باب : (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ))
تتمة شرح الحديث : حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله
منه هذا المثال . ومنه قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار )) هذا مخصص لعموم ما صالح عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم المشركين في الحديبية ، وهو أنه من جاء منهم مسلما فإننا . إيش ؟.
نرده إليهم ، فالعموم يشمل حتى النساء ، لكن الآية أخرجت النساء .
والصحيح أن الجزية تعصم دم اليهودي والنصراني ، والمشرك وغيرهم ، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه أخذ الجزية من مجوس هجر ، والمجوس ليسوا من أهل الكتاب قطعا ، ودعوة بعض العلماء أن لهم شبهة الكتاب أو أن لهم كتابا رفع ، هذه دعوة ليس لها أصل فيما نعلم ، ويدل لهذا ما رواه مسلم في صحيحه من حديث بريدة بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا أمر أميرا على جيشا أو سرية فذكر الحديث وفيه : ( أنهم إذا أعطوا الجزية وجب الوقف عن قتالهم )، فالصواب أن بذل الجزية مانع من استحلال القتال من أي نوع من الكفار ، نعم .
وقوله : ( وحسابهم على الله ) فائدة هذه الجملة بعد أن ذكر شعائر الإسلام ، الدلالة على أننا نحن نعامل الناس بحسب الظاهر ، وحساب الباطن على الله ، نعم ، نعم يا مصطفى .
2 - تتمة شرح الحديث : حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله أستمع حفظ
أسئلة
الشيخ : هؤلاء إذا قتلوا مسلما أو اعتدوا عليه انتقض عهدهم ، نعم .
باب : من قال إن الإيمان هو العمل لقول الله تعالى : (( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )) . وقال عدة من أهل العلم في قوله تعالى : (( فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون )) : عن قول : لا إله إلا الله ، وقال : (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) .
4 - باب : من قال إن الإيمان هو العمل لقول الله تعالى : (( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )) . وقال عدة من أهل العلم في قوله تعالى : (( فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون )) : عن قول : لا إله إلا الله ، وقال : (( لمثل هذا فليعمل العاملون )) . أستمع حفظ
حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل فقال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور
الشيخ : نعم ، لا شك أن العمل من الإيمان ، وأما حصر البخاري رحمه الله : " باب من قال إن الإيمان هو العمل "، فالقائل بذلك لا يريد أنه عمل بلا إيمان ، عمل مجرد ، لأننا لو قلنا الإيمان هو العمل لكان المنافقون مؤمنين ، لأنهم يعملون عمل المؤمنين ، لكن مراد القائل أن العمل من الإيمان ، أن العمل من الإيمان ولا شك أن العمل من الإيمان .
وقد عرفنا فيما سبق أن مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول وعمل ، قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح وهذا لاشك فيه .
وأما قوله تعالى : (( تلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )) فيقال نعم ، الإيمان من العمل ، لأن الإيمان إقرار القلب ، والإقرار نوع من العمل ولكنه عمل القلب ، ثم يلي ذلك أو ينبي على ذلك عمل الجوارح كإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت .
وكذلك قوله تعالى : (( فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون )) نعم ، هو سيسأل الإنسان عما كان يعمل من خير وشر ، ويسأل أيضا عن أشياء أخرى ، (( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ))، فالسؤال يكون على عدة أشياء منها :
أنه يسأل عن إجابته الرسل : (( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين )) ، ويسأل عن الشرك : (( ويوم يناديهم أين شركائي الذين كنتم تزعمون )) فيسأل عن التوحيد وعن الرسالة وعن كل الأعمال ومنها الإيمان .
وذكر يقول عدة من أهل العلم في قوله تعالى : ((فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون )) عن قول : لا إله إلا الله ، وهؤلاء الذين فسروا الآية بهذا العمل الخاص يريدون عن : " قول عن لا إله إلا الله " والعمل بمقتضاها ، لا عن مجرد قولها باللسان ، لأن هذا لا يفيد إذا لم يعمل الإنسان بمقتضاها .
وقوله : سئل عن أي العمل أفضل ؟. قال : ( إيمان بالله ورسوله )، وفي حديث ابن مسعود أنه سئل : أي العمل أحب إلى الله ؟. قال : ( الصلاة على وقتها )، قال : ثم أي ؟، قال : ( بر الوالدين )، قال : ثم أي ؟، قال : ( الجهاد في سبيل الله ) وهنا يقول : ( إيمان بالله ورسوله ) وكما أسلفنا قريبا وفي هذا المجلس أن النبي صلى الله عليه وسلم يجيب على حسب حال السائل ، وبهذا يزول عنا اشتباه كثير من الأحاديث التي يسأل أي هذا أفضل ؟، أي هذا خير ؟. ثم يجاب لشخص بشيء ، ويجاب لشخص آخر بشيء آخر ، نعم .
