعض العلماء: هو الجماع، وقال آخرون: بل هو الخلوة ولو بغير جماع، يقال: أفضى إليه بكذا أي: جعله أمرًا خاصًا بينه وبينها، قال الله تعالى: (( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا )) وهذا المعنى الثاني أعم من الأول.
وقوله : ( إلى امرأته ) المراد بذلك الزوجة المراد امرأته يعني بزوجته.
( وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) : يعني ينشر ما أسرّت إليه في هذا الإفضاء ، ينشره بين من ؟
بين الناس سواء بين عامة الناس أو بين خاصتهم حتى ولو كان عند أبيه أو أمه فإن هذا يدخل في الحديث.
3 - تتمة شرح حديث : ( أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها ) . أخرجه مسلم . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها ) .
الفائدة الأولى: تحريم هذا العمل: أن ينشر الإنسان السر الذي بينه وبين زوجته مثل أن يقول: جامعتها على صفة كذا أو على صفة كذا، أو لما جامعتها صاحت أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي يُستحيا من ذكرها، فإن هذا الحديث يدل على تحريمها، بل يدل على أنها من الكبائر، لأن فيها وعيد. طيب ويستثنى من ذلك : ما دعت الحاجة إليه لبيان حكم شرعي، مثل : ( لما سئل النبي عليه الصلاة والسلام بحضرة عائشة عن الرجل يجامع زوجته ثم يُكسل -يعني: لا ينزل تبرد شهوته ولا ينزل- فقال: كنت أفعله أنا وهذه ثم نغتسل ) : هذا فيه شيء من إفشاء السر لكنه لحاجة شرعية ، ثم إنه أيضًا ليس تفصيليًا في الواقع، عام ليس تفصيليًا، ولا شك أن الشيء التفصيلي أعظم من هذا، نعم.
وكذلك أيضا سألَه عمر بن أبي سلمة وهو ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج مَن؟
أمَّه أم سلمة : ( سأله عن الصائم يقبّل زوجته فقال عليه الصلاة والسلام: سل هذه ) : يقوله لعمر : ( سل هذه ) يعني أمه، ( فسألها فقالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، فقال له: يا رسول الله إنك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: إني لأخشاكم لله وأعلمكم به، أو قال: بما أتقي ) .
والحديثان في مسلم، وعلى هذا فإذا اقتضت المصلحة الشرعية أن يُذكَر ما لا يُنشر فإن ذلك لا بأس به جائز.
أما من يفعله على سبيل التندّر والتفكه وإني فعلت كذا وفعلت كذا فهذا لا شك أنه حرام.
طيب بقينا هل المرأة مثل الرجل ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، مثل الرجل قياسا أو داخلة في اللفظ ؟
الطالب : داخلة في اللفظ.
الشيخ : يا جماعة أنا ما عمري سمعت أن المرأة تسمى رجل إلا الليلة على كلامكم !!
الطالب : قياسًا
الشيخ : قياسًا، قياسًا جلي، ولا يمكن أن نقول هذا على سبيل التمثيل لأن هذا صريح أن الحكم في الرجل، لكن نقول: إن القياس الجلي الذي لا شك فيه يقتضي أن المرأة كالرجل، وأنه لا يحل لها أن تُفضيَ بالسر الذي بينها وبين زوجها، اللهم إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، إذا دعت الحاجة إلى ذلك مثل أن تستفي عن شيء، افرض أنها تريد أن تستفي عن حال زوجها عند الجماع بأنه ضعيف أو ما أشبه ذلك من المسائل التي في حاجة إلى الاستفتاء فيها، فهنا نقول: هذا جائز، لماذا؟
لدعاء الحاجة إلى ذلك، لأن الحاجة تدعو إلى هذا البيان لا يمكن أن تعرف الحق إلا بهذا، فإذا دعت الحاجة إلى أن تصف حال زوجها عند الجماع أو في المعاشرة فهذا لا بأس ولا حرج، لأن الحاجة داعية إلى ذلك.
أما إذا كانت تقوله على سبيل التندّر، مثل بعض النساء يجلسن كل واحدة تصف زوجها نعم هذه تقول معه مثل طرف الثوب، وهذه تقول: معه شيء آخر، وهكذا، فهذا لا يجوز.
طيب من فوائد هذا الحديث: أن الناس درجات عند الله لقوله: ( إن شر الناس عند الله ) فنأخذها من شر الدالة على التفضيل.
وهل يلزم من ذلك تفاضل الناس في الإيمان ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم ليش؟
لأن منزلة الإنسان عند الله بحسب إيمانه، فيكون في هذا الحديث دليل على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة مِن التفاضل في الإيمان، وأن الناس يتفاضلون في الإيمان.
والذي عليه أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص، سبب زيادته الطاعة، ونقصه المعصية، وله أسباب أخرى ليس هذا موضع ذكرها، لكنه يزيد وينقص.
ومن أهل السنة من قال: يزيد ولا نقول ينقص، نقول يزيد لأن الله قال: (( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )) ، ولا نقول: ينقص.
ولكن في هذا نظراً، لأنها لا تتصور الزيادة إلا في مقابلة نقص، كيف يزيد هذا على هذا معناه المزيد عليه ناقص لا شك.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ) من ناقصات عقل ودين: فأثبت نقصان دين المرأة.
نعم من فوائد هذا الحديث: إثبات يوم القيامة، وماهو يوم القيامة؟
هو اليوم الذي يبعث فيه الناس من قبورهم، وسمي يا فؤاد يوم القيامة لماذا؟
الطالب : لأنه الناس يبعثون من قبورهم.
الشيخ : هذه واحدة، ثانيًا؟
الطالب : (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )).
الشيخ : هذا هو الأول.
الطالب : يقام القسط.
الشيخ : نعم الثاني: أنه يقام فيه القسط قال الله تعالى: (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )) .
الثالث: يقوم فيه الأشهاد: (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )) .
طيب من فوائد الحديث، أو مترتب على الأول: وجوب ستر ما يحصل بين المرء وزوجته، وهذه تؤخذ من الفائدة الأولى.
4 - فوائد حديث : ( إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها ) . أستمع حفظ
وعن حكيم بن معاوية عن أبيه رضي الله عنه قال : قالت : يا رسول الله ! ما حق زوج أحدنا عليه ؟ قال : ( تطعمها إذا أكلت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت ) . رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه ، وعلق البخاري بعضه وصححه ابن حبان والحاكم .
هذه خمسة أشياء ثلاث منهيات واثنان مأمورات:
قوله: ( قلتُ: يا رسول الله ما حق ) : من القائل ؟
الطالب : حكيم.
الشيخ : لا، القائل أبوه، معاوية بن حَيدة: ( قلت: يا رسول الله ما حق زوج أحدنا عليه ؟ ):
سأل هذا السؤال لا ليعلم الحق فقط ولكن ليعلم ويطبق ويقوم به.
وقوله : ( زوج أحدنا ) : زوج مذكر وليس فيه تاء التأنيث ، والسائل رجل وكان المتوقع أن يقول : زوجة ، ولكن زوجة لغة رديئة في اللغة العربية ، لأن زوج يطلق على الذكر والأنثى ، فيقال للمرأة : زوج ، ويقال للرجل : زوج ، لكن العلماء في باب الفرائض قالوا : إنه يجب في باب الفرائض خاصة أن نؤنث الأنثى فنقول: زوج وزوجة من أجل الفرق بينهما عند القسمة، نعم وهذا واضح، أما في اللغة العربية فإنك تذكر الزوج سواء للأنثى أو للذكر.
