باب : قراءة القرآن بعد الحديث وغيره
تتمة الشرح : وقال منصور عن إبراهيم : لا بأس بالقراءة في الحمام ، ويكتب الرسالة على غير وضوء . وقال حماد عن إبراهيم : إن كان عليهم إزار فسلم ، وإلا فلا تسلم .
على كل حال المسألة فيها خلاف، المذهب عندنا أنه يجوز للصغير أن يمس اللوح الذي كتب فيه القرآن لكن مع الخالي، يمس الخالي من الكتاب .
ومذهب الشافعية رحمهم الله أنه يجوز للصغار أن يمسوا القرآن بلا وضوء نظرا لأنهم غير مكلفين وأنهم قد رفع عنهم القلم . أما قراءة القرآن فلا شك أنها جائزة للمحدث ولغيره.
ثم اختلف العلماء أيضا خلافا آخر في مسألة قراءة القرآن هل يجوز للحائض أن تقرأ القرآن ؟، يرى بعض أهل العلماء وهم أكثر العلماء أنه لا يجوز للحائض أن تقرأ القرآن مطلقا ، لأنها أولى من الجنب، لأن حدثها أغلظ ، ولهذا تمنع من الصلاة والصيام .
وقال آخرون بل لها أن تقرأ القرآن ، لأن السنة الواردة في ذلك ليست بصحيحة ، والأصل الحل ، لا سيما وأن الحيض يقع كثيرا للنساء في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلم ، ومثل هذا تتوافر الدواعي على نقله لو كن ممنوعات من قراءة القرآن .
وأما القول بأنه أغلظ من الجنابة أعني الحيض فهذا صحيح ، لكن الجنابة يتمكن الإنسان من الانفكاك عنها بماذا ؟ بالغسل ويزول المانع ، أما الحيض فلا يمكن الانفكاك عنه إلا بالطهر ، ولو قيل بأن الحائض تقرأ القرآن فيما تحتاج إلى قراءته ، وأما ما لا تحتاج إليه فما دام أكثر العلماء على التحريم فالسلامة أسلم .
والذي تحتاج إليه مثل أن تكون طالبة تلقن القرآن أو تكون معلمة تلقن الطالبات أو تكون والدة تلقن أولادها في البيت أو تقرأ الأوراد الواردة كآية الكرسي والمعوذتين وما أشبه ذلك .
فالمهم أنه يجوز لها أن تقرأ القرآن للحاجة أو للمصحلة ، وأما ما عدا الحاجة والمصلحة فالسلامة أسلم، لو قيل بهذا لكان له وجه ولا يعد هذا خلاف الإجماع ، لأن العلماء منهم المجيز مطلقا ومنهم المانع مطلقا ، فإذا فصلنا لم نكن خرجنا عن الإجماع ، وهذا يسلكه أعني هذا الفريق يسلكه شيخ الإسلام أحيانا ثم يقول : " وهذا بعض قول من يوجبه مطلقا أو يحرمه مطلقا " .
مثاله قال رحمه الله : " إن الوتر واجب على من له ورد من الليل " على من له ورد من الليل دون من ليس له ورد . والعلماء مختلفون في الوتر بعضهم أوجبه مطلقا وبعضهم له يوجبه مطلقا ، فقال هو : يجب على من له ورد من الليل أي قيام بالليل يجب عليه أن يوتر ، ولا يجب على من ليس له ورد من الليل ، وقال بعد ذلك : " وهذا بعض قول من يوجبه مطلقا " .
فنحن نقول الآن المرأة الحائض إذا احتاجت إلى قراءة القرآن أو كان هناك مصلحة فلتقرأ وإلا فالسلامة أسلم .
2 - تتمة الشرح : وقال منصور عن إبراهيم : لا بأس بالقراءة في الحمام ، ويكتب الرسالة على غير وضوء . وقال حماد عن إبراهيم : إن كان عليهم إزار فسلم ، وإلا فلا تسلم . أستمع حفظ
الجنب جاء في حديث أيقرأ الجنب القرآن فقال: لا ولا آية هل صح.؟
الشيخ : لا، هو الحديث مختلفون فيه العلماء.