5 - حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل فقال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور أستمع حفظ
ما معنى قوله تعالى:(( وتلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )).؟
الشيخ : نعم ، هذا صحيح ، كل إنسان مؤمن يرث الكفار الذي كان لهم أمكن في الجنة ، لأنه كل نفس لها مكان في الجنة ومكان في النار ، فيرث أهل الجنة أهل النار في أماكنهم في الجنة ، ويرث أهل النار أهل الجنة في أماكنهم من النار ، ولهذا يقال للمؤمن : ( هذا مقعدك ) ، ويشار إلى مقعدهم من النار ، ويقال للكافر : ( هذا مقعدك ) ويشار إلى مقعده في الجنة ، من أجل أن يزداد المؤمن فرحا وسرورا وغبطة ، والكافر يزداد حزنا وحسرة .
السائل : أحسن الله إليكم .
الشيخ : نعم .
السائل : في نفس الآية ...
الشيخ : نعم .
السائل : يقول ابن حجر : " وأطلق الإرث ماجازا عن إعطاءه في حق من حقق الإستقامة ".
الشيخ : لا ، الأصل أن الإرث ما خلف عن الغيره ، هذا الأصل ، ووجهه ما قلت لكم ، نعم .
السائل : عفا الله عنك يا شيخ .
هل الإختلاف في أجوبة النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأل أي العمل أفضل بحسب اختلاف أحوال السائل.؟
الشيخ : نعم .
السائل : فهل هذا أيضا بنفس عبارات نص الحديث الواحد ، يعني أيضا ... ؟
الشيخ : نعم ، نعم وهو كذلك ، ربما يكون مثلا في بعض الأحاديث التي ذكر اثنين أو ثلاثة يكون هذا الثاني في حديث آخر مقدم عليه غيره . هذا هو سؤالك ؟.
السائل : نعم ، يعني باعتبار الأحاديث الأخرى وباعتبار أفراد نفس الحديث .
الشيخ : أي نعم .
7 - هل الإختلاف في أجوبة النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأل أي العمل أفضل بحسب اختلاف أحوال السائل.؟ أستمع حفظ
باب : إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة ، وكان على الإستسلام أو الخوف من القتل ، لقوله تعالى : (( قالت الأعراب ءآمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )) . فإذا كان على الحقيقة ، فهو على قوله جل ذكره : (( إن الدين عند الله الإسلام )) .
الشيخ : نعم ، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الإستسلام أو الخوف من القتل ، واستدل بقوله : (( قالت الأعراب ءآمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )) هذه الآية أشكلت على بعض العلماء ، فقالوا إن المراد بالإسلام هنا الاستسلام الظاهر .
وقال بعضهم : بل هو الإسلام ولكنه لم يصل إلى حد الإيمان ، لأن الإيمان أفضل من الإسلام عند اقتران أحدهما بالآخر ، ولهذا قال هنا : (( ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) وكلمة : ( لما ) مقتضاها اللغوي أنه لم يدخل ولكن سيدخل ، وعلى هذا فيكون الخطاب لأناس ضعيفي الإيمان ، لكنهم في أعمالهم الظاهرة مستسلمون تماما ، مسلمون تماما لكن القلب لم يطمئن بعد بالإيمان ، وهذا يوجد كثيرا في بني آدم ، تجد الإنسان في أعماله الظاهرة قد قام بها على أكمل وجه ، لكن إيمانه فيه شيء ، لم يدخل الإيمان إلى قلبه ، وهذا هو الصحيح .
وأما بعض العلماء فقال لا ، إن المراد بالإسلام هنا الإستسلام الظاهر ، وأن القوم منافقون وليس على الإسلام الحقيقي .
وهنا نبحث هل بين الإسلام والإيمان فرق ، لأن الله أثبت هنا الإسلام ونفى الإيمان ؟.
فيقال : أما إذا أطلق أحدهما فإنه يشمل الآخر ، وإن ذكرا جميعا صار الإيمان في القلب والإسلام في الجوارح ، ولهذا يقول بعض السلف : " الإيمان سر والإسلام علانية "، يعني هو الذي يظهر من أعمال الجوارح ، طيب .