قال: ( تطعمها إذا أكلت ) : يعني لا تأكل وتدعها جائعة ، بل تطعمها إذا أكلت ، وظاهر قوله : ( تطعمها إذا أكلت ) أنك تطعمها مما تأكل إن طيبا فطيب وإن وسطا فوسط وإن رديئا فرديء.
( وتكسوها إذا اكتسيت ) : كذلك، لا تكسو نفسك وامرأتك عارية بل تكسوها إذا اكتسوت.
( ولا تضرب الوجه ) : ولم يقل لا تضرب مطلقًا ، لأن ضرب الزوج أحيانا يكون مباحًا بل مأمورًا به، لكن الذي ينهى عنه هو ضرب الوجه لسببين: السبب الأول: أن ضرب الوجه أعظم إهانة من ضرب غيره، والإنسان يجد هذا في نفسه لو ضربك إنسان على وجهك صار هذا أشد مما لو ضربك على ظهرك، أليس كذلك؟
طيب الوجه الثاني: أنه ربما يتأثر الوجه بهذا الضرب فتكون مغيرًا للصورة التي خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليها، وهذا لا شك أنه أعظم ضررًا مما لو ضربته في ظهره.
لنفرض ضربته في ظهره وانكسر ضلعه، هذا يجبر ولا يتأثر، لكن انخدش وجهه يبقى هذا الخدش، يبقى دائماً مشوهًا ولهذا نهي عن ضرب الوجه.
قال : ( ولا تقبح ) : يعني لا تقبح المرأة أي : لا تصفها بالقبح ، وظاهر الحديث لا تصفها بالقبح الخِلقي أو الخُلقي ، نعم ، الخِلقي مثل أن يصفها بعيب في وجهها في عينها في أنفها في أذنها في طولها في قصرها هذا واحد. الثاني : الخُلق أن يقول: أنت حمقاء أنت مجنونة وما أشبه ذلك، لا تقبّح، لأن هذا التقبيح سيؤثر ولو على المدى البعيد في نفسيتها، سيؤثر في نفسيتها، وسيذكرها الشيطان هذا التقبيح دائمًا .
وقوله: ( ولا تهجر إلا في البيت ) : يعني لا تهجر زوجتك فتخرج من البيت، أو تهجرها فتطردها من البيت، إن أردت أن تهجر فاهجر في البيت، وكيف الهجر في البيت ؟
الهجر في الكلام، يعني يكون في الكلام، لكنه محدد بثلاثة أيام، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان فيعرض ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ).
فإن قال: الهجر بالثلاث لا يكفي؟
نقول: الحمدلله ماهي مشكلة، إذا تمت ثلاثة أيام فادخل عليها وقل: السلام عليكم، كل ما مضت ثلاثة أيام نعم سلم عليها ويزول الهجر هذه واحدة. الثاني: الهجر في الطعام، مثلا إذا كان من عادتك أنك تتغدى مع أهله اهجرها تأديبًا لها.
ثالثًا: الهجر في المنام، الهجر في المنام له أنواع كثيرة منها ترك الجماع والمداعبة وما أشبه ذلك، ومنها أن تلاقيها ظهرك عند النوم، ومنها أن تجعل لك فراشا خاصا ولها فراشا خاص، ومنها أن تجعل لك غرفة ولها غرفة، المهم أنه أنواع كثيرة كم هذه؟
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : ثلاثة: الكلام والطعام والمنام.
طيب وممكن أن نقول: إن الهجر إخلاف عادته إذا كانت عادته معها طيبة، ويمزح مثلا معها كثيرًا وما أشبه ذلك، قد يكون من الهجر أن يهجر هذه الخصلة نعم وهو كذلك.
ثم اعلم أن الهجر لا يجوز إلا لسبب كما سيأتي إن شاء الله تعالى فيما يأتي.
5 - وعن حكيم بن معاوية عن أبيه رضي الله عنه قال : قالت : يا رسول الله ! ما حق زوج أحدنا عليه ؟ قال : ( تطعمها إذا أكلت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت ) . رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه ، وعلق البخاري بعضه وصححه ابن حبان والحاكم . أستمع حفظ
مناقشة ما سبق .
الطالب : حديث أبي سعيد.
الشيخ : أبي سعيد طيب، قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن شر الناس عند الله منزلة ) ما المراد بالعموم هنا هل هو باقٍ على عمومه أو لا ؟
الطالب : أنا ؟
الشيخ : الذي ورى، إي نعم!
الطالب : لا ليس باقٍ على عمومه.
الشيخ : إذن ما المراد به؟
الطالب : المراد به الخصوص.
الشيخ : نعم عام أريد به الخاص .
ما الذي أعلمك أنه عام أريد به الخصوص؟
الطالب : لأنه معلوم أن هناك أشياء أكثر من ذلك أو أشر من ذلك وهي مثل الشرك وغيره من الذنوب.
الشيخ : أحسنت، طيب إذن ما المراد بالناس: ( إن شر الناس ) ؟
الطالب : في مسألة السر، إفشاء السر.
الشيخ : نعم يعني شر هذا الجنس من فعل كذا وكذا، يعني في إفشاء السر. طيب ما معنى قوله يفضي أحمد ؟
الطالب : يفضي؟
الشيخ : نعم.
الطالب : يعني يفشي سرها.
الشيخ : يفضي إلى امرأته وتفضي إليه؟
الطالب : يعني قيل: الجماع.
الشيخ : آه.
الطالب : وقيل: إنه مجرد الخلوة.
الشيخ : مجرد إيش؟
الطالب : الخلوة.
الشيخ : نعم.
الطالب : والقول بأنه الثاني العام سواء الجماع أو غيره .
الشيخ : وهذا أعم يعني.
طيب يالله يا سلامة قوله: ( ثم ينشر سرها ) وش معنى ينشر سرها؟
الطالب : أن يخبر بما حصل بينه وبينها .
الشيخ : من أمور؟
الطالب : من الأمور التي يُستحا من ذكرها.
الشيخ : نعم، طيب هل يستثنى من هذا شيء ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : آه.
الطالب : مثلا مثل الاستفتاء.
الشيخ : ما تعطينا شيء عام؟
الطالب : إذا دعت الحاجة إلى ذلك جاز .
الشيخ : أو المصلحة ، إذا دعت الحاجة إلى ذلك أو المصلحة .
طيب مثاله ؟
الطالب : مثاله ما كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يُستفتى في الأمور الخاصة فكان يقول!
الشيخ : مثل مثل ؟
الطالب : مثل حديث : إذا جامع أحدكم!
الشيخ : إذا جامع أحدكم كيف يعني ؟
فهو مثل إيش؟
الطالب : قال: ( كنت أفعله أنا وهذه ثم نغتسل ).
الشيخ : وش ؟
الطالب : شيخ أنه قال أنه كنا نفعله !
الشيخ : إيه ماهو ماهو ؟
نفعله معود هذا على إيش؟
الطالب : نفعل الجماع الذي ليس فيه إنزال.
الشيخ : نعم، يعني : ( سأله رجل عن الرجل يجامع فيكسل، أعليه الغسل؟ قال: كنت أفعله أنا وهذه ثم نغتسل )، طيب تمام .
طيب مرّ علينا فيما سبق ما يدل على أن الناس عند الله مراتب؟
الطالب : قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن شر )!
الشيخ : إن شر ، كمل عشان نعرف.
الطالب : ( إن شر الناس منزلة ).
الشيخ : إي نعم ( إن شر الناس منزلة ) وشر هنا بمعنى؟
الطالب : أشر.
الشيخ : أشر، وأشر اسم تفضيل تدل على أن هناك تفاضل مفضّل نعم؟
الطالب : ومفضل عليه.
الشيخ : السؤال له خاص!
الطالب : فاضل ومفضل عليه.
الشيخ : فاضل ومفضل عليه.
