كتاب الإيمان
تتمة الشرح السابق : باب الإيمان ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس ) . : وهو قول وفعل ، ويزيد وينقص ، قال الله تعالى : (( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم )) (( وزدناهم هدى )) (( ويزيد الله الذي اهتدوا هدى )) (( والذين اهتدوا زادهم هدى وءآتاهم تقواهم )) (( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )) وقوله (( أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين ءآمنوا فزادتهم إيمانا )) . وقوله جل ذكره : (( فاخشوهم فزادهم إيمانا )) . وقوله تعالى : (( وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً )) . والحب في الله والبغض في الله من الإيمان وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى عدي بن عدي : إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً ، فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها ، وإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص . وقال إبراهيم عليه السلام : (( ولكن ليطمئن قلبي )) . وقال معاذ : إجلس بنا نؤمن ساعة . وقال ابن مسعود : اليقين الإيمان كله . وقال ابن عمر : لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر . وقال مجاهد : (( شرع لكم )) : أوصيناك يا محمد وإياه ديناً واحداً . وقال ابن عباس : (( شرعة ومنهاجا )) : سبيلاً وسنة .
وقال آخرون عكس ما قال هؤلاء ، قالوا الإيمان مركب من هذه الأربعة ، ولا يمكن أن يكون إيمان إلا باستكمال هذه الأربعة ، حتى قالوا إن فاعل الكبيرة إما كافر ، وإما غير مؤمن وهو في منزلة بين منزلتين ، أما أهل السنة والجماعة فقالوا الإيمان يشمل هذه الأشياء الأربعة وهي : عقيدة القلب ، وعمل القلب ، وقول اللسان ، وعمل الجوارح ، لكن بعضها يكون ركنا وشرطا في الإيمان ، فإذا فُقِد ، فُقِد الإيمان ، وبعضها ليس كذلك . ثم هذا الإيمان يزيد وينقص ؟.
فنقول : نعم ، أما على مذهب السنة والجماعة فواضح ، فمن تصدق بدرهم ليس كمن تصدق بدرهمين ، أيهما أزيد ؟، الثاني ، وكل منهما يسمى إيمانا ، الصدقة بالدرهم وبالدرهمين ، إذا فالثاني أزيد من الأول إيمانا ، كذلك في القول ، من قال : لاإله إلا الله عشر مرات ، ليس كمن قالها مئة مرة ، الثاني أزيد ، لأنه أكثر عملا ، فلذلك نقول على مذهب أهل السنة والجماعة في قول اللسان وفعل الجوارح واضح .
بقينا في عمل القلب ، نقول نعم حتى عمل القلب يزيد وينقص ، فرجل لا يتوكل إلا على الله ، ولا يخاف إلا الله ، ولا يرجوا إلى الله ، ليس كشخص لا يتوكل إلا على الله ولكن في الرجاء والخوف ، يرجوا غير الله ويخاف ، قال الشيخ الأول أكمل ، وأزيد ، طيب ، في العقيدة هل يختلف الناس في ذلك ؟.
نعم يختلفون في ذلك ، لو أن رجلا أخبرك بخبر إعتقدت ما دل عليه الخبر ثم جاءك آخر فأخبرك به ، ازددت يقينا ، ثم جاك ثالث وأخبرك به ، إيش ؟.
ازددت يقينا ثم شاهدت المخبر عنه ازددت يقينا ، ولهذا قال ابراهيم ، لما قال : (( أرني كيف تحي الموتى )) قال الله تعالى : (( أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ))، والله أعلم .
الشيخ : أنا عندي : باب الإيمان وقول ، عندكم باب الإيمان باب وقول .؟
القارئ : ما فيه واو .
الشيخ : باب الإيمان باب قول ؟.
القارئ : نعم ، كتاب الإيمان باب قول .
الشيخ : كتاب الإيمان وقول ، أنا عندي : كتاب الإيمان ، هذا كتاب عام ، ثم قال : باب الإيمان وقول.
القارئ : الشارح يقول في بعض النسخ سقطت باب .
الشيخ : إيه طيب ، أحسنت .
السائل : ...
الشيخ : لا مافيه شيء ، مافيه شيء ، هذه أحاديث الفوائد فيها ما هي كثيرة .
