تتمة شرح الحديث : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن
السائل : عندنا : غنما .
الشيخ : غنما ، سبحان الله ، المهم هو يجوز من حيث التركيب هذا وهذا ، طيب .
( شعف الجبال )، يعني أعلاها ، و ( مواقع القطر ) يعني مواقع الأمطار كالرياض والسهول والشعار ، وهذا متى ؟.
يقول : ( يفر بدينه من الفتن ) يعني أنه في المدن والقرى يخشى على نفسه فيخرج بغنمه إلى شعف الجبال ومواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن .
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( يوشك ) يعني يقرب وهذا حصل منذ حصلت الفتنة بين علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهما وما بعد ذلك . فإن من الناس من اعتزل وصار بعيدا عن هذه الفتن كلها .
ويؤخذ من هذا الحديث أن الواجب على المرء المحافظة على دينه قبل أن يحافظ على ترف بدنه ، لأنه ربما يكون في ترف البدن التلف ، احرص ولو عشت في البوادي بين الريعان والأشجار والأحجار ومع الغنم احرص على حفظ الدين ، نعم .
1 - تتمة شرح الحديث : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن أستمع حفظ
هل الفرار من الفتن من الدين أو هو حفاظا على الدين.؟
الشيخ : لا ، حفاظا على الدين .
السائل : ترجم البخاري .
الشيخ : باب من الدين ، الفرار من الفتن حفاظا على الدين .
السائل : يا شيخ إشكال قال يعني ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( يفر بدينه من الفتن ).
الشيخ : إيه .
السائل : فاعتبر الفار بدينه محافظا لدينه .
الشيخ : الفار بدينه يعني الذي أمسك دينه وفر به خوفا من أن يفتن عنه ، فهو من الدين .
ما هو الأفضل الخلطة أم العزلة.؟
الشيخ : نعم .
السائل : أيهما أفضل الخلطة أم العزلة.؟
الشيخ : سبق أن تكلمنا عليها ، ما تكلمنا عليها ؟.
السائل : تكلمنا عليها .
الشيخ : خذ من الأشرطة ، نعم .
هل بايع النساء النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة.؟
الشيخ : نعم .
السائل : إحداهما عند العقبة .
الشيخ : إي نعم .
السائل : والثانية بيعة النساء .
الشيخ : نعم .
السائل : وهذه تبع بيعة العقبة .
الشيخ : إي نعم ، لكن هي تسمى بيعة النساء ولو كانت سابقة . نعم .
باب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا أعلمكم بالله ) وأن المعرفة فعل القلب لقول الله تعالى : (( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم )) .
5 - باب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا أعلمكم بالله ) وأن المعرفة فعل القلب لقول الله تعالى : (( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم )) . أستمع حفظ
حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا
الشيخ : هذا لا شك فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمنا بالله ، وإذا كان أعلمنا بالله فهو أشدنا إيمانا بالله ، لأنه كلما قويت المعرفة بالله ، قوي الإيمان به ولكنها المعرفةُ المبينة على التعظيم وعلى الإحترام ، ليست المعرفة المبنية على التشخيص والتجزئة وما أشبه ذلك مما قد يرد على بعض طلبة العلم ، إذا مرت عليهم صفات الله قاموا يفتتونها كأنما يشرحون جسد آدمي ، نسأل الله العافية ، هذا لا يزيد القلب إيمانا ، بل لو رجعت إلى إيمان مثل هذا لوجدت أن إيمان العجوز أقوى منه وخير منه في التعظيم ، لكن المعرفة المبنية على المحبة والتعظيم والاحترام والهيبة من الله عز وجل ، واحترام جلاله سبحانه وتعالى هذه هي التي تزيد في الإيمان ، لأنه كلما قويت معرفتك بالله ومعاني صفاته عز وجل ، ازددت محبة له .
إذا ذكرت أوصاف الإحسان والإنعام ازددت محبة لله عز وجل ، وإذا ذكرت أوصاف السلطان والعظمة ازددت خوفا منه ، فتجمع في سيرك إلى الله بين ؟.
السائل : بين الخوف والرجاء .
الشيخ : الخوف والرجاء ، ولهذا يقال : " من كان بالله أعرف كان منه أخوف "، ويقال : " أحبوا الله لما يغدوكم به من النعم"، فالعبارة الأولى فيها الخوف ،والعبارة الثانية فيها المحبة ، فمن كان في الله أعرف فلا شك أنه يحب الله أكثر ، ويخافه أكثر ، لكن كما قلت لكم ، معرفة إجلال وتعظيم واحترام وهيبة ، وأن يكون جناب الربوبية محترما عندك ، معظما .
