تتمة الفوائد
وفي هذا الحديث أيضاً مسألة أخرى اختلف فيها العلماء وهي هل يجب أن ينوي الاستثناء قبل تمام المستثنى منه أو لا؟ يعني مثلا : لو قال عندي لزيد مثلاً مئة ريال ثم استثنى بعد أن تمت الجملة الأولى نوى واستثنى إلا عشرة فهل يصح؟ قال بعض العلماء لا يصح الاستثناء حتى ينويه قبل تمام المستثنى منه واالصحيح أنه يصح أن ينوي الاستثناء ولو بعد تمام المستثنى منه وله أدلة منها هذا الحديث ومنها حديث قصة سليمان عليه الصلاة والسلام حين قال ( والله لأطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل واحدة غلاما يقاتل في سبيل لله فقال له الملك قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فطاف على تسعين امرأة ولم تلد منهن واحدة إلا واحدة فقط ولدت شق إنسان ) نصفه ، سبحان الله آية من آيات الله ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته ولقاتلوا في سبيل الله ) وهذا يل على أنه لو قال إن شاء الله لصح الاستثناء مع وجود الفاصل ، نعم .
أسئلة
الشيخ : لا بأس الصحيح أن يصح لأن هذا ضروري ، نعم ، لكن على قول من يرى أنه لا بد من الاسثناء قبل تمام المستثنى منه لابد من النية لا يصح
السائل : عفا الله عنك ، يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم استثنى من كلام الرسول ، ما جاء التشريع إلا من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا ما ... .
الشيخ : لا شك إن الرسول أبلغ الناطقين ومع ذلك استثنى من شيء متقدم مع عدم اتصال، هم ما اختلفوا في الحكم ، الآن يا سليم متفقين على أن هذا مستثنى ما في إشكال ، لكن هل هو استثناء أو هو نص، وهل يصح الاستثناء مع طول الفصل أو لا
السائل : ... .
الشيخ : في غيره
السائل : يا شيخ بارك الله فيك رجل طلق زوجته وهو يمزح فهل يقع الطلاق
الشيخ : كيف يمزح
السائل : مزح وقال لها أنت طالق
الشيخ : يمزح بالطلاق
السائل : يا شيخ نزغة شيطان يعني
الشيخ : يعني قصد الطلاق
السائل : نعم الطلاق لكن قالها بلسانه ولم يقلها بقلبه ، يعني ... ورجعت بعد ذلك ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة جدهم جد وهزلهن جد ...)
الشيخ : طيب ولما ذكرت هذا الحديث وش تقول ؟
السائل : أقول تقع
الشيخ : خلاص انتهى ، أحسنت ، طيب
السائل : أريك قولك
الشيخ : يقع
السائل : يقع
الشيخ : نعم .
حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني وهب بن منبه عن أخيه قال سمعت أبا هريرة يقول ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب تابعه معمر عن همام عن أبي هريرة
الشيخ : نعم الشاهد قوله : إلا ما كان من عبد الله فإنه يكتب ولكن لو قال قائل إن هذا من فعل عبد الله بن عمرو وليس بحجة ، فالجواب أن بن عمروا كان يفعل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن قال قائل لعلّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يطلع عليه قلنا إذا سلمنا ذلك وأنه لم يطلع عليه فقد اطلع عليه الله ، والله تعالى لا يقر خطأً، والدليل على أنه لا يقر خطأ أن الذين أخطأوا في غيبتهم عن عيون الناس بين الله خطأهم بين الله خطأهم فقال تعالى : (( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول )) يقولون في الليل أشياء يتكلمون بها ما يطلع عليها الناس ، لكن يطلع عليها الله ، فدل على أن الله لا يقر خطأ فهذا وجه الاستدلال عبد الله بن عمروا ، نعم .
3 - حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني وهب بن منبه عن أخيه قال سمعت أبا هريرة يقول ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب تابعه معمر عن همام عن أبي هريرة أستمع حفظ
هل عبد الله بن العاص أكثر حديثا من أبي هريرة.؟
الشيخ : نعم
السائل : الآن أحاديث أبو هريرة
الشيخ : في أحاديث كثيرة ، أبو هريرة أكثر من
السائل : الآن موجودة بين أيدينا يا شيخ
الشيخ : إيه العلماء في المصطلح ذكروا أن عبد الله بن عمرو العاص دون أبو هريرة لكن هو وعائشة متقاربون
السائل : لكن كلام أبو هريرة ياشيخ في أن عند عبد الله بن عمرو العاص أحاديث أكثر مما عنده
الشيخ : نعم
السائل : فأين هي الآن
الشيخ : إي ليس معنى كثرة الأحاديث عند الرجل أنه يكثر التحديث عنه ، نحن نعتقد أن عند أبي بكر أكثر بكثير من أبي هريرة من الأحاديث التي يرويها عن الرسول ، لكن الكلام على التحديث فالإنسان قد يروي شيئاً كثيراً، لكن لا يحدث به لانشغاله مثلاً أو لعدم إقبال الناس عليه أو ما أشبه ذلك ، فلا يلزم من كثرة الأخذ عن الرسول كثرة الرواية عن الآخر، نعم يا آدم .
