تتمة شرح الحديث : حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري عن عروة قال قالت عائشة ( خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ سورةً طويلةً ثم ركع فأطال ثم رفع رأسه ثم استفتح بسورة أخرى ثم ركع حين قضاها وسجد ثم فعل ذلك في الثانية ثم قال إنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتم ذلك فصلوا حتى يفرج عنكم لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته حتى لقد رأيت أريد أن آخذ قطفاً من الجنة حين رأيتموني جعلت أتقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً حين رأيتموني تأخرت ورأيت فيها عمرو بن لحي وهو الذي سيب السوائب )
الشيخ : كما في حديث عمرو بن لحي الخزاعي ، هو أول من نصب الأصنام ، وأدخل الشرك على العرب ، وسيب السوائب ، السوائب : هي عبارة عن إبل تصل إلى حد معين ، وقواعد عندهم وأنظمة ، ثم يسيبونها ، لا تركب ولا تذبح ولا ينتفع بها ، فيحرمون ما أحل الله ، وفيها أيضاً دليل على شدة الزعامة في الشر ، والعياذ بالله ، وأن الزعيم في الشر يعذب بما يعذب به كل من تبعه ، ومصداق هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سن سنة سيئة فعليه وزرها ، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) .
ذكرنا في حديث الرجل الذي يمسك بدابته أنه يدخل في قوله ( لا صلاة بحضرة الطعام ) فهل يقاس عليه من قدم مسافراً وكان مشتاقاً لأهله وأراد الجماع أن يقدمه على الصلاة ؟
السائل : ذكرنا يا شيخ أن الرجل الذي يمسك دابته ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : الرجل الذي يمسك بدابته ، فيدخل بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة بحضرة الطعام ) ، فهل يقاس عليه يا شيخ من قدم مسافراً ؟ الشيخ : من ؟ السائل : قدم مسافراً ، وكان مشتاقاً لأهله وأراد الجماع ، أن يقدمه على الصلاة ؟ الشيخ : نعم ، لا بأس ، يدخل في هذا إلا إذا ضاق الوقت ، إذا ضاق الوقت فلا يجوز ، أما ما دام في الأمر سعة فنعم .
ذكرنا أن الأولى ما فعله أبو بردة رضي الله عنه وهو إمساكه دابته بيده وهو أن لايمسكها برجله ؟
السائل : ذكرنا أن الأولى ما فعل أبو بردة رضي الله عنه ، وهو إمساكه دابته بيده ، وأن لا يمسكها برجله ؟ الشيخ : نحن ذكرنا هذا الأولى ؟ أم ذكرنا أنه جائز مع إمكان أن يمسكه برجله ؟ ، هذا هو ، ما ذكرنا الأولى ، ذكرنا الجواز مع إمكان أن يمسكها برجله . السائل : لكن في مثل هذا الحكم ، الأولى أن يمسكها برجله أم بيده ... ؟ الشيخ : الأولى أن يفعل ما هو أضبط لناقته ، وأريح لقلبه .
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامةً في قبلة المسجد فتغيظ على أهل المسجد وقال إن الله قبل أحدكم فإذا كان في صلاته فلا يبزقن أو قال لا يتنخمن ثم نزل فحتها بيده ) وقال ابن عمر رضي الله عنهما إذا بزق أحدكم فليبزق على يساره
القارئ : حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامةً في قبلة المسجد ، فتغيظ على أهل المسجد وقال : إن الله قِبَل أحدكم ، فإذا كان في صلاته فلا يبزقن ، أو قال : لا يتنخمن ، ثم نزل فحتها بيده ) .