القارئ : قال الله تعالى : (( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم )) (( وزدناهم هدى )) (( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى )) (( والذين اهتدوا زادهم هدى وءآتاهم تقواهم )) (( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )) وقوله : (( أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين ءآمنوا فزادتهم إيمانا )) . وقوله جل ذكره : (( فاخشوهم فزادهم إيمانا )) . وقوله تعالى : (( وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً )) . والحب في الله والبغض في الله من الإيمان ، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي : " إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً ، فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها ، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص ". وقال إبراهيم عليه السلام : (( ولكن ليطمئن قلبي )) . وقال معاذ : " اجلس بنا نؤمن ساعة ". وقال ابن مسعود : " اليقين الإيمان كله ". وقال ابن عمر : " لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر ". وقال مجاهد : " (( شرع لكم )) : أوصيناك يا محمد وإياه ديناً واحداً ". وقال ابن عباس : " (( شرعة ومنهاجا )) : سبيلاً وسنة ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا الباب ، هذا الكتاب ، كتاب الإيمان ، والإيمان اختلف الناس فيه على طرفين ووسط ، كغالب الاختلافات في باب العقيدة ، فمن الناس يقول الإيمان هو عقيدة القلب ، بل زاد بعضهم وقال : الإيمان هو المعرفة فقط ، ولم يجعلوا القول من الإيمان ، ولم يجعلوا الفعل من الإيمان ، وهؤلاء هم المرجئة ، غلاة المرجئة ، وهم الجهمية ، والجهمية ، جمعوا ثلاث جيمات كلها ضلالة .
الجهمية في الصفات ، والجبرية في أفعال العبد ، والمرجئة في الإيمان ، فبئس الجيمات ، نعم ، وبئس الجمع بينها .
وقسم آخر من الناس شدد في إثبات أن الإيمان عقيدة ، وقول وفعل ، وجعلوا الفعل من الإيمان ، ووجود هذه الأفعال شرط في الإيمان ، وهؤلاء هم الخوارج والمعتزلة ، ولهذا قالوا بتكفير فاعل الكبيرة .
والقسم الثالث وسط قالوا : الإيمان عقيدة وقول وفعل ، وليس معنى قولنا : قول وفعل أن هذه الأجزاء شرط في ثبوت أصله ، قال الشيخ : كما قالت الخوارج والمعتزلة ، وهذا مذهب السلف .
والمؤلف رحمه الله زاد على أن الإيمان : قول وفعل ، قال يزيد وينقص ، وأظن شرحنا هذا الباب ؟.
السائل : ...
الشيخ : في نفس الدرس هذا . شرحناه ، قلنا يزيد وينقص ، ويزيد في الإعتقاد وفي القول وفي الفعل ، يعني أن محل زيادة الإيمان في الاعتقاد وفي القول وفي الفعل ، أما في الاعتقاد فإن الإنسان تزداد عقيدته في الشيء كلما ازداد الخبر عن هذا الشيء ، أليس كذلك ؟. وتزداد العقيدة بالمشاهدة بدل عن الخبر ، أرأيت لو جاءك رجل وقال : حصل اليوم في السوق كذا وكذا وهو ثقة ، فقد صار عندك شيء من العقيدة ، ثم جاءك آخر وأخبرك بما أخبر به الأول وهو ثقة ، يزداد العلم عندك ، أليس كذلك ؟، ثم جاء الثالث والرابع ازداد ، وكلما تعدد المخبرون ازداد الإنسان يقينا ، ولهذا قال العلماء إن المتواتر يفيد العلم اليقين ، كذلك المشاهدة ليست كالخبر ، فإن الإنسان يجد الفرق بين عقيدته المبينة على خبر الثقات وبين المشاهدة ، وإبراهيم عليه الصلاة والسلام لما قال : (( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) .
إذا الإيمان يزداد في أصله وهو العقيدة ، وهذا أمر لا إشكال فيه ، والناس يختلفون في ذلك على فرق شتى ، والإنسان في نفسه ، يجد من نفسه أحيانا إيمانا كأنما يشاهد الغيبيات رؤيا العين ، وأحيانا يحصل منه غفلة .
يزداد الإيمان بزيادة القول ، وهذا واضح ، فليس أجر من شهد : لا إله إلا الله ألف مرة ، كأجر من شهدها عشر مرات ، ويزداد أيضا بالفعل ، فليس من صام يوما كمن صام عشرة أيام ، فهو يزيد وينقص ، واستدل المؤلف بالآيات التي ذكرها .
ثم نقل كتاب عمر بن عبد العزيز معلقا جازما به ، كتب على عدي بن عدي وهو من أمرائه : " إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً ، فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان "، ولم يقل لم يكن مؤمنا ، بل قال : "لم يستكمل الإيمان "، لأنه ليس كل فعل يفوت الإنسان يكون به كافرا ، ثم قال رحمه الله : " فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها "، جزاه الله خيرا ، وأثابه على ما نوى ، أنه سيبينها ، لأنه عالم فقيه ، من فقهاء التابعين ، عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، " وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص ". ليش ؟.
