حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به يومئ إيماءً صلاة الليل إلا الفرائض ويوتر على راحلته )
القارئ : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به، يومئ إيماءً صلاة الليل إلا الفرائض، ويوتر على راحلته ). الشيخ : هذا جواب زكي إلا الفرائض، وقوله: ( كان يصلي حيث توجهت به ).
الشيخ : يدل على أنه يصلي الصلاة من أولها إلى آخرها حتى في تكبيرة الإحرام يكون حيث كان وجهه، لكن قد ورد في السنن أنه استقبل القبلة حين أراد أن يكبر تكبيرة الإحرام، وهذا سنة إن تيسر وإن لم يتيسر فلا بأس. فإن قال قائل: أرأيتم الصلاة صلاة الفريضة لو صلى على راحلته هل يجزئ؟ فالجواب لا، لا يجزئه إلا في حال الضرورة، والضرورة هي أن تكون السماء تمطر والأرض تسيل، فهنا لا يتمكن من النزول لو نزل يصلي على الأرض لم يتمكن، فيجوز في هذه الحال للضرورة أن يصلي على بعيره، ولكن هنا يقف لا يسير يقف ويتجه للقبلة ويومئ بالركوع والسجود بخلاف النافلة. فإن قال قائل: ما الحكمة في أن الشرع فرق بينهما ؟ قلنا الحكمة في ذلك لئلا يثقل التطوع على العباد، فسهل لهم فيه حتى لا يقول قائل: إنه لو نزل يصلي لتعوق سيره، فيقال الأمر والحمد لله واسع. وقوله : نعم ( صلاة الليل إلا الفرائض ) في بعض ألفاظ الحديث على غير هذا السياق ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته حيث توجهت به غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة ) وهذا يدل على أن ما ثبت في النفل ثبت في الفريضة إلا بدليل. الآن ليس هناك رواحل إلا الطائرات والسيارات والسفن، فهل يجوز أن يصلي على هذه الرواحل المركوبة ؟ نقول نعم إذا تمكن من فعل ما يجب جاز ذلك، مثلا إذا كان القطار واسع يمكن أن يتجه الإنسان إلى القبلة ويقوم ويركع ويسجد ويفعل كما يفعل أهل الأرض فلا بأس، وكذلك يقال في السفينة، الطائرة كذلك يصلي عليها الفريضة إذا تمكن من استقبال القبلة والركوع والسجود وجميع ما يمكنه في الأرض. فإن قيل: إن الطائرة ليست مستقرة على الأرض؟ قلنا نعم هي ليست مستقرة على الأرض، لكن الساجد عليها سوف يستقر على أرض الطائرة، وكذلك السفينة يقال فيها ما يقال في الطائرة نعم.
كيفية إستقبال القبلة بالنسبة للقطارات ونحوها مما لا يستقر على إتجاه معين ؟
السائل : كيفية استقبال القبلة في القطارات ونحوها مما لا يستقر على إتجاه معين والإنسان يكون ... جاهلا باتجاه القبلة؟ الشيخ : يسأل الربان، وإذا كان مثلا في النهار يمكن يعرف هذا بالشمس. السائل : وإذا كان ... . الشيخ : يصلي حيث كان وجهه.
بالنسبة للضرورة إذا كانت السماء تمطر والأرض تسيل أحياناً تكون الضرورة في حافلة فيها عدد كبير من الناس وستفته صلاة العصر ولا ينتظره السائق أن يصلي قبل الغروب فهل يجوز أن يصلي على راحلته ؟
السائل : أحسن الله إليك، بالنسبة للضرورة إذا كانت السماء تمطر والأرض تسيل، أحياناً تكون الضرورة ... هو راكب في حافلة وكان في صلاة العصر لن ينتظروه ... الشيخ : هذا من الضرورة أيضا، هذا من الضرورة يصلي على راحلته، ومن الضرورة ما يحصل في الدفع من عرفة يكون الإنسان في السيارة ولا يتمكن من النزول في الأرض وهو لم يصل المغرب ولا يتمكن من النزول في الأرض، والسيارة ما تتمكن من الخروج لأن السيارات مزدحمة فهذا أيضا يصلي على حسب حاله على السيارة.