فوائد حديث : ( إن الله قبل أحدكم فإذا كان في صلاته فلا يبزقن أو قال لا يتنخمن )
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه ، في هذا دليل على أن النخامة ليست بنجسة ، وهو كذلك ، وكل ما خرج من بدن الإنسان فليس بنجس ، ما عدا الخارج من السبيلين ، ويستثنى من الخارج من القبل : المني فإنه طاهر ، وفي هذا الحديث دليل على أنه لا ينبغي أن يبصق في قبلة المسجد ، بل لو قيل بالتحريم لكان له وجه ، لأنه سوء أدب مع الله عز وجل ، وهل مثل ذلك من يجعلون أسطال القمامة في مقدمة المسجد ؟ يحتمل هذا وهذا ، لأن هذه الأسطال قد يكون فيها المناديل التي تنخم فيها ، وقد يكون فيها سوى ذلك ، ولهذا الأفضل أن لا تجعل في قبلة المسجد ، لأني أعتقد لو أن أحداً في مجلس ملك من الملوك ، هل يرى من الأليق أن يأتي بالأسطال ، أسطال القمامة ، ويضعها بين يديه ؟ الجواب : لا ، فالله أحق أن يسحيا منه ، هذه الأسطال تجعل في الخلف ، ثم من احتاج إليها يقوم إليها ، وفيه أيضاً دليل على أن الله سبحانه وتعالى قِبَل المصلي ، وهذا لا ينافي علوه ، لأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء في جميع صفاته ، فإذا رأيت في الكتاب والسنة وصفاً لله عز وجل ، وظننت أنه يتعارض فاتهم عقلك وفهمك ، ولكن المسلم تمام الاستسلام و المنقاد تمام الانقياد ، يقول : (( آمنا به كل من عند ربنا )) ، فيؤمن بهذا ويؤمن بهذا ، ولا يقول : كيف يجتمع هذا وهذا ؟ وفيه أيضاً أن حَتَّ ما يؤذي وحكه سنة ، بل لو قيل بالوجوب لكان له وجه ، وإذا قلنا بالوجوب ، فإنه وجوب كفاية ، إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين ، وهل الأفضل أن تزيله أنت بنفسك أو أن تستدعي المسؤولين عن تنظيف المسجد فيزيلوه ؟ الجواب : الأول ، أن تبدأ به أنت بنفسك ، لأنك تخدم هذا طاعة لله ورسوله ، كما قال تعالى : (( في بيوت أذن الله أن ترفع )) ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور ، وأن تنظف وتطيب ، وسأل عن المرأة التي كانت تقم المسجد لما ماتت ، ثم خرج إلى البقيع فصلى على قبرها ، كل هذا يدل على أن تنظيف المساجد من الطاعات الجليلة ، نعم إذا كنت لا تستطيع ، كما لو رأيت نجاسة ، النجاسة تحتاج إلى غسل و تنظيف ، فهنا الواجب عليك أن تخبر من يقوم بهذا الأمر ، نعم
القارئ : وقال ابن عمر رضي الله عنهما : ( إذا بزق أحدكم فليبزق على يساره ). الشيخ : فليبزق عن يساره ، على يساره ؟ القارئ : لا ، عندي : على يساره . الشيخ : لكن فيها نسخة عندي : عن .
حدثنا محمد حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا كان في الصلاة فإنه يناجي ربه فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن شماله تحت قدمه اليسرى )
القارئ : حدثنا محمد قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا كان في الصلاة فإنه يناجي ربه ، فلا يبزقن بين يديه ، ولا عن يمينه ، ولكن عن شماله تحت قدمه اليسرى ) الشيخ : نعم القارئ : حديث يا شيخ عبد الله بن عمرو : نفخ النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده في كسوف . الشيخ : كيف ؟ القارئ : نفخ النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده في كسوف . الشيخ : نعم . القارئ : ما هو واضح ؟ الشيخ : معناه في سجوده ، يعني وهو في صلاة الكسوف ، ... إما لأن نفسه اشتد ، أو أنه بكى بكاءً ظنه ابن عمر نفخاً ، لكن حمله على الحقيقة أولى ، والإنسان أحياناً ينكتم ويتنفس الصعداء .
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ( كان الناس يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم عاقدو أزرهم من الصغر على رقابهم فقيل للنساء لا ترفعن رءوسكن حتى يستوي الرجال جلوساً )
القارئ : حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : ( كان الناس يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم عاقدو أُزُرهم من الصغر ) الشيخ : أُزْرهم . القارئ : ( وهم عاقدو أُزْرهم من الصغر على رقابهم ، فقيل للنساء : لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوساً ) . الشيخ : يعني الأزْر قصيرة ما تمسك على الحقوين ، فكانوا يجعلون لها رباطاً يربطونها على أعناقهم لتستمسك ، فإذا سجد الإنسان فالعادة أنه إذا سجد ارتفع مؤخر إزاره ، ونزل مقدم إزاره ، أليس كذلك ؟ الطلاب : بلى . الشيخ : طيب فكانوا يقولون للنساء : لا ترفعن رؤوسكن بعد السجود حتى يرفع الرجال ، لئلا يروا من العورة أو من قرب العورة المغلظة ، وفي هذا الحديث دليل على ما كان عيه الصحابة رضي الله عنهم من شظف العيش ، وقلة المال ، نعم
حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا ابن فضيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال ( كنت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علي فلما رجعنا سلمت عليه فلم يرد علي وقال إن في الصلاة شغلاً )
القارئ : حدثنا عبد الله بن أبي شيبة قال حدثنا ابن فضيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أنه قال : ( كنت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علي ، فلما رجعنا سلمت عليه فلم يرد علي ، وقال : إن في الصلاة شغلاً ) . الشيخ : مر علينا هذا قبل أيام يسيرة .