وظن بعض العلماء أن الإيمان والإسلام شيء واحد مطلقا ، واستدلوا بقوله تعالى : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) ولكنه لا دلالة في ذلك ، لأن الله قال : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ))، فالبيت بيت لوط مسلم كله ، نعم ، حتى امرأته ظاهرها الإسلام ، ولهذا قال الله تعالى : (( وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما )) يعني بالكفر ، لا بالفاحشة ، لأنه قال : (( مثلا للذين كفروا ))، نعم .
فالبيت بيت لوط كله مسلم ، حتى امرأته لا تعارض ، لكن من الذي نجا وخرج ؟.
المؤمن وهم أهله إلا المرأة فإنها بقيت لم تخرج معهم لأنها مسلمة وليست مؤمنة ، مسلمة في الظاهر وليست مؤمنة ، ولهذا قال : (( غير بيت من المسلمين )) لم يقل : فما وجدنا فيها إلا أناسا من المسلمين ، قال : إلا بيت ، (( غير بيت من المسلمين ))، وهذا فرق واضح أن الإيمان شيء والإسلام شيء آخر ، وهذا إذا جمعا .
السائل : شيخ ؟.
الشيخ : نعم .
8 - باب : إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة ، وكان على الإستسلام أو الخوف من القتل ، لقوله تعالى : (( قالت الأعراب ءآمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )) . فإذا كان على الحقيقة ، فهو على قوله جل ذكره : (( إن الدين عند الله الإسلام )) . أستمع حفظ
في الآية : (( قالت الأعراب ءآمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )) هل المراد بالإسلام الأعمال الظاهرة.؟
الشيخ : اللي هي ؟.
السائل : (( ولكن قولوا أسلمنا )) .
الشيخ : لا ، هو إسلام ومعهم إيمان لم يصل إلى قرارة نفوسهم ، (( لما يدخل ))
السائل : أيوة .
الشيخ : نعم .
السائل : هو إسلام لكنه ليس إيمان .
الشيخ : إي نعم .
السائل : أقول أحسن الله إليكم ، ما يعكر هذا على هذا قول الله تعالى : (( وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا )) .
الشيخ : نعم .
السائل : فدل هذا على أنهم ليسوا مسلمين أصلا ؟.
الشيخ : كيف ؟.
السائل : لأنهم لو كانوا مسلمين لكانوا مطيعين لله ورسوله ؟.
الشيخ : لا ، الإسلام ، قد يقوم الإنسان بطاعة الله ورسوله على سبيل العموم وقد يكون منه التقصير ، فالآية عامة (( إن تطيعوا الله )) في كل شيء (( لا يلتكم من عملكم شيئا )) في بعض الشيء لا يلتكم من أعمالكم شيئا أيضا ، حتى لو بعض الشيء إذا أطعت الله فيه ، ولكن لا يمكن أن تكون طاعة إلا مع إيمان ، مبينة عليه ، لأن من شرط الطاعة التوحيد .
9 - في الآية : (( قالت الأعراب ءآمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )) هل المراد بالإسلام الأعمال الظاهرة.؟ أستمع حفظ
هل يصح تعريف الإيمان بأنه قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان.؟
الشيخ : كيف ؟.
السائل : هل يجوز أن نقول : قول باللسان وتصديق بالجِنان وعمل بالأركان .
الشيخ : بالجِنان ولا بالجَنان .
السائل : بالجَنان وعمل بالأركان .؟
الشيخ : نعم ، يجوز ، خلاف لفظي ، نعم خالد .
ما هو الإيمان المنفي في الآية : (( قالت الأعراب ءآمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )).؟
الشيخ : نعم ؟.
السائل : قلنا أن الإسلام إسلامهم فيه شيء من الإيمان ، مع أن هنا الإيمان قرن مع الإسلام ، والقاعدة أنه إذا قرن مع الإسلام يصير الإيمان للقلب والإسلام بالظاهر ؟.
الشيخ : إي لكن الإيمان لم يصل إلى قرارة قلوبهم ، (( لما يدخل الإيمان في قلوبهم )).
السائل : ما المراد يا شيخ بالإيمان (( ولما يدخل الإيمان في قلوبهم )).
الشيخ : كمال الإيمان ، المراد كمال الإيمان .
السائل : ...
الشيخ : نعم ؟.
السائل : ... عندنا (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )) هو ما ذكرها .
الشيخ : لا عندنا : فإذا كان على الحقيقة ، فهو على قوله جل ذكره : (( إن الدين عند الله الإسلام )) .
