تتمة شرح الحديث السابق : (فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرأً قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخًا كبيرًا قد عمي فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعًا ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أومخرجي هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي)
الشيخ : ... يعني إذ يخرجك قومك ، هذا من فراسة الرجل أن النبي صلى الله عليه وسلم سوف يخرج ، لأنه استنتجه بأنه : ( لم يأتي نبي قط بمثل ما جاء به إلا عودي ) يعني إلا عاداه قومه ، وهذا هو الواقع . ثم قال : ( وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا ) ولكنه لم يدركه يوما ، قال بعض العلماء : فورقة بن نوفل أول من آمن به من الرجال ، وهذا صحيح ، ولكنه أول من آمن به من الرجال قبل الرسالة ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بنزول سورة اقرأ لم يكن رسولا ولكنه كان نبيا ، فأما من آمن به بعد الرسالة فهو أبو بكر رضي الله عنه نعم .
قول خديجة:( كلا والله لا يخزيك الله أبدا ) ما هو الإله الذي أقسمت به.؟
السائل : قول خديجة رضي الله عنها : ( كلا والله لا يخزيك الله أبدا ) ما هو الإله الذي أقسمت به .؟ الشيخ : كيف ؟ السائل : الإله ، الذي أقسمت به ما هو ؟ الشيخ : أقسمت أن الله لا يخريه لا يذله ، ولا يخذله ، واستدلت بذلك بأخلاقه عليه الصلاة والسلام . السائل : ما هو الإله الذي أقسمت به ؟. الشيخ : كيف ؟ أليس الله ، أقسمت بالله . السائل : كانوا يعرفون الله ؟ الشيخ : إيش ؟. السائل : كانت تعرف الله قبل ؟. الشيخ : إي نعم ، كيف ؟ ، في الجاهلية فيه بقايا من دين إسماعيل .
ما هو وجه نصب جدعا في قوله :( يا ليتني كنت فيها جدعا ) وما هو وجه الإتيان بالضمير في قوله :( أو مخرجي هم).؟
السائل : في قوله : ( يا ليتني كنت فيها جدعا ) لماذا : جدعا . ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : ليش جذعا ؟ الشيخ : إيه ، هذا من جهة النحو ، النحو في هذه الجملة إشكالان : الإشكال الأول : ( ياليتني فيها جذعا ) ، والأكثر أن يقال : جذع ، لأن : ليت ، تنصب الاسم وترفع الخبر ، فإما أن يقال : إن على تقدير محذوف ، يا ليتني فيها كنت جذعا ، فهو خبر لكان المحذوفة . وإما أن يقال : إنه على اللغة القليلة ، التي ينصب بإن الجزآن ، المبتدأ والخبر ، ومنه قول الشاعر : " إن حراسنا أسدا ". والكثير أن يقال أسدٌ ، خبر إن ، ومنه قول عوام المؤذنين عندنا : أشهد أن محمدا رسولَ الله ، فإن هؤلاء المؤذنين ينصبون خبر إن . السائل : ... الشيخ : نعم على لغة ، فيها لغة ، على لغتهم ، وقولنا هذا أحسن من أن نقول : إن رسول بدل من محمد ، لأننا لو قلنا بذلك ؟، لكانت الجملة غير تامة ، وحينئذ لا يصح الأذان ، فإذا قلنا الجملة التامة ولكنهم تكلموا بلغة من ينصب الجزأين ، صار أذانهم صحيحا . كما أنه أيضا إبدال الهمزة واوا بعد الضمة لغة ، وعليها عوام المؤذنين الذين يقولون : الله وكبر ، وكبر ، الواو بدل الهمزة ، ونحن كلما أمكن أن نجد مخرجا للفرار من إفساد الأذان فهو واجب ، لأنه نعرف العوام إذا قال : الله وكبر ، ماذا يريد ؟ الطلاب : أكبر . الشيخ : أكبر بلا شك ، وكذلك : أن محمدا رسولَ الله ماذا يريد ؟ . الطالب : ... الشيخ : يريد الخبر ، يقول : أنا أشهد أن محمد هو رسول الله ، إي نعم . الإشكال الثاني قوله : ( أو مخرجي هم ؟ )، إذا جعلنا هم فاعل مخرج ، صار فيها الإتيان بالضمير مع الفاعل ، وهذا على لغه : أكلوه البراغيث ، أما أنت يا ... ما أكلوك البراغيث ، نعم أكلوه البراغيث ، والمثل المعروف : أكلوني البراغيث . وعلى اللغة المشهورة أن يقول : أكلني ، ( أومخرجي هم ) أيضا على اللغة المشهورة يقول : أو مخرجي هم ، أومخرجي هم ، ما يأتي بالياء ، لكن لاشك أن اللغة أحيانا تكون واسعة ، نعم يا شيخ.
