تتمة شرح باب : قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل من نومه وما نسخ من قيام الليل . وقوله تعالى : (( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليللاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً إن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلاً إن لك في النهار سبحاً طويلاً )) . وقوله : (( علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضًا حسناً وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً )) . قال أبو عبد الله قال ابن عباس رضي الله عنهما نشأ قام بالحبشية (( وطأً )) قال : مواطأة القرآن أشد موافقةً لسمعه وبصره وقلبه . (( ليواطئوا )) : ليوافقوا .
الشيخ : خيراً ، فلا بد أن يوصل ما بعدها بها ، وأيضاً لو قلت : هو خيرا ، لكان نطقك مستكرهاً ، حيث إنك أتيت بجملة ظاهرها أنها مبتدأ وخبر ، مع أنها منصوبة ، أما قوله تعالى في آية أخرى : (( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه )) ، فهذا صحيح نقف عليها ، لأنه لم يذكر المفعول الثاني نعم ، في أسئلة الآن ؟ في أسئلة القارئ القارئ : ... الشيخ : ما أدري
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني محمد بن جعفر عن حميد أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئاً وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصلياص إلا رأيته ولا نائماً إلا رأيته ) تابعه سليمان وأبو خالد الأحمر عن حميد .
القارئ : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني محمد بن جعفر عن حميد أنه سمع أنساً رضي الله عنه يقول : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه ، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئاً ، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته ، ولا نائماً إلا رأيته ) تابعه سليمان وأبو خالد الأحمر عن حميد . الشيخ : وهذا لأنه عليه الصلاة والسلام يتعبد لله بما تقتضيه العبادة ، من صلاة أو إمساك عن الصلاة ، من صيام أو إمساك عن الصيام ، حسب ما تقتضيه المصلحة ، ولذلك تجده عليه الصلاة والسلام يحث على اتباع الجنائز ، ومع ذلك تمر به الجنازة لا يقوم معها ، لأنه مشتغل بما هو أهم ، وهكذا الإنسان ينبغي له أن يلاحظ هذه المسألة ، أن يراعي الأفضل فالأفضل في وقته ومحله ، قد يكون هذا الشيء في وقت أفضل من الآخر ، أو في مكان أفضل من الآخر ، والعكس بالعكس ، نعم
هذا رجل يصلي إحدى عشر ركعة في قيامه وحين وصل إلى الثامنة أذن المؤذن لصلاة الفجر ووتره عادة ثلاث ركعات فبالنسبة للوتر ماذا يفعل أثناء النهار هل يصليه أربع ؟
السائل : هذا رجل يصلي إحدى عشر ركعة في قيامه ، وحين انتهى من الثامنة ، أذن المؤذن لصلاة الفجر، ووتره عادة ثلاث ركعات ، فبالنسبة للوتر كيف يفعل أثناء النهار ؟ هل يصليه أربع .. ؟ الشيخ : إي نعم ، إذا فات الإنسان الوتر ، فإنه يصليه في النهار شفعاً ، إن كان يوتر بثلاث صلى أربعاً ، يوتر بخمس صلى ستا ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا غلبه من الليل نوم أو وجع ، صلى من النهار ثنتا عشرة ركعة ، يكون قضاء ًلما كان يعتاده من قيام الليل ، ولا يكون وتراً ، لأن الوتر فات محله ، إذ أن الوتر تختم به صلاة الليل وقد فات ، فيجمع بين أمرين : بين الصلاة التي اعتادها ، وبين ترك الوتر ، لأنه فات محله ، نعم
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي سبعاً وتسعاً هل المراد بالسبع الوتر فقط دون الشفع ؟
السائل : ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي سبعاً وتسعاً ، هل المراد بالسبع الوتر فقط ، دون الشفع أم أنه للشفع والوتر ؟ الشيخ : نعم السبع وتر ، السبع وتر لا يجلس إلا في آخرها ، والتسع يجلس في الثامنة ويسلم ، ثم يصلي التاسعة ويسلم ، لا ، لا ، الحديث تقول سبع وتسع وإحدى عشر.