السائل : ... موجودة هذه وهذه .
الشيخ : ما هي عندي .
11 - ما هو الإيمان المنفي في الآية : (( قالت الأعراب ءآمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )).؟ أستمع حفظ
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطًا وسعد جالس فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا هو أعجبهم إلي فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا فقال أو مسلمًا فسكت قليلًا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا فقال أو مسلمًا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار ورواه يونس وصالح ومعمر وابن أخي الزهري عن الزهري
الشيخ : هذا فيه دليل على جواز إعطاء المفضول دون الفاضل خوفا على دينه ، خوفا من أن يفتتن ، لأن بعض الناس إذا لم تعطه ربما يفتتن في دينه ، إذا لم تكلمه بكلام يفضل غيره ربما يفتتن في الدين .
وفيه أيضا ملاحظة حال المخاطب والمعطى والمعامل ، لا يقول الإنسان أنا سأفعل ولا علم لي من الناس ، بل الإنسان الناصح هو الذي يراعي حال إخوانه ، إذا خاف عليهم من الفتنة فإنه يعطيهم ، يعطيهم ما يطمئن قلوبهم ويلينها ويؤلفها .
وفي هذا دليل على أن الإنسان يجوز أن يكرر المطلب ولو كان المطلوب قد رفض ، لأنه ربما مرة بعد أخرى يراجع الإنسان الذي امتنع ، يراجع نفسه ثم يقبل هذا الطلب ، وهذا شيء مشاهد ، كثير ما تقول بالشيء ثم يأتيك من يتكلم معك فيه ترده أول مرة ويأتيك المرة الأخرى فترده ويأتيك المرة الثالثة ، فتنظر في الأمر ، وربما تخضع لقوله ، نعم .
السائل : باب إفشاء السلام من الإسلام ...
الشيخ : نعم .
السائل : قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أو مسلما )) ، كأن الرسول صلى الله عليه وسلم يرى غير ما يراه السائل ... ثم قال في الأخير : ( لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه ) يعني فيه نوع مدح ولكن هو ...
الشيخ : إي نعم . صحيح هذا ظاهره ، لأن الرسول ترك هذا الرجل ، وقال سعد : إني أراه مؤمنا فقال : ( أو مسلما )، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : ( يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار ) فظاهر هذا العكس ، ظاهر هذا العكس ، لكن يقال والله أعلم في الجواب : أن الرسول عليه الصلاة والسلام أعطى أولئك لأنهم أشد خطرا من هذا ، الذي أعطاهم أشد خطرا من حال هذا الرجل الذي كرر فيه وقال إنه مسلم .
الشيخ : ما عندك في الشرح شيء ، مصطفى ؟.
القارئ : من الأول يا شيخ ؟.
الشيخ : من أول كلمة .
القارئ : " هو بإسكان الواو لا بفتحها فقيل هي للتنويع ، وقال بعضهم هي للتشريك وأنه أمره أن يقولهما معا لأنه أحوط ،آ ويرد هذا رواية ابن الأعرابي في معجمه في هذا الحديث فقال : ( لا تقل مؤمن بل مسلم ) فوضح أنها للإضراب وليس معناه الإنكار ، بل المعنى أن إطلاق المسلم على من لم يختبر حاله الخبرة الباطنة أولى من إطلاق المؤمن ، لأن الإسلام معلوم بحكم الظاهر قاله الشيخ محيي الدين ملخصا ، وتعقبه الكرماني بأنه يلزم منه أن لا يكون الحديث دالا على ما عقد له الباب ، ولا يكون لرد الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد فائدة ، وهو تعقب مردود ، وقد بينا وجه المطابقة بين الحديث والترجمة قبل ، ومحصل القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوسع العطاء لمن أظهر الإسلام تألفا ...
فلما أعطى الرهط وهم من المؤلفة وترك جعيلا وهو من المهاجرين مع أن الجميع سألوه ، خاطبه سعد في أمره لأنه كان يرى أن جعيلا أحق منهم لمّا اختبره منه دونهم ولهذا راجع فيه أكثر من مرة ، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمرين : أحدهما إعلامه بالحكمة في إعطاء أولئك وحرمان جعيل مع كونه أحب إليه ممن أعطى ، لأنه لو ترك إعطاء المؤلف لم يؤمَن ارتداده فيكون من أهل النار . ثانيهما : إرشاده إلى التوقف عن الثناء بالأمر الباطن دون الثناء بالأمر الظاهر فوضح بهذا فائدة رد الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد وأنه لا يستلزم محض الإنكار عليه بل كان أحدَ الجوابين على طريق المشورة بالأولى والآخر ... ".