السائل : ... وعلى هذا ورقة بن نوفل يحكم بإيمانه ، فما فائدة ذكر ذلك ؟. الشيخ : لا ، بعد النبوة ، آمن بالرسول ، السائل : ...، الشيخ : إيش؟ السائل : ما يذكر مع أهل الفترة . الشيخ : لا ما هو من أهل الفترة ، هو أدرك النبوة ، لكن أكثر حياته في الفترة ، نعم. السائل : عند الأصيلي في الشرح : ( يا ليتني فيها جذع )، الشيخ : طيب على هذا ما فيها إشكال، السائل : ... ورقة بن نوفل لما دخل في الإسلام ... أنه ما يشترط النطق بالشهادة ، ما نطق بالشهادة ؟. الشيخ : إيه، ما هو شرط ، مؤمن ، مؤمن وكان بالأول يتشهد لأنه على دين النصارى ، ودين النصارى الصحيح توحيد الله عز وجل : (( ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم )) كم أخذنا من سؤال الآن ؟، السائل : اثنين ... الشيخ : أربعة بارك الله فيكم ، أو خمسة، نعم.
قال ابن شهاب وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت زملوني زملوني فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر قم فأنذر إلى قوله والرجز فاهجر فحمي الوحي وتتابع تابعه عبد الله بن يوسف وأبو صالح وتابعه هلال بن رداد عن الزهري وقال يونس ومعمر بوادره
القارئ : قال ابن شهاب : وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه : ( بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه ، فرجعت فقلت زملوني زملوني ، فأنزل الله تعالى : (( يا أيها المدثر قم فأنذر )) إلى قوله : (( والرجز فاهجر )) ، فحمي الوحي وتتابع ). تابعه عبد الله بن يوسف وأبو صالح ، وتابعه هلال بن رداد عن الزهري وقال يونس ومعمر : بوادره.
حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا موسى بن أبي عائشة قال حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدةً وكان مما يحرك شفتيه فقال ابن عباس فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما وقال سعيد أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه قال جمعه لك في صدرك وتقرأه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه قال فاستمع له وأنصت ثم إن علينا بيانه ثم إن علينا أن تقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه
الشيخ : نعم . القارئ : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا أبو عوانة قال : حدثنا موسى بن أبي عائشة قال : ... السائل : ... الشيخ : إيه بوادره ، نعم . القارئ : ... حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : ( (( لا تحرك به لسانك لتعجل به )) قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدةً وكان مما يحرك شفتيه - فقال ابن عباس : فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما ، وقال سعيد : أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه - فأنزل الله تعالى : (( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه )) قال : جمعه لك في صدرك وتقرأه (( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه )) قال : فاستمع له وأنصت (( ثم إن علينا بيانه )) ثم إن علينا أن تقرأه ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع ، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه ). الشيخ : هذه الآيات فيها فوائد : (( إن علينا جمعه وقرآنه )) ، تكفل الله عز وجل بجمع القرآن وقراءته على النبي صلى الله عليه وأله وسلم ، ( فإذا قرأناه ) والقاريء جبريل ، لكنه لما كان رسولا لله عز وجل صارت قراءته كقراءة الله ، فقول جبريل من قول الله ، ولم يأت إلا بما قال الله عز وجل . (( ثم إن علينا بيانه )) فالتزم الله عز وجل على نفسه بأن يجمع هذا القرآن ويتلوه على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل ، ثم التزم سبحانه وتعالى أن يبينه ولا يبقى منه شيئا خفيا ، وهذا من تمام عناية الله سبحانه وتعالى بكلامه ، وأنه حفظه أولا فالتزم بجمعه وقرآنه ثم ثانيا . ولهذا يجب أن نعلم أن القران الكريم ليس فيه شيء لا يعرف معناه أحد أبدا ، ما من شيء إلا والناس يعرفون معناه لكن قد يخفى على بعض الناس لقصوره أو تقصيره ، ولكنه لا يمكن أن يخفى على جميع الناس ، فليس فيه أي كلمة لا يعرفها الناس لأن الله قال : (( ثم إن علينا بيانه )) وقال : (( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )) و قال : (( لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتقون )) . وبهذا نعرف بطلان مذهب أهل التفويض، الذين يقولون في آيات الصفات : الله أعلم لا ندري ما أراد الله ، فإن هذا القول باطل ، وبه تسلط الفلاسفة والملاحدة حتى قالوا : إذا كنتم لا تعرفون المعنى فنحن أصحاب المعرفة ، أنتم أحسن ما نقول : أنكم جهال ، جهال متورعون ، ونحن علماء نعم .