إذا قام الإمام في صلاة الليل إلى الثالثة هل المأموم يتابعه بناءً على أن الإمام ربما يعتقد أن هذا جائز ؟
السائل : إذا قام الإمام في صلاة الليل إلى الثالثة ، هل المأموم يتابعه بناءً على أن الإمام ربما يعتقد أن هذا جائز ؟ أو يقعد و.. ؟ الشيخ : لا ، يجب على المأموم إذا قام إمامه إلى ثالثة في صلاة الليل ، يجب عليه أن ينبهه ، فإن أصر جلس ، جلس المأموم وسلّم . السائل : هل ينتظر ؟ الشيخ : لا ينتظر ، لأن هذه صلاة جهرية ، يعلم أنه ما ترك فيها شيئاً من الأركان ، القراءة قراءة الفاتحة سمعها ، الركوع والسجود والقيام والقعود علم بها . السائل : ولكن إذا تابعه بناءً على أن الإمام يعتقد جواز ذلك ؟ الشيخ : ولكن هو يعتقد التحريم السائل : نعم الشيخ : لا ، لا يتابعه في هذه ، لأنه تختلف الصلاة .
هذه الآية قوله تعالى (( ورتل القرآن ترتيلا )) بعضهم أخذ منها وجوب قراءة القرآن بالتجويد ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم هذه الآية ، قوله تعالى : (( ورتل القرآن ترتيلا )) ، بعضهم أخذ منها وجوب قراءة القرآن بالتجويد ... ؟ الشيخ : هذا استدلال في غير محله ، المراد بترتيل القرآن : أن تقرأه على مهل وتأنٍ ، وأما قراءة التجويد فهي تحسين الصوت بالقرآن ، ولا شك في هذا ، أنه يُحسن الصوت بالقرآن بشرط أن لا يصل إلى حد المبالغة ، فإن وصل إلى حد المبالغة صار مكروهاً ، لكن إذا كان على قدر الواجب ، يعني قدر ما تقتضيه اللغة العربية ، فلا شك أن تحسين الصوت بالقرآن أفضل ، وأما إيجابه فهذا يعني أننا نؤثم جميع العوام ، لأن أكثر العوام لا يقرؤون بالتجويد ، ثم ليس هناك دليل والإيجاب يا أيها الإخوة ، الإيجاب يحتاج إلى دليل بحيث نؤثم عباد الله إذا خالفوه ، وهذا صعب ، فالصحيح أن القراءة بالتجويد ليست واجبة ولكنها سنة ، وبشرط أن لا تصل إلى حد المبالغة ، فإن وصلت إلى حد المبالغة فهي مكروهة ، أدنى شيء أن تكون مكروهة ، بعض الناس إذا أراد أن ينطق بحروف القلقلة تقلقل كله ، وتجده يحمر ويصفر لاستخراج الحرف ، وما أشبه ذلك ، هذا غلط ، أي نعم
السائل : شيخ بارك الله فيكم ، لو أن الإنسان تعمد إخراج بعض صلاة الوتر بعد الأذان ، إلى أن يستيقظ مثلاً ، من عادته يصلي مثلاً صلاة الليل ... مع بعض ، يقيناً أن الأولى والثانية قبل الفجر ، والبقية بعد الفجر ؟ الشيخ : الظاهر إن شاء الله أن هذه حيلة جائزة ، يعني بدل أن يوتر بثلاث يفصل بسلام ، قال أخلي الصلاة ثلاث جميعاً ، لأجل أن أكون قد أدركت ركعة في الوقت ، الظاهر أنه لا بأس به إن شاء الله ، على أن المؤذنين الذين يؤذنون على التقويم الموجود الآن يؤذنون قبل الوقت بخمس دقائق على الأقل ، لأن كثيراً من الناس الثقات خرجوا إلى الصحراء ، ليشاهدوا طلوع الفجر ، فرأوه يتأخر كثيراً ، وكذلك بعض الحاسبين الذين عندهم علم دقيق بالحساب ، قرروا بأن هذا التقويم فيه خمس دقائق ، تقديم خمس دقائق ، ونحن نقول : إن شاء الله فيها خير ، لأنها تحث الناس الذين يريدون الصوم ،على أن يأكلوا ما بقي لهم من سحورهم ، ولكنها فيها محظور آخر ، وهي يعني قصدي التقديم ، وهي أنه ربما يصلي الإنسان قبل الوقت .
باب : عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد : فقد قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى ، في صحيحه في كتاب التهجد : باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل .
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطاً طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا التسليط من الله عز وجل لحكمة ، حتى يعلم الإنسان أن مثل هذا التسليط ينافي الفطرة ، وأنه ينبغي أن يقاتله بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وقوله : ( إذا هو نام ) ، عام ، لكن قوله : ( عليك ليل طويل ) يدل على أن المراد بذلك : نوم الليل دون نوم النهار ، وعلى هذا فنقول : إذا استيقظ الإنسان من نوم الليل ، فليبادر بذكر الله عز وجل ، من أجل أن تنحل عنه العقد ، مثل أن يقول : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ، الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي ، وما أشبه ذلك ، ويقرأ الآيات العشر التي في آخر سورة آل عمران ، ثم يتوضأ فتنحل العقدة الثانية ، ثم يصلي فتنحل العقدة الثالثة ، ولهذا قال العلماء : ينبغي أن يخفف الركعتين الأوليين من قيام الليل ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يخففهما ، وأمر بتخفيفهما .