طيب وهل يستفاد من هذا أن الإيمان يزيد وينقص ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : فؤاد؟
الطالب : الإيمان يزيد وينقص.
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
الشيخ : إيه لكن نريد من هذا الحديث هل يستفاد منه أن الإيمان يزيد وينقص وأن الناس يختلفون فيه ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : من أين كيف نأخذه من الحديث؟
الطالب : نأخذ من الحديث أنه كلما قوي الإيمان كلما كانت المرتبة أعلى ، واختلاف المرتبة!
الشيخ : اختلاف المراتب تابع لاختلاف العمل كذا ولا لا ؟
الطالب : بلى.
الشيخ : فيلزم من اختلاف المراتب اختلاف العمل.
طيب ماهو قول أهل السنة والجماعة في زيادة الإيمان ونقصانه يا عبدالله ؟
الطالب : أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
الشيخ : وهل لهم دليل؟
الطالب : نعم عموم أدلة!
الشيخ : ما يخارج، الله يجزاك خير هات العموم؟
الطالب : (( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )).
الشيخ : نعم: (( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )) ، صح ، وقوله: (( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )) .
طيب هل هناك دليل على النقص نقص الإيمان ؟
الطالب : إذا ازدادوا إيمانا مع إيمانهم!
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : إذا زاد كان ناقص.
الشيخ : يكون المزيد عليه ناقصًا عن الزائد.
طيب وهل هناك نص في النقص يالله يا عبدالله ؟
الطالب : الحديث : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ).
الشيخ : ما في نقص .
الطالب : شيخ كلمة الإيمان به !
الشيخ : لا تسميه نقص، يعني تصريح بكلمة نقص، أو نقص أو ناقص أو ما أشبه ذلك !
الطالب : شيخ شيخ !
الشيخ : كثير يا عبدالله لكن نسيت الظاهر، إي نعم سلامة؟
الطالب : قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ).
الشيخ : إي نعم: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ) فهذا صريح في نقص الدين.
طيب إذا قال قائل: كيف يزداد اليقين ، هل اليقين يزداد ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يزاداد ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : كيف؟
الطالب : بزيادة الأعمال .
الشيخ : لكن اليقين ما هو بواحد ؟ تيقنت أن مثل هذه لمبة!
الطالب : لا يا شيخ يختلف .
الشيخ : هاه؟
الطالب : المخبر ...
الشيخ : عندك دليل من القرآن ؟
الطالب : الأدلة : الدليل على زيادة الإيمان تدل على زيادة اليقين .
الشيخ : لا .
الطالب : يعني كل ما ازداد الإنسان إيمانًا ازداد يقينا بالله عز وجل.
الشيخ : أدلة زيادة الإيمان تدل على زيادة اليقين؟ قد ينازع في هذا لاسيما على قول من يقول: إن الأعمال من الإيمان.
الطالب : يكون الذي قبلها !
الشيخ : وش الذي قبله؟
الطالب : نعم؟
الشيخ : وش قبلها ؟
الطالب : قبلها : لما يعني أراد من الله عز وجل! نسيت أول الآية!
الشيخ : إذن ما تم الدليل.
الطالب : (( قال رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )).
الشيخ : أحسنت، تمام، فهنا أخبر بأنه آمن لكن ليطمأن قلبه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( ليس الخبر كالمعاينة ).
طيب يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ، أو مرّ علينا ما يدل على جواز الهجر إذا دعت الحاجة إليه ؟
الطالب : حديث حكيم بن معاوية عن أبيه قال في آخره : ( ولا تهجر إلا في البيت ).
الشيخ : ( لا تهجر إلا في البيت ) طيب ما نوع الهجر هذا ؟
الطالب : الهجر له أنواع كثيرة .
الشيخ : نعم.
الطالب : أنواع الهجر!
الشيخ : استثنى يا أخ ، الهجر له أنواع كثيرة ؟
الطالب : نعم ، قد يكون هجرا بالكلام وقد يكون !
الشيخ : هجر بالكلام؟
الطالب : وقد يكون هجر بالفعل وقد يكون!
الشيخ : هجر بالفعل وشلون؟
الطالب : هجر بالفعل يعني هجر كأن يهجر مضجعه أو مثلا ينام مكان آخر أو مثلا يلاقي زوجته ظهره له.
الشيخ : له أنواع طيب أحسنت .
ما معنى قوله: ( إلا في البيت ) ؟
الطالب : لا يهجر إلا في البيت : لا يخرج .
الشيخ : نعم .
الطالب : مقيد داخل البيت .
الشيخ : يكون مقيدًا داخل البيت ، لا يَخرج ولا يُخرج : لا يخرجها من البيت ولا يخرج هو من البيت ، لأن هذا يترتب عليه مفسدة كبيرة .
طيب هل يجوز في التأديب يا خالد ضرب الوجه ؟
الطالب : لا.
الشيخ : الدليل ؟
الطالب : ( ولا يضرب الوجه ).
الشيخ : والتعليل؟
الطالب : التعليل : ذكرنا أمرين :
الأول: أن ما يترتب على ضرب الوجه من الإهانة أعظم مما يترتب على ضرب غيره من الأعضاء.
الشيخ : تمام.
الطالب : لأنه في أشرف الأعضاء وهو واجهة.
والثاني: أن ضرب الوجه فيه معارضة لقول النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( إن الله خلق آدم على صورته ) وهذا ينافي، أقول: هذا ينافي كمال التعظيم، أو كمال الإكرام الذي أكرم به هذا الإنسان وخاصة الوجه.
الشيخ : هذا يعود على المعنى الأول أنه ينافي كمال الإكرام فيذل .
الطالب : إيه بمعنى هذا لربما إذا ضرب الوجه انخدش.
الشيخ : نعم.
الطالب : أو انجرح أو انشق الوجه.
الشيخ : صحيح.
الطالب : فهذا سبب في تشوه الإنسان وظهوره بهذا المظهر.
الشيخ : تمام ، إذن لأنه ربما يؤدي إلى عيب الوجه وعيب الوجه أشد من عيب غيره لأنه أشرف الأعضاء .
طيب ، ولأن هذه الكلمات تؤدي إلى انفعال المرأة ، والمرأة كما تعلمون سريعة الانفعال ، فيؤدي هذا إلى البغضاء الظاهر إن شاء الله نمشي.
نعم مر علينا في الحديث ما يدل على أن الإنسان ينفق على أهله كما ينفق على نفسه ؟
الطالب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وتطعمها إذا أكلت، وتكسوها إذا اكتسيت ).
الشيخ : نعم.
الطالب : ففي هذا دليل إذا أكل أو اكتسى أن يكسوها.
الشيخ : طيب هل هذا على عمومه أو يستثنى منه ما دعت الحاجة إلى الاختلاف بينهما ؟
الطالب : أنه إذا كان هناك حاجة !
الشيخ : فلا بأس أن يخص نفسه بطعام، كذا؟
الطالب : يوصي طبيب أو ما أشبه ذلك !
الشيخ : نعم بطعام يختص به الزوج فلا بأس تمام .
ثم قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه ".
الطالب : الفوائد يا شيخ !
الشيخ : إيش؟
الطالب : الفوائد.
الشيخ : ما أخذناه ؟
الطالب : لا .
الشيخ : طيب .
الطالب : شيخ ما شرحنا في نهاية الباب : أن الهجر لا يجوز إلا لسبب كما سيأتي إن شاء الله .
الشيخ : طيب.
فوائد حديث : ( ما حق زوج أحدنا عليه ؟ ... ) .
ومن فوائد هذ الحديث: أنه يجب على الرجل الإنفاق على زوجته طعامًا وكسوة، لقوله : ( تطعمها إذا أكلت وتكسوها إذا اكتسيت ).