الشيخ : إذا أحدُ ، مادام قال والآخر فيه أحدُ بالضم.
القارئ : " والآخر على طريق الاعتذار ، فإن قيل كيف لم تقبل شهادة سعد لجعيل بالإيمان ، ولو شهد له بالعدالة لقبل منه وهي تستلزم الإيمان ؟. فالجواب : أن كلام سعد لم يخرج مخرج الشهادة وإنما خرج مخرج المدح له والتوسل في الطلب لأجله ، فلهذا نوقش في لفظه حتى ولو كان بلفظ الشهادة لما استلزمت المشورة عليه بالأمر الأولى ردُ شهادته ... ".
الشيخ : ردَ .
القارئ : " ردَ شهادته بل السياق يرشد إلى أنه قبِل قوله فيه بدليل أنه اعتذر إليه ، وروينا في مسند محمد بن هارون الروياني وغيره بإسناد صحيح إلى أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ( كيف ترى جعيلا ؟. ) قال : قلت كشكله من الناس يعني المهاجرين قال : ( فكيف ترى فلانا ؟. ) قال : قلت سيد من سادات الناس قال : ( فجعيل خير من ملء الأرض من فلان ) قال : قلت ففلان هكذا وأنت تصنع به ما تصنع قال : ( إنه رأس قومه فأنا أتألفهم به . فهذه منزلة جعيل المذكور عند النبي صلى الله عليه وسلم كما ترى فظهرت بهذا الحكمة في حرمانه وإعطاء غيره ، وأن ذلك لمصلحة التأليف كما قررناه ، وفي حديث الباب من الفوائد ... ".
الشيخ : خلاص .
12 - حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطًا وسعد جالس فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا هو أعجبهم إلي فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا فقال أو مسلمًا فسكت قليلًا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا فقال أو مسلمًا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار ورواه يونس وصالح ومعمر وابن أخي الزهري عن الزهري أستمع حفظ
من طلق زوجته تطليقتين ثم خلعت منه هل تكون زوجته بائنا أم لا.؟
الشيخ : الجواب أن الخلع ليس بطلاق ولا يحسب من الطلاق ، وأما أنه هل يجوز أن يرفض التطليق ؟.
نقول له إذا كان لا يريد التطليق فمن يجبره ، إذا كان الرجل لا يريد أن يطلق لا أحدى يجبره على ذلك ، فإذا قيل طلق يقول لا ، ولا حرج عليه في ذلك .
السائل : لو أرادت الطلاق ؟.
الشيخ : لو أرادت المرأة الطلاق فهو حر ، إذا لم يشاء لم يطلق ، لكن إذا كان هناك سبب شرعي فيستحب أن يستجيب له .
القصاب الذي لا يصلي هل تأكل ذبيحته.؟
الشيخ : كيف ؟.
السائل : الأصل فيهم ترك الصلاة ...
الشيخ : من قال أن الأصل ترك الصلاة ، هل تجزم أن الذي ذبح هذه الذبيحة لا يصلي ؟.
السائل : لا أدري .
الشيخ : خلاص ، ما دام في بلد إسلامي فهي حلال ...
إذا أجر رجل لرجل بيتا ثم وجده لا يصلي فهل يفسخ العقد.؟
لا ، لا يفسد العقد .
السائل : ...
الشيخ : لا ، استأجره ... ، أما هذا ما استأجره ليختفي عن صلاة الجماعة .
السائل : ...
الشيخ : أي الضابط هذا هو ، من استأجر الشيء ليفعل به المحرم فإنه لا يصلح استأجاره ، وأما من استأجره ففعل فيه المحرم فإنه لا ...
هذا من الأخسام العبيلي ، طيب ، سم الله .
باب : إفشاء السلام من الإسلام ، وقال عمار : ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك ، وبذل السلام للعالم ، والإنفاق من الإقتار .
قال البخاري رحمه الله تعالى : باب إفشاء السلام من الإسلام
وقال عمار : " ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك ، وبذل السلام للعَالم والإنفاق من الإقتار ".
16 - باب : إفشاء السلام من الإسلام ، وقال عمار : ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك ، وبذل السلام للعالم ، والإنفاق من الإقتار . أستمع حفظ
حدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف
الشيخ : نعم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، " باب إفشاء السلام من الإسلام " ، إفشاءه يعين إظهاره ونشره بين الناس ابتداء وردا .