السائل : ...يعني مثلا نصفه ناشف ونصفه ... هل يحتفظ به
الشيخ : ناشف شلون يعني
السائل : يعني يابس
الشيخ : يابس يعني ميت ، الميت ليس بمحرم أن يأخذه الإنسان .
هل تأخذ النعال الموجودة في الحرم والتي سترميها البلدية .؟
الشيخ : النعال ما كانت شجر يا آدم
السائل : لا ، سؤال الثاني
الشيخ : سؤال ثاني سبحان الله هذه حيلة ، إيش تقول ، هذه أيضاً مسألة يكثر السؤال عنها كثير ، يكثر السؤال عنها ، الآن البلدية تأخذ النعال من عند الحرم وترميها ، فهل يجوز أخذها؟ نقول إذا أيس من وجود صاحبها خذها وإلا فلا لأن بعض الناس يفقد نعليه ثم يذهب يتطلبها يدورها ، لكن مثلاً إذا بقت خمس أيام ستة أيام ، أسبوعاً في مكانها فهذا يعني أن صاحبها تركها تحل لك ، لكن أرى إنه من الأحسن أن تقدر قيمة هذا النعال وأن تتصدق بها لصاحبها في مكة ، نعم .
من قال أن مكة إذا أصبحت دار شرك جاز القتال فيها هل يصح هذا.؟
الشيخ : أبي حذيفة ، نعم
السائل : رأى ....قبل الصلاة لأن الشريعة لا تخصص أحداً بعينه لكن تخصص الحالة، هذا الحديث ، النبي صلى الله عليه وسلم أحل له دخول مكة ، إذا وقع نفس الحالة بأن أصبحت مكة فيها المشركين ثم جاء الفتح وأراد المسلمون أن يطهروها من الأوثان يا شيخ هل يقاتل؟
الشيخ : لا ، لأن الرسول نفذ ، قال إن أحد ترخص بقتال رسول الله ، فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم سد الباب ، وقوله لا هجرة بعد الفتح بشارة أن مكة لن تعود دار كفر، نعم .
حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع فخرج ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه
الشيخ : نعم . الشاهد من هذا قوله : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابًا ، وقوله أكتب لكم هل معناه آمر من يكتب ، أو يكتب هو بيده ، هذا يحتمل وهو مبني على هل النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أوحي إليه صار يكتب أو لا؟ وفي هذا خلاف بين العلماء منهم من قال إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يكتب بعد نزول الوحي عليه ، لأن الله قال : (( وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون )) ثم بعد ذلك يتعلم وصار يخط ، ومنهم من قال لا يخط ولا يعرف إلا أن يكتب كلمات يسيرة كاسمه وما أشبه ذلك ، يكتب اسمه أو ما أشبه ذلك ، وبناءاً على هذا القول يقول أكتب لكم يعني آمر من يكتب والآمر بالشيء كفاعله ، ولهذا يقال مثلاً : بنى الملك المدينة أو بنى قصره ، وليس هو المعنى البناء ، أي بل أمر من يبنيه ، وقوله : ( كتاباً لا تضلوا بعده ) اختلف العلماء في قوله : كتابا لا تضلوا بعده ، فإن كان المراد لا تضلوا بعده في الشريعة فلا شك أن كتاب الله خير من ذلك ، كما قال عمر حسبنا كتاب الله، لأن كتاب الله أفضل مما سيكتب، وإن كان المعنى كتاباً لا تضلوا بعده بالنسبة للخلافة وأن الرسول أراد أن يكتب لما رأى نفسه ثقل به المرض واشتد به المرض أراد أن يكتب كتاباً في الخلافة ، فإن من رحمة الله أن الله تعالى يسر أو قدر أن عمر يعارض حتى يكون انتخاب أبي بكر برضىً من الصحابة مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى خلافته فهو نائبه في الحج عام تسعة ، فإن أبا بكر حج بالناس في السنة التاسعة بالاتفاق ، وتخليفه في أمامة الناس في الحج إشارة إلى أنه هو الخليفة من بعده في إمامة الناس في مسائل الخلافة، ثانياً : أن الرسول خلفه في أمته في الصلاة حتى إنه قال ادعوا لي أبي بكر فحاول أن يكون عمر فأبى إلا أبا بكر ، وثالثاً أنه قال : ( يأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أبا بكر ) ورابعا : ( إن امرأة أتته فقال إرجعي إلي فكأنها أشارت إلى الموت فقال إن لم تجديني لما قالت إن لم أجدك ، قال إن لم تجديني فأت أبا بكر ) كل هذا فيه إشارة إلى أن أبا بكر هو الخليفة فإذا انضم إلى ذلك اختيار الصحابة صار هذا أبلغ في ثبوت الخلافة وعدم فرضها وفي اقتناع الناس بها فكان من رحمة الله أن ألهم الله سبحانه وتعالى عمر رضي الله عنه بهذا ، فيكون من باب ، من توفيق الله له في إصابة الصواب ، لكن الذي يظهر من قوله : عندنا كتاب الله ، الذي يظهر هو المعنى إيش
الطالب : الأول
الشيخ : المعنى الأول ، وأن عمر رضي الله عنه رأى أن كتاب الله كاف عن كل كتاب ، وأما عتب ابن عباس رضي الله عنهما على عمر قوله: إن الرزية كل الرزية إلخ ، إنه أخطأ وأصاب عمر، لأن عمر لا شك أفقه من ابن عباس وأعلم من ابن عباس وهو الذي وفقه الله تعالى للصواب فكانت الرزية كل الرزية هو قول ابن عباس رضي الله عنه فإن هذا الاعتراض لا وجه له ، وعمر أفقه منه وأحكم منه ، وأعلم منه بدلائل الأحوال ، وأعلم منه بما يترتب في المستقبل ، لو أن الرسول كتب هذا الكتاب على أنه هو الكتاب الذي لا نضل بعده ، ماذا يكون إقبال الناس على القرآن ، يهجر ولا يلتفت الناس إليه ، لأن عندهم الكتاب الذي قال لهم الرسول لن تضلوا بعده ، ثم إن الله قضى بحكمته جل وعلا إنه لا بد أن يضل من يضل من هذه الأمة حتى لو كتب الكتاب فلا بد أن يضل من يضل من هذه الأمة كما هو الواقع ، وإن كان قد يقال إنه ربما لو كتب هذا الكتاب لم تضل ، لكن حكمة الله عز وجل تأبى إلا أن يكون الأمر كما وقع ، وفي هذا دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم قد يختلفون في الأشياء وترتفع أصواتهم ويكثر اللغط فيما بينهم ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يكره ذلك ولهذا أمرهم بالقيام وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا ينبغي عليه التنازل ) فهل المراد لا ينبغ عند التنازل عند هذه الحال أو مطلقا؟ مطلقاً ، الثاني الرسول عليه الصلاة السلام لا يريد التنازع يريد من هذه الأمة أن تتفق وأن لا تتنازل بل قال الله له : (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله )) ولذلك الآن لما تنازعت الأمة صار بعضها يقاتل بعضاً وتركوا قتال من؟
الطالب : الكفار
الشيخ : قتال الكفار ، صارت المحن والفتن بينهم وتركوا قتال الكفار وحصل ما حصل على الأمة الإسلامية ، نسأل الله أن ينقذنا من ذلك.
7 - حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع فخرج ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه أستمع حفظ
هل في الحديث أن الرجل إذا اشتدعليه الموت لا تنفذ وصيته.؟
الشيخ : لا تنفذ لماذا؟ من أين ؟
السائل : أن عمر رضي الله عنه خشي أن يكتب الرسول صلى الله عليه وسلم ...أو وصية يختلف عليها الناس
الشيخ : يعني في قوله : غالبه الوجع ؟
السائل : نعم
الشيخ : هو على كل حال إذا علمنا أن الإنسان يتكلم على غير ... فإنه لا ينفذ لا إقراره ولا وصيته ولا غير ذلك.
لو قيل أن ابن عباس هو الذي معه الصواب في هذه القصة من عمر فكيف الرد عليه.؟
الشيخ : الرد كما قلت لكم الآن ، الر د أن عمر رأى أن الاقتصار على كتاب الله خير ، وأنه لا يوجد شيء أحسن من كتاب الله
السائل : لو قال قائل: يا شيخ أن الرسول أعلم في الشريعة من عمر
الشيخ : لو كان الرسول يعلم أن هذا هو الخير للزم حتى لو كثر اللغط.