ما مدى صحة قول أن الصلاة على الراحلة لا تصح إلا باتجاه القبلة أو إتجاه المسير ؟
السائل : ما مدى صحة قول أن الصلاة على الراحلة إما اتجاه القبلة أو اتجاه سير الراحلة ... أما غير ذلك فلا يصح ؟ الشيخ : هو على كل حال الراكب ليس له إلا جهتان إما جهة سيره وإما القبلة فإذا انحرف من سيره إلى القبلة صح لأنها هي الأصل وإن انحرف إلى شيء آخر غير سيره فلا يصح. السائل : ... الشيخ : كيف انحرف ؟ السائل : توجه إلى القبلة ... الشيخ : القبلة إلى غير جهة سيره ثم انحرف إلى جهة سيره. السائل : استقبل القبلة الآن وهو في القطار وهو ماشي إلى جهة الشمال ... ثم لف القطار. الشيخ : طيب يلف. السائل : ... الشيخ : وهو يصلي نعم.
حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين قال سئل أنس بن مالك أقنت النبي صلى الله عليه وسلم في الصبح قال نعم فقيل له أوقنت قبل الركوع قال بعد الركوع يسيراً .
القارئ : حدثنا مسدد، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين قال: ( سئل أنس بن مالك أقنت النبي صلى الله عليه وسلم في الصبح؟ قال: نعم، فقيل له: أوقنت قبل الركوع؟ قال: بعد الركوع يسيراً ).
حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عاصم قال سألت أنس بن مالك عن القنوت فقال قد كان القنوت قلت قبل الركوع أو بعده قال قبله قال فإن فلاناً أخبرني عنك أنك قلت بعد الركوع فقال كذب ( إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهراً أراه كان بعث قوماً يقال لهم القراء زهاء سبعين رجلاً إلى قوم من المشركين دون أولئك وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرأ يدعو عليهم )
القارئ : حدثنا مسدد، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم قال: ( سألت أنس بن مالك عن القنوت؟ فقال: قد كان القنوت، قلت: قبل الركوع أو بعده؟ قال: قبله، قال: فإن فلاناً أخبرني عنك أنك قلت بعد الركوع؟ فقال: كذب، إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهراً، أراه كان بعث قوماً يقال لهم القراء زهاء سبعين رجلاً إلى قوم من المشركين دون أولئك، وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرأ يدعو عليهم ).
حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا خالد عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال كان القنوت في المغرب والفجر
القارئ : حدثنا مسدد، حدثنا إسماعيل، حدثنا خالد، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك قال : ( كان القنوت في المغرب والفجر ). الشيخ : القنوت الصحيح أنه جائز قبل الركوع وبعده، كما ترجم عليه البخاري رحمه الله. لكن هل هذا قنوت الوتر ؟ الظاهر من سياق البخاري رحمه الله أنه أتى بهذا الباب بعد الوتر أنه يشمل قنوت الوتر، ولكن الأحاديث التي ذكرها عن أنس كلها تدل على قنوت الفرائض للنوازل، وأن له أن يقنت قبل الركوع وبعده. أما قنوت الوتر فيكون بعد الركوع، لكن مع ذلك قال الفقهاء رحمهم الله لو قنت في الوتر قبل الركوع فلا بأس.
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه قال ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي وحول رداءه )
القارئ : حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عمه قال : ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي وحول رداءه ). الشيخ : الاستسقاء هو طلب السقيا، والاستسقاء يكون في الصلاة المعروفة المشهورة أن يخرج الناس إلى مصلى العيد ويدعون الله عز وجل ويكون أيضا في خطبة الجمعة ويكون في كل مكان، يكون في حال السجود في الصلاة، يكون في حال انتظار الصلاة، يكون بين الأذان والإقامة، المهم أن الاستسقاء هو طلب السقيا. ولكن سببه قحوط المطر وجدب الأرض، وكذلك قال العلماء لو نضبت مياه الأنهار فإنه يستسقى لها قياسا على ما إذا قحط المطر وامتنع وهو كذلك. وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في الاستقاء كما قال عباد بن تميم ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي وحول رداءه ). ومعنى حوله جعل يمينه شماله وشماله يمنيه، وليس المعنى جعل أعلاه اسفله وأسفله أعلاه، بل إنه جعل اليمين هو الشمال والشمال هو اليمين، وعليه فيكون الاستسقاء مشروعا متى ؟ إذا قحط المطر وأجدبت الأرض واحتاج الناس إلى ذلك فإنهم يخرجون يستسقون، نعم.