لأنهم أتعبوه ، ولم يأتوا على ما يريد ، وكان الناس فيما قبل ولايته ، كان بينهم من الفتن والقتال ، ما هو معلوم في التاريخ ، ولكن لما تولى رحمه الله ، وضعت الحرب أوزارها في كثير من القتال الحاصل بيت الخوارج وغير الخوارج ، ولكن الله لم يطل مدته سبحانه وتعالى ، بقي سنتين وأربعة أشهر تقريبا ، ثم مات ، فإن قال قائل : هل قوله : " فما أنا على صحبتكم بحريص "، يدل على تضجره مما حصل ؟ .
السائل : لا .
الشيخ : ليش لا ، يقول : ما أنا بحريص عليكم ، أنا أحب أن أفارقكم ، نقول التضجر نوعان : تضجر من المقضي ، وتضجر من القضاء ، فإذا تضجر الإنسان من المقضي فإنه لا يلام ، يرى أحوال الناس على غير السداد فيتضجر ويتألم .
أما من القضاء فلا يجوز التضجر منه ، لأن قضاء الله تعالى كله حكمة ، وكله يستحق عليه الحمد ، سواء فيما يسوء الإنسان أو فيما لا يسوءه .
وقال معاذ : " اجلس بنا نؤمن ساعة ". ساعة متعلقة بإجلس أو بنؤمن ؟.
السائل : بإجلس .
الشيخ : اجلس ؟.
السائل : نعم .
الشيخ : أو تنازعها العاملان ؟.
تنازعها العاملان أحسن ، ولكن ليس معناه نؤمن ساعة ، ثم لا نؤمن ، المعنى : نقوي إيماننا في هذه الساعة ، لأن الإنسان يغفل فإذا جلس إليه أخوه وتباحثا في آيات الله الكونية والشرعية ، وأورد كل واحد منهما على الآخر الموعظة ازداد إيمانهما ، والبقية ما فيه إشكال .
2 - تتمة الشرح السابق : باب الإيمان ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس ) . : وهو قول وفعل ، ويزيد وينقص ، قال الله تعالى : (( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم )) (( وزدناهم هدى )) (( ويزيد الله الذي اهتدوا هدى )) (( والذين اهتدوا زادهم هدى وءآتاهم تقواهم )) (( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )) وقوله (( أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين ءآمنوا فزادتهم إيمانا )) . وقوله جل ذكره : (( فاخشوهم فزادهم إيمانا )) . وقوله تعالى : (( وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً )) . والحب في الله والبغض في الله من الإيمان وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى عدي بن عدي : إن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً ، فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها ، وإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص . وقال إبراهيم عليه السلام : (( ولكن ليطمئن قلبي )) . وقال معاذ : إجلس بنا نؤمن ساعة . وقال ابن مسعود : اليقين الإيمان كله . وقال ابن عمر : لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر . وقال مجاهد : (( شرع لكم )) : أوصيناك يا محمد وإياه ديناً واحداً . وقال ابن عباس : (( شرعة ومنهاجا )) : سبيلاً وسنة . أستمع حفظ
ما معنى أثر ابن مسعود:" اليقين الإيمان كله ".؟
الشيخ : نعم .
السائل : أثر ابن مسعود : " اليقين الإيمان كله " ألا يدل على أن الإيمان يقين ؟.
الشيخ : اليقين هو الإيمان كله ، يعني كماله ، وهذا صحيح ، إذا صار الإيمان كاملا فهذا هو اليقين .
كيف نوجه حديث:( أخرجوا من النار من لم يعمل خيرا قط ) مع أن الإيمان قول وعمل.؟
الشيخ : إي نحن لا نقول إن من عمل معصية ، فإنه مخلد في النار ، نقول قد لا يعذب أصلا إذا كان دون الشرك .
السائل : ( لم يعمل خيرا قط ) ؟.
الشيخ : إي صحيح ، هذا بفضل الله وبرحمته ، لكن معهم أصل الإيمان ، وأما قولك : ولا صلاة ، فهذا العموم تخرج منه الصلاة بالأدلة أن تاركها كافر .
ما معنى قول ابن عمر:" لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر ".؟
الشيخ : نعم .
السائل : ما حاك في الصدر ...
الشيخ : نعم ، صحيح ، يعني حقيقة التقوى ، أن تتورع عن ما حاك في صدرك ، وترددت فيه وأشكل عليك ، فدعه ، ولكن لا تلزم به غيرك .
