تتمة قراءة بحث في حكم القيام في صلاة الفريضة لمن عجز عنه وقدر على بعضه هل يلزمه ما قدر عليه أولا مع تعليق الشيخ .
القارئ : " قال ابن الهمام في شرح فتح القدير : ولو قدر على بعض القيام لا كله لزمه ذلك القدر ، حتى لو كان إنما يقدر على قدر التحريمة ، لزمه أن يحرم " الشيخ : أن يتحرم القارئ : " حتى لو كان إنما يقدر على قدر التحريمة ، لزمه أن يتحرم قائماً ثم يقعد ، وأما كلام المالكية فقد صرّحوا بالوجوب أيضا ، قال الخطاب في مواهب الجليل شرح مختصر خليل : ولو عجز عن الفاتحة قائماً فالمشهور الجلوس ، قال ابن عبد السلام : والذي ينبغي في ذلك أنه إن قدر على شيء من القيام أتى به ، سواء كان مقدار تكبيرة الإحرام خاصة ، أو فوق ذلك ، لأن المطلوب إنما هو القيام مع القراءة ، فإذا عجز عن بعض القيام أو القراءة أتى بقدر ما يطيق ، وسقط عنه ما بقي ، وظاهر كلام المؤلف أنه يسقط عنه القيام جملة " ، حتى لتكبيرة ؟ الشيخ : لتكبيرة القارئ : " حتى لتكبيرة الإحرام ، وليس كذلك ، إلا أن يكون كلامه مقيداً بما إذا قام لم يقدر بعد ذلك على الجلوس ، وأما كلام الشافعية فظاهره بلا " الشيخ : بل القارئ : " فظاهره بل هو كالصريح ، وجوب القيام، قال في مغني المحتاج : الثالث من أركان الصلاة ، القيام في فرض للقادر عليه ، ولو بمعين بأجرة فاضلة عن مؤونته ، ومؤونة من يؤونه يومه وليلته ، فيجب حالة الإحرام به ، وهذا معنى قول الروضة كأصلهما يجب أن يكبر قائماً حيث يجب القيام ، وقال النووي في المجموع : ولو صلى قاعداً للعجز ، فقدر على القيام في أثنائها ، وجب المبادرة بالقيام ، ويبني ولو صلى مضطجعاً فأطاق القيام أو القعود في أثنائها وجب المبادرة بالمقدور ويبني . الفصل الثاني : في حد العجز المسقط للقيام ، أما كلام الحنابلة فقال في الإنصاف : قوله فإن لم يستطع فقاعداً بلا نزاع ، وكذا إن كان يلحقه بالقيام ضرر أو زيادة مرض أو تأخر برء ونحوه ، فإنه يصلي قاعداً على الصحيح من المذهب ، وعنه لا يصلي قاعداً إلا إذا عجِز عن القيام لَدَينا " الشيخ : ... القارئ : " إلا إذا عجَز عن القيام لِدُنيا " الشيخ : ... فيها تحريف في الأصل ، مشّي ، ضع عليها علامة استفهام القارئ : " وأسقط القاضي القيام بضرر متوهم ، وأنه لو تحمل الصيام أو القيام حتى زاد مرضه ، أثم ، ونقل عبد الله إذا كان قيامه يوهنه ويضعفه أحب إلي أن يصلي قاعداً ، وقال أبو المعاني : يصلي شيخ كبير قاعداً إن أمكن معه الصوم ، وأما كلام الحنفية : فقال ابن الهمام في شرح فتح القدير : قوله إذا عجز المريض إلى آخره المراد أعم من العجز الحقيقي ، حتى لو قدر على القيام ، لكن يخاف بسببه إبطاء برءٍ أو كان يجد ألماً شديداً إذا قام جاز له تركه ، فإن لحقه نوع مشقة لم يجز ترك القيام بسببها ، أو قدر عليها متكئاً أو على عصا أو خادم ، وقال ابن عابدين في حاشيته : واختلفوا في التعذر فقيل : ما يبيح الإفطار وقيل : التيمم وقيل : بحيث .. " الشيخ : وقيل التيمم ، يعني ما يبيح التيمم . القارئ : " وقيل : بحيث لو قام سقط وقيل : ما يعجزه عن القيام بحوائجه ، والأصح : أن يلحقه ضرر بالقيام ، وأما كلام المالكية : فقال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير : والحاصل أن الذي يصلي الفرض جالساً ، هل هو من لا يستطيع القيام جملة ومن يخاف من القيام المرض أو زيادته كالتيمم ؟ وأما من يحصل له به المشقة الفادحة فالراجح أنه لا يصليه جالسا " الشيخ : الظاهر أن قوله هو من لا يستطيع ، لعله : هل هو ، أي لأنه قال : هل هو من لا يستطيع القيام جملة ، والحاصل أن الذي يصلي الفرض جالساً هو ، ومن لا يستطيع القيام جملة ، ومن يخاف من القيام المرض ، أو زيادته كالتيمم ، لا ما فيها شيء القارئ : " وأما من يحصل له به المشقة الفادحة ، فالراجح أنه لا يصليه جالسا إن كان صحيحا ، وإن كان مريضا فله ذلك ، على ما قاله أشهب وابن مسلمة ، واختاره ابن عبد السلام ، وظاهر كلام ابن عرفة : أنه ليس له أن يصليه جالساً ، وفي مواهب الجليل في كتاب الصيام : وقال ابن يونس في المجموعة عن أشهب في مريض لو تكلف الصوم لقدر عليه أو الصلاة قائماً لقدر إلا أنه بمشقة وتعب فليفطر ويصلي جالسا ، ودين الله يسر ، وأما كلام الشافعية : فقال النووي في المجموع : قال أصحابنا : ما يشترط في العجز أن لا يتأتى القيام ، ولا يكفي أدنى مشقة بل المعتبر المشقة الظاهرة ، فإذا خاف مشقة شديدة أو زيادة مرض أو نحو ذلك أو خاف راكب السفينة الغرق أو دوران الرأس صلى قاعداً ولا إعادة ، وقال إمام الحرمين في باب التيمم : الذي أراه في ضبط العجز أن يلحقه بالقيام مشقة تذهب خشوعه ، لأن الخشوع مقصود الصلاة ، والمذهب الأول ، وفي مغني المحتاج وجمع شيخي بين كلام الروضة والمجموع ، بأن إذهاب الخشوع ينشأ عن مشقة شديدة ، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، تم " الشيخ : بارك الله فيك هو على كل حال أحسن ما قيل في هذا كلام إمام الحرمين ، أن المشقة التي تسقط القيام هي التي تذهب الخشوع ، لأن هذا هو مقصود الصلاة ، ومعلوم أنها لن تذهب الخشوع إلا لسبب إما دوران الرأس ، وإما وجع في الورك أو في الركبة أو في الظهر ، وإما حرارة شديدة وهذا لا شك أنها أعذار ، والمقصود من البحث أصلاً : هل نقول : إبدأ الصلاة قائماً وإذا عجزت فاجلس ؟ أو ابدأها جالساً وإذا قارب الركوع فقم ؟ كلام الفقهاء العلماء الذي سمعنا الآن ، يقتضي أنه يبدأ الصلاة قائماً ، ثم إذا تعب جلس ، لكن حديث عائشة في تهجد النبي عليه الصلاة والسلام في الليل ، لما عجز صار يصلي جالساً ثم يقوم عند الركوع ويركع ، فإذا أردنا أن نقيس الفريضة على النافلة ، قلنا : افعل هكذا ، ابدأها جالساً ثم كمِّلها قائماً ، أو على الأقل ابدأ تكبيرة الإحرام قائماً ثم اجلس واقرأ فإذا قاربت الركوع فقم ، يؤيد هذا أنه إذا فعل هذا فسوف يركع ركوعاً تاماً ، ركوعاً في حال القيام ، ولو قلنا ابدأها وإذا عجزت فانزل ، سوف يكون الركوع بإيش ؟ بالإيماء ، سوف يكون بالإيماء ، فنحن أولاً هل نقيس الفرض على النفل ؟ أو نقول : بينها فرق ، لأن النفل لا يجب فيه القيام فأمره سهل بخلاف الفرض أو نقول : يؤيد القياس أنه إذا قرأ أولاً جالساً ثم قام عند الركوع حصل له ركوع تام من قيام ، فيرجح هذا ، لكن كلام العلماء،كما رأيتم يقتضي أنه يبدأ أولاً بالقيام ، لأنه ربما يكون ينشط ويدرك القيام الواجب وهو قائم ، نعم ، هاه القارئ : قرأناه الشيخ : الظاهر أنّا قرأناه أي السائل : البحث هذا يا شيخ ؟ الشيخ : إيش؟ السائل : البحث هذا الشيخ : إي بعد ما يصححه ، في كلمات تحتاج إلى تصحيح ، نعم يا سليم
السائل : المرض يتكرر مع بعض الناس ؟ الشيخ : نعم ، نعم السائل : ... الشيخ : لها مزية ، لها مزية السائل : ... الشيخ : والله على كل حال ، نرى أن الأفضل يبدأ قائماً ، هذا هو الأفضل ، لأنه كما قلت لكم ربما يظن أنه يعجز ثم يعينه الله عز وجل ، فكونه لا يترك القيام الواجب إلا إذا تحقق العجز أحسن من كونه يبني الأمر على وهمه وتخيله ، فيبدؤها قائماً ثم إذا عجز جلس ، ونحن نشاهد الآن أناساً يبدؤونها جلوساً ، ثم عند الركوع يقومون ، سواء الذين يصلون على عربية ، أو الذين يصلون على الأرض يفعلون هذا ، ولا نستطيع أن ننكر عليهم ، لأنه ليس عندنا شيء يعني نجزم به ، لكن لو شاورونا أولاً قلنا : صلوا قائمين ثم إذا عجزتم اجلسوا .
إذا دخل بالصلاة جلس ثم صلى قائماً فهل ينهى عن ذلك ؟
السائل : إذا دخل المسجد للصلاة جلس، ثم صلى قائماً ؟ الشيخ : حسابه على الله السائل : لكن ينهى عن هذا ؟ الشيخ : كيف ؟ السائل : ينهى ؟ الشيخ : يقال له أن القيام ركن ، ما تصح صلاته مع القدرة.
السائل : بالنسبة للعاجز؟ الشيخ : العاجز ما فيه إشكال ، إذا قلنا : إن العجز هو الذي يذهب به الخشوع ، ما فيه إشكال. السائل : ... إذا كان عنده مرض ... الشيخ : إيش ؟ السائل : عنده مرض بحيث إذا صلى ما يكون عنده خشوع ... الشيخ : إيش ؟
بعض الناس يكون مريض ويستطيع الصلاة قائماً لكن يؤثر عليه الركوع ؟
السائل : بعض الناس عنده مرض وهذا المرض ... الخشوع في الصلاة ؟ الشيخ : طيب ، الحمد لله السائل : ولكن إذا ... الشيخ : إذا إيش ؟ السائل : إذا ... الصلاة أثّر عليه الركوع والسجود ؟ الشيخ : إذا ؟ السائل : إذا انتهى من الصلاة أثّر عليه الركوع ؟ الشيخ : ما يخالف هذا نقول : إذا كنت تخشى من شيء مستقبل بزيادة المرض ، هذا مما يبيح لك ... سؤال الأخ يقول : ربما أنه الآن ما يجد ذاك الشعور وهو قادر ولا فيه شيء ، لكن فيما بعد يجد تعب مثلاً في ركبه في ظهره فهذه قد يقال أيضاً : إن هذا التعب لا بد منه ، لكنه لا يستمر ، إذا تتلين راح ، نعم
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد : فقد قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه : بسم الله الرحمن الرحيم أبواب التهجد
باب : التهجد بالليل وقوله عز وجل (( ومن الليل فتهجد به نافلةً لك )) .