ومن فوائده: أن النفقة بقدر الغنى لقوله : إذا : ( تطعمها إذا أكلت تكسوها إذا اكتسيت ) ، ويدل لهذا قوله تعالى : (( لينفق ذو سعة من سَعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله )) : قُدِر عليه يعني : ضيّق عليه ، لأن المعنى يعرف بمقابله ، فقوله : من ينفق ذو سعة ، نفهم أن من قُدِر ضيق .
طيب فإذا قال قائل: إذا أعسر الزوج بعد الغنى فهل للزوجة حق في المطالبة بالنفقة أو الفسخ ، يعني فسخ النكاح ؟
فالجواب على ذلك : أن فيه قولين للعلماء :
القول الأول : أن لها الحق في طلب الفسخ لأنه لم يقم بالواجب عليه.
والقول الثاني : أنه ليس لها الحق في ذلك لأن هذا شيء بغير اختياره وعموم قوله تعالى : (( لا يكلف الله نفساً إلا ما أتاها )) ، يدل على أن من لم يؤته الله شيئا فإنه لا يكلفه ، والمسألة فيها للعلماء أخذ ورد ومناقشات ، ويأتي إن شاء الله ذكرها في باب النفقات على وجه أوسع.
ومن فوائد هذا الحديث: النهي عن ضرب الوجه، لقوله: ( ولا تضرب الوجه ).
ومن فوائده: جواز الضرب مع غير الوجه، لأن منطوق الحديث النهي عن ضرب الوجه، مفهومه جواز ضرب الوجه!
الطالب : لا غير الوجه.
الشيخ : جواز ضرب غير الوجه .
طيب فإن قال قائل: هل الإنسان مخير متى شاء ضرب زوجه ؟
قلنا: لا، بل لا يضربها إلا لسبب، وقد بيّن الله تعالى مراتب التأديب في قوله: (( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن )) ، فإذا جاز الضرب لوجود سبب الجواز فإنه لا يضرب الوجه .
ومن فوائد هذا الحديث: تكريم الوجه بحيث لا يضرب ولا يقبّح ولا يتفل عليه مثلا، ولذلك لو أن أحدًا تفل على وجه شخص لاستشاط غضباً، ولو تفل على غترته من الخلف نعم لكان قليلا وربما دعا له قال: هذا ينظف الغترة مثلا، على كل حال الشيء يختلف لو أن أحدًا فعل ذلك في وجهك ما تركته أبدًا إلا أن تخشى من شر أكبر .
من فوائد هذا الحديث: النهي عن التقبيح المعنوي والحسي، لقوله: ( ولا تقبح ) .
وليعلم أن الأصل في النهي التحريم وقد يراد به الإرشاد أحيانًا، وقد يراد به السنية أحيانا حسب ما تقتضيه القرائن والأحوال .
ومن فوائد هذا الحديث: تحريم الهجر، لقوله: ( ولا تهجر إلا في البيت )، تحريم الهجر خارج البيت وجوازه في البيت ، لكن لا يجوز إلا لسبب .
ثم إن الهجر في الكلام لا يجوز أن يزيد على ثلاثة أيام ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .
ومن فوائد هذا الحديث: بيان شمول الشريعة الإسلامية ، وأنها لم تدع شيئًا ينفع الناس في معاشهم ومعادهم إلا بينته، أحيانا يكون بسبب سؤال سائل أو حدوث نازلة يتبين بها الحكم، وأحيانا يكون ذلك بدون سبب يبتدئ النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بدون أن يكون لذلك سبب.
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ، فنزلت : (( نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )) ( البقرة : 223 ) . متفق عليه واللفظ لمسلم .
( كانت اليهود ) : اليهود قوم سكنوا المدينة وهم من بني إسرائيل ومن أشد الناس عتوا وظلما وجهلا وسفها.
هؤلاء القوم الذين في المدينة كانوا ثلاثة قبائل: بنو النضير، وبنو قريظة، وبنو قينقاع.
وكان سبب نزولهم المدينة أنهم قرؤوا عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه يهاجر إلى أرض سَبِخَة، وجدوا ذلك في كتبهم، وكانوا يتمنون أو يؤمّنون أن يكون من بني إسرائيل فهاجروا إلى المدينة ونزلوا فيها، وكان إذا كان بينهم وبين الأنصار من الأوس والخزرج كلام أو مناوشات يستفتحون عليهم فيقولون: سَيُبعثُ فينا نبي ننتصر به عليكم، (( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به )) : وردوا قوله ، فكانت اليهود مندمجة مع الأنصار الأوس والخزرج وكانوا يحدثونهم بما يحدثونهم به مما عندهم من التوراة ، فكانوا يقولون : إذا أتى الرجل إلى آخره.
وسموا يهودا : إما من قولهم : (( إنا هدنا إليك )) أي: رجعنا .
وإما نسبة إلى أبيهم يهودا بن يعقوب وهذا هو الأصل ، هذا هو الأصح أنه نسبة إلى أبيهم ، وليس من باب (( إنا هدنا إليك )) .
( تقول إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ) : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها يعني: في مكان الحرث لكنه لا من الوجه ولكن من الخلف، يقول اليهود: إن الولد يكون أحول، ومَن الأحول؟
الأحول الذي مال سواد عينيه إلى أحد الجانبين، إما إلى الأنف وإما إلى المأقين، يعني: إما إلى الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر، والحول عيب.
ومن الغرائب أن بعض الشعراء قال عند أحد الخلفاء وهو ينظر إلى الشمس وكان الخليفة أحول فقال :
" والشمس قد كادت ولما تفعلِ *** كأنها في الأُفق عين الأحول " !
" الشمس قد كادت " : يعني قد كانت تغيب .
" ولما تفعل *** كأنها في الأفق عين الأحول " !
عين الأحول : الأحول تشوف سواد العين يغيص في أحد الجانبين إذا كان الحول شديداً ، يقولون : إن الخليفة استشاط غضباً ، قال : كيف هذا تعيير للخليفة يمدح ويقول : إنه كأنها في الأفق عين الأحول.
فالحاصل أن الحول لا شك أنه عيب ولكن من نعمة الله علينا أننا في هذا الزمن فتح الله على الأطباء أن يعدّلوا هذا الحول بعملية يجرونها ويوازنوا بين جانبي العين حتى تكون العين متوسطة .
والسؤال هنا : هل يجوز هذا العمل أو لا يجوز ؟
الطالب : يجوز بلا تفصيل.
الشيخ : يجوز بلا تفصيل ، يعني حتى ولو أدى إلى الموت ؟
الطالب : لا .
الشيخ : على كل حال يجوز بلا ضرر ، وليس هناك ضرر الآن الحمدلله ، فيجوز لأنه من باب إزالة العيب وليس من باب الوشم والوشر والتفليج للأسنان ، لأن الأخير تجميل ، والأول إزالة عيب ، فرق بين التجميل وإزالة العيب، أليس كذلك ؟
ولهذا أذن النبي عليه الصلاة والسلام للرجل الذي قطع أنفه أن يتخذ أنفاً من ورِق ثم أنتن فأذن له أن يتخذه من ذهب.
طيب وما دمنا في هذا فإنكم ستجدون في كتب الفقهاء -رحمهم الله- أنه يحرم قطع البواسير ، لماذا ؟
لأنها في عهدهم خطر ، أما الآن فأصبحت سهلة جدا وليس فيها خطورة . تجدون في بعض الكتب أنه يحرم شق البطن لخياط الفتق لماذا ؟
لأن في ذلك الوقت خطر ربما ينزف دمًا ويموت ، أما الآن فأصبح الأمر سهلا ميسرًا ، تجدون في كتب الفقهاء: أنه يحرم قطع الأصبع الزائد ، بعض الناس يكون عنده أصبع ستة في اليد أو في الرجل ، فيقولون : إنه يحرم قطع الأصبع الزائد لماذا ؟
للخطورة ، الخطورة التي تكون أما الآن فالأمر ولله الحمد سهل.