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا كثير بن شنظير عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له فانطلقت ثم رجعت وقد قضيتها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يرد علي فوقع في قلبي ما الله أعلم به فقلت في نفسي لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد علي أني أبطأت عليه ثم سلمت عليه فلم يرد علي فوقع في قلبي أشد من المرة الأولى ثم سلمت عليه فرد علي فقال إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي وكان على راحلته متوجهاً إلى غير القبلة )
القارئ : حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا كثير بن شنظير عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له ، فانطلقت ثم رجعت وقد قضيتها ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه ، فلم يرد علي ، فوقع في قلبي ما الله أعلم به ، فقلت في نفسي : لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد علي أني أبطأت عليه ، ثم سلمت عليه فلم يرد علي ، فوقع في قلبي أشد من المرة الأولى ، ثم سلمت عليه فرد علي ، فقال : إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي ، وكان على راحلته متوجهاً إلى غير القبلة ) . الشيخ : الله صل وسلم عليه ، قوله : ( ثم سلمت عليه فرد علي ) ، يعني بعد أن سلم من صلاته .
فوائد حديث : ( إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي )
الشيخ : وفيه دليل على أن المسَلِّم على المصلي لا يستحق الرد باللفظ ، فإن قال قائل : كيف لا يستحق الرد والتطوع سنة ورد السلام فرض ؟ فلماذا لا نقول : إنه يقطع النفل ويرد ؟ فالجواب : أن أصل السلام هنا ليس بمشروع ، لأنه لا يشرع أن تسلم على الرجل وهو يصلي ، وإن كان جائزاً ، ومن سلم في حال لا يشرع فيها السلام فإنه لا يستحق الرد الواجب ، وفي هذا الحديث دليل على جواز الصلاة على الراحلة ، ولو كان متوجهاً إلى غير القبلة ، وهذا في السفر أم في الحضر ؟ في السفر ، نعم
السائل : إذا سلمت المرأة ، هل تستحق الرد يا شيخ ؟ الشيخ : أما إذا كانت ممن جرى العرف بالسلام عليه ، كمعارفه من جيرانه وأصدقائه وما أشبه ذلك فلا بأس ، وإلا فلا يرد ، ولذلك نقول في الشارع مثلاً لا تسلم على المرأة ، ولا ترد إذا سلمت ، اللهم إلا إذا كانت من معارفك تعرفها ، وتكلمها عادة وتكلمك .
الشيخ : من كان ؟ السائل : منشغلاً بقراءة القرآن ، هل يسلم عليه ؟ الشيخ : لا يسلم عليه ، من كان مشتغلاً بقراءة القرآن فلا تسلم عليه ، لا سيما إذا كان يقرأ عن حفظ ، لأنك لو سلمت عليه لأشكل عليه فيما بعد ، ماذا انتهى إليه قبل السلام ، فتشوش عليه . السائل : ... الشيخ : ما تمشي ؟ السائل : ... يصلي عليها وهي واقفة ... الشيخ : لا ما هو ... ، ذهب لحاجة وأبطأ عليه ، أبطأ عليه ، ما لحقه ، يمكن لحقه وهي تمشي ويسلم عليه ، ثلاثة ، ثلاثة ، انتهى ، التموين انتهى أم لا ؟ القارئ : لا ، ما في ، البخاري ومسلم ليس لهما وقت مخصص في آخر الدرس ، ما في إلا ثلاثة ، ثلاثة . الشيخ : إذاً ثلاثة في كل باب القارئ : ... الشيخ : كيف ؟ القارئ : أقول : كلام سائد ، لكن النظام زين الشيخ :(( الحق أحق أن يتبع )) .
حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ( بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني عمرو بن عوف بقباء كان بينهم شيء فخرج يصلح بينهم في أناس من أصحابه فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت الصلاة فجاء بلال إلى أبي بكر رضي الله عنهما فقال يا أبا بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حبس وقد حانت الصلاة فهل لك أن تؤم الناس قال نعم إن شئت فأقام بلال الصلاة وتقدم أبو بكر رضي الله عنه فكبر للناس وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف يشقها شقًا حتى قام في الصف فأخذ الناس في التصفيح قال سهل التصفيح هو التصفيق قال وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه يأمره أن يصلي فرفع أبو بكر رضي الله عنه يده فحمد الله ثم رجع القهقرى وراءه حتى قام في الصف وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى للناس فلما فرغ أقبل على الناس فقال يا أيها الناس ما لكم حين نابكم شيء في الصلاة أخذتم بالتصفيح إنما التصفيح للنساء من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله ثم التفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال يا أبا بكر ما منعك أن تصلي للناس حين أشرت إليك قال أبو بكر ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم )
القارئ : حدثنا قتيبة قال حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : ( بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني عمرو بن عوف بقباء كان بينهم شيء ، فخرج يصلح بينهم في أناس من أصحابه ، فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت الصلاة ، فجاء بلال إلى أبي بكر رضي الله عنهما ، فقال : يا أبا بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حبس ، وقد حانت الصلاة ، فهل لك أن تؤم الناس ؟ قال : نعم ، إن شئت ، فأقام بلال الصلاة ، وتقدم أبو بكر رضي الله عنه فكبر للناس ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف يشقها شقًا ، حتى قام في الصف ، فأخذ الناس في التصفيح ، قال سهل : التصفيح هو التصفيق ، قال : وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يلتفت في صلاته ، فلما أكثر الناس التفت ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشار إليه يأمره أن يصلي ، فرفع أبو بكر رضي الله عنه يده فحمد الله ، ثم رجع القهقرى وراءه حتى قام في الصف ، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى للناس ، فلما فرغ أقبل على الناس فقال : يا أيها الناس ما لكم حين نابكم شيء في الصلاة أخذتم بالتصفيح ؟ إنما التصفيح للنساء ، من نابه شيء في صلاته فليقل : سبحان الله ، ثم التفت إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال : يا أبا بكر ما منعك أن تصلي للناس حين أشرت إليك ؟ قال أبو بكر : ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . الشيخ : اللهم ارض عنه ، هذا سبق الكلام عليه وعلى فوائده ، نعم
أشكل علي حديث أن النساء هن اللواتي نهين عن الرفع من السجود حتى يستو الرجال جلوساً ؟
السائل : أشكل علي أن النساء هن اللواتي نهين ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : أشكل علي حديث أن النساء هن اللواتي نهين عن الرفع من السجود حتى يستو الرجال جلوساً ، فما بال الصف الثاني والثالث من الرجال ، ... ؟ الشيخ : كيف ؟ السائل : هل يتأخرون في الرفع حتى ؟ الشيخ : لا ، ما يتأخرون ، لأن رؤية المرأة لعورة الرجل أشد فتنة من رؤية الرجل للرجل .
هل أبو بكر رضي الله عنه حمد الله على حضورالرسول صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : هل أبو بكر حمد الله على حضور الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : لا ، حمد الله أن الرسول أهَّله لأن يكون إماماً له ، ليس على حضور الرسول ، الرسول عليه الصلاة والسلام ما عليه خوف ، لأنه ذهب ليصلح بين قوم ورجع ، لكن حمد الله أن الرسول أهَّله أن يكون إماماً له ، والله نعمة هذه ، منقبة عظيمة أن يكون الرجل إماماً للرسول عليه الصلاة والسلام ، لإمام المتقين ، واضح ؟ السائل : ... ؟ الشيخ : شكراً لله عز وجل ، طبيعة الناس الآن ، إذا بُشر بشيء قال : الحمد لله ، أليس كذلك ؟
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ، نبينا محمد ، وعلى أصحابه أجمعين ، أما بعد : فقد قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه : كتاب العمل في الصلاة . باب الخصر في الصلاة .
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نهي عن الخصر في الصلاة وقال هشام وأبو هلال عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
القارئ : حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( نهي عن الخصر في الصلاة ) وقال هشام وأبو هلال عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا هشام حدثنا محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل مختصراً )
القارئ : حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا هشام قال حدثنا محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( نُهي أن يصلي الرجل مختصراً ) . الشيخ : المعنى : أن يضع الرجل يده على خاصرته هكذا ، الخاصرة : ما فوق الحقو ، وعلل ذلك بأنه فعل اليهود ، وهذا التعليل يقتضي أن يكون هذا محرماً ، لأنه إذا ورد فيه النهي ، وعلل بأنه فعل الكفار صار محرماً ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ، وظاهر الحديث أنه لا فرق بين أن يضع الرجل يديه على خاصرتيه ، أو يد واحدة على خاصرة واحدة ، فننظر إلى الشرح الآن ، باب الخصر في الصلاة ، الفتح .
