تتمة القراءة من الشرح مع تعليق الشيخ
الشيخ : بالفتح الظاهر ، الظاهر أنه يقول بالضم .
القارئ : ما قال .
الشيخ : يقولون بعضهم بالضم وبعضهم بالفتح .
القارئ : " لما سألته عن ابن جَدعان وما كان يصنعه من الخير هل ينفعه ؟. فقال : ( إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) فدل على أنه لو قالها بعد أن أسلم نفعه ما عمله في الكفر . قوله : ( وكان بعد ذلك القصاص ) أي كتابة المجازاة في الدنيا وهو مرفوع بأنه اسم كان ، ويجوز أن تكون كان تامة وعبر بالماضي لتحقق الوقوع فكأنه وقع كقوله تعالى : (( ونادى أصحاب الجنة )) . وقوله : ( الحسنة ) مبتدأ ، و ( بعشر ) الخبر والجملة استئنافية ، وقوله : ( إلى سبعمائة ) متعلق بمقدر أي منتهية ، وحكى الماوردي أن بعض العلماء أخذ بظاهر هذه الغاية فزعم أن التضعيف لا يتجاوز سبعمائة ورد عليه بقوله تعالى : (( والله يضاعف لمن يشاء )) والآية محتملة للأمرين : فيحتمل أن يكون المراد أنه يضاعف تلك المضاعفة بأن يجعلها سبعمائة ، ويحتمل أنه يضاعف السبعمائة بأن يزيد عليها ، والمصِرح بالرد عليه حديث ابن عباس المخرج عند المصنف في الرقاق ولفظه : ( كتب الله له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ) .".
الشيخ : صحيح ، واضح الكلام .
القارئ : " قوله : إلا أن يتجاوز الله عنها ... ".
الشيخ : ... ما يظهر لي في الحديث أن قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أسلم العبد ) يعني إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئات كان زلفها . وهذا واضح من القرآن : (( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف )) .
( وكان بعد ذلك )، أي بعد إسلامه الذي أحسنه القصاص ، لأنه صار مسلما ، فإذا عمل حسنة فهي بعشر أمثالها ، والسيئة بمثلها ، ولا إشكال في هذا ، وإنما حملناه على ذلك ليوافق ظاهر الآية من وجه ، ولئلا يقال إن مجرد إحسان الإنسان يكفر الله به ، مع أن هناك أحاديث تدل على أن التفكير إنما يكون بانضمام أعمال صالحة مثل الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما ، نعم ، منصور .
أسئلة
الشيخ : نعم .
السائل : الذي رجحت به البطاقة ، ...
الشيخ هذا تحت المشيئة ، نحن لا نقول إن الله له أن يشاء ، ويكفر كل شيء عند الموازنة يوم القيامة ، لكن إذا قلنا يكفر صار جزما أنها تقع مكفرة .
السائل : حديث : ( الإسلام يكفر ما قبله ) ...
الشيخ : نعم .
السائل : ...
الشيخ : صحيح ، يحمل على هذا ، يكون حسن إسلامه بالإخلاص والمتابعة والإلتزام بأحكام الإسلام ، نعم سعود ؟
السائل : ...
الشيخ : هي نفس اللي ذكرنا .
السائل : يعني ...
الشيخ : نفس اللي ذكرنا ، لا قاعدة هذه .
السائل : مثال آخر ؟.
الشيخ : مثال آخر رجل تيمم بناء على أنه ليس عنده ماء ، طلب الماء فلم يجد ، فتيمم وصلى ثم حضر الماء ، فإنه لا تلزمه الإعادة ، المهم هذه قاعدة عامة ، لكن لا بد من الاجتهاد ، نعم.
حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها
3 - حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها أستمع حفظ
باب : أحب الدين إلى الله أدومه
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال من هذه قالت فلانة تذكر من صلاتها قال مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه مادام عليه صاحبه
الشيخ : ( أحب الدين إلى الله أدومه )، الدين هنا بمعنى العبادة ، يعني أحب العبادة إلى الله ما داوم عليه العبد وإن قل ، وذلك لأن ترك المداومة ، قد ينبأ عن زهد الإنسان في العمل ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو أو ابن عمر : ( لا تكن مثل فلان ، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل )، وكان من هديه أنه إذا عمل عملا أثبته صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وقوله في الحديث : ( مه )، اسم فعل أمر ، بمعنى كف ، صه : اسم فعل أمر بمعنى اسكت ، فصه للأقوال ، ومه للأفعال .