هل النبي صلى الله عليه وسلم يقول شيئا لا يدركه كيف هذا.؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : أقول كيف الكلام هذا كيف يصح الكلام هذا
الشيخ : قوله : غلبه الوجع ؟
السائل : نعم
الشيخ : يصح
السائل : يعني أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول كلاماً لا يدركه
الشيخ : لكن من شدة المرض ، الإنسان المريض بطبيعته إذا اشتد به المرض قد يكون ذلك ، وقد يكون ظن عمر خطأ ، قد يكون ظن عمر خطأ
السائل : لكن كلام النبي النبي صلى الله عليه وسلم مرتب
الشيخ : أقول قد يكون كلام عمر خطأ
السائل : يتعين
السائل : يا شيخ
الشيخ : يتعين هذا شيء ثاني
السائل : يا شيخ ، يا شيخ
الشيخ : نعم
السائل : يا شيخ
السائل : سامح الله عمر
الشيخ : والله إنك ما أنت بأفقه من عمر
السائل : ... صعب يا شيخ ،
الشيخ : نعم
السائل : يا شيخ بما أن
الشيخ : الرسول مريض
السائل : بما أن الكتابة لم تقع
الشيخ : نعم
السائل : ألم يتبين بأن هذا ليس من الوحي
الشيخ : نعم
السائل : وإنما هو اجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : هو ما في شك أنه اجتهاد ، اجتهاد من الرسول لأنه لو كان أمراً مشروعاً حتماً ما منعه خلاف الناس
السائل : كلام ابن حجر يا شيخ يزيل بعض اللبس عند الأخوة
القارئ : قوله : الرزية
الشيخ : طيب
الطالب : إذا غلب عليه الوجع
الشيخ : أي صفحة؟
الطالب : صفحة مئتين وثمانية
القارئ : قوله غلبه الوجع ، أقرأ يا شيخ ؟
الشيخ : طيب أنا عندي بعد كلام طويل في الحاشية لكن نشوف إن الكلام الذي عندكم .
قراءة من الشرح
الشيخ : إيش ، إيش ؟
القارئ : قوله غلبه الوجع أي فيشق
الشيخ : ما هو بقول النبي
القارئ : نعم يا شيخ ، أنا أخطأت يا شيخ
الشيخ : نعم
القارئ : " قوله فغلبه الوجع أي فيشق عليه املاء الكتاب أو مباشرة الكتابة وكأن عمر رضي الله عنه فهم من ذلك أنه يقتضي التطويل قال القرطبي وغيره ائيتوني أمر وكان حق المأمور أن يبادر للامتثال لكن ظهر لعمر رضي الله عنه مع طائفة أنه ليس على الوجوب وأنه من باب الإرشاد إلى الأصلح فكرهوا أن يكلفوه من ذلك ما يشق عليه في تلك الحالة مع استحضارهم قوله تعالى : (( ما فرطنا في الكتاب من شيء )) وقوله تعالى : (( تبياناً لكل شيء )) ولهذا قال عمر حسبنا كتاب الله وظهر لطائفة أخرى أن الأولى أن يكتب لما فيه من امتثال أمره وما يتضمنه من زيادة الإيضاح ودل أمره لهم بالقيام على أن أمره الأول كان على الاختيار ولهذا عاش صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أياماً ولم يعاود أمرهم بذلك ولو كان واجباً لم يتركه لاختلافهم لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف وقد كان الصحابة يراجعونه في بعض الأمور ما لم يجزم بالأمر فإذا عزم امتثلوا وسيأتي بسط ذلك في كتاب الاعتصام إن شاء الله تعالى وقد عُد هذا وقد عد هذا من موافقة عمر رضي الله عنه واختلف في المراد بالكتاب فقيل كان أراد أن يكتب كتاباً ينص فيه على الأحكام ليرتفع الاختلاف وقيل بل أراد أن ينص على أسامي الخلفاء بعده حتى لا يقع بينهم الاختلاف قاله سفيان بن عيينة ويؤيده أنه صلى الله عليه وسلم قال في أوائل مرضه وهو عند عائشة : ( ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمنٍ ويقول قائل ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ) أخرجه مسلم وللمصنف معناه ومع ذلك فلم يكتب والأول أظهر لقول عمر كتاب الله حسبنا أي كافينا مع أنه يشمل الوجه الثاني لأنه بعض أفراده والله أعلم فائدة : قال الخطابي : إنما ذهب عمر إلى أنه لو نص بما يزيل الخلاف لبطلت فضيلة العلماء وعدم الاجتهاد "
الشيخ : عُدِمَ
القارئ : وعُدِمَ الاجتهاد وتعقبه الجوزي بأنه لو نص على شيء أو أشياء لم يبطل الاجتهاد لأن، عندي بياض يا شيخ ،
الطالب : الحوادث
القارئ : " لأن الحوادث لا يمكن حصرها قال: وإنما خاف عمر أن يكون ما يكتبه في حالة غلبة المرض فيجد بذلك المنافقون سبيلاً إلى الطعن في ذلك المكتوب وسيأتي ما يؤيده في أواخر المغازي قوله : ولا ينبغي عندي التنازع "
القارئ : نشوف الرزية يا شيخ
الشيخ : نؤجل إلي عندي لأنه مطول ، نعم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
قال البخاري رحمه الله تعالى : "باب العلم والعظة بالليل"
حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة
الطالب : ... اللحاشية
الشيخ : إيه ، نعم ، عندك مثل الحاشية التي عندي ، بسم الله الرحمن الرحيم يقول قوله : إيتوني بكتاب ، لعل المراد به ما يكتب فيه ، وبقوله أكتب لكم كتاباً ما يكتب ، إي نعم .
