القارئ : " وقد نص عليه الشافعي وأصحابه. كما يشرع الدعاء والتضرع عند ذلك، لئلا يكون عند ذلك غافلا. وإنما محل الاختلاف: هل تصلى جماعة، أم لا؟ وهل تصلى ركعة بركوعين كصلاة الكسوف، أم لا؟ وظاهر كلام مالك وأكثر أصحابنا: أنه لا تسن الصلاة للآيات جماعة ولا فرادى ". الشيخ : أحسنت، هذا يعني يؤيد ما ذكرناه نعم.
السائل : لماذا ذكر ... الزلازل في الإستسقاء ؟ الشيخ : الاستسقاء لقلة المطر. السائل : والزلازل في كتاب الاستسقاء لا في لا الكسوف. الشيخ : لماذا جعلها هنا ؟ لأن في الغالب أن الأمطار والعواصف تكون متقارنة، فاقتران الرياح بالأمطار والعواصف أكثر من اقترانها بالكسوف. السائل : والزلازل ؟ الشيخ : الزلازل مثلما قال ابن حجر رحمه الله ذكرها هنا استطرادا. السائل : هل ... التي يصلى لها أو يكتفى ؟ الشيخ : لا، الريح يكتفى بما جاء به النص بالدعاء مهما كثرت اللهم إلا أن تخرج إلى شيء يعني شديد جدا تبقى مستمرة وفيه عصف شديد هذا ربما يقال يصلي كل إنسان في بيته ويدعو الله عز وجل أن يرفعها.
بالنسبة لصلاة الآيات يكتفى بالبلاد التي تحدث فيها هذه الآيات أم في عامة البلاد ؟
السائل : بارك الله فيك، بالنسبة لصلاة الآيات يكتفى بالبلاد التي تحدث فيها هذه الآيات أم يصلي عامة الناس ؟ الشيخ : لا، في البلاد التي يحدث فيه، أما عامة الناس فلا، كالكسوف الآن الكسوف متى كسف القمر والشمس في مكان آخر ما يصلي هؤلاء لها.
إختلفوا بالركعات بعضهم ثمانية وبعضهم يقول ستة و ماهو الأرجح ؟
السائل : إختلفوا في الركعات بعضهم يقول ثمانية وبعضهم يقول ستة أيهم الأرجح ؟ الشيخ : الأرجح أن تكون كصلاة الرسول عليه الصلاة والسلام ركوعان في كل ركعة. السائل : إذا انقضت الآية ؟ الشيخ : إذا انقضت ما يصلي كما أنه إذا انجلت الشمس أو القمر في الكسوف قبل أن يعلموا فإنهم لا يصلون، لأن هذا لسبب، وإذا فات السبب فات المسبب.
السائل : هل يمكن أن يجمع الإنسان أهله ويصلي في البيت ؟ الشيخ : والله هذا أروع يعني وأروع وأقرب إلى أن يغرس في القول الخوف من الله عز وجل. القارئ : قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح في كتاب الاستسقاء : باب : قوله تعالى : (( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )) قال ابن عباس : ( شكركم ). حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن زيد.
حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا حسين بن الحسن قال حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال قال ( اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال قالوا وفي نجدنا قال قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان )
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا حسين بن الحسن، حدثنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر قال: ( اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قال: قالوا وفي نجدنا؟ قال: قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قال: قالوا وفي نجدنا؟ قال: قال هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان ). الشيخ : الشاهد من هذا قوله : ( هناك الزلازل والفتن ) وسبق لنا أن الزلازل هذه تحتمل أن تكون الزلازل الحسية وهي ارتجاج الأرض، أو أنها تشمل الزلازل الحسية والمعنوية. وفي قوله عليه الصلاة والسلام : ( اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا ) الشام ما كان شمالا عن المدينة، واليمن ما كان جنوبا عنها. ( قالوا وفي نجدنا ؟ ) والنجد هو المكان المرتفع، فقيل النجد الذي نحن فيه هنا، وقيل المراد بذلك نجد العراق لأنه ورد أحاديث أخرى ذكر فيها المشرق أنها تظهر منها الزلازل والفتن، وهذا يدل على أن المراد بذلك نجد العراق، وقد ألف بعض أهل العلم رسالة في هذا وحقق أن المراد بذلك نجد العراق وليس نجد الجزيرة. وقوله : ( بها يطلع قرن الشيطان ) يعني الشمس، فإن الشيطان إذا طلعت الشمس تطلع بين قرني شيطان، فإذا رآها المشركون سجدوا لها، وهم يسجدون للشيطان في الحقيقة، لأن الشيطان يتمثل يكون قرناه على جانب الشمس عند طلوعها، فيسجد لها المشركون، نعم.
