تتمة باب : خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى : (( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )) .
وقد ذكر العلماء أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ، وقد قال الله تبارك وتعالى عن من إذا تليت عليه آيات الله قال أساطير الأولين ، قال الله تعالى مكذبا إياه : (( كلا )) ليست أساطير الأولين ، إذا لماذا يقول أساطير الأولين (( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) طبع عليهم ختم عليهم ، حتى صار يرى القرآن الكريم يراه أساطير الأولين .
1 - تتمة باب : خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى : (( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )) . أستمع حفظ
حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن زبيد قال سألت أبا وائل عن المرجئة فقال حدثني عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
الشيخ : يعني وهم يقولون سباب المسلم إيمان ليس بفسوق ، وقتاله ليس بفسوق ، لأنهم يرون أن المعاصي لا تخرج الإنسان إلى الفسق ، ولا إلى الكفر إلا ما رأوه كفرا فيخرج إلى الكفر ، أما المعاصي التي لا يرونها كفرا يقولون أنها لا تؤثر على الإنسان ، ولا ينتقل من وصف العدالة إلى وصف الفسق ، ولا من وصف الإيمان إلى وصف الكفر .
وهنا يتبين أن الفسوق أدنى مرتبة من الكفر ، وذلك لأن القتل أعظم من السباب ، فالسباب موجب للفسوق ، والقتال موجب للكفر ، ثم هل الكفر هنا ، الكفر المخرج من الملة ؟.
لا ، لأنه قال كفر ، يعني من الكفر ، وليس هو الكفر المخرج من الملة ، ودليل ذلك قوله تعالى : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا )) إلى أن قال : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )).
2 - حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن زبيد قال سألت أبا وائل عن المرجئة فقال حدثني عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر أستمع حفظ
أسئلة
الشيخ : نعم . نعم نأخذ اللي ما أخذ أول .
السائل : ... الذين يقولون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص يقول ...
الشيخ : إيش .
السائل : ...
الشيخ : لا ما هو صحيح هذا ، لا هم يقولون لا يزيد ولا ينقص ، صلاح .
السائل : قوله تعالى : (( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) هل الإنسان يمكن أن يشعر بحبوط عمله ؟.
الشيخ : إي نعم ، يشعر بحبوط عمله إذا فعل ما يحبط العمل ، وهذه الآية كقوله عليه الصلاة والسلام : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به في النار كذا خريفا )، نعم .
أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد حدثني أنس بن مالك قال أخبرني عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال إني خرجت لأخبركم بليلة القدر وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرًا لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس
الشيخ : الشاهد من هذا الحديث أن المعصية لم يشعروا أنه تصل إلى هذه الدرجة ، وهي أن ترفع عنهم ، أن يرفع عنهم العلم بليلة القدر ، لكن لا مطلقا بل في هذا العام فقط ، وإلا فإن ليلة القدر لا تعلم ، وتتنقل ، يمكن أن تكون في هذا العام في ليلة سبعة وعشرين ، وفي العام الثاني في ليلة خمسة وعشرين وهكذا ، ولهذا قال في آخر الحديث ، ( عسى أن يكون خيرا )، يعني أتوقع أن أكون خيرا لكم وهو كذلك ، لأن الناس لو علموا أنها في ليلة معينة ، لاقتصرت عبادتهم وقيامهم ، إيش ؟.
على هذه الليلة ، لكن إذا لم يعلموا ، اجتهدوا في كل الليالي ، هذه واحدة .
ثانيا : إذا كانت ليلة معينة ، سهل على كل واحد على النشيط والكسلان أن يقومها ، لكن إذا كانت غير معلومة ، لم يحرص عليها إلا من كان نشيطا في العبادة ، ثم إن هذه العبادات التي نقوم بها في هذه الليالي ، كلها خير وأجر لنا ، ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( وعسى أن يكون خيرا لكم ).
ثم قال : ( التمسوها )، والأمر هنا للإرشاد ، ( في السبع والتسع والخمس ) وبقي ؟.
ثلاث ، والواحد وعشرين ، نعم .
4 - أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد حدثني أنس بن مالك قال أخبرني عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال إني خرجت لأخبركم بليلة القدر وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرًا لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس أستمع حفظ
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم:( وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت ).؟
الشيخ : نعم .
