تتمة شرح باب : الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة .
الشيخ : وفي بعض الروايات: هلك المال وتهدم البناء وهذا اللفظ أولى بالحال التي شكاها هذا الرجل لأن كثرة السيول توجب غرق الأموال وتهدم البناء. وفي هذا أيضا دليل كما سبق على رفع اليدين في خطبة الجمعة حال الدعاء بالاستسقاء والدعاء بالاستصحاء. السائل : ... الشيخ : عندي بالجزم، يصح هذا وهذا، بالجزم يعني فادع لنا بالغيث إن تدعه يغثنا.
حدثنا مسدد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس بن مالك قال ( بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله قحط المطر فادع الله أن يسقينا فدعا فمطرنا فما كدنا أن نصل إلى منازلنا فما زلنا نمطر إلى الجمعة المقبلة قال فقام ذلك الرجل أو غيره فقال يا رسول الله ادع الله أن يصرفه عنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حوالينا ولا علينا قال فلقد رأيت السحاب يتقطع يمينًا وشمالًا يمطرون ولا يمطر أهل المدينة )
القارئ : حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال : ( بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، قحط المطر، فادع الله أن يسقينا فدعا فمطرنا فما كدنا ). الشيخ : يَسقينا ولا يُسقينا ؟ يجوز الوجهان قال الله تعالى : (( وسقاهم ربهم شرابا طهورا )) وقال تعالى : (( وأسقيناكم ماء فراتا )) فعلى الأول يَسقي، وعلى الثاني يُسقي. القارئ : ( فما كدنا أن نصل إلى منازلنا فما زلنا نمطر إلى الجمعة المقبلة، قال فقام ذلك الرجل أو غيره فقال يا رسول الله ادع الله أن يصرفه عنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حوالينا ولا علينا قال فلقد رأيت السحاب يتقطع يمينًا وشمالًا يمطرون ولا يمطر أهل المدينة ). الشيخ : الله أكبر الله أكبر.
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن شريك بن عبد الله عن أنس بن مالك قال ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت المواشي وتقطعت السبل فدعا فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة ثم جاء فقال تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي فادع الله يمسكها فقام صلى الله عليه وسلم فقال اللهم على الآكام والظراب والأودية ومنابت الشجر فانجابت عن المدينة انجياب الثوب )
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك عن شريك بن عبد الله عن أنس بن مالك قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت المواشي وتقطعت السبل، فدعا فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة، ثم جاء فقال تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي فادع الله يمسكها فقام صلى الله عليه وسلم فقال ). الشيخ : هلكت المواشي هنا بسبب غير السبب الأول، السبب الأول من قلة المطر والنبات، والثاني من كثرة المطر والمياه. القارئ : ( فقام صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم على الآكام والظراب والأودية ومنابت الشجر، فانجابت عن المدينة انجياب الثوب ). الشيخ : الله أكبر، سبحان الله عجائب الآيات، نعم.
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك قال ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمطروا من جمعة إلى جمعة فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم على رءوس الجبال والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر فانجابت عن المدينة انجياب الثوب )
القارئ : حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك قال : ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمطروا من جمعة إلى جمعة، فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . الشيخ : هنا تجدون بارك الله فيكم اختصار في السياقين الأول والذي قبله، لأن الراوي قد يروي الحديث ويحذف منه ما لا يتعلق بالحال الحاضرة، فكأنه يستشهد بما يريد، وهذا جائز ويعني به علماء المصطلح حذف شيء من الحديث، فإذا حذف شيئا من الحديث ولا يتعلق به المذكور، فلا بأس به، لأن الراوي أحيانا يذكر ما يتعلق بالحال الحاضرة، نعم. القارئ : ( فقال يا رسول الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم على رءوس الجبال والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر فانجابت عن المدينة انجياب الثوب ).
حدثنا الحسن بن بشر قال حدثنا معافى بن عمران عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم هلاك المال وجهد العيال فدعا الله يستسقي ) ولم يذكر أنه حول رداءه ولا استقبل القبلة
القارئ : حدثنا الحسن بن بشر، حدثنا معافى بن عمران، عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله ، عن أنس بن مالك : ( أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم هلاك المال وجهد العيال فدعا الله يستسقي، ولم يذكر أنه حول رداءه ولا استقبل القبلة ).