باب : قول الله تعالى : (( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )) . قال ابن عباس : شكركم .
القارئ : باب : قول الله تعالى : (( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )) . قال ابن عباس : ( شكركم ). الشيخ : يعني أن الآية على تقدير: تجعلون شكر رزقكم أنكم تكذبون، وتكذيبهم هذا أن ينسبوا النعمة إلى غير الله، إلى شيء آخر ليس سببا فيها، وهذا لا شك أنه تكذيب في حقيقة الأمر.
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن زيد بن خالد الجهني أنه قال ( صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب )
القارئ : حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زيد بن خالد الجهني أنه قال : ( صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ). الشيخ : كانوا في الجاهلية يقولون إنا مطرنا بالنوء، والنوء هو النجم إذا طلع، فينسبون المطر إلى الأنواء يعني إلى النجوم الطالعة، فبين الله سبحانه وتعالى أن هذا كفر به، وهذا حديث قدسي، بين الله به أن هذا كفر به أن ينسب المطر إلى النوء الطالع، لأن الأنواء ليست سببا للسعادة ولا سببا للشقاوة وليس لحوادث الأرض فيها علاقة.
فوائد حديث : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته ... )
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على فوائد منها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحين الحديث بالموعظة عند وجود السبب، لأن الرسول وعظهم بهذه الموعظة بعد أن نزل المطر. ومن فوائد هذا الحديث إطلاق السماء على المطر لقوله ( على إثر سماء كانت من الليل ) ومنه قول الشاعر : إذا نزل السماء بأرض قوم. يعني المطر *** رأيناه وإن كانوا غضابا. ومن فوائده أنه ينبغي للمعلم أن يعرض العلم على السامع بصيغة الاستفهام ليكون ذلك أحضر لقلبه حيث قال : ( هل تدرون ماذا قال ربكم؟ ) ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم لا يعلمون بذلك، لكنه أتى به بصيغة الاستفهام من أجل أن يكون ذلك أنبه لهم. ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي أن يقول القائل في الشيء لا يعلمه: الله ورسوله أعلم، وهذا في الأمور الشرعية، أما الأمور الكونية فبعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يعلمها، لكن في حياته ربما يعلمها، ولهذا قال الله تعالى : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )). وقد نبهنا فيما سبق على أن بعض الناس يكتب هذه الآية إذا تم البناء إذا تم العمل الذي يريد أن يعمله وبينا أن هذا غلط عظيم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يراه بلا شك، ولا يصح أن تنزل الآية على غير معناها. ومن فوائد هذا الحديث أن نسبة النعمة إلى غير مسديها ومجديها كفر بالنعمة لقوله : ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ) وذلك بنسبة المطر إلى غير الله عز وجل. فإن قال قائل: لو قال الشخص مطرنا في نوء كذا أي في هذا الوقت، فهل يدخل في هذا الحديث؟ الجواب: لا، ولهذا قال العلماء يحرم أن يقول مطرنا بنوء كذا ويحل أن يقول في نوء كذا، والفرق بينهما ظاهر، لأن بنوء كذا الباء للسببة والنوء ليس سببا للمطر، بل فضل الله ورحمته السبب، وفي نوء في للظرفية وهو حق، إذا قال مطرنا في النوء الفلاني لا بأس. ومن فوائد هذا الحديث أن الكافر يكون عبدا لله لكن بالمعنى العام، فإن الخلق كلهم عباد الله، لكن بالمعنى العام كما قال الله تعالى : (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )) نعم .
حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت وما يدري أحد متى يجيء المطر )
القارئ : حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر ). الشيخ : نعم، لا أحد لا يعلم متى يجيء المطر إلا الله عز وجل. ولا يرد على هذا ما يحصل من تخرصات الفلكيين بأنه في خلا 24 ساعة يكون مطر، لأن هذا حسب التتبع يكون فيه خطأ كثير. وثانيا: هم يعلمون ذلك لا علم غيب ولكن علم محسوس، لأن الجو بإذن الله يكون متهيئا لنشوء الغيم والسحاب والأمطار، فيكون استناد خبرهم هذا إلى أي شيء؟ إلى أمر محسوس لا إلى علم الغيب، ولذلك لا يستطيعوا أن يقولوا إنه سيكون مطر بعد شهر أو شهرين أوسنة أو سنتين، فلا يدري متى يجيء المطر إلا الله عز وجل، ثم إن الله تبارك وتعالى قال في الآية : (( ينزل الغيث )) حتى لو علموا بنزول المطر فإنهم لن يعلموا أنه غيث، لأن المطر قد يكون غيثا منجيا من الشدة، وقد لا يكون، كما جاء في الحديث الصحيح : ( ليس السنة ألا تمطروا ولكن السنة أتمطروا ولا تنبت الأرض شيئا ). وقوله: ( مفاتح الغيب ) في نسختان عندي: مفاتح ومفتاح، ومفاتح هي التي تطابق الآية ذكرها الله : (( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام )). وفي هذا الحديث الذي ساقه ابن عمر سقوط ذكر الساعة، وذكر شيئين معناهما سواء أو مقارب، فيكون في هذا الحديث إسقاط ما هو ثابت في القرآن وتكرار شيء متشابه، فلننظر، ( لا يعلم أحد ما يكون في غد )، هذا بمعنى (( ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا ))، ويجعل بدلها لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، ( ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ) وهذا قبل أن يخلق، أما بعد أن يخلق فإن الملائكة الموكلة بالأرحام تعلمه، وكذلك في الوقت الحاضر الأشعة التي يسلطونها على بطن الحامل يعرفون بها الولد الذكر من الأنثى، ( ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا ) وهذا صحيح الإنسان قد يقدر أنه سيفعل غدا كذا وكذا ولكن هل هو يعلم أنه سيكون هذا ؟ لا هذا شيء في تقديره وقد يكون وقد لا يكون. ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) هذا أيضا حق لا أحد يدري أين يموت هل يموت في الشارع؟ في بيته؟ في المسجد؟ في البر؟ في بلد آخر؟ لا يعلم هذا، وكم من إنسان مات في أرض بعيدة من بلاده ولا كان يقرر أنه يذهب إليها فضلا عن أن يموت فيها، وإذا كان لا يدري بأي أرض يموت فمن باب أولى ألا يدري بأي وقت يموت، لأنه إذا كانت الأرض التي بإمكان الإنسان أن يسير إليها لا يعلم الأرض التي يموت فيها فالوقت من باب أولى ألا يدري متى يموت، وربما وصل الإنسان إلى حال يقول القائل لن يبقى إلى غروب الشمس، ثم يمن الله عليه بالشفاء، وهذا شيء مشاهد، وكم من إنسان في أقوى ما يكون صحة ونشاطا يأتيه الموت فيموت. ( وما يدري أحد متى يجيء المطر ) هذا صحيح المطر لا أحد يدري متى يجيء، لكن كما قلنا لكم قبل قليل إن الله سبحانه وتعالى قد يطلع العباد بواسطة أمور محسوسة على قرب نزول المطر، وعلى بيان الكمية لكن على وجه الظن والتخمين. لا تدري نفس بأي أرض تموت ذكرنا سابقا قصة عجيبة تؤيد هذا من يحفظها ؟ عبد الله. الطالب : ... الشيخ : ... هذا الحديث أو معناه، على كل حال القصة قريبة من هذا هو أن الحجاج لما قفلوا من مكة ونزلوا في الريع الجبال التي حول مكة هناك، نزلوا في آخر الليل، ثم شدوا يمشون، هذا كان معه أمه مريضة وكان يمرضها وكان يصلح لها المكان على راحلته، فتخلف عن القوم، ثم انتهى من تهيئة المكان لوالدته ومشى وضل الطريق وارتفعت الشمس وهو لا يدري أين الطريق، فإذا بخباء بدو فعرج إليهم وسألهم أين طريق نجد قالوا طريق نجد بعيد، لكن انزل واسترح حتى ندلك على الطريق، فنزل ومن حين أنزل والدته في الأرض قبض الله روحه، هذه أرض ما كان يحلم بها، ولا أتاها عن قصد، وإنما عن ضياع، فهذا يصدق الآية الكريمة أمر واقع، وأشياء كثيرة الآن الحوادث التي تحدث في الطرق ويموت الإنسان من حين الحادث هل كان يقدر أنه سيموت في هذا المكان أبدا، لأنه قد يقدر أن يموت الإنسان يموت في مدينة أو قرية أو ما أشبه ذلك ومع هذا يموت في الأرض التي أراد الله عز وجل، وكذلك أيضا الوقت كما قلت لكم قبل قليل أحيانا ... الإنسان من المرض ويقال لن يبقى إلى الغروب أو إلى الشروق فإذا به يعافى، ويشفى، إي نعم. نعم يا سليم. السائل : ... الشيخ : الله أكبر، سبحان الله، الله أكبر، ومن كان منيته في أرض فليس يموت في أرض سواها ... لأن في نفسي أنها شاذة لأن كل الروايات التي ساقها مسلم ليس فيها هذا، ثم من البعد بمكان أن يكون في عهد الصحابة من يتسلق البيوت لسرقة أو خيانة، لذلك لا بد أن تحررها.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله واصحابه أجمعين، أما بعد: فقد قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى : كتاب الكسوف.
حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا خالد عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة قال ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى دخل المسجد فدخلنا فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس فقال صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم )
القارئ : حدثنا عمرو بن عون. الشيخ : يجب أن نعلم ما هو الكسوف ؟ الكسوف في الحقيقة هو اختفاء ضوء الشمس أو القمر، وليس محو ضوء الشمس أو القمر، لكنه يختفي. أما الشمس فإنه يختفي نورها بالقمر إذا حال بينها وبين الأرض. وأما القمر فإنه يختفي نوره بالأرض إذا حالت بينه وبين الشمس. ولهذا لا يمكن أن يوجد كسوف القمر في غير ليالي الإبدار، لأنه يكون هو في الشرق وهي في الغرب، والأرض تحول بينهما، ولهذا خطأ شيخ الإسلام رحمه الله قول بعض الفقهاء إنه إذا وقع الكسوف في عرفة صلى ثم دفع، وقال: هذا لا يمكن، لأن هذه الليلة تصادف ليلة عشرة، ولا يمكن أن يقع الكسوف في هذه، لكن قد يعتذر عن الفقهاء الذين قالوا ذلك بأن الفقهاء رحمهم الله يفرضون مسائل قد لا تقع ولكن لتمرين الطالب، كذلك لا يمكن أن يوجد خسوف الشمس في غير ليالي الإسرار أو الاستسرار يعني آخر الشهر، لأنه هو الذي يمكن أن يتقارب القرصان قرص الشمس وقرص القمر. فلو قال قائل: هل يمكن أن تنكسف الشمس في نصف الشهر؟ فالجواب: لا يمكن، هو ليس مستحيلا على قدرة الله عز وجل، لكن أجرى الله عز وجل العادة ألا يكون الكسوف في مثل هذا اليوم، كما لو قال قائل: هل يمكن أن تخرج الشمس نصف الليل؟ نقول: حسب العادة لا يمكن، لكن بأمر الله يمكن. هذا الكسوف له سبب حسي معلوم عند الناس وهو حيلولة الأرض بين الشمس والقمر في إيش؟ في كسوف القمر، حيلولة القمر بين الشمس والأرض في كسوف الشمس، هذا سبب حسي معلوم يدرك بالحساب، لكن هل من المستحسن أن يبين للناس هذا من أجل أن يستعدوا له في وقته أو الأفضل ألا يبين ؟ نرى أن الأفضل ألا يبين، أولا: لأن الناس إذا بين لهم وقيل مثلا في الساعة العاشرة من الليل تجد الناس يترقبون الكسوف في تلك الساعة، مع أن الكسوف إنذار من الله عز وجل لعقوبة جرت انعقدت أسبابها فيكون الناس يترقبون هذا الكسوف عند قرب وقته كأنما يترقبون هلال رمضان أو الفطر، وهذا لا شك أنه يسقط الهيبة ويزيل الخوف من الناس، ولهذا كنا في زمن مضى إذا حدث الكسوف تجد رهبة عظيمة من الناس وبكاء شديدا ويخرجون إلى المساجد خاشعين متذللين الآن أصبحوا وكأنه أمر عادي بسبب نشر أخباره قبل أن يقع. وأما قولي يتأهب فنقول إذا حدث لكل حادث حديث، إذا حدث تأهب الناس والرسول عليه الصلاة والسلام لم يأمرنا أن نتأهب قبل أن يوجد بل قال ( إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله )، فلهذا نرى أن من الخطأ أن ينشر في التقاويم أو غير التقاويم متى يكون الكسوف، دعوا الناس، وقد يكون الكسوف كسوفا اصطلاحيا وليس كسوفا شرعيا بمعنى أن يكون الكسوف ظلا فقط فيقل الضوء في الشمس أو القمر ولكن النور باقي، فهو كسوف عند علماء الفلك، لكنه ليس كسوفا شرعيا لأنه لا يؤثر على ضوء القمر أو ضوء الشمس. أما صلاة الكسوف فإنها صلاة غريبة، لأنها لحادثة غريبة فتطابق الشرع والقدر، القدر بالكسوف أمر غريب ليس كغيبوية الشمس أو طلوع الفجر، لكنه شيء غريب، فلهذا كان من حكمة الشريعة العظيمة أن تكون الصلاة أيضا غريبة لا نظير لها في الصلوات، ولم يقع الكسوف بعد الهجرة إلا مرة واحدة فقط، وهو كسوف الشمس بعد أن ارتفعت بمقدار الرمح، كسفت