القارئ : قالت لي فاطمة فأوعيته ، غير أنها ذكرت ما يغلظ عليه. الشيخ : يعني هذا الذي قال سمعت الناس يقولون شيئا فقلت هشام نسي إلا أنه ذكر أنه يغلظ عليه، والذي جاء في الحديث أنه يضرب بمرزبة من حديد يصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنس والجن. الشاهد من هذا قوله : ( أما بعد ) وكلمة أما بعد كلمة مستعملة عند العرب في خطبهم إذا أراد الإنسان أن ينتقل إلى صلب الموضوع بعد الحمد والثناء قال أما بعد، وعبر بعض العلماء بأنه يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر، وليس بصحيح، لأن نجد أن الخطب ينتقل فيها من أسلوب إلى آخر من أمر إلى نهي من خبر إلى استفهام وما أشبه ذلك ولا تستعمل أما بعد، وإنما تستعمل أما بعد متى ؟ للدخول في صلب الموضوع، يتكلم الإنسان بخطبة مقدمة ثم يقول أما بعد. أما إعرابها فإعرابها عجيب، ما تتوقعون في إعرابها؟ يقول إعرابها على التقدير: مهما يكن من شيء بعد ثم يأتي الجواب، فمثلا أما بعد فما من شيء ...، الحديث يعني فيه إشكال، لكن أما بعد فإن خير الحديث، هذا حديث جابر في الخطب،ة أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، أي مهما يكن من شيء بعد ما قلت فإني أقول كذا وكذا، كأنه يقول لن أقول بعد هذه المقدمة إلا كذا وكذا، فعلى هذا تكون أما نائبة عن أداة شرط وعن فعل شرط محذوف، وتكون بعد وهي ظرف زمان تحتاج إلى متعلق، متعلقة بمحذوف تقديره: مهما يكن من شيء، هكذا قال أهل النحو، والله أعلم هل هذا صحيح أو لا؟
بعض القضاة إذا أراد أن ينبه على شيء حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول أما قبل فهل يعتبر هذا تدليس ثم يقول أما بعد ؟
السائل : ... الشيخ : أما قبل؟ السائل : ... الشيخ : ينبغي أن يقول أما قبل فإني قد اغتسلت وأتيت إلى الجمعة، لأن هذا الذي قبل، وبعضهم نسمع يقول ثم أما بعد، وهذا غلط، يعني كوننا نبتدأ بألفاظ مشهورة معروفة، أما أما قبل فهذا من عجائب الدهر، ولا سمعتها إلا منك الآن. السائل : ما لها وجه ؟ الشيخ : ويش وجهها؟ أما قبل ثم أما بعد؟ السائل : ... الشيخ : هو يقول أما قبل ثم أما بعد؟ كذا ؟ السائل : ... الشيخ : هذا غلط هذا.
هل قول أسماء رضي الله عنها حتى تجلالي الغشي وإلى جنبي قربة من ماء ففتحتها فجعلت أصب منها على رأسي هل يستفاد منه الثلاث حركات التي ذكرها العلماء أنها تبطل الصلاة أن في هذا الحديث رد عليهم ؟
السائل : أحسن الله إليك، قول أسماء رضي الله عنها: " حتى تجلالي الغشي وإلى جنبي قربة من ماء ففتحتها فجعلت أصب منها على رأسي " ما يستفاد منه يا شيخ أن الثلاث حركات التي ذكرها العلماء أنها تبطل الصلاة أن في هذا الحديث رد؟ الشيخ : الردود على هذا كثيرة، يعني تقدير الحركة المبطلة للصلاة بثلاث حركات لا وجه له إطلاقا، وإنما الحركة المبطلة هي التي إذا تحرك الإنسان ظن الناس المشاهدون أنه في غير صلاة، هذا هو الواضح، لكن في الحديث هذا شيء من الإشكالات أعرضنا عنها لأن المقام لا يقتضيها المقام على كلمة أما بعد، وإلا فيه إشكالات متعددة.
في بعض المساجد بنيت أدوار تحت الأرض أي دور أرضي ثم أدوار تحت الأرض الثلاث أدوار التي تحت الأرض في كل دور تلفزيون ينقل صوت وصورة الإمام فهل هذا يأخذ حكم الإمام بأن ينظر إليه الإمام ؟
السائل : أحسن الله إليكم في بعض المساجد بنيت أدوار تحت الأرض أي دور أرضي ثم أدوار تحت الأرض الثلاث أدوار التي تحت الأرض في كل دور تلفزيون ينقل صوت وصورة الإمام، فهل هذا يأخذ حكم الإمام بأن ينظر إليه الإمام ؟ الشيخ : نعم هذا هو الظاهر، لأنه سيكون في تلفزيون صوتي. السائل : صورة وصوت. الشيخ : إي نعم، لأن هذا كأنهم ينظرون إليه من فرجة.
حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو عاصم عن جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول حدثنا عمرو بن تغلب ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالاً وترك رجالاً فبلغه أن الذين ترك عتبوا فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي ولكن أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع وأكل أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير فيهم عمرو بن تغلب ) فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم تابعه يونس .
القارئ : حدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو عاصم، عن جرير بن حازم، سمعت الحسن يقول: حدثنا عمرو بن تغلب : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالاً وترك رجالاً، فبلغه أن الذين ترك عتبوا، فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال أما بعد: فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، ولكن أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير فيهم عمرو بن تغلب - فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم - ) تابعه يونس. الشيخ : لا شك أن هذه كلمة عظيمة، تزكية عظيمة لعمرو بن تغلب رضي الله عنه.
فوائد حديث : ( أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي ... )
الشيخ : وفي هذا دليل على حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في الإعطاء والمنع، وكذلك ينبغي أيضا أن يستعمل الإنسان ذلك في المخاطبة، قد تخاطب بعض الناس بكلام لين وتخاطب آخر بكلام أغلظ والفعل واحد، لأنك تعرف أن هذا ليس كهذا فتراعي ما في نفوسهم وما في قلوبهم، وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يراعي المخاطب ويراعي المعطى والممنوع حتى يكون على بينة من الأمر وحتى يسوس الناس بما يصلحهم. وفيه أيضا دليل على أن المال له تأثير في النفوس لأنه يعطيهم لما في قلوبهم من الجزع والهلع. وفيه أيضا دليل على فراسة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه حكم بفراسته وإلا فهو لا يعلم الغيب، لكن يتفرس فيهم أنهم رجال مال وأنهم يغضبون إذا لم يأتهم المال ويفرحون إذا أتاهم. وفيه أيضا دليل على أنه ينبغي تأليف القلوب بالمال، ولهذا جعل الله تعالى للمؤلفة قلوبهم نصيبا من الزكاة، لا تقل ماني متألفه، خله يهلك ما علينا منه، هذا ليس بصحيح، هذا إن كان مسلما فأخوك، وإن كان غير مسلم فقد يكون أخا لك في يوم من الأيام ويكون نصيرك، فكم من أناس كانوا أعداء للرسول عليه الصلاة والسلام وكانوا في النهاية من أنصاره وأوليائه، إي نعم.
حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة أن عائشة أخبرته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) قال أبو عبد الله تابعه يونس
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عروة أن عائشة أخبرته : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) تابعه يونس. الشيخ : صلوات الله وسلامه عليه. هذا كان في رمضان، خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي في المسجد، مع أنه كان يرغب أن يصلي في بيته وحث أمته على الصلاة في البيت أعني النافلة وقال : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) لكن قد يكون هناك سبب لخروجه من البيت وتنفله في المسجد، وتعلمون أن الفضل المتعلق بذات العبادة أولى بالمراعاة بالفضل المتعلق بمكانه، فلعل النبي صلى الله عليه وسلم كان يراعي شيئا حينما خرج ليصلي قيام رمضان في المسجد، وكان الذي أراد الله عز وجل، أن الناس اجتمعوا إليه وكثروا ثم ترك، خشي أن تفرض.
فوائد حديث ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد ...)