الشيخ : في هذا دليل على الاستدلال بالنفي أو بالعدم لقوله : ( ولم يذكر أنه حول رداءه ولا استقبل القبلة ) وهو دليل على أنه إذا وجد سبب الفعل ولم يفعل كان الدليل على عدمه، فلو قال قائل: لعله حول رداءه ماذا نقول ؟ قلنا لو حوله لذكره، وكذلك لو قام يستقبل القبلة قلنا لو استقبل القبلة لذكره أنه استدار واستقبل القبلة، فالاستدلال بالعدم صحيح إذا كانت الحال تقتضي ذكره ولم يذكره، وهذه تقيد ما قيل عدم الذكر ليس ذكرا للعدم، نقول بل إذا اقتضت الحال الذكر ولم يذكر فهو ذكر للعدم.
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك أنه قال ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت المواشي وتقطعت السبل فادع الله فدعا الله فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم على ظهور الجبال والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر فانجابت عن المدينة انجياب الثوب )
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك أنه قال : ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت المواشي وتقطعت السبل فادع الله، فدعا الله فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم على ظهور الجبال والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر، فانجابت عن المدينة انجياب الثوب ). الشيخ : الله أكبر.
حدثنا محمد بن كثير عن سفيان حدثنا منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال أتيت ابن مسعود فقال إن قريشًا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام فجاءه أبو سفيان فقال يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وإن قومك هلكوا فادع الله فقرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون يوم بدر قال أبو عبد الله وزاد أسباط عن منصور فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعًا وشكا الناس كثرة المطر قال اللهم حوالينا ولا علينا فانحدرت السحابة عن رأسه فسقوا الناس حولهم )
القارئ : حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان، حدثنا منصور والأعمش، عن أبي الضحى عن مسروق قال: أتيت ابن مسعود فقال : ( إن قريشًا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها ). الشيخ : السنة يعني الدهر يعني الجدب جدب الأرض وقحط المطر. القارئ : ( فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام، فجاءه أبو سفيان فقال يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وإن قومك هلكوا فادع الله، فقرأ (( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين )) ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى (( يوم نبطش البطشة الكبرى )) يوم بدر قال: وزاد أسباط عن منصور: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعًا وشكا الناس كثرة المطر، فقال اللهم حوالينا ولا علينا، فانحدرت السحابة عن رأسه فسقوا الناس حولهم ). الشيخ : يبدو أن هذا الحديث فيه اضطراب في سياقه لأنه دخل حديثا في حديث، شوف الشروح؟
القارئ : قال ابن حجر رحمه الله : " قوله فسقوا الناس حولهم ،كذا في جميع الروايات في الصحيح بضم السين والقاف وهو على لغة بني الحارث، وفي رواية البيهقي المذكورة فأسقى الناس حولهم وزاد بعد هذا فقال يعني ابن مسعود لقد مرت آية الدخان وهو الجوع إلى آخره. قوله : باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط : قال الزين بن المنير ظاهر هذه الترجمة منع أهل الذمة من الاستبداد بالاستسقاء كذا قال، ولا يظهر وجه المنع من هذا اللفظ، واستشكل بعض شيوخنا مطابقة حديث ابن مسعود