السائل : فكيف قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( التمسوها في السبع والتسع ).
الشيخ : رفعت أي رفع العلم بها .
السائل : إيه في هذه السنة .
الشيخ : العلم ، العلم بها ، يعني كان الرسول علم أنها في ليلة كذا لكن رفعت ، نسيها ، نعم
ما الفرق بين المرجئة والجهمية.؟
الشيخ : لا المرجئة هم الجهمية ، خذ سلمك الله ، خذ ثلاث جيمات مرت علينا في النونية ، تذكرها ، ما هي ؟.
السائل : جيم الجهمية والمرجئة والجبرية .
الشيخ : نعم .
ما حكم الذي يصلي الفرض فقط مستدلا بحديث الأعرابي ولا يصلي النوافل مطلقا.؟
الشيخ : أي حديث ، وين الحديث ؟.
السائل : الرجل الأعرابي الذي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وسأله حتى قال : لا أزيد على هذا ولا أنقص .
الشيخ : نعم .
السائل : يقولون الرجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأقره على ذلك .
الشيخ : أي نعم ، صحيح .
السائل : ما الحكم حتى النوافل يا شيخ ، حتى الأربع ركعات القبلية ، ولا المغرب ...
الشيخ : ولا الوتر أيضا .
السائل : ولا الوتر ، يعني ما يصلي إلا الفروض فقط ،
الشيخ : إيه ، طيب ، فهو حجة ، لكن لا بد من الاتيان ببقية الفرائض مثلا : ما ذكر الحج .
السائل : يعني نأتي له بشيء ، ونذكره بحديث آخر .
الشيخ : إي نعم ، نذكره بالحديث الآخر في مسألة الواجب ، باقي من الواجبات الحج إذا كان قادرا .
ولكن الحقيقة أن الإنسان هل هو ضامن أنه أدى هذه الصلوات على الوجه المطلوب ؟.
فيها نقص ، والنوافل تجبرها .
الشيخ : ... إلى جنازة وكانت الصلاة فريضة فهل تصح صلاته أم لا ؟.
تصح ، سواء فريضة أو نافلة .
السائل : الصورة ما عرفناها يا شيخ ؟. ما فهمنا .
إذا صلى وبين يديه جنازة هل تصح صلاته.؟
نقول نعم تصح .
السائل : نفل أو فريضة ...
الشيخ : إيه فريضة أو نافلة كلها واحد ، فهمتها ؟.
السائل : إي نعم .
الشيخ : طيب .
ما معنى حديث :( نهى أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهم ).؟
الشيخ : أين وجدت هذا الحديث ؟.
السائل : ...
الشيخ : صححه ، صحح أولا .
هل يجوز الطواف حول الكعبة بالخف أو ما يشبهه كالحذاء بعذر أو بدون عذر.؟
معلوم أن الرجل لا يلبس الخف وهو محرم ، والمرأة لا بأس .
وأما الطواف حول الكعبة أو دخول المسجد الحرام في الخف فتركه أحسن ، لأن العوام ، العوام هوام فيخشى من فساده ، يدخل الإنسان ونعاله ملوثة بالماء ، فالأولى أن الإنسان من أول ما يدخل المسجد الحرام يلقي نعليه ، نعم .
هل تجوز إمارة النساء في السفر على رجال محارم لها.؟
هذا لا يجوز ، لا يجوز أن تكون المرأة أميرة على الرجال ...
هل من توجيه نصيحة حول الحجر في المساجد وحجز الأمكنة.؟
هذه قد تقدم الكلام عليها كثيرا وبينا أن الإنسان إذا حجز وهو في المسجد فلا بأس ، وإن كان خارج المسجد فإنه لا يحجز . وتقدم أن بعض العلماء رخص في ذلك ، ولكن الأولى أن لا يفعل ، نعم .
نبدأ بإذن الله .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
قال البخاري رحمه الله تعالى : " باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له ، ثم قال : ( جاء جبريل عليه السلام يعلمكم دينكم ) فجعل ذلك كله دينا وما بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس من الإيمان ، وقوله تعالى : (( ومن يبتغ غير الإسلام فلن يقبل منه )) " ...