فوائد حديث : ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ... )
الشيخ : وفي قوله : ( فأصبح نشيطاً طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) ، دليل على فضل العمل الصالح وأن له تأثيراً ، حتى على نشاط المرء وطيب نفسه ، وأن عدم العمل الصالح يؤثر على الإنسان ، حتى في نفسه وعزمه ، ولهذا قال : ( كسلان )
حدثنا مؤمل بن هشام قال حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا عوف قال حدثنا أبو رجاء قال حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال ( أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة )
القارئ : حدثنا مؤمل بن هشام قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا عوف قال حدثنا أبو رجاء قال حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال : ( أما الذي يثلغ رأسه بالحجر ، فإنه يأخذ القرآن فيرفضه ، وينام عن الصلاة المكتوبة ) الشيخ : هذا قطعة من حديث طويل ، رواه سمرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وقد ساقه المؤلف فيما مواضع .
حدثنا مسدد قال حدثنا أبو الأحوص قال حدثنا منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال ( ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل ما زال نائماً حتى أصبح ما قام إلى الصلاة فقال بال الشيطان في أذنه )
القارئ : حدثنا مسدد قال حدثنا أبو الأحوص قال حدثنا منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال : ( ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل : ما زال نائماً حتى أصبح ما قام إلى الصلاة ، فقال : بال الشيطان في أذنه ) الشيخ :( بال في أذنه ) يعني فلم يسمعه النداء نداء الصلاة ، فبقي نائماً ، وهذا أيضاً كما سبق أن الشيطان قد يسلط على الإنسان ، فإن قال قائل : وهل لهذا البول حكم ؟ الجواب : لا ، ولهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بغسل أذنه ، ومعلوم أن الشيطان خبيث نجس ، وبوله أنجس منه ، لكن هذه مسائل غيبية ، يراد بها التحذير من هذا الفعل ، فيرفضه ( يأخذ القرآن فيرفضه ) يعني الذي في الرؤيا عقوبة شديدة.
هل هذه العقوبة ثلغ رأسه بالحجر بسبب ترك القرآن والنوم عن الصلاة ؟
السائل : هل هذه العقوبة ، ثلغ رأسه بالحجر ، مترتبة على رفض القرآن ، والنوم عن الصلاة ؟ الشيخ : إي نعم . السائل : أم أن الإنسان يقول مثلاً : احذروا من النوم عن صلاة الفجر فإنه في الرؤيا كذا وكذا ؟ الشيخ : لا عن الأمرين جميعاً ، لكن يؤخذ من هذا ، التشديد في العقوبة ، لا بد من الأمرين جميعاً ، ولكل واحدة منهما أثرها .
هل هذا النوم خاص بنوم الليل أم هو عام يشمل نوم النهار ؟
السائل : أذكار النوم ، هل تكون خاصة بنوم الليل ، أم عامة في الليل والنهار ؟ الشبخ : الظاهر أن فيها خاص وعام ، فيها خاص وعام ، مثل البسملة ، وما أشبه ذلك ، هذه في كل فعل ، مطلوبة في كل فعل ، فالظاهر أنه ينام على اسم الله عز وجل ، أما التسبيح ثلاث وثلاثين ، والتحميد ثلاث وثلاثين ، والتكبير أربع وثلاثين فهذا في نوم الليل ، نعم
باب : الدعاء في الصلاة من آخر الليل . وقال الله عز وجل : (( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون )) : أي ما ينامون . (( وبالأسحار هم يستغفرون )) .
القارئ : باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل ، وقال الله عز وجل : (( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون )) : أي ما ينامون (( وبالأسحار هم يستغفرون )) . الشيخ : قوله : (( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون )) ، كيف نعرب ما ؟ قيل : إنها نافية ، وهذا ظاهر تفسير البخاري رحمه الله أي ما ينامون ، وقيل : إنها مصدرية ، والمعنى : كانوا قليلاً من الليل هجوعهم ، وهذا صحيح أيضاً ، فعلى تقدير أن ما نافية يكون : كانوا قليلاً لا ينامون ، يعني وإنما ينامون أكثر الليل ، ثم يقومون في بعضه ، ... أقوال أخرى تقرؤونها علينا في الشرح ، الفتح الأول والثاني .