للترجمة لأن الاستشفاع إنما وقع عقب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم بالقحط ثم سئل أن يدعو برفع ذلك ففعل فنظيره أن يكون إمام المسلمين هو الذي دعا على الكفار بالجدب فأجيب، فجاءه الكفار يسألونه الدعاء بالسقيا انتهى. ومحصله أن الترجمة أعم من الحديث، ويمكن أن يقال هي مطابقة لما وردت فيه ويلحق بها بقية الصور، إذ لا يظهر الفرق بين ما إذا استشفعوا بسبب دعائه أو بابتلاء الله لهم بذلك فإن الجامع بينهما ظهور الخضوع منهم والذلة للمؤمنين في التماسهم منهم الدعاء لهم وذلك من مطالب الشرع ويحتمل أن يكون ما ذكره شيخنا هو السبب في حذف المصنف جواب إذا من الترجمة، ويكون التقدير في الجواب مثلا أجابهم مطلقا أو أجابهم بشرط أن يكون هو الذي دعا عليهم أو لم يجبهم إلى ذلك أصلا، ولا دلالة فيما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة على مشروعية ذلك لغيره إذ الظاهر أن ذلك ". الشيخ : على كل حال لا شك أن هناك فرقا بين الصورتين واضحا، فرق بين أن يكون جدبهم وقحطهم من دعائه فيأتون إليه يستشفعون أن يرفع ما حصل بسببه بدعائه، وبين أن يكون من الله، لأن الصورة الأولى أتوا إليه ليدفع الضرر الذي كان هو سببه، والصورة الثانية أتوا إليه لأنهم يظنونه أنه أقرب إلى الإجابة من دعائهم وإن كان الله تعالى يجيب دعوة المضطر حتى وإن كان مشركا لكن المقصود أن الذي يظهر ان قريشا جاوؤا للرسول عليه الصلاة والسلام وهو في مكة، لأنه دعا عليهم وهو في مكة ( اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف ) ولذلك احتجنا إلى قراءة الباب كله نعم. القارئ : " ولا دلالة فيما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة على مشروعية ذلك لغيره، إذ الظاهر أن ذلك من خصائصه لاطلاعه على المصلحة في ذلك بخلاف من بعده من الأئمة، ولعله حذف جواب إذا لوجود هذه الاحتمالات، ويمكن أن يقال إذا رجا إمام المسلمين رجوعهم عن الباطل أو وجود نفع عام للمسلمين شرع دعاؤه لهم والله أعلم. قوله عن مسروق قال أتيت بن مسعود سيأتي في تفسير الروم بالإسناد المذكور في أوله بينما رجل يحدث في كندة فقال يجيء دخان يوم القيامة فذكر القصة وفيها ففزعنا فأتيت ابن مسعود الحديث. قوله فقال إن قريشا أبطئوا سيأتي في الطريق المذكورة إنكار بن مسعود لما قاله القاص المذكور وسنذكر في تفسير سورة الدخان ما وقع لنا في تسمية القاص المذكور وأقوال العلماء في المراد بقوله تعالى : (( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين )) مع بقية شرح هذا الحديث. ونقتصر في هذا الباب على ما يتعلق بالاستسقاء ابتداء وانتهاء. قوله فدعا عليهم تقدم في أوائل الاستسقاء صفة ما دعا به عليهم وهو قوله اللهم سبعا كسبع يوسف وهو منصوب بفعل تقديره أسألك أو سلط عليهم، وسيأتي في تفسير سورة يوسف بلفظ اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف، وفي سورة الدخان اللهم أعني عليهم إلخ وأفاد الدمياطي أن ابتداء دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بذلك كان عقب طرحهم على ظهره سلى الجزور الذي تقدمت قصته في الطهارة وكان ذلك بمكة قبل الهجرة وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم بذلك بعدها بالمدينة في القنوت كما تقدم أوائل الاستسقاء من حديث أبي هريرة، ولا يلزم من ذلك اتحاد هذه القصص إذ لا مانع أن يدعو بذلك عليهم مرارا والله أعلم. قوله فجاءه أبو سفيان يعني الأموي والد معاوية والظاهر أن مجيئه كان قبل الهجرة لقول ابن مسعود ثم عادوا فذلك قوله : (( يوم نبطش البطشة الكبرى )) يوم بدر ولم ينقل أن أبا سفيان قدم