السائل : حتى هذا الحديث مختلفون فيه .
الشيخ : حتى هذا، إي نعم .
جاء في حديث أن المؤمن لا ينجس فكيف لا يقرأ القرآن وهو جنب.؟
الشيخ : نعم، نقول اقرأ القرآن ولو على غير وضوء ما فيه إشكال ، لكن مس المصحف غير قراءة القرآن .
السائل : ...
الشيخ : لا، ما فيه إشكال، نقول هذا تعظيما لكتاب الله عز وجل ، ولهذا لو فرضنا أن الإنسان يده متنجسة وهو على وضوء ،هل يجوز يمس المصحف ؟ .
ما يجوز هذا ما فيه إشكال .
الجنب هل له أن يمس حواشي المحف وغلافه.؟
السائل : المنهي عنه القرآن المصحف القرآن الكتاب،
الشيخ : مادام متصلا به فهو منه .
السائل : كيف ؟
الشيخ : واضح ، هذا المصحف .
السائل : هذا كتابة .
الشيخ : لا ما هو الكتابة، الكتابة ما تكون إلا في ورق .
السائل : والحواشي ... ؟
الشيخ : من ورقا تابع لها .
السائل : والجلد ... ؟
الشيخ : والجلد ، إلا إذا صار منفصلا، الجراب هذا ما في بأس . أما نفس المخروز مع الورق فله حكم الورق .
السائل : للقاعدة ؟.
الشيخ : يثبت تبعا ما لا يثبت استقلالا .
التفسير الذي يشمل على مصحف هل يجوز مسه بدون وضوء.؟
الشيخ : هذا يكون تفسير الجلالين ؟، أو تفسير الذي يسمونه تفسير ابن عباس ؟.
وهنا إذا قارنا بين القرآن وما كتب معه وجدنا أن القرآن أكثر ، فيكون الحكم للأكثر .
أما لو كان تفسير الجلالين بدون قرآن ، فقد قالوا أن تفسير الجلالين أكثر من القرآن وعلى هذا فيجوز مسه بلا وضوء .
هل صحيح أن القاضي عياض يرى التبرك بالآثار .؟
الشيخ : إيش يقول ؟ .
الأخ عمر يقول بس شد الرحل، وش يقول ؟.
اقرأ يا خالد .
القارئ : بسم الله الرحمن الرّحيم : " وكان كل ثابت إيمانه منشرح الصدر به يرحل إليها ثم بعد ذلك في كل وقت إلى زماننا لزيارة قبر النبي صلّى الله عليه وسلم والتبرك بمشاهده وآثاره وآثار الصحابة الكرام فلا يأتيها إلا مؤمن هذا كلام القاضي والله أعلم بالصواب ".
الشيخ : التبرك بمشاهده وآثاره .
السائل : ...
الشيخ : المهم نقول : إذا وجدتم محملا حسنا لكلام العلماء فاحملوه عليه . فمعنى التبرك بآثاره ربما يقصد أن الإنسان مثلا يزور قباء يزور أحد يزور البقيع ، وهذا عمل صالح فيه بركة .
السائل : آثار الصحابة أقول .
الشيخ : لأن الآثار ما هي موجودة الآن ، يعني آثار الصحابة في عهد القاضي عياض ما هي موجودة ، قد اندرست .
القارئ : أقول يا شيخ للفائدة أحسن الله إليكم اخونا يوسف القاضي درس كتاب الشفاء للقاضي عياض في رسالة الماجستير دراسة كاملة وبحث في كل الكلام الذي تكلم فيه القاضي في كتاب الشفاء والشمائل عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، لكنها لم تخرج حتى الآن .
الشيخ : ماذا ؟
السائل : لم تخرج الرسالة حتى الآن لانها لم تناقش بعد .
الشيخ : على كل حال لا شك أن القاضي عياض من الناس الذين يعني يتبركون ، وحتى نقلوا عن القاضي عياض في مسألة القبر وكذلك عن ابن عقيل أن القبر الكعبة أفضل منه ، وأما والنبي صلّى الله عليه وسلم فيه فإنه لا يعدله شيء ، أفضل حتى من الكعبة.