وعلى هذا فنقول : الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فما دام الخطر قد زال فإن هذه الأشياء التي ذكر العلماء أنها حرام تكون مباحة جائزة ، نعم ؟
الطالب : قلنا أنه إذا لم يوجد ضرر فيجوز .
الشيخ : نعم .
الطالب : الآن ... يعني قبيحًا ... !
الشيخ : القبح فوات جمال، القبح فوات جمال وليس عيباً .
الطالب : الأسنان مرتفعة.
الشيخ : إيش ؟
الطالب : الأسنان مرتفعة .
الشيخ : ويش هي المرتفعة ؟
الطالب : الأسنان .
الشيخ : الأسنان لا تتعدلها.
8 - وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ، فنزلت : (( نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )) ( البقرة : 223 ) . متفق عليه واللفظ لمسلم . أستمع حفظ
مناقشة ما سبق .
الطالب : اليهود؟
الشيخ : نعم .
الطالب : قيل : انتسبوا إلى قول الله عز وجل : (( إنا هدنا إليك )) ، وقيل : إنهم وهو الراجح إلى جدهم وهو يهودا.
الشيخ : يهودا، طيب وهم من هم ؟
الطالب : وهم نسبهم يرجع إلى يعقوب!
الشيخ : نعم النسب يرجع إلى لكن ديانتهم؟
الطالب : ديانتهم اليهودية ، وكتابهم التوراة ورسولهم موسى عليه الصلاة والسلام .
الشيخ : طيب، اليهود ذكرنا أن لهم صفاتٍ ذميمة قبيحة، من أقبح صفات الأمم ونحيل السامع إلى كتاب ابن القيم -رحمه الله- *إغاثة اللهفان عن وساوس الشيطان* هذا ذكر فيه ما حصل من الأمة الغَضَبية، لأنها تسمى الأمة الغضبية مغضوب عليها ذكر فيها فوائد كثيرة.
تتمة شرح الحديث: ( جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ، فنزلت : (( نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )) ( البقرة : 223 ) . متفق عليه واللفظ لمسلم . ) .
( كان الولد أحول ) : الأحول هو الذي مال سواد عينيه أو عينه الواحدة إلى أحد الجانبين.
( فنزلت: (( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )) ) : يعني أنزل الله هذه الآية تكذيبا لقول اليهود إنه يكون أحول، ووجه كونه تكذيباً أن الله لما أباح أن نأتي هذا الحرث أنَّى شئنا دل على أنه لا عقوبة على ذلك، لأن كون الولد أحول عقوبة، والمباح ليس عليه عقوبة.
قال: ( فنزلت: (( نساؤكم حرث لكم )) ) : أي : محل حرث محل زراعة كما أن الأرض حرث للإنسان يضع فيها الحب ويخرج النبات، كذلك المرأة حرث للرجل يضع فيها النطفة فيخرج الولد بإذن الله عز وجل.
وقوله : (( فأتوا حرثكم )) أي: ائتوا موضع حرثكم وهو القُبُل، لأنه هو المكان الذي يكون فيه الحرث .
وقوله : (( أنَّى شئتم )) : الظاهر أن أنى هنا ظرف مكان أي: من حيث شتئم مقبلين أو مدبرين وعلى جنب نعم، المهم أن يكون الإتيان في القبل، هذا معنى الحديث .
10 - تتمة شرح الحديث: ( جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ، فنزلت : (( نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )) ( البقرة : 223 ) . متفق عليه واللفظ لمسلم . ) . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ... ) .
منها: أن اليهود عندهم من الدعاوي ما لا أصل له كهذه المسألة، ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام إذا حدثنا بنو إسرائيل: ألا نصدقهم ولا نكذبهم. وأخبار بني إسرائيل تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما شهد الشرع بصدقه، الكتاب والسنة فهذا حق ومقبول. والقسم الثاني: ما شهد بكذبه فهو مردود.
والثالث: ما لم يشهد بكذبه ولا صدقه فالواجب التوقف فيه، ولكن لا حرج أن نحدث به، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في ذلك، لأن التحديث في هذا لا يضر وقد ينفع، قد يكون فيه مواعظ للإنسان ينتفع بها، لكنه لا يضر لأن شرعنا لم يشهد بكذبه.
ومن فوائد هذا الحديث: أن القرآن كلام الله عز وجل، لقوله : ( فنزلت )، ومن أي مكان نزلت ؟
من فوق لأن النزول إنما يكون من أعلى، فإذا كانت من فوق وهو كلام وهو منسوب إلى الله عز وجل دلَّ هذا على أن القرآن كلام الله .
وهل هو كلامه حرفا ومعنىً أو معنىً فقط ؟
حرف ومعنى تكلم به عز وجل بحروف .
وهل هو مسموع ؟
نعم مسموع سمعه جبريل ونقله إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومر علينا في درس التوحيد أن مِن أهل البدع من يقول: إن كلام الله معنى قائم بنفسه، وليس شيئًا يُسمع أو يكون بحروف، وهذا مذهب الأشاعرة الذين يدعون أنهم يتبعون أبا الحسن الأشعري، وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بطلان هذا المذهب من تسعين وجهًا في مؤلف يسمى : *التسعينية موجود في مجموع الفتاوى القديمة.
طيب فيه من يقول: إن القرآن مخلوق، ويقول: كل كلام الله مخلوق، منفصل بائن منه وليس من صفاته، مذهب من؟
الطالب : المعتزلة.
الشيخ : المعتزلة والجهمية ، وهم إلى المعقول أقرب من الأشاعرة ، لأن الأشاعرة يقولون: " الكلام هو المعنى القائم بالنفس " والمعنى القائم في النفس لا يسمى كلاما .
ثم يقولون : ما سمعه جبريل أو محمد صلى الله عليه وسلم أو ما كتبه الناس في المصاحف فهو مخلوق .
المعتزلة يقولون : لا هو كلام الله لكنه مخلوق، وهم يقولون : مخلوق عبارة عن كلام الله .
طيب من فوائد هذا الحديث: أن الآيات القرآنية تنقسم إلى قسمين:
قسم ابتدائي نزل ابتداءً وهذا أكثر آيات القرآن .
وقسم سببي أي: نزل لسبب، وهذا قليل لكنه موجود.
والعلم بالسبب أي: بسبب نزول الآية له فوائد:
من أهمها أنه يعين على فهم المعنى، فنحن مثلا إذا قرأنا قوله تعالى : (( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما )) : نفهم من هذا أن الطواف بهما من قسم المباح الذي ليس فيه جناح ، ولكننا إذا فهمنا السبب عرفنا المعنى ، السبب: أنه كان على الصفة والمروة صنمان، فكان الناس يتحرجون من الطواف بهما من أجل الصنمين، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : (( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما )) : إذن نفي الجناح نفي لما يتوهمه الناس من أن الطواف بهما فيه حرج لكون وجود صنمين.
طيب على هذا ينبغي لنا أن نعتني بمعرفة أسباب النزول، وهذا موجود والحمدلله في القرآن، من المفسرين من يذكره عند تفسير كل آية، ومن المفسرين من ألّف كتبا مستقلة في بيان أسباب النزول نعم .
طيب ومن فوائد هذا الحديث: أن المرأة للرجل بمنزلة أرض الحرث، لقوله: (( حرث لكم )).
