باب : ما يجوز من التسبيح والحمد في الصلاة للرجال .
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بين بني عمرو بن عوف بن الحارث وحانت الصلاة فجاء بلال أبا بكر رضي الله عنهما فقال حبس النبي صلى الله عليه وسلم فتؤم الناس قال نعم إن شئتم فأقام بلال الصلاة فتقدم أبو بكر رضي الله عنه فصلى فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف يشقها شقاً حتى قام في الصف الأول فأخذ الناس بالتصفيح قال سهل هل تدرون ما التصفيح هو التصفيق وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يلتفت في صلاته فلما أكثروا التفت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم في الصف فأشار إليه مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله ثم رجع القهقرى وراءه وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى )
2 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بين بني عمرو بن عوف بن الحارث وحانت الصلاة فجاء بلال أبا بكر رضي الله عنهما فقال حبس النبي صلى الله عليه وسلم فتؤم الناس قال نعم إن شئتم فأقام بلال الصلاة فتقدم أبو بكر رضي الله عنه فصلى فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف يشقها شقاً حتى قام في الصف الأول فأخذ الناس بالتصفيح قال سهل هل تدرون ما التصفيح هو التصفيق وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يلتفت في صلاته فلما أكثروا التفت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم في الصف فأشار إليه مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله ثم رجع القهقرى وراءه وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ) أستمع حفظ
فوائد حديث إمامة أبي بكر للناس في عهد الرسول صلى الله وسلم مع الشرح .
إذا كان الخلاف بين قبيلتين كبيرتين ، لا ينفع في الإصلاح بينهما إلا أن يذهب ملك البلاد ، أو ما أشبه ذلك فليكن ، وأما إذا كان دون ذلك فلكل مقام مقال ، ولكل حال حال ، ومن فوائد هذا الحديث أن الصحابة رضي الله عنهم يعرفون تماماً أن أخص الناس بالولاية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر
، ولهذا ما ذهبوا إلى فلان ولا فلان ، إلى أبي بكر رضي الله عنه ، ومن فوائد ذلك أن الإنسان إذا كان أهلاً للإمامة فلا ينبغي أن يتخلف إذا طلب منه ذلك ، خلافاً لما يفعله كثير من الناس الآن ، تصلي يا فلان ؟ قال : لا ، صل أنت ، تصل ؟ صل أنت ، هذا غلط ، ينبغي أن الإنسان إذا عرض عليه أن يصلي ، وكان يعرف من نفسه أنه أقرأ القوم ، أن يتقدم ، ولذلك قال : نعم ، لكن قيد قال : إن شئتم ، إشارة إلى أنه ليس يرغب أن يكون إماماً ، ولكن نزولاً على إيش ؟ على رغبة القوم ، ومن فوائد هذا الحديث مشروعية إقامة الصلاة ، وهذا أمر معلوم بل هي فرض كفاية ، ومن فوائد هذا الحديث : جواز شق الإمام ، إمام الحي الصفوف ليكون في الصف الأول ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم شقها ، وظاهر الحديث أنه تخلل الصفوف ، لأن الشق يكون في الملتئم ، وأما المشق من قبل فلا يقال : إنه شقه ، بل يقال : مر بين الشقوق ، فهو عليه الصلاة والسلام في هذه الحال فعل ، تخطى الرقاب ، لكن لمصلحة ، لأنه هو إمام الحي ، وفيه جواز التصفيق للتنبيه ، لكن هذا الذي دل عليه الحديث نسخ ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاهم أن يصفقوا وأمرهم أن يسبحوا ، وفيه مراعاة الألفاظ ، وحرص السلف على أن لا تُغير ، بدليل قول سهل : هل تدرون ما التصفيح ؟ هو التصفيق ، ولو شاء لعبر بالتصفيق من أول الأمر ، وفيه بيان خشوع أبي بكر رضي الله عنه في الصلاة ، لكونه لا يلتفت ، لكن لما أكثر الناس التصفيق التفت ، وفيه جواز الالتفات للحاجة ، لفعل أبي بكر رضي الله عنه ، وفعل أبي بكر وقوله حجة بلا شك إلا إذا خالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا شك أن النص مقدم ، وإلا فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( اقتدوا بالذَيْن من بعدي أبي بكر وعمر ) ، وقال : ( من يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدني ) ، ولا تكاد تجد قولاً اتفق عليه أبو بكر وعمر إلا كان صواباً ، ولا يمكن أن تخالفه السنة ، ولا تكاد تجد قولاً يختلف فيه أبو بكر وعمر إلا وجدت الصواب مع أبي بكر رضي الله عنه ، وفيه من فوائده شدة احترام أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه تأخر من حين رآه ، وفيه أيضاً فضل أبي بكر رضي الله عنه ، حيث أمره الرسول عليه الصلاة والسلام أن يبقى ، ليكون إماماً بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام ، ويا لها من منقبة وفضيلة في مثل هذه الحال ، ومن فوائد هذا الحديث مشروعية رفع اليدين في الدعاء في الصلاة ، لأن أبا بكر رفع يديه يحمد الله عز وجل ، ومن فوائد الحديث جواز حمد الله في الصلاة عند حصول النعم ، وأن هذا لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن في الصلاة لشغلاً ) ، لأن الحمد من جنس أذكار الصلاة ، فهو لم يخرج عما ينبغي في الصلاة ، وظاهر الحديث : أن أبا بكر جهر بالحمد ، لأنهم يحكون عنه ذلك ، فقد حكوا عنه الفعل والقول ، الفعل وهو الرفع والقول وهو الحمد ، ومن فوائد هذا الحديث جواز العمل في الصلاة ، لقوله : ( رجع القهقرى وراءه ) ، وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فأتم بهم ، ومن فوائده جواز الانتقال من إمامة إلى ائتمام ، لأن أبا بكر كان إماماً ثم صار إيش ؟
الطالب : مأموماً .
الشيخ : ثم صار مأموماً ، وهذا بالنسبة لحضور إمام الحي واضح ، لكن هل يجوز أن ينتقل بدون أن يكون الحاضر إمام الحي ؟ يعني كرجل يصلي بجماعة ، فدخل رجل آخر وتخلف هذا الرجل ليكون الداخل هو الإمام ، وليس إمام الحي ؟
نقول : في هذا تفصيل ، نعم أولاً نذكر الخلاف : أما المذهب فلا يجوز ، أن ينتقل من إمامة إلى ائتمام ، إلا في مسألة إمام الحي ، ولكن الذي يظهر أنه يجوز إذا كان هناك فائدة دينية ، مصلحة دينية ، مثل أن يكون الداخل أقرأ لكتاب الله ، فهنا لو تخلف الإمام ودخل هذا مكانه فلا بأس ، لأن هذا فيه مصلحة شرعية ، أما من دون مصلحة فإن هذا لا يجوز ، لأنه عبث أن ينتقل من إمام إلى أن يكون مأموما ،
وفيه أيضاً جواز انتقال المأموم من إمام إلى إمام آخر ، لأن الصحابة انتقلوا من إيش ؟ إمامة أبي بكر إلى إمامة الرسول صلى الله عليه وسلم ، الحديث المؤلف اختصره ، لكن في آخره أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال للصحابة : ( إذا نابكم شيء فليسبح الرجال ، ولتصفق النساء ) ، ففرق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين أصوات الرجال وأصوات النساء ، الرجل إذا سبح سُمع صوته ، والمرأة إذا سبحت سُمع صوتها ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تعدل عن هذا إلى التصفيق ، لأن صوتها وإن لم يكن عورة لكن قد يثير شهوة ، لا سيما إذا كان صوتها لذيذاً ، وقال لأبي بكر : ( ما لك تأخرت ) ؟ فقال : ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بكر ما هو ظاهر ، انظر للتعبير : ما كان لابن أبي قحافة ، ما قال : ما كان لأبي بكر ، لابن أبي قحافة ، وهذه كنية ليست كنية يعني كنية يسر بها الإنسان ، أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن فوائد هذا الحديث أن المخالفة للإكرام لا تعد معصية ، أن المخالفة للإكرام لا تعد معصية ، بل هي في الحقيقة طاعة واحترام وتعظيم ، وجه ذلك : أن أبا بكر لا يعد بهذا عاصياً للرسول ، بل هو مكرم له غاية الإكرام ، وأيده قوله : ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخذ العلماء من هذا : أن الإنسان إذا حَنَّث شخصاً لإكرامه فإنه لا يحنث ، مثل أن يقول لك صاحبك : والله لتدخلن قبلي إلى هذا المنزل ، ثم تخالفه ، ما تدخل ، فيدخل قبلك ، لو نظرنا إلى ظاهر اليمين ، إيش ؟ للزم الحالف الكفارة ، وإذا قلنا : إن المخالف الآن إنما قصد إكرامه ، ما قصد مخالفته ، قلنا : إذاً لا حنث عليه ، لا حنث عليه ، وإلى هذا ذهب بعض أهل العلم ، وقال : " إن تحنيث الحالف إكراماً له لا يلزمه الكفارة " ، لأن هذا ليس إيقاعاً له في الإثم ، بل هذا إكرام له ، طيب لو وجد ما يقتضي الاسترجاع في الصلاة ، مثل : أن يخبر الإنسان وهو يصلي ، أو يسمع أحد يخبر عن شيء محزن ، هل له أن يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : الجواب نعم ، لأن هذا يسير ، وقد طرد هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وقال : " كل ذكر وجد سببه في الصلاة فإنه مشروع " ، وعنده أن حتى إجابة المؤذن وأنت تصلي مشروعة ، لأن هذا ذكر وجد سببه في الصلاة ، لكن هذه الأخيرة في النفس منها شيء ، لأن إجابة المؤذن إيش ؟
الطلاب : طويلة .
الشيخ : طويلة تشغل ، بخلاف شيء وجد سببه وهو كلمة أو كلمتان ، فإن ذلك لا يضر ، الذي عنده سؤال إن شاء الله الليلة القادمة
القارئ : تراكمت الليالي .
الشيخ : نعم ؟
القارئ : أقول : تراكمت الليالي .
الشيخ : ... ، الأسئلة إنما تكون في الفقه والحديث .
السائل : البخاري يا شيخ ... ؟
الشيخ : البخاري ما فيه سؤال .
السائل : ... ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : ...
الشيخ : هل الأمر كذلك ؟
القارئ : نعم .
الشيخ : طيب ، خمس دقائق .
ذكرنا أن الإمام يقوم بالإصلاح بين الناس وأن الإصلاح بين الناس من أفضل الأعمال لكن قد يكون الإنسان ليس عنده علم كافي بالشريعة فهل يقوم بالإصلاح إذا طلب منه ؟
الشيخ : أنّ إيش ؟
السائل : أن الإمام يقوم بالإصلاح بين الناس وأن الإصلاح بين الناس من أفضل الأعمال ، لكن قد يكون الإنسان ما عنده علم كافي بالشريعة ، فهل يقوم بالإصلاح إذا طلب منه ؟
الشيخ : هذا ينظر ، إذا كانت المسألة تحتاج إلى علم بالشريعة ، فإنه لا يجوز أن يصلح ، وأما إذا كان مشاكل خاصة مثل : اختلاف في مبيع ، اختلاف في تأجير ، أشياء الكل يعرفها ، فلا يحتاج أن يكون طالب علم ، نعم
4 - ذكرنا أن الإمام يقوم بالإصلاح بين الناس وأن الإصلاح بين الناس من أفضل الأعمال لكن قد يكون الإنسان ليس عنده علم كافي بالشريعة فهل يقوم بالإصلاح إذا طلب منه ؟ أستمع حفظ
الرجل يهب هبة أو يهدي طعاماً فيوضع على المائدة هل له أن يأكل منها ؟
الشيخ : الرجل ؟
السائل : الرجل يهب زوجته هبة أو يعطيها مثلا طعاما ؟
الشيخ : أو يعطيها إيش ؟
السائل : أو يعطيها طعاماً ، فتضعه على المائدة ، فهل له ؟
الشيخ : طعاماً ؟
السائل : إي نعم . فهل له أن يأكل معها ، وهل هذا يعتبر ... ؟
الشيخ : إذا سوّى لها عشاء ما يأكل معها ؟ لا ، يأكل لكن لا يأكل من جانبها .
السائل : أو يعطيها شيئاً فتزهد فيه ؟
الشيخ : على كل حال هذا جرت العادة بأنه ليس على سبيل الهبة ، هذا على سبيل الإباحة .