القارئ : " قوله : باب الدعاء والصلاة من آخر الليل ، في رواية أبي ذر : الدعاء في الصلاة ، قوله : وقال الله عز وجل ، في رواية الأصيلي وقول الله ، قوله : ما يهجعون زاد الأصيلي : أي ينامون ، وقد ذكر الطبري وغيره الخلاف عن أهل التفسير في ذلك ، فنقل ذلك عن الحسن والأحنف وإبراهيم النخعي وغيرهم ، ونقل عن قتادة ومجاهد وغيرهما ، أن معناه كانوا لا ينامون ليلة حتى الصباح لا يتهجدون ، ومن طريق المنهال عن سعيد عن بن عباس قال : معناه لم تكن تمضى عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئاً ، ثم ذكر أقوالاً أخر ورجح الأول ، لأن الله تعالى وصفهم بذلك مادحا لهم بكثرة العمل ، قال ابن التين : وعلى هذا تكون ما زائدة أو مصدرية وهو أبين الأقوال وأقعدها بكلام أهل اللغه ، وعلى الآخر تكون ما نافية ، وقال الخليل : هجع يهجع هجوعا ، وهو النوم بالليل دون النهار ، ثم أورد المصنف حديث أبي هريرة في النزول من طريق الأغر أبي عبد الله وأبي سلمة جميعا عن أبي هريرة انتهى ... " الشيخ : انتهى ؟ القارئ : انتهى ، على هذا انتهى الشيخ : أي الفتحين ؟ القارئ : الثاني . الشيخ : والأول ؟ القارئ : شرح الحديث مباشرة . الشيخ : ها ؟ القارئ : خلّاها ، أقول : خلّاها . الشيخ : إيش؟ القارئ : تركها ، ما تعرض لها . الشيخ : مرّة . القارئ : مرّة ، بدأ بالحديث .
الشيخ : هو أقرب ما يكون أنها ما مصدرية ، وأن المعنى :كانوا قليلاً هجوعهم ، ويكون هجوع فاعل قليل ، وقليلاً خبر كان ، واسمها الواو ، أما قوله : (( وبالأسحار هم يستغفرون )) الباء بمعنى في يعني وفي الأسحار يستغفرون الله عز وجل ،كأنهم بعد هذا العمل ، وكثرة القيام ، كأنهم رأوا أنفسهم مقصرين فجعلوا يستغفرون .
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) الشيخ : قوله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى ) ، وهذا النزول حقيقي ، ينزل هو سبحانه وتعالى ، وكل فعل أضافه الله لنفسه فهو حقيقة ، وهذه القاعدة أخذناها من كون القرآن ؟ الطالب : عربياً الشيخ : عربياً ، فمثلاً : إن الله تعالى خلق السماوات والأرض ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم ، كل هذه حقيقة ، خلق من ؟ الله ، ثم استوى على العرش ، الله ، يعلم ما يلج ، الله ، وهو معكم ، أي الله ، ولكن هذه المعية ، هل معناها أنه في الأرض ؟ لا ، فهو معنا ، وهو في السماء عز وجل ، فكل ما أضافه الله لنفسه فهو له حقيقة ،فقوله : ( ينزل ربنا ) نقول : ينزل عز وجل هو حقيقة ، لكن كيف ينزل ؟ يحرم السؤال عنه ، ولا نعلمه ، ينزل نزولاً يليق به عز وجل ولا نعلم كيفيته ، لأن الله أخبرنا أنه ينزل ، ولم يخبرنا كيف ينزل ، وسامي مستغرق في المراجعة نعم ... ، ليس معنا إلا بالجسم ، وقوله : ( ينزل ربنا ) ، لا يلزم منه أن يكون السماء الثانية وما فوقها فوقه ، لأن هذا مستحيل إذ أن العلو وصف ذاتي لله عز وجل لا ينفك عنه أبداً ، ولو قلنا : بأنه ينزل إلى السماء الدنيا وتكون السماء فوقه ، لكان هذا منافياً لعلوه الذاتي ، وأما من قال : ( ينزل ربنا ) ، أي تنزل رحمته فهذا غلط ، لأن الرحمة لا يمكن أن تقول إيش ؟ الطالب : ( من يدعوني فأستجيب له ) الشيخ :( من يدعوني فأستجيب له ) ، أيضاً الرحمة لا تختص بالثلث الأخير من الليل ، وأيضاً أي فائدة لنا برحمة تنزل إلى السماء الدنيا ، ولا تصل إلى الأرض ؟ وكذلك أيضاً من قال : ينزل أمره ، نقول : هذا أبعد وأبعد ، فإن الأمر لا يمكن أن يقول : ( من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ) ، ثم إن المؤمن لا يمكن أن يستغفر الأمر ، ويقول : يا أمر الله اغفر لي ، ثم إن أمر الله ينزل كل وقت وحين ، (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه )) ، لكن هذه التحريفات الباطلة حمل عليها تحكيم العقل في صفات الله عز وجل ، تحكيم العقل ، وسبق لنا أن اليهود أو بني إسرائيل ،كانوا كلما أتاهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون ، فيقال : يجب علينا أن نتأدب مع الله ، ونقول : إن الله ينزل حقاً ويقول هو عز وجل حقاً ، فإن قال قائل : أي فائدة في قوله ، ونحن لا نسمعه ؟ نقول : أخبرنا عنه الصادق المصدوق ، الذي قد نتوهم السماع ، ولا نتوهم خبر الرسول عليه الصلاة والسلام ، الإنسان ربما يسمع صوتاً ولكنه يتوهمه ، لكن إذا قرأ حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يتوهم أنه خطأ ، بل هو حق ، فنقول : إن الله يقول : من يدعوني ، من يسألني ، من يستغفرني ، فإن قال قائل : ما الفائدة أنه ينزل إلى السماء الدنيا ؟ قلنا : أولاً : لا يجوز سؤال هذا السؤال ، أصلاً لا يجوز ، لأننا لا يمكن أن نسأل الله عما يفعل ، لم فعلت ؟ سبحان الله ، وعز وجل يحكم ما يريد ، (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) ، ... أن نقول : إنه إذا دنا من عباده كان ذلك أقرب إلى الإجابة ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء ، فقمنٌ أن يستجاب لكم ) وأخبر أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، وقوله : ( من يدعوني فأستجيب له ) هذا عام ، ( من يدعوني ) ، أي : أي إنسان يدعوني ، ولكن ليعلم أن هذا العموم مقيد بما لم يكن يدعو بإثم أو قطيعة رحم ، وبأن يكون أهلاً للإجابة ، فآكل الحرام مثلاً ، آكل الحرام ليس أهلاً للإجابة والعياذ بالله ، حتى لو قام في الليل ، فإنه يبعد أن يستجاب له ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر : ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء ، يا رب يا رب ، ومطعمه حرام وملبسه حرام ، وغذي بالحرام قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنى ) إيش ؟ الطالب : يستجاب لذلك الشيخ :( فأنى يستجاب لذلك ) وقوله : ( من يسألني فأعطيه ) ما الفرق بين يدعوني ويسألني ؟ من يدعوني ، يقول : يا رب ، هذا نداء ، أعطني هذا إيش ؟ الطالب : مسألة الشيخ : سؤال ، هذا سؤال ، ولهذا فرق بين دعائه تبارك وتعالى وسؤاله ، فالدعاء يكون للطلب والسؤال للمطلوب ، ( من يستغفرني فأغفر له ) أي يطلب مغفرتي ، مغفرة الذنوب ، ( فأغفر له ) ، وهذا غاية ما يكون من الكرم ، غاية ما يكون من الكرم ، وهو عز وجل أكرم الأكرمين ، ( وهو يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) ، وهو يعرض عز وجل ، فيقول : (( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه )) ، ويقول جل وعلا : (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )) ، (( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له )) ، فهو سبحانه وتعالى يعرض التوبة على العباد حتى الذين قتلوا أولياءه وأحرقوهم بالنار ، قال فيهم عز وجل : (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم )) فدل ذلك على أنهم لو تابوا لم يعذبهم الله بجهنم ، مع أنهم عذبوا أولياءه بجهنم ، الحاصل أن مذهب السلف ، وأهل السنة والجماعة وهم السلف ، أن هذا النزول حقيقي ، ثانياً : هذا النزول لا ينافي علوه ، ثالثاً : هذا النزول من أفعاله التي إن شاء فعله ، وإن شاء لم يفعله ، لأنه فعل ، ثالثاً الطالب : رابعاً . الشيخ : نعم ؟ خامساً . الطالب : رابعاً . الشيخ : رابعاً طيب ، رابعًا أن في هذا الحديث ما يمنع منعاً باتاً تحريف المحرفين الذين قالوا : إنه ينزل أمره أو رحمته ، فإن قال قائل : إذا كان ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ، ونحن الآن نرى أن ثلث الليل الآخر دائم ، لأنه ينتقل من أرض إلى أرض ، فهل يستلزم أن يكون نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا دائماً ؟ فنقول : لا ، لا يمكن ، وإنما يورد هذا من ظن أن نزول الله كنزول المخلوق ، وأما من قال : إنه نزول يليق بجلاله فيقول : متى كان الثلث ثلث الليل على أرض فالنزول الإلهي ؟ الطلاب : حاصل . الشيخ : حاصل ، وإذا طلع الفجر فالنزول الإلهي انتهى بالنسبة لمن طلع عليهم الفجر ، وبقي بالنسبة لمن لم يطلع عليهم الفجر ، والله عز وجل لا يقاس بخلقه ، نعم القارئ : في كلام للقسطلاني يا شيخ . الشيخ : إيش ؟ القارئ : أقول : كلام للقسطلاني . الشيخ : نعم . القارئ : حول ما . الشيخ : حول ما ؟ القارئ : ما . الشيخ : ما ؟ القارئ : إي نعم . الشيخ : ما ، إيش ما ؟ القارئ : ما يهجعون . الشيخ : إيش ؟ القارئ : ما يهجعون . الشيخ : إي طيب ، يحيى