السائل : هل الورع من الإيمان ؟.
الشيخ : إي نعم ، لا شك أن الورع من الإيمان .
باب : دعاؤكم إيمانكم : لقوله عز وجل : (( قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم )) . ومعنى الدعاء في اللغة الإيمان .
6 - باب : دعاؤكم إيمانكم : لقوله عز وجل : (( قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم )) . ومعنى الدعاء في اللغة الإيمان . أستمع حفظ
حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.
الشيخ : ما مناسبة الحديث للترجمة ، ما ذكرها ابن حجر ؟.
القارئ : يقول : ولا يصح إدخال ...
الشيخ : باب دعاؤكم .
القارئ : طيب ، " قوله : دعاؤكم إيمانكم ، قال النووي يقع في كثير من النسخ هنا باب وهو غلط فاحش وصوابه بحذفه ولا يصح إدخال باب هنا ، إذ لا تعلق له هنا ، قلت : ثبت باب في كثير من الروايات المتصلة منها رواية أبي ذر ويمكن توجيهه ، لكن قال الكرماني : إنه وَقَف على نسخة مسموعة على الفربري بحذفه وعلى هذا فقوله : دعاؤكم إيمانكم ، من قول ابن عباس ، وعطفه على ما قبله كعادته في حذف أداة العطف حيث ينقل التفسير ، وقد وصله بن جرير من قول ابن عباس ، قال في قوله تعالى : (( قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم )) قال : يقول لولا إيمانكم ، أخبر الله الكفار أنه لا يعبأ بهم .
ولولا إيمان المؤمنين لم يعبأ بهم أيضا ، ووجه الدلالة للمصنف أن الدعاء عمل وقد أطلقه على الإيمان فيصح إطلاق أن الإيمان عمل ، وهذا على تفسير ابن عباس ، وقال غيره الدعاء هنا مصدر مضاف إلى المفعول والمراد دعاء الرسل الخلق إلى الإيمان ، فالمعنى : ليس لكم عند الله عذر إلا أن يدعوكم الرسول فيؤمن من آمن ويكفر من كفر ، فقد كذبتم أنتم ، فسوف يكون العذاب لازما لكم . وقيل معنى الدعاء هنا الطاعة ويؤيده حديث النعمان بن بشير : ( إن الدعاء هو العبادة ) أخرجه أصحاب السنن بسند جيد ... "
الشيخ : الأقرب والله أعلم ، ما قال النووي رحمه الله ، من حذف باب ، وتكون هذه الجملة من بقية كلام ابن عباس السابق ، وهو قوله : " شرعة ومنهاجا ، سبيلا وسنة ، ودعاؤكم إيمانكم ".
أما قوله : حدثنا عبيد الله الخ ، فوجه ذلك أن الإسلام هنا يشمل الإيمان ، بدليل قوله : ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله )
نعم .
7 - حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان. أستمع حفظ
باب : أمور الإيمان : وقول الله تعالى (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءآمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )) . (( قد أفلح المؤمنون )) الآية.
الشيخ : هذه أمور الإيمان ، (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءآمن بالله واليوم الآخر ... ))، إلخ ، هذا بيان أن البر لا يختص بأن يتوجه الإنسان إلى المشرق أو إلى المغرب ، بل البر أن يؤمن بالله ، وعلى هذا فصرف القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة ، لا ينافي البر ، لأن ذلك من باب الإيمان بالله تعالى وشرائعه ، وهذا رد على الذين أنكروا تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كما قال تعالى : (( سيقول السفهآء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )) .
(( من ءآمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى ... )) إلخ ، على حبه : هل المعنى على حبه لحاجته إليه أو على حبه لبخله ، أو الأمران جميعا ؟.
الأمران جميعا ، قد يكون الإنسان حابا للمال لحاجته إليه ،كما فعل الصحابة رضي الله عنهم الذين آثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وقد يحبه لأنه شديد البخل ولكن يغلبه إيمانه حتى يبذل المال ، ولهذا تجد مثلا صرف الريال عند الغني البخيل أعظم من صرف الريال عند الفقير الكريم ، لأن الفقير الكريم يبذله عن طيب نفس وعن سخاء ، والبخيل على العكس .
وقوله : (( ذوي القربى ))، يعني أصحاب القربى ، يعني أصحاب القرابة ، (( واليتامى والمساكين )) بالفتح ولا بالكسر ؟، أليس (( القربى )) مجرورة ؟.
السائل : مضاف .
الشيخ : إي نعم ، وهذا معطوف عليه ، (( والمساكين )) معطوف على أي شيء ؟.