(( إنما المؤمنون الذي إذا ذكروا الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا )) وانظروا الفرق بيننا وبين الإمام مالك رحمه الله ، مالك لما سئل عن الاستواء فقيل كيف استوى ؟، ماذا قال ؟.
خجل ، خجلا عظيما ، وأطرق برأسه وجعل يتصبب عرقا ، هيبة وخوفا ووجلا ، ثم رفع رأسه وقال كلماته المشهورة ، لكن الواحد منا ، يقال له كيف استوى ؟. وماذا يكون القلب ؟.
يتحرك أو ما يتحرك ، يمكن ما نقول إن الناس سواء ، قد يتحرك قلب الإنسان ويقول : سبحان الله تسأل عن كيفية صفة من صفات الله ، الله أجل وأعظم من أن يسأل عن كيفية صفاته ، وقد يتلقاها القلب ببرودة ، فالناس يختلفون .
لكن وصيتي لكم أن تعظموا الله عزوجل ، وأن يكون الله تعالى في قلوبكم أعظم من كل شيء ، وأن تحترموا جنابه سبحانه وتعالى ، يعني تحترموا كل ما يكون من جانب الله ، فلهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لعلمه بالله وهو أعلمنا بالله ، كان أتقانا لله ، قال عليه الصلاة والسلام ، ثم يقول : ( إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ) وصدق النبي عليه الصلاة والسلام ، والله إنه لأعلمنا بالله وأتقانا لله ، وهو يغضب لماذا ؟ .
لأنه رأى من أصحابه شدة ، وتكلفا في العمل ، وأمرهم من الأعمال بما يطيقون ، فقالوا : ( إنا لسنا كهيئتك ، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب عليه الصلاة والسلام حتى يعرف الغضب في وجهه )، ثم يقول هذا الكلام .
الشاهد من هذا أن المعرفة فعل القلب وعند كثير من العلماء أن المعرفة قول القلب ، لأن المعرفة هي عبارة عن معرفة الإنسان ربه ، فهي اعتقاد وقول ، وأما فعل القلب فهو حركة القلب كالمحبة والرجاء والتوكل وما أشبه ذلك ، وهذا القول أقرب أن هناك فرقا بين قول القلب وهو معرفته ويقينه ، وبين عمل القلب ، عمل القلب عمل ، حركة ، خوف ، رجاء ، محبة ، توكل ، وما أشبه ذلك .
وفيه إشارة إلى أن أعمال القلوب من الإيمان وهو كذلك ، ولهذا جعل الله أعمال القلوب كسبا ، فقال جلا وعلا : (( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم )) فجعل عمل القلب كسبا ، والكسب لا شك أنه عمل ، لا شك أنه عمل ، والمراد بالكسب هنا فصلته آية المائدة ، وهي قوله : (( ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان )) والله أعلم .
السائل : شيخ .
الشيخ : نعم .
6 - حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا أستمع حفظ
هل يؤخذ من الحديث السابق ما ذهب إليه شيخ الإسلام بن تيمية من أن غفران الذنوب ما تقدم منها وما تأخر هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.؟
الشيخ : من ؟.
السائل : من أنه ليس مغفرة الذنوب ما تقدم وما تأخر منها إلا للنبي عليه الصلاة والسلام ؟.
الشيخ : من ؟.
السائل : يعني شيخ الإسلام قال : من الذنوب مغفرة ما تقدم وما تأخر ، إنما هو خاص للنبي .
الشيخ : نعم .
السائل : دون من سواه ، أقول هل يؤخذ من الحديث ما يؤيد قوله ؟
الشيخ : من أي وجه ؟.
السائل : الوجه أحسن الله إليكم ، إنه قالوا : إنا لسنا كهيئتك .
الشيخ : قد غفر الله لك .
السائل : إيه ، ثم بينوا له هيئته أن الله غفر له لم ما تقدم وما تأخر .
الشيخ : نعم .
السائل : فهم لن يغفر لهم ما تقدم وما تأخر .