السائل : ...
الشيخ : إي نعم ، قال : " فلا والله ولا العرش وحملته ولا الكعبة " رحمه الله عليه .
كلام الصوفية وأذكارها هل لهم فيها أدلة.؟
الشيخ : الصوفية الله يكفينا شرهم ، إيش يفرحون ؟.
حتى لما قال الرسول : ( حتى لا يقال : الله الله )، هذا عبد الله يقول أنهم استدلوا بهذا الحديث على ذكرهم الذي لا أصل له.
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بات ليلةً عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي قال ابن عباس فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الوضوء من صحيحه في :
" باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره " .
حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره : ( أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي صلّى الله عليه وسلم وهي خالته ، فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأهله في طولها ، فنام رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلّى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ، ثم قام يصلي ، قال ابن عباس : فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه ، فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح ).
السائل : ...
الشيخ : فيه آثار في الترجمة، " باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره " تكلمنا عليه .
وقال منصور عن إبراهيم : " لا بأس في القراءة بالحمام "، إبراهيم النخعي من فقهاء التابعين رحمه الله ، لكنه كما قال شيخ الإسلام عنه أنه بالحديث ليس بذاك لكنه في الفقه جيد " لا بأس في القراءة بالحمام " يعني لا بأس أن يقرأ الإنسان في الحمام ، وهذا في القلب منه شيء لا سيما إذا كان قراءة القرآن ، أما قراءة غير القرآن فلا ينبغي أن يقرأ أيضا ، لأن كونه يقرأ يستلزم أن يبقى في الحمام طويلا .
ولهذا يذكر أن بعض الناس حينما صنعت هذه المراحيض الإفرنجية صار إذا دخل الخلاء أخذ معه الصحيفة أو الجريدة ثم جلس على الكرسي وقام يقرأ ، هذا متى يخرج من الحمام ؟ .
وهذا خطأ ، ولهذا ينبغي للإنسان أن لا يبقى في الحمام إلا بمقدار الحاجة فقط ويخرج.
قال : " ولابأس أيضا بكتب الرسالة على غير وضوء " وإنما ذكر كتابة الرسالة على غير وضوء لأنه سيكون فيها : بسم الله الرّحمن الرحيم وهي من القرآن ، ومعلوم أن القرآن لايمسه إلا طاهر، لكن ما كتب على الورق ولم يقصد به القرآن فإنه ليس حكم القرآن .
ولهذا نقول : إن الجنب لو قرأ آية من القرآن لا يريد القراءة وإنما يريد الدعاء فلا بأس ، أو يريد الثناء فلا بأس، فلو قال الجنب حين فرغ من أكله مثلا : الحمد لله رب العالمين ، يريد بذلك الثناء على الله فلا حرج عليه، ولو قال : (( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )) يريد بذلك الدعاء فلا بأس.
وقال حماد عن إبراهيم : " إن كان عليهم إزار فسلم وإلا فلا تسلم " يعني في الحمام إذا مررت بقوم وعليهم أزُر فسلِّم ، وإن كانوا ليس عليهم أُزر فلا تسلم ، ولكن لا يمكن ألا يكون عليهم أُزر إلا وهم في داخل الحمام بينك وبينهم جدار ، لكن قد تسمع صوتهم أو تحريك الماء ، فالمهم أنه يقول سلِّم ولو في الحمام ، إذا كان عليهم أُزر ، أما إذا لم يكن عليهم أُزر فلا تسلِّم ، شف الأثر هذا ؟.
9 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بات ليلةً عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي قال ابن عباس فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح أستمع حفظ
قراءة من الشرح مع التعليق
الشيخ : ولكن قوله رحمه الله أن السلام من أسماء الله هذا صحيح، لكن ليس قول المسلم : السلام عليكم ، يريد بذلك أنه اسم من أسماء الله ، وإنما يريد الدعاء للمسلم عليه بأن يسلمه الله ، هذا هو الصحيح .
فوائد
وهو جواز البيتوتة عند الرجل وأهله ، وهذا يشترط له شرطان :
الشرط الأول : إذن الزوج والزوجة.