قرأة الشيخ بحث على الحديث
قلت يأبى عنه قوله : لا تضلوا بعده لأنه جواب ثاني بالأمر ، فمعناه أنكم لا تضلون بعد الكتاب إن أتيتم به وكتبت لكم ، ولا يخفى أن الإخبار بمثل هذا الخبر لمجرد الإختبار بل في موضع يكون ترك إحضار الكتاب أولى وأصوب ، من إحضاره من قبيل الكذب الواضح
واضح يقول لو قلنا اختباراً وكان الرسول لا يرد أن يكتب فيقول إنه من الكذب الواضح
الذي ينزه كلامه صلى الله عليه وسلم عنه ، فلا بد لنا من اعتذار آخر وحاصل ما ذكروا في الاعتذار أن أمر ، أم أمر إيتوا ما كان أمر عزيمة وإيجاب حتى لا يجوز مراجعته ويصير المراجع عاصياً بل كان أمرا مشهورا ، وكانوا يراجعونه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بعض الأوامر سيما عمر ، وقد علم من حاله أنه كان موفقاً للصواب في درك المصالح ، وكان صاحب إلهام من الله عز وجل ، ولم يقصد عمر بقوله : وقد غلبه الوجع أنه يتوهم عليه الغلط ، وإنما أراد التخفيف عليه من التعب الشديد ، الاحق به من إملاء الكتاب بواسطة ما معه من الوجع، فلا ينبغي للناس أن يباشروا ما يصير سبباً للحوق غاية المشقة به في تلك الحالة ، فرأى أن ترك إحضار الورق أولى ، مع أنه خشي أن يكتب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أموراً يعجز عنها الناس فيسحقون العقوبة بسبب ذلك ، لأنها منصوصة لا محالة لا اجتهاد فيها أو خاف لعل بعض المنافقين يتطرقون به إلى القذف في بعض ذلك المكتوب لكونه في حال المرض فيصير سبباً للفتنة
واضح ، الآن أجاب بأنه خاف على المشقة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثانيا : خاف أن يكتب أموراً يعجز الناس عنها ، ولا يكون لهم بد من العمل بها لأنها منصوصة ، ثالثا : أنه قد يكون مجال للمنافقين ، فيقدحون فيما كتبه في هذه الحال ، ولهذا قال : أو خاف لعل بعض المنافقين يتطرقون به إلى القدح في بعض ذلك المكتوب لكونه في حال المرض فيصير سبباً للفتنة ، فقال حسبنا كتاب الله ، لقوله تعالى : (( ما فرطنا في الكتاب من شيء )) ، وقوله : (( اليوم أكملت لكم دينكم ))"
أما قوله : (( ما فرطنا في الكتاب من شيء )) فالصحيح أن المراد بذلك اللوح المحفوظ ، كما قال تعالى : (( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون )) لكن الدليل الصحيح قوله تعالى : (( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء )) طيب
"وقوله : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) فعلم أن الله أكمل دينه فأمن الضلال على الأمة انتهى كلامهم بخلاصة وفيه نظر لأن قوله : لا تضل ، لا تضل يفيد أن الأمر للإيجاب ، إذ السعي فيما يفيد الأمن فيما يفيد الأمن من الضلال واجب على الناس، وقول من قال إن كان واجباً لم يتركه لاختلافهم كما يترك التبليغ لمخالفة من خالف يفيد أنه ما كان واجباً عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليه كتابته لهم وهو لا ينافي الوجوب عليهم حين أمرهم به وبين أن فائدته الأمن من الضلالة ودوام الهداية ، فإن الأصل في الأمر هو الوجوب على المأمور لا على الآمر سيما إذا كان فائدته ما ذكر والوجوب عليهم هو محل الكلام لا الوجوب عليه على أنه يمكن أن يكون واجباً عليه وسقط الوجوب عنه بعدم امتثالهم للأمر ، وقد رفع علم تعيين ليلة القدر عن قلبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بتلاحي رجلين ، فيمكن رفع هذا كذلك ، ثم المطلوب تحقيقه أنه كيف لا يكون الوجوب مع وجود قوله : لا تضلوا ، وهذه المعارضة لا تنفع في إفادة ذلك في التحقيق ، وأما أنه خشي أن يكتب أمور تصير سبباً للعقوبة أو سبباً لقتل المنافقين المؤدية للفتنة فغير المتصور مع وجود قوله : لا تضلوا لأن هذا بيان أن الكتاب سبب للأمن من الضلال ودوام الهداية ، فكيف يتوهم أنه سبب للعقوبة أو الفتنة بقدح أهل النفاق ومثل هذا الظن يوهم تكذيب ذلك الخبر .