الشيخ : إي نعم ، هو لا شك إن ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله صحيح ، وتصحيح بعض المتأخرين ، لبعض الأحاديث التي جمعت بين ما تقدم وما تأخر غير صحيح ، لأن العبرة كما قلت لكم كثيرا ، العبرة بالقواعد العامة التي تعتبر أسس الشريعة ، أما الروايات الفردية فهي نقل ، نقل الإنسان قد يخطئ وقد يصيب ، لا سيما أنه لم يرد في الصحيحين ولا أحدهما ذكر مغفرة ما تقدم وما تأخر من الذنوب أبدا ، ما ذكرت .
فالصحيح أن كلما مر عليك حديث فيه : أن من عمل كذا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فهو حديث ضعيف ، أحكم عليه بالضعف ، وقد أوردنا في جلسة سابقة ، حديث أهل بدر وأجبنا عنه ، لأن أهل بدر قال الله لهم : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )، أجبنا عنه بأن ما فعلوه من الحسنة العظيمة الكبيرة تكون قاضية على كل ذنب يأتي بعد ذلك دون الكفر .
ونذكر الآن أن في هذا الحديث بشارة لأهل بدر ، بأنهم لن يكفروا ، لأن الكفر لا يكفره العمل الصالح ، أو بأنهم لو كفروا لوفقوا إلى التوبة وماتوا على الإسلام ، مع أني لا أعلم أن أحدا من أهل بدر ارتد عن دينه ، حتى حاطب رضي الله عنه لم يرتد عن دينه ، لما أخبر قريشا بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يريد الاتجاه إليهم ، ليس ذلك ردة عن دينه ، ولا رغبة في الكفر ، لكن دكر أسبابا تأول فيها رضي الله عنه ، فعذره النبي عليه الصلاة والسلام ، حتى استأذن في قتله ، فقيل : ( إنه شهد بدرا ، وما يدريك أن الله اطلع إلى أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ).
7 - هل يؤخذ من الحديث السابق ما ذهب إليه شيخ الإسلام بن تيمية من أن غفران الذنوب ما تقدم منها وما تأخر هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.؟ أستمع حفظ
الحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يعظ أخاه في الحياء أليس فيه جواز رفع الصوت في الموعظة.؟
الشيخ : إيه .
السائل : لو كان قد خفض صوته ، لما تدخل بينهما وقال : لا .
الشيخ : هو لا بد ، أقول لا بد أن يتكلم بكلام يسمع .
السائل : طيب .
الشيخ : لكن هل يلزم من كلامه أن يكون مرفوعا ؟.
السائل : ... ،
الشيخ : ليس على كل حال ، نعم
8 - الحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يعظ أخاه في الحياء أليس فيه جواز رفع الصوت في الموعظة.؟ أستمع حفظ
حديث معاذ يستدل به بعض الطوائف بمفهومه أن بعض الصحابة لم يبلغوا بعض أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم التي خصهم بها مثل أنس وهي موجودة عند أناس من هذه الطوائف.؟
الشيخ : كيف ؟.
السائل : يعني عندهم أحديث يقولون حدثنا يعني غير موجودة في الكتب الصحاح . أو مكتوبة إنما حدثنا عن ، عن السند إلى أنس بن مالك ، يعني بعض مشايخ الصوفية ، يقول الأحاديث التي عندنا نقلت عن أنس بن مالك ولم ينشرها .
الشيخ : عن طريق من ؟.
السائل : من طريق الأسانيد التي يسوقونها .
الشيخ : هذا من جنس الرافضة ، عندهم أسانيد خاصة بهم يقولون عندهم الكافي في أصل البخاري ، هذا غير مقبول .
السائل : قد يكون أنس بن مالك بلغ ...
الشيخ : نقول هذا إذا كان معاذ بن جبل بلغ هذا الحديث ، وكذلك أبو هريرة رضي الله عنه ، مع أن الرسول قال : ( لا تبلغ الناس )، أبو هريرة بعد أن رده عمر فوصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبين له عمر ما أراد قال : ( أو كذلك )، ووافق على هذا ، نعم .
أقول إذا كان الصحابة إلى هذا الحد يبلغون فكيف
إن عندهم أحاديث ما بلغوها !.
السائل : يعني ، خص أناس ، والأناس ...
الشيخ : فيه أشياء كثيرة ، قول النبي لابن عباس وهو رديفه يا غلام ألا أعلمك كلمات : ( احفظ الله يحفظك ) وقوله لمعاذ : ( ألا أدلك على عمل ) لما سأله عن ما يدخل الجنة ويبعد عن النار ، أشياء كثيرة ، الرسول يخاطب واحد ، ولكن خطابه للواحد ، خطابه للأمة جميعا .