وقوله : ( عليكم بما تطيقون )، أي لا تكلفوا أنفسكم في العمل من صلاة أو قراءة أو تسبيح أو صيام أو غير ذلك ، يعني عليكم بما تبلغه طاقتكم من أجل أن تستمروا عليه ، لأن الإنسان قد يكون عنده رغبة في الخير فيشق على نفسه ويشد فيه أول ما يفعل ثم بعد ذلك يمل ويكسل ، أما أذا ساير نفسه من أول الأمر بالهوينة ، فإنه يستمر ، وترون هذا حتى في أفعالكم العادية ، حتى في الأفعال العادية إذا كان الإنسان أول ما يفعل الشيء يجد نفسه عنده اندفاع ، وقوة ، لكن في النهاية ؟. يفتر .
أحد الطلبة يقول أنا سأحفظ كل يوم ربع جزء ، حافظ أربعة أيام خمسة أيام عشرة أيام ثم بعد ذلك ؟. يفتر ، هذا شيء مجرب ، لكن إذا قاس على نفسه من أول الأمر وأخذ ما يطيق ، فهذا يكون فيه الإستمرار ، ولهذا قال : ( عليكم بما تطيقون ، فوالله لا يمل الله حتى تملوا ).
أشكلت هذه الجملة على بعض الناس ، وقال هل الله يمل ؟.
والجواب على هذا سهل ، أن يقال : هل الرسول أثبت الملل لله ، هل قال : إنكم إذا مللتم مل الله ؟. ما قال هذا ، لو قال هذا لكنا نقول أيضا فيه جواب ، وهو أن ملل الله ليس كمللنا ، نحن نمل نتضجر ، يثقل علينا الأمر فنمل ، لكن ملل الله لا يلحقه هذا النقص ، مثل الغضب الآن ، نحن إذا غضبنا ماذا نصنع ؟. ربما الإنسان يصنع أشياء كثيرة ، ربما يأخذ ولده ويضربه بالأرض من الغضب ، ربما يطلق زوجاته ، ويعتق عبيده ، ويوقف أمواله من أجل الغضب ، هذا التصرف ، تصرف طائش ، لكن هل إذا غضب الله عز وجل يفعل مثل هذا الفعل ، أو ما يفعله الله شيئا تقتضيه الحكمة ؟.
الثاني بلا شك ، فغضب الله ليس كغضبنا ، أيضا ملل الله لو كان هذا الحديث يدل على ثبوت الملل لكان مللا لا يماثل مللنا ، بل هو ملل يليق بالله .
وليعلم علم اليقين أن لا يمكن أن يصدر من عند الرسول صلى الله عليه وسلم صفة تنافي كمال الله أبدا ، هذا شيء مستحيل ، فإذا نقول :
أولا : هذا الحديث ليس صريح في اثبات الملل لله .
ثانيا : لو ثبت الملل لله ، وجب أن يحمل على أنه ملل يليق به ولا يماثل ملل المخلوقين .
ثالثا : زعم بعض العلماء أن المعنى : ( لا يمل حتى تملوا )، أي : أنه يعطيكم من الجزاء بقدر ما عملتم مهما عملتم ، فصرفه عن ظاهره ، بناء على أن ظاهره ينافي كمال الله عزوجل ، ولكن نحن لا نرى ذلك ، نرى أولا :
أن ينظر هل هذا يقتضي الملل ، هل هذا يقتضي ثبوت الملل لله أو لا ، لأن هناك فرقا بين أن تقول : لا أقوم حتى تقوم ، وبين أن أقول : إذا قمت قمت .
لا أقول حتى تقوم يفيد امتناع قيامي قبل قيامك لكن لا يلزمه منه إذا قمت أنت أن أقوم أنا ، وهذا هو ترتيب الحديث : ( لا يمل حتى تملوا ).
أما إذا قلت : إذا قمت قمت ، لزم من هذا أنه إذا قام أقوم أنا ، فلو قال : إنكم إذا مللتم مل الله ، قلنا هذا فيه إثبات الملل لله ولا إشكال ، أما الترتيبة الموجودة فليست بصريحة في إثبات الملل وعلى تقدير أن تكون صريحة وأن الإنسان يفهم منها أنها صريحة يجب أن يكون الملل الثابت ؟.
مللا يليق به ولا يعتريه ما يكون لملل المخلوقين .
وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه ، إليه : إلى من ؟. إلى الله أو إلى الرسول ؟.
السائل : يعود إلى الرسول .
