تتمت شرح حديث : حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فصلى ركعتين وقلب رداءه )
الشيخ : ولكن هل يقلب الإنسان غترته شماغه طقيته كوته مثلا أو لا ؟ الظاهر لا، وأنه خاص بالرداء، ويشبه الرداء الآن البشت يعني المشالح يعني العباءة، أما الغتر والأكوات وما أشبه ذلك فلا يظهر لي هذا، إي نعم.
السائل : بعض الناس يأتي إلى الاستسقاء ورداؤه مقلوباً؟ الشيخ : إي نعم بعض الناس يأتي بمشلحه مقلوبا علشان إذا قلبه بعد الصلاة يكون على وجهه، وهذا غلط سفه، لأنه من بيته إلى المسجد سيكون مقلوبا، إذا كان يستحيي أن يراه الناس ومشلحه مقلوب، فحياؤه قبل الصلاة أشد لأنه بعد الصلاة كل يعرف أن هذا من السنة. ولكن إلى متى هل نقول من حين أن يفارق المسجد يعدله؟ قال الفقهاء رحمهم الله: لا، يبقيه حتى ينزعه مع ثيابه نعم.
السائل : قلب الرداء قبل الصلاة ولا بعدها ؟ الشيخ : لا، في أثناء الخطبة، إن كانت الخطبة قبل الصلاة فهو قبل الصلاة، وإن كان بعدها كما هو معمول به الآن فبعد الصلاة.
السائل : ... الشيخ : لا لا، ما يصح، يعني معناه أنه قل هل يستحب أما اللزوم ما هو بلازم، حتى قلب البشت ما هو بلازم، لكن هل نقول يستحب يلبس البشت حتى يقلبه ؟ لا.
حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر سمع عباد بن تميم عن عمه قال ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى يستسقي واستقبل القبلة فصلى ركعتين وقلب رداءه قال سفيان فأخبرني المسعودي عن أبي بكر قال جعل اليمين على الشمال )
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر، سمع عباد بن تميم عن عمه قال : ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى يستسقي واستقبل القبلة فصلى ركعتين وقلب رداءه، قال سفيان : فأخبرني المسعودي عن أبي بكر قال: جعل اليمين على الشمال ). الشيخ : صحيح هذا معناه، وليس كما توهم بعض العلماء أنه جعل أسفله أعلاه، بل القلب هنا أنه قلب صفحة الرداء، وإذا قلب صفحته فقط ماذا يكون ؟ يكون اليمين شمالا والشمال يمينا.
حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا عبد الوهاب قال حدثنا يحيى بن سعيد قال أخبرني أبو بكر بن محمد أن عباد بن تميم أخبره أن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يصلي وأنه لما دعا أو أراد أن يدعو استقبل القبلة وحول رداءه )قال أبو عبد الله عبد الله بن زيد هذا مازني والأول كوفي هو ابن يزيد
القارئ : حدثنا محمد بن سلام، أخبرنا عبد الوهاب، حدثنا يحيى بن سعيد، أخبرني أبو بكر بن محمد، أن عباد بن تميم أخبره، أن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يصلي، وأنه لما دعا أو أراد أن يدعو استقبل القبلة وحول رداءه ). قال أبو عبد الله : ابن زيد هذا مازني، والأول كوفي، هو ابن يزيد.
قال أيوب بن سليمان : حدثني أبو بكر بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال : قال يحيى بن سعيد : سمعت أنس بن مالك قال : أتى رجل أعرابي من أهل البدو ، (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ، فقال : يا رسول الله ، هلكت الماشية ، هلك العيال ، هلك الناس . فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو ، ورفع الناس أيديهم معه يدعون . قال : فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا ، فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى ، فأتى الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، بشق المسافر ومنع الطريق . )
القارئ : قال أيوب بن سليمان : حدثني أبو بكر بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال : قال يحيى بن سعيد : سمعت أنس بن مالك قال : ( أتى رجل أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ، فقال : يا رسول الله ، هلكت الماشية ، هلك العيال ، هلك الناس . فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو ، ورفع الناس أيديهم معه يدعون . قال : فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا ، فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى ، فأتى الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، بشِق المسافر ومنع الطريق ).