الشيخ : وفي هذا دليل على فائدة عظيمة، وهي أن صلاة الجماعة في قيام رمضان مشروعة بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وليست ببدعة، ولهذا من تخلف عنها مدعيا أنها بدعة ومنكرا على عمر بن الخطاب رضي الله عنها حينما قال : " نعمت البدعة هذه " وأقره رضي الله عنه على ذلك ولكن هذا المسكين الجاهل قال لا ليس بسنة أصلي بالبيت، فيقال هي سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم كان خاف ان تفرض عليهم فتركها وبعد أن توفي عليه الصلاة والسلام زال هذا الخوف لأنه انقطع الوحي وبقي الناس في عهد أبي بكر يصلون أوزاعا، الرجل مع الرجل، والرجلين مع الرجل، ولم يكن إلا سنتان فقط، وفي هذا عهد عمر في أول خلافته رضي الله عنه كان الناس على هذا، ثم أمر تميما الداري وأبي بن كعب أن يقوما بالناس بإحدى عشرة ركعة كما ثبت ذلك في * موطأ الإمام المالك * بأصح إسناد أنه أمر تميما الداري وأبي بن كعب أن يصليا بالناس بإحدى عشرة ركعة، وأما حديث يزيد بن رومان أن الناس في عهد عمر يصلون 23 ركعة فهذا لا يعارض قول عمر أو أمر عمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما بالناس بإحدى عشرة، لأن هذا من قوله، وحديث يزيد بن رومان من فعل الناس في عهده وبينهما فرق، ثم هل يمكن أن نستدل بفعل الناس في عهد عمر أو غيره من الخلفاء ؟ قد ينازع في هذا منازع، ويقول لا نستدل بذلك إلا إذا اطلع عليه عمر وأقره، أما في عهد الرسول فإن ما فعل في عهده فهو حجة، لأن الله يعلم وينزل ما شاء أن ينزل إذا كان الأمر ليس محبوبا إلى الله. على كل حال حديث يزيد بن رومان ليس فيه تصريح بنسبته إلى عمر، وأيضا هو منقطع، فكان الثابت عن عمر أنه أمر أن يصلى بإحدى عشرة ركعة وقال نعمت البدعة هذه، وهي بدعة نسبية أي بالنسبة لترك الناس لها ما بين زمن الرسول وزمن عمر، وهذا واضح. على كل حال الحديث دليل على أن صلاة الجماعة في قيام الليل في شهر رمضان من السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه أيضا أن الناس إذا لزموا الشيء في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فقد يكون سببا لفرضه، لأن قبولهم إياه والتزامهم إياه وحرصهم عليه يشبه النذر من بعض الوجوه، وحينئذ يفرض عليهم، فخاف النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وترك القيام. وفيه دليل على ترك الفاضل إلى المفضول خوفا من مفسدة تقع والله أعلم. نعم، استدل بهذا الحديث الإمام مالك رحمه الله على أنه لا يشترط في صلاة الجماعة نية الإمام إمامته، لأن هؤلاء الصحابة أتوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وصلوا بصلاته دون أن يكون هناك سابق علم، ولكن هذا يحتاج إلى تأمل.
قراءة بحث حول المدة الزمنية بين أذان الجمعة و الإقامة .
القارئ : هذا خلاصة بحث في المدة الزمنية بين أذاني الجمعة: لم أجد في كلام المحدثين والفقهاء ممن رجعت إليهم فرأيت كلام كلهم يدور في مشروعيته والنزاع في أصله ولم يلمح أحد من قريب ولا بعيد مع قلة من بحث فيه من العلماء حول الفارق الوقتي بين النداءين، وأقوى ما رأيت في التوقيت هو ما وراه عمر بن شبة في أخبار المدينة النبوية بسنده عن مكحول: أن النداء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة مؤذن واحد حتى يخرج الإمام. الشيخ : لا، حين يخرج. القارئ : مؤذن واحد حين يخرج الجمعة، ثم تقام الصلاة، وذلك النداء الذي يحرم عنده البيع والاشتراء. الشيخ : والاشتراء هكذا؟ ما يخالف اشترى اشتراء. القارئ : إذا نودي به فأمر عثمان رضي الله عنه أن ينادى قبل خروج الإمام لكي يجتمع الناس انتهى. ولكن ما لاحظته فيمن قال بمشروعيته وكله إلى اجتهاد الإمام ومصلحة الناس في الزمان والمكان، وما يناسبهم ومعيشتهم. الشيخ : ما هذه اسم موصول أو نافية؟ ولكن ما لاحظته يعني الذي لاحظته، منين لاحظته ؟ الطالب : ... من قال بمشروعيته على اختلافهم كأنهم يلمحون أن تحديد الوقت والمدة يرجع إلى حسب الناس. الشيخ : حسب المصالح. القارئ : ... هو كاتب كلام وشاطب عليه لكن يقول: الحمد لله رب العالمين أثر مكحول قال فيه الشيخ عبد الله الدويش: سنده صحيح إلا أنه مرسل. الشيخ : هذه ... الأجوبة النافعة للألباني لو تراجع. ما ذكره؟ ما ذكر أن الناس صلاتهم بين الأذانين بدعة. على كل حال الذي نرى أن المدة الموجودة عندنا الآن هنا في نجد أحسن من المدة التي في الحرمين، مو بالحجاز الحجاز مو كله على شكل الحرمين الحرمين المدة بينهما خمس دقائق، والأذان الأول إذا زالت الشمس، لكن نحن عندنا ساعة. هي كلمة المصالح المرسلة هذه ذكرنا أنها وإن قال بعض الأصوليين أنها دليل ففيه نظر، لأن ما ادعي أنه من المصالح المرسلة، والمرسلة معناها التي جعل أمرها للناس، ما ذكر منها إن كانت مصلحة شرعية يعلم من الشريعة مراعاتها فهي داخلة في الشريعة، وإن كانت المصلحة في نظر بعض الناس وفي نظر آخرين ليس بمصلحة فتبقى محل نزاع. لكني أرى أن عثمان بن عفان رضي الله عنه له سنة متبعة، لأنه من الخلفاء الراشدين، والأذان كما تعلمون عبادة، ليس الأذان بوقا ينادى به من أجل إسماع الناس، هو بنفسه عبادة، فإذا كان رضي الله عنه أمر به لأمر رآه فهو سنة، وما رآه فله شاهد من السنة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، في رمضان بلال يؤذن لا لصلاة، ولكن قال الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يؤذن ليوقظ نائمكم ويضطجع قائمكم، عثمان يؤذن يوم الجمعة لا لأن الصلاة حضرت، ولكن من أجل أن يتأهب الناس للحضور لا سيما مع اتساع البلد وكثرة الناس. القارئ : انتهى البحث؟ الشيخ : انتهى، وعلى كل حال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. السائل : شيخ هنا مسالة أحسن الله إليك، وهي الفارق بين الأذانين يعني إذا كنا نقول إن أصل فعل عثمان رضي الله عنه هو ما كان يقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أذان بلال، جاء في الحديث كما تعلمون أنه لا يمنعكم من سحوركم أذان بلال، فلماذا لا نقول إن الفارق بين الأذانين يوم الجمعة بمقدار وقت السحور أو شبهه كما جاء في حديث بلال. الشيخ : لا لا، أنا ذكرت هذا مو علشان الفارق، علشان أنه يمكن أن يؤذن لمصلحة عامة. السائل : لكن أقول لماذا حتى الفارق ما يصير مثله؟ الشيخ : لا، ما يصير مثله، لأن السحور سحور الصحابة مو من جنس سحورنا يقعد الواحد نص ساعة وهو يقدم أنواع الطعمة، تمر وماء وأنت ماشي، فالظاهر أن يقال أنه يقدر الفرق بين الأذان الأول والثاني في الجمعة بحسب المصلحة.
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة عن أبي حميد الساعدي أنه أخبره ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عشيةً بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد ) تابعه أبو معاوية وأبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أبي حميد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما بعد تابعه العدني عن سفيان في أما بعد
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فقد قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب الجمعة باب : من قال في الخطبة بعد الثناء : أما بعد حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال أخبرني عروة عن أبي حميد الساعدي أنه أخبره : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عشيةً بعد الصلاة، فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد ) تابعه أبو معاوية وأبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أبي حميد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أما بعد، تابعه العدني عن سفيان في أما بعد.
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني علي بن حسين عن المسور بن مخرمة قال (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول أما بعد ) تابعه الزبيدي عن الزهري
القارئ : حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب، عن الزهري، حدثني علي بن حسين، عن المسور بن مخرمة قال : ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول: أما بعد ) تابعه الزبيدي عن الزهري.
حدثنا إسماعيل بن أبان قال حدثنا ابن الغسيل قال حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وكان آخر مجلس جلسه متعطفاً ملحفةً على منكبيه قد عصب رأسه بعصابة دسمة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إلي فثابوا إليه ثم قال أما بعد فإن هذا الحي من الأنصار يقلون ويكثر الناس فمن ولي شيئاً من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فاستطاع أن يضر فيه أحداً أو ينفع فيه أحداً فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم )
القارئ : حدثنا إسماعيل بن أبان ، حدثنا ابن الغسيل ، حدثنا عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر، وكان آخر مجلس جلسه متعطفاً ملحفةً على منكبيه قد عصب رأسه بعصابة دسمة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إلي، فثابوا إليه، ثم قال: أما بعد فإن هذا الحي من الأنصار يقلون ويكثر الناس فمن ولي شيئاً من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فاستطاع أن يضر فيه أحداً أو ينفع فيه أحداً فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم ). الشيخ : الشاهد من هذا الحديث قوله : ( أما بعد ).