السائل : ... ؟
الشيخ : ولذلك لو فرضنا أنه أعطاها الطعام ما تستطيع أن تبيعه ، فهو هذا من باب الإباحة .
السائل : وهل يعطيها إياها على سبيل الهبة فتزهد فيه ؟
الشيخ : لا ، ... على سبيل الهبة ما يجوز يرجع فيه .
السائل : ... ؟
الشيخ : لا ، إذا أرادت لا بأس ، نعم
بعض الإصلاح يحتاج إلى سفر ويضمن الذي يحتاج إلى هذا الإصلاح طعام وشراب الذي يصلح بين الناس لهذه المدة ويضمن له بعض المنافع ؟
الشيخ : لا ، ما يجوز .
السائل : يضمن له بعض المنافع ؟
الشيخ : لا ، هذا لا يجوز ، لا يجوز ، لأن المصلح يريد خيراً ، وعمل الآخرة ما يجوز أن يأخذ عليه عوض ، اللهم إلا إذا كان منصوباً من جهة الدولة ، وأنه جرت العادة بأنه يأخذ على سعيه وسفره ، فهذا شيء آخر ، لأن هذا يقوم بالإصلاح لا على أنه إصلاح ويحب الخير ، لكن على أنه عمل ملزم به من جهة الدولة ، فلا بأس أن يأخذ .
السائل : يأخذ أياما مثل سبع أيام أسبوع عشر أيام ، أيام طوال ، وتجد الناس في البادية مشغولين بإبلهم وأموالهم ، فلا تجد أحد يذهب معك إلا وتضمن له بعض المنافع ، أو تضمن له ما يخسر ، على الأقل يعني نفقة طعامه وشرابه ؟
الشيخ : نحن نتكلم عن المصلح أم عن أعوانه ؟
السائل : عن المصلح
الشيخ : المصلح ؟
السائل : إي ، نعم
الشيخ : إذا كان يريد بذلك وجه الله ما يحتاج يأخذ شيء ، لا يأخذ شيئاً ، إلا إذا كان كما قلت لك ، منصوباً من قبل الدولة ، يعني نقول : هذا الرجل مصلح بين الناس ، ولكن نفقة سفره وإقامته على هؤلاء .
6 - بعض الإصلاح يحتاج إلى سفر ويضمن الذي يحتاج إلى هذا الإصلاح طعام وشراب الذي يصلح بين الناس لهذه المدة ويضمن له بعض المنافع ؟ أستمع حفظ
في بعض البلدان رجل يصلح بين الناس ويأخذ على ذلك أجراً ؟
الشيخ : هذا الذي قاله عبد الرحمن
السائل : لا ، هو يفرض ، يقول : أنا ... معكم ، أفرض على كل واحد مثلاً كذا وكذا .
الشيخ : كما قلت لك : إذا كان منصوباً من قبل الدولة على أنه مصلح بين الناس ، وأنه جرى العرف بأن النفقة تكون على المتخاصمين فلا بأس .
السائل : ... من قبل الدولة ، وأحياناً يعطونه هم المختلفون
الشيخ : ما فيه شيء ، إذا أعطوه بدون شرط ما فيه شيء إن شاء الله ، نعم
السائل : ... .
الشيخ : إيش ؟
السائل : ... هو كان له أولاد وغير مستقيمين .
الشيخ : إيش ؟
السائل : هو كان له أولاد وغير مستقيمين .
الشيخ : نعم .
السائل : وخشي إن ترك لهم كل المال ، ويتصرفون به تصرفات محرمة فتلحقه التبعة ؟
الشيخ : ما تلحقه ، إلا إذا كان المحرم فعله في حياته واستمر بعد موته ، من الذي يضمن أن الأولاد لا يعصون الله بالمال ؟! ، انتهى ؟ ، طيب .
باب : من سمى قوماً أو سلم في الصلاة على غيره مواجهةً وهو لا يعلم .
كتاب العمل في الصلاة
باب من سمى قوماً أو سلم في الصلاة على غيره مواجهة وهو لا يعلم .