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى وابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أنه قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء وإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه )
القارئ : حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى وابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك أنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه ). الشيخ : هذا الحديث عام يراد به الخاص، يعني لا يرفع يديه بشيء من دعائه في حال الخطبة إلا في الاستسقاء، وهذا متعين، لأنه قد ثبت عن البني صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه في مواضع كثيرة تزيد عن 30 موضعا. وعليه فنقول: إن حديث أنس هذا عام يراد به الخاص، أي: لا يرفع يديه بشيء من دعائه في حال الخطبة إلا في الاستسقاء، وإلا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه في مواطن كثيرة، على الصفا، وعلى المروة، وفي عرفة، وفي الجمرات، في مواضع كثيرة، نعم. السائل : ... الشيخ : يصح، أو يكون أنس رضي الله عنه أحيانا ينسى فيتردد وأحيانا ... . في بعض العلماء حمل حديث أنس هنا على أن المراد أنه لا يرفع رفعا مبالغا فيه بدليل قوله : ( إلا في الاستسقاء فإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه ) لكن المعنى الأول الذي ذكرناه أولى.
حدثنا محمد هو ابن مقاتل أبو الحسن المروزي قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا عبيد الله عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال اللهم صيبًا نافعًا ) تابعه القاسم بن يحيى عن عبيد الله ورواه الأوزاعي وعقيل عن نافع
القارئ : حدثنا محمد هو ابن مقاتل أبو الحسن المروزي، أخبرنا عبد الله، أخبرنا عبيد الله، عن نافع، عن القاسم بن محمد، عن عائشة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: اللهم صيبًا نافعًا ) تابعه القاسم بن يحيى عن عبيد الله، ورواه الأوزاعي وعقيل عن نافع. الشيخ : قوله : ( صيبا ) أي نازلا لقوله (( أو كصيب من السماء )) وهو منصوب على فعل محذوف، التقدير: اللهم اجعله صيبا نافعا، وإنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لأن الصيب قد يكون نافعا وقد يكون غير نافع، دليل ذلك أنه ثبت في * صحيح مسلم * أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس السنة ألا تمطروا، إنما السنة أن تمطروا فلا تنبت الأرض شيئا )، فإذا كان المطر غير نافع فلا فائدة منه. إذا كان الرسول يقول هذا هل نقول إنه يسن لنا أن نقوله ؟ لقوله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) وهل يجب أن نقوله ؟ لا، لأن الفعل المجرد لا يدل على الوجوب، يعني إذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فعل مجرد ليس مصحوبا بأمر ولا بيانا لمأمور فإنه يكون مستحبا فقط إذا فعله على سبيل التعبد.
حدثنا محمد بن مقاتل قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا الأوزاعي قال حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري قال حدثني أنس بن مالك قال ( أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا أن يسقينا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وما في السماء قزعة قال فثار سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته قال فمطرنا يومنا ذلك وفي الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره فقال يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا قال فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي وادي قناة شهرًا قال فلم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود )
القارئ : حدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا الأوزاعي، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، حدثني أنس بن مالك قال : ( أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا أن يسقينا؟ قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، وما في السماء قزعة، قال: فثار سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، قال: فمطرنا يومنا ذلك وفي الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال، فادع الله لنا؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، قال: فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي وادي قناة شهرًا، قال: فلم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود ). الشيخ : هذا من أحسن السياقات في حديث أنس رضي الله عنه.
فوائد حديث إستسقاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على المنبر .