والشرط الثاني : أن لا يكون في ذلك إحراج عليهما ، فإن كان في ذلك إحراج فلا يجوز .
وفيه أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقوم الليل مبكرا إذا انتصف الليل أو قريبا منه قبله بقليل أو بعده بقليل ، وكان صلّى الله عليه وسلم يقوم إلى أن يبقى سدس الليل تقريبا ثم ينام حتى يؤذن الفجر ، هذا أكثر أحيانه ، وربما واصل القيام .
وفيه أيضا مشروعية مسح النوم عن الوجه لأن ذلك يوجب أن يطير النوم عنك ، إذا قمت فامسح النوم عن وجهك فإنك تجد نشاط.
وفيه مشروعية قراءة العشر آيات الخواتم من سورة آل عمران من قوله تعالى : (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )) وقد ورد في بعض ألفاظ هذا الحديث أن الرسول رفع رأسه إلى السماء وقرأ هذه الآيات.
وفيه أيضا جواز الوضوء من الشن المعلق ، ولا يقال إن في هذا إتلافا للماء الذي يشرب ، ما دام الأمر فيه سعة فتوضأ من الماء الذي أعد للوضوء أو الماء الذي أعد للشرب .
لكن لو كانت الشن موقوفة للشرب فإن العلماء نصوا على أنه لا يجوز للإنسان أن يتوضأ منها، وهل ينطبق ذلك على البرادات الآن التي في الأسواق ؟ .
نقول ينطبق إذا كان في وضوئك منها تضييق على الشاربين ، أما إذا لم يكن فمن المعلوم أن هذه البرادات أنها منصوبة على الماء الذي لا ينضب إلا أن يشاء الله ، فلا يضير الوضوء منها.
ومما فيه من الفوائد إحسان الوضوء وأنه كلما أحسن الوضوء كان أولى.
ومن فوائد هذا الحديث أيضا جواز الائتمام وإن لم ينوه الإمام ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يكن عنده علم بأن ابن عباس سيصنع مثل ما صنع .
وهذه المسألة مختلف فيها ، فمن العلماء من يقول الشرط نيه للمأموم فقط ، وأما الإمام فلا يشترط أن ينوي أن معه مأموما ، واستدلوا بمثل هذا الحديث ، وبكون النبي صلّى الله عليه وسلم صلى في رمضان ولم يعلم بأصحابه الذين صلوا معه إلا بعد ، وهذا مذهب مالك ، وعليه فلو دخل جماعة ووجدوا شخصا يصلي فقاموا يصلون وراءه وهو لم يعلم بهم فإن ائتمامهم به صحيح.
ومن فوائد هذا الحديث أيضا جواز نية الإمامة والائتمام في أثناء الصلاة ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم إنما نوى حينما دخل معه عبد الله بن عباس .
وهذه المسألة فيها خلاف فمن العلماء من قال لا يجوز أن ينوي المنفرد الإمامة لا في الفرض ولا في النفل ، ومنهم من قال يجوز في الفرض والنفل ، ومنهم من يقول يجوز في النفل ولا يجوز في الفرض ، يعني لو أن الرجل قام يصلي وحده ثم جاء إنسان آخر وصلى معه ليكون هذا المصلي إماما له ، فالمشهور من المذهب مذهب الحنابلة رحمهم الله أنه لا يجوز، لا يجوز أن تدخل مع إنسان يصلي وحده لا في الفرض ولا في النفل، ومن أصحابنا كالموفق وصاحب زاد المستقنع من قال يجوز في النفل ولا يجوز في الفرض لحديث ابن عباس رضي الله عنه ، ومنهم من قال يجوز في الفرض والنفل ، أي يجوز أن ينوي المنفرد الإمامة في الفرض والنفل .
وهذا القول هو الراجح وأن الإنسان لو صلى منفردا ثم جاء جماعة أو جاء رجل واحد وصلى معه فلا بأس، ووجه الاستدلال من هذا الحديث أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض إلا بدليل.