الشيخ : هذا الباب ترجمته طويلة قبل أن أدخلها .
تتمة الشرح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال إني خرجت لأخبركم بليلة القدر وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرًا لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري حين بعثهما إلى اليمن أمرهما أن إيش ؟.
أن يتطاوعا ، يعني أن يطيع أحدهما الآخر ، حتى لا يحصل النزاع .
13 - تتمة الشرح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال إني خرجت لأخبركم بليلة القدر وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرًا لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس أستمع حفظ
باب : سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له ثم قال جاء جبريل عليه السلام يعلمكم دينكم فجعل ذلك كله دينا ومل بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس من الإيمان وقوله تعالى:(( ومن يبتغ غير الإسلام فلن يقبل منه ))
وفي النهاية قال : ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )، فجعل كل هذه من الدين ، يعني جعل الإيمان والإسلام والإحسان من الدين ، لأن دين الإسلام يشتمل عليها كلها ، فهي دين الله عزوجل .
قال : " فجعل ذلك كله دينه وما بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لوفد عبد القيس من الإيمان "، حيث بين لهم أركان الإسلام ، فجعلها من الإيمان .
وقول الله تعالى : ((ومن يبتغ غير الإسلام فلن يقبل منه )) يعني من يطلب دينا يدين الله به غير الإسلام فإنه لايقبل منه ، لأن الإسلام نسخ جميع الأديان السابقة .
وبهذا نعرف أن من زعم أن ما عليه أهل الكتاب اليوم دين يقبله الله فإنه كافر مرتد عن الإسلام ، يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه كفرا وردة لأنه مكذب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين ، والنصارى اليوم ليسوا على شيء ، واليهود ليسوا على شيء ، وسائر الملل ليست على شيء ، لا يقبل إلا الإسلام فقط ، فمن وفق للإسلام فهو المقبول ، ومن لم يوفق فهو المردود ، حتى الشرائع التي ليست أصل الإسلام إذا كانت على غير ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهي مردودة ، ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، نعم .
14 - باب : سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له ثم قال جاء جبريل عليه السلام يعلمكم دينكم فجعل ذلك كله دينا ومل بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس من الإيمان وقوله تعالى:(( ومن يبتغ غير الإسلام فلن يقبل منه )) أستمع حفظ
حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزًا يومًا للناس فأتاه جبريل فقال ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عنده علم الساعة الآية ثم أدبر فقال ردوه فلم يروا شيئًا فقال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم قال أبو عبد الله جعل ذلك كله من الإيمان
الشيخ : نعم .
السائل : فأتاه جبريل .
الشيخ : عندي جبريل ، عندك رجل ؟.
القارئ : نعم ، رجل .
الشيخ : لا ، عندنا جبريل ، الشرح ما تكلم عليها ؟.
القارئ : " فأتاه رجل أي ملك في صورة رجل ، وفي التفسير للمصنف إذ أتاه رجل يمشي ، ولأبي فروة فإنا لجلوس عنده إذ أقبل رجل أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحا كأن ثيابه لم يمسها دنس ، ولمسلم من طريق كهمس في حديث عمر بينما نحن ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، وفي رواية ابن حبان سواد اللحية ". بس يا شيخ ، مافيه .
الشيح : بس ، هذا ، كأن نسخنا غلط .
السائل : ...
الشيخ : هاه ،
السائل : ...
الشيخ : نسخة ، من قالها ؟.
السائل : ...
الشيخ : العيني ؟.
السائل : ...
الشيخ : وش يقول ؟.
السائل : ...
الشيخ : هذا اللي قاله مسلم ، الظاهر أنك ...
السائل : هنا يا شيخ القسطلاني يقول أحسن الله إليكم : " فأتاه رجل ، أي ملك في صورة رجل وهو رواية الأربعة ، وفي رواية في أصل المتن اليونينية كهي جبريل ".
الشيخ : كهي ؟.
السائل : نعم .
الشيخ : وش معنى كهي ؟.
السائل : كهيئة .
الشيخ : هاه .
السائل : أنا ما عندي كهيئة عندي كهي جبريل .
الشيخ : كهي .