كيف جاء عن ورقة بن نوفل أنه كان يكتب بالعبرانية وهو أعمى.؟
السائل : شيخ بارك الله فيك ، ( ويكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ) ،كيف أعمى ويكتب ؟. الشيخ : إيه من قبل ، ولهذا قال : ( كان قد عمي ). السائل : عمي ؟. الشيخ : بعد ذلك .
جاء عن ورقة بن نوفل أنه كان تنصر قم قال:( هذا الناموس الذي أنزل على موسى ) ولم يذكر عيسى مع أنه تأخر.؟
السائل : جاء : ( وقد كان تنصر ) ثم قال : ( هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ) ولم يذكر عيسى مع أنه متأخر وهو نبي بعده .؟ الشيخ : الأصل التوارة ، هي الأصل هي الأم ، والأنجيل متمم ، ولهذا قال لهم عيسى : (( ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم )) فيعتبر الإنجيل متمم للتوراة . السائل : لماذا عيسى متمم لشريعة موسى ؟. الشيخ : لا، هو ذكر الأصل ، الأم ، نعم.
هل هناك مخرج لمن يمد الباء في الأذان عند قوله الله أكبر.؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم ، وجدنا مخرج للعوام في قولهم : الله وكبر ، وأن محمدا رسولَ الله ، فهل هناك من مخرج في مد : الله أكبار ؟. الشيخ : ما لها مخرج . السائل : لأنه كثير من يقول هذا ولم يعيد الأذان ، والأذان واجب ، والإنسان يحتار إذا يصلي في المسجد ؟ الشيخ : هو الحمد لله ما دام الأذان فرض كفاية ، والبلد فيها مؤذنون يسمع أذانهم في كل مكان ، يكفي ، لكن المشكلة إذا قالها في الصلاة هذه المشكلة ، بعض الأئمة إذا سجد يقول : الله أكبار ، هذا لم يأت بالواجب . السائل : طيب الحل ؟ الشيخ : الحل أنه ينبه ، يقال : هذا ما يجوز . السائل : الصلاة المعينة هذه هل تكون باطلة ؟ الشيخ : قد يقال أن هذا جاهل ما يدري ، يعفى عنه ، لا سيما على القول بأن التكبيرات سوى تكبيرة الإحرام سنة . الطالب : خلاص . الشيخ : هاه . الطالب :خلص، صرنا ثلاثة . الشيخ : نعم .
حدثنا عبدان قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس عن الزهري ح و حدثنا بشر بن محمد قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس ومعمر عن الزهري نحوه قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة
القارئ : حدثنا عبدان قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا يونس عن الزهري ح وحدثنا بشر بن محمد قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا يونس ومعمر عن الزهري نحوه قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل و، كان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ) . الشيخ : اللهم صلي على محمد ، والحكمة في كونه يدارسه في رمضان أنه الشهر الذي نزل فيه القران ، والحكمة في أنه يدراسه إياه كل سنة من أجل ضبط ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤه وتذكر الوحي حين كان ينزل به جبريل ، نعم .
حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارًا بالشأم في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فقال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم نسبًا فقال أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبًا لكذبت عنه )
القارئ : حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال : أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره : ( أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارًا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش ، فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال : أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ، فقال أبو سفيان : فقلت أنا أقربهم نسبًا ، فقال : أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه : قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه ، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبًا لكذبت عنه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال ). الشيخ : من الذي قال : لولا الحياء ؟. الطلاب : أبو سفيان . الشيخ : أبو سفيان ، فتأمل كيف كان أبو سفيان وهو كافر يحذر من أن يؤثر عليه الكذب ، والمسلمون اليوم يسهل عليهم أن يؤثر عنهم الكذب مما يدل على أن الناس في هذه المسألة بعيدون عن الإسلام بل بعيدون حتى عن أخلاق العرب في الجاهلية ، نعم القارئ : لكنه يا شيخ يتشهى الكذب . الشيخ : نعم . القارئ : أبو سفيان يتشهى أن يكذب ؟. الشيخ : إيه ، لكنه يتركه رياء ، خوفا من العار ، نعم، القارئ : إن يكذب سيكذبه قومه ، ما الفائدة ؟. الشيخ : ربما يهابونه قومه ، فلا يتكلمون ، نعم .