الشيخ : يعود إلى الرسول ، إي نعم ، لأن ...
السائل : في رواية في الفتح ... إلى الله .
الشيخ : إلى الله ، في رواية ؟.
طيب على كل حال إن عاد إلى الله فلأنه أقرب مذكور ، فوالله لا يمل الله حتى تملوا ، وإن عاد إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فلأنه هو المتحدث عنه ، فالحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، فيعود الضمير إلى من كان الحديث عنه .
لكن إذا وردت رواية صريحة : ( وكان أحب الدين إلى الله ) زال الإشكال .
السائل : أيوة .
الشيخ : بل زال الاحتمال .
5 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال من هذه قالت فلانة تذكر من صلاتها قال مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه مادام عليه صاحبه أستمع حفظ
من أجريت له عملية جراحية وعلى إثرها أصبح البول يخرج منه فهل ينتقض وضوءه.؟
الشيخ : نعم ؟.
السائل : يقول فيخرج ، فيمتلأ القارورة .
الشيخ : هاه ،
السائل : يقول يخرج البول صافي كأنه بول تام في القارورة ، يقول وأنا أصلي أحيانا وعملية الغسيل مستمره ، فمثل هذا ينتقض وضوءه .؟
الشيخ : إذا كان بول يقين .
السائل : بول يقين .
الشيخ : إيه ، ينتقض وضوءه ويجمع ، لأن العملية ما تبطي الظاهر .
السائل : العملية تقعد أربع ساعات .
الشيخ : إيه يجمع ، يجمع ، ما في مشكلة .
السائل : والضوءه ينتقض ؟.
الشيخ : إيه ، مادام أنه بول يقينا .
السائل : إيه يقين ، أحسن الله إليكم .
ذكر شيخ الإسلام بن تيمية أن الأعمال الصالحة تكفر ما يوازنها من الذنوب .....وليس كل حسنة تمحو كل سيئة بل المحو يكون للصغائر تارة ويكون للكبائر تارة.؟
الشيخ : نعم ، أما الأول يكون الصغائر تارة هذا صحيح ، الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر .
وأما مسألة الموازنة فليس هذا محو ، ليس هذا محوا ، الموازنة لا تتطلب المحو ، لأن المحو معناه أن الحسنة تمحو السيئات نهائيا ، وليس المعنى أنها تقابل ، والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان .
الشيخ : فهمت يا منصور ؟.
السائل : نعم .
الشيخ : " والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله فيغفر الله له به الكبائر "، نعم هذا أيضا صحيح ، ربما يكون ما قام بالإنسان ، من الإخلاص التام لله والمحبة ، والخوف ، والرجاء ، يكفر السيئة ، كما كفرت غزوة بدر للغزاة كل ما يعملون في المستقبل .
ثم ذكر حديث البطاقة وأن صاحب البطاقة : " قالها بإخلاص وصدق وإلا فأصحاب الكبائر كلهم الذين دخلوا النار يقولون لا إله إلا الله "، ثم ذكر حديث المرأة البغي ، فقال : " وهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان بقلبها فغفر لها وإلا فليس كل بغي سقت كلب يغفر لها " منهاج السنة ، هذا صحيح .
7 - ذكر شيخ الإسلام بن تيمية أن الأعمال الصالحة تكفر ما يوازنها من الذنوب .....وليس كل حسنة تمحو كل سيئة بل المحو يكون للصغائر تارة ويكون للكبائر تارة.؟ أستمع حفظ
حديث:( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )هل الذنب يعم كل صغير وكبير.؟
صحيح ، ليس سهلا ، لكنه يقال رمضان إلى رمضان يشمل قيامه وصيامه ، وأيضا وقيام ليلية القدر مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ، لكن أعمال القلوب في الحقيقة لا نهاية لها ، قد يكفر الله بعمل قلبه سيئات كثيرة ، كما تشاهدون الآن ، نصلي أحيانا وقلوبنا غير حاضرة ، ما نستفيد تلك الفائدة في صلاتنا ، ونصلي مع حضور القلب واحتساب وخشوع فنجد لذة في الصلاة وأثرا بعد الصلاة .
السائل : أقول يا شيخ ، بالنسبة للأول ...
الشيخ : ما يقول هذا الطالب محمد محجوب ...
8 - حديث:( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )هل الذنب يعم كل صغير وكبير.؟ أستمع حفظ
ما صحة عبارة الذي أمره بين الكاف والنون.؟
إي نعم ، هذا ما هو صحيح ، ...