الشيخ : لأن فيه أشياء تدل على عظمة الخالق عز وجل. قوله : ( فثار سحاب أمثال الجبال ) يعني أنه متراكم ومختلف كما تختلف رؤوس الجبال ومظلم مدلهم، وذلك كله في ساعة قليلة، ما نزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى جعل المطر يتحادر من لحيته صلى الله عليه وسلم. وفيه أيضا الآية آية من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يشير للسحاب ( حوالينا ولا علينا ) فما يشير إلى ناحية إلا تفرجت أو انفرجت، ولا يقال: إن في هذا دليلا على ما ذهب إليه الذين لا يفقهون حيث قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يدبر الكون، والعجب أنهم يقولون ذلك أنه يدبر الكون حتى في مماته، وأسفه من ذلك من قال إن من دون الرسول صلى الله عليه وسلم يدبر الكون فإن هذا غاية السفه في العقول والضلال في الأديان، إن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يملك أن يدبر السحاب ما احتاج أن يسأل الله يقول ( حوالينا لا علينا ) لكنه أراد أن يبين للناس أنه عليه الصلاة والسلام يدعو الله تعالى ويجيبه الله على ما أراد، وكما مر علينا في قول عائشة " إن ربك يسارع في هواك " فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين للصحابة ويتبين للأمة من بعده أن الله سبحانه وتعالى يجيب دعاءه على ما أراد فيقول: حوالينا فيشير ولا علينا. وفيه ما ذكره البخاري رحمه الله في الترجمة : من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته، فهل استدلال البخاري بهذا الحديث هل هو وجيه ؟ يقال: فيه تأمل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمكث على المنبر حتى يتحادر المطر على لحيته سنا للأمة وقصدا، بل هو بقي في المنبر حتى أكمل إيش؟ حتى أكمل الخطبة، أكمل حديثه، ولهذا لا بد أن نرجع إلى الشرح في مسألة مطابقة الترجمة للحديث. فتح الباري الأول والثاني. الثاني هذا؟ ابن حجر.
القارئ : " قوله باب من تمطر، بتشديد الطاء أي تعرض لوقوع المطر، وتفعل يأتي لمعان أليقها هنا أنه بمعنى مواصلة العمل في مهلة نحو تفكر، ولعله أشار إلى ما أخرجه مسلم من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال : ( حسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر وقال: لأنه حديث عهد بربه ). قال العلماء: معناه قريب العهد بتكوين ربه، وكأن المصنف أراد أن يبين أن تحادر المطر على لحيته صلى الله عليه وسلم لم يكن اتفاقا، وإنما كان قصدا فلذلك ترجم بقوله من تمطر أي قصد نزول المطر عليه، لأنه لو لم يكن باختياره لنزل عن المنبر أول ما وكف السقف، لكنه تمادى في خطبته حتى كثر نزوله بحيث تحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم ". الشيخ : هذا الاحتمال وارد لا شك، لكن يرد عليه شيء آخر احتمال آخر وهو أنه أراد أن يبقى حتى يكمل حديثه وخطبته، وحينئذ لا يكون فيه دليل. أما حديث مسلم أنه حسر عن ثوبه فهذا شيء آخر. فتح الباري الأول؟ القارئ : قال ابن رجب رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح البخاري : " وفي الاستدال بهذا الحديث على التمطر نظر، فإن معنى التمطر: أن يقصد المستسقي أو غيره الوقوف في المطر حتى يصيبه، ولم يعلم أن النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قصد الوقوف في ذَلِكَ اليوم على منبره حتَّى يصيبه المطر، فلعله إنما وقف لإتمام الخطبة خاصة ". الشيخ : ما شاء الله، الحمد لله، وهذا هو الأقرب، وأيضا التمطر يحصل بدون أن يتحادر المطر على اللحية إذا أصاب ما ظهر من رأسه إذا كان عليه عمامة كفى. طيب إذن التمطر هل هو سنة أو لا ؟ التمطر سنة لا إشكال فيه، لكن حتى يصيب البدن فقط، إذا أصاب البدن حصلت السنة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يحسر عن ثوبه حتى يصيبه المطر ويقول : ( إنه حديث عهد بربه ) وهذا من شدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم لله أن يحب أن يمسه أحدث الأشياء بالخلق، وهو المطر.
السائل : حكم صلاة الاستسقاء في المساجد؟ الشيخ : إذا كان لحاجة لا بأس، صلاة الاستسقاء في المساجد إذا كان لحاجة فلا بأس، إما شدة برد أو مطر أو ما أشبه ذلك، وأقول أو مطر لأنهم قد يستسقون لبلاد أخرى.