فوائد حديث ( صعد النبي صلى الله عليه وسلم النبر ...)
الشيخ : وفي هذا الحديث فوائد منها: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إبلاغ الشريعة، حتى إنه خرج في هذه الحال التي كان فيها مريضا صلوات الله وسلامه عليه. ومنها: استحباب صعود المنبر عند الخطبة لأن ذلك أبلغ في الإعلام من وجه وأشد في الانتباه من وجه آخر، لأن الذي يخطب وهو يشاهد يأخذ الناس منه أكثر ممن لا يشاهد. ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم تصيبه الحمى ووجع الرأس وغير ذلك من الأعراض المرضية كغيره من الناس، بل إنه عليه الصلاة والسلام يوعك كما يوعك الرجلان منا، يعني أشد، والحكمة من هذا والله أعلم من أجل أن يتحقق له المرتبة العليا في الصبر، لأنه كلما كان الشيء أشق وقوبل بالصبر كان الصبر أشق، فكان الله عز وجل يصيب محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أن يترقى إلى درجة الصابرين فيكون صابرا عليه الصلاة والسلام بكل أنواع الصبر: على الطاعة وعن المعصية وعلى الأقدار. وفيه أيضا: أنه ينبغي في الخطبة أن يبتدأ الإنسان بحمد الله عز وجل، وحق أن يحمد سبحانه وتعالى، هو الذي ييسر للعبد الوصول إلى الخطابة، ثم هو الذي يعين العبد في أداء الخطابة، ثم هو الذي يعين العبد في استماع الناس إليه وقبولهم لما يقول، كل هذه نعم يستحق عليها تبارك وتعالى الحمد. وفيه أيضا: أنه يدعو الناس يقول: أيها الناس، وهذا أكثر خطبه عليه الصلاة والسلام أن يقول أيها الناس، وربما قال: عباد الله، ولكن أكثرها أيها الناس. ومن الفوائد: أنه ينبغي للمتكلم أن يجمع الناس إليه يعني إذا كانوا متفرقين يقول اقربوا اجتمعوا، لأنه قال أيها الناس إلي، فثابوا إليه، فإن الاجتماع إلى الشخص والقرب منه فيه فائدة كبيرة، وهي أنهم إذا كانوا يلونه فهموا منه أكثر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الصلاة : ( ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ) وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أراد أن يخطب الناس يوما فأرسل أحد الصحابة وقال استنصت الناس، يعني قل لهم أنصتوا، فيكون في هذا فائدة أخرى غير ما ذكر في هذا الحديث، هو أنه ينبغي لمن أراد أن يتكلم أن يجمع الناس إليه وأن يستنصتهم يقول انصتوا استمعوا، ولا يعد هذا دعوة للنفس وأن الإنسان يدعو إلى نفسه ان الناس يجتمعون إليه وأن الناس يستمعون إليه، لا، المقصود المصلحة. ومن فوائد هذا الحديث: أنه عليه الصلاة والسلام حث على الإحسان إلى الأنصار، لأنهم أهل لذلك، فهم الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبل المهاجرين، وهم الذين بايعوا الرسول عليه الصلاة والسلام على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم، فهم أهل لأن يوصى بهم خيرا، ثم إن هذا قد يكون فيه إشارة إلى أن الذي يلي الخلافة من المهاجرين، ولهذا أوصاه بالأنصار خيرا وهذا هو الذي حصل، فإن الذي ولي الخلافة بعد النبي عليه الصلاة والسلام كلهم من قريش. وفيه أيضا: أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( من ولي شيئا من أمة محمد فاستطاع أن يضر فيه أحدا أو ينفع ) أن الولي قد ينفع ويضر، قد يسلط على بعض الناس فيضرهم، وقد يلقي الله في قلبه الرحمة لبعض الناس فينفعهم، فلهذا قال ( فاستطاع أن ينفع أو يضر ). ومن فوائد هذا الحديث: أنه حث عليه الصلاة والسلام على القبول من محسني الأنصار والتجاوز عن مسيئهم، وهذه وصية خاصة، وإلا فمن المعلوم أن الله تعالى حث على العفو ورغب فيه وقال : (( من عفا وأصلح فأجره على الله )) وقال : (( وأن تعفوا أقرب للتقوى )) إلى غير ذلك من النصوص الدالة على العفو عن المسيء، ولكن هذا مقيد بما إذا كان في العفو إصلاح، وأما إذا لم يكن فيه إصلاح فلا تعفو، لأن الإصلاح مقدم على المنفعة الشخصية الخاصة، نعم، هل يؤخذ من هذا أن من مداواة الرأس إذا آلمك أن تعصبه ؟ نعم، وهو كذلك، وهو مجرب أن الإنسان إذا أوجعه رأسه فليعصبه، فإن هذا من أسباب شفائه بإذن الله أو على الأقل يهون وجعه، وإذا أمكنك أن تتداوى بالشيء الذي لا يدخل جوفك فهو أحسن كلما أمكن، لأن الذي يدخل الجوف قد يكون له مضاعفات لا سيما في الأدوية الكيماوية، وأما ما كان خارجا فالمضاعفات فيه إن قدر تكون قليلة، نعم.