السائل : ... مفعول ثاني ، مفعول ثاني .
الشيخ : مفعول ثاني وفيه واو العطف ؟.
السائل : معطوف على المفعول الثاني .
الشيخ : أين المفعول الثاني ؟.
السائل : (( على ذوي )).
الشيخ : (( على ذوي ))، صح ، (( وآتى المال على حبه )) أصحاب القرابة ، وعلى هذا فقوله : (( واليتامى ))، منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف (( والمساكين وابن السبيل والسائلين )) .
السائلين ولو كانوا أغنياء ؟، نعم ، والسائلين ولو كانوا أغنياء ، كما قال الله تعالى : (( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم )) وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلا سأله . وعليه ينطبق قول الشاعر :
" ما قال لا قط إلا في تشهده .. لولا التشهد كانت لاءه نعم ".
وهذا البيت لا يليق إلا بالرسول عليه الصلاة السلام ، ما سئل شيئا على الإسلام إلا أعطاه ، إذا السائل له حق ، ولكن إذا قال قائل : إذا كان في إعطاء السائل مفسدة وهو إغراءه بالسؤال فهل يعطى ؟، يعني فهل يعطى ثم ينصح ، أو ينصح ولا يعطى ؟.
السائل : الأول . يعطى ثم ينصح .
الشيخ : الأول أحسن ، أن تعطيه ثم تنصحه وتخوفه بالله عزوجل .
(( وفي الرقاب )) المماليك تشترى وتعتق ، (( وأقام الصلاة )) أقام معطوف على إيش ؟.
على آمن ، يعني ومن أقام الصلاة (( وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء )) هنا يأتي الإشكال ، الموفون بالرفع، والصابرين بالياء ، فما هو الجواب ؟.
أولا الإشكال في قوله : (( الموفون )) لماذا كانت مرفوعة ؟،
السائل : ... ابتدائية .
الشيخ : كيف ابتدائية ؟، الآن (( ولكن البر من آمن ))، من وش تعربها ؟، مرفوعة ، في محل رفع ، مبينة على السكون في محل رفع ، خبر لكن ، إذا (( والموفون )) معطوفة عليها ، ولكن البر الموفون ، والتقدير بر الموفين كما قلنا في الأولى : ولكن البر بر من آمن .
يأتي الإشكال الثاني وهو قوله : (( والصابرين ))، قالوا إنها عطف جملة ، والتقدير : وأمدح الصابرين في البأساء والضراء ، فتكون مفعولة لفعل محذوف .
قال الله تعالى : (( في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )) . جعلنا الله وإياكم منهم .
8 - باب : أمور الإيمان : وقول الله تعالى (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءآمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )) . (( قد أفلح المؤمنون )) الآية. أستمع حفظ
حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإيمان بضع وستون شعبةً والحياء شعبة من الإيمان
والحياء صفة نفسية تعتري الإنسان عند قول أو فعل أو سماع ما يستحيى منه ، ولا تستطيع أن تعرف الحياء ، لأن الحياء يعيني تعريفا ذاتيا حقيقيا ، لكن تعريفه بما يقال .
هذه الشعب التمس العلماء لها رحمهم الله عدا وصاروا يعدونها ، فصاروا يقسمونها إلى أعمال القلوب وأعمال الجوارح وأقوال اللسان ، ثم يقسمون أعمال القلوب ، ثم أعمال الجوارح ، ثم أقوال اللسان .
وبعضهم قال : هذه إشارة إلى هذا العدد المعين لكن لم يعينه الرسول فهو شبيه بقوله : ( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) ولم يبينها ، وكل عمل اقترن به الإخلاص والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام ، الإخلاص لله والمتابعة لرسوله فهو من الإيمان ، لأن الإخلاص محله القلب والمتابعة محلها الجوارح ، فإذا اجتمع كل عمل يجتمع فيه الإخلاص والمتابعة وهو مما شرعه الله ، فإنه شعبة من شعب الإيمان .
وفي الحديث الحث على الحياء ، ولكن قد يشتبه على الإنسان الفرق بين الحياء وبين طلب العلم ، فالحياء الذي يمنعك من العلم حياء مذموم ، وليس بحياء إيماني ولكنه جبن وخور ، والحياء الذي يمنعك مما يخالف المروءة أو الشرع هذا الحياء الممدوح ، المحمود ، فالحياء الذي يمنعك من مخالفة الشرع هذا حياء ممن ؟،
من الله ، والحياء الذي يمنعك من مخالفة المروءة هذا حياء من الناس وهو أيضا محمود ، وقد أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : ( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت )، نعم.