المدينة قبل بدر، وعلى هذا فيحتمل أن يكون أبو طالب كان حاضرا ذلك فلذلك قال: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه البيت، لكن سيأتي بعد هذا بقليل ما يدل على أن القصة المذكورة وقعت بالمدينة، فإن لم يحمل على التعدد وإلا فهو مشكل جدا والله المستعان. قوله جئت تأمر بصلة الرحم يعني والذين هلكوا بدعائك من ذوي رحمك فينبغي أن تصل رحمك بالدعاء لهم، ولم يقع في هذا السياق التصريح بأنه دعا لهم، وسيأتي هذا الحديث في تفسير سورة ص بلفظ فكشف عنهم ثم عادوا وفي سورة الدخان من وجه آخر بلفظ فاستسقى لهم فسقوا ونحوه في رواية أسباط المعلقة. قوله بدخان مبين الآية سقط قوله الآية لغير أبي ذر وسيأتي ذكر بقية اختلاف الرواية في تفسير سورة الدخان. قوله : (( يوم نبطش البطشة الكبرى )) زاد الأصيلي بقية الآية. قوله وزاد أسباط هو ابن نصر، ووهم من زعم أنه أسباط بن محمد. قوله عن منصور يعني بإسناده المذكور قبله إلى ابن مسعود وقد وصله الجوزقي والبيهقي من رواية علي بن ثابت عن أسباط بن نصر عن منصور وهو بن المعتمر عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس إدبارا فذكر نحو الذي قبله وزاد: فجاءه أبو سفيان وناس من أهل مكة فقالوا يا محمد إنك تزعم أنك بعثت رحمة وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث الحديث، وقد أشاروا بقولهم بعثت رحمة إلى قوله تعالى : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )). قوله فسقوا الناس حولهم، كذا في جميع الروايات في الصحيح بضم السين والقاف وهو على لغة بني الحارث، وفي رواية البيهقي المذكورة فأسقى الناس حولهم وزاد بعد هذا فقال يعني بن مسعود لقد مرت آية الدخان وهو الجوع إلى آخره. وقد تعقب الداودي وغيره هذه الزيادة ونسبوا أسباط بن نصر إلى الغلط في قوله وشكا الناس كثرة المطر إلخ وزعموا أنه أدخل حديثا في حديث، وأن الحديث الذي فيه شكوى كثرة المطر وقوله اللهم حوالينا ولا علينا لم يكن في قصة قريش وإنما هو في القصة التي رواها أنس، وليس هذا التعقب عندي بجيد إذ لا مانع أن يقع ذلك مرتين، والدليل على أن أسباط بن نصر لم يغلط ما سيأتي في تفسير الدخان من رواية أبي معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى في هذا الحديث فقيل يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت قال لمضر إنك لجرئ فاستسقى فسقوا انتهى ". الشيخ : لكن قوله : ( اللهم حوالينا ولاعلينا ) يدل على أنه في المدينة لا لمضر، فالذي يظهر لي أن الصواب مع من جعل هذه الزيادة غلطا، نكمل نشوف. القارئ : " والقائل فقيل يظهر لي أنه أبو سفيان لما ثبت في كثير من طرق هذا الحديث في الصحيحين فجاءه أبو سفيان، ثم وجدت في الدلائل للبيهقي من طريق شبابة عن شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم عن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرة أو مرة بن كعب قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر فأتاه أبو سفيان فقال ادع الله لقومك فإنهم قد هلكوا، ورواه أحمد وابن ماجه من رواية الأعمش عن عمرو بن مرة بهذا الإسناد عن كعب بن مرة ولم يشك، فأبهم أبا سفيان قال جاءه رجل فقال ". الشيخ : بقي كثير ؟ السائل : نصف صفحة. الشيخ : لا، نقف على هذا ويحرر بالإضافة إلى مراجعة فتح الباري الأول وكذلك سياقه في المسند، من يحرر هذا ؟ من لنا؟ أين أبو دجانة ؟ ما فيه لا حول ولا قوة إلا الله، ما عندكم ... مرادي أنا أن ينظر في سياق الحديث في المسند وهل زاد الزيادة هذه أم لا، ثانيا أن يراجع فتح الباري الأول ابن رجب رحمه الله. خطه لا يقرأه إلا من كتبه.