الإمام إذا رفع يديه في الإستسقاء هل يرفعهما بجهة بعضهما أويفرقهما ؟
السائل : إذا رفع يديه في الإستسقاء هل يرفعهما ... ؟ الشيخ : تعرف أن الرسول يبالغ في رفع اليدين في الاستسقاء حتى إنه يجعل أظهرهما نحو السماء، يحتمل أن يضم بعضهما إلى بعض أو يفرقهما، لكن على التفريق الكثير بعض الناس يفرق مرة حتى كأن يديه جناحان، أقول وكأنه يريد أن يتلقى الغيم، نعم. أخذنا ثلاثة كذا؟ اثنان. نعم. السائل : ... الشيخ : يعني مياه الآبار؟ مياه الآبار يعني؟ لا ما ندري عن هذا، أحيانا نرى القطعة الصغيرة فوق رؤوسنا، وإذا بها تكبر وتتوسع وتمطر، ما ندري عنها. السائل : ... الشيخ : الله أعلم، لأن هذه المسائل دقيقة ما نستطيع أن ننفيها ثم يصبح العلم يثبتها إثباتا مثل الشمس، نعم. إذا مطرنا من أي جهة كان، الحمد لله، المطر خير.
حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني حميد أنه سمع أنس بن مالك يقول ( كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم )
القارئ : حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني حميد أنه سمع أنس بن مالك يقول : ( كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ). الشيخ : اللهم صل وسلم عليه، يخاف عليه الصلاة والسلام، يخاف أن يكون عذاب، هذا وهو في زمنه وفي قرنه، وقرنه خير القرون، ومع ذلك يخاف عليه الصلاة والسلام أن يكون عذابا ولهذا إذا رأى السحاب مقبلا عرف في وجهه وأقبل وأدبر فيقال له في ذلك فيقول : ( وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح ). والريح الشديدة هي التي تخرج عن المألوف والمعهود أما الرياح العادية فهي قد تخف أحيانا وقد تشتد أحيانا لكن المراد بهذا الحديث الشديد الذي يخرج عن المألوف والمعهود، فماذا يقول إذا هبت الرياح شديد؟ يقول : ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما فيها وشر ما أرسلت به ) وإن قال: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا فحسن، هكذا يقول، ويقول ذلك بإخلاص ويقين وخوف، لكن مع الأسف أن الناس الآن لما قست القلوب نسأل الله أن يلين قلوبنا جميعا بذكره جميعا، لما قست صاروا يقولون هذه حوادث وزوابع وما أشبه ذلك أمور يعني ما يصفونها بالقالب الذي هو العقوبة، حتى لو قلعت الأشجار وهدمت البناء يقول هذه زوابع عادية، نسأل الله العافية.
حدثنا مسلم قال حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور )
القارئ : حدثنا مسلم، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ). الشيخ : نصرت بالصبا وذلك في غزوة الأحزاب، فإن الأحزاب تألبوا على النبي صلى الله عليه وسلم وجاؤوا يحاصرون المدينة في نحو 10 آلاف مقاتل من جميع أحياء العرب وقبائلهم، وبقوا محاصرين المدينة فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم الريح الشرقية، والريح الشرقية باردة وهي أقل عصفا من الغربية وأبرد من الغربية، لكن الله تعالى شددها على قريش، حتى أوقدوا النيران يصطلون وكفأت القدور وأسقطت الخيام، ولم يقر لهم قرار حتى نادى فيهم أبو سفيان بالرحيل، ما تمكن، وهذا نصر من الله عز وجل قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم ترونها وكان الله بما تعلمون بصيرا )). أما عاد فأهلكون بالدبور الدبور الريح الغربية وسميت دبورا لأنها تأتي من دبر الكعبة، الكعبة لها قبل وهي الجهة التي فيها الباب، والدبر وهي الجهة المقابلة، الريح هذه تأتي من هذه الناحية، ثم هي أيضا أتت عاد وهم في مكانهم في الأحقاف أتت عاد من الجهة التي يأتيهم منها السحاب، فلما رأوه قالوا هذا عارض ممطرنا قال الله تعالى : (( بل هو استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم )) حتى الذين في البيوت هلكوا بهذه الريح، حتى كانت تحمل الرجل إلى مكان عالي ثم ترده على الأرض، فأصبحوا كأنهم أعجاز نخل خاوية، نسأل الله العافية. وانظر حكمة الله سبحانه وتعالى حيث أهلك عادا بالريح، والريح خفيفة لطيفة، لأنهم قالوا من أشد منا قوة؟ قال الله تعالى : (( أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون فأرسلنا عليهم ريحا )). وانظر إلى فرعون كان يفتخر بالأنهار التي تجري من تحته يقول لقومه : ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين )) وأهلك بجنس ما كان يفتخر به بالماء، ليتبين للعباد أن الله سبحانه وتعالى قوته فوق كل قوة، وأنه لا مضاد له ولا ند له نعم. سبحان الله أنت تسمعه وأنا لا أسمعه.