القارئ : خرّج هذا الحديث مسلم في صحيحه من رواية . الشيخ : باب الخصر . القارئ : إي . الشيخ : أول الترجمة ، ترجمة الباب . القارئ : أوله يعني كلام رجال ، رجال . الشيخ : إيش معنى باب الخصر في الصلاة ؟ القارئ : إي . الشيخ : أول الباب . القارئ : إي ، نعم ، هنا يا شيخ بيّن هذا الموضع . الشيخ : باب الخصر في الصلاة . القارئ : ما بيّن يا شيخ في الفتح الأول ، ما بيّن . الشيخ : هذا الفتح الأول يمكن ما يذكر هذا . القارئ : إي هذا . الشيخ : هذا الأول ؟ القارئ : هذا الأول . الشيخ : طيب ، يعني نقرأ هذا وذاك ؟ القارئ : الذي يريحك الشيخ : لا ، الثاني أظن يتكلم على الترجمة أكثر من ذاك . القارئ : " باب الخصر في الصلاة ، أي : بفتح المعجمة وسكون المهملة حكم الخصر ، والمراد وضع اليدين عليه في الصلاة . " الشيخ : عليه أي ؟ القارئ : عليه فقط ، هذا أحسن يا شيخ ، هذا أحسن " خرّج هذا الحديث مسلم في صحيحه من رواية أبي خالد وأبي أسامة وابن المبارك جميعاً عن هشام مصرحاً برفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه نهى أن يصلي الرجل مختصراً ، وخرج ابن حبان في صحيحه من طريق عيسى بن يونس عن هشام عن محمد عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الاختصار في الصلاة راحة أهل النار ) ، وقال : يعني أنه فعل اليهود والنصارى ، وهم أهل النار ، كذا خرّجه ، وإنما رواه عيسى بن يونس عن عبيد الله بن الأزور عن هشام بهذا اللفظ ، كذا خرّجه الطبراني والعقيلي من رواية عيسى بن يونس عنه ، وقال العقيلي : لا يتابع عبيد الله بن الأزور على لفظه ، والاختصار فسره الأكثرون بوضع اليد على الخاصرة في الصلاة ، وبذلك فسّره الترمذي في جامعه ، وعليه يدل تبويب النسائي ، وروى الإمام أحمد في مسنده عن يزيد بن هارون عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال : نُهي عن الاختصار في الصلاة ، قلنا لهشام : ما الاختصار ؟ قال : يضع يده على خصره وهو يصلي ، قال يزيد : قلنا لهشام : ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال برأسه : أي نعم ، وبهذا التفسير فسّره جمهور أهل اللغة وأهل غريب الحديث وعامة المحدثين والفقهاء ، وهو الصحيح الذي عليه الجمهور ، وقد قيل : إنه إنما نهى عنه لأنه فعل المتكبرين فلا يليق بالصلاة ، وقيل : إنه فعل اليهود ، وقيل : فعل الشيطان فلذلك كرهه بعضهم في الصلاة وغيرها ، وقد خرّج البخاري في كتابه هذا في ذكر بني إسرائيل ، من رواية مسروق عن عائشة ( أنها كانت تكره أن يجعل يده في خاصرته ، وتقول : إن اليهود تفعله ) ، وخرّجه سعيد بن منصور في سننه ، ولفظه : إن عائشة كانت تكره الاختصار " الشيخ : أن ، أن عائشة ، قال ابن مالك : وهمزة إن نفتح بسد مصدر مسدها . القارئ : " ولفظه : أن عائشة كانت تكره الاختصار في الصلاة ، وتقول : لا تشبهوا باليهود ، وخرّجه عبد الرزاق ولفظه : أن عائشة نهت أن يجعل الرجل أصابعه في خاصرته في الصلاة ، كما تصنع اليهود ، ورُوي عن عائشة أنها قالت : هكذا أهل النار ، وعن ابن عباس قال : إن الشيطان يحضر ذلك ، وعن مجاهد قال : هو استراحة أهل النار في النار ، خرّجه كله وكيع بن الجراح وعنه ابن أبي شيبة ، وروى ابن أبي شيبة بإسناده عن حميد الهلالي ، قال : إنما كُره الخصر في الصلاة ، أن إبليس أُهبط مختصراً ، وروى صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال : ( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يجعل يديه في خاصرته فإن الشيطان يحضر ذلك ) ، خرّجه عبد الرزاق ، وروى سعيد بن زياد الشيباني عن زياد بن صبيح قال : ( صليت جنب ابن عمر فوضعت يدي على خصري ، فقال لي هكذا ، ضربه بيده ، فلما صليت قلت : يا أبا عبد الرحمن ، ما رابك مني ؟ قال : إن هذا الصَّلْب ، وإن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عنه ) ، خرّجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وزياد بن صبيح ويقال : ابن صباح الحنفي ، وثّقه ابن معين والنسائي وغيرهما ، وقال الدارقطني : يعتبر به ، قال : وسعيد بن زياد الشيباني الراوي عنه لا يحتج به ولكن يعتبر به ، قال : لا أعرف له إلا هذا الحديث ، نقله عنه البَرقاني ، وسعيد بن زياد قال ابن معين : صالح ووثّقه ابن حبان ، وحكى ابن المنذر : كراهة الاختصار في الصلاة على هذا الوجه ، عن ابن عباس وعائشة ومجاهد والنخعي وأبي مجلز ومالك والأوزاعي وأصحاب الرأي . انتهى ، وهو قول عطاء والشافعي وأحمد أيضاً ، ومن الناس من فسّر الاختصار في حديث أبي هريرة : بأن يمسك بيده شيئاً يعتمد عليه في الصلاة ، فإن العصا ونحوها مما يعتمد عليه يسمى مخصراً ، وفسّره بعضهم باختصار السورة ، فيقرأ بعضها ، وفسّره بعضهم باختصار أفعال الصلاة ، فلا يتم قيامها ولا ركوعها ولا سجودها ، وقد بوّب أبو داود في سننه على التخصر والإقعاء في الصلاة ، فخرّج فيه حديث ابن عمر المشار إليه ، ثم بوّب على الاختصار في الصلاة ، وخرّج فيه حديث أبي هريرة هذا ، ثم أتبعه بابٌ : يعتمد في الصلاة على عصا ، فلعله فسّر الاختصار بالاعتماد كما قاله بعضهم ، والله سبحانه وتعالى أعلم . " الشيخ : لا ، الظاهر أن المعنى الأول أصح ، أن يختصر : يعني يضع يديه على خاصرته ، وفي ما مر علينا أنه تصليب ، لأن الإنسان إذا قال هكذا أشبه الصليب ، إذ أنه عبارة عن شكل يشبه الصليب ، فيكون فيه أيضاً محظور آخر وهو التشبه بالصليب ، أرى بعض الناس الآن يفعل هكذا ، هل نقول هذا من الصلب ؟ يعني يضم يديه بعضها إلى بعض ، وتكون الأصابع على الخاصرة ؟ الظاهر إذا قلنا : أنه التصليب ، أن هذا لا يدخل ، لكنه خلاف السنة ، يعني أن يضم يديه بعضها إلى بعض حتى تكون الأصابع على الخاصرة ، هذا خلاف السنة ، كما أرى آخرين يمسكون باليد ، يضعون اليد اليمنى على الرسغ ، ثم يضمونها إلى اليسار هكذا ، وهذا أقبح منظراً وأسوأ معتقداً ، لأنهم يعتقدون أن القلب في الجانب اليسار ، فيضعون اليدين على ما يزعمون أنه القلب ، فهذا يشبه : (( واضمم إليك جناحك من الرهب )) ، يجعل يديه على قلبه كأنه خائف مذعور ، وهذا غلط أيضاً ، فالصواب أن تُجعل اليدان على وسط الصدر ، توضع اليد اليمنى على كف اليسرى ، أو على الرسغ والكوع والكرسوع ، هكذا ، هذا أحسن ما بلغني من السنة ، نعم
السائل : بعضهم يجعل اليد على اليسار لضيق المكان شيخ ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : أقول لأجل المكان ضيق يجعل اليد على اليسار ؟ الشيخ : ما شاء الله عليه ، هذا مما يزيد البلاء شدة ، إذا قال : يظهر مرفقه فيضيق على من بجنبه ، لكن لو قال هكذا ، أيهما أسهل ؟ هذا أسهل عند الضيق .
السائل : ... ؟ الشيخ : خارج الصلاة ، الظاهر : أنه ليس مكروهاً إلا إذا شابه الصليب ، هذا ربما يقال : إنه مكروه ، على أنها ثقيلة عندي ، لأنها تحتاج إلى نهي صريح .
حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا روح حدثنا عمر هو ابن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه قال ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر فلما سلم قام سريعاً دخل على بعض نسائه ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعجبهم لسرعته فقال ذكرت وأنا في الصلاة تبراً عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فأمرت بقسمته )
القارئ : حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا روح قال حدثنا عمر هو ابن سعيد قال أخبرني ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه قال : ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر ، فلما سلم قام سريعاً دخل على بعض نسائه ثم خرج ، ورأى ما في وجوه القوم من تعجبهم لسرعته ، فقال : ذكرت وأنا في الصلاة تبراً عندنا ، فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فأمرت بقسمته ) .
فوائد حديث : ( ذكرت وأنا في الصلاة تبراً عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فأمرت بقسمته ) .
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه ، في هذا دليل على أنه الإنسان إذا فكّر في الصلاة لا تبطل صلاته ، لكن ينبغي أن لا يستدرج معه ويستمر ، بل إذا انفتح له تفكير يغلقه ، حتى يفكر في صلاته فيما يقول فيها ، فيما يفعل .
الشيخ : وأما أثر عمر رضي الله عنه الذي ساقه البخاري رحمه الله جازماً به ، فإنما كان يفكر في أمر يتعلق بالجهاد ، والجهاد لا بأس أن تفكر وأنت في صلاتك فيما يتعلق بمصلحته ، كما أنه يفعل في الجهاد أشياء بالجوارح لا تباح في غير الصلاة ، في غير صلاة الخوف .
تتمة فوائد حديث : ( ذكرت وأنا في الصلاة تبراً عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فأمرت بقسمته ) .
الشيخ : وفي هذا دليل على حرص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على توزيع المال في محله ، لأنه بادر ، وفيه دليل على أنه ينبغي للإنسان إذا رآى في أصحابه تشوفاً إلى إخبارهم بما جرى ، أن يخبرهم به إذا لم يكن في ذلك ضرر ، لأن هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا رأيت من أصحابك تشوفاً إلى أن يعرفوا حالك التي صارت غريبة عليهم ، فالأفضل أن تخبرهم ، لأن هذا يزيد الألفة معهم ويطمئن قلوبهم ، إلا إذا كان في ذلك مضرة فلا يلزم ، ويدل لهذا ما ذكر في ترجمة سلمان الفارسي رضي الله عنه ، أنه ذكر له أن من علامات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاتم النبوة بين كتفيه ، خاتم النبوة مثل الثالول أو أكبر ، مثل الإزرار الكبير وعليه شعرات ، علامة كالختم والطابع على الوثائق ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة في البقيع ، فاستدبره سلمان ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ينظر ، أرخى رداءه حتى يخرج الخاتم فيراه ، فإذا جمعت هذا إلى ما ذُكر هنا ، تبين لك أنّ من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنْ لا يكتم أصحابه شيئاً ، إلا أن يكون في ذلك ضرر ، فالضرر لا يُتخذ ، نعم
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر عن الأعرج قال قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان و له ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا سكت المؤذن أقبل فإذا ثوب أدبر فإذا سكت أقبل فلا يزال بالمرء يقول له اذكر ما لم يكن يذكر حتى لا يدري كم صلى ) قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إذا فعل أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو قاعد وسمعه أبو سلمة من أبي هريرة رضي الله عنه .
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن جعفر عن الأعرج قال : قال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أُذن بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط ، حتى لا يسمع التأذين ، فإذا سكت المؤذن أقبل ، فإذا ثُوب أدبر ، فإذا سكت أقبل ، فلا يزال بالمرء يقول له : اذكر ما لم يكن يذكر ، حتى لا يدري كم صلى ) ، قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : إذا فعل أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو قاعد ، وسمعه أبو سلمة من أبي هريرة رضي الله عنه .
فوائد حديث : ( إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان و له ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا سكت المؤذن أقبل ... )
الشيخ : هذا فيه أيضاً دليل على أن عمل القلب في الصلاة لا يؤثر فيها ، يقول : ( إذا أُذن بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط ، حتى لا يسمع التأذين ) ، لأن التأذين يحزنه ، ويشق عليه ، إذ أن فيه تعظيم الله عز وجل ، وإعلان توحيده ، والشهادة لرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، والدعوة إلى الصلاة وإلى الفلاح ، وهو يكره ذلك بلا شك ، ولهذا لا يتمالك ، بل يكون له ضراط غير اختياري ، لأنه سمع ما أدهشه وأفزعه ، كما يفعل الإنسان إذا أتاه ما يفزعه ، فربما يحصل منه الحدث ، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله : " لو صاح بغافل ففزع وأحدث فعليه ثلث الدية " ، أسمعتم ؟ لو صاح بعاقل ففزع وأحدث ، خرجت منه الريح ، فعليه ثلث الدية ، على من ؟ الطلاب : على الصائح . الشيخ : على الصائح به ، الذي أفزعه ، لأنه استرخاء بغير قصد ، فقد أذهب بعض حاسته ، على كل حال هذا له محل ذكر إن شاء الله وتحرير في موضعه ، لكنني أقصد أنّ الفزع يوجب أنْ يخرج من الإنسان ما لا يريده ، وفيه أيضاً أنّ الشيطان له سمع يسمع ، ولذلك إذا سكت المؤذن أقبل ، أقبل على من ؟ أقبل على بني آدم ليصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة ، فإذا ثُوِّب يعني أُذن مرة ثانية ، وذلك بإقامة الصلاة ، أدبر ، فإذا سكت أقبل ، كم مرة يدبر ويقبل ؟ الجميع أربع مرات ، إدبار وإقبال ، ثم إدبار وإقبال .