9 - حديث معاذ يستدل به بعض الطوائف بمفهومه أن بعض الصحابة لم يبلغوا بعض أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم التي خصهم بها مثل أنس وهي موجودة عند أناس من هذه الطوائف.؟ أستمع حفظ
ما معنى قولكم لا ينبغي الإتيان بأشياء تعارض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلا للمصلحة.؟
الشيخ : نعم .
السائل : ما فهمت يا شيخ .
الشيخ : ما فهمت الاستثناء أو ما فهمت المستثنى منه ؟.
السائل : الأشياء التي تعارض المصلحة .
الشيخ : أقول المستثنى أو المستثنى منه ؟.
السائل : كلاهما .
الشيخ : يعني لو كنا عند إنسان مثلا كافر ، نصراني وأتينا له بنصوص الكتاب والسنة ، التي تؤيد أن عيسى عبد الله ورسوله ، قلنا هكذا عندكم الإنجيل الصحيح ، إلزاما لهم بما عندهم ، هذه مصلحة وقد تكون حاجة ، نعم .
السائل : ...
الشيخ : هاه ، ثلاثة ،
السائل : ... قلنا اليوم ،
الشيخ : هاه ، ... مما قلنا اليوم ،
الشيخ : إي نعم ، أخذنا شوي ، حديث عتبان يمكن ما قد كتبته أول .
السائل : لا ،...
الشيخ : طيب ، إذا حديث عتبان وحديث يحيى بن حبيب في قصة عمران بن حصين ، بس أنت تكتبه في الأوراق ولا في دفتر ؟.
السائل : في الدفتر .
الشيخ : زين ، الدفتر جيد ، سم الله .
10 - ما معنى قولكم لا ينبغي الإتيان بأشياء تعارض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلا للمصلحة.؟ أستمع حفظ
باب : من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان
الشيخ : باب ؟.
القارئ : " باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان ".
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن أحب عبدًا لا يحبه إلا لله عز وجل ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار
الشيخ : نعم هذه بين الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الثلاثة خصال من أجل أن يقوم بها الإنسان ، يحب المرء أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، هل يدخل في ذلك نفسه ؟.
نعم ، مما سواهما ومنه نفسه ، والثانية : ( أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ) ، وذلك لأن أسباب المحبة كثيرة منها القرابة والزوجية والهدية وغير ذلك ، أسباب ذلك كثيرة ، لكن إذا كنت لا تحب هذا المرء إلا لله ، فهذه تجد بها حلاوة الإيمان ، وهذا لا ينافي أن يجتمع مع ذلك محبته لأمر آخر كمحبته لإحسانه إليه أو محبته لقرابته منك ، أو محبته لما يسدي من الخير للأمة وما أشبه ذلك .
والثالث : ( أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذا أنقذه الله منه )، بعد أن أنقذه الله ( كما يكره أن يلقى في النار )، يعني يكره الكفر ، ويكره أن يعود فيه كما يكره أن يلقى في النار ، نعم .
السائل : الحديث الذي قبله ما قرأناه يا شيخ ، ...
الشيخ : لا ، قرأناه .
السائل : ... لقول الله تعالى : (( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم )) .
الشيخ : على كل حال ما فيه مشكلة ، راجع الشريط .
السائل : أنا علقت على قوله ...،
الشيخ : نعم .
12 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن أحب عبدًا لا يحبه إلا لله عز وجل ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار أستمع حفظ
باب : تفاضل أهل الإيمان في الأعمال
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا أو الحياة شك مالك فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتويةً قال وهيب حدثنا عمرو الحياة وقال خردل من خير
الشيخ : نحن عندنا الحِبة .
الطالب : نعم يا شيخ .
الشيخ : بكسر الحاء .
الطالب : وأنا عندي أيضا كذلك .
الشيخ : نعم .
الطالب : ( كما تنبت الحبة في جانب السيل ).
الشيخ : هاه ، نعم ؟.
السائل : في نسخة أخرى بالفتح .
الشيخ : هاه ، وش يقول ؟.
السائل : يقول : الحِبة بكسر أوله .
السائل : قال أبو حنيفة الدينوري : " الحَبة جمع بذور النبات ".
الشيخ : الحِبة .