الشيخ : كيف أمره بين الكاف والنون ؟.
السائل : يعني الله عزوجل لما يقول : كن .
الشيخ : أنا فاهم فاهم ، لكن الكلمة كن ، الأمر ما يأتي إلا بالكاف والنون ؟.
السائل : هم يقصدوا الكاف والنون ، يعني قبل أن يتم النون يكون المفعول .
الشيخ : ما هو بصحيح هذا ، ما يكون المفعول إلا بعد تمام النون ، لو قالوا : الذي مأموره بعد الكاف والنون كان صح .
السائل : لكن يا شيخ : هل الله سبحانه وتعالى يقول : كن ، ولا يقول عن الفعل كله .
الشيخ : إيش ؟.
السائل : (( وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم )) فقال قولا ، ولا لم يقل كن ؟.
الشيخ : حسب القول الموجه ، (( كونوا قردة خاسئين )) ، حسب القول الموجه ،
السائل : يعني ليست كن ياشيخ ؟.
الشيخ : لا ، بعد الكلام الموجه ، لكن لو مثلا : اكتب ما هو كائن ، المهم أنه حسب الكلام الموجه ، (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) لكن بين الكاف والنون ما لها معنى .
السائل : ...
الشيخ : نعم ؟.
السائل : ...
الشيخ : المهم يترك هذا ، ما دام فيه إيهام ما ليس بصحيح ، فيترك ، نعم .
باب : زيادة الإيمان ونقصانه ، وقول الله تعالى : (( وزدناهم هدى )) . (( ويزداد الذين ءآمنوا إيمانا )) وقال : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) . فإذا ترك شيئاً من الكمال فهو ناقص .
قال البخاري رحمه الله تعالى : " باب زيادة الإيمان ونقصانه : وقول الله تعالى : (( وزدناهم هدى )) . (( ويزداد الذين ءآمنوا إيمانا )) وقال : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) . فإذا ترك شيئاً من الكمال فهو ناقص ".
الشيخ : هذا الباب مهم جدا ومبني على أصول ، هل يزيد الإيمان وينقص أو لا ؟.
اختلف الناس في هذا : منهم من قال بأنه يزيد وينقص ، ويتفاضل بالكمال ، ومنهم من قال لا يزيد ولا ينقص ، ومنهم من قال نقول يزيد ولا نقول ينقص ، والصحيح أنه يقال : يزيد وينقص كما ورد ذلك عن السلف في مسألة النقصان ، بل جاءت به السنة .
وذلك أن الناس اختلفوا في الإيمان ، فمنهم من قال إن الإيمان مجرد التصديق والإقرار ، وهذا لا يتفاوت ، فالناس فيه سواء ، وهذا مذهب الجهمية المرجئة ، الغلاة في الإرجاء ، يقولون الإيمان هو مجرد التصديق والإقرار وهذا لا يتفاوت ، ولا شك أن هذا القول ليس بصحيح من وجهين :
الوجه الأول : أنه ليس مجرد الإقرار والتصديق .
والوجه الثاني : ...
أولا : قوله أن الإيمان هو مجرد التصديق ليس بصحيح ، لأن النصوص ظاهرة ، في أن الأعمال من الإيمان .
والثاني قولهم : إن التصديق لا يتفاوت هذا غير صحيح أيضا ، لأن إقرار القلب يتفاوت ، فإن خبر الواحد لا يساوي خبر الاثنين في الطمأنينة إليه ، يعني لو أخبرك شخص بخبر تطمئن إلى هذا الشخص وتثق بكلامه ، ثم أخبرك آخر ألا تزداد ثقتك ؟.
السائل : بلى .
الشيخ : وثالث ؟.
السائل : بلى .
الشيخ : تزداد ، ولهذا قسم العلماء اليقين إلى ثلاثة أقسام : علم اليقين ، وعين اليقين ، وحق اليقين ، كما دل على ذلك القرآن ، (( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين )) وقال الله تعالى في القرآن : (( وإنه لحق اليقين )) وقال في حال المحتضرين : (( إن هذا لهو حق اليقين )) .
ويضرب لهذا مثل برجل قال لك : في هذا الكرتون تفاح ، وهو ثقة ، فهنا يكون في قلبك أن الذي في هذا الكرتون تفاح .
فإذا فتحته ورأيته فهذا عين اليقين ، فإذا أكلت منه فهذا حق اليقين ، فأقوى درجات اليقين فهو الحق ، حق اليقين ، وهذا يدل على أن اليقين فضلا عن الإيمان يتفاوت فكيف بالإيمان .