ومن فوائد هذا الحديث أن الحركة تجوز إذا كان ذلك لمصلحة الصلاة ، فإن الحركة هنا حصلت من النبي صلّى الله عليه وسلم ومن ابن عباس.
ومن فوائد هذا الحديث جواز فتل الأذن ، وما معنى فتلها ؟ . تدويرها هكذا ، لكن يشترط أن لا يكون في ذلك أذية على من فتلت أذنه ، والفتل ليس هو المصع، المصع الذي يجرها ، فإن جرها لا شك أنه ضرر ، بعض الناس الآن يفعل بأولاده الصبيان يفعل هذا ، يعني يمصع الأذن ، وهذا خطأ إذ ربما تتبتر العروق وهو لا يعلم، أما فتلها فالأمر سهل لا سيما إذا كان في شحمة الأذن فإنه يسير.
ومن فوائد هذا الحديث أن صلاة الليل ركعتين ركعتين يقول : ( صلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر )، كم صارت ؟ .
ثلاثة عشر، فإذا أوتر بثلاثة عشر فإنه يصلي ركعتين ركعتين ، فإذا قال قائل المشهور عند العلماء أن أكثر الوتر إحدى عشرة ركعة ؟.
فالجواب أن يقال إما أن هذا غير مسلم ، وأن أكثر الوتر إما ثلاثة عشر وإما إحدى عشر أو يقال أن الركعتين الأوليين هما الركعتان اللتان يفتتح بهما النبي صلّى الله عليه وسلم صلاة الليل ، وهما ركعتان خفيفتان ، ولهذا ينبغي للإنسان أن يفتتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك وأمر به أيضا ، والحكمة من ذلك أن الشيطان يعقد على قافية الإنسان إذا نام ثلاث عقد، تنحل العقدة الأولى بذكر الله إذا استيقظ ، والثانية بالوضوء ، والثالثة بالصلاة، ومن ثم كان المشروع في هذه الصلاة أن يخففها حتى تنحل العقدة بسرعة.
وفيه أيضا قوله : ( ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن ) دليل على أن النوم لا ينقض الوضوء ، لأنه لم يذكر أنه توضأ حين أتاه المؤذن بل قام فصلى ركعتين خفيفتين ، ووجه الاستدلال في الحديث أن النبي صلّى الله عليه وسلم أسوة أمته ، فإذا لم يتوضأ من النوم فإنه ليس بلازم ، ولكن هذا الاستدلال فيه نظر وغفلة ، وذلك لأن النبي صلّى الله عليه وسلم : ( كان تنام عينه ولا ينام قلبه ) .
ولهذا قال العلماء من خصائصه أن نومه لا ينقض الوضوء مطلقا سواء طال أم قصر ، وعلى هذا فيبطل الاستدلال بهذا الحديث على أن النوم لا ينقض الوضوء.
ومن فوائد هذا الحديث أن الإمام ينبغي له أن يبقى في بيته إلى أن يحين وقت الصلاة ، وأن يصلي الراتبة في البيت ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم لما أتاه المؤذن قام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح.
ومن فوائده تخفيف ركعتي الفجر حتى كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول : ( أقرأ بأم الكتاب ؟ ) من شدة تخفيفه ، وهذا هو السنة أن يخفف ركعتي الفجر ، وهل هناك سنة أخرى الأفضل فيها التخفيف ؟ .
الطالب : ركعتي الطواف .
الشيخ : ركعتي الطواف .
السائل : ...
الشيخ : لا، لا ، وإذا دخل المسجد هو الإمام يخطب فإنه يصلي ركعتين خفيفتين .
الرابع : قال بعض العلماء وإذا صلى سنة المغرب التي قبلها فإنه يصليها خفيفة ، وذلك لأن الأحاديث وردت بأن النبي صلّى الله عليه وسلم يصلي المغرب مبكرا ، وأمر أن يصلي قبل المغرب قال : ( صلوا قبل المغرب ) فيلزم من ذلك أن تكون الركعتان خفيفتين .
كيف وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأس ابن عباس وهو عن يساره.؟
الشيخ : ماذا ؟
السائل : أن يده كانت طويلة .
الشيخ : نعم .
السائل : لأنه وضع على رأسه .