السائل : نعم ، في رواية .
الشيخ : على كل حال في مسلم : ( رجل شديد بياض الثياب ، ثم قال في النهاية ، هذا جبريل أتاكم ، الظاهر : ( فأتاه رجل ) أصح ، تصحح : ( فأتاه رجل ) ، نعم .
القارئ : ( فأتاه رجل فقال : ما الإيمان ؟. قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث ، قال : ما الإسلام ؟. قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ، قال : ما الإحسان ؟. قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال : متى الساعة ؟. قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، وسأخبرك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله ، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله عنده علم الساعة )) الآية ، ثم أدبر فقال : ردوه ، فلم يروا شيئًا ، فقال : هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم ) .
قال أبو عبد الله : جعل ذلك كله من الإيمان .
الشيخ : هذا يخالف السياق الذي في صحيح مسلم من حيث الترتيب ، ومن حيث بعض الكلمات : ( أن تؤمن بالله وملائكته ولقائه ورسله وتؤمن بالعبث ) سقط من هنا ركنان : وهما الإيمان بالكتب ، والإيمان بالقدر ، وزيد واحد وهو الإيمان باللقاء ، والمراد باللقاء هنا لقاء المحاسبة لقوله تعالى : (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه فأما من أوتي كتابه بيمينه إلخ )) وليس المراد اللقاء بالبعث ، لأن البعث صرح به ، قال : ( وتؤمن بالبعث )، والبعث هو الإخراج ، إخراج الناس من قبورهم .
قال : ما الإسلام ؟. قال : ( أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا ) وسقط منها شهادة أن محمدا رسول الله ، أما شهادة أن لا إله إلا الله فتضمنها قوله : أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، ( ولا تشرك به ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ) وسقط أيضا الحج ، وهذا يدل على أن هذا السياق ... ، والسياق التام المنضبط ، سياق رواية مسلم رحمه الله .
قال : ما الإحسان ؟. قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، يعني أن تعبد الله عبادة كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، ومعلوم أننا لا نراه ، فقوله : ( فإن لم تكن تراه ) يعني : فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك ، وهاتان المرتبتان في الإحسان :
المرتبة الأولى : أن تعبد الله عبادة طلب يتضمنها قوله : ( كأنك تراه )، لأن من رأى المحبوب طلبه .
والثاني : عبادة هرب ، لقوله : ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ولن تفوته ، فيكون الإحسان على هذا مرتبتين .
قال : متى الساعة ؟. قال : ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ) يعني أنا لا علم لي بها وأنت كذلك لا علم لك بها ( وسأخبرك عن أشراطها ) وفي لفظ رواية مسلم : ( أخبرني عن أشراطها )، والأشراط العلامات ، قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا ولدت الأمة ربها )، إذا ولدت الأمة ربها ، فما معنى ولدت ربها ؟.
قال العلماء إن السرية إذا وطئها سيدها وأتت بولد صار هذا الولد حرا ، وهو بضعة من ، مِن منَ ؟.
من سيدها ، فيكون سيدا لها باعتبار أن أباه سيد لها ، لكن هذا المعنى وإن كان وجيها من حيث اللفظ ، ولكن من حيث المعنى أمر لا يستغرب ، كل أمة استولدها سيدها فإن ولدها يكون حرا .
لكن قالوا إن هذا كناية عن أن هذا الولد يكون مالكا لها أي أميرا أو ملكا أو ما أشبه ذلك ، وهو كناية عن كثرة السراري . عندك شرح لها ؟.
السائل : ...
الشيخ : نعم ، شف يا مصطفى .
القارئ : إذا ولدت ؟.
الشيخ : نعم .
15 - حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزًا يومًا للناس فأتاه جبريل فقال ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عنده علم الساعة الآية ثم أدبر فقال ردوه فلم يروا شيئًا فقال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم قال أبو عبد الله جعل ذلك كله من الإيمان أستمع حفظ
قراءة من الشرح لقوله:( إذا ولدت الأمة ربها ) مع تعليق الشيخ
الشيخ : إيش هذا ؟.