قوله في هذا الحديث ( من يدعوني من يسألني ) ما الفرق بينهما ؟
السائل : ... في هذا الحديث قال : ادعوني ، هل يفهم منه أن الدعاء ... ؟ الشيخ : لا ، أصل غالب الدعاء ، السؤال غالباً يصدر بالدعاء ، يا رب أسألك ، اللهم إني أسألك ، لأن اللهم يعني أدعي يا الله ، وقدم السؤال على الاستغفار ، لأن المستغفر يرى نفسه مذنباً فيكون عنده خجل ، والسائل طامع ، فيكون عنده رغبة ، وهو قد يقال إن ... هذا لا يدل على الترتيب .
القارئ : " (( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون )) رفع بقليلا على الفاعلية أي : ما ينامون وللحموي : ما يهجعون ينامون وما زائدة ، ويهجعون : خبر كان ، وقليلا إما ظرف أي زمانا قليلا ، ومن الليل إما صفة أو متعلق بيهجعون ، وإما مفعول مطلق أي هجوعا قليلا ، ولو جعلت ما مصدرية فما يهجعون فاعل قليلا ، ومن الليل بيان أو حال من المصدر ، ومن للابتداء ولا يجوز أن تكون نافية ، لأن ما بعدها لا يعمل فيما قبلها "
بعض أهل العلم قال أنه لا ينبغي أن يبحث في مسألة خلو العرش في الثلث الأخير من الليل ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك ، بعض أهل العلم قال أنه لا ينبغي أن يبحث في خلو العرش ، نزول الله ، فهل هذا صحيح ؟ الشيخ : نعم ؟ السائل : بعض أهل العم قال : أنه لاينبغي أن يبحث في مسألة خلو العرش ، في نزول الله ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : لا ينبغي أن يبحث الشيخ : أنا فهمت هذه ، في مسألة الخلو من العرش ... ، كمل الجملة الأخيرة ؟ السائل : في الثلث الأخير من الليل ، فهل هذا صحيح ؟ الشيخ : صحيح ، البحث فيه لا شك أنه غلط ، لكن قد يبتلى أهل السنة بما يلجؤُهم إلى البحث ، وإلا فالأصل أنه لو كان خيراً لكان الصحابة أسبق الناس إليه ، لكن مثل هذا ، هل نقول : يخلو من العرش ، أونقول : لا يخلو ؟ الأول : أن لا نسأل ، والثاني : أن نقول إن الله تعالى ذكر أنه استوى على العرش ، ولم يذكر أنه لا يستوي ، فهو مستوٍ على عرشه ، وهو نازل إلى السماء الدنيا ، وهو فوق كل شيء مع كونه نازل إلى السماء ، نعم
باب : من نام أول الليل وأحيا آخره . وقال سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما : نم فلما كان من آخر الليل قال : قم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق سلمان
القارئ : باب من نام أول الليل وأحيا آخره .وقال سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما : نم فلما كان من آخر الليل ، قال : قم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق سلمان
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة ح و حدثني سليمان قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود قال سألت عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل قالت ( كان ينام أوله ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه فإذا أذن المؤذن وثب فإن كان به حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج )
القارئ : حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة ، وحدثني سليمان قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود أنه قال : ( سألت عائشة رضي الله عنها كيف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ؟ قالت : كان ينام أوله ويقوم آخره فيصلي، ثم يرجع إلى فراشه فإذا أذن المؤذن وثب فإن كانت به حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج ) الشيخ : قولها رضي الله عنها : ( وثب ) ، يعني قام بسرعة ، وهذا مما يعين الإنسان على الاستيقاظ ، أما إذا قمت بكسل تُمغَط بالفراش ، تُمدد يديك ورجليك فسيلحقك الكسل ، لكن إذا قمت بسرعة وثوباً كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل فإن هذا يعينك على أن تدرك ما تريد ، من تهجد أو قيام لصلاة الفريضة .