السائل : " الحِبة جمع بذور النبات ، واحدتها حبة في الفتح ، وأما الحبُ فهو الحنطة والشعير ، واحدتها حَبة بالفتح أيضا ، وإنما افترقا في الجمع ، وقال أبو المعالي في المنتهى ، الحِبة بالكسر بذور الصحراء ما ليس بقوت ".
الشيخ : الظاهر الحِبة أحسن ، ما ذكر نسخة ، ما علينا ، طيب .
قول البخاري رحمه الله : باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال ، هل يلزم من تفاضلهم في الأعمال أن يتفاضلوا في الإيمان ؟.
السائل : نعم .
الشيخ : نعم ، خصوصا إذا قلنا إن الأعمال من الإيمان ، فإذا قلنا أن الأعمال من الإيمان لزم أن يتفاضل الإيمان بتفاضلها ، فمن قرأ جزء من القرآن ، أكثر عملا ممن قرأ نصف جزء ، فيكون بهذا أقوى إيمانا ، إيمانه أفضل .
ولكن قد يكون العمل أكثر ، ولكن الإيمان في القلب أقوى ، وحينئذ يكون لكل واحد من العاملين مزية على أخيه من وجهه ، فالذي أكثر العمل له مزية الكثرة ، والذي وقر العمل في قلبه وازداد إيمانه في قلبه يكون أفضل من جهة ما وقر في قلبه من الإيمان ، وهذا أمر واقع ، ظاهر .
فإن قال قائل : وهل يتفاضل الناس في اليقين ؟. فالجواب : نعم ، يتفاضلون في اليقين ، حتى الإنسان نفسه أحيانا يكون أكثر إيقانا وإيمانا من أحيان أخرى ، قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (( رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) وكلما ازداد الإنسان بالله معرفة وبآياته ازداد إيمانه بلا شك ، قال الله تعالى : (( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهو يستبشرون )) ولهذا إذا أردت أن يزداد إيمانك ، فأكثر من التفكر في آيات الله ، آياته الشرعية وآياته الكونية ، فإن ذلك يزيد الإيمان ، أكثر من الأعمال الصالحة بخشوع وحضور قلب ، احرص على أن تصطحب أناس أهل خير ، يرشدونك إلى غويت ويهدونك إذا ضللت ، ويذكرونك إذا نسيت ، ويعلمونك إذا جهلت ، كل هذه من أسباب زيادة الإيمان ، نعم
14 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا أو الحياة شك مالك فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتويةً قال وهيب حدثنا عمرو الحياة وقال خردل من خير أستمع حفظ
أسئلة
الشيخ : نعم ؟.
السائل : لكن الحديث نفسه لم نشرحه . فأنت قلت : قال الشيخ : " لاشك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخشانا لله لأنه أعلمنا به ، وكلما زادت المعرفة المبينة على الاحترام والهيبة والتعظيم زاد الإيمان بالله ، ولذلك يقال : من كان بالله أعرف كان منه أخوف بخلاف معرفة تشخيص ". قال الشيخ : " لا كما يفعل بعض الطلبة من تشخيص صفاته تبارك وتعالى كأنه يشرح جثة إنسان ، فوصيتي لكم أن تعظموا جناب الله ، وقال بعضهم : أحبوا الله على ما يرزقه من النعم ، يفرق بين قول القلب وعمله ، ومن عمل القلب الخوف والمحبة والخشية ، ولذلك جعل الله ... ".
الشيخ : انتهى ، انتهى .
السائل : ... ،
الشيخ : تعارض اثنان واثنان .
الشيخ : نعم ، سليم .
السائل : أعمال الجوارح وأعمال القلوب ...
الشيخ : نعم .
السائل : ... ،
الشيخ : نعم ، ما فيه شك ، عمل القلوب هو الأصل .
السائل : والله يا شيخ ، أحسن الله إليك ، ما يقرأ الحديث تطييبا لخواطر الإخوال وقطعا للشك بالقين .
الشيخ : نعم ، ما فيه بأس ، ما فيه مانع لو قرأت ، حدثنا محمد بن عبد الله .
السائل : طيب .