ومن فوائده : أن مسألة الجماع يُرجع فيها إلى الزوج لا إلى الزوجة، بمعنى أنه إذا أراد أن يجامع أو لا يجامع فالأمر إليه، كما أن الأمر في الحرث إلى مَن؟
إلى الزارع الحارث ، ولهذا : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح ) : لكن إذا دعته هي إلى الفعل وأبى لم يحصل عليه هذا الإثم .
نعم عليه أن يجامعها بالمعروف أو في كل أربعة أشهر مرة عند الفقهاء، عند الفقهاء يقولون: إن الرجل لا يجب عليه أن يجامع زوجته إلا بعد أربعة أشهر يعني في السنة كم؟
ثلاث مرات في السنة ثلاث مرات وهي امرأة شابة وتشتهي ما يشتهي الرجال وتدعوه وتتزين له، تعمل كل شيء يقول: اصبري ما تمت أربعة أشهر نعم حتى تتم أربعة أشهر، بعدين يطأها مرة، المرة الثانية على رأس ثمانية أشهر، والثالثة على رأس السنة، ولكن هذا القول ضعيف جدًا، وإن كانوا يستدلون بمسألة الإيلاء أربعة أشهر، يمهل المولي أربعة أشهر، لكن المولي عقد عقدا له حكم أما غير المولي فليس كذلك .
والصحيح أن مسألة الجماع يرجع فيها إلى العرف وهي داخلة في قوله تعالى: (( وعاشروهن بالمعروف )) ، لكنها ليست كلما أرادت أن يفعل الزوج تلزمه أما هو إذا أراد أن يفعل يلزمها .
إذن يؤخذ من قوله : (( نساؤكم حرث لكم )) أن أمر الجماع راجع لمن ؟
للزوج .
طيب من فوائد الحديث : وهي أيضًا من فوائد الآية : سعة رحمة الله عز وجل بأن أعطى الزوج شيئا من الحرية في أن يأتي حرثه من حيث شاء ، لأن الناس يختلفون في مذاقهم وفي مِزاجهم ، ربما بعض الناس يختار أن تكون على صفة معينة والآخر على صفة أخرى ، فيسر الله الأمر ، وقال : ائتوا حرثكم من أنى شئتم يعني من حيث شئتم .
ومن فوائد الحديث والآية أيضًا لأن الآية مسوقة في الحديث، من فوائدها: الإشارة إلى تحريم الوطء في الدبر، وجهه : (( فأتوا حرثكم )) ، لأن الدبر ليس موضع حرث مهما فعل الإنسان لا يمكن أن يولد له إذا كان الإتيان من غير المكان ، فإذن يكون فيه إشارة إلى تحريم الوطء في الدبر والمنع منه وهو كذلك وقد مرّ علينا هذا في أول الباب.
ومن فوائد الآية التي في الحديث: الرد على طائفة مبتدعة ، من ؟
الجبرية، الجبرية لأن الجبرية ينكرون أن يكون للإنسان مشيئة يقولون: الإنسان لا يشاء فعله ولا يقدر على فعله أيضا لا يشاء ولا يقدر عليه، وأظن فؤاد يوافقهم!
الطالب : لأنهم ينكرون المشيئة يا شيخ.
الشيخ : وتوافقهم؟
الطالب : لا ما أوافقهم.
الشيخ : إيش ؟
الطالب : الإنسان له مشيئة.
الشيخ : له مشيئة إذا شاء حضر للدرس وإذا شاء تغيّب أليس كذلك ؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب أقول: في هذه الآية رد عليهم وفي آيات كثيرة ، وقد مر علينا في بحث العقيدة بيان أوجه الرد الكثيرة على هذه الطائفة المبتدعة ، وأنه لو أن أحدا أمسك واحدًا منهم وضربه ضربًا مُبرحًا وقال له: إن هذا ليس بإرادتي وليس بمشيئتي هذا أمر مقدّر، كلما قال: أوجعتني ضربه ثانية وقال: هذا أمر مقدّر، هل يوافق على هذا ولا ما يوافق ؟
لا يوافق بل يخبطه خبطة أكبر ويقول: هذا أمر مقدر، نعم على كل حال على هذا القول لا يمكن أن يستقيم عليه حال من الأحوال، والآيات والأحاديث والواقع كله يشهد بأن هذا قول باطل.
هل يمكن أن يؤخذ من هذه الأحاديث أن الإنسان إذا تلا آية من القرآن للاستدلال أو الاستنباط لا يلزمه أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم ربما يؤخذ ، لكن هناك أدلة أخرى تدل على أن الإنسان إذا أتى بالآية استشهادا أو استنباطا فإنه لا يلزمه أن يتعوذ .
ومن العجيب أن بعض الغلاة في هذه المسألة يقول: قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( نساؤكم حرث لكم )) ، فيقال : كيف ؟
الله ما قال : أعوذ بالله من الشيطان الرحيم ، قال : (( إذا قرأت القرآن فاستعذ )) : فإذا كنت تريد أن تستعيذ فاستعذ قبل أن تقول : قال الله تعالى، استعذ قبل، لأنك إذا قلت: قال الله تعالى، ثم قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم صارت الاستعاذة من قول الله وليس الأمر كذلك.
طيب ثم قال: " متفق عليه واللفظ لمسلم " .
11 - فوائد حديث : ( كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ... ) . أستمع حفظ
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً ) . متفق عليه .
هذا الحديث فيه إشكال من جهة النحو، أو إشكالات:
أولًا: لو حرف شرط غير جازم، ويدخل على الجملة الفعلية، ولا يدخل على الجملة الاسمية، والذي أمامنا الآن جملة اسمية فما هو الجواب ؟
الجواب: أن الذي أمامنا ليس جملة اسمية، بل هو جملة فعلية والدليل على ذلك فتح همزة إنّ: ( لو أنّ ) لأن لو كانت جملة اسمية لوجب كسرها، إذن هي جملة فعلية فماهو الفعل المقدّر ؟
ها ؟
لو ثبت أن أحدكم إلى آخره أو لو حصل أن أحدكم إذا أتى أهله قال، الجملة المقدرة فعل مناسب، زال هذا الإشكال الآن، ماهو الإشكال وما جوابه عبيد الله؟
الطالب : الإشكال هو أن لو أداة اشتراط شرط غير جازم، تدخل على الجملة الفعلية ولا تدخل على الجملية الاسمية، ولكن أمامنا هنا جملة اسمية، نقول: إن هذه ليست جملة اسمية بل جملة فعلية ولو كانت جملة اسمية لوجب كسر الهمزة ولكن هنا مفتوحة ويقدر الفعل وتقديره إذا ثبت أو ثبت!
الشيخ : لا لو .
الطالب : لو ثبت.
الشيخ : أو لو حصل، حصل أحسن أيضًا، لو حصل أن أحدكم فعل كذا وكذا طيب زال الإشكال.
عندنا الآن لو شرطية تحتاج إلى فعل شرط وجواب شرط فأين جوابها ؟
الطالب : اللهم جنبنا الشيطان.
الشيخ : لا.
الطالب : ( فإنه إن يقدر بينهما ).
الشيخ : ( فإنه إن يقدر بينهما ) جملة فإنه إن يقدر، كذا ؟
طيب ( لو أنّ أحدكم ) أنّ تحتاج إلى اسم وخبر فأين اسمها ؟
الطالب : حذف.
الشيخ : ها؟
الطالب : أحدكم!
الشيخ : أين اسمها يا إخوان ابن داود؟
الطالب : أحدكم.
الشيخ : أحدكم طيب، تحتاج إلى خبر أين خبرها؟
الطالب : الجملة.
الشيخ : جملة إيش؟
الطالب : أراد.
الشيخ : لا
الطالب : قال: اللهم !