القارئ : نعم يا شيخ ، لكن ثم ذكر ، قال : " قوله : ( أن تلد الأمة ربها ) وفي التفسير : ربتها ، بتاء التأنيث وكذا في حديث عمر ولمحمد بن بشر وزاد : يعني السراري ، وفي رواية عمارة بن القعقاع : إذا رأيت المرأة تلد ربها ، ونحوه لأبي فروة وفي رواية عثمان بن غياث ".
الشيخ : شف المعنى ، المعنى ؟.
السائل : إذا ولدت ، طيب .
القارئ : ما فيه إلا كلمتين ، كلمتين على موقفها .
الشيخ : طيب .
القارئ : طيب : " وقد اختلف العلماء قديما وحديثا في معنى ذلك قال ابن التين :" اختلف فيه على سبعة أوجه فذكرها لكنها متداخلة وقد لخصتها بلا تداخل فإذا هي أربعة أقوال : الأول : قال الخطابي معناه اتساع الإسلام واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم ، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربها لأنه ولد سيدها ، قال النووي وغيره إنه قول الأكثرين ، قلت لكن في كونه المراد نظر لأن استيلاد الإماء كان موجودا حين المقالة والاستيلاء على بلاد الشرك وسبي ذراريهم واتخاذهم سراري وقع أكثره في صدر الإسلام ، وسياق الكلام يقتضي الإشارةَ إلى وقوع ما لم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة ، وقد فسره وكيع في رواية ابن ماجه بأخص من الأول قال : أن تلد العجم العرب ، ووجهه بعضهم بأن الإماء يلدن الملوك فتصير الأم من جملة الرعية ، والملك سيد رعيته .
الشيخ : مبتدأ وخبر .
القارئ : فتصير الأم ؟.
الشيخ : لا، مبتدأ وخبر ، الملك سيد رعيته ، هذا وجه كونه سيدها .
القارئ : " فتصير الأم من جملة الرعية والملك سيد رعيته ، وهذا لإبراهيم الحربي وقربه بأن الرؤساء في الصدر الأول كانوا يستنكفون غالبا من وطء الإماء ويتنافسون في الحرائر ثم انعكس الأمر ولا سيما في أثناء دولة بني العباس ولكن رواية : ربتها بتاء التأنيث قد لا تساعد على ذلك ، ووجهه بعضهم بأن إطلاق ربتها على ولدها مجاز لأنه لما كان سببا في عتقها بموت أبيه أطلق عليه ذلك ، وخصه بعضهم بأن السبي إذا كثر فقد يسبى الولد أولا وهو صغير ثم يعتق ويكبر ويصير رئيسا بل ملكا ثم تسبى أمه فيما بعد فيشتريها عارفا بها أو وهو لا يشعر أنها أمه فيستخدمها أو يتخذها موطوءة أو يعتقها ويتزوجها ، وقد جاء في بعض الروايات : ( أن تلد الأمة بعلها ) وهي عند مسلم فحمل على هذه الصورة ، وقيل المراد بالبعل المالك وهو أولى لتتفق الروايات ، الثاني : أن تبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر ذلك فيتداول " الملاك يا شيخ ؟.
الشيخ : أعد لي الكلمة .
القارئ : " الثاني : أن تبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك ".
الشيخ : نعم .
القارئ : " وعلى هذا فالذي يكون من الأشراط غلبة الجهل بتحريم بيع أمهات الأولاد أو الاستهانة بالأحكام الشرعية ، فإن قيل هذه المسألة مختلف فيها فلا يصلح الحمل عليها لأنه لا جهل ولا استهانة عند القائل بالجواز ، قلنا يصلح أن يحمل على صورة اتفاقية كبيعها في حال حملها فإنه حرام بالإجماع ، الثالث : وهو من نمط الذي قبله قال النووي : لا يختص شراء الولد أمه بأمهات الأولاد بل يتصور في غيرهن بأن تلد الأمة حرا من غير سيدها بوطء شبهة أو رقيقا بنكاح أو زنا ثم تباع الأمة في الصورتين بيعا صحيحا وتدور في الأيدي حتى يشتريها ابنها أو ابنتها ولا يعكر على هذا تفسير محمد بن بشر بأن المراد السراري لأنه تخصيص بغير دليل ، الرابع : أن يكثر العقوق في الأولاد فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام فأطلق عليه رُبها مجازا لذلك ".