القارئ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله: هذا بحث في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أولا ... وقد ساقه البخاري في عدة مواضعه أطولها قال البخاري رحمه الله في كتاب التفسير في تفسير سورة ص قال البخاري : حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان، حدثنا منصور، والأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: بينما رجل يحدث في كندة، فقال: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا، فأتيت ابن مسعود، وكان متكئا فجلس، فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم، فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ))، وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض، كهيئة الدخان، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله، فقرأ: (( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين )) إلى قوله: (( عائدون )) أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم، فذلك قوله تعالى: (( يوم نبطش البطشة الكبرى )): يوم بدر، ولزاما: يوم بدر (( الم غلبت الروم )) إلى (( سيغلبون )) والروم قد مضى ). وجاء في رواية أخرى في البخاري : فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: يا رسول الله: استسق لمضر، فإنها قد هلكت، قال: ( لمضر؟ إنك لجريء ) فاستسقى لهم فسقوا، فنزلت: (( إنكم عائدون )) فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله عز وجل: (( يوم نبطش البطشة الكبرى )) قال: يعني يوم بدر. أما عند الإمام مسلم رحمه الله تعالى فقال في باب الدخان في الآيات التي تكون قبل الساعة الحديث 6997 قال : حدثنا إسحاق ساق الحديث بسنده عن مسروق قال : كنا عند عبد الله جلوسا، وهو مضطجع بيننا، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن إن قاصا عند أبواب كندة يقص ويزعم، أن آية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام، فقال عبد الله: وجلس وهو غضبان: يا أيها الناس اتقوا الله، من علم منكم شيئا، فليقل بما يعلم، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإنه أعلم لأحدكم أن يقول: لما لا يعلم: الله أعلم، فإن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( قل ما أسألكم عليه من أجر )) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدبارا، فقال: ( اللهم سبع كسبع يوسف ) قال: فأخذتهم سنة حصت كل شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله، وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم، قال الله عز وجل: ((فارتقب يوم تأتي السماء )) إلى قوله: (( إنكم عائدون )) ، قال: أفيكشف عذاب الآخرة؟ (( يوم نبطش البطشة الكبرى )) فالبطشة يوم بدر، وقد مضت آية الدخان، والبطشة واللزام، وآية الروم. وفي لفظ لمسلم بمثل الرواية الأخرى المذكورة البخاري غير أنه قال : استغفر بدل استسق وقال : فدعا الله لهم بدل استسقى فسقوا. قال الحافظ في * تهذيب التهذيب * في ترجمة أسباط بن نصر الهمذاني وهو صاحب الزيادة عندنا في الحديث المشكل : قال حرب: قلت لأحمد: كيف حديثه؟ قال: "ما أدري"، كأنه ضعفه. وقال أبو حاتم: سمعت أبا نعيم يضعفه، وقال: أحاديثه ... مقلوب الأسانيد، وقال النسائي: ليس بالقوي. قلت: علق له البخاري حديثا في الاستسقاء - وهو الحديث المشكل - وقد وصله الإمام أحمد والبيهقي في السنن الكبير وهو حديث منكر أوضحته في التعليق. وقال البخاري في تاريخه الأوسط: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن معين: "ليس بشيء" وقال مرة: " ثقة " وقال موسى بن هارون: " لم يكن به بأس". وقال الحافظ رحمه الله تعالى في * تغليق التعليق على صحيح البخاري * في الجزء الثاني ص390 بعد ذكره لزيادة أسباط قال البيهقي في السنن وفي كتاب الدلائل أيضا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة، قال: حدثنا علي بن ثابت قال