حدثنا عمرو بن عيسى حدثنا أبو عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا حصين بن عبد الرحمن عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ( كنا نقول التحية في الصلاة ونسمي ويسلم بعضنا على بعض فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض . )
الشيخ : قوله رحمه الله : باب من سمى قوماً ، يعني في الصلاة ، فدعا لشخص معين ، فإنه لا يضر ، وكان الصحابة يقولون : السلام على الله من عباده ، السلام على جبريل ، على ميكائيل ويعينون ، حتى علمهم النبي صلى الله عليه وسلم ما سيذكر ، وقوله : أو سلم في الصلاة على غير مواجهة وهو لا يعلم ، لعله يريد : السلام عليك أيها النبي ، فإن المصلين يسلمون على الرسول صلى الله عليه وسلم من غير مواجهة ، ولذلك لا يسمعهم ، ويسلمون عليه وهم في أقصى مشارق الأرض ومغاربها ، ولكن لو سلموا عليه بمواجهة ، فهل تبطل الصلاة ؟
الظاهر أنها تبطل ، لو أنهم سلموا عليه بالمواجهة ، ولهذا لا يرد عليهم السلام ، عليه الصلاة والسلام ، وقال : ( إن في الصلاة شغلاً ) ... قراءة الترجمة .
القارئ : هذا الفتح الأول يا شيخ .
الشيخ : طيب .
9 - حدثنا عمرو بن عيسى حدثنا أبو عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا حصين بن عبد الرحمن عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ( كنا نقول التحية في الصلاة ونسمي ويسلم بعضنا على بعض فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض . ) أستمع حفظ
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ .
الشيخ : لا ، الترجمة ، كلامه على الترجمة .
باب : من سمى قوماً .
القارئ : قال ابن حجر رحمه الله : قوله : باب : من .
الشيخ : الفتح الأول تقول ؟
القارئ : إي ، ما لقينا .
الشيخ : ما تكلم عن الترجمة ؟
القارئ : لا .
الشيخ : سبحان الله .
القارئ : " قوله : باب من سمى قوماً أو سلم في الصلاة على غيره وهو لا يعلم ، كذا للأكثر ، وزاد في رواية كريمة بعد : على غيره مواجهة ، وحكى ابن رشيد : أن في رواية أبي ذر عن الحموي إسقاط الهاء من غيره ، وإضافة مواجهة ، قال : ويحتمل أن يكون بتنوين غير ، وفتح الجيم من مواجهة ، وبالنصب فيوافق المعنى الأول ، ويحتمل أن يكون بتاء التأنيث فيكون المعنى : لا تبطل الصلاة إذا سلم على غير مواجهة ،ومفهومه : أنه إذا كان مواجهة تبطل ، قال : وكأن مقصود البخاري بهذه الترجمة أن شيئاً من ذلك لا يبطل الصلاة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالإعادة ، وإنما علمهم ما يستقبلون ، لكن يرد عليه أنه لا يستوي حال الجاهل قبل وجود الحكم مع حاله بعد ثبوته ، ويبعد أن يكون الذين صدر منهم الفعل كان عن غير علم ، بل الظاهر أن ذلك كان عندهم شرعاً مقرراً ، فورد النسخ عليه فيقع الفرق ، انتهى ، وليس في الترجمة تصريح بجواز ولا بطلان ، وكأنه ترك ذلك لاشتباه الأمر فيه ، وقد تقدم الكلام على فوائد حديث الباب في أواخر صفة الصلاة ، وقوله في هذا السياق : وسمى ناساً بأعيانهم ، يفسره قوله في السياق المتقدم : السلام على جبريل السلام على ميكائيل إلى آخره ، وقوله : يسلم بعضنا على بعض ظاهر فيما ترجم له ، والله تعالى أعلم "
الشيخ : الإشكال في قوله : وهو لا يعلم ، لأن من سلم على غيره مواجهة وهو لا يعلم ، فلا إشكال في أنه لا تبطل صلاته ، كما جاء في حديث معاوية بن الحكم .