وأما قولهم في تفسير حسبنا كتاب الله أنه تعالى قال : (( ما فرطنا في الكتاب من شيء )) وقال : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) فكل منهما لا يفيد الأمن من الضلال ودوام الهداية للناس حتى يتجه ترك السعي في ذلك الكتاب للاعتماد على هاتين الآيتين ، كيف ولو كان كذلك لما وقع الضلال بعد ، مع أن الضلالة والتفرق للأمة قد وقع بحيث لا يرجى رفعه ولم يقل صلى الله عليه وسلم إن مراده أن يكتب الأحكام حتى يقال إنه يكفي في فهمها كتاب الله ، فلعله كان شيئاً من قبيل أسماء الله تعالى أو غيره ، مما بركته يأمن الناس، مما بركته مكتوباً عندهم بأمر نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأمن الناس من الضلالة ولو فرض أن مراده كان كتابة بعض الأحكام فلعل النص على تلك الأحكام منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم سبب للأمن من الضلالة فلا وجه لترك السعي في ذلك النص اكتفاءً بالقرآن بل لو لم يكن فائدة النص إلا الأمن من الضلالة لكان مطلوباً جداً ولم يصح تركه للاعتماد على أن الكتابة جامع لكل شيء ، كيف والناس محتاجون للسنة أشد الاحتياج مع كون الكتاب جامعاً ، وذلك لأن الكتاب وإن كان جامعاً _ يعني الكتاب يعني القرآن _ وإن كان جامعاً إلا أنه لا يقدر كل أحد على الاستخراج منه ، وما يمكن لهم استخراجه منه ، فلا يقدر كل أحد على الاستخراج منه على وجه الصواب ، ولما ، ولهذا فوض إليه البيان مع كون الكتاب جامعاً ، فقال تعالى : (( لتبين للناس ما نزل إليهم )) ولا شك أن استخراجه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الكتاب على وجه الصواب وهذا يكفي ، وهذا يكفي ويغني في كون نصه مطلوباً لنا ، سيما إذا أمر نبي سيما إذا وعد على ذلك الأمن من الضلال فما معنى قول أحدنا في مقابلة ذلك حسبنا كتاب الله بالوجه الذي ذكروا
قلت : فالوجه عندي طلب مخرج حسن ، نعم ، هو أحسن أو مما ذكر ، مما ذكروا إن شاء الله ، وهو أن عمر رضي الله عنه لعله فهم من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لاتضلوا بعده) أنكم لا تجتمعون على الضلالة ولا تصفي الضلالة إلى كلكم ، لا أنه لا يضل أحد منكم أصلاً ورأى أن إسناد الضلالة إلى ضمير الجمع لإفادة هذا المعنى ، لما قام عنده من الأدلة على أن ضلال البعض متحقق لا محالة ، وذلك لأنه صلى اله عليه وسلم قد أخبر في حال صحته أنه ستفترق الأمة وستمرق المارقة وستحدث الفتن ، وهذا وغيره يفيد ضلال البعض قطعاً فعلم أن المراد بقوله لا تضلوا هو أمن الكل بذلك الكتاب من الضلالة لا أمن كل واحد من الآحاد ، فلما فهم رضي الله عنهم هذا المعنى وقد علم من آيات الكتاب مثل قوله تعالى : (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض )) و قوله سبحانه : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) وقوله : (( لتكونوا شهداء على الناس )) وكذا من بعض إخباراته صلى الله عليه وسلم كحديث : ( لا تجتمع أمتي على الضلالة ) وحديث : ( لا يزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ) ذلك أن هذا المعنى حاصل لهذه الأمة بدون ذلك الكتاب الذي أراد صلى الله عليه وسلم أن يكتبه ، و رأى أن ليس مراده صلى الله