ثم إن في قصة إبراهيم ، (( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) يدل على أن ما في القلب من الإقرار يتفاوت ، يكون اطمئنانا ويكون دون ذلك ، فصار قولهم باطلا بالحس الواقع وبالشرع الوارد .
هناك آخرون يقولون : إنه لا يزيد ولا ينقص ، فإما يوجد كله أو يعدم كله ، ويجعلون الأعمال من الإيمان ، لكنها شرط في صحته ، كالخوارج والمعتزلة حيث يقولون إن الإيمان إما أن يوجد كله ، وإما أن يعدم كله ، ولهذا حكموا بأن فاعل الكبيرة ، خارج من الإيمان ، لكن المعتزلة يقولون خارج من الإيمان ولا نقول إنه كافر بل هو في منزلة بين منزلتين ، ولخوارج يقولون إنه خارج من الإيمان وكافر وليس هناك منزلة بين منزلتين لأن الله يقول : (( فمنكم كافر ومنكم مؤمن )) ويقول : (( فماذا بعد الحق إلا الضلال ))، ولا شك أن الخواج أقرب إلى القياس من المعتزلة باعتبار إنه لا يوجد منزلة بين منزلتين ، فإن هذه بدعة محدثة .
والصحيح ما عليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص ، ودلالة ذلك بالشرع والحس .
أما الشرع فاستدل البخاري رحمه الله بقول الله تعالى : (( وزدناهم هدى )) ، زدناهم هدىً ، لكن قد يعارض معارض في الاستدلال بهذه الآية ، لأن المراد بالهدى هنا العلم ، (( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى )) لأن الأصل في الهدى العلم (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق )) و، كأن المؤلف البخاري رحمه الله يقول من لازم الهدى ، من لازم زيادة الهدى ، أن يزيد الإيمان ، لأن الإنسان كلما ازداد علما بالله وآياته وصفاته ازداد إيمانا .
قال : (( ويزداد الذين آمنوا إيمانا )) هذه صريحة ، (( ويزداد الذين آمنوا إيمانا)) ، (( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا )) .
نعم ، أول الآية : (( وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون )) إذا في هذا زيادة إثبات زيادة الإيمان .
وقال : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) أكملت لكم دينكم ، كيف يكون في هذا دلالة على زيادة الإيمان ، وجه بذلك بقوله رحمه الله : " فإذا ترك شيئا من الكمال فهو ناقص "، وصدق رحمه الله ، هذا استدلال يعني طريف ، إذا كان اليوم أكملت لكم ، إذا قبل ذلك ليس بكامل فهو ناقص .
ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في النساء : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ) وجعل نقص دينها بتركها الصلاة والصيام في أيام الحيض ، وهذا نقص كمال ، وليس نقص يعني واجب ، إذ أن المرأة لا يجب عليها في حال الحيض صوم ولا صلاة ، بل لو صلت وصامت كان ذلك حراما بالإجماع ، نعم .
10 - باب : زيادة الإيمان ونقصانه ، وقول الله تعالى : (( وزدناهم هدى )) . (( ويزداد الذين ءآمنوا إيمانا )) وقال : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) . فإذا ترك شيئاً من الكمال فهو ناقص . أستمع حفظ
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير قال أبو عبد الله قال أبان حدثنا قتادة حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم من إيمان مكان من خير
الشيخ : الفائدة من هذه المتابعة قوله : قال حدثنا قتادة قال : حدثنا أنس ، وفي السياق الأول عن قتادة عن أنس ، فالطريق الثانية صرح بها قتادة بالتحديث ، فزال خوف التدليس ، على أن العلماء قد تتبعوا ما رواه البخاري ومسلم ، عن قتادة عن أنس ، فوجدوا أنه لا تدليس فيه ، وعلى هذا فإذا مر بنا في البخاري أو مسلم ، عن قتادة عن أنس أو عن ابن الزبير عن جابر ، فإننا نحكم بأنه ؟.
صحيح ، ليس فيه تدليس .
والشاهد من هذا الحديث قوله : وزن برة ، ووزن شعيرة ، ووزن ذرة ، معلوم أن هذه الثلاث تختلف أوزانها وكلها في القلب ، فصار ما في القلب يتفاوت .