القارئ : باب التهجد بالليل ، وقوله عز وجل (( ومن الليل فتهجد به نافلةً لك )) الشيخ : قوله تعالى : (( ومن الليل فتهجد به نافلةً لك )) ، (( من الليل )) ، يعني لا كل الليل ، ولهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قالوا : نقوم الليل ولا ننام ، وقوله :(( نافلةً لك )) اختلف العلماء في معناها : فمنهم من قال : (( نافلةً لك )) يعني أنه نافلة التهجد ، إذ لا يجب سوى الصلوات الخمس ومنهم من قال : (( نافلةً لك )) خاصةً بك ، فيكون التهجد واجباً على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا على غيره ، ويكون هذا من خصائصه ، لكن الصحيح الأول : أنها نافلة للرسول عليه الصلاة والسلام ، إلا إذا صح حديث : ( ثلاث هن لكم نافلة ، وعليّ فريضة ) ، وذكر منها التهجد فهذا يؤخذ به ، وإذا لم يصح فالأصل عدم الخصوصية ، نعم
حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا سليمان بن أبي مسلم عن طاوس سمع ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك ) قال سفيان وزاد عبد الكريم أبو أمية ( ولا حول ولا قوة إلا بالله ) قال سفيان قال سليمان بن أبي مسلم سمعه من طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم .
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا سليمان بن أبي مسلم عن طاوس أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال : اللهم لك الحمد ، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد لك ملك السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك ) ، قال سفيان : وزاد عبد الكريم أبو أمية : ( ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ، قال سفيان : قال سليمان بن أبي مسلم : أنه سمعه من طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم الشيخ : هذا الدعاء الذي ذكره ، يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يقوله في الاستفتاح ، ويحتمل أنّه يقوله بعد الرفع من الركوع ، لأن في كليهما مناسب ، فالاستفتاح كان فيه حمد الله مثل سبحانك اللهم وبحمدك ، والقيام من الركوع أيضاً فيه الحمد ربنا ولك الحمد إلى آخره ، ففيه احتمال هذا وهذا ، الفتح معكم ؟
القارئ : " قوله : إذا قام من الليل يتهجد ، وفي رواية مالك عن أبي الزبير عن طاوس إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل وظاهر السياق أنه كان يقوله أول ما يقوم إلى الصلاة وترجم عليه ابن خزيمة الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول هذا التحميد بعد أن يكبر ، ثم ساقه من طريق قيس بن سعد عن طاوس عن ابن عباس قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للتهجد قال بعد ما يكبر اللهم لك الحمد ) وسيأتي هذا في الدعوات من طريق كريب عن ابن عباس في حديث مبيته عند النبي صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة وفي آخره ( وكان في دعائه اللهم اجعل في قلبي نورا )الحديث وهذا قاله لما أراد أن يخرج إلى صلاة الصبح كما بينه مسلم من رواية علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه ، قوله قيم السماوات في رواية أبي الزبير .. " الشيخ : ذكر أحد الاحتمالين الذي ذكرت ، وهو أنه يقوله في مكان الاستفتاح ، والاحتمال الثاني وارد ، الاحتمال الثاني وارد ، لكن رواية ابن خزيمة تدل على أنه بعد التكبير ، ترجح أنه بعد التكبير ، انتهى ؟
حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هشام قال أخبرنا معمر ح و حدثني محمود قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال ( كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت غلاماً شاباً وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار قال فلقينا ملك آخر فقال لي لم ترع فقصصتها على حفصة فقصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا )
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هشام قال أخبرنا معمر وحدثني محمود قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال : ( كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكنت غلاماً شاباً ،وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني ، فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر ، وإذا لها قرنان ، وإذا فيها أناس قد عرفتهم ، فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ، قال : فلقينا ملك آخر فقال لي : لم ترع ، فقصصتها على حفصة ، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ، فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا )
الشيخ : هذا فيه دليل على أن قيام الليل يمنع من دخول النار ، يعني سبب للنجاة منها ، وفيه دليل على أن الغلمان في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يتمنون أن يقصوا عليه ما يرون ، لمحبتهم لمكالمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وفيه دليل أيضاً على أن الله تعالى قد ينبه المرء إذا كان مقصراً في شيء ، إما برؤيا أو بغير ذلك ، لأن الله نبّه عبد الله بن عمر بهذا التنبيه ، وفيه الثناء على الرجل إذا كان أهلاً له ، وأما قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لو كان يصلي من الليل ) ، فليست ( لو ) هنا شرطية ، وأن الرسول جعل الثناء مشروطاً بأن يصلي من الليل ، لكنها للتمني ، ( نعم الرجل عبد الله ) ، كأنه قال : ليته يصلي من الليل ، وفيه أيضاً دليل على جواز التوكيل في العلم ، لأن ابن عمر رضي الله عنه قصّها على أخته حفصة ، فقصّتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخته أكبر منه ، وفيه أيضاً دليل على أن الرجل قد يتعلم من المرأة وتكون أفقه منه ، وهذا كثير ، وفيه أيضاً جواز أن يقص الرجل على غيره ما قصه عليه أحد من الناس ، لكن إن كان مما يستحيا منه فلا ينبغي إلا بإذنه ، وأما إذا كان خيراً فلا بأس ، وفيه أيضاً دليل على حرص عبد الله بن عمر رضي الله عنهما على الخير ، لأنه يقول سالم عن أبيه : كان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا ، نعم القارئ : أحسن الله إليكم لو قلنا : بإنها شرطية ، إيش يكون التقدير ؟ الشيخ : المعنى أنه لا يثنى عليه إلا إذا كان يصلي من الليل ، نعم السائل : ما عندنا ... الشيخ : نعم ؟ السائل : ما عندنا كلمة ... الشيخ : كيف ؟ السائل : الرجل عبد الله ؟ الشيخ : لا ، نعم الرجل ، ثابتة
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعةً كانت تلك صلاته يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آيةً قبل أن يرفع رأسه ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة )
القارئ : حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعةً ،كانت تلك صلاته يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آيةً قبل أن يرفع رأسه ، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمنَ حتى يأتيه المنادي للصلاة ) الشيخ : إيش شقه ؟ القارئ : الأيمنَ . الشيخ : الأيمنَ ما لها وجه السائل : ... الشيخ : نعم ؟ السائل : عندنا بالكسر الشيخ : عندكم بالكسر ، هذا هو المتعين ، شقه الأيمنِ ، (( من جانب الطور الأيمنَ )) ، قال هكذا؟ الظاهر أنه قراءتك أنت هذه ، في آية أخرى : (( وواعدناكم جانب الطور الأيمنَ )) ، هذه التي تريد ، و (( جانب )) منصوبة ، و (( الأيمن )) صفة جانب ، لا للطور . السائل : الطور الأيمن ليست منصوبة ؟ الشيخ : لا ، ما هي الآية الأولى (( من جانب الطور الأيمنِ )) وليس فيها قراءة بالنصب ، لكن (( وواعدناكم جانب الطور الأيمنَ )) ، صحيح ، لأنه صفة لجانب ، نعم
الشيخ : في هذا الحديث دليل على أنه ينبغي أن ينام الإنسان بعد سنة الفجر ، ينام بعد سنة الفجر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام بعد سنة الفجر حتى يأتيه المنادي للصلاة ، فيعلمه أن وقت الإقامة قد حان ، واختلف العلماء في هذا النوم : فقال بعضهم : إنه سنة مطلقة ، يعني ينبغي للإنسان إذا صلى سنة الفجر أن يضطجع على جنبه الأيمن ليستريح ، وقال بعض العلماء : إنها شرط لصحة الصلاة وأن من لم ينم من لم يضطجع فصلاة الفجر في حقه باطلة ، فهي كالوضوء عنده ، وقال آخرون : إنها سنة لمن احتاج إليها ، كالذي قام يتهجد في الليل وصار عنده تعب وصلى الركعتين الخفيفتين راتبة الفجر ، ثم أراد أن يستريح قليلاً ، حتى يقوم إلى صلاة الفجر نشيطاً ، وهذا الأخير اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، والأول المشهور من المذهب ، والثاني اختيار ابن حزم رحمه الله ، يرى أن الاضطجاع بعد سنة الفجر من شروط صحة صلاة الفجر ، وهذا بناءً على صحة الحديث الوارد في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها ، أي بهذه الضجعة ، ولكن هذا الحديث لا يصح ، وإنما صح الاضطجاع من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم لا من قوله ، كما ذكر ذلك أهل العلم رحمهم الله ، يبقى النظر هل هذا سنة في حق من أدى الراتبة في بيته أو حتى من أداها في المسجد ؟ الظاهر لي : الأول ، لأن من أداها في المسجد فعنده ما يقويه ، ولا أعهد أن الصحابة كانوا يضطجعون في المسجد ، ثم هل نقول : إنها سنة ولو خشي الإنسان أن يغلبه النوم ؟ الجواب : لا ، لو خشي الإنسان أنه إذا اضطجع بعد سنة الفجر ، جعله نومة إلى الضحى ، فهذا لا نقول اضطجع ، بل نقول : قم إلى المسجد نشيطاً .