الشيخ : ما عندك بالشرح ؟، أنت تظن أنه من الخلف أم من الأمام ؟ .
السائل : نعم ؟.
الشيخ : وضع يده اليمنى على رأسه من الخلف أم من الأمام ؟.
السائل : إذا قلنا من الأمام ما فيه إشكال ، يعني هذا سهل أن يقول به النبي صلّى الله عليه وسلم هكذا ويضع يده على رأسه .
الشيخ : لكن من الخلف ؟.
السائل : هو ما جاء في لفظ آخر أنه من الخلف ؟ .
الشيخ : نعم، نريد أن نسأل .
السائل : أنا والله أظن هذا الذي على لفظ آخر : ( فأخذ برأسي من خلفي ).
الشيخ : يعني من ورائي .
السائل : نعم ،
الشيخ : ولهذا لعله والله أعلم وضع يده اليسرى ، ولهذا نرى الشرح ما تعرض لها ؟.
السائل : في كتاب الوتر.
الشيخ : يأتي في كتاب الوتر ، ماذا عند العيني ؟.
الطالب : ...
الشيخ : اصبر، ما ذكر ؟.
طيب تراجعه، تراجع هل أنه قال : وضع يده اليسرى على رأسه ، وأن بعض الرواة وهم ، لأن وضع اليمنى إن كان أتى من الامام فكيف يأخذ ابن عباس من ورائه ، إن أتى من الأمام ، وإن أتى من الخلف ففيه مشقة شديدة ، وقد لا يتمكن الإنسان إلا إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام له خاصية في هذا ، وأن يديه تتحرك كما يشاء ، فالله أعلم .
ما هو الضابط في التخفيف في الصلاة.؟
الشيخ : لا ، أدنى الكمال ، ثلاث تسبيحات مثلا .
ما هو المشكل في الإتمام بالمنفرد.؟
الشيخ : هم يقولون أن الإمام يجب أن ينوي حاله من أول الصلاة ، يعني ينوي أنه إمام ، والمأموم يجب أن ينوي حاله من أول الصلاة ، أي يجب أن يكون مأموما ، فلو كان ذلك في أثناء الصلاة ما صح .
السائل : ...
الشيخ : المذهب يقول صلّ كل واحد لحاله .
السائل : ما نطيعه .
الشيخ : لا تطيعه، هذا هو الصحيح، الصحيح أنك ما تطيعه .
السائل : نعم ؟ .
الشيخ : الصحيح أنك ما تطيعه .
ما حكم الوضوء من برادات الحرم.؟
الشيخ : الظاهر أنه لا بأس به ، لأن الماء كثير ، ولا ينقص الشاربين شيئا .
تتمة الفوائد
جواز صلاة النافلة جماعة، أليس كذلك ؟ .
لكن هذا لا يجوز على سبيل الراتبة ، بمعنى أنه لا يجوز للإنسان كلما أراد أن يصلي نفلا صلى جماعة، لأن هذا بدعة ، لكن يجوز أحيانا، والأحكام قد تجوز على سبيل الأحيان دون الاستمرار ، ولهذا لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يصلي صلاة الليل بجماعة إلا لعارض كابن عباس وحذيفة وابن مسعود، لعارض .
وهل مثل ذلك الراتبة ، يعني لو أراد أحد من الناس أن يصلي الراتبة جماعة ، مثلا وجد أخاه كسلان وقل قم نصل الراتبة جماعة ، هل يجوز ؟ .
نعم يجوز لكن لا دائما، أحيانا والله أعلم .
هل الحمام المذكور في الحديث هو المرحاض.؟
الشيخ : لا هذه اسمها المرحاض .
السائل : ...
الشيخ : الحمام هو محل للسباحة فقط ، وهي مبنية على شكل معين . ما هي جنس حماماتنا هذه .
السائل : ذكرت الافرنجي وهذا الذي يقعد عليه ؟.
الشيخ : لا هذا يسمى المرحاض .
السائل : بعض أهل الشام يلاقي عندهم المسبح والمرحاض كل واحد لحاله .