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب قال أخبرنا أبو الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال ( قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض )
القارئ : حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، أخبرنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض ). الشيخ : قوله : " باب ما قيل في الزلالزل والآيات " يعني: هل يصلى لها كصلاة الكسوف أو يدعى برفعها أم ماذا ؟ والعلماء مختلفون في هذا، فمنهم من قال: إنه يصلى لها صلاة الكسوف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين علل الصلاة لكسوف الشمس والقمر قال : ( إنهما آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهم ) وفي لفظ ( إذا رأيتم شيئا ذلك ) مما يدل على أن الآيات التي تخرج عن العادة يصلى لها. ولا يرد علينا الريح الشديدة، لأن الريح الشديدة ورد لها شيء خاص، وهو الدعاء. والمشهور عند الفقهاء رحمهم الله أنه لا يصلى إلا للزلزلة الدائمة، فيصلى لها صلاة الخسوف. ثم ساق المؤلف رحمه الله هذا الحديث الذي قال فيه : ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ) وقبض العلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينتزعه انتزاعا من صدور الرجال وإنما يقبضه بموت العلماء، فإذا مات العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالا يسألونهم فيفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون ). ( وتكثر الزلالزل ) المراد بالزلازل زلازل الأرض، تكثر زلازل الأرض في المكان القريب والبعيد، ويمكن أن يقال الزلازل تشمل الزلازل المعنوية التي تكون بالأفكار الرديئة المنحرفة تنشر فيأتي الفكر الخبيث ويأتي ما هو أخبث منه وما هو أشر. ( ويتقارب الزمان ) تقارب الزمان له عدة معاني منها أن الزمن الكثير أو الطويل يأتي على الإنسان وكأنه قصير، فالآن مثلا لا تكاد تذهب الجمعة حتى تأتي الجمعة الأخرى، وكأن الأسبوع يوم واحد، ويحتمل أن يراد بتقارب الزمان اختصار الوقت في المسافات البعيدة كما حصل الآن، الراكب من القصيم إلى مكة فيما سبق يقطعه في عشرين يوما إلى عشرة أيام في السرعة الشديدة، الآن يقطعه في ساعة واحدة أو ساعة ونصف يعني يمكن الإنسان يتوضأ في القصيم في بلده ويقضي عمرته بهذا الوضوء، كذلك أيضا تقارب الزمان من جهة الاتصالات، في الزمن السابق يرسل الإنسان الكتاب إلى بلد غير بعيد فيبقى أياما قبل أن يصل المكتوب إليه ثم رده يبقى أياما أخرى، وكان يستعملون الحمام البريدية يربون حماما ويعلمونها ولها أمكنة خاصة، تطير بخطوط حتى تصل إلى أبراج معينة فتأوي إليها وتؤخذ منها الخطوط إلى حمام أخرى وهكذا حتى تصل إلى الغاية بسرعة، وكذلك خيول البريد مثل هذا، أما الآن فالأمر في الحقيقة يبهر ممكن أن تكلم الإنسان في أقصى الأرض وأنت جالس على مائدتك، بل يمكن أن ترسل له الرسالة المكتوبة باليد وتصل إليه بدقائق، هذا من تقارب الزمان. وعلى القول الأول أن المراد بتقارب الزمان الوقت قال أهل العلم: إن ذلك يدل على الرفاهية وكثرة الرزق وقلة الفتن، لأنه مع الراحة تمضي الأيام سريعة، ومع التعب والفقر والحروب تطول الأزمنة. قال : ( وتظهر الفتن ) الفتن جمع فتنة، وهي عامة، فتن في العقيدة، فتن في الخلاق، فتن في الأموال، يعني كل ما يصد عن دين الله