9 - حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإيمان بضع وستون شعبةً والحياء شعبة من الإيمان أستمع حفظ
باب : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
حدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه قال أبو عبد الله وقال أبو معاوية حدثنا داود هو ابن أبي هند عن عامر قال سمعت عبد الله يعني ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال عبد الأعلى عن داود عن عامر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو عبد الله : وقال أبو معاوية حدثنا داود هو ابن أبي هند عن عامر قال سمعت عبد الله يعني ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال عبد الأعلى عن داود عن عامر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : هذا من جنس قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ليس المسكين بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان ، وإنما المسكين الذي تعفف ولم يفطن له فيصدق عليه ولا يسأل الناس )، فهنا لو نظرت إلى المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده لوجدت أن الجملة تفيد الحصر لتعريف طرفيها ، والجملة الإسمية إذا تعرف طرفاها فهي مفيدة للحصر .
وإذا نظرت إلى أن الإسلام أكثر مما ذكر قد يلحقك إشكال ، كيف يقول : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) مع أن المسلم من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة الخ ؟.
فيقال الإسلام نوعان : إسلام عام ، وإسلام خاص ، فالمراد بالإسلام هنا ، الإسلام الخاص بالنسبة لمعاملة الغير ، فالمسلم باعتبار معاملة الناس هو الذي ، خالد من ؟.
الطالب : ( من سلم المسلمون من لسانه ويده ).
الشيخ : إي نعم ، ( من سلم المسلمون من لسانه ويده ( هذا المسلم ، لكن المسلم على سبيل العموم من أتى بأركان الإسلام ولوازمه ، وإن شئت فقل المسلم في حق الله هو من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأتى بأركان الإسلام الخمسة ، والمسلم في حق العباد أو المخلوق من سلم المسلمون من لسانه ويده .
كذلك نقول في المهاجر : ( المهاجر من هجر ما نهى لله عنه ) هذا عام ، المهاجر الهجرة الخاصة : هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ، وعلى هذا فالمهاجر من هجر ما نهى الله عنه أعم من الهجرة الخاصة التي هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ، لأن هذه الهجرة داخلة في هجر ما نهى الله عنه ، طيب ، إذا من ترك الغيبة امتثالا لأمر الله فهو مهاجر ؟.
مهاجر تقول مهاجر ، طيب ، من ترك الكذب لله مهاجر ، طيب وهلم جره ، نعم .
11 - حدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه قال أبو عبد الله وقال أبو معاوية حدثنا داود هو ابن أبي هند عن عامر قال سمعت عبد الله يعني ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال عبد الأعلى عن داود عن عامر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أستمع حفظ
باب : أي الإسلام أفضل
حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده
الشيخ : هذا إما أن يقال : أي الإسلام أفضل بالنسبة لمعاملة إيش ؟. الناس ، كالأول .
أو يقال : أي الإسلام أفضل ؟، يعني هذا عام أريد به الخاص ، يعني لا شك أن الإسلام بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة أفضل من هذا ، وربما يقول قائل : من سلم المسلمون من لسانه ويده فقد أقام ما بينه وبين الله واستسلم لله ، لأنه إذا استسلم للناس في حقوقهم فاستسلامه لله من باب أولى ، فيكون هذا دالا على الإستلام لله بطريق الأولى .
13 - حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده أستمع حفظ
ما معنى الحديث :( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ).؟
الشيخ : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ، هذه لها معنيان :
المعنى الأول : إذا لم يكن فعلك مما يستحى منه فاصنع ما شئت .
والثاني : إذا كنت ممن لا يستحيي ، فالذي لا يستحيي يصنع ما يشاء ، فهمت ، نعم .
قولكم أن من سلم فيما بينه وبين الناس لا بد أن يكون قد سلم فيما بينه وبين الله هل هذا دائما.؟
الشيخ : أيهم ؟.
السائل : قولكم أن من سلم فيما بينه وبين الناس لا بد أن يكون قد سلم فيما بينه وبين الله .
الشيخ : ما هو لله ، اللي يسلم ما بينه وبين الناس ولا يسلم ما بينه وبين الله ما يكون هذا لله ، نعم .
15 - قولكم أن من سلم فيما بينه وبين الناس لا بد أن يكون قد سلم فيما بينه وبين الله هل هذا دائما.؟ أستمع حفظ
كيف يقسم الحياء إلى مذموم ومحمود وفي الحديث :( الحياء كله خير ).؟
الشيخ : نعم ، الحياء الذي يكون محمودا ، أما الحياء المذموم وهو الحياء من طلب العلم ونحوه ، أو من إبانة الحق فهو مذموم ، ولهذا قالت أم سلمة يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق ثم سألت ، فدل ذلك على أنها لو سكتت حياء لكان ذلك الحياء مذموما .