القارئ : " قال ابن رجب : وأما السلام على أشخاص معينين ، فإن كان بلفظ الغيبة ، فأكثر العلماء على أنه لا يبطل الصلاة ، وقال الثوري وأبو حنيفة : هو كلام ، وقد سبق ذكر ذلك في أبواب التشهد ، وإن كان بلفظ الخطاب ، فهو كرد السلام في الصلاة على من يسلم ، ويأتي ذكره إن شاء الله تعالى ، وفي هذا الحديث دليل على أن من تكلم في صلاته جاهلا أنه لا يبطل صلاته ، فإن كلام الجاهل قسمان : أحدهما : أن يتكلم في صلاته جاهلا بأن الكلام في الصلاة ممنوع ، وهذا يقع من كثير من أعراب البوادي وغيرهم ممن هو حديث عهد بالإسلام ، وقد كان هذا يقع في أول الإسلام كثيراً ، قالت الشافعية : ولا يعذر بذلك إلاّ قريب العهد بالإسلام ، فأما من طال عهده بالإسلام فيبطل صلاته ، لتقصيره في التعلم ، وكذا لو علم تحريم الكلام في الصَّلاة ولم يعلم أنه مبطل لها ، كما لو علم تحريم الزنا ولم يعلم حدّه ، فإنه يحدّ بغير خلاف ، الثاني : أن يتكلم بكلام يظنه جائزاً ، وهو في نفسه غير جائز التكلم به في الصلاة وغيرها ، كقولهم : السلام على الله ، أو يتكلم بكلام يظنه جائزاً في الصلاة ، كما أنه جائز في غيرها ، كرد السلام وتشميت العاطس ، وقد اختلف العلماء في حكم الجاهل في الصلاة :
فمنهم من قال : حكمه حكم كلام الناسي ، وهو قول مالك والشافعي وهو أحد الوجهين لأصحابنا ، ومنهم من قال : تبطل بخلاف كلام الناسي ، وهو قول المالكية ، والثالث : لا تبطل وإن قلنا يبطل كلام الناسي ، وهو قول طائفة من أصحابنا ، ويدل له : ما خرجه البخاري في الأدب من صحيحه هذا ، من حديث أبي هريرة ، قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقمنا معه ، فقال أعرابي وهو في الصلاة : اللهم ارحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً ، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم ، قال للأعرابي : ( لقد حجرت واسعاً ) ، يريد رحمة الله ، وفي صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي : ( أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم ، فقال له : يرحمك الله ، قال : فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت : واثكل أُمَّياه . ) "
الشيخ : أُمِّياه .
القارئ : " ( فقلت : واثكل أُمِّياه ، ما شأنكم تنظرون إلي ؟ قال : فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، وقال : فلما رأيتهم يصمتونني ، لكني سكت ، فلما صلى النَّبي صلى الله عليه وسلم قال له : إن هذه الصَّلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القران ) ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم ينقل أنه أمر أحداً منهما بالإعادة ، وكذلك روي عن معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري وغيرهما ، قال أصحابنا : ولأن الكلام كان مباحاً في أول الإسلام ثم نسخ ، والنسخ لا يثبت في حق الجاهل قبل العلم ، بدليل قصة أهل قباء في القبلة ، ولكن هذا إنما يصح في حق من تمسك بالإباحة السابقة ولم يبلغه نسخها ، فأما من لا يعلم شيئاً من ذلك فلا يصح هذا في حقه ، وكذلك من تكلم بكلام محرم في نفسه وهو يظن جوازه ، كقول القائل : السلام على الله ، وقول الآخر : اللهم ارحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً ، وللشافعي فيمن علم أن جنس الكلام "
الشيخ : التحريم في الفقرة الأخيرة : ولا ترحم معنا أحداً ، أما التخصيص لا بأس به ، اللهم ارحمني ومحمداً ، كما قال موسى : (( رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين )) ، نعم
القارئ : " وللشافعية فيمن علم أن جنس الكلام محرم في الصلاة ولم يعلم أن ما تكلم به محرم ، هل يعذر بذلك ولا يبطل صلاته ؟ وجهان ، أصحهما : يعذر به ، وكذلك لو جهل أن التنحنح ونحوه مبطل للصلاة "
تتمة شرح حديث : ( قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا ... )