فإنه فتنة كما قال الله تعالى : (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم )) إي نعم، صدوهم عن دينهم (( إن خفتم أن يفتنكم الذين كفرون )) أي يصدوكم عن دينكم، وفي قصة الأخدود الفتنة هي الصد عن الدين والإحراق أيضا. تظهر الفتن الفتن الآن موجودة، ظهرت فتن متعددة من أخلاق وأفكار وعقائد وغيرها. ( يكثر الهرج، وهو القتل القتل ) الهرج يعني القتل وهذا أيضا كثير، لا تكاد تفتح الراديو لاستماع الإذاعة إلا وجدت قتلا إما قليلا وإما كثيرا، ثم إنه قتل في الحقيقة أعمى لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل، نسأل الله العافية. وقوله ( حتى يكثر فيكم المال ) الظاهر أن الصواب: ( وحتى ) لأن هذه غير الأولى، ولو رجعت للشرح؟ القارئ : " يقول سيأتي الكلام عليه مستوفى في كتاب الفتن ". الشيخ : هذا الأول؟ القارئ : لا. الشيخ : لا، الأول قليل إحالته، معكم القسطلاني؟ مو عندكم القسطلاني؟ لو أحد يأتي به ؟كمال موجود في المكتبة لو تأتي به. القارئ : حول الواو هل فيها ...؟ الشيخ : إيه إيه، أقول لو تأتي به لأنه رحمه الله ما هو يحيل، الآن متأخر إن شاء الله غدا أو بعد غد. ما نبه عليها ؟ القارئ : ما وجدت شيء. الشيخ : يرجع إليها في سياق آخر إن شاء الله وقوله : ( حتى يكثر فيكم المال فيفيض ) أي يزيد، من فاض ماء الوادي إذا خرج عن مجراه، وهذا وقع وربما يقع أيضا أشد مما وقع. الشاهد من هذا الحديث قوله ( وتكثر الزلازل ) وليس في الحديث أنها إذا كثرت يصلى لها صلاة الكسوف، ولهذا البخاري لم يجزم بالحكم بل قال: : " باب ما قيل في الزلازل ". تقرأ شرح الترجمة؟
القارئ : قال ابن حجر رحمه الله تعالى : " قوله باب ما قيل في الزلازل والآيات، قيل لما كان هبوب الريح الشديدة يوجب التخوف المفضي إلى الخشوع والإنابة كانت الزلزلة ونحوها من الآيات أولى بذلك، لا سيما وقد نص في الخبر على أن أكثر الزلازل من أشراط الساعة. وقال الزين بن المنير: وجه إدخال هذه الترجمة في أبواب الاستسقاء أن وجود الزلزلة ونحوها يقع غالبا مع نزول المطر، وقد تقدم لنزول المطر دعاء يخصه فأراد المصنف أن يبين أنه لم يثبت على شرطه في القول عند الزلازل ونحوها شيء. وهل يصلى عند وجودها؟ حكى ابن المنذر فيه الاختلاف، وبه قال أحمد وإسحاق وجماعة، وعلق الشافعي القول به على صحة الحديث عن على، وصح ذلك عن ابن عباس أخرجه عبد الرزاق وغيره. وروى ابن حبان في صحيحه من طريق عبيد بن عمير عن عائشة مرفوعا: ( صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات ) ثم أورد المصنف في هذا الباب حديثين ". الشيخ : ما ذكر شيء ؟ الفتح الأول؟ ابن رجب؟ القارئ : قال ابن رجب رحمه الله تعالى : " باب ما قيل في الزلازل والآيات، فيه حديثان: الأول: ثم ذكر الحديث قال : هذا قطعة من حديث طويل، قد خرجه بتمامه في كتاب الفتن . وقبض العلم، قد سبق الكلام عليه بما فيه كفاية. وتقارب الزمان، فسر بقصر الأعمار، وفسر بقصر الأيام في زمن الدجال. وقد روي في ذلك أحاديث متعددة، الله أعلم بصحتها. وأما كثرة الزلازل، فهو مقصود البخاري في هذا الباب من الحديث ". الشيخ : كلاهما ضعيف، لكن قصر الزمان في زمن الدجال الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( وسائر أيامه كأيامكم ) وقصر الأعمار أيضا ليس بصحيح. القارئ : " وأما كثرة الزلازل، فهو مقصود