السائل : ذكرتم أن قراءة جبريل كقراءة الله ، فهل يوصف الله بالقراءة .؟ الشيخ : كيف ؟، لا ، ذكرنا أن الله تعالى وصف قراءة جبريل بأنها قراءته . السائل : فهل يوصف الله بالقراءة شيخ ؟ . الشيخ :(( فإذا قرءناه )) ؟، السائل : إي نعم ، لأنه الله سبحانه قاريء ، الشيخ : نقول تكلم بالقرآن ، تكلم بالقرآن هذا اللفظ الذي ورد السائل : ولا يقال قاريء ؟. الشيخ : و (( قرءناه )) هذا رسولنا ، لكن أضاف قراءته ، قراءة رسوله إليه ، لأنه يعبر عنه أو يبلغ عنه . نعم.
تتمة شرح الحديث:( ثم كان أول ما سألني عنه أن قال كيف نسبه فيكم قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله قلت لا قال فهل كان من آبائه من ملك قلت لا قال فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فقلت بل ضعفاؤهم قال أيزيدون أم ينقصون قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قلت لا قال فهل يغدر قلت لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها قال ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة قال فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف كان قتالكم إياه قلت الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه قال ماذا يأمركم قلت يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة )
القارئ : ( ثم كان أول ما سألني عنه أن قال : كيف نسبه فيكم ؟ قلت : هو فينا ذو نسب ، قال : فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله ؟ قلت : لا . قال : فهل كان من آبائه من ملك ؟ قلت : لا قال : فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟ فقلت : بل ضعفاؤهم . قال : أيزيدون أم ينقصون ؟ قلت : بل يزيدون . قال : فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ قلت : لا . قال : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا . قال : فهل يغدر ؟ قلت : لا ، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها ، قال : ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة ، قال : فهل قاتلتموه ؟ قلت : نعم . قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟ قلت : الحرب بيننا وبينه سجال ، ينال منا وننال منه . قال : ماذا يأمركم ؟ قلت : يقول : اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا ، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة . فقال للترجمان : قل له : سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب ... ). الشيخ : كم الأسئلة هذه ، عشرة ؟، نعم ، نرجع إليها ، ( كان أول ما سأله عنه قال : كيف نسبه فيكم؟ فقال : هو فينا ذو نسب، قال : فهل هل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت : لا، قال : فهل كان من آبائه من ملك؟ ، قلت لا قال فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟، فقلت : بل ضعفاؤهم، قال : أيزيدون أم ينقصون قلت : بل يزيدون قال : فهل يرتد أحد منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت : لا قال : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت : لا قال : فهل يغدر قلت لا ) . هذا كله صحيح ، لكن شف كيف الدس ، ( ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها ) ولكنه يدري أن الرسول لا يغدر، لكنه أتى بهذا تلبيسا، ولهذا قال : ( لم تمكني كلمة أدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة، قال فهل قاتلتموه ؟ قلت: نعم قال فكيف كان قتالكم إياه ؟ قلت : الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه قال ماذا يأمركم ؟ قلت : يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة )، كم هذه ؟ الطلاب : إحدى عشر . الشيخ : إيه إحدى عشر، نعم الله أكبر ، هذه الأسئلة في الواقع تدل على ذكاء الرجل ، تدل على أنه رجل ذكي ، وأنه ذو استنتاج قوي ، ولكن هل ذكاؤه نفعه؟ ، لا، فهو ذكي غير زكي ، وإن شئت فقل ذكي غير عاقل ، لأن العاقل شيء والذكاء شيء آخر، سبحان الله ، السائل : ... الشيخ : لا يقول انتهى الوقت ... الصباح فيه نحو إن شاء الله .
السائل : الإنكار على الولاة علانية يسمى خروجا ... الشيخ : نعم ، السائل : إذا كان ولاة الأمر ينكرون أمرا لابد من إنكاره علانية . الشيخ : نعم ، يفعلونه السائل : نعم . الشيخ : يفعلون . السائل : ...، مثلا في وسائل الإعلام ، وما شابه ذلك ، وقلتم يا شيخ يطاعوا مالم يأمروا بمعصية الشخ : نعم . السائل : أليس السكوت في مثل هذا يكون معصية ؟ لا بد من الإنكار؟ الشيخ : إي نعم ، لا بد من إنكار المنكر ، لكن على من ؟ السائل : على من يستطيع . الشيخ : لا ، الإنكار على الناس ،نقول اجتنبوا هذا الإعلان ، اتركوا مثلا الفتح على الراديو ، المغني ، على التلفزيون ، وما أشبه ذلك . السائل : لكن إن كان مثلا قالوا : لا تتكلم بهذا أبدا ، اترك هذا جانبا . الشيخ : لا ، هذا لابد من الكلام فيه ، لكن لو قالوا لا تفعل ، ينظر عاد وش المصلحة .