السائل : ...
الشيخ : لعله فهم من هذا مثل ما فهم ابن عمر من ابنه بلال لما قال : " والله لنمعنهن "، يعني النساء ، ابن عمر يحدث يقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ).
السائل : ... ألا يقال أنه لا يسمى حياء أصلا وإنما هو يسمى خورا ؟.
الشيخ : ولهذا قلنا إنه مذموم وهو في الحقيقة جبن وخور ، نعم ، مثلا : لو جاء واحد وقال : والله أنا استحيت أني أسأل فلان عن كذا وكذا ، نقول هذا حياء ليس في محله ، وهو يسمى حياء لكن ليس بمحله .
السائل : يا شيخ :
الشيخ : نعم .
هل الخجل هو الحياء نفسه أو أنه الحياء المذموم.؟
الشيخ : لا ، لا حتى الخجل أيضا ، الخجل مما يستحي منه شرعا لا بأس به ، فالحياء والخجل متقاربان ، لكن لعل الخجل يكون ملاح الوجه أظهر منه في الحياء .
السائل : يظهر في ملامحه .
ذكر بيت عن الحياء للشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
" تفاحة جمعت لونين خلتهما .. خدي محب ومحبوب قد اعتنقا
تعانقا فريا واش فراعهما ... فاحمر ذا خجلاً واصفر ذا فرقاً ".
نعم ، أيهما خجلان ؟.
السائل : المصفر .
الشيخ : لا ، الذي يحب ، وذاك المحبوب ، لأنه لما تعانقوا وقبله اصفر فرقا وذاك احمر خجلا ، هذا يصف تفاحة ، تفاحة جامعة بين الحمرة .
أنشدنا إياه شيخنا محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله وهو يدرسنا في التفسير ، نعم .
باب : إطعام الطعام من الإسلام
حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا الليث عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف
الشيخ : الله أكبر ، ( تطعم الطعام )، لكن تطعم الطعام في الحال التي يحمد فيها ذلك ، إما تقربا إلى الله بإطعام الفقير ، أو توددا لإخوانك الأغنياء ، والتودد إلى المؤمنين لا شك أنه خير ويحمد الإنسان على فعله .
( وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) ، تقرأ يعني تسلم ، ( على من عرفت ومن لم تعرف )، من عرفت أنه مسلم ، ومن لم تعرف أنه مسلم ، أو من عرفت أنه من فلان ومن لم تعرف أنه فلان ؟.
السائل : الثاني .
الشيخ : الثاني ، الثاني يعني كل ما مررت به تسلم عليه سواء عرفته أم لم تعرفه ، لأنك إذا فعلت ذلك عرف إنك تسلم اتباعا للسنة ، وإحياء لهذه الشعيرة من شعائر الإسلام ، لكن إذا كنت لا تسلم إلا على من عرفت ، صار سلامك لايش ؟.
للمعرفة فقط ، وهذا هو الذي ابتلي به كثير من الناس اليوم ، نعم ، كثير من الناس اليوم مبتلى بهذا الشيء ، يلاقيك الإنسان ما يعرفك ما يسلم ، حتى لو واحد وأنت معك صاحب لك ما يسلم ، لكن في مثل هذه الحال هل تمسك بيده تقول له / تعال ليش ما سلمت ، أو تتركه يمشي ؟.
السائل : على حسب.
الشيخ : لا أنا أرى إنك تمسكه ، تقول : تعال ليش ما سلمت ، ودائما نفعله إذا مسكناه : تعال ليش ما سلمت ، يمكن يصفر وجهه فرقا ، فيقول : والله أنا غافل ، غافل ؟، كيف غافل وأنت تشوف الرجال أمامك يمشون ، نعم .
هذه أنا عندي إنه ما عاد ينساها أبدا في حياته ، نعم ، يسلم إن شاء الله في المستقبل على من عرف ومن لم يعرف .
السائل : ممكن يمد يده بعد .
الشيخ : ...
السائل : ...
الشيخ : والله شف ، لو الناس اعتادوا هذا ، إذا كان مثلا من إنسان يعني يخاف إنه ما يقبل منه ، يقول له : تعال يا اخي جزاك الله خيرا ، السلام لك فيه عشر حسنات ، وسبب للمحبة ، والمحبة بها كمال الإيمان ، وكمال الإيمان سبب لدخول الجنة ، وترغبه ، تقول : الآن لو واحد قالك شف كل ما لقيت إنسان وسلمت عليه بعطيك ريال ، يسلم ولا ما يسلم ؟.