حدثنا محمد بن عبيد الله قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا فما أولت ذلك يا رسول الله قال الدين
16 - حدثنا محمد بن عبيد الله قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا فما أولت ذلك يا رسول الله قال الدين أستمع حفظ
فوائد
فيقال : إن هذا ساقه النبي صلى الله عليه وسلم مساق المدح ، وجعل ما يجره دينا ، وأن دينه سابغ مغط جميع بدنه ، وليس هذا اللباس الحسي ، هذا لباس معنوي ، فيكون قد شمل جميع بدنه حتى قدميه اللتين يمشي بهما ، قد كمل فيهما الدين .
وفيه أيضا دليل على أن من أكرم بخصيصة ، أو نال فضلا بخصيصة ، لا يلزم من ذلك أن ينال الفضل المطلق ، فإنه لا شك أن أبا بكر رضي الله عنه ، أوفى دينا من عمر بن الخطاب وأفضل ، لكن اختص بهذه الخصيصة ، كما اختص علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة خيبر حين قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لأعطين الراية غدا رجل يحب الله ورسول ويحبه الله ورسوله )، فبات الناس يدوكون ، فلما أصبحوا غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجى أن يعطاه ، فقال : ( أين علي ابن أبي طالب ؟.) قالوا : كان يشتكي عينيه ، فأمر به ، فجاء فبصق في عينيه فبرأ كأن لم يكن به وجع في الحال ثم أعطاه الراية ، وقال : ( انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي منك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم )، هذه خصيصة لعلي ، ولا يلزم أن يكون أفضل من غيره ضلا مطلقا .
وعلى كل حال فهذا الحديث ، دليل على أن الناس يتفاضلون في الدين ، وهو كذلك .
السائل : شيخ .
الشيخ : نعم .
هل الرؤيا التي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم عن عمر تؤول غيرها على ما فسرها به.؟
الشيخ : هل ، هل ،
السائل : هل إذا رأى الإنسان مثلها الآن يتعين عليه نفس التأويل أم له أن يغير ما فسرها به ؟
الشيخ : لا شك أن اللباس الحسي قد يكون رمزا للباس المعنوي الذي هو لباس التقوى ، ولا سيما إذا كان الثوب نظيفا ، فإنه يدل على ، يعني فيه إشارة إلى أن هذا الذي رؤي عليه هذا الثوب أنه من أهل الخير ومن أهل النظافة في دينه ، لكن كوننا نجعلها في كل رؤيا رآها الإنسان لا ، لأن الرؤيا تختلف ، يختلف تأويلها بحسب الرائي ، قد تفسر هذه الرؤيا لشخص بمعنى ولشخص آخر بمعنى آخر .
السائل : شيخ .
الشيخ : نعم .
ما معنى قولكم لا يلزم من كثرة العمل قوة الإيمان.؟
الشيخ : لا يلزم ؟.
السائل : كثرة العمل .
الشيخ : قوة الإيمان ، في القلب .
السائل : يعني أقوى الإيمان من غيره ، فالله سبحانه وتعال دائما يرتب الإيمان على العمل (( والذين اهتدوا زادهم هدى ))، (( والذين آمنوا وعملوا الصالحات )).
الشيخ : اهتدوا بإيش ؟، اهتدوا بالأعمال الظاهرة فقط أو بالقلوب أيضا ؟.
السائل : بالقلوب ، لكن ...
الشيخ : ولهذا قال في مقابل ذلك ، (( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم )) .
الشيخ : طيب في الحديث الذي اختلف فيه الإخوان ، أنا في ظني إننا شرحناه ، حتى أني أذكر : فيغضب فيعرف الغضب في وجهه .
السائل : ما شرحناه .
السائل : لو شرحت أكيد أنا أكتب ، لكن ما فيه ولا كلمة .
الشيخ : لا تزكي نفسك ، لا تزكي نفسك .
الشيخ : أنت اليوم ، اليوم هذا ، سرحت وخليته .
السائل : دقيقة واحدة .
السائل : ...
الشيخ : لا ، لكن هل أنا قلت لكم أن هذا يرد على من قال أن الرسول لا يذنب ؟.
السائل : لا ، لا ما قلت .
الشيخ : هاه ، مع أن هذه مهمة في فائدة ، فوائد الحديث ، نعم . وهل تكلمنا على أن الرسول غضب ، فكيف يجمع بين هذا وبين قوله : ( لا تغضب ) ؟.
السائل : هذا جديد يا شيخ .
الشيخ : نعم .
السائل : هذا فتح جديد ، معلش ، ...
الشيخ : خلنا نأخد الباب الحياء من الإيمان من أجل أن يوافق صحيح مسلم .