حدثنا قتيبة حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف ) (وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله ) قال ابن أبي الزناد عن أبيه هذا كله في الصبح
القارئ : حدثنا قتيبة، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله ) قال ابن أبي الزناد عن أبيه: هذا كله في الصبح. الشيخ : في هذا الحديث دليل على القنوت والدعاء على أقوام معينين ولأقوام معنيين، وأن ذلك لا يخل بالصلاة ولا يبطلها. وفيه أيضا أنه كان يقنت بهذا القنوت إذا رفع رأسه من الركعة الأخرى، فتكون في الثانية في الفجر، وفي الرابعة في الظهر والعصر والعشاء، وفي الثالثة في المغرب، وأنه لا يقنت في الركعة الأولى ولا في الثانية إلا في ثانية الفجر. وفيه أيضا جواز الدعاء على الكفار وإن لم يكن على سبيل العموم لقوله : ( اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف ) وقوله :( كسني يوسف ) هي سبع سنوات، فإن الملك رأى رؤيا أفزعته، رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، ففزع من ذلك، وجمع الناس ليعبروا هذه الرؤيا، ولكنهم لم يعبروها، وقالوا هذه أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين، وكان قد حضر أحد صاحبي السجن، فطلب من الملك أنه يذهب إلى يوسف ليعبرها له، ففعل، فقال له يوسف: تزرعون سبع سنين دأبا، يعني متوالاية فما حصدتم فذروه في سنبله، وقوله تزرعون دأبا سبع سنوات معناه أن هذه السبع ستكون خصبا.
الشيخ : فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون. وإنما أرشدهم أن يجعلوه في سنبله لأنه إذا بقي في السنبل لا يسوس، وإذا أخرج من السنبل يسوس، لأن هذا السنبل بإذن الله غلاف يحميه من الفساد. (( ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد )) يعني شديدة عصيبة (( يأكلن ما قدمتم لهن )) ما الذي قدموا ؟ نعم ما تركوه في السنبل (( إلا قليلا مما تحصنون )) يعني مما تحفظونه وتحرزونه وتشقون به (( ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون )) فصارت السنوات كم ؟ سبع وسبع والعام الخامس عشر تزول الشدة، فكيف فهم يوسف عليه الصلاة والسلام من هذه الرؤيا ما عبرها به؟ فهم أنه رأى سبع بقرات سمان وهذه سنوات الخصب، يأكلهن سبع عجاف وهذه سنوات الجدب، سبع سنبلات خضر معناه الخصب وكثرة المياه وكثرة الزروع، وأخرى يابسات يعني ما فيه زرع، لكن كيف فهم أنه في العام 15 يغاث الناس وفيه يعصرون؟ فهم ذلك لأن ذلك عدد محدد، واستدل به الأصوليون على مفهوم العدد، وأن العدد له مفهوم خلافا لمن قال إن العدد لا مفهوم له، بل يقال العدد له مفهوم، وقد فهم يوسف من سبع بقرات سمان وسبع بقرات عجاف أن الشدة تزول في العام الخامس عشر، أي السنوات التي دعا بها الرسول عليه الصلاة والسلام سنوات الجدب ولا الخصب ؟ سنوات الجدب، ولهذا أجدبت قريش إجدابا عظيما، حتى كان الواحد منهم من شدة الجوع يرى بينه وبين السماء دخانا، لا يبصرها جيدا.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال كنا عند عبد الله فقال ( إن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدباراً قال اللهم سبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة والجيف وينظر أحدهم إلى السماء فيرى الدخان من الجوع فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم قال الله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون فالبطشة يوم بدر وقد مضت الدخان والبطشة واللزام وآية الروم )
القارئ : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: كنا عند عبد الله فقال : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدباراً قال: اللهم سبع كسبع يوسف، فأخذتهم سنة حصت كل شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة والجيف، وينظر أحدهم إلى السماء فيرى الدخان من الجوع، فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم، قال: قال الله تعالى : (( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين )) إلى قوله (( إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى )) فالبطشة يوم بدر، وقد مضت الدخان والبطشة واللزام وآية الروم ). الشيخ : إيش معنى اللزام؟
القارئ : " وسيأتي بقية الكلام عليه بعد تسعة أبواب ". الشيخ : اللي يقول من ؟ القارئ : ابن حجر. الشيخ : والفتح الأول ؟ القارئ : " اللزام المذكور في قوله تعالى : (( فسوف يكون لزاما )) معناه القتل، وقد مضى يوم بدر، وقيل: العذاب الملازم لهم يوم القيامة، وقيل غير ذلك ". الشيخ : لكن كلام ابن مسعود يدل على غير اللزام الذي في الآية، ما ذكر ابن رجب شيء، العيني ؟ القارئ : انتهى المجلد هذا. الشيخ : كمال ما حضر. القارئ : نأتي بشرح ابن رجب إن شاء الله غدا. الشيخ : طيب، إن شاء الله.
حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو قتيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه قال سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
الشيخ : سؤال الناس الإمامَ الاستسقاءَ، كيف إعرابها؟ القارئ : يسأل ينصب مفعولين ؟ الشيخ : اعربها ؟ سؤال مضاف؟ القارئ : والناس مضاف إليه. الشيخ : والإمام ؟ القارئ : مفعول أول لسؤال. الشيخ : طيب. القارئ : والاستسقاء مفعول ثاني. الشيخ : طيب، وسؤال مضاف إلى إيش للفاعل ولا المفعول ؟ القارئ : لا، مضاف، سؤال مضاف إلى المفعول. الشيخ : إلى المفعول، إذن تنصب ثلاث مفاعيل. القارئ :لا، مضاف إلى الفاعل، لأنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو فاعل الاستسقاء. الشيخ : أسأل عن إعراب الناس. القارئ : الناس مضاف إليه. الشيخ : لكن هل سؤال مضاف إلى الفاعل أو للمفعول؟ القارئ : مضاف للفاعل، لأن الناس يسألون الإمام، فاعل الاستسقاء. الشيخ : طيب، إذا أردت أن تعرف حوِّل المصدر إلى فعل. باب إذا سأل الناس الإمام الاستسقاء. القارئ : حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو قتيبة، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه قال: ( سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل ). الشيخ : هذا أبو طالب له قصيدة لامية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير في * البداية والنهاية *: ينبغي أن تكون من المعلقات لما تشتمل عليه من المعاني العظيمة الجليلة والقوة. والوصف هنا للنبي صلى الله عليه وسلم يعني أنه عليه الصلاة والسلام أبيض لأنه أزهر اللون، يستسقى الغمام بوجهه، يعني يطلب منه أن يستسقي الله عز وجل، والغمام هو السحاب، ثمال اليتامى عصمة الأرامل يعني: أن له حنوا وعطفا على اليتامى، وعصمة للأرامل من أن يذلوا أو يلحقهم الحرج، نعم.
وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه أنه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل وهو قول أبي طالب
القارئ : وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه أنه قال: ( ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي، فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل، وهو قول أبي طالب ).
حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون
القارئ : حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي عبد الله بن المثنى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس: ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون ). الشيخ : هذا من تواضع عمر رضي الله عنه أنه إذا قحطوا وامتنع عنهم المطر توسل بالعباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ما معنى أن يتوسلوا به، هل معناه أن يقولوا اللهم أسقنا بالعباس ؟ لا، لأن عمر رضي الله عنه بين هذا قال: " نتوسل إليك بنبيك " ومعلوم أنهم بتوسلهم بالنبي إنما يسألونه يستسقي ويدعو لهم، فيكون المعنى نتوسل إليك بدعاء نبينا، ولهذا جاء في بعض ألفاظ الحديث: " قم يا عباس فادع الله " فيقوم فيدعو الله عز وجل. وأما التوسل بالذات وبالجاه وما أشبه ذلك فهو بدعة منكرة، لأنه لا يجوز أن نجعل شيئا وسيلة لنا إلى الله إلا بدليل من الله، إذ أن الوسيلة معناه هي التي تجعل للإنسان طريقا يصل به إلى الله عز وجل، وإذا كان كذلك فلا بد أن تكون الوسيلة ثابتة بالشرع. فإذا قال قائل: هذا يدل على جواز سؤال الغير الدعاء؟ قلنا: نعم، إذا كان الدعاء للعموم فلا بأس، لأن هذا السائل شافع بخلاف الدعاء لنفس الشخص فإن هذا لا ينبغي، يعني مثلا لو جئت لرجل صالح ترجو منه أن يجيب الله دعاءه فقلت: يا فلان الناس قد أصيبوا بفتن وبلاء وقحط ادع الله لهم، فهذا لا بأس به وهو خير بشرط ألا يفتتن المطلوب منه ذلك، فإن خيف أن يفتتن ويقول أنا من أنا أنا الرجل الذي يطلب منه أن يدعو أنا من أولياء الله فلا يجوز، لكن إذا كانت المسألة خالية من المحظور فلا بأس. أما أن تأتي له وتقول يا فلان ادع الله لي، فهذا لا ينبغي إلا للنبي صلى الله عليه وسلم كما في قول عكاشة بن محصن " ادع الله أن يجعلني منهم " وقول المرأة التي تصرع " ادع الله أن يبرئها من هذا " أما غير النبي فلا، لأن فيه نوعا من التذلل لغير الله عز وجل. فإن قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد طلب من الصحابة أن يطلبوا من أويس القرني أن يدعو لهم ؟ قلنا: بلى، لكن هذا خاص بالرجل لأننا نعلم علم اليقين أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وابن عباس أفضل من أويس، ومع ذلك لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب دعائهم، لكن هذا خاص بهذا الرجل نعم.
هل صحت رواية الإمام أحمد أنه أجاز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ولو صحت هل نقول أنه جائز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : هل صحت رواية الإمام أحمد أنه أجاز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ولو صحت هل نقول أنه جائز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : ما أدري هل صحت عنه أو لا، ولكن لو صحت عنه فهو رجل، ولا أظنها تصح عنه.
الذين يقولون طلب الدعاء من الغير جائز لأنه من المعلوم أن من أنواع التوسل عند أهل السنة الجائزة التوسل إلى الله بدعاء الرجل الصالح هل يدل التوسل إلى الله بدعاء الرجل الصالح على أنه قربة ؟
السائل : الذين يقولون طلب الدعاء من الغير جائز لأنه من المعلوم أن من أنواع التوسل عند أهل السنة الجائزة التوسل إلى الله بدعاء الرجل الصالح، فما الجواب ؟ الشيخ : هذا صحيح، نحن نقول التوسل به جائز لكنه لا ينبغي لأنه قد يدخل في السؤال المذموم، ثم إنه أيضا قد يكون فيه اغترار للمسؤول. السائل : ... لا يدل جواز التوسل إلى الله أنه قربة وأنه لا يتوسل إلى الله عز وجل. الشيخ : لا لا، ما يدل، يدل على أنه سبب فقط، لا يدل على أنه قربة، ولهذا ما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أحد أن يدعو له، ولا كان الصحابة يطلبون من الفاضل أن يدعو لهم نعم. السائل : يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد عمر أن يسافر قال : " أخي لا تنسانا من دعائك ". الشيخ : هذا مو صحيح، هذا الأثر لا يصح.
حدثنا إسحاق قال حدثنا وهب بن جرير قال أخبرنا شعبة عن محمد بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فقلب رداءه )
القارئ : حدثنا إسحاق، حدثنا وهب بن جرير، أخبرنا شعبة، عن محمد بن أبي بكر، عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فقلب رداءه ). الشيخ : قلب الرداء من السنة، أن الإنسان يقلب رداءه وما كان بمعنى الرداء كالمشلح فإنه يقلب يجعل ظاهره باطنه وباطنه ظاهره، هذا هو القلب. قال العلماء: والحكمة من ذلك أن يتحول القحط إلى خصب وغيث ومطر، وهو من باب التفاؤل، وقيل أيضا: أن فيه فائدة أخرى وهو أن سبب امتناع المطر المعاصي، ولباس التقوى بترك المعاصي، فكأن هذا الداعي يحول لباسه الحسي إشارة إلى أنه سيحول لباسه المعنوي، فيتقي الله ويطيعه.