الشيخ : كيف ؟ حتى عندنا في بعض الأماكن، الآن في حمامات المسجد في مسابح ما فيها مراحيض.
باب : من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الوضوء من صحيحه :
" باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل ".
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن امرأته فاطمة عن جدتها أسماء بنت أبي بكر أنها قالت أتيت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي فقلت ما للناس فأشارت بيدها نحو السماء وقالت سبحان الله فقلت آية فأشارت أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي وجعلت أصب فوق رأسي ماءً فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريب من فتنة الدجال لا أدري أي ذلك قالت أسماء يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له نم صالحًا فقد علمنا إن كنت لمؤمنًا وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته
الشيخ : قوله رحمه الله: " باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل " يشير بهذا إلى زوال العقل ، هل هو من نواقض الوضوء أم لا ؟.
وأسباب زوال العقل ، ولست أريد الجنون بل تغطية العقل ، أسبابه كثيرة منها : النوم ، ومنها التعب والإجهاد والإعياء ، ومنها الحوادث ، ومنها شم بعض الروائح الكريهة المهم الأسباب كثيرة ، والمقصود أن يفقد الإنسان وعيه ، فهل يتوضأ أو لا يتوضأ ؟ .
في هذا خلاف حتى بلغ الخلاف في النوم إلى ثمانية أقوال للعلماء رحمهم الله ، وأقرب الأقوال في ذلك أنه إذا كان الإنسان لو أحدث لأحس بنفسه فالنوم لا ينقض على أي حال كان سواء كان مضطجعا أو مستندا أو راكعا أو ساجدا.
وأما إذا استغرق في نومه بحيث لو أحدث لم يحس فالوضوء واجب عليه ، والحكمة ظاهرة ، لأنه إذا كان لو أحدث لأحس فقد علمنا يقينا أن وضوءه باق ، وأما إذا وصل إلى حال لو أحدث لم يحس بنفسه فإننا لا ندري ، والعين وكاء السه فإذا نامت العينان استطلق الوكاء هذا أقرب الأقوال في هذه المسألة ، ولا تسأل هل هو قائم أو راكع أو ساجد أو مضطجع أو مستند، العبرة في الإدراك متى فقد الإدارك وجب عليه الوضوء وإلا فلا .
وعلى هذا فالغشي إن كان مثقلا فإنه يوجب الوضوء ، وإن لم يكن كذلك فإنه لا يوجب الوضوء، طيب فإذا قال قائل : أليس أبو هريرة رضي الله عنه فسر الحدث الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) بأنه حدث السبيلين ؟ .
قلنا بلى ، لكن النوم الثقيل مظنة خروج الخارج، الخارج من أين ؟ . من السبيلين، فنحن لم نتعدى الخارج من السبيلين حتى إذا قلنا بوجوب الوضوء من النوم الثقيل.
أما الحديث فيقول عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها أنها قالت : ( أتيت عائشة ) وصلة أسماء بعائشة ؟ أختها، ( زوج النبي صلى الله عليه وسلّم حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون )، متى خسفت الشمس ؟ . خسفت الشمس في السنة العاشرة في شوال في التاسع والعشرين منه ، وأما من قال أنها في ربيع الأول في منتصفه فهذا ليس بصحيح ، لأنه لا يمكن أن تخسف إلا في ليالي الاستسرار يعني اختفاء القمر ، وذلك في آخر الشهر، لو حدثك إنسان أن الشمس خسفت في اليوم العاشر فقل هذا كذب ، فهمتم ؟. ولا يمكن أن يخسف القمر إلا في ليالي الإبدار، لو حدثك إنسان أن القمر خسف في العشرين من الشهر فقل هذا كذب، لا يمكن لماذا ؟ . لأن سبب الخسوف والكسوف شيء معلوم.