باب : الحياء من الإيمان
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن الحياء من الإيمان
الشيخ : هذا سبق الكلام عليه ، وبينا أنه من شعب الإيمان كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام .
21 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن الحياء من الإيمان أستمع حفظ
تتمة شرح حديث: عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا.
لا يمكن أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أحدا بما لا يطيق ، لأن هذا ينافي روح الشريعة ، فإن الشريعة كلها يسر ، ثم إنهم اعترضوا قالوا : ( لسنا كهيئتك ، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فبينوا الحكم والعلة ، الحكم : لسنا كهيئتك ، العلة : إن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، يعني : ونحن إيش ؟.
لم يغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر ، فيغضب النبي عليه الصلاة والسلام ، والغضب معروف ، وما كان من الأمور النفسية فإن تعريفه لفظه ، لا يعرف بأكثر من لفظ ، لو أنك قلت الغضب : غليان دم القلب لطلب الإنتقام ، هل يعرفه الناس ؟، العامي لو تقول الغضب : أن يغلي دم قلبك لطلب الإنتقام ، ماذا يقول ؟ .
يقول : قلبي ليس في قدر على النار حتى يغلي ، ويتعجب من هذا التعريف ، كما لو قال قائل : النوم غشية ثقيلة تغطي المخ حتى يذهب الوعي ، أعتقد أن لو قلت للعامي هذا ما وضع رأسه على الوسادة ، يخشى منين ؟. يخشى من الغشية ، غشية ثقيلة ، فالمهم أن هذه الأمور النفسية لا تحد بأكثر من لفظها ، الكراهة ، البغض ، المحبة ، المودة ، ما تفسر بأكثر من هذا .
( كان يغضب حتى يعرف الغضب في وجهه )، يعني حتى يظهر الغضب على وجهه ، وما الذي يكون على الوجه ؟.
السائل : أثر الغضب .
الشيخ : أثر الغضب ، لكن وش يكون يعني ؟.
السائل : احمرار العين .
الشيخ : يحمر ، يحمر وجهه ، وعيناه ، كما مر علينا قبل قليل ، وكذلك في صحيح مسلم ، وكذلك أيضا تنتفخ أوداجه ، فالرسول يغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ، يعني من اعتراضهم ومحبتهم لما يكلفهم ، مع أنه خلاف ما تقتضيه الشريعة .
ثم يقول : ( إنا أتقاكم وأعلمكم بالله أنا )، أنا هذي خبر إن ، وجاءت بالضمير المنفصل لتعذر الضمير المتصل ، نعم .
في هذا الحديث من الفوائد :
أنه لا ينبغي للإنسان أن يكلف نفسه بالعمل ، وأنه إذا تعارض عنده عمل أفضل من غيره ، لكنه يجد من نفسه الملل والتعب ، وأنه يرتاح غلى عمل آخر مفضول فإنه يقدم العمل المفضول إلا في الواجبات ، الواجبات لا بد منها .
وفيه أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس معصوما من الذنب ، لقولهم : ( قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فأقرهم ، ولم يقل أني لا أذنب ، وهذا كقوله : (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )).
قال بعض العلماء الذين يريدون أن ينزهوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن الذنوب ، قالوا : المراد بالذنب ، ذنب أمته ، فيقال هذه خطأ ، فإن الله قال : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ))، بعدها ؟، (( وللمؤمنين والمؤمنات )) فأثبت ذنبه وأثبت ذنوب المؤمنين والمؤمنات ، ولكن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمتاز بأنه لا يمكن أن يقر على ذنب ، لا يمكن أن يقر على ذنب ، بل لا بد أن ينبه عليه وأن يتوب إلى الله منه ، ودليل ذلك قوله تعالى : (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك صدقوا وتعلم الكاذبين )) فقال : عفا الله عنك ، وقال الله له : (( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم )) وقال الله تعالى : (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى )) لكن غيره قد يستمر في المعصية دون أن يوفق للتخلص منها .
كذلك أيضا ممنوع النبي عليه الصلاة والسلام من كل شرك ، لا يمكن أن يكون فيما قاله أو فيما فعله شيء من الشرك .
كذلك معصوم من الكذب ، والخيانة ، لأن ذلك ينافي ما جاءت به الرسالة ، ويخدش في صحة الرسالة ، لو قدر أنه يجوز عليه الكذب والخيانة ، لكان هذا قدحا في الرسالة .