البخاري في هذا الباب من الحديث، والظاهر: أنه حمله على الزلازل المحسوسة، وهي ارتجاف الأرض وتحركها، ويمكن حمله على الزلازل المعنوية، وهي كثرة الفتن المزعجة الموجبة لارتجاف القلوب. والأول أظهر، لأن هذا يغني عنه ذكر ظهور الفتن، وكأن البخاري ذكر هذا الباب استطرادا لذكر الرياح واشتدادها، فذكر بعده الآيات والزلازل. وقيل: إنه أشار إلى أن الزلازل لا يصلى لها، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر ظهورها وكثرتها، ولم يأمر بالصلاة لها، كما أمر به في كسوف الشمس والقمر، وكما أنه لم يكن يصلي للرياح إذا اشتدت، فكذلك الزلازل ونحوها من الآيات. وقد اختلف العلماء في الصلاة للآيات: فقالت طائفة: لا يصلى لشيء منها سوى كسوف الشمس والقمر، وهو قول مالك والشافعي. وقد زلزلت المدينة في عهد عمر بن الخطاب، ولم ينقل أنه صلى لها ، هو ولا أحد من الصحابة. وروى عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، قالت: زلزلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر، وابن عمر يصلي، فلم يدر بها، ولم يوافق أحدا يصلي فدرى بها فخطب عمر الناس، فقال: أحدثتم، لقد عجلتم. قالت: ولا أعلمه إلا قال: لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم. خرجه البيهقي. وخرجه حرب الكرماني، من رواية أيوب، عن نافع - مختصرا. وروي أيضا من رواية ليث، عن شهر، قال: زلزلت المدينة على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إن الله يستعتبكم فأعتبوه ). وهذا مرسل ضعيف. وقالت طائفة، يصلى لجميع الآيات في البيوت فرادى، وهو قول سفيان وأبي حنيفة وأصحابه. وكذلك إسماعيل بن سعيد الشالنجي، عن أحمد، قال: صلاة الآيات وصلاة الكسوف واحد. كذا نقله أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في كتابه * الشافي * من طريق الجوزجاني، عن الشالنجي، عن أحمد. ونقله - أيضا - من طريق الفضل بن زياد وحبيش بن مبشر، عن أحمد - أيضا. والذي نقله الجوزجاني في كتابه * المترجم * عن إسماعيل بن سعيد، قال: سألت أحمد عن صلاة كسوف الشمس والقمر والزلازل؟ قال: تصلى جماعة، ثمان ركعات وأربع سجدات، وكذلك الزلزلة. قال: وبذلك قال أبو أيوب - يعني: سليمان بن داود الهاشمي - وأبو خيثمة. وقال: ابن أبي شيبة نرى فيها الخطبة وجماعة. وقد نقل أبو بكر في * الشافي * هذا - أيضا - من طريق الجوزجاني. وخرج الجوزجاني من حديث عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: صلى بنا ابن عباس في زلزلة كانت، فصلى بنا ست ركعات في ركعتين، فلما انصرف التفت إلينا وقال: هذه صلاة الآيات. فالمنصوص عن أحمد إنما يدل على الصلاة للزلزلة خاصة، وهو الذي عليه عامة أصحابنا، وخصوه بالزلزلة الدائمة التي يتمكن من الصلاة لها مع وجودها. وروي عن ابن عباس، أنه صلى للزلزلة بعد سكونها وانقضائها. وحكى بعض أصحاب الشافعي قولا له: أنه يصلى للزلزلة. ومنهم من حكاه في جميع الآيات. وحكى ابن عبد البر، عن أحمد وإسحاق وأبي ثور: الصلاة للزلزلة والطامة والريح الشديدة. وهذا يدل على استحبابها لكل آية، كالظلمة في النهار، والضياء المشبه للنهار بالليل، سواء كان في السماء أو انتثار الكواكب، وغير ذلك. وهو اختيار ابن أبي موسى من أصحابنا، وظاهر كلام أبي بكر عبد العزيز في الشافي - أيضا. وممن روي عنه، أنه يصلي في الآيات: ابن عباس. وفي