الشيخ : وفي قولها : ( فإن كان به حاجة اغتسل ) ، إشارة إلى ما يُسمى في علم البلاغة بالكناية ، لأنها تريد ( إن كان به حاجة ) يعني إلى أهله جامع واغتسل ، ففيه ما يُسمى بالكناية ، أن يُعبر عن الشيء بلازمه ، كما يقولون : فلان كثير الرماد ، يعني ؟ الطلاب : يعني كريم . الشيخ : يعني أنه كريم ، لكرمه يكثر الضيوف عليه ، وإذا كثر الضيوف كثر الإطعام ، وإذا كثر الإطعام كثر إيقاد النيران لطهيه ، وكذلك يقولون : فلان طويل العماد ، يعني ؟ الطالب : سيد الشيخ : أنه كرم وذو جاه ، لأن خيمته بين الخيام تكون طويلة رفيعة ، نعم ، وفي قوله وإلا توضأ دليل على أنه لا يجب الإستنجاء من النوم حتى ولو توهم الإنسان أنه خرج منه شيء في نومه ، فلا يلتفت لها ، يتوضأ ولا يحتاج إلى أن يستنجي .
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعةً يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً قالت عائشة فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي )
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره : ( أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ فقالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ،يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً ، قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال : يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي ) الشيخ : الله أكبر ، اللهم صل وسلم عليه ، قولها رضي الله عنها : ( يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً ) ، فهم بعض الناس من هذا أنه يقرن الأربع ، الأولى والثانية ، ولكن هذا ليس بصواب ، بل كان يصلي أربعاً فيسلم من ركعتين ، كما بينت هي نفسَها ، كما بينت هي نفسُها ذلك في لفظ آخر، أنه يصلي ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين إلى آخره ، لكن كأن ذلك والله أعلم ، أنه يصلي أربعاً ثم يستريح ، ثم يصلي أربعاً ثم يستريح ، ثم يصلي ثلاثاً ، وقد ذكروا أن السلف الصالح رضي الله عنهم كانوا يصلون التراويح بقراءة طويلة وركوع طويل وسجود طويل ، فإذا صلوا أربعاً استراحوا ، ولهذا سميت التراويح .
فوائد حديث عائشة : ما زاد رسول الله في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة .
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على خصيصة من خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام : أن عينيه تنامان ولكن قلبه لا ينام ، ولهذا لما نام عن صلاة الصبح في السفر ، لم يستيقظ الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأن عينه نائمة ، وقلبه ليس بنائم ، لكن القلب إنما يحس بما يحدث في بدنه عليه الصلاة والسلام ، ولهذا قال العلماء : " إن نوم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا ينقض الوضوء ، وإنه لا يحتلم " أما الشيء الإحساس الظاهري فإن عينه تنام ، وهو لا يبصر ، وفيه أيضاً في هذا الحديث دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم يناقشون الرسول عليه الصلاة والسلام ، أو يسألون الرسول عن كل ما يرونه غريباً ، لأن عائشة قالت : ( كيف تنام قبل أن توتر ) ؟ يعني ولا تتوضأ ، نعم
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت ( ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في شيء من صلاة الليل جالساً حتى إذا كبر قرأ جالساً فإذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آيةً قام فقرأهن ثم ركع )
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام أنه قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في شيء من صلاة الليل جالساً ، حتى إذا كَبِر قرأ جالساً ،فإذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آيةً ، قام فقرأهن ثم ركع ) الشيخ : اللهم صل وسلم عليه . الطالب : ( حتى إذا كَبَّر ) الشيخ : نعم ( حتى إذا كَبِر ) ، عندكم ( كَبَّر )؟ الطالب : نعم . الشيخ : لا ، كَبَّر .
فوائد حديث صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل جالساً .