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن الأسود قال سمعت جندباً يقول ( اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلةً أو ليلتين )
القارئ : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن الأسود قال سمعت جندباً يقول : ( اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلةً أو ليلتين ) الشيخ : اللهم صل وسلم عليه ، ولكن لنا البشرى ولله الحمد أن من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً ، يعني من كان من عادته أن يقوم الليل ، ثم مرض ولم يقم ، فإن الله تعالى يكتب له قيام الليل ، ومن سافر وشغله السفر عن صلاة الليل ، أو غيرها من التطوع ، فإنه يكتب له الأجر كاملاً ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ( كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً ) ومن عجبٍ أن بعض الناس فهم من قوله : ( كتب له ما كان يعمل ) ، أنه لا ينبغي للإنسان أن يتطوع بشيء في حال السفر ، لأنه مكتوب له ، فيكون عمله مجرد عبث فيقول : لا توتر ولا تتهجد ولا تصلي سنة الفجر ولا تتصدق إن كنت عادةً تتصدق ، وهذا لا شك أنه من الفهم الخطأ ، ولهذا بنوا على هذا الخطأ أنه من السنة في السفر ترك السنة ، عجائب ، ولا شك أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتنفل في السفر ، يصلي الليل ، ويصلي الوتر ، ويصلي سنة الفجر ، ويصلي الضحى ، ويتصدق في السفر ، وما الهدي الذي أهداه في حجة الوداع مئة ناقة إلا من باب الصدقة ، لكن المعنى : من شغله المرض عن فعل الطاعة التي كان يعتادها ، أو شغله السفر عن فعل الطاعة التي كان يعتادها ، فإنها تكتب له ، نعم
حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال ( احتبس جبريل صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت امرأة من قريش أبطأ عليه شيطانه فنزلت (( والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى )) )
القارئ : حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : ( احتبس جبريل صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ،فقالت امرأة من قريش : أبطأ عليه شيطانه ،فنزلت : (( والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى )) ) الشيخ : تكذيباً لهذه المرأة التي ادعت أن تأخر جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني أنه أبطأ عليه ، ثم وصفت جبريل بأنه شيطان ، بناءً على عادة الكهان عندهم ، أن لهم شياطين تأتي إليهم بخبر السماء ، فأنزل الله تعالى هذه السورة كاملة ، نعم
السائل : الشاهد من الحديث ؟ الشيخ : نعم ؟ السائل : الشاهد من حديث الباب ؟ الشيخ : الشاهد من هذا الحديث ؟ السائل : نعم الشيخ : الظاهر أن البخاري أشار إلى ألفاظ أخرى ليست على شرطه ، ما عندك في الفتح ؟ نعم
القارئ : " يقول : تنبيه استشكل أبو القاسم بن الورد مطابقة حديث جندب للترجمة ، وتبعه ابن التين ، فقال : احتباس جبريل ليس ذكره في هذا الباب في موضعه ، انتهى ، وقد ظهر بسياق تكملة المتن وجه المطابقة ، وذلك أنه أراد أن ينبه على أن الحديث واحد ، لإتحاد مخرجه وإن كان السبب مختلفا ، لكنه في قصه واحدة كما أوضحناه ، وسيأتي بقية الكلام على حديث جندب في التفسير إن شاء الله تعالى ، وقد وقع في رواية قيس بن الربيع التي ذكرتها ، ( فلم يطق القيام وكان يحب التهجد ) " الشيخ : هذا وجهه القارئ : يعني أن الحديث ، هذا الحديث .. الشيخ : البخاري رحمه الله حذف ما يشير إلى الترجمة ، أو يكون في مكان آخر ، أو لأنه فيه ألفاظ تدل على هذا ليست على شرطه ، وهذه كثيرة في ... البخاري ، وغرضه بهذا أن يحرص الإنسان على البحث ، ويتعب في هذا ، نعم ، جاوبت الأسئلة ؟ القارئ : نعم هذا يا شيخ هو السؤال الشيخ : أي لا باقي ، باقي بارك الله فيكم عشر ثواني القارئ : على أي شيء يا شيخ ؟ الشيخ : على الخمس القارئ : البخاري ما فيه خمس الشيخ : ما فيه خمس ؟ القارئ : لا ، البخاري ومسلم بعد نهاية الباب الشيخ : طيب
السائل : ... يكون من عادته ، ولكنه ... ؟ الشيخ : ما يكتب له أجرها ، لكن يكتب له النية السائل : والأول يكتب له ... الشيخ : أجر العمل ، أجر العمل ، نعم السائل : ... الشيخ : والله هذا وجيه جداً ، ووجهه أن الصحابة طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكمّل لهم الليل ، فكأنه قال : لا ترهقوا أنفسكم ، ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) ، ولم يقل : ومن شاء فليتهجد بعد ذلك ، نعم
باب : تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب . وطرق النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعلياً عليهما السلام ليلةً للصلاة .