من المعلوم أن الطالب إذا تقرب من شيخه صار معروفاً بين الناس قد يكون بذلك خرج من فضيلة قول النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله يحب العبد الخفي النقي ) ؟
السائل : أحسن الله إليك، من المعلوم أن الطالب إذا قرب من شيخه صار معروفا بين الناس، قد يكون بذلك خرج من فضيلة قول النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله يحب العبد الخفي التقي ) ؟ الشيخ : المراد بالخفي ليس معناه الذي لا يبرز، مشكل لو أردنا الذي لا يبرز قلنا كل العلماء البارزين يجب أن يندسوا، المعنى أنه لا يريد الظهور، خفي معناه لا يريد الظهور، تجده حتى في الموضع الذي لو ظهر فيه لكان له شأن ما يحب هذا الشيء، لكن ثق أن الإنسان إذا عامل ربه عز وجل فإنه سوف يظهر ولا بد، حتى لو أخفى نفسه، لا بد أن يظهر.
ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن ذكر كلمة أما بعد في خطابٍ واحد أكثر من مرة أي ذكر موضوعاً ثم ذكر أخر قال أما بعد فهل يجوز أن أن يقول أما بعد إذا نتقل من أسلوب إلى آخر ؟
السائل : شيخ بارك الله فيك، ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ذكر كلمة أما بعد في خطابٍ واحد أكثر من مرة، يعني ذكر موضوعاً ثم انتقل منه فقال: أما بعد، ثم انتقل لآخر فقال أما بعد، فهل يصح أن يقال أن أما بعد يؤتى بها للانتقال من أمر لآخر؟ الشيخ : من أسلوب إلى آخر. السائل : من أسلوب لآخر. الشيخ : ما أدري عن القصة التي تذكر، لكن لا بد أن ينظر في خطبته، ثم إذا قدر أنه كذلك فلعل هذا بسبب أنه أراد أن ينبه المخاطبين أو لغير ذلك، وإلا فالأصل أنه مرة واحدة. السائل : ... الشيخ : على كل حال ينظر فيها، نعم.
هل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ( لو يعلمون ما فيها لأتوها ولو حبواً أن المريض يشرع له أن يحضر الجماعة وإن شق عليه الحال ؟
السائل : هل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ( لو يعلمون ما فيها لأتوها ولو حبواً ) أن المريض يشرع له أن يحضر الجماعة وإن شق عليه الحال ؟ الشيخ : لا، هذه من باب المبالغة وليس كذلك، وحتى الصحابة في عهد الرسول يؤتى بالمريض يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، لكن من رخص له في شيء وشق على نفسه فهذا لا ينبغي.
حدثنا مسدد قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين يقعد بينهما )
القارئ : حدثنا مسدد، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين يقعد بينهما ). الشيخ : إذن هذا من السنة، فإذا كان الرجل يشق عليه القعود فليتحمل بقدر ما يستطيع حتى يكون هناك تمييز بين الخطبة الأولى والخطبة الثانية، لأنه لو بقي قائما ثم واصل لظن أن سكوته هذا لسبب، ليس لفصل الخطبة الأولى عن الثانية. على أن الفصل بين الخطبتين الآن يتضح بذكر مقدمة الخطبة، لكن نقول الأفضل أن يجلس بين الخطبتين. طيب، الجمعة فيها خطبتان؟ والعيد؟ خطبة واحدة أو خطبتان، والاستسقاء واحدة، لم يرد فيها خطبتان. العيد ظاهر السنة الصحيحة أنها خطبة واحدة، لكن في حديث رواه ابن ماجه على ما أظن وفي سنده ضعف أنه خطب خطبتين، والعمل على هذا، عمل الناس الآن على خطبتين.