11 - حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير قال أبو عبد الله قال أبان حدثنا قتادة حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم من إيمان مكان من خير أستمع حفظ
حدثنا الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون حدثنا أبو العميس أخبرنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أن رجلًا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا قال أي آية قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة
الشيخ : الله أكبر ، في هذه الآية قوله : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) ، فيفهم منها أن ما قبل اليوم فإن الدين لم تكمل شرائعه ، لكن هو كامل بالنسبة للعاملين به حين نزوله ، لأنه لم ينزل عليهم شيء سوى ذلك .
وفي هذا تنبيه على أن حج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يوم عرفة فيه هو يوم الجمعة ، وقد اشتهر عند العامة أن حجة الجمعة تعدل سبعين حجة ، وهذا من العامية التي ليس لها أصل ، لكن صحيح أن يوم الجمعة إذا صادف يوم عرفة فإنه يكن أحرى بالإجابة ، لأنه يجتمع فيه عصر الجمعة وعصر يوم عرفة ، وكلاهما حري بالإجابة .
12 - حدثنا الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون حدثنا أبو العميس أخبرنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أن رجلًا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا قال أي آية قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة أستمع حفظ
ما رأيكم فيمن من قال أن أصل التصديق الحاصل في القلب لا يجوز عليه النقصان ويجوز عليه الزيادة بالعلم.؟
الشيخ : مثل ما قال البخاري رحمه الله ، قال : " إذا ترك شيئا من الكمال فهو ناقص ".
السائل : يا شيح كلام ابن بطال يقول : " إلا أن التصديق الحاصل في قلب كل أحد منهم لا يجوز عليه النقصان ويجوز عليه الزيادة بزيادة العلم والمعاينة " ؟
الشيخ : ليس بصحيح . هو في الواقع أنه كلما أثبتنا الزيادة لزم ثبوت النقصان ، زاد ، معناه الثاني ناقص ، فهما متضايفان لا يعقل أحدهما بدون الثاني .
السائل : أصل التصديق ؟.
الشيخ : نعم .
السائل : أصل التصديق ؟.
الشيخ : حتى أصل التصديق يختلف ، أنا أصدق إذا جاءني خبر واحد وإذا جاءني الثاني زاد التصديق ، وهلم جره ، نعم .
13 - ما رأيكم فيمن من قال أن أصل التصديق الحاصل في القلب لا يجوز عليه النقصان ويجوز عليه الزيادة بالعلم.؟ أستمع حفظ
ما معنى قولكم أن أسماء الله إذا اجتمع أصبحت كاملة.؟
الشيخ : إيش ؟.
السائل : ... الاقتران يفهم منها كمال أكمل مما لو ذكر بمفردها ؟.
الشيخ : صحيح ، نعم ؟.
السائل : وقلنا أنه إذا أفردت لا يفهم فيها نقص .
الشيخ : نعم .
السائل : وقلنا هنا أن من علامة الكمال فيها نقص ؟.
الشيخ : إيه لكن هنا كملت بغيرها ، لكن مدلولها الذي هو مدلولها ولو انفرد فهو كامل ، لكن تكمل بغيرها ، أرأيت مثلا لو قلنا فلان شجاع ، هذا كمال ، فإذا قلت شجاع كريم ، صار الكمال أكثر ، نعم .
السائل : ما فهمت ، أقول أن الكمال يعني إذا ...
الشيخ : هو الكمال ، مدلول الاسم الواحد كامل ما فيه نقص ، لكن إذا انضم إلى اسم آخر صار كاملا بغيره ، بمعنى الانضمام يعطي معنى أكمل ، مثل الحكيم والعليم . الغفور الرحيم ، اجتماعهما يعطي معنى أكمل ، لكن إذا انفرد أحدهما فهو في حد معناه الذي سيق له كامل ما فيه نقص ، نعم.
أسئلة
الشيخ : أليس نقول أن مذهب أهل السنة والجماعة أن الأعمال من الإيمان ، طيب ، إذا نقص العمل نقص الإيمان .
السائل : أعمال الإنسان يا شيخ ، ولكن هذه شرائع .
الشيخ : هو البخاري رحمه الله يقول أن كمال الشرائع يدل على أن الإنسان في نفسه قد يفعل الشريعة كاملة ، وقد يفعلها ناقصة ، وإلا معلوم ، أشرنا إليه قبل قليل ، قلنا هو كامل باعتبار ما نزل ، لكنه لم يكمن باعتبار النهاية التي أرادها الله عزوجل .
باب : الزكاة من الإسلام ، وقوله عز وجل : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) .
