القارئ : باب : تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب .
وطرق النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعلياً عليهما السلام ليلةً للصلاة .

الشيخ : يستطيع الإنسان أن يقوم بها متى شاء ، مثل ؟
الطالب : الساعات
الشيخ : إي ، مثل الساعات المنبهة ، الساعات
المنبهة هذه تنبه ، لكن بعض الناس يكون مستغرقاً في النوم ، إذا سمع تنبيهها غمزها وسكّتها ، فنقول : أبعدها عنك ، قال لي بعض الشباب : إذا أبعدها عنه لا يسمع وإن قرّبها إليه سكّتها ، وأنه احتال على نفسه ، فوضعها في تنكة بعيداً عنه ، التنكة معروفة ، لها
صوت مزعج وحدثني من أثق به أنه كان يوقظ أبناءه لصلاة الفجر وهو في الرياض ، وهم في المدينة ، كيف ذلك ؟
الطالب : بالتلفون
الشيخ : بالهاتف ، يكون الهاتف عند رأس النائم ، وينبه به ، والهاتف ربما يكون يعني أحسن من الساعة ، لأن الذي يزهم ما هو ساكت حتى يرد عليه ، نعم
السائل : والذي يركب التلفون ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : والذي يركب الهاتف ؟
الشيخ : والذي يركب الهاتف؟
السائل : إي
الشيخ : يعني على وقت معين ؟
السائل : إي يركبه ويدق عليه
الشيخ : عجيب ، مثل الساعة يعني
السائل : مثل الساعة
الشيخ : لكن أخشى يسكته
السائل : ما يقدر يسكته ، إلا إذا رفع السماعة.
الشيخ : إي ، وإذا رفع السماعة فقد استيقظ.
السائل : إي رفع السماعة ، لكن ما في حديث
الشيخ : ما في ؟
السائل : ما في كلام ، يُنبه من قبل الهاتف
الشيخ : إي ، مثل الساعة
الطالب : كيف ؟
الشيخ : هو ما قالها إلا ليعلمكم ، والآن علمهم
السائل : الواقع أني ما أعرف طريقة التركيب لكن ممكن ، يعني أسأل بعض الإخوان اللي يستخدمونها
الشيخ : إي كيف ؟ ، إيش ؟
الطالب : شيخ ، معروفة يا شيخ
الشيخ : معروفة ؟
الطالب : نجمة ، ثم رقم 55 ، ثم إعادة النجمة ، ثم وضع الساعة ، مثلاً الساعة الخامسة صباحاً
، صفر ، خمسة ، صفر ، ونجمة ، نجمة ، ثم 55 ، ثم نجمة ، ثم صفر ثم خمسة ، ثم صفر
الشيخ : ههه لا سهلة سهلة ، جزاك الله خير
السائل : موجودة بالدليل
الشيخ : دليل ؟
السائل : التلفون .
السائل : نفس الهاتف السعودي
الشيخ : إي الدفتر هذا ، أي زين ، أجل الاخ محمد لا بدها عندك ، ...

القارئ : قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب التهجد : باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب .
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به ، خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم ، وما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها )
الشيخ : سبق لنا في حديث علي ، أن علياً رضي الله عنه احتج بالقدر ، وأن جواب النبي صلى الله عليه وسلم له ليس صريحاً في الإنكار ، ولا بيناً في الإقرار ، لأنه ذهب عليه الصلاة والسلام وهو مول يضرب فخذه يقول : (( وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً )) فهل الرسول عليه الصلاة والسلام رضي احتجاج علي بالقدر ؟ أو نقول : إن الرسول لم يرض ذلك ؟ ليس فيه شيء صريح ، فاحتج بهذا الجهمية الذين هم الجبرية الذين يقولون : إن الإنسان مجبر على عمله ، وليس له فيه إرادة ، كما احتجوا أيضاً بحديث محاجة آدم موسى ، ولكن ليس لهم في ذلك حجة ، لأن علي بن أبي طالب إنما نسب عدم صلاته إلى الله لأنه نائم ، والنائم لا ينسب فعله إليه ، والدليل على أنه لا ينسب فعله إليه قول الله تعالى في أصحاب الكهف : (( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال )) ، فنسب تقلبهم إليه عز وجل ، لأنه بغير إرادة ، والحديث المشهور : أن النائم يرفع عنه القلم ، لكن بقي أن يقال : هل يجوز للإنسان أن يحتج بالقدر في أمر مضى وانتهى مع توبته إلى الله ؟ نقول : نعم ، يجوز أن يحتج بالقدر بعد أن يتوب ويرجع إلى الله ، لأن هذا يقع كثيراً ، فمثلاً : لو أن رجلاً غلبته نفسه فزنى ثم تاب إلى الله ، ورجع إلى الله ، وليم على ذلك ، فله إيش ؟ أن يحتج بالقدر ، يقول : والله هذا ليس من شأني ، وليس من دأبي ، وأنا أكره هذا ، لكن هذا أمر أراده الله وقضاه وإني تائب إلى الله عز وجل من ذلك ، فهذا له أن يحتج ، لأنه لما تاب إلى الله انمحى عنه اللوم إطلاقاً ، فله أن يحتج ، وقد سلك هذا المسلك ابن القيم رحمه الله ، واحتج بحديث علي ، أما الذين يحتجون بالقدر على ما فعلوا ، ليستمروا على ما هم عليه ، فهؤلاء حجتهم داحضة ، لأن الذين أشركوا يقولون إيش ؟ (( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا )) ، فلو قيل للعاصي المصر على معصيته : اتق الله ، لا يمكن أن يحتج بالقدر ، لأن هذه حجة باطلة ، لكن لرجل تاب وقال : يا جماعة هذا شيء غصب عني ، هذا شيء مكتوب وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإلى الله أستغفر وأتوب ، فهذا حق ، أن الإنسان قد يعمى ، ولذلك من كلمات العوام ، يقولون : إذا حل القدر ، إيش؟
الطالب : عمي البصر .
الشيخ : عمي البصر ، نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الشيطان .