حدثنا أسباط بن نصر عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : لما رأى رسول الله من الناس إدبارا قال ( اللهم سبع كسبع يوسف ) فذكر الحديث، وتتمته عند البيهقي في 3/352 ( فأخذتهم سنة حتى أكلوا ) إلى آخر الحديث : فجاءه أبو سفيان، وناس من أهل مكة، فقالوا: يا محمد! إنك تزعم أنك بعثت رحمة وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعا فشكا الناس كثرة المطر فقال: ( اللهم حوالينا ولا علينا، فانحدرت السحابة عن رأسه فسقي الناس حولهم ). قال: لقد مضت آية الدخان وهو الجوع الذي أصابهم، وهو قوله عز وجل: (( إنا كاشفو العذاب قليلا )) وقال الإمام أحمد في مسنده بسنده عن شرحبيل بن السمط قال لكعب بن مرة: يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وجاءه رجل، فقال: استسق الله لمضر، فقال: ( إنك لجريء، ألمضر؟ )، قال: يا رسول الله، استنصرت الله فنصرك، ودعوت الله، فأجابك، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، يقول: ( اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريعا، مريئا، طبقا غدقا ، عاجلا، غير رائث، نافعا غير ضار ) قال: فأحيوا، قال: فما لبثوا أن أتوه، فشكوا إليه كثرة المطر، فقالوا: قد تهدمت البيوت، قال: فرفع يديه، وقال: ( اللهم حوالينا، ولا علينا ) قال: فجعل يتبختر يمينا وشمالا. رواه الإمام أحمد والحاكم قال حسن صحيح إسناده على شرط الشيخين وأقره الذهبي وقال محقق المسند إسناده جيد. وقال القسطلاني في شرح حديث الباب في زيادة : " ( قال ) أي: البخاري ( وزاد ) وفي رواية: قال أبو عبد الله وسقطت من رواية أبي ذر، واقتصر على قوله: وزاد أسباط ثم ذكر رواية كعب : ثم قال : فكأن أبا كعب بن مرة وأبا سفيان حضرا جميعا، فكلمه أبو سفيان في شيء، وكعب بشيء، فدل على اتحاد قصتهما. وقد ثبت في هذه القصة أي قصة كعب ما ثبت في مثل حديث أبي سفيان، وسياق قصة كعب مشعر بأنه في المدينة، ولا يلزم من اتحادها مع قصة حديث أنس لأن في رواية أنس: فلم ينزل عن المنبر حتى مطروا. وفي هذه: فما كان إلا جمعة ،والسائل غير السائل، فهما قصتان ". وقال العيني : " وممن اعترض على البخاري بزيادة أسباط الداودي وهو عبد الملك وعدوه خلطا بين حديث ابن مسعود وحديث أنس، وكذا قال الحافظ الدمياطي وقال: وحديث عبد الله بن مسعود كان بمكة وليس فيه هذا، وقد ساعد بعضهم البخاري بقوله: لا مانع أن يقع ذلك مرتين وفيه نظر لا يخفى ". الشيخ : الحمد لله، هذا هو الأظهر الظاهر أن فيه خلط من أسباط وأن قصة قريش أن الرسول دعا لهم وسقوا وانتهى، نعم.
التعليق على البحث السابق من أحد الطلاب وتنبه الشيخ على الإلتزام بالأدب في البحث .
السائل : بالنسبة لكلمة أبي نعيم عبارته أحاديثه عامة ذو سقط مقلوبة الأسانيد وقال مرة ليس به بأس غير أنه أهوج، في القاموس الأهوج متسرع الأحكام وذكر الشيخ حافظ ابن حجر في * التقريب * لخص أقوال أئمة الحديث في أسباط بن نصر فقال : صدوق كثير الخطأ يغرب وقال الشيخ الألباني في * الصحيحة * : أسباط بن نصر كثير الخطأ كما قال الحافظ فلا يحتج به إذا تفرد فكيف إذا خالف، وكذلك نقل الحافظ كلامه هذا في التهذيب، ولما رجعت للتغليق لم يذكر وجه النكارة في الحديث ... في سياق البيهقي والإمام أحمد كونهما وصلا الحديث فقط. الشيخ : بارك الله فيك وأنا أنصحك إذا أدرت الاستدراك على زميلك اتصل به قبل وصحح الاستدراك حتى يكون المسألة يعني متفق عليها وإن كان الفائدة مطلوبة لكن لا تزول الفائدة فيما لو أنك اجتمعت به وأضفت إليه ما ذكرت الآن، لهذا أرجو أن تكون هذه من الآداب آداب طالب العلم أنه إذا رأى من أخيه تقصيرا يجتمع به قد تقول أنا ما دريت أنه حذف هذه الفائدة فنقول إذن لا تعرضها الآن ممكن تعرض عليه فيما بعد وهو يستدركها على نفسه هو، فاستغفر الله واستسمح من أخيك، سامحته؟ طيب، على كل حال الحديث يظهر لي أن أسباط خلط فيه لا سيما أن المحدثين يصفونه بهذه الصفات السيئة، عفا الله عنه.