كذلك معصوم من سفاسف الأخلاق ، لأن الله قال : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) فسفاسف الأخلاق كالزنا واللواط وما أشبه ذلك ، هذا معصوم منه الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأن هذا ينافي الخلق ، أما الأشياء الأخرى التي لا تنافي ما ذكر فإنها جائزة عليه لكن يمتاز بأنه لا يقر عليها ، خلاص .
22 - تتمة شرح حديث: عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا. أستمع حفظ
كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل لا تغضب وهو غضب صلى الله عليه وسلم.؟
الشيخ : نعم ، المسألة الثانية ، كيف يغضب وقد قال صلى اله عليه وسلم : ( لا تغضب )، نهى الرجل عن الغضب ؟.
فيقال : إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينهى الرجل عن الغضب الطبيعي التي تأتي به الطبيعة ، لأن ذلك غير مقدور للشخص ، لكن معنى ألا تسترسل فيه ، وأن تكون عند الغضب مطمئنا ثابتا لا تنفذ ما يقتضيه الغضب ، هذي واحدة .
الوجه الثاني أن نقول : إن غضب النبي عليه الصلاة السلام غضب لله ، والغضب لله محمود ، بخلاف الغضب لأمور دنيوية ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه .
ذكر كلام الحافظ بن حجر في توجيه حديث الرجل الذي كان يعظ أخاه في الحياء.
الشيخ : نعم ، وهو ؟.
السائل : أقرأ ؟.
الشيخ : نعم ، ما هو ؟.
السائل : يقول رحمه الله تعالى : " والأولى أن يشرح بما جاء عند المصنف في الأدب من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة عن ابن شهاب ولفظه : يعاتب أخاه في الحياء يقول : إنك لتستحي حتى كأنه يقول قد أضر بك ".
الشيخ : إيه ، زين ، إذا صار هذا يوافق الظاهر ( في الحياء ) أي : أنه يستحي .
حديث :( المسلم من سلم المسلمون من لسانه) هل المراد في نفي كمال الإيمان.؟
الشيخ : نعم .
السائل : النفي هنا نفي كمال الإسلام أو الأصل .؟
الشيخ : أي نعم ، نعم ، حتى لا يؤمن أحدكم ، للكمال .
حديث :( المسلم من سلم المسلمون من لسانه) هل يشمل بمفهومه حتى الذمي.؟
الشيخ : لا ، قلنا المفهوم فيه تفصيل ، من كان محترما ، فإن المسلم لا يتسلط عليه بلسانه ولا بيده .
السائل : كيف الجمع بين هذا وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اضطروهم إلى أضيق الطريق ) ؟.
الشيخ : المعنى أن لا تفسحوا لهم المجال ، وليس المعنى أني أدفه حتى يصل الدار ، لا ، ولا كان الرسول يعامل اليهود بالمدينة هكذا ، ولا المسلمين .
السائل : أليس هذا من عدم صفات المسالمة ؟.
الشيخ : ليست مسالمة أبدا ، هذا يعطى حقوقه ، العهد ، الذمة الذي بيننا وبينهم ، يعطون حقوقهم ، لكن لا يجعلون فوق المسلمين أو مثل المسلمين ،
السائل : ( اضطروهم إلى أضيق الطريق ) ما معناها ؟.
الشيخ : معناها إنك لا توسع لهم ، الآن مثلا الطريق ضيق التقى فيه ثلاثة مسلمين وثلاثة غير مسلمين ، لا يجوز للمسلم أن يرجع واحد منهم أو اثنين علشان يفسح المجال لهؤلاء . بل اجعل الضيق عليهم ، وليس المعنى أنك أنت إن وجدتهم تذهب ، وترصه على أضيق شيء ، لأن السنة يفسر بعضها بعضا .
الشيخ : نعم ، انتهى ، انتهى الوقت.
باب : (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ))
حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : ((فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم )) الجملة شرطية تفيد أنهم إذا قاموا بذلك وجب عليا أن نخلي سبيلهم لأنهم دخلوا في الإسلام ، ومفهومها إن لم يفعلوا فإننا لا نخلي سبيلهم وبين هذا في الحديث : ( أمرت أن أقاتل الناس ) والآمر له هو الله عزوجل ، وكلمة الناس عامة ، الناس كلهم ( حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ... ) إلخ ، ولكن ...
28 - حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله أستمع حفظ