عليه وسلم بذلك الكتاب إلا زيادة احتياط في الأمر لما جبل عليه صلى الله وسلم من كمال الشفقة ووفود الرحمة والرأفة صلى الله عليه وعلى آله وسلم كثيراً كما فعل صلى الله عليه وعلى آله سلم مثله يوم بدر حيث تضرع إلى الله في حصول النصر أشد التضرع وبالغ في الدعاء مع وعد الله سبحانه وتعالى إياه بالنصر ، وإخباره صلى الله عليه وسلم قبل ذلك بمصارع القوم ورأى أن أمره صلى الله عليه وسلم إياهم بإحضار الكتاب، أن أمره صلى الله عليه وسلم إياهم بإحضار الكتاب أمر مشورة بأنه يختار تعبه لأجل كمال الاحتياط في عملهم ، فلما كان كذلك أجاب عمر بما أجاب التنبيه على أنهم أحق بمراعاة الشفقة عليه صلى الله عليه وسلم في تلك الحالة التي هي حال غاية الشدة ونهاية المرض وأن ما قصده حاصل بما أن الله وعده به في كتابه ، وهذا معنى قوله : حسبنا كتاب الله أي يكفي في حصول هذا المعنى ما وعد الله به في كتابه ، وهذا مثل ما فعله أبي بكر رضي الله عنه يوم بدر حين رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شدة التعب والمشقة بسبب ما غلب عليه من الدعاء والتضرع حيث قال : ( خل بعضنا مناشدتك ، خل بعض مناشدتك ربك فإن الله منزل لك ما وعدك ) فقال كذلك شفقة عليه لما علم أن أصل المطلوب حاصل هو لله وهذا منه صلى الله عليه وسلم زيادة احتياط بمقتضى كرم طبعه والله أعلم وفي الجملة فهو صلى الله عليه وسلم قد ترك الكتاب والظاهر أنه ما ترك الكتاب إلا لأنه ما كان يتوقف عليه شيء من أمر الأمة من أصل الهداية أو دوامها بل كان لزيادة الاحتياط ، وإلا لما تركه مع ما جبل عليه من كرم طبعه انتهى. السندي .
الخلاصة الآن أن ذكروا فيه احتمالات وهذا الأخير كأنه رد هذا الاحتمال إلا مسألة التعب ، ولكن الذي يظهر لنا ما سبق أن عمر رضي الله عنه رأى أن الاقتصار على كتاب الله كافي وأنه لو كتب هذا الكتاب لانصرف الناس عن القرآن إلى هذا الكتاب ، هذا الذي ظاهر وأما أنه من أجل الوجع من أجل أن لا يشقوا عليه الله أعلم.
أسئلة
الشيخ : لا، هذه معطوفة على التي قبلها ، يعني لا يقال إنه كان واجباً فتركه ، لأنه لا يترك الواجب
السائل : شيخ ، الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تضلوا بعدي )
الشيخ : نعم
السائل :كونهم يشتغلون به عن القرآن لأصبح ضلالاً
الشيخ : لا ما هو ضلال ، لأنه لا يمكن أن يخالف القرآن ، هو سيكون مطابقاً للقرآن ، لو كان مخالفا للقرآن لكان ضلال ، لكن يقول ما دام هذا الكتاب مختصر مثلاً ، لأن الظاهر أنه لن يكتب كطول القرآن مثلاً ، يمكن يتلهو به ويتركوا بالقرآن
السائل : لكن هذا التوجيه الذي وجهتم أنه قد يقول قائل أن عمر رضي الله عنه توجيهه هذا اجتهاد بعد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : نعم
السائل : كيف نجيب
الشيخ : الجواب على هذا أن الرسول أقر هذا ولو كان الرسول يرى وجوب هذا لترك رأي عمر ، مثل ما ترك رأي عمر في صلح الحديبية لأن عمر عالج الرسول عليه الصلاة والسلام أشد المعالجة
السائل : ألا يقال أن ربما تأخروا
الشيخ : نعم ؟
السائل : ألا يقال ربما تأخر الصحابة في إحضار الكتاب أو الورقة ثم هون الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : لا ،
السائل : ...