وقال عمار بن ياسر : " ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك "، وهذا من أقوم العدل ، وقد قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم ))، والإنصاف من النفس أن تعامل غيرك كما أن تحب أن يعاملك به ، والثاني : " بذل السلام للعالم " وهذا ليس على عمومه كما يأتي في الحديث ، والثالث : " الإنفاق من الإقتار" يعني أن تنفق حتى لا تكون مقترا فتكون : " من " بدلية كقوله تعالى : (( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون )) ...
كقوله تعالى : (( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة )) أي : بدلكم ، وليست طبعا للتبعيض ، ولا لبيان للجنس ، ويحتمل أن يكون المراد بالإقتار في قول عمار هو الفقر ، ويكون المعنى الإنفاق مع الفقر كقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل أي الصدقة أفضل ؟، قال : ( جهد المقل ).
أما الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم سأل : أي الإسلام خير ؟. قال : ( تطعم الطعام وتقرأ السلام ) إذا إطعام الطعام من الإسلام ، إطعام الطعام من الإسلام ، ولكن هذا ليس على إطلاقه أيضا بل إطعام الطعام من احتاج إليه ، أما إطعام الطعام إسرافا وبذخا أو إطعام الطعام للإستعانة به على محرم فليس هذا من الإسلام .
قوله : ( تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )، تقرأه أي تقول : السلام عليك ، وقوله : ( على من عرفت ومن لم تعرف ) هذا ليس على عمومه أيضا ، لأنه يستثنى من ذلك من لا يجوز ابتداءهم بالسلام مثل اليهود والنصارى ، وكذلك بقية الكفار .
وفيه دليل على أن من لم يسلم إلا على من عرف فليس هذا من الإسلام بل هو نقص في إسلامه ، وأن الإنسان يسلم على من عرف ومن لم يعرف ممن يستحق أن يبدء بالسلام ، نعم .
17 - حدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف أستمع حفظ
قوله تعالى :(( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم.. )) الآية وهي جامعة لخصال الإيمان وليس في قول عمار منها شيئا فكيف.؟
الشيخ : نعم .
السائل : هذه الآية يا شيخ التي جمعت خصال الإيمان ، الآن في قول عمار ما فيه شيء في الآية منها ؟.
الشيخ : نعم ، وش الإشكال ؟.
السائل : يقول : " ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان ". والآية شهدت بالإيمان .
الشيخ : الإيمان ، أحيانا يراد به الإيمان كله ، وأحيانا يراد بالإيمان بالإضافة إلى شيء معين ، فهذه في معاملة الناس ، الإيمان في معاملة الناس أن تستكمل هذه الثلاث : " الإنصاف لنفسك ، وبذل السلام للعالم ، والإنفاق من الإقتار "، ما هو الإيمان اللي عام لكل الشرائع ، لا ، نعم .
18 - قوله تعالى :(( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم.. )) الآية وهي جامعة لخصال الإيمان وليس في قول عمار منها شيئا فكيف.؟ أستمع حفظ
ما رأيكم في قول من قال إفشاء السلام هو نشره سرا أو جهرا.؟
الشيخ : نعم .
السائل : معنى سرا ؟.
الشيخ : ليس فيه شيء يسمى إفشاء وهو سر ، الظاهر أن الصواب يعني إفشاءه إظهاره جهرا ، نعم .
قول عمار: والإنفاق من الإقتار ما معناه.؟
الشيخ : الإنفاق بدل الإقتار ، والإقتار هو المنع مثل البخل لقوله تعالى : (( والذين إذا أنفقوا ولم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )) .
السائل : و المعنى يكون ...
الشيخ : المعنى بدل أن يكون مقترا لا ينفق يكون منفقا ، نعم .
باب : كفران العشير ، وكفر دون كفر ، فيه عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : بعد ، عندي : بعد كفر .
القارئ : دون يا شيخ .
الشيخ : وش عندكم ، والله إنها الظاهر دون ، لكن كل النسخ عندكم : بعد ؟.
السائل : كلها ...
الشيخ : ولا تعرض لها الشارح ؟، معك الشرح يا مصطفى ؟. نعم .
السائل : ....
الشيخ : إي لكن النسخة الثانية بعد .
القارئ : " وأما قول المصنف وكفر دون كفر فأشار إلى أثر رواه أحمد في كتاب الإيمان من طريق عطاء بن أبي رباح وغيره ، وقوله فيه أبو سعيد ... ".