أو نقول : إن هذا داعي ، ولم يسلم تسليم مواجهة ، وأن هذا من جنس السلام عليك أيها النبي ؟ هذا محل تردد ، لأن الواقع أنه ما خاطبه بذلك ، لكن دعا له بلفظ الخطاب ، وفي هذا الحديث حديث ابن مسعود رضي الله عنه : أن ما ذكره البخاري عنه في موضع آخر ، أنهم كانوا يقولون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم : السلام عليك أيها النبي ، وبعد موته يقولون : السلام على النبي ، أن هذا اجتهاد منه رضي الله عنه وليس بصواب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمه هذه الصيغة له وللأمة إلى يوم القيامة ، وهو يعلم عليه الصلاة والسلام أنه سيموت ، وأن الامة ستتلو هذا الذكر ، ولم يقل : فإذا مت فقولوا ، ثم إن هذا السلام الذي يسلمونه عليه ، السلام عليك أيها النبي ، هل هو تسليم مواجهة ؟ لا ، قطعاً ، فإنهم لا يسمعونه ذلك ، والناس في أقطار الدنيا كلهم يقولون : السلام عليك أيها النبي ، ثم إنه قد ثبت في موطأ الإمام مالك ، بإسناد من أصح الأسانيد ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب الناس وعلمهم التشهد ، وقال : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، وهو عمر رضي الله عنه ، وهو أعلم من ابن مسعود وغيره إلا أبا بكر ، ثم إنه قاله على المنبر معلناً ذلك ، ولم يرد عليه أحد ، فالصواب أن الصيغة باقية كما هي ، كما علمها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته ، أن تقول : السلام عليك أيها النبي ، ثم إن قوة استحضارك إياه إذا قلت : السلام عليك أيها النبي ، لا تساويها قولك : السلام على النبي ، لأن السلام على النبي بصيغة غائب ، وما كان بصيغة غائب فإنه لا يقوى استحضاره في القلب كاستحضار المخاطب ، ففيها نقص ، نعم
11 - تتمة شرح حديث : ( قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا ... ) أستمع حفظ
فوائد حديث : ( قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا ... )
12 - فوائد حديث : ( قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا ... ) أستمع حفظ
هل يجوز حمل القرآن في الصلاة ؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : جواز حمد الله عند حصول النعمة في الصلاة ، كما فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، فهل مثله إذا ... ؟
الشيخ : إذا ؟
السائل : إذا انتهى من ختم القرآن في الصلاة ؟
الشيخ : يعني يحمد الله ؟ ، لا بأس بذلك .
السائل : يحمد ويطيل الدعاء .
الشيخ : ما له داعي يطيل ، لأنه إذا أطال الدعاء انشغل ، نعم
باب : التصفيق للنساء .
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( التسبيح للرجال والتصفيق للنساء )
15 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( التسبيح للرجال والتصفيق للنساء ) أستمع حفظ
حدثنا يحيى أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( التسبيح للرجال والتصفيح للنساء )
الشيخ : يعني في الصلاة لا شك بهذا ، وإلا فمن المعلوم أن التسبيح للرجال والنساء ، فالنساء يسبحن الله ، والرجال يسبحون الله ، لكن في النساء إذا نابهم شيء ، ويدل لهذا سبب الحديث : أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما جعل الصحابة يصفقون قال لهم : ( إنما التصفيق للنساء ) ، وليس المعنى أن الرجال لا يصفقون أبداً ، ولا المعنى أن النساء لا يسبحن أبداً ، بل المراد في الصلاة ، وفي هذا المحافظة على البعد عن أسباب الفتنة ، لأن المرأة إذا تكلمت ولو بالتسبيح في الصلاة ، فربما يكون في ذلك فتنة ، قد تكون مثلاً رخيمة الصوت ، وتُحدث أن يتعلق الإنسان بها ، لكن ليس صوت المرأة عورة كما قاله بعض أهل العلم ، بل إن القرآن الكريم يدل على أن صوتها ليس بعورة ، لقوله : (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )) ، فإن قوله : (( لا تخضعن )) ، يدل على جواز أصل القول ، وهو كذلك .
16 - حدثنا يحيى أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( التسبيح للرجال والتصفيح للنساء ) أستمع حفظ
هل يجوز التصفيق للرجال ؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : التصفيق للرجال خارج الصلاة يجوز ؟
الشيخ : لا
السائل : ...
الشيخ : إي ، لا بأس به ، إذا لم يتخذ عبادة ، أو لهو في بعض الأحيان يصفق الرجال لهواً ، عند الأغاني والأناشيد ، وما أشبه ذلك ، هذا ينهى عنه .