الشيخ : لا ... هذا خلاف الأصل ، لأن الرسول سكت ، سكت وقال قوموا لما رآهم تنازعوا واختلفوا قال قوموا عني، وخاف الرسول عليه الصلاة والسلام إذا تنازعوا في حضرته على هذا الكتاب فكيف إذا مات.
السائل : عفا الله عنك ، الرسول صلى الله عليه وسلم لما أعطى أبو هريرة ... وقال بشر الناس من لقيت وراء هذا الجدر يشهد أن لا إله إلا الله فبشره بالجنة وأقر عمر على مافعل رضي الله عنه وأرضاه، الرسول صلى الله عليه وسلم ... .
الشيخ : رأى المصلحة في تركه
السائل : إي
الشيخ : رأى المصلحة في تركه كما رآها عمر ، ثلاث ، نعم.
باب : العلم والعظة بالليل
حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة عن معمر عن الزهري عن هند عن أم سلمة وعمرو ويحيى بن سعيد عن الزهري عن هند عن أم سلمة قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحبات الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة
الشيخ : وعمروٍ ، ولا وعمروٌ ؟
القارئ : عمرٌ بالضم ، وعمروٌ ويحيى بن سعيد عن الزهري عن هند عن أم سلمة أنها قالت: ( استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحبات الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة )
الشيخ : الله المستعان
الطالب : عاريةٌ
الشيخ : نعم
الطالب : عاريةٌ
الشيخ : نعم ، عندنا مجرورة ، العلم والعظة في الليل يعني أن العلم والعظة لا يختص بالنهار، فتكون المواعظ في الليل كما تكون في النهار، ويكون العلم في الليل كما يكون أيضاً في النهار ثم ذكر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه ( استيقظ ذات ليلة فقال سبحان الله ) وهذه الكلمة يؤتى بها للتعجب والتعظيم ، ( ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن ) الظاهر والله أعلم ماذا قدر في هذه الليلة من نزول الفتن وفتح الخزائن وإلا فإن تلك الليلة ليس فيها قتال وليس فيها جهاد ، ولم يظهر فتن فيها لكن والله أعلم من هذا المراد أنزل أي تقديره ، أي ماذا قدر في هذه الليلة ثم أمر بإيقاظ صواحبات الحجر يعني زوجاته ثم حذر قال رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ، والناس كلهم في الآخرة عراة لكن عندما يكسى الناس فإن بعض الناس يعاقب والعياذ بالله أن يكون عارياً حين يكسى الناس وإلا فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يبعثون يوم القيامة حفاة عراةً غرلاً ، نعم .
15 - حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة عن معمر عن الزهري عن هند عن أم سلمة وعمرو ويحيى بن سعيد عن الزهري عن هند عن أم سلمة قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحبات الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة أستمع حفظ
باب : السمر في العلم
حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن سالم وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عبد الله بن عمر قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد
الشيخ : نعم . أرأيتكم يعين أخبروني ماذا حصل ثم بين هذا قال : ( فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد ) فإن قال قائل بقي الصحابة إلى مات بعد سنة مئة فيقال لا معارضة ، لأن الرسول تكلم هنا في آخر ، في آخر حياته والتاريخ بدأ من أين ، من الهجرة ، يعني قبل موته بعشر سنوات لكن بعد مئة واثنتي عشرة سنة لا يمكن أن يبقى أحد لأن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بذلك
وفي هذا العموم دليل على أن الخضر ليس باقياً خلافاً لمن ظن أنه باقي، والصواب كما مر أنه مات في أيامه كما مات غيره
وفيه أيضاً دليل على التوقف في حديث الجساسة الذي رواه مسلم في صحيحه على ما فيه بعض الشيء في الإضطراب ، في حديث فاطمة بنت قيس ، فإن صح حديث الجساسة فإنه لا معارضة إذ يمكن أن يقال هذا عام وحديث الجساسة خاص، عندك فيها شيء؟
القارئ : أرأيتكم يا شيخ؟
الشيخ : شرح الحديث
"قراءة من فتح الباري"
القارئ : " قوله أرأيتكم هو بفتح المثناة لأنها ضمير المخاطب والكاف ضمير ثان لا محل لها من الإعراب والهمزة الأولى للاستفهام والرواية بمعنى العلم أو البصر " ، الرؤية يا شيخ ؟
الشيخ : نعم
القارئ : " قوله لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أي الآن موجوداً أحد إذ ذاك وقد ثبت هذا التقدير عند المصنف من رواية شعيب عن الزهري كما سيأتي في الصلاة مع بقية الكلام عليه" .
17 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن سالم وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عبد الله بن عمر قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد أستمع حفظ