الشيخ : أما حديث عائشة هذا فواضح ، أن الرسول عليه الصلاة والسلام يحب أن يعمل الشيء ، لكن يخشى أن الناس يعملونه فيفرض عليهم ، وهذا هو الذي سبق لنا في حديث قيام الليل يدل على أن الناس إذا التزموا بالعمل ، في وقت التنزيل ووقت التشريع ، فقد يكون التزامهم هذا ، إيش ؟ ملزماً لهم ، كالناذر ينذر فيلزمه العمل ، ولهذا لما تخلف الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان ، قال : ( إني خشيت ) إيش ؟ ( أن تفرض عليكم ) ، مما يدل على أن التزام الناس بالعمل في وقت التنزيل ، قد يكون سبباً في فرضه ، وفيه أيضاً أن عائشة رضي الله عنها لا تريد بذلك أن تعارض الرسول صلى الله عليه وسلم ، في كونها تصلي سنة الضحى ، مع قولها : أن الرسول لا يسبحها ، لا يصليها ، لو أن أحداً أراد الشر ، لقال : انظر إلى عائشة تعارض النبي عليه الصلاة والسلام ، تقول : إن الرسول يتركها وما سبحها قط ثم هي تقول : وإني لأسبحها ، فهذا صريح في المعارضة ، نقول : هذا كذب ، إنما أرادت أن تبين أن الرسول تركها ، خوفاً من إيش ؟
الطالب : أن تفرض
الشيخ : من أن تفرض ، أما هي فسبحتها ..
القارئ : ( .. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس ، ثم صلى من القابلة فكثر الناس ، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبح قال : ( قد رأيت الذي صنعتم ، ولم يمنعني من الخروج إليكم .. ) .. ويصوم يوماً ويفطر يوماً
الشيخ : .. هذا خير ما يكون للبدن والقلب ، أما صوم يوم وفطر يوم فظاهر ، يستريح اليوم الذي يفطر فيه ، ويصوم في اليوم الذي يصوم ، وأما القيام ، فلأنه إذا قام نصف الليل إلى أن يبقى السدس ، ثم نام ، فكل التعب الذي حصل له يزول بهذه ..
الشيخ : أي لكن هذا أفضل ، أوله .... أقول أول النزول الإلهي أفضل
القارئ : أحسن الله إليك
الشيخ : نعم
السائل : شيخ عفى الله عنك ما حكم ... صلاة الضحى قبيل الظهر بعشر دقائق ، يعني إلى متى ... ؟
الشيخ : إلى ...
الشيخ : ... ساعة ، الساعة ما كانت تعرف ، البلد كله ما فيه إلا ساعة واحدة من الساعات الكبار ، كان في ساعات كبار ، عرضت على ذاك الرجل فقال بكم الساعة ؟ قال بريالين ..
الشيخ : شوف الرواية
الطالب : عندنا في الحاشية : ما أتاه الس.. بالرفع أي ... السحر
الشيخ : هاه ، لا لا ، هذا ما ، على كل حال عندكم خالد يا أخي هو صاحب الشأن ، الفتح الأول ولا الثاني هذا ؟
الطالب : هذا الثاني يا شيخ ..
القارئ : .. النبي صلى الله عليه وسلم قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء ، قلنا : وما هممت ؟ قال : هممت أن أقعد وادع النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : اللهم ارض عنه ، هذا سوء بالنسبة لكونه مأموما ، ..
القارئ : " .. يظهر لي أن البخاري أراد بهذا الحديث استحضار حديث حذيفة الذي أخرجه مسلم يعني المشار إليه قريبا ، قال وإنما لم يخرجه لأنه على غير شرطه ، .. "
القارئ : باب كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري أنه قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ..
الشيخ : .. الشريعة أن تفقهوها ، وتضموا بعضها إلى بعض لأن الشريعة واحدة والمشرع لها واحد ، ولا يمكن أن يتناقض كلامه ، ففقه الأحاديث مهم ..
القارئ : .. قال أخبرنا حنضلة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أنها قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشر منها الوتر .. )
الشيخ : .. لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الساعي على الأرملة والمساكين ) كأيش يا محمود ؟ محمود ، ( الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله قال الراوي وأحسبه قال وكالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر ) إذًا فابتغاء الرزق للكفاف هذا من العبادات ، حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام قرنه إما بالمجاهد أو بالصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر ، هنا يقول (( وآخرون يضربون في الأرض )) يعني يسافرون لطلب الرزق (( يبتغون من فضل الله )) القسم الثالث (( وآخرون يقاتلون في سبيل الله )) والمقاتل يناسبه إيش ؟ التخفيف والراحة ، فلذلك عفى الله عنا والحمد لله ، وفي هذا إشارة واضحة إلى أن الدين الإسلامي موافق للفطرة ليس فيه وحرج ولا شدة فهو دين والحمد لله دين اليسر والسهولة لكننا قد نشدد على أنفسنا فيشدد الله علينا ، يشدد الله علينا إما شرعا وإما قدرا ، فقد شدد الله شرعا على بني إسرائيل الذين سألوا عن البقرة ، ما هي ما لونها ما عملها ، ويشدد على بعض الناس قدرا إذا صار يزيد على المشروع في العبادة كالذي يزيد على في الوضوء مثلا على ثلاث مرات ، فإنه في الغالب يشدد الله عليه فيلقي في قلبه ..