كسوفا كليا حتى صارت كأنها قطعة نحاس، وضج الناس لها لأن الكسوف الكلي يعني فيه رهبة عظيمة ترى النجوم في النهار وترى السماء ليست كالعادة زرقاء او شهباء أو ما أشبه ذلك تجدها كأنها خضراء، ويكون فيها رهبة شديدة جدا ولهذا فزع النبي عليه الصلاة والسلام فزعا عظيما حتى أنه لحق بردائه وجعله على بعض كتفيه وصار يجر لشدة فزعه عليه الصلاة والسلام، وأراه الله تعالى في تلك الصلاة من الآيات ما لم يكن يره من قبل، فهو حدث عظيم يجب أن نعظمه، وما يدرينا لعل العقوبة قريبة ما الذي يدرينا أن تكون زلازل أو يكون فساد في الأرض أو ما أشبه ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( يخوف الله بهما عباده ). القارئ : حدثنا عمرو بن عون، حدثنا خالد، عن يونس، عن الحسن عن أبي بكرة قال : ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى دخل المسجد، فدخلنا فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم : إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم ). الشيخ : الله أكبر، قال هذا: ( إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ) لأنه في الجاهلية يعتقدون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم، وصادف أن مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن ابنه وكسفت الشمس في ذلك اليوم، فقالوا: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يمحو هذه العقيدة من قلوب الناس وأن يبين أن الشمس والقمر لا يتأثران بما يحدث في الأرض، ولكنهما آيتان. وقوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا رأيتموهما ) أي كاسفين فالمفعول الثاني محذوف، وليس المعنى إذا رأيتم الشمس والقمر لا، إذا رأيتموهما إيش؟ كاسفين فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم.
حدثنا شهاب بن عباد قال حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل عن قيس قال سمعت أبا مسعود يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فقوموا فصلوا )
القارئ : حدثنا شهاب بن عباد، حدثنا إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل، عن قيس قال: سمعت أبا مسعود يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من الناس، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فقوموا فصلوا ). الشيخ : قوله ( فقوموا فصلوا ) هل هذا للوجوب أو للاستحباب؟ أكثر العلماء على أنه للاستحباب، ودليلهم حديث الأعرابي لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس قال: هل علي غيرها ؟ قال : ( لا، إلا أن تطوع ). والحقيقة أن هذا لا يدل على ما ذهبوا إليه، لأن ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف ذكره لسبب، وحديث الأعرابي إنما أراد أن يبين له الصلوات المفروضة كل يوم بدون سبب، ولهذا يمكن أن نستدل به أي بحديث الأعرابي على أن الوتر ليس بواجب، لأن الوتر يتقيد بالوقت لا بالسبب. أما أن نستدل به على عدم وجوب صلاة الكسوف وعلى عدم وجوب صلاة العيدين وعلى عدم وجوب تحية المسجد وما أشبه ذلك مما اختلف فيه العلماء فليس فيه دليل. ولهذا نرى أن صلاة الكسوف فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين، وإن تركها الناس كلهم أثموا كلهم، لأنه لا يمكن أن الله عز وجل ينذرنا بهذه الآيات ثم نبقى على فرشنا أو في ملاعبنا وما أشبه ذلك، هذا على الأقل فيه سوء أدب مع الله وعدم اكتراث بإنذاره تبارك وتعالى، فهي فرض كفاية لا شك فيها عندي، وأنه لا يجوز للمسلمين أن يدعوا صلاة الكسوف.