فوائد حديث قلب النبي صلى الله عليه وسلم رداءه في صلاة الإستسقاء .
الشيخ : أما بالنسبة لنا ففيه ثلاث فوائد، الفائدة الأولى: الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم. والفائدة الثانية: أن يتحول القحط. والفائدة الثالثة: أن تتحول حال الإنسان من المعصية إلى الطاعة.
حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر أنه سمع عباد بن تميم يحدث أباه عن عمه عبد الله بن زيد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى فاستسقى فاستقبل القبلة وقلب رداءه وصلى ركعتين ) قال أبو عبد الله كان ابن عيينة يقول هو صاحب الأذان ولكنه وهم لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني مازن الأنصار.
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر، أنه سمع عباد بن تميم يحدث أباه عن عمه عبد الله بن زيد : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى فاستسقى، فاستقبل القبلة وقلب رداءه وصلى ركعتين ). قال أبو عبد الله: " كان ابن عيينة يقول: هو صاحب الأذان، ولكنه وهم، لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني مازن الأنصار ". الشيخ : وذاك عبد الله بن زيد بن عبد ربه.
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على أن خطبة الاستسقاء تكون قبل الصلاة، لأنه يقول خرج إلى المصلى فاستسقى فاستقبل القبلة وقلب رداءه وصلى ركعتين. والمشهور عند العلماء أن الخطبة تكون بعد الصلاة، لأن صلاة الاستسقاء كصلاة العيد كما جاء ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنه، والأمر في هذا واسع، إن استسقى من حين يصل يقف ويستقبل القبلة ويدعو ثم يصلي ركعتين، فلا بأس، وإن صلى ركعتين أولا ثم خطب فلا بأس، نعم.
عمل الناس على حديث ابن عباس لكن حديث البخاري أصح وصريح في أن الصلاة بعد الخطبة ؟
السائل : أحسن الله إليك، عمل الناس على حديث ابن عباس أحسن الله إليكم، لكن حديث البخاري أصح وصريحة في أن الصلاة بعد الخطبة؟ الشيخ : إي هذه يمكن الجمع بأن يقال فعل هذا مرة وهذا مرة، وإذا أمكن الجمع فلا ينبغي أن نبطل الروايات التي تلقتها الأمة بالقبول، نعم.
ذكرتم أنه حول رداءه للتفاؤل هل هناك فرق بين الفأل والتفاؤل لأن هذا من صنعه وهل الفأل شيء يعلمه الإنسان ويراه ؟
السائل : حول رداءه صلى الله عليه وسلم للتفاؤل، هناك فرق بين الفأل والتفاؤل لأن هذا من صنعه، وهذا الفأل شيء يعلمه الإنسان ويراه ؟ الشيخ : يعني كأنه قال يا ربنا نريد أن تقلب حالنا كما قلبنا أرديتنا.
حدثنا محمد قال أخبرنا أبو ضمرة أنس بن عياض قال حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يذكر أن رجلًا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ( ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعةً ولا شيئًا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال والله ما رأينا الشمس ستًا ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائمًا فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر )قال فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس قال شريك فسألت أنس بن مالك أهو الرجل الأول قال لا أدري
القارئ : حدثنا محمد، أخبرنا أبو ضمرة أنس بن عياض، حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر: ( أنه سمع أنس بن مالك يذكر أن رجلًا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا؟ قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، فقال: اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، قال: أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحابٍ ولا قزعةً ولا شيئًا، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار ). الشيخ : قوله ولا قزعة عندك بالنصب؟ القارئ : نعم. الشيخ : لماذا والذي قبلها مجرور ؟ لأن الذي قبلها فيه من الزائدة فالجر تبعا لظاهر الكلام، ولهذا نقول: من حرف جر زائد، وسحاب مفعول نرى منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. في نسخة بالجر: ولا قزعةٍ. والسحاب هو الغيم الكثير، والقزعة القطعة من السحاب. القارئ : قال: ( وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، فطلعت ). الشيخ : سلع هذا جبل معروف بالمدينة، وإنما ذكره لأن السحاب يأتي من جهته. القارئ : قال ( فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت، قال: والله ما رأينا الشمس ستًا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر، قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: فسألت أنس بن مالك أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري ).