باب : من رجع القهقرى في صلاته أو تقدم بأمر ينزل به . رواه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
رواه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
18 - باب : من رجع القهقرى في صلاته أو تقدم بأمر ينزل به . رواه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم . أستمع حفظ
حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله قال يونس قال الزهري أخبرني أنس بن مالك ( أن المسلمين بينا هم في الفجر يوم الاثنين وأبو بكر رضي الله عنه يصلي بهم ففجئهم النبي صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة رضي الله عنها فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك فنكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً بالنبي صلى الله عليه وسلم حين رأوه فأشار بيده أن أتموا ثم دخل الحجرة وأرخى الستر وتوفي ذلك اليوم )
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه ، يقول : ( بينا هم في الفجر يوم الإثنين وأبو بكر يصلي بالناس ) ، أبو بكر كان يصلي بالناس بأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، حتى إنه قال : ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) ، وروجع في ذلك لعل عمر يصلي ، ولكنه قال لنسائه : ( إنكن صواحبات يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس ) ، فصلى بالناس رضي الله عنه ، في هذا اليوم الذي كان المسلمون يصلون صلاة الفجر ، وجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة بعض الشيء ، وأرخى الستر ونظر إليهم ، فتبسم يضحك ، سروراً بما كانوا عليه ، لأنهم كانوا على أحسن شيء ، صفوفهم مستوية خشوع خضوع ، فتبسم عليه الصلاة والسلام يضحك مسروراً بذلك ، فنكص أبو بكر على عقبيه ، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة ، نكص : يعني رجع على عقبيه ، ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم سيحضر ويصلي ، كما فعل من قبل ، وهَمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً ، يعني أصابهم خفة ، يفتتنوا : يعني يخرجون من الصلاة ، من شدة الفرح بخروج النبي صلى الله عليه وسلم ( فأشار بيده صلى الله عليه وسلم أن أتموا ) يعني صلاتكم ( ودخل الحجرة ، وأرخى الستر ، وتوفي ذلك اليوم ) اللهم صل وسلم عليه ،
ولهذا كان أبو بكر رضي الله عنه حوله دائماً ، لكن في ذلك اليوم لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، خرج إلى مكان له قريب المدينة أبو بكر ، لأنه ظن أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان بارئاً طيباً فخرج ، فتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم ، واستدعي أبو بكر رضي الله عنه من مكانه ، وماج الناس وهاجوا واجتمعوا في المسجد ، وقام عمر رضي الله عنه يخطب فيهم : أن النبي صلى اله عليه وسلم لم يمت ، وأن الله سيبعثه ، ويقطع أيدي أقوام وأرجلهم من خلاف ، لأن هذه المصيبة إذا دهمت الناس ضيعت شعورهم ، وإلا فإنهم يعرفون أن الرسول سيموت عليه الصلاة والسلام ، لكنها مصيبة عظيمة جداً ، أبو بكر دخل من مكانه إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ورآه مسجىً ، فكشف عن وجهه ، وقبله وقال له : بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً ، والله لا يجمع الله عليك ميتتين ، ثم خرج إلى الناس والمسجد غير بعيد ، لأن الحجرة على المسجد ، ووجد عمر يتكلم ، يتكلم بشدة ، فقال له : على رسلك ، ثم صعد المنبر رضي الله عنه ، وقال كلماته التي تستحق أن تكتب بمداد النور على صفائح الفضة ، رضي الله عنه ، قال : أما بعد ، أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، ثم قرأ : (( إنك ميت وإنهم ميتون )) ، وكأن الناس لم يسمعوها من قبل ، حتى إن عمر خَرّ ، جلس لم تُقِلَّه رجلاه رضي الله عنه ، لأنه علم أنه اليقين ، وتمام الحديث مذكور في سيرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، الشاهد من هذا الحديث قوله : إن أبا بكر إيش ؟ تأخر رضي الله عنه ، ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم سيتقدم ويصلي .
19 - حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله قال يونس قال الزهري أخبرني أنس بن مالك ( أن المسلمين بينا هم في الفجر يوم الاثنين وأبو بكر رضي الله عنه يصلي بهم ففجئهم النبي صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة رضي الله عنها فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك فنكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً بالنبي صلى الله عليه وسلم حين رأوه فأشار بيده أن أتموا ثم دخل الحجرة وأرخى الستر وتوفي ذلك اليوم ) أستمع حفظ