الشيخ : لا ، نعم يا أحمد؟
الطالب : جملة ( إذا أراد أن يأتي ).
الشيخ : جملة ( إذا أراد أن يأتي ) طيب، فيه إذا شرطية، تحتاج إلى فعل شرط وجواب؟
الطالب : إذا أراد، أراد هذا!
الشيخ : أراد فعل الشرط.
الطالب : قال هي.
الشيخ : جواب الشرط، وجملة إذا أراد قال!
الطالب : إذا أراد قال : خبر.
الشيخ : خبر أنّ تمام.
لو عرفنا أنها شرطية وجوابها: ( فإنه إن يقدر ) .
طيب إن يقدر حرف شرط يحتاج إلى فعل شرط وجوابه، عبدالملك ؟
الطالب : يقدر!
الشيخ : فعل الشرط ؟
الطالب : يقدر .
الشيخ : هاه.
الطالب : وجوابه: لم يضره .
الشيخ : لم يضره الشيطان تمام،
إذن نأخذ الإعراب الآن بعد ما فهمنا الجواب منكم:
لو : شرطية ، فعل الشرط فيها محذوف تقديره : حصل، أنّ : حرف توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر، اسمها: أحد، وجملة : ( إذا أراد أن يأتي أهله قال ) خبرها .
إذا : شرطية ، فعل الشرط فيها أراد ، وجوابه: قال.
لو شرطية تحتاج إلى فعل شرط، وعرفنا تقديره أين جوابه؟
( فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره )، إن في أن يقدر شرطية تحتاج إلى فعل شرط ، وجوابه يقدّر فعل الشرط ، ولم يضره جواب الشرط، طيب الحمدلله. يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( لو أن أحدكم إذا أتى ):
ولو هذه شرطية والغرض منها الحض على هذا العمل.
وقوله: ( إذا أراد أن يأتي أهله ): أن يأتي يعني: أن يجامع، ولكن اللغة العربية لحسن أسلوبها تكني عما يُستحيا من ذكره بما يدل عليه، فبدل من أن يقول: لو أن أحدكم إذا أراد أن يجامع، قال: أن يأتي أهله، وليس المراد أن يأتي إلى البيت يدخل إلى البيت يأتي أهله إلى الجماع، ولهذا يكني الله سبحانه وتعالى عن الجماع باللُّمس أو الملامسة أو ما أشبه ذلك .
وقوله عليه الصلاة والسلام: ( أن يأتي أهله ) أي: زوجه، وسميت الزوجة أهلا لأن الإنسان يأهلها ويأوي إليها ويسكن إليها.
قال: ( بسم الله ) الجار والمجرور لابد له من متعلق كما قال ناظم الجُمل:
" لابد للجار من التَّعلقِ *** بفعلٍ أو معناه نحو مرتقِ
واستثن كل زائدٍ له عمل *** كالبا ومن والكاف أيضًا ولعل " !
بيتان من الرجز سهلان أعيدهما مرتين بعد الآن، وتعيدونهما عليّ بدون كتابة نعم :
" لابد للجار من التَّعلقِ *** بفعلٍ أو معناه نحو مرتقِ
واستثن كل زائدٍ له عمل *** كالبا ومن والكاف أيضًا ولعلّ " !
الثالث :
" لابد للجار من التَّعلقِ *** بفعلٍ أو معناه نحو مرتقِ
واستثن كل زائدٍ له عمل *** كالبا ومن والكافِ أيضًا ولعل " !
يالله يا عبدالله !
الطالب : " لابد للجار من تحقيق التعلق *** بفعل أو معناه نحو مرتق
واستثن " !
الشيخ : يالله !
الطالب : له العمل .
الشيخ : كل زائد .
الطالب : " كل زائد له العمل ".
الشيخ : له عمل.
الطالب : " له عمل *** كالباء والكاف "!
الشيخ : " *** كالباء ومن ".
الطالب : " *** كالباء ومن والكاف "!
الشيخ : أيضا .
الطالب : ولعل.
الشيخ : ولعل، ناصر ؟
الطالب : لابد كل جاء !
الشيخ : ها ؟
الطالب : لابد لكل مجرور من متعلق !
الشيخ : عبدالله؟
الطالب : " لابد للجار من التعلق *** بفعل أو معناه نحو مرتقِ
واستثني كل زائد له عمل *** كالبا ومن والكاف أيضا ولعل ".
الشيخ : نعم تمام عبدالرحمن ؟
الطالب : ما حفظت.
الشيخ : ما حفظت شرافي ؟
الطالب : " لابد للجار من التعلق *** بفعل أو معناه نحو مرتق
واستثني كل زائد له عمل *** كالبا ومن والكافِ أيضًا ولعل ".
الشيخ : لا بدون واو أيضًا، ولعل، زين تمام، على كل حال الجار والمجرور بسم الله متعلق بمحذوف، فما تقديره؟
تقديره يعرف مما قبله: بسم الله آتي أهلي، نعم ، واسم الله المراد به كل اسم من أسماء الله ، لأنه مفرد مضاف ، والباء في قولك بسم الله لإيش؟
للاستعانة والمصاحبة.
( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) : اللهم يقول النحويون: إن أصله يا الله، فحذفت ياء النداء، وعوض عنها الميم، ثم أُخّرت الميم تيمنًا باسم الله عز وجل وتبركًا به، واختيرت الميم دون غيرها من الحروف لأنه دليل الجمع، كأن الداعي جمع قلبه على الله الذي ناداه، مفهوم يا جماعة ؟ طيب .
وعلى هذا فنقول: الله منادى مبني على الضم في محل نصب، حذفت منه ياء النداء، وعوّض عنها الميم، تمام.
( اللهم جنبنا الشيطان ) يعني أبعده عنا اجعله منا في جانب بعيداً ، والشيطان : اسم جنس للمردة من الجن ، وهو مأخوذ من شَطَن إذا بعد عن رحمة الله.
والدليل على أنه مأخوذ من شَطَن أنه منصرف فيدل ذلك على أن النون فيه أصلية ولو كانت زائدة والألف زائدة لمنع من الصرف، ولكن النون أصلية، قال الله تعالى : (( وحفظناها من كل شيطان رجيم )) .
طيب ( وجنب الشيطان ما رزقتنا ) : جنب الشيطان ما رزقتنا يعني أبعده عما رزقتنا ، يعني أبعده عما رزقتنا ، يعني : أعطيتنا من أي شيء؟
من الولد الذي يكون من هذا الإتيان.
قال: ( فإنه إن يقدّر بينهما ولد ) : فإنه إن يقدر، وحذف الفاعل ولم يقل: إن يقدر الله للعلم به ، كما قال تعالى: (( وخلق الإنسان ضعيفًا )) فحذف الفاعل للعلم به .
طيب يقول: ( ولد ) : ذكر أو أنثى، وهل الولد يطلق على الأنثى؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ( لم يضره في ذلك ) أي: في ذلك الإتيان الذي سمى عليه هذه التسمية ( لم يضره الشيطان أبدًا ) لم يضره ضررا حسيا بدنيا أو ضررا معنويا عقليا أو دينيا أو خُلقياً ؟
نقول : الحديث عام، لم يضره الشيطان حساً ولا معنىً لا في الدين ولا في الخُلق ولا في الخلقة لا يضره.
وقوله: ( أبدا ) تأكيد للنفي، ( لم يضره الشيطان أبدا ) كما في قوله تعالى: (( ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم )) فهنا التعبير تأكيد للنفي.
طيب هذا الحديث يتضح فيه تماما أن النبي عليه الصلاة والسلام رغّب الرجل إذا أتى أهله أن يقول هذا الذكر، ولكنه صلى الله عليه وسلم ساقه بصيغة العرض لا بصيغة الطلب، وهذا من باب تغيّر الأساليب، قد يكون الطلب بلفظ الأمر، قد يكون بألفاظ أخرى تفيده.