المسند وسنن أبي داود ، عنه، أنه سجد لموت بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ( إذا رأيتم آية فاسجدوا ). وروي عن عائشة، قالت: صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات. وروي عنها - مرفوعا. خرجه الجوزجاني من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقوم في صلاة الآيات، فيركع ثلاث ركعات، ويسجد سجدتين، ثم يقوم فيركع ثلاث ركعات، ثم يسجد سجدتين. واستدل به على الصلاة للزلزلة. ولكن رواه وكيع، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، فوقفه على عائشة، وهو الصواب. وخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر من رواية مكحول، عن أبي صخر زياد بن صخر، عن أبي الدرداء، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا كانت ليلة ريح كان مفزعه إلى المسجد، حتى تسكن الريح، وإذا حدث في السماء حدث من كسوف شمس أو قمر كان مفزعه إلى الصلاة، حتى ينجلي. وهو منقطع، وفي إسناده: نعيم بن حماد، وله مناكير. وخرج أبو داود من رواية عبيد الله بن النضر، قال: أخبرني أبي، قال: كانت ظلمة على عهد أنس بن مالك. قال: أتيت أنس بن مالك، فقلت يا أبا حمزة: هل كان يصيبكم هذا على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فقال : معاذ الله، إن كانت الريح تشتد فنبادر المسجد مخافة القيامة. وبوب عليه: - باب: الصلاة عند الظلمة -. وهو دليل على الصلاة عند اشتداد الريح - أيضا، وأبو داود، من أجل أصحاب الإمام أحمد، ثم بوب على السجود عند الآيات، وذكر فيه حديث ابن عباس المتقدم. وظاهره: يدل على أن الآيات يسجد عندها سجودا مفردا ، كسجود الشكر من غير صلاة. وذكر الشافعي، أنه بلغه عن عباد، عن عاصم الأحول، عن قزعة، عن علي، أنه صلى في زلزلة ست ركعات في أربع سجدات: خمس ركعات وسجدتين في ركعة، وركعة وسجدتين في ركعة. قال الشافعي: ولو ثبت هذا الحديث عندنا لقلنا به. قال البيهقي: هو ثابت عن ابن عباس. ثم ذكر بنحو ما تقدم. وله طرق صحيحة، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس. وروى حرب: نا إسحاق، نا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: إذا فزعتم من أفق من آفاق السماء فافزعوا إلى الصلاة ". الشيخ : والخلاصة ؟ ما ذكر الخلاصة. على كل حال المسألة فيها خلاف، والراجح أنه يصلى لكن القول بأنه يصلي الناس فرادى في البيوت قول حسن، لأن إثبات أنهم يصلون جماعة وهو لم يثبت في السنة ثبوتا بينا يحجم المرء عنه، لكن كون هذه الآيات العظيمة تفزع الناس أكثر من الكسوف تمر بدون أن يأبه الناس لها، في النفس شيء منها فيكون هذا وسطا بين القول بأنه يصلى كصلاة الكسوف أو يسجد سجودا مجردا أو لا يسجد ولا يصلى. كل الآيات المخيفة، حتى ابن عباس لما ماتت إحدى أمهات المؤمنين سجد وقال : " هكذا صلاة الآيات " أو كلمة نحوها. القارئ : فيه شيء. قال في آخره قال ابن رجب : " واعلم، أن الشغل بالصلاة في البيوت فرادى عند الآيات أكثر الناس على استحبابه، وقد نص عليه الشافعي وأصحابه. كما يشرع الدعاء والتضرع عند ذلك، لئلا يكون عند ذلك غافلا. وإنما محل الاختلاف: هل تصلى جماعة، أم لا؟ وهل تصلى ركعة بركوعين كصلاة الكسوف، أم لا؟ وظاهر كلام مالك وأكثر أصحابنا: أنه لا تسن الصلاة للآيات جماعة ولا فرادى ". الشيخ : أحسنت، هذا يعني يؤيد ما ذكرناه نعم.