ما حكم الإستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وهل يعد من البدع أو من الشرك ؟
السائل : ما حكم الإستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته هل يعد من البدع أو من الشرك ... ؟ الشيخ : هذا إذا استسقى بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته بمعنى أنه يطلب أن يسقينا فهذا شرك أكبر لا إشكال فيه، أما إذا طلب أن يدعو الله لنا فهذا بدعة منكرة، ولكنها ليست شركا لأنه ما اعتقد الرسول يفعل وينزل الغيث، لكنها بدعة منكرة لأن الصحابة ما فعلوا هذا.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب الاستسقاء : باب : الدعاء إذا كثر المطر : حوالينا ولا علينا. الشيخ : قوله " حوالينا ولا علينا " يعني حولنا لكنها جاءت بهذه الصيغة لمناسبة قوله: ولا علينا. وفي هذا دليل على أن السجع الذي لا يتكلف سواء في الدعاء أو في الكلام العابر لا بأس به، لأن السجع يعطي الكلام رونقا وجمالا ولا بأس به، وكما تعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي ) وكان يقول ( قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق ) فإذا لم يكن السجع متكلفا فهو مما يزين الكلام سواء في الدعاء أو في الكلام العابر، نعم.
حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا معتمر عن عبيد الله عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم جمعة فقام الناس فصاحوا فقالوا يا رسول الله قحط المطر واحمرت الشجر وهلكت البهائم فادع الله يسقينا فقال اللهم اسقنا مرتين وايم الله ما نرى في السماء قزعةً من سحاب فنشأت سحابة وأمطرت ونزل عن المنبر فصلى فلما انصرف لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب صاحوا إليه تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله يحبسها عنا فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا فكشطت المدينة فجعلت تمطر حولها ولا تمطر بالمدينة قطرة فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل
القارئ : حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا معتمر، عن عبيد الله، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم جمعة فقام الناس فصاحوا فقالوا يا رسول الله قحط المطر واحمرت الشجر وهلكت البهائم فادع الله يسقينا؟ فقال: اللهم اسقنا مرتين، وايم الله ما نرى في السماء قزعةً من سحاب، فنشأت سحابة وأمطرت ونزل عن المنبر فصلى، فلما انصرف لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب صاحوا إليه: تهدمت البيوت وانقطعت السبل، فادع الله يحبسها عنا، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا فكشطت المدينة فجعلت تمطر حولها ولا تمطر المدينة قطرة فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل ). الشيخ : الله أكبر، هذا فيه اختلاف عن السياق الأول، لكن هذا من تصرف الرواة لا شك، لأن القصة واحدة، لكن في هذا السياق تبسم النبي صلى الله عليه وسلم وسبب تبسمه أن الناس لا يصبرون على حال واحدة، ففي الأول يدعون بإيش؟ بالغيث، وفي الثاني يطلبون أن يمسك الله الغيث، الإنسان لا يصبر على حال واحدة.
وقال لنا أبو نعيم عن زهير عن أبي إسحاق خرج عبد الله بن يزيد الأنصاري وخرج معه البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهم فاستسقى فقام بهم على رجليه على غير منبر فاستغفر ثم صلى ركعتين يجهر بالقراءة ولم يؤذن ولم يقم قال أبو إسحاق ورأى عبد الله بن يزيد الأنصاري النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : وقال لنا أبو نعيم، عن زهير، عن أبي إسحاق: ( خرج عبد الله بن يزيد الأنصاري وخرج معه البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهم، فاستسقى فقام بهم على رجليه على غير منبر، فاستغفر ثم صلى ركعتين يجهر بالقراءة ولم يؤذن ولم يقم ). قال أبو إسحاق: ورأى عبد الله بن يزيد الأنصاري النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : في هذا دليل على أن الدعاء في الاستسقاء يكون قبل الصلاة، وقد سبق لنا أنه يجوز ان يكون قبل الصلاة وأن يكون بعدها. وفيه أيضا على أن الإنسان ينبغي له أن يقدم بين يدي الطلب ما يكون سببا للإجابة وهو الاستغفار هنا، لقول نوح عليه الصلاة والسلام : (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ))، وكذلك أيضا قال هود (( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم )) نعم. وايم الله بمعنى أحلف بالله. السائل : ... الشيخ : لا ما يشكل، يرونه بالمعنى هنا مثلا فصاحوا به وما أشبه ذلك والسائل واحد، يقال هذا من باب إطلاق العموم وإرادة الواحد مثل قوله تعالى : (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم )) والمراد واحد نعم. السائل : ... الشيخ : صح الناس، حتى في عرفنا الآن لو دخل إنسان يتكلم يشكو للخطيب ولو كان واحدا يقول صاح الناس أو ما أشبه ذلك، ما فيه إشكال.