القارئ : باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب ( وطرق النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعلياً عليهما السلام ليلةً للصلاة ).
حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن هند بنت الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلةً فقال سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتنة ماذا أنزل من الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة )
القارئ : حدثنا ابن مقاتل قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا معمر عن الزهري عن هند بنت الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلةً فقال : سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتنة ؟! ماذا أنزل من الخزائن ؟! من يوقظ صواحب الحجرات ؟! يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة )
فوائد حديث : ( سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتنة ماذا أنزل من الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ) مع الشرح .
الشيخ : وهذا يدل على أنه ينبغي إيقاظ الأهل لصلاة الليل ، لقوله : ( من يوقظ ) ؟ وهذا حث على إيقاظ صاحبات الحجرات ، يعني زوجاته ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( سبحان الله ) ، يعني تنزيهاً لله تبارك وتعالى عن العبث في أفعاله وأحكامه ، وقوله : ( ماذا أنزل الليلة من الفتن ) ؟ وفي رواية : ( من الفتنة ) ، وفي رواية : ( من الفتن ) ، يعني العظيمة ، ولكن من وفقه الله تعالى نجا من هذه الفتنة ، ( وماذا أنزل من الخزائن ) ؟ وقد وقع هذا ، ففتحت الخزائن من مشارق الأرض ومغاربها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقوله : ( يا رب ) ، يا هنا للتنبيه ، لأنها دخلت على ما لا يمكن مناداته ، وإذا دخلت ياء النداء على ما لا يمكن مناداته ، فهي إما للتنبيه وإما للتمني أو لغير ذلك ، المهم أنها لا تكون للنداء ، وقوله : ( رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ) ، أي رب نفس وليس المعنى رب امرأة ، لا ، رب نفس كاسية في الدنيا ، لكنها عارية يوم القيامة ، وذلك إذا كانت النفس كاسية في الدنيا الكسوة الحسية ، لكنها لم تكتس الكسوة المعنوية ، وهي ؟ أجيبوا ؟ الطلاب : التقوى الشيخ : التقوى ، لقوله تعالى : (( ولباس التقوى ذلك خير )) ، فهذه تكون عارية يوم القيامة ، نسأل الله العافية .
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلةً فقال ألا تصليان فقلت يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إلي شيئاً ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً )
القارئ : حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلةً ، فقال : ألا تصليان ؟ فقلت : يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف حين قلنا ذلك ، ولم يرجع إلي شيئاً ، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول : وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً )
فوائد حديث طرق النبي صلى الله عليه وسلم علي وفاطمة بالليل .
الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد ، منها جواز طرق القريب ومن له صلة بالإنسان ليلاً ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ، أمّا إذا لم يكن قريباً فإنه لا ينبغي أن تطرق ، لأن ذلك يفزعه ، ومنها من الفوائد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل ، لأن قوله : ( ألا تصليان ) أداة تعارض ، لكنها للتحضير هنا ، ومنها : جواز الاحتجاج بالقدر ، إذا كان بعد مضي الأمر لا للاستمرار على المعصية ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على علي رضي الله عنه حين قال : ( أنفسنا بأيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعث )
الشيخ : وهذا هو أحد التأويلين في حديث المحاجة التي وقعت بين موسى وآدم ، فإن آدم لما عاتبه موسى عليه الصلاة والسلام ، قال له : أتلومني على شيء قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فحج آدم موسى ) ، يعني غلبه في الحجة ، وهذا الحديث أعني حديث المحاجة اختلف شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم في تخريجه على القواعد الشرعية : فشيخ الإسلام رحمه الله قال : إن آدم احتج بالقدر على المصيبة التي حصلت ، وهي إخراجه من الجنة لا على الفعل الذي هو السبب ، ولذلك لو أن أحداً سافر وحصل عليه حادث ، فقال له بعض الناس سيقول : هذا بقدر الله ، ليس يحتج على سفره ، لأنه ما سافر ليحصل الحادث ، ولكن يحتج على الحادث الذي حصل ، فيقول شيخ الإسلام : " هذا حجة بالقدر على المصائب ، لا على المعايب" ، أما ابن القيم رحمه الله فنحا نحواً آخر ، وقال : " إن الاحتجاج بالقدر مع الاستقامة لا بأس بها " ، فإذا وقع من الإنسان زلة ، وعوتب عليها ، وقال مع توبته قال : والله هذا أمر قدّره الله علي ، وأنا أعرف أن الحليم لا يفعله ، والملتزم لا يفعله ، لكن هذا شيء مقدر ، حصل مني فلتة ، فهذا لا بأس به ، لأنه إيش ؟ الطلاب : ... الشيخ : إيش ؟ الطلاب : ... الشيخ : نعم ، لأنه سلّم فوض أمره إلى الله ، وهو لم يحتج بالقدر ليستمر في معصيته ، ولذلك احتج الله تعالى بالقدر تسليةً للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظاً )) تسليةً له ، مع أن الذين قالوا : لو شاء الله ما أشركنا ، أبطل الله حجتهم ، لأن هؤلاء احتجوا بريب فعلهم واستمرارهم عليه ، وأما الاحتجاج بالقدر لغرض آخر فهذا حق ، وكلا الوجهين حق ، كلا الوجهين حق ، ويرجح كلام شيخ الإسلام رحمه الله أنه عليه الصلاة والسلام أن يلوم أباه على ذنب قد تاب منه ، وهداه الله تعالى بعد ذلك ، وتاب عليه واجتباه ، فموسى عليه الصلاة والسلام أكرم وأفقه وأبر من أن يلوم أباه على ذنب قد تاب منه ، فتوجيه شيخ الإسلام أقوم ، لكن في حديث علي وفاطمة ، لا يتأتى إلا ما ذهب إليه ابن القيم ، في أن هذا احتجاج بإيش ؟ الطالب : بالقدر الشيخ : بالقدر بعد وقوع الشيء ، لا للاستمرار فيه ، ومع ذلك لا نقول : إن الرسول عليه الصلاة والسلام ارتضى ذلك الجواب رضىً تاماً ، لأنه انصرف وهو يقول : ( يضرب على فخذه عليه الصلاة والسلام ، ويقول : (( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا )) ) ، فيفهم من هذا أن علي بن أبي طالب قال ذلك الاعتذار على سبيل المجادلة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن أنفسهما بيد الله عز وجل ، وأنه لو شاء الله لبعثهم ، لكن لا بد من تفريط ، في وقتنا الحاضر قد جعل الله تعالى أسباباً والحمد لله ، أسباباً يستطيع الإنسان أن يقوم بها متى شاء ، مثل ؟ الطالب : الساعات الشيخ : إي ، مثل الساعات المنبهة ، الساعات المنبهة هذه تنبه ، لكن بعض الناس يكون مستغرقاً في النوم ، إذا سمع تنبيهها غمزها وسكتها ، فنقول : أبعدها عنك ، قال لي بعض الشباب : إذا أبعدها عنه لا يسمع ، وإن قرّبها إليه سكّتها .