السائل : يسلم .
الشيخ : يدور السوق اللي فيه ناس مواجدة عشان يسلم عليهم ، نعم ، وأنت ما تسلم لك عشر حسنات مدخرة عند الله ، يزداد بها إيمانك في الدنيا وثوابك في الآخرة ، ما نتعاون في الواقع .
20 - حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا الليث عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف أستمع حفظ
بعض الناس يدخل المجلس ولا يسلم فيقول له بعضهم وعليك السلام تذكيرا له وتأنيبا له فهل لهم ذلك.؟
الشيخ : يقول دخل إنسان على جماعة ولم يسلم ، فقال له أحدهم : وعليك السلام ، تذكيرا له وتأنيبا له ، فماذا تقول ؟. صح .
السائل : أليس فيها نهي يا شيخ ...
الشيخ : نهي عن إيش ،
السائل : إنه يرد السلام قبل أن يسلم عليه .
الشيخ : لا بس هذا ما هو رد قبل أن يسلم ، ولم يقل عليك السلام ابتداءا ، لكن يريدها جوابا ، أما لو كان ابتداءا قلنا إنه صحيح .
السائل : طيب .
الشيخ : الأخ محمد يقول أن هذا طيب .
السائل : ما يقول : وعليك السلام ،
الشيخ : وش ، ماذا يقول ؟.
السائل : يقوله : سلم .
السائل : في غير هذا الشيء .
الشيخ : نعم .
السائل : أقول له : ماذا يقول الداخل إذا دخل . وهذا كما حصل مع عبد الله بن المبارك رجل عطس عنده فلم يحمد ، فقال : ماذا يقول العاطس إذا عطس ؟، فقال : يقول الحمد لله، فقال له : يرحمك الله .
الشيخ : إيه ، هذه المسألة الإمام أحمد سئل عن الرجل يعطس ولا يحمد الله أيذكره ؟، قال : بل يعلمه . أظنه قال بل يعلمه ، وش الفرق ؟.
يعني إذا كان من أهل العلم الذين يعرفون أن الحمد عند العطاس سنة فلا يذكر ، لأن عدم تذكره معناه ؟، التهاون وعدم المبالاة ، أما إذا كان يعرف أنه ليس من أهل العلم ولكنه جاهل فهذا يعلمه .
وهذا أيضا جواب جيد ، فرق بين المتهاون الذي يعرف أنه سنة ، ولكنه تهاون ، وفرق بين إنسان جاهل ، فالجاهل يعلم .
فالحاصل أن الذي يدخل - وأنا ما أظن أحدا بيدخل على مجلس بدون سلام -.
السائل : إلا .
الشيخ : هاه .
السائل : أقول : حيهم بتحية السلام .
الشيخ : أيه عرفنا معناه ، وش عندك أنت ؟.
السائل : ... ، يعني أقول وعليكم السلام تنبيه .
الشيخ : يعني كل ما مر بواحد ، وعليكم السلام ، وعليكم السلام ، لا صعب .
الشيخ : خاصة طلاب العلم ، هذه المواقف تحصل مع طلاب العلم .
الشيخ : لا أنا عندي إذا صار طالب علم أمسكه وأتكلم معه ، أقول : يا أخي ليش ما سلمت ؟.
خليه يحيي السنة ، وسبحان الله العظيم السلام يحصل فيه أنس من الإنسان لأخيه ومحبته ، ثم هو من كمال الإيمان ، والإيمان من أسباب دخول الجنة ، ليش ما نفعل !.
السائل : ...
الشيخ : تذكيرا ، نعم ، صحيح ، يقولها بعض الناس ، لكن إذا قال : وعليكم السلام ، وقال ذاك : السلام عليكم ، تكتفي بالرد الأول ؟.
لا ، لأنه قبل وجود السبب ، وفعل الأشياء قبل أسبابها - قرأناها في القواعد الفقهية - : " الشيء قبل سببه لاغ لا قبل شرطه " ، نعم ، انتهى الوقت .
21 - بعض الناس يدخل المجلس ولا يسلم فيقول له بعضهم وعليك السلام تذكيرا له وتأنيبا له فهل لهم ذلك.؟ أستمع حفظ
باب : من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه
حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن حسين المعلم قال حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا يدل على أن محبة الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه من الإيمان ، وأن انتفاء ذلك ينتفي به الإيمان ، ولكن هل هو انتفاء لأصل الإيمان أو لكماله ؟.
نعم ، الثاني ، انتفاء لكماله ، وليس لأصله .