هل في حديث ابن عباس السابق الذي مر علينا هل يستفاد منه الرد على الجبرية ؟
السائل : حديث ابن عباس السابق الذي مر علينا هل يستفاد منه الرد على الجبرية ؟ الشيخ : من أي ناحية ؟ السائل : ... الشيخ : نعم صحيح، صحيح، والرد على الجبرية كل الدنيا ردت على الجبرية وعلى القدرية أيضا.
هل حديث وصية الأنصار يشمل الأنصار مطلقاً أم الأنصار الذين تبوءوا الدار و الإيمان ؟
السائل : أحسن الله إليكم، الوصية بالأنصار هل هذا يشمل الآن ...؟ الشيخ : ... السائل : ... الأنصار يقلون، لكن الآن كثير. الشيخ : لكن نسبتهم لغيرهم؟ ما ندري هل قصد الرسول عليه الصلاة والسلام الأنصار مطلقا، أو الأنصار الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم.
السائل : الجلوس بين الخطبتين المقدار يا شيخ، بعض الخطباء يطيل الجلوس وبعضهم ... ؟ الشيخ : المقصود ما يحصل به الفصل، قدره بعض العلماء بمقدار قراءة سورة الإخلاص، وبعضهم زاد قليلا، والظاهر أن هذه ترجع إلى ما يعرف به الفصل.
حدثنا آدم قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنةً ثم كالذي يهدي بقرةً ثم كبشاً ثم دجاجةً ثم بيضةً فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذكر )
القارئ : حدثنا آدم، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنةً، ثم كالذي يهدي بقرةً، ثم كبشاً، ثم دجاجةً، ثم بيضةً، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذكر ). الشيخ : الشاهد من هذا قوله : ( ويستمعون الذكر ).
فوائد حديث ( إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة ...)
الشيخ : وفي هذا الحديث من عناية الله عز وجل بالمؤمن ما هو ظاهر، ملائكة مسخرون على أبواب المساجد، يكتبون الأول فالأول، ومتى تنشر هذه الصحف؟ يوم القيامة (( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك )). وفي هذا حث على التقدم ليكون الإنسان من الأوائل، وإذا كان الإنسان لو دعي إلى وليمة يعطى الأول منها طبخة طيبة، والثاني دون، والثالث دون، والرابع دون، هل يتقدم الناس بسرعة ؟ نعم يتقدمون بسرعة، ومعلوم أن ثواب الآخرة خير للذين اتقوا، فالذي ينبغي لنا أن ننتهز هذه الفرص. يستثنى من ذلك الإمام، فالإمام لا ينبغي أن يتقدم بل السنة ألا يأتي إلا عند إرادة الصلاة كما جاء في الأحاديث السابقة ( فإذا خرج الإمام ) وهنا قال : ( فإذا خرج الإمام ) دل ذلك على أن الإمام لا يتقدم. وأما ما ظنه بعض الناس أن الإمام ينبغي له أن يتقدم في الساعة الأولى كغيره فهذا وهم خطأ أو غلط، لأن هذا النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يتقدم. وهذا نظير من أخذ بعموم قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صوم يوم عرفة قال : ( يكفر السنة التي قبله والتي بعده ) فصار بعض الحجاج يصوم يوم عرفة ويقول أريد أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده، وهذا غلط أيضا، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ثبت عنه أنه كان مفطرا، وأرسلت له إحدى امهات المؤمنين أو غيرها لبنا فشربه والناس ينظرون، تحقيقا لكونه مفطرا، بل روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة، فمثل هذه المسائل ينبغي للإنسان أن يكون فيها دقيقا في تحري السنة، ولا ينظر إلى مجرد السنة القولية بل السنة القولية والفعلية العملية، فالذي حث على التقدم للصلاة هو الذي لا يأتي إلا عند إرادة الصلاة لأنه الإمام، وكذلك يقال في مثل صوم يوم عرفة، الذي رخص في صوم يوم عرفة كان مفطرا في عرفة، فلا يسن للحاج أن يصوم يوم عرفة بعرفة، والله أعلم.
حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال ( جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال أصليت يا فلان قال لا قال قم فاركع ركعتين )
القارئ : حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال : ( جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال: أصليت يا فلان قال: لا، قال: قم فاركع ركعتين ).
فوائد حديث ( جاء رجل والنبي 0صلى الله عليه وسلم يخطب الناس ...)