الشيخ : رَبها .
القارئ : " فأطلق عليه رَبها مجازا لذلك أو المراد بالرب المربي فيكون حقيقة ، وهذا أوجه الأوجه عندي لعمومه ولأن المقام يدل على أن المراد حالة تكون ".
الشيخ : بالرفع .
القارئ : " على أن المراد حالةٌ تكون مع كونها تدل على فساد الأحوال مستغربة ومحصله الإشارة إلى أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربى مربيا والسافل عاليا وهو مناسب لقوله ".
السائل : المربى .
الشيخ : هاه .
القارئ : " بحيث يصير المربى مربيا والسافل عاليا وهو مناسب لقوله في العلامة الأخرى : أن تصير الحفاة ملوك الأرض . تنبيهان أحدهما ، قال النووي ليس فيه دليل على تحريم بيع أمهات الأولاد ولا على جوازه وقد غلط من استدل به لكل من الأمرين لأن الشيء إذا جعل علامة على شيء آخر لا يدل على حظر ولا إباحة ، الثاني : يجمع بين ما في هذا الحديث من إطلاق الرب على السيد المالك في قوله : ربها ، وبين ما في الحديث الآخر وهو في الصحيح : ( لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك اسق ربك وليقل سيدي ومولاي ) بأن اللفظ هنا خرج على سبيل المبالغة أو المراد بالرب هنا المربي ، وفي المنهي عنه السيد أو أن النهي عنه متأخر أو مختص بغير الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تطاول ".
الشيخ : أما الأخير الجواب غير ما ذكره النووي رحمه الله ، الجواب هو أن قوله : ( أطعم ربك ) خطاب ، وربها غيبة ، ومعلوم أنك إذا قلت للشخص أطعم ربك صار فيه إذلال له ، وصار فيه إعظام لهذا الرب من المخاطب ، بخلاف : ( أن تلد الأمة ربها )، لأنه لم يخاطب أحد بذلك حتى يكون فيه ما يكون في الخطاب لكلمة ربك ، وهذا واضح .
وقريب من ذلك ، النهي عن قول : ( اللهم اغفر لي إن شئت )، وقول : غفر الله لك إن شاء الله ، فإن هذه دون الأولى ولا يصح القياس عليها ، لما في الخطاب من النص على المخاطبة .
تتمة الشرح
مثل قوله تعالى : (( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله )) المراد هنا الجنس لا العين ، ولهذا لا يصح أن تنزل على آدم وحواء ، بل المراد (( خلقكم من نفس واحدة )) أي من جنس واحد ، وخلق منها زوجها : أي جعله منها من جنسها (( فلما تغشاها )) إلخ .
هذا الواضح ، لأنه ما هو ربها هو يبرها حتى نقول كيف يكون ربا لها ؟.
السائل : ...
الشيخ : هذا معناه أنه لكثرة الإيماء ، السراري والفتوحات حصل هذا الشيء ، ويدل لذلك قوله : ( وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان )، هذا كناية عن كثرة الأموال ، وأن الرعاة الفقراء ، نعم ، كما جاء في لفظ مسلم : ( أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )، وكأن هذا إشارة إلى كثرة الفتوح فإن هذا من علامات الساعة ، والمناسبة فيه ظاهرة ، لأن كثرة الفتوح معناها بلوغ الشيء غايته ، وكل شيء في الدنيا يبلغ غايته فإنه سوف يفتر .
فوائد
السائل : شيخ ، هنا قرأت أنا : ( بحيث يصير المربى مربيا ) فالإخوة قالوا المربي مربيا .
الشيخ : لا ، بالعكس .
السائل : العكس ...
الشيخ : العكس ، ولا ما نع أخي .
السائل : يعني علشان .
الشيخ : كل يخطئ .
السائل : لا لا يا شيخ حتى أرى أنا إيش المقصود .
الشيخ : معناها المربى مربيا ، المربى : الولد ، العادة تربيه أمه ، مربيا : يربي أمه .
أسئلة
الشيخ : إيه ، إي نعم ، مضافة ، أما الرب على سبيل الإطلاق فهو الله عزوجل .