الشيخ : في هذا فوائد، منها جواز مخاطبة الخطيب إذا كان في ذلك مصلحة: لأن هذا الرجل وقف وسأل النبي صلى الله عليه وسلم وكلمه وهو يخطب، لكن لمصلحة عامة لعامة الناس. ومنها أن الأصل قبول الخبر ممن لا يعرف بفسق لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل قول هذا الرجل وبنى عليه. ومنها تكرار الدعاء ثلاثا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعاد ذلك ثلاث مرات. ومنها رفع اليدين في خطبة الجمعة، لكن هذا خاص في الاستسقاء والاستصحاء، وأما ما سوى ذلك فلا، فلو أن الخطيب دعا للمسلمين أو دعا لأشياء غير المطر، فإنه لا يرفع يديه، ولكن إذا طلب الاستسقاء رفع يديه، وإذا طلب الاستصحاء كذلك يرفع يديه. وفيه آية من آيات الله عز وجل حيث أنه سبحانه وتعالى أنشأ هذا السحاب وأمطر قبل أن ينزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره. وفيه أيضا إثبات الأسباب لأن الله قادر على أن ينزل مطرا بدون غيم، ولكنه سبحانه وتعالى قد ربط المسببات بأسبابها فأنشأ هذا الغيم حتى أمطر. ومنها جواز القسم بدون إقسام في الأمور الهامة، لأن أنس رضي الله عنه أقسم عدة مرات لأن هذا أمر هام. ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك شيئا من الأمر، وإلا لقال: يا سماء أمطري، لكنه لا يملك ذلك، قال الله تعالى له : (( ليس لك من الأمر شيء )) فهو صلى الله عليه وسلم لا يملك أن يغيث أحدا إلا إذا كان حيا وأغاثه بما يقدر عليه، ولا يملك أن يأمر السماء فتمطر، وأن يأمر الأرض فتنبت. وأما ما جاء في الدجال أنه يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فهذا من باب الامتحان والابتلاء. ومن فوائد هذا الحديث أيضا أنه تجوز المبالغة في القول، لأن قول هذا الرجل هلكت الأموال وانقطعت السبل هي نفسها التي قالها عند القحط، ومعلوم أنه لو هلكت الأموال وانقطعت السبل من القحط ما هلكت من المطر، لكن هذا من باب المبالغة، أو يقال: إن قوله الأموال والسبل من باب إرادة الخاص باللفظ العام. ومنها حسن أو ما يعبر عنه بالبلاغة الأسلوب الحكيم، لأن هذا الرجل قال: ادع الله يمسكها، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل الله أن يمسكها، بل سأل الله أن يصرفها إلى هذه المواضع التي يكون فيها الفائدة بدون ضرر. ما عندي ... لكن أمامي باب ما جاء في الوتر، وقرأنا منه بعض الشيء.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك عن أنس بن مالك أن رجلًا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء ( ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعةً وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس ستًا ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائمًا فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر قال فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس ) قال شريك سألت أنس بن مالك أهو الرجل الأول فقال ما أدري
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن شريك، عن أنس بن مالك : ( أن رجلًا دخل المسجد) الشيخ : شريك وشريح، بالحاء مضموما، وبالكاف مفتوحا، نعم. القارئ : عن شريك عن أنس بن مالك: ( أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحوَ دار القضاء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعةً، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، فلا والله ما رأينا الشمس ستًا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا؟ قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر قال فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: سألت أنس بن مالك أهو الرجل الأول؟ فقال: ما أدري ). الشيخ : هذا سبق الكلام عليه، لكن فيه هنا اللهم أغثنا، وفيما سبق: اللهم اسقنا، وهما بمعنى واحد، لكن فيه دليل على أن الرواة قد يتصرفون في الألفاظ ويروون الحديث بالمعنى ولا حرج في هذا، وهو معروف، فإن كثيرا من الأحاديث تجد فيها فرقا بين ألفاظها والمعنى واحد. وفي هذا الحديث هلكت الأموال وانقطعت السبل في هذه الرواية، وفي بعض الروايات هلك المال وتهدم البناء، وهذا اللفظ أولى.