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عباد بن تميم أن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالناس يستسقي لهم فقام فدعا الله قائمًا ثم توجه قبل القبلة وحول رداءه فأسقوا
القارئ : حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، حدثني عباد بن تميم أن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبره: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالناس يستسقي لهم فقام فدعا الله قائمًا ثم توجه قبل القبلة وحول رداءه فأسقوا ).
الشيخ : هذا أيضا فيه دليل على أن الدعاء وقت الخطبة وهو مستقبل الناس، وأن تحويل الرداء يكون وهو مستقبل القبلة، لأنه قال فقام فدعا الله قائما يعني النبي صلى الله عليه وسلم ثم توجه قبل القبلة وحول رداءه.
حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فتوجه إلى القبلة يدعو وحول رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة )
القارئ : حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه قال : ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فتوجه إلى القبلة يدعو وحول رداءه ثم صلى ركعتين، جهر فيهما بالقراءة ). الشيخ : ظاهر هذا السياق يخالف الأول لأنه في الأول قال: ( إنه دعا الله ثم توجه إلى القبلة وحول رداءه ) ولم يذكر دعاء وهنا قال ( توجه للقبلة يدعو وحول رداءه ) والجمع بينهما أنه حين توجه للقبلة لتحويل الرداء دعا، فيكون دعا قبل التوجه للقبلة وبعدها.
حدثنا آدم قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم خرج يستسقي قال فحول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو ثم حول رداءه ثم صلى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة )
القارئ : حدثنا آدم، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج يستسقي قال فحول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو، ثم حول رداءه ثم صلى لنا ركعتين، جهر فيهما بالقراءة ). الشيخ : وإذا تأملت وجدت أن الجهر في الليل في جميع الصلوات التي يشرع فيها الجماعة، وأما في النهار فلا يشرع إلا في الصلوات التي يجتمع الناس فيها كالجمعة والاستسقاء والعيدين. والحكمة والله أعلم: أن الجهر يقتضي أن تكون قراءة الناس إيش؟ واحدة يستمعون إليها من الإمام، وهم الآن أكثر جمعا من بقية الصلوات حتى يتحد المسلمون على قراءة من إمام واحد، أما في الليل فكانت القراءة حتى في الصلوات غير الاجتماعية غير التي يجتمع الناس فيه من أجل أن يكون أقرب إلى حضور قلوب الجماعة، نعم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح باب : صلاة الاستسقاء ركعتين.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فصلى ركعتين وقلب رداءه )
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عمه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فصلى ركعتين وقلب رداءه ).
الشيخ : سبق لنا أن من السنة قلب الرداء، لكن ما هي الحكمة ؟ في بعض الروايات ليتحول القحط يعني أنه تفاؤل على الله عز وجل أن يتحول القحط إلى غيث وماء. وفيه أيضا حكمة أخرى وهي أنها رمز لالتزام الإنسان بتحوله من المعصية التي هي سبب القحوط إلى الطاعة التي هي سبب الخيرات. فيه حكمة ثالثة بالنسبة لنا وهي التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن هل يقلب الإنسان غترته شماغه طقيته كوته مثلا أو لا ؟ الظاهر لا، وأنه خاص بالرداء ويشبه الرداء الآن البشت يعني المشالح، يعني العباءة، أما الغتر والأكوات وما أشبه ذلك فلا يظهر لي هذا، إي نعم.
بعض الناس يأتي إلى المسجد ورداءه مقلوباً من أجل إذا قلبه بعد الصلاة يكون على وجهه ؟
السائل : بعض الناس يأتي إلى المسجد ورداؤه مقلوباً من أجل إذا قلبه بعد الصلاة يكون على وجهه ؟ الشيخ : إي نعم بعض الناس يأتي بمشلحه مقلوبا علشان إذا قلبه بعد الصلاة يكون على وجهه وهذا غلط سفه لأنه من بيته إلى المسجد سيكون مقلوبا إذا كان يستحيي أن يراه الناس مشلحه مقلوب فحياؤه قبل الصلاة أشد، لأنه بعد الصلاة كل يعرف أن هذا من السنة.