الشيخ : هذا الحديث فيه دليل على أن الإنسان إذا كان لا يستطيع القيام في النفل ، فإنه يصلي أولاً جالساً ثم يقوم إذا أراد أن يركع ، فهل يقال مثل ذلك في الفريضة ؟ يعني لو كان الإنسان لا يستطيع أن يبقى قائماً في الفريضة ، هل نقول : صل قاعداً ثم قم ؟ لا ، لا نقول هذا ، والفرق أن القيام في الفريضة ركن ، فيبدأ به أولاً ، والقيام في النافلة سنة ، فنقول : في الفريضة إبدأ أولاً بالقيام ، فإن عجزت وقَصَّرت قبل أن تقرأ ما تجب قراءته فاجلس ، هذا هو الذي يظهر ، والمسألة فيها تردد عندي ، هل نقيس الفريضة على النافلة ونقول : إن الإنسان إذا كان لا يستطيع أن يقف ، فإنه يصلي أولاً جالساً ، ثم إذا أراد أن يركع قام ؟ ، وهذا يحدث للمأموم ، يكون المأموم لا يستطيع أن يتابع الإمام في القيام ، فهل نقول : كَبِّر جالساً وإذا قارب ركوع الإمام فقم ؟ أو نقول : كًبَّر قائماً وإذا قصَّرت فاجلس ، هذا هو الأقرب ، وقياس الفرض على النفل مع وجود الفارق فيه نظر ، طيب قلنا اجلس هل نقول إذا ركع يلزم أن يقوم فيركع ؟ نعم يلزم أن يقوم فيركع ، لأن الركوع ركن ولا يجوز الإيماء إلا لمن عجز عن الركوع ، نعم السائل : حتى في النفل ؟ الشيخ : اللي هو ؟ السائل : اللي هو يجب عليه أن يقوم .. ؟ الشيخ : لا لا ، النفل ليس واجبا عليه القيام ، نعم
حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة قال ما عملت عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعة ليل أونهار إلاصليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي )قال أبو عبد الله دف نعليك يعني تحريك
القارئ : حدثنا إسحاق بن نصر قال حدثنا أبو أسامة عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر : يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ، قال : ما عملت عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعة ليل أونهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي ) قال أبو عبد الله : دف نعليك يعني تحريك .
فوائد حديث : ( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة )
الشيخ : في هذا الحديث دليل على استحباب الصلاة عند الوضوء ، في أي وقت كان ، في النهار في الليل في الصباح في العصر ، وفيه دليل على رجحان القول الصحيح أن ذوات الأسباب ليس عنها نهي ، فكل نفل له سبب فصَلِّه عند وجود سببه ، في أي وقت ، فعلى هذا فلو دخل الإنسان المسجد بعد العصر ، بعد أن صلى العصر ، أيصلي تحية المسجد ؟ الطالب : نعم . الشيخ : نعم ، لأنها لها سبب ، حتى لو دخل قبل غروب الشمس بدقائق فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين ، وكذلك لو طاف في أي ساعة ، فإنه إيش ؟ يصلي ركعتي الطواف ، وهل يصلي لو كسفت الشمس بعد العصر ؟ الجواب : نعم يصلي ، وهل يصلي لو خرجت كاسفة ؟ الطلاب : نعم . الشيخ : نعم ، يصلي ولو كان وقت نهي ، لأن كل صلاة لها سبب فليس عنها نهي ، والحكمة في ذلك مع وجود النصوص أن أصل النهي لئلا يتشبه المسلم بالكفار الذين يسجدون للشمس ، وإذا كان السبب ظاهراً فالتشبه بعيد ، لأن الصلاة حينئذ تحال على إيش ؟ الطلاب : على السبب . الشيخ : على السبب ، تحال على السبب ، فإذا كان السبب ظاهراً فالتشبه بعيد ، وفيه الشهادة لبلال بأنه في الجنة ، من أين يؤخذ ؟ من قوله : ( دف نعليك بين يدي في الجنة ) ، وفيه دليل على أن المجتهد قد يكون مصيباً ، وقد يكون مخطئاً ، فهنا بلال أصاب أو أخطأ ؟ الطلاب : أصاب . الشيخ : أصاب ، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقره ، وعمار لما تمرغ في الصعيد حين أصابته الجنابة ، أخطأ أو أصاب ؟ الطلاب : أخطأ . الشيخ : أخطأ ، ولهذا علمه النبي عليه الصلاة والسلام ماذا يصنع ، نعم
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال ما هذا الحبل قالوا هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد )
القارئ : حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : ( دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين ، فقال : ما هذا الحبل ؟ قالوا : هذا حبل لزينب ، فإذا فترت تعلقت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا ، حُلُّوه ، ليُصَلِّ أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد ) الشيخ : الحمد لله ، شوف زينب من هي ؟ أهي بنت أبي سلمة أم ؟
القارئ : " قال ابن حجر رحمه الله : جزم كثير من الشراح تبعاً للخطيبي في مبهماته بأنها بنت جحش أم المؤمنين ولم أر ذلك في شيء من الطرق صريحاً ، ووقع في شرح الشيخ سراج الدين بن الملقن : أن ابن أبي شيبة رواه كذلك لكني لم أره في مسنده ومصنفه .. "