ما حكم التمثيل للرجال والنساء وما حكم ما يسمى المسرح الإسلامي .؟
السائل : بارك الله فيك بعض الذين يفتون الناس يأخذون الحجة هي تمثل الملك ببعض الناس... فيأخذون أنه يجوز التمثيل للناس ، ولكن يعني يحرمون أن المرأة تخرج عارية سافرة هكذا ، ولكن يعني يجوز أن الرجال يمثلون ... ؟. الشيخ : لا ، نرى أن المرأة لا يجوز أبدا أن تخرج في التمثيل ، المرأة لا يجوز أن تخرج للتمثيل إطلاقا السائل : خرجت يا شييخ . الشيخ : إلا إذا كان تمثل أمام نساء ؟، السائل : لا تخرج ...، الشيخ : لا ما فيه ، في امرأة تخرج للتمثيل ؟، السائل :نعم ،...، الشيخ : لكن يوجد الآن امرأة تخرج للتمثيل !، في التلفزيون يعني .؟ السائل : غير واحدة يا شيخ ... الشيخ : لا ، لا هذا لا يجوز أبدا ، ولا أحد يقول بذلك ، لا أحد يقول بذلك ، امرأة تخرج أمام الناس للتمثيل . السائل : ...، السيقان . الشيخ : على كل حال نسأل الله العافية، هذا حرام أبدا ، نحن نرى أن هذا حرام ولا يجوز مشاهدته ولا يجوز فعله، السائل : طيب النساء هي الحرام علمنا ذلك ، وهم يفتون بذلك ، ولكن الطامة هي من يأت الآن بما يسمى بالمسرح الإسلامي ، ... أمر خطير جدا ، يعني أصبح الآن في أوساط الذين ينتمون إلى الصحوة الإسلامية ، نسأل الله عز وجل العفو والعافية ، الشيخ : مسرح إسلامي .! السائل : نعم ، يمثل رجل يأت ويجلس على المسرح ويقول أريد أنام ... ،والجمهور جالس يتفرج ، فيأتيه رجل آخر فيقول أنا عندي لك دراهم ، فيقول ما هو، يقول له قل أذكار النوم وكذا وكذا ، ... الشيخ : يعني يعلمه ، السائل : يعني يعلمه ... الشيخ : هم يظنون أن هذا تمثيل الصورة أقرب إلى رسوخها في الذهن ، السائل : ما أظن ، الشيخ : هكذا يقولون ،... ، قلت لك المسألة فيها خلاف ، بعض المعاصرين يقول هذا لا يجوز ، وبعضهم يقول يجوز السائل : ما حكم التمثيل عموما خاصة يعني الشباب الذين يمثلون في المراكز الصيفية مبناها على الكذب . الشيخ : مثل إيش؟، السائل : التمثيل يعني قصة ملك، وحرس وما أشبه ذلك . الشيخ : والله ينظر للمصلحة ، السائل : مبناها على الكذب ، الشيخ : الكذب حرام ما فيه إشكال ، الكذب حرام .
تتمة شرح الحديث:( فقال للترجمان قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم وسألتك أيرتد أحد سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك بم يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقًا فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون قال أبو سفيان فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنًا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وكان ابن الناظور صاحب إيلياء وهرقل سقفًا على نصارى الشأم يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يومًا خبيث النفس فقال بعض بطارقته قد استنكرنا هيئتك قال ابن الناظور وكان هرقل حزاءً ينظر في النجوم فقال لهم حين سألوه إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الأمة قالوا ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استخبره هرقل قال اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن وسأله عن العرب فقال هم يختتنون فقال هرقل هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي وقال إني قلت مقالتي آنفًا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل رواه صالح بن كيسان ويونس ومعمر عن الزهري )
القارئ : قال البخاري - رحمه الله تعالى- في تتمة حديث ابن عباس قال هرقل : ( فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول، فذكرت أن لا، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله، لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله. وسألتك هل كان من آبائه من ملك، فذكرت أن لا، قلت فلو كان من آبائه من ملك، قلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم، فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل. وسألتك أيزيدون أم ينقصون، فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم. وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه، فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب. وسألتك هل يغدر ؟، فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك بما يأمركم ). يا شيخ عندي : بما يأمركم . الألف يا شيخ مثبتة ، الألف مثبته . الشيخ : هذا غلط من جهة القاعدة الإملائية ، فإن القاعدة الإملائية أن ما الإستفهامية إذا دخل عليها حرف جر حذفت ألفها ، قال تعالى : (( عم يتساءلون ))(( عم يتساءلون )) ، وتقول : لم قمت . ولا تقول : عما ، ولا تقول : لما قمت ، نعم. القارئ : ( وسألتك بما يأمركم، فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه. ). الشيخ : الله أكبر . القارئ : ( ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ). السائل : أسلم يؤتك الله . الشيخ : نعم . السائل : أسلم تسلم ثم قال : أسلم يؤتك الله . الشيخ : لا ، زائدة الظاهر . القارئ : ( ... (( ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )) قال أبو سفيان : فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات ، وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ، إنه يخافه ملك بني الأصفر ، فما زلت موقنًا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام . وكان ابن الناظور، صاحب إيلياء وهرقل، سقفا على نصارى الشام يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء، أصبح يوما خبيث النفس، فقال بعض بطارقته : قد استنكرنا هيئتك، قال ابن الناظور : وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم، فقال لهم حين سألوه : إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر، فمن يختتن من هذه الأمة؟ قالوا : ليس يختتن إلا اليهود، فلا يهمنك شأنهم، واكتب إلى مداين ملكك، فيقتلوا من فيهم من اليهود. فبينما هم على أمرهم، أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استخبره هرقل قال : اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا ؟، فنظروا إليه، فحدثوه أنه مختتن، وسأله عن العرب، فقال: هم يختتنون، فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ). الشيخ : مَلك ، عندنا مَلِك . القارئ : عندي بالضم . الشيخ : لعلها نسخة عندك : مُلك ، نعم ، مُلك ولا مَلك ؟. الطالب : مُلك يا شيخ . الشيخ : إيه ، ما في نسخة ثانية . الطالب : ... الشيخ : مَلك ، وفيها مُلك؟ ، الطالب : ما فيه . الشيخ : طيب . الطالب : سقف فيها ألف يا شيخ . الشيخ : هاه الطالب : أسقف فيها ألف ... الشيخ : اللي عندنا سقف . الطالب : فيها ألف . الشيخ : أسقفا يعني الطالب : أسقفا . الشيخ : يكمن أنها نسخة . الطالب : يمكن نسخة ثانية . الشيخ : نعم . نعم إي نعم . السائل : ... الشيخ : طيب ومَلك ، ملك أو مُلك ؟ السائل : يقول : " هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ، كذا أكثر الرواة بالضم ثم السكون ... وللقابسى بالفتح ثم الكسر ولأبي ذر عن الكشميهني وحده يملك فعل مضارع ". الشيخ : إيه يعني إما مَلك أو مُلك . الطالب : ... الشيخ : نعم . القارئ : ( ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية ، وكان نظيره في العلم، وسار هرقل إلى حمص ، فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه نبي ، فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ، ثم أمر بأبوابها فغلقت ، ثم اطلع فقال : يا معشر الروم ، هل لكم في الفلاح والرشد ، وأن يثبت ملككم ، فتبايعوا هذا النبي ؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب ، فوجدوها قد غلقت ، فلما رأى هرقل نفرتهم ، وأيس من الإيمان ، قال : ردوهم علي ، وقال : إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم ، فقد رأيت ، فسجدوا له ورضوا عنه ، فكان ذلك آخر شأن هرقل ) رواه صالح بن كيسان، ويونس، ومعمر، عن الزهري . الشيخ : هذا أيضا من الأحاديث العظيمة التي ينبغي أن تكتب لأنه اشتمل على صفة النبي صلى الله عليه وسلم وصفة أصحابة ، وعلى إقرار هذا الملك العاقل ، العاقل ، لكن عقلا لم يرشد به ، بل ذكي ، على أن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم كان نبيا حقا . وفيه أيضا صدق توقعه حيث قال : ( إن كان ما تقوله حقا فسيملك موضع قدمي هاتين ) فإن هذا الذي توقعه حصل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ملك ما تحت قدميه ، لكنه لم يملكه شخصا بل شرعا ، أي أن شرعه وصل إلى هذا المكان وأن خلفاؤه ملكوا هذا المكان ، أما ما اشتمل عليه من فوائد فهي كثيرة ومن أهمها : أن من هدي النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم الكتابة إلى الملوك وأن لا يحقر الإنسان نفسه ، يكتب إلى الملك بما يراى أنه حق سواء كان من ملك بلاده أو من ملوك آخرين ، يكتب إلى ما يرى أنه حق ولا يحقرن شيئا ، فرب كلمة وقعت في قلب سامعها أو قارئها فينفع الله بها ، وها هو موسى عليه الصلاة والسلام اجتمع عليه الخلق والسحرة وجمعوا له في يوم الزينة يوم عيد ، فلما اجتمعوا قال كلمة واحدة : (( ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى )) هذه الكلمة صارت بمنزلة القنبلة (( فتنازعوا أمرهم بينهم )) والأمة إذا تنازعت حل بها الفشل (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين )) ولهذا آمن السحرة ، آمنوا بموسى ، فكانوا في أول النهار كفرة سحرة وصاروا في آخر النهار مؤمنين بررة ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . المهم أن هذه الأسئلة الأحد عشرة أسئلة عظيمة من هذا الملك ، وجوابها من أبي سفيان جواب صدق إلا هذه الغمزة التي غمزه بها ، وهي ؟ السائل : لا ندري ... الشيخ :( أن بيننا وبينه مدة ) يعني عهد ، ( ولا ندري ما هو صانع فيها ) . طيب نخلي الأخ محمد الشرافي يكتب الحديث ويستخرج الفوائد منه ، ونريد منه ما لا يقل عن ثمانين فائدة . الطالب : إن شاء الله . الشيخ : إن شاء الله ، طيب ، وإن استعنت بأحد فلا بأس . الطالب : بالله . الشيخ : بالله عز وجل ، نعم.