الشيخ : في هذا دليل على ما ترجم له البخاري رحمه الله أنه إذا جاء أحد والإمام يخطب فإنه يأمره أن يصلي ركعتين. وفيه دليل على تأكد ركعتي تحية المسجد، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر فيهما مع أن المصلي سوف يتشاغل بهما عن استماع الخطبة، وقد قال بعض أهل العلم: إن ركعتي تحية المسجد واجبة، لأنه لا يتشاغل عن واجب إلا بواجب. ومن فوائد هذا الحديث وهو مهم جدا: أن الإنسان إذا رأى شخصا أخل بمأمور أو فعل محظورا أن يسأله قبل، فلعله يكون قد فعل المأمور أو لعله لم يطالب به، وكذلك المنكر لعله فعله على وجه يحل له فيه ذلك المنكر، فلهذا اسأل أولا قبل أن تنكر، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ( أصليت ). وفيه دليل على جواز كلام الخطيب ومن يخاطبه الخطيب، لكن هل يقال إنه يتكلم بما شاء أو لا يتكلم إلا بما فيه مصلحة ؟ الجواب: الثاني، وإلا من المعلوم لا أحد يقول إنه يجوز للخطيب إذا دخل أحد أن يقول يا فلان كيف أصبحت كيف حالك وشلون المزرعة اليوم شلون السيارة، أحد يقول بهذا؟ لا أحد، لكن إذا كان فيه مصلحة فلا بأس، سواء كانت المسألة عامة أو خاصة، ومن ذلك أن رجلا دخل وقال: هلكت الأموال وانقطعت السبل، وهذه عامة. ومن فوائد هذا الحديث جواز مخاطبة الكبير بكلمة لا، وأن ذلك لا يعد سوء أدب، ونظير ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام لجابر ( بعنيه؟ قال: لا ) فلا يعد هذا سوء أدب، سواء مع الوالد أو مع الكبير، عند الناس الآن إذا قلت لا، يرون أن ذلك جفوة وأن الأفضل أن تقول سلاما، أو ما لك ... لكن لا صريحة في النفي. نعم، وأشار البخاري رحمه الله في قوله في الترجمة الثانية باب: من جاء والإمام يخطب فصلى ركعتين خفيفتين، أشار إلى رواية لم تكن على شرطه، وأنه يصلي ركعتين خفيفتين، من أجل أن يستعد لاستماع الخطبة، وهذا أحد المواضع التي يسن فيها تخفيف النافلة، وثم موضع آخر وهو راتبة الفجر، فإن السنة فيها التخفيف، وثم موضع ثالث وهو في افتتاح صلاة الليل، وموضع رابع وهو صلاة ركعتي الطواف خلف المقام، وخامس إذا وجد سبب يقتضي ذلك، كما لو أقيمت الصلاة وأنت في نافلة وقد شرعت في الركعة الثانية فإنك تتمها خفيفة، وهذا الأخير نقول كلما وجد سبب يقتضي التخفيف، كما لو كلمتك أمك أو أبوك وأنت تصلي لحاجة فإن الذي ينبغي لك أن تخفف.
حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابراً قال ( دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال أصليت قال لا قال قم فصل ركعتين )
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، سمع جابراً قال : ( دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: أصليت؟ قال: لا، قال: قم فصل ركعتين ).
حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس وعن يونس عن ثابت عن أنس قال ( بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل فقال يا رسول الله هلك الكراع وهلك الشاء فادع الله أن يسقينا فمد يديه ودعا )
القارئ : حدثنا مسدد، حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، وعن يونس عن ثابت عن أنس قال : ( بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل فقال: يا رسول الله هلك الكراع وهلك الشاء فادع الله أن يسقينا، فمد يديه ودعا ).
فوائد حديث (بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذا قام رجل فقال يارسول الله هلكت الكراع ...)
الشيخ : في هذا دليل على أنه تجوز مخاطبة الخطيب، لكن في الأمر الذي فيه مصلحة. وفيه أيضا أنه يستحب للخطيب إذا دعا بالسقيا يوم الجمعة أن يرفع يديه، وكذلك الناس يرفعون أيديهم معه، وكذلك أيضا في خطبة الاستسقاء التي تكون في الصحراء ينبغي رفع اليدين كذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك الناس يرفعون أيديهم معه، نعم. السائل : بعض الخطباء يقول للمصلين وحدوا الله صلوا على النبي، أو يطرح أسئلة عليهم وينتظر منهم إجابة جميعا، ما رأيكم بهذا ؟ الشيخ : خطبة الجمعة ؟ السائل : إي.