السائل : ألا يمنع ... أن تلد الأمد ربها أن نقول ... حتى يكون هو المربي لها ،
الشيخ : هذا بعيد ، بعيد ، لأن هذا حتى يقع من الأحرار ، ... ولده ، طيب ، نعم
السائل : هل المقصود ،
الشيخ : يعني توجيه ابن حجر رحمه الله بعيد أن يختار هذا ، مو بصحيح ، نعم ،
السائل : شيخ الأمة أليس هذا يطلق كذلك على النساء ... أمة الله يعني المرأة عموما .
الشيخ : إيه ،
السائل : ..لأن هذا واقع نشاهدة ، فأغلب الناس يعاني
الشيخ : لكن لا تطلق الأمة يراد بها المرأة مطلقا إلا إذا ... الله ، لا تمنعوا إماء الله مساجد الله أما عند الطلاق فهي مملوكة ،
السائل : جزاك الله خير ،
الشيخ : نعم ،
السائل : ما انتهى التعليق يا شيخ ،
الشيخ : هاه ،
السائل : بقية الحديث ،
الشيخ : خلص ما فيش ،
السائل : إذا تطاول العالة
تتمة الشرح في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عنده علم الساعة الآية ثم أدبر فقال ردوه فلم يروا شيئًا فقال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم قال أبو عبد الله جعل ذلك كله من الإيمان
(( إن الله عنده علم الساعة ، وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت )) ، هذه الخمس كلها معلومات ، إلا قوله : (( وينزل الغيث )) فهو داخل تحت المقدورات لا المعلومات ، لأن الله لم يقل : ويعلم نزول الغيث ، قال : وينزل الغيث ، لكن إذا كان هو المختص بتنزيل الغيث فهو المختص بعلمه ، لأن الغيث ينزل بعلمه ، ولكنه سبحانه وتعالى قال : ينزل الغيث ، لأن هذا أبلغ في نفع هذا الغيث ، لأن مجرد علم الله بنزوله لا يستفيد الناس منه شيئا ، لكن نزوله هو الذي يمكن أن يستفيده منه ، ولهذا قال : (( وينزل الغيث ))، يعني هذا يباشر النفوس مباشرة ، بخلاف العلم بنزول الغيث .
عنده علم الساعة ، ولكن أنذركم ما قاله أحد الغربيين بأن الساعة ستقوم في تمام القرن العشرين ، يعني بعد سبع سنوات .
السائل : ست سنوات .
الشيخ : هاه ، ست .
السائل : سبع سنوات .
الشيخ : على كل حال ست أو سبع ، أقول هذا كذب ، ولا يجوز أن يصدق ، ولا يمكن أن يكتم الله علم الساعة عن جبريل ومحمد عليهما الصلاة والسلام ثم يأتي رجل كافر ملحد يقول إنها تكون في عام ألفين ، ولكن هذا من سخافتهم ، وكما قلت لكم قبل أيام في العام الماضي قرأت صفحة كاملة في إحدى الصحف عن امرأة سموها لكن نسيتها ، اسمها الكاهنة ، صوروا صورتها ، وقالت إن من جملة ما سيكون في هذا العام المنصرم ، سوف يتنازل مسؤول كبير في الدول العربية عن مسؤوليته إلى مسؤولية شخص آخر ، ذهبت الأوهام كل مذهب لكن ما صار شيء ، مما يدل على كذب الكهنة .
طيب (( وينزل الغيث )) يعني المطر الذي يكون به الغيث ، وهو الذي تنبت به الأرض ، لأن المطر منه غيث ومنه ماليس بغيث ، كما جاء في صحيح مسلم : ( ليس السنة أن لا تمطروا وإنما السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئا )، وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام ، ليست السنة يعني الجدب أن لا نمطر ، بل أن نمطر ولا تنبت الأرض شيئا ، وهذا يقع ، أحيانا يأتي مطر كثير ولا تنبت الأرض شيئا ، وأحيانا يكون المطر قليلا ويكون فيه بركة عظيمة .