12 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً ) . متفق عليه . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ... ) .
الحث على هذا الذكر عند الجماع، لأن كل إنسان يود أن الشيطان لا يضر ولده، وهذا من أسبابه.
ومن فوائد هذا الحديث: الرد على الجبرية في قوله: ( إذا أراد أن يأتي ).
ومن فوائد هذا الحديث: بركة البسملة وهو كذلك، فالبسملة فيها بركة عظيمة، يدلك على بركتها أن الإنسان إذا سمى على الذبيحة حلّت، وإذا لم يسم حرمت، إذا سمى على الأكل امتنع الشيطان من مشاركته، وإذا لم يسم شاركه الشيطان فيه، والأمثلة كثيرة على هذا .
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات أن الشيطان قد يسلّط على الولد لقوله: ( لم يضره )، وقال: لم يضره متى؟
إذا قال هذا الذكر، إذن لو لم يقله لكان عرضة للضرر، فيستفاد منه أن الشيطان قد يسلط على الولد كما يسلط على الوالد.
ويستفاد منه: الرد على منكري الأسباب، وهم نفاة الحكمة من الجهمية والأشعرية وغيرهم، يقولون: إن الأسباب لا تأثير لها سواء كانت الأسباب حسية أو شرعية، والحقيقة أن الشرع كله يرد على هؤلاء، لأن على تقدير صحة هذا القول يكون الإيمان والعمل الصالح ليس سببًا لدخول الجنة، والمعاصي ليست سببًا لدخول النار، وهذا قول باطل كل الشرع يرده والواقع أيضا يرده لأن هؤلاء يقولون: إنك إذا ضربت الزجاجة بالحجر وانكسرت الزجاجة برميها بالحجر فإنها لم تنكسر بالرمي ها ؟
انكسرت عند الرمي، لا بالرمي، والعجيب أن صبياننا الصغار إذا ضربت الفنجان بالحجر أو ضربت الحجر بالفنجان وانكسر وش يقولون: كسرت الفنجان بالحجارة يعرفون هذا، لكن سبحان الله هؤلاء الرجال الأذكياء يقولون: الأسباب لا تؤثر، وإنما يحصل الأثر إيش؟
عندها لا بها، وهذا لا شك أنه خطأ، لماذا؟
قالوا: الشيء هذا قال لو أنك أثبت للأسباب أثرا لأشركت بالله، لو أثبت للأسباب أثرا لأشركت بالله لأنك جعلت خالقا مع الله مؤثرا، والذي يؤثر ويخلق هو الله، فنقول لهم: نحن نقول: إن الأسباب ليست مؤثرة بذاتها ولكن بما أودع الله فيها من القوى المؤثرة، ولو شاء الله لسلب هذه الأسباب أثرها، أرأيتم النار سبب للإحراق ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : صح طيب، وإذا أراد الله أن يسلبها هذا سلبها، فقد كانت النار على إبراهيم بردًا وسلامًا وهي محرقه.
إذن نحن نقول إحراق النار للأشياء بإذن الله لكن الله جعل فيها قوة تؤثر في المسببات.
هذا الحديث يدل على الرد على هؤلاء المنكرين للأسباب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذا الذكر مِن أسباب امتناع ضرر الشيطان للولد.
ومن فوائد هذا الحديث: جواز حذف الفاعل للعلم به، ها؟
من قوله : ( إن يُقدّر ) لأن المقدّر هو الله عز وجل، وهذا معلوم، يقولون: قد يحذف الفاعل للستر عليه كرجل رأى سارقاً يسرق البيت ، فقال : يا أيها الناس سُرق البيت، وهو يعرف السارق، هذا ستر عليه، وقد يكون للجهل به كما لو رأى سارقاً يسرق البيت لكن لا يدري من ، فقال: سُرق البيت هذا للجهل به.
فإذا قال قائل: ما الذي يدرينا أنه للجهل به أو أنه للستر عليه أو أنه للعلم به؟
الطالب : السياق .
الشيخ : السياق، الذي يدرينا هو السياق.
طيب لو أن أحدا من الناس أورد علينا قصة رجل كان يسمي هذه التسمية ويستعيذ هذه الاستعاذة كلما أتى أهله، ولكن الله تعالى رزقه أولادا شياطين نعم فماذا نقول؟
نقول: هذا سبب، والسبب قد يكون هناك موانع تمنع من تأثيره، صح الأسباب أسباب، لكن قد يكون هناك موانع، ولنفرض البيئة مثلا : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) فالبيئة قد تؤثر وتكون سببا لتسلط الشيطان على هذا المولود ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام أعلَمَنا بالأسباب لنقوم بها وما عدا ذلك فهو إلى الله عز وجل .
ربما يقول الآتي لأهله هذا القول وهو في شك منه ولكن يقول: أبي أجرّب، هل يحصل له هذا ؟
لا، لأنه في شك، لابد أن تكون على يقين مِن أن هذا إذا حصل فإن الشيطان لا يضر، لأن هذا قول من لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، هذا أمر غيبي لا يعلمه الرسول .
طيب إذن الجواب على هذا سهل أن نقول: هذا من الأسباب وقد توجد موانع .
ونظير ذلك فيما نحن بصدد قرائته قريباً -إن شاء الله- مسألة إيش ؟
أسباب الإرث: نسب وولاء ونكاح، قد يوجد موانع تمنع، لو كانت الزوجة من أهل الكتاب هل يجري بينها وبين زوجها توارث؟
لا، لا يجري، إذن كيف لا يجري مع وجود الزوجية؟
نقول: الزوجية سبب ، ولكن وجد مانع ، إذا وجد المانع بطل، تأثير السبب هذا مثله أيضًا .
طيب يستفاد من هذا الحديث: جواز ذكر الله لمن هو مكشوف العورة هاه كيف ذلك؟
لأن الإنسان إذا أتى أهله لابد أن يكشف عورته، لابد، خصوصا إذا أتى أهله الإتيان الذي يطلب فيه الحرث، فلابد أن يكشف عورته وهو سيقول هذا الذِكر إذن ففيه دليل على جواز الذكر والدعاء حال كشف العورة ، ولكن ربما نقول : إنه لا يدل على جواز ذلك على سبيل الإطلاق ولكن على سبيل الحاجة يعني إذا كان محتاجًا لكشف العورة ، لأن الإنسان في حال الجماع محتاج لذلك ، أما لو كشفها بدون حاجة فإن ذلك محرّم على رأي بعض العلماء ، ومكروه عند بعض العلماء ، ومباح عند آخرين إذا لم يجد ناظرًا، ولكن لا شك أن الحياء يقتضي ألا تكشف عورتك إلا لحاجة، ( والحياء من الإيمان ) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم قال المؤلف وعن أبي هريرة
الطالب : يا شيخ
الشيخ : ما دخل الدرس ؟
الطالب : لا.
الشيخ : طيب .
13 - فوائد حديث : ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ... ) . أستمع حفظ
لو أن أحدا إذا أراد أن يأتي أهله وهو متأكد أنها حامل فهل يقول دعاء الجماع ؟
الشيخ : نعم.
السائل : فهل يقال: هذا تعبد أو يقال: لا يلزم؟
الشيخ : الظاهر أن مقتضى التعليل : ( فإنه إن يقدر ) فإنه يقتضي ألا يقول ذلك إذا كانت حامل، لأن الولد قد قدّر وتوقع، ولكن الأفضل أن يقول ذلك لأن الإمام أحمد -رحمه الله- قال : " إن جماع الحامل يزيد في سمع الجنين وبصره " .