16 - باب : الزكاة من الإسلام ، وقوله عز وجل : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) . أستمع حفظ
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق
الشيخ : هذا أيضا الزكاة من الإسلام ، لقول جابر عن الرجل ، حتى إذا دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام ، فقال : خمس صلوات الإسلام ، قال : وصيام رمضان ، قال : والزكاة ، فالزكاة من الإسلام .
وهذا أمر لا إشكال فيه ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع ) .
وقوله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) يعني ما أمروا بشيء إلا هذا ، ولكن العبادة ، كل ما أمر الله به فهو عبادة ، واشترط فيه سبحانه وتعالى شرطين : الإخلاص ، وأن يكونوا حنفاء ، أي متبعين ، وهذان هما الشرطان في كل عبادة : الإخلاص لله ، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وضد الإخلاص الشرك ، وضد المتابعة البدعة ، فلا تقبل العبادة مع الشرك ولا مع البدعة .
وقوله : ( لا إلا أن تطوع ) الاستثناء هنا منقطع ، وليس بمتصل ، لأن التطوع ليس بواجب ، وليس على الإنسان أن يتطوع ، بل هو سنة .
وذكر هنا الصلاة الصيام والزكاة ، وبقي الحج ، والحج لم يفرض إلا في السنة التاسعة أو العاشرة على القول الراجح ، وهذا هو الذي جعله يسقط في بعض الأحاديث ، نعم .
17 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق أستمع حفظ
قول الخوارج أن صاحب الكبيرة خارج عن الإيمان فكيف بمرتكب الصغائر.؟
الشيخ : لا ، هم يقولون إن الصغائر تقع مكفرة بالعبادات ، نعم .
في بعض ألفاظ هذا الحديث:( أفلح وأبيه إن صدق ) هل تصح.؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : هل تصح ؟ .
الشيخ : هذه العبارة : ( وأبيه ) ما صحت ، الصحيح إنها شاذه ولا عمل بها .
ما الفرق بين الخوارج والمعتزلة.؟
الشيخ : الكبيرة .
السائل : أو كبيرة ، فما الفرق بينهم وبين الخوارج ؟
الشيخ : الخوارج يجزمون بأنه كافر ، فلا يغسلونه ولا يكفنونه ولا يصلون عليه ، وأما هؤلاء يقولون لا ، هو حكمه من جهة الحكم الظاهر مسلم ، لكن لا نقول إنه مسلم ولا نقول إنه كافر .
السائل : وهو مخلد .
الشيخ : وهو مخلد ، فالعقوبة واحدة عند هؤلاء وعند هؤلاء ، ولهذا يطلق عليهم اسم الوعيدية .
نعم ، ثلاثة .
باب : اتباع الجنائز من الإيمان
حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي المنجوفي قال حدثنا روح قال حدثنا عوف عن الحسن ومحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط تابعه عثمان المؤذن قال حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
تابعه عثمان المؤذن قال : حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
الشيخ : الشاهد من هذا قوله : ( إيمانا واحتسابا ) فدل هذا على أن الصلاة على الجنازة من الإيمان ، نعم .
22 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي المنجوفي قال حدثنا روح قال حدثنا عوف عن الحسن ومحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط تابعه عثمان المؤذن قال حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه أستمع حفظ
باب : خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر ، وقال إبراهيم التيمي : ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا . وقال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول : إنه على إيمان جبريل وميكائيل . ويذكر عن الحسن : ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق ، وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى : (( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )) .
الشيخ : نعم ؟.
السائل : ... الصلاة على الجنازة .
الشيخ : كيف ؟.
السائل : ... الصلاة على الجنازة من الإيمان .
الشيخ : إي نعم .
السائل : واتباعها .
الشيخ : واتباعها أيضا من الإيمان ، لكن الاتباع مقصود لغيره ، المقصود بالأصل هو الصلاة والدفن .
القارئ : " وقال إبراهيم التيمي : ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا . وقال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول : إنه على إيمان جبريل وميكائيل . ويذكر عن الحسن : ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق ، وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى : (( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )) ".
الشيخ : قال البخاري رحمه الله : " باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر " أي من حبوطه ، لقول الله تباركو تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) وهذه الآية لما نزلت وكان ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه جهوري الصوت ، انحبس في بيته يبكي ، عجز أن يخرج إلى الناس خاف أن يحبط عمله وهو لا يشعر ، لأنه رفيع الصوت ، فسأل عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبر بأنه منذ أن نزلت الآية وهو في بيته يبكي ، خاف أن يحبط عمله وهو لا يشعر ، فأرسل إليه يقول : ( بل يعيش حميدا ويقتل شهيدا ويدخل الجنة ).