سبب الخسوف أعني خسوف القمر أن الأرض تكون بين الشمس والقمر ، وهذا لا يمكن إلا إذا كان في زمن الإبدار حيث يكون القمر شرقا والشمس غربا ، ولا يمكن أن يكون كسوف الشمس إلا في ليالي الاستسرار ، يعني إذا كان القمر قريبا من الشمس ، لأن سبب كسوف الشمس هو حيلولة القمر بينها وبين الأرض ، وهذا لا يمكن في منتصف الشهر أونحو ذلك ، وهذا أمر متفق عليه بين علماء الفلك وكذلك المحققون من علماء الشرع كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال : " إن الله أجرى العادة التي لا تبديل لها ألا كسوف إلا في زمن الاستسرار ولا خسوف إلا في زمن الإبدار " وقال أن قول الفقهاء رحمهم الله لو وقع الخسوف في عشية عرفة يعني خسوف القمر صلى قبل أن يدفع ثم دفع من عرفة ، قال هذا التصوير شيء محال ، قال وقولهم : إن الله على كل شيء قدير، نعم إن الله على كل شيء قدير لو شاء لطمس نور القمر بدون خسوف ، لكن الله أجرى العادة أن لاخسوف إلا في هذا الزمن ولا كسوف إلا في هذا الزمن.
كسفت الشمس في اليوم الذي مات فيه إبراهيم رضي الله عنه ابن محمّد رسول الله و، كان هذا الطفل يحبه النبي عليه الصلاة والسلام حبا شديدا ، فمات فحزن عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وجعلت تذرف عينه الدموع وقلبه محزون وقال : ( العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لفراقك ) أو قال : ( على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ) وأخبر صلّى الله عليه وسلم أن له مرضعا في الجنة لأنه مات قبل الفطام، مات وله ستة عشر شهرا رضي الله عنه ، فجعل الناس يتحدثون يقولون : كسفت الشمس لموت إبراهيم . بناء على عقيدة جاهلية باطلة أن الشمس لا تكسف إلا إذا مات عظيم وكذلك القمر .
فشاء الله عز وجل بحكمته أن يكون الأمر واقعيا لإبطال هذه العقيدة الجاهلية، سبحان الله ، يعني أجرى الله عز وجل هذا الأمر الحدث في موت إبراهيم في يوم مات إبراهيم لأجل أن يبطل هذا الاعتقاد بطلانا تاما .
كما أن النبي صلّى الله عليه وسلم أمر الصحابة حين حج أمر الذين كانوا محرمين بالحج وحده أو بالقرآن أمرهم أن يجعلوها عمرة حتى تزول العقيدة الفاسدة في قلوب العرب أن العمرة في أشهر الحج لا تجوز.
لما طلعت الشمس وارتفعت قيد رمح أو رمحين كسفت كسوفا كليا حتى صارت كأنها قطعة نحاس ، ولهذا قرأ النبي عليه الصلاة والسلام قراءة طويلة تدل على أن الكسوف دام ثلاث ساعات أو أكثر ، ورعب الناس من هذا الكسوف الكلي وأمر النبي صلّى الله عليه وسلم أن ينادى : ( الصلاة جامعة ) فنودي بذلك فاجتمع الناس من رجال ونساء ، مشهد عظيم حتى النبي عليه الصلاة والسلام خرج من بيته يجر رداءه عليه الصلاة والسلام ، بعد أن لحق به، خرج من دون رداء ثم لحقوه به وجعل يجر رداءه فزعا ، وأمر أن نفرع إلى ذكر الله وإلى دعائه وإلى التكبير وإلى الصدقة وإلى الصلاة وإلى العتق ، كل هذا أمر به ، لأن أمر الكسوف ليس بالأمر الهين، ثم اجتمع الناس وجعل النبي صلّى الله عليه وسلم يصلي بهم عليه الصلاة والسلام ، وصلى صلاة طويلة طويلة على كبر سنه ، يعني في السنة العاشرة من الهجرة كم عمره ؟ .
السائل : ...
19 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن امرأته فاطمة عن جدتها أسماء بنت أبي بكر أنها قالت أتيت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي فقلت ما للناس فأشارت بيدها نحو السماء وقالت سبحان الله فقلت آية فأشارت أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي وجعلت أصب فوق رأسي ماءً فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريب من فتنة الدجال لا أدري أي ذلك قالت أسماء يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له نم صالحًا فقد علمنا إن كنت لمؤمنًا وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته أستمع حفظ