كيف استدل هرقل بالنظر في النجوم على خروج النبي صلى الله عليه وسلم.؟
السائل : كيف استدل هرقل بالنظر في النجوم على خروج النبي صلى الله عليه وسلم ؟. الشيخ : نعم ، الشياطين تصور له ذلك ، والشياطين تعرف أن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث ، فتصور له ذلك ، ولهذا كان علم النجوم من علم السحر ، وعلم السحر من الشياطين . ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد ) ، نعم ابن داود . السائل : لما سأل أبا سفيان ، قال له : ( أيغدر، قال : لا ، ونحن في مدة، ما ندري ما هو فاعل ) فلما أجابه قال : ( وسألتك هل يغدر، فذكرت أن لا ) فأجابه بغير ما يعني فسرها الملك بغير ما اجابه بها أبو سفيان ؟ الشيخ : لا ، لا ، لكن الملك ما اهتم بهذه الغمزة ، هو قال بالأول لا يغدر ، لكنه أراد أن يدخل شيء ، فقوله : ( ولا ندري ما هو فاعل؟ ) . نحن والملك نقول : إنه يدري نعم ، إن لم يدر هو فنحن ندري أنه سيوفي . الشيخ : نعم .
السائل : شيخ قلنا في أبي سفيان ذكي وغير عاقل .؟ الشيخ : لا ، لا ، قلنا إنه عاقل لكنه عقل لم يرشد به . السائل : ... أن أبا سفيان قلنا أنه ذكي غير عاقل ولو كان عاقلا ... الشيخ : نعم العقل عقلان ، عقل إدراك وعقل رشد ، فهؤلاء عندهم عقل إدراك لكن ما عندهم عقل رشد ، نعم .
الشيخ : هل يأخذ من الحديث ضرر جلساء السوء .؟ الطالب : ما في شك . الشيخ : هاه ،كيف ؟. الطالب : ...، الشيخ : نعم ، ومن احتياطه ، أنه دخل في الدسكره وأغلق الأبواب لأنه يعلم ، أنه لو أعلن يعني أنه سيدعوهم للإسلام لقتلوه ، لكن أغلق الأبواب لما جاؤوا يقتلونه يقتحمون عليه الأبواب ، وإذا بالأبواب مغلقة . السائل : شيخ ...، الحاشية والناس، ولا ؟ الشيخ : لا ، اللي بينه وبين الناس حاشيته ما أعلنوا لأنه واثق منهم . السائل : باب السور ؟. الشيخ : لا . السائل : لأنه قال نفروا . الشيخ : دسكره . السائل : ... الشيخ : هذا الأخير ، اللفظ الأخير . السائل : ... الشيخ : نعم .
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس ) : وهو قول وفعل ، ويزيد وينقص ، قال الله تعالى : (( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم )) (( وزدناهم هدى )) (( ويزيد الله الذي اهتدوا هدى )) (( والذين اهتدوا زادهم هدى وءآتاهم تقواهم )) (( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )) وقوله (( أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين ءآمنوا فزادتهم إيمانا )) . وقوله جل ذكره : (( فاخشوهم فزادهم إيمانا )) . وقوله تعالى : (( وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً )) . والحب في الله والبغض في الله من الإيمان وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى عدي بن عدي : إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً ، فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها ، وإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص . وقال إبراهيم عليه السلام : (( ولكن ليطمئن قلبي )) . وقال معاذ : إجلس بنا نؤمن ساعة . وقال ابن مسعود : اليقين الإيمان كله . وقال ابن عمر : لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر . وقال مجاهد : (( شرع لكم )) : أوصيناك يا محمد وإياه ديناً واحداً . وقال ابن عباس : (( شرعة ومنهاجا )) : سبيلاً وسنة .