فانظر كيف كانت ثمرة هذا الخوف ، وهو مقابل لثمرة الصدق الحاصل لمن لكعب بن مالك وصاحبيه ، فالإنسان كلما صدق رفع الله له ذكره ، وكلما خاف أمنه الله عزوجل ، كلما خفت من الله فسيؤمنك الله ، أسال الله أن يؤمننا وإياكم من عذابه .
السائل : آمين .
الشيخ : بشره الرسول بثلاثة أشياء : أنه يعيش حميدا ، ويقتل شهيدا ، ويدخل الجنة ، وحصل هذا ، عاش حميدا ، وقتل في اليمامة شهيدا ، ونشهد أنه سيدخل الجنة بشهادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فالإنسان يجب أن يخاف من حبوط العمل وهو لا يشعر : إما بإعجاب وإدلال على الله ، وإذا فعل العبادة زم في نفسه ، وقال فعلت صليت تصدقت ، أو برياء يقارنها فيفسدها ، أو بأعمال سيئة تحيط بها عند الموازنة .
وقال إبراهيم التيمي : " ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا " سبحان الله ، خوف السلف ، يقول : " عرضت قولي على عملي خشيت أن أكون مكذبا " ليش ؟.
لأن عمله لا يوازن قوله ، قوله في ظاهره أعظم من فعله ، كما نشاهد من بعض الناس تجده إذا قام يتكلم تقول هذا من أزهد عباد الله ومن أصلح عباد الله ، وإذا فتشت عن حاله وجدته ناقصا ، لكن لا يعني أن إبراهيم التيمي من هذا النوع ، لكن أقول إن هذا منه تواضع واحتقار لعمله .
وقال ابن أبي مليكة : " أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كلهم يخاف النفاق على نفسه ".
الله المستعان ، نعم ، هذا حتى عمر بن الخطاب خاف النفاق على نفسه ، عمر بن الخطاب ثان واحد في الأمة الإسلامية بعد الرسول يخاف النفاق ، فإنه في يوم من الأيام أمسك حذيفة بن اليمان ، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أسر إلى حذيفة بأسماء طائفة من المنافقين ، ولهذا يسمى حذيفة صاحب السر ، قال له : " أنشدك الله هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من سمى من المنافقين " هذا وهو عمر الذي هو من أصلح الناس وأصدقهم لهجة رضي الله عنه .
وهذا عبد الله ابن أبي مليكة يقول أدرك ثلاثين من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام كلهم يخافون النفاق على نفسه .
" ما منهم أحد يقول : إنه على إيمان جبريل وميكائيل " خلافا لمن ؟.
للمرجئة الجهمية ، يقول أنا إيماني كإيمان جبريل ، كإيمان الرسول ، كإيمان أبي بكر ، أعوذ بالله ، كيف هذا ، وهذا أيضا من الغرور الذي يوجب أن يحبط ، أن تحبط أعمالهم نعوذ بالله ، جبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب ، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأرض ، وبقي ثالث كان الرسول عليه الصلاة والسلام يذكره معهم في صلاة الليل وهو إسرافيل الموكل بنفخ الصور .
يقول : " ويذكر عن الحسن " يذكر هذا المعلق بصيغة التمريض ، يذكر عن الحسن البصري : " ما خافه أي النفاق إلا مؤمن "، المؤمن هو الذي يخاف من النفاق ،" ولا أمنه إلا منافق "، وفي هذا التحذير من أن يأمن الإنسان النفاق على نفسه ، والترغيب في أن يخاف النفاق على نفسه ، النفاق هل يدخل فيه الرياء أو لا ؟.
نعم يدخل فيه الرياء ، لأن الإنسان أظهر أنه يفعل العبادة مخلصا لله وهو في الحقيقة غير مخلص ، ومن يسلم من الرياء ، ولهذا قال بعض السلف : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص" ، نعم .
يقول : " وما يحذر " هذه معطوفة على خوف ، يعني وباب ما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى : (( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )) والإصرار على المعاصي خطير جدا .
23 - باب : خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر ، وقال إبراهيم التيمي : ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا . وقال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول : إنه على إيمان جبريل وميكائيل . ويذكر عن الحسن : ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق ، وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى : (( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )) . أستمع حفظ