الشيخ : كيف تقوله ، عندك ؟.
السائل : ... السندي دون .
الشيخ : إيه ، حتى فتح الباري .
السائل : ...
الشيخ : بمعنى الأول ، بس اللفظ ، لفظ : " بعد " ولفظ : " دون "، هما بمعنى واحد على كلام العيني ، نعم .
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال :
الشيخ : فيه عن ابن سعيد ، ما عندك ؟.
القارئ : فيه عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم.
الشيخ : الحديث الذي أشير إليه ، الحديث الذي أشار إليه ؟.
القارئ : فيه عن أبي سعيد ؟.
الشيخ : فيه عن أبي سعيد ، ما هو الحديث ؟.
القارئ : " أي يدخل في الباب حديث رواه أبو سعيد وفي رواية كريمة فيه عن أبي سعيد أي مروي عن أبي سعيد ، وفائدة هذا الإشارة إلى أن للحديث طريقا غير الطريق المساقة ، وحديث أبي سعيد أخرجه المؤلف في الحيض وغيره من طريق عياض بن عبد الله عنه ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم للنساء : ( تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار ) فقلن : ولم يا رسول الله ؟. قال : ( تكثرن اللعن وتكفرن العشير ) الحديث ، ويحتمل أن يريد بذلك حديث أبي سعيد أيضا : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) قاله القاضي أبو بكر المذكور ، والأول أظهر وأجرى على مألوف المصنف ، ويعضده إيراده لحديث ابن عباس بلفظ : ( وتكفرن العشير ) والعشير الزوج ، قيل له عشير بمعنى معاشر ... ". أكمل اشيخ ؟.
الشيخ : لا ، خلص ، أراد البخاري رحمه الله بهذه الترجمة أن الكفر قد لا يراد به الكفر المخرج من الملة ، قد يراد به كفران العشير أو كفران النعمة أو ما أشبه ذلك ، ثم إن الكفر أيضا - الكفر الشرعي - قد يراد به كفر دون كفر يعني أنه من خصال الكفر وليس الكفر كله ، كقوله صلى الله عليه وسلم : ( اثنتان من الناس بهما شرك ، أو بهما كفر ، الطعن في النسب والنياحة على الميت ) ومعنى : ( وبهما كفر ) أي أنهما من خصال الكفر ، قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم حين ذكر أو حين أشار إلى كفر تارك الصلاة قال : " إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر )، فأتى بأل الدالة على الحقيقة " ، قال : " وفرق بين ذكر الكفر بأل وذكره بدون أل "، فإن ذكره بدون أل لا يعنى به الكفر المخرج عن الملة ، وهذا فرق ظاهر ، نعم .
21 - باب : كفران العشير ، وكفر دون كفر ، فيه عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . أستمع حفظ
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل أيكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت ما رأيت منك خيرًا قط
الشيخ : الله أكبر . هذا الحديث كما ترون فيه إطلاق الكفر على كفران العشير ، أي كفران الزوج ، وسمي عشيرا لأنه معاشر لزوجته ومعاشرة له ، كقوله تعالى : (( وعاشروهن بالمعروف )) .
وفيه أيضا إطلاق الكفر على كفر النعمة والإحسان لقوله : ( ويكفرن الإحسان ) .
وفيه أيضا إطلاق جواز الوصف على الجنس وإن لم يتحقق في كل فرد منه ، لأن كفران العشير وكفران الإحسان ليس في كل امرأة من النساء ، ولكن جنس النساء من خلقهن هذا ، أن يكفرن العشير وأن يكفرن الإحسان ، والشاهد من هذه الترجمة وما ذكر فيها من الأحاديث هو الإشارة إلى أن الكفر يطلق ولا يراد به الكفر المخرج من الملة ، نعم .
السائل : قول الصحابة قيل : أيكفرن بالله ؟. بعد قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( يكفرن ... ) ، هل يعتبر هذا مقاطعة أو وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على يكفرن ؟.
الشيخ : لا ، لا ، أبدا ليس مقاطعة ، استفهام عن هذا المجمل .
السائل : يعني يتوقف على الكلمة هذه ؟.
الشيخ : إي نعم .
السائل : توقف .
الشيخ : نعم ، يحيى ؟.
السائل : في هذا الحديث : ( فإذا أكثرهن النساء ) وحديث : ( دخلت النار امرأة في هرة ) معنى هذا أن في النار أناس يعذبون ؟.
الشيخ : إي ، هذا يمكن أن الرسول عليه الصلاة والسلام أري النار مصورة له في نهاية الأمر .