وعند أهل نجد سنة مشهورة تسمى سنة الدمنة ، تعرفون الدمنة بعرة البعير أو بعرة الغنم الماعز ، يقولون أنه جاءت أمطار لكن تحت الدمنة لم يبتل ، اللي تحت الدمنة لم يبتل ، وصارت ربيع ، ربيع ، ربيع ، وهذه بركة من الله ، ولهذا قال : (( ينزل الغيث )) دون أن يقول ويعلم نزول الغيث .
(( ويعلم ما في الأرحام ))، الأرحام جمع رحم ، وهو وعاء الجنين في بطن أمه ، وسمي رحما لأن ضمه للجنين ، ضم رحمة ، ووقاية ، ولهذا جعله العليم الخبير الحكيم عزوجل جعله مغلقا في ثلاث طبقات (( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث )) وجعل الذي يباشر الجنين ، جعله ماءا لزجا رقيقا متحركا كالزئبق من أجل أن لا يتعب الجنين في بطن أمه ، لأن الأم تتحرك تروح وتأتي وتنام وتقوم وتقعد ، فلولا أن هذا الماء بإذن الله لين سهل ، ما حصل الراحة لهذا الحمل .
ثم إن الحمل ظهره إلى بطن أمه ، ووجهه إلى ظهرها لأجل أن يتقى وجهه بظهر الأم ، ويكون ظهره من جهة البطن ، وهذا أيضا من لطف الله سبحانه وتعالى ، ثم إذا أراد الله أن تضع جاء الطلق ، والطلق عبارة عن حركة الجنين من أجل أن ينزل ، لأنه يتحرك ليكون رأسه هو الأسفل فيخرج الرأس قبل الرجلين ، وكان بالأول لو نزل على طبيعته في بطن أمه ، لنزلت الرجلان قبل ، لكن الله حكيم ، ينزل الرأس هو الأول ، حتى ينساب خروج الجنين ، لو خرجت الرجلان ، لكانت اليدان تمنع الخروج وحصل ضرر عليه وعلى الأم ، لكن سبحان الحكيم العليم ، يعني من الذي حركه هذا التحرك في بطن أمه إلا الله عزوجل ، حتى ينزل نزولا طبيعيا .
(( يعلم مافي الأرحام )) هل المراد أذكر هو أم أنثى ؟ نقول نعم ، قبل أن يخلق يشمل هذا أذكر هو أم أنثى ، لأنه قبل أن يخلق لا يعلم أحد ماذا يكون ، ولهذا يستأذن الملك الموكل بالرحم ، يستأذن ربه عزوجل ، يقول : يارب أذكر أم أنثى ؟، فإذا كان ذكرا أو أنثى علمه الملك قبل أن يخرج ، وهم الآن يعلمونه بواسطة أشعة معينة ، أنه ذكر أو أنثى ، ولكن لا يستطيعون أن يعلموا من قبل .
ثم نقول : العلم المتعلق بما في الأرحام لا يختص بكونه ذكرا أو أنثى ، له عدة متعلقات :
أولا : هل يخرج حيا أو ميتا ، هل أحد يعلم ؟.
لا أحد يعلم ، مهما بلغوا في الطب لا يعلمون ، إذا خرج هل يبقى زمنا طويلا أو زمنا قصيرا ؟.
هذا أيضا لا يعلمونه ، إذا خرج هل يكون رزقه واسعا أم قد قدر عليه رزقه ؟.
هذا أيضا لا يعلمونه ، إذا خرج هل يكون عمله صالحا أو عملا سيئا ؟.
هذا أيضا لا يعلمونه ، فمتعلقات العلم بما في الأرحام ليس خاصة بالذكور والأنوث ، وهذه كلها لا يعلمها إلا الله .
(( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ))، لا تدري نفس ماذا تكسب غدا ، ولم يقل ماذا يحصل لها غدا ، لأن الذي يحصل للإنسان في الغد نوعان :
نوع من كسبه ، ونوع من فعل الله به ، أما الذي من فعل الله به فلا طريق إلى العلم به إطلاقا ، أما الذي من كسبه فقد يقدره الإنسان ، قد يقول غدا أنا سأفعل كذا ، سأفعل كذا ، سأفعل كذا ، لكن هل هو ضامن ؟.
إذا لا علم عنده ، وإن قدر فلا علم عنده ، أما ما يتعلق بعلم الله به فهذا لا سبيل للعلم به إطلاقا .