حدثنا أصبغ قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني عمرو عن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموها فصلوا )
القارئ : حدثنا أصبغ، أخبرني ابن وهب، أخبرني عمرو، عن عبد الرحمن بن القاسم، حدثه عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموها فصلوا ).
حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا شيبان أبو معاوية عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله )
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شيبان أبو معاوية، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة قال: ( كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله ).
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت ( خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد فأطال السجود ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ثم قال يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا )
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت : ( خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ). الشيخ : في قولها ( خسفت ) رد لقول من يقول إن خسف للقمر وكسف للشمس، بل هو جائز لهذا وهذا، وكذلك الألفاظ السابقة بعضها لا يخسفان وبعضها لا ينكسفان، نعم. القارئ : ( خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام، وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى، ثم انصرف وقد انجلت الشمس، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا، ثم قال: يا أمة محمد، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا ). الشيخ : هذا فيه تفصيل الركعتين اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليهما في الكسوف، يقوم قياما طويلا نحو سورة البقرة، ثم يركع ركوعا طويلا طويلا طويلا، ثم يقوم فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة لكن دون الأولى، ثم يركع ويطيل لكنه دون الأول، ثم يرفع فيطيل القيام على نحو الركوع ثم يسجد سجدتين طويلتين طويلتين، وبينهما جلوس بقدر السجدة، ثم يفعل في الثانية كذلك لكن دونها في كل ما يفعل.
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على الخطبة بعد صلاة الكسوف، وهل هي من الخطب العوارض أو من الخطب الثوابت ؟ على قولين للعلماء، ووجه اختلاف العلماء في ذلك أن الكسوف لم يقع إلا مرة واحدة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي هذه المرة خطب، فهل خطب لمناسبة موت إبراهيم رضي الله عنه ليبين فساد العقيدة عند العرب، أو أنه خطب لأهمية الأمر؟ الثاني: هو الصواب، ولهذا نقول إنه يسن الخطبة في صلاة الكسوف، لكنها بعد الصلاة، وإنما كانت بعدها لئلا يفوت الوقت فينجلي الكسوف قبل أن يصلي، والصلاة في الكسوف أهم فيصلي، ثم يخطب وينبغي أن تكون الخطبة خطبة بليغة مؤثرة كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا وقع الكسوف أمر بأربعة أشياء: الدعاء والتكبير والصلاة والصدقة، لكن هل التكبير كتكبير العيد الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، أو تكبير مفرد لا يقترن معه شيء؟ الظاهر الثاني. وهل يجهر به أو يقوله الإنسان سرا ؟ الجهر به لا شك أعظم هيبة وأبلغ، يمر الناس مثلا إلى المسجد وهم يكبرون الله أكبر الله أكبر لا شك أن هذا يثير المشاعر ويحدث الرهبة، لكني لا أعلم إلى ساعتي هذه أن الصحابة كانوا يكبرون جهرا، ولكن قد يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتكبير بعد انتهاء الخسوف فهل كان الصحابة يكبرون جهرا لو وقع الكسوف؟ هذا يحتاج إلى دليل. وفيه أيضا في هذا الحديث الخطبة الرهيبة أن الله عز وجل يغار غيرة أعظم من أي غيرة أن يزني عبده أو تزني أمته، ففي هذا التحذير البليغ من الزنا لا من الرجال ولا من النساء، ولهذا قال ربنا عز وجل (( ولا تقربوا الزنا )) ولم يقل ولا تزنوا يعني ابتعدوا عن الزنا ما استطعتم لأن الزنا نسأل الله أن يحمينا وإياكم منه أشد أن يكون أن الله يغار، ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته. أسباب هذه الفعلة القبيحة الشنيعة في عصرنا الحاضر كثيرة، يوجد في الصحف في المجلات في القنوات الفضائية ما يدعو إلى الزنا دعاء حثيثا والعياذ بالله، بل إلى اللواط كما حدثنا بعض الناس أنهم شاهدوا في القنوات الفضائية رجال يتلوط بعضهم ببعض نسأل الله العافية، وهذا مما يدل على قبح هذه الأفعال، وأنه يجب علينا نحن طلبة العلم أن نحذر الناس منها، وأن نبين في كل مجالسنا أن أمرها خطير وعظيم. وفي هذا الحديث إثبات الغيرة لله عز وجل، إثبات الغيرة وهي صفة حقيقية ثابتة لله عز وجل لكنها أعظم من غيرتنا وأبلغ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال سعد بن عبادة رضي الله عنه أجد لكع يعني على أهلي فأذهب أطلب أربعة شهود! والله لأضربنه بالسيف غير مصفح يعني يضربه بحده غير مصفح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا تعجبون من غيرة سعد، والله إني لأغير من سعد، والله أغير مني ) ثم أنزل الله الفرج بأن الذين يرمون أزواجهم لا يعاملون معاملة الآخرين بل يجرى بينهم اللعان. وفيه أيضا شدة قوة النبي صلى الله عليه وسلم وصبره حيث قال : ( والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) يعني لو يعلمون ما يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم من عظمة الله وجلاله وعقوبته وغير ذلك لكان الناس يبكون كثيرا ويضحكون قليلا، وفي رواية أخرى في غير الصحيحين ( ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل ) وكل هذا والنبي صلى الله عليه وسلم صابر، وعالم به، لكن الله تعالى أعطاه الصبر العظيم والقوة والشجاعة اللهم صل وسلم عليه.
القيام بعد الركوع الثاني هل يثني على الله بأي ثناء ؟
السائل : القيام بعد الركوع الثاني ... هل يثني على الله بأي ثناء ؟ هل يثني على الله ... الشيخ : والله حسب ما يرى، هو يقول ما جاءت به السنة، ثم إن شاء كرره وإن شاء أتى بثناء آخر، حسب ما يكون حصل في قلبه.
السائل : بالنسبة للكسوف الكلي والجزئي هل يصلي ركعتين ؟ الشيخ : نعم يصلى للكسوف الكلي والجزئي لكن أحيانا ما يتبين خصوصا في الشمس، يكون ... قليلا ولا يتبين ولا تتأثر نور الشمس فهذا لا يصلى، لا بد أن نعرف أنه حصل كسوف.
ما الحكمة من قول النبي صلى الله عليه وسلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) ... الشيخ : الرسول أبهم هذا، ما أعلم لا بد أنه شيء يؤدي إلى هذا الذي قال الرسول عليه الصلاة والسلام الضحك القليل والبكاء الكثير.
حدثنا إسحاق قال أخبرنا يحيى بن صالح قال حدثنا معاوية بن سلام بن أبي سلام الحبشي الدمشقي قال حدثنا يحيى بن أبي كثير قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال ( لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي إن الصلاة جامعة )
القارئ : حدثنا إسحاق، أخبرنا يحيى بن صالح، حدثنا معاوية بن سلام بن أبي سلام الحبشي الدمشقي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ( لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي إن الصلاة جامعة ). الشيخ : نعم، هذا أيضا مما تختص به صلاة الكسوف، إذا وقع الكسوف ينادى: الصلاة جامعة. وقوله: ( أن الصلاة جامعة ) فيها لفظان أن الصلاة جامعة أي بأن الصلاة جامعة، أي نودي بهذا وأردت بذلك أن كلمة إن لا تقال، بل يقال الصلاة جامعة، وذكروا فيها وجهين، النصب والرفع، الصلاةَ جامعةً على تقدير: احضروا الصلاة جامعة، أو الصلاةُ جامعة ٌ على تقدير أنها مبتدأ وخبر. ولا ينادى لغير الكسوف بهذا لا ينادى لعيد ولا للجمعة ولا للجنازة، ولا لغير ذلك، ومن قال من العلماء إنه ينادى للعيد الصلاة جامعة فقوله ضعيف جدا ومردود سنة وقياسا، أما كونه مردودا سنة فلأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأمر بالنداء لصلاة العيد الصلاة جامعة.