وأما حديث عمرو بن حي وحديث المرأة التي تعذب في الهرة وصاحب المحجن فهذا شيء سبق الرسالة ، ولا مانع أن يراهم يعذبون في نار جهنم لأنهم قد تقدموا عليه ، لكن الذي يأتي يمكن أن يكون صور للرسول صلى الله عليه وسلم النهاية .
السائل : ...
الشيخ : ماذا قلنا يا إخوان ، قلنا هذا وهذا ، قلنا تحتمل هذه وهذه ، نعم ، خلاص ثلاثة.
22 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل أيكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت ما رأيت منك خيرًا قط أستمع حفظ
باب : المعاصي من أمر الجاهلية ، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنك أمرؤ فيك جاهلية ) وقول الله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) .
23 - باب : المعاصي من أمر الجاهلية ، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنك أمرؤ فيك جاهلية ) وقول الله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) . أستمع حفظ
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلًا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم
الشيخ : الترجمة واضحة ، المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك ، ويجوز : " ولا يُكفّر " لأن المعنى واحد .
القارئ : عندنا : " ولا يَكْفر ".
الشيخ : أنا قلت : ويجوز ، هل قلت أنا ممنوع !.
طيب ، هذه المعاصي من أمر الجاهلية ، وذلك لأن كل من عصى الله سبحانه وتعالى فهو جاهل بما يستحقه من التعظيم ، ولهذا قال الله تعالى : (( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب )) وليس المراد بقوله : (( بجهالة )) أي عن جهل ، لأن من ارتكب السوء عن جهل فليس عليه ذنب لكن المراد بالجهالة السفاهة ، وعدم تقدير الله عز وجل وتعظيه ، فكل معصية فإنها من أمر الجاهلية ولكن لا يكفر صاحبها ، لأن التكفير له قواعد معروفة .
ثم ذكر حديث أبي ذر وفيه حسن امتثال أمر الصحابة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فإن أبا ذر ساب هذا الرجل ، والظاهر أنه غلامه ، فعيره بأمه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) وذكر تمام الحديث .
وفيه أنه ينبغي للإنسان إذا كان أخوه تحت يده من خادم أو رقيق أو ما أشبه ذلك ينبغي له أن يطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ، ولا يكلفه ما يغلبه ، يعني ما لا يطيقه ، فإن كلف فليعنه ، وهذا من خصال الإسلام الحميدة ، حيث أمر النبي عليه الصلاة والسلام بمراعاة هؤلاء الخدم سواء كانوا مملوكين أو مأجورين ، نعم .
24 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلًا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم أستمع حفظ
وردت أحاديث كثيرة في إطلاق الكفر منها ما هو أكبر ومنها ما هو أصغر فما الضابط في ذلك.؟
الشيخ : نعم .
السائل : هل هو فقط تحليته بالألف واللام ؟.
الشيخ : نعم ، نحن ذكرنا في باب أحكام المرتد في كلام على بلوغ المرام ، ذكرنا ضوابط الكفر ، فما أحسن أن ترجع إليها ، حتى تعلم ، ثم إذا دار الأمر بين أن يكون الكفر المخرج من الملة أو الكفر دون ذلك ، فما هو الأصل ؟.
عدم الكفر المخرج عن الملة ، فيكون كفرا غير مخرج عن الملة ، وبهذا تنضبط الأمور ، نعم .
25 - وردت أحاديث كثيرة في إطلاق الكفر منها ما هو أكبر ومنها ما هو أصغر فما الضابط في ذلك.؟ أستمع حفظ
في الآية :(( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هو الكافرون )) هل هو كفر دون كفر.؟
الشيخ : يدخل في هذا ، لأن من لم يحكم بما أنزل الله مستغن بحكم غير حكم الله أو معتقدا أنه مثله أو أحسن ، فهو كافر كفرا مخرجا عن الملة .
السائل : ...
الشيخ : تقيد بالآيات التي بعدها ، الآيات الثانية والثالثة حيث تنزل كل آية منها على حال من الأحوال ، نعم .
السائل : يا شيخ بارك الله فيك ...
الشيخ : نعم ،
السائل : ... ما حال الذين كانوا قبل الرسالة ، رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، كيف حالهم ...
الشيخ : أما من كان على ملة عيسى فهو على ملة عيسى ، من كان يتعبد بملة عيسى فهو على ملة عيسى ، ومن كان يتعبد بما بقي من ملة إسماعيل فهو على ملته .