القارئ : باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس ) : وهو قول وفعل ، ويزيد وينقص ، قال الله تعالى : (( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ))(( وزدناهم هدى ))(( ويزيد الله الذي اهتدوا هدى ))(( والذين اهتدوا زادهم هدى وءآتاهم تقواهم ))(( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )) وقوله : (( أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين ءآمنوا فزادتهم إيمانا )) . وقوله جل ذكره : (( فاخشوهم فزادهم إيمانا )) . وقوله تعالى : (( وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً )) . والحب في الله والبغض في الله من الإيمان . وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي : " إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً ، فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان ، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها ، وإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص ". وقال إبراهيم عليه السلام : (( ولكن ليطمئن قلبي )) . وقال معاذ : " إجلس بنا نؤمن ساعة ". وقال ابن مسعود : " اليقين الإيمان كله ". وقال ابن عمر : " لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر ". وقال مجاهد : " (( شرع لكم )) : أوصيناك يا محمد وإياه ديناً واحداً ". وقال ابن عباس : " (( شرعة ومنهاجا )) : سبيلاً وسنة ". الشيخ : المؤلف -رحمه الله - البخاري بدأ بكتاب الإيمان بعد الوحي ، لأن جميع ما يتعلق بالأعمال مبني على الإيمان والعقيدة ، فإذا لم يكن للإنسان إيمان ولا عقيدة ، فإنه لا ينفعه العمل ، لا بد من الإيمان . ثم قال : " إنه قول وفعل ، يزيد وينقص " قول وفعل ، يزيد وينقص، ولم يتكلم عن الإعتقاد إلا إذا قلنا أن القول ، يكون قولا بالقلب ويكون قولا باللسان ، والفعل يكون كذلك باللسان وبالجوراح ، وذلك أن الإيمان مركب من أربعة أشياء : عقيدة القلب ، وعمل القلب ، وقول اللسان ، وعمل الجوارح ، كل هذه إيمان . أما الأول : وهو أن الإيمان عقيدة القلب فدليله ، قوله صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) هذه عقيدة ، وتسمى قول القلب . وأما الثاني : وهو عمل القلب ، فقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( الحياء من الإيمان ) ، والحياء من أعمال القلوب ، ومن أعمال القلوب : الخوف والرجاء وما أشبه ذلك ، وقد قال الله تعالى : (( فلا تخافوهم وخافون )) إيش؟ (( إن كنتم مؤمنين ))، والخوف محله القلب ، فهو من عمل القلب وسماه الله إيمانا . الثالث : قول اللسان ، قول اللسان من الإيمان قال النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول : لا إله إلا الله )، فجعل القول من الإيمان . والرابع : عمل الجوارح ، عمل الجوارح قال الله تبارك وتعالى : (( وما كان الله ليضيع إيمانكم )) فسرها أهل العلم ، أن المراد بالإيمان صلاتهم إلى بيت المقدس ، وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) ، والإماطة فعل الجوارح ، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة . وزعم بعض طوائف أهل الملة أن الإيمان هو العقيدة فقط ، بل قالوا إن الإيمان هو المعرفة فقط ، وأن القول والعمل لا علاقة له بالإيمان ، وهؤلاء غلاة المرجئة من الجهمية ومن تابعهم على ذلك ، وقال هؤلاء : إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، لا يزيد ولا ينقص ، لأنه عقيدة في القلب ، وهي لا تزيد ولا ينقص ، ولا تنقص ، والناس في الإيمان شيء واحد كالمشط عند تماثل الأسنان ، وعليه فأكمل الناس عملا وقولا ، كأفسق الناس في العمل والقول ، ما لم يصل إلى حد الكفر . قال آخرون عكس ما قال هؤلاء ، قالوا : الإيمان مركب من هذه الأربعة ، ولا يمكن أن يكون إيمان إلا باستكمال هذه الأربعة ، حتى قالوا إن فاعل الكبيرة إما كافر ، وإما غير مؤمن وهو في منزلة بين منزلتين ، أما أهل السنة والجماعة فقالوا الإيمان يشمل هذه الأشياء الأربعة وهي : العقيدة ، عقيدة القلب ، وعمل القلب ، وقول اللسان ، وعمل الجوارح .