الشيخ :( فلا يزال بالمرء يقول له : اذكر ما لم يكن يذكر حتى لا يدري كم صلى ) ، وهذا أمر واقع ، أحياناً ينسى الإنسان الشيء ، فإذا صلى ذكر ، وذُكر أن بعض أهل العلم جاءه رجل وقال له : إن عندي وديعة لفلان ، وإني أُنسيتها ولا أدري ، والوديعة كبيرة ، فماذا أصنع ؟ فقال له : اذهب فصل ، فذهب الرجل فصلى ، فأتاه الشيطان ، فقال له : اذكر كذا في يوم كذا ، فذكرها ، وهذا شيء معتاد أنّ الشيطان يأتي للإنسان يذكره ما نسي في صلاته ، حتى يأخذه عن صلاته ولا يدري كم صلى ، وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن رحمه الله : إذا فعل أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو قاعد ، وظاهر كلامه رحمه الله : أنه إذا حصل من الشيطان هذا التلاعب فإنه يسجد سجدتين ، ولا أظن أبا سلمة رحمه الله ، لا أظنه يريد أنّ هذا يجزئ عن الشك ، وإنما أراد أنّ هذا الوسواس نقص في الصلاة ، فتُجبر بسجدتين ، أما في موضوع الشك فإننا نقول : إذا شك شكاً راجحاً ، عمل بالراجح وسجد سجدتين بعد السلام ، وإذا كان شكاً متساوياً لا رجحان فيه ، عمل باليقين وهو الأقل وأتم عليه ، وسجد سجدتين قبل السلام ، لو نظرنا تعليل ما ذكره أبو سلمة ، الفتحان . القارئ : نعم ، هذا أبو سلمة .
القارئ : " وأما باقي الحديث وهو الأمر بسجود السهو لذلك ، فإنما رواه أبو سلمة ، عن أبي هريرة ، وهو مرفوع وليس من قول أبي هريرة ، والقائل : قال أبو سلمة ، لعله جعفر بن ربيعة . والله أعلم ، وقد خرجه البخاري في أبواب السهو ، كما يأتي قريباً إن شاء الله تعال من رواية هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومن رواية مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وفي حديثهما : فليسجد سجدتين وهو جالس ، وخرجه في بدء الخلق من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أيضاً ، والمقصود من تخريجه في هذا الباب : أن الشيطان يأتي المصلي ، فيذكره ما لم يكن يذكره ، حتى يلبس عليه صلاته ، فلا يدري كم صلى وأن صلاته لا تبطل بذلك ، بل يؤمر بسجود السهو ، لشكه في صلاته ، وقد حكى غير واحد من العلماء الإجماع على ذَلِكَ ، ومنهم من قال : هو إجماع من يعتد به ، وهذا يشعر بأنه خالف فيه من لا يعتد به ، وقد قال طائفة قليلة من متأخري أصحابنا والشافعية : أنه إذا غلب الفكر على المصلي في أكثر صلاته فعليه الإعادة ، لفوات الخشوع فيها ، وكذا قال أبو زيد المروزي من الشافعية ، في المصلي وهو يدافع الأخبثين : أنه إذا اذهب ذَلِكَ خشوعه فعليه الإعادة ، وقال ابن حامد من أصحابنا : متى كثر عمل القلب وفكره في الصلاة في أمور الدنيا أبطل الصلاة ، كما يبطلها عمل الجسد إذا كثر ، والحديث حجة على هذه الأقوال كلها ، وقد استدل لوجوب الخشوع في الصلاة بحديث مختلف في إسناده ، وقد ذكرناه مع الإشارة إلى هذه المسألة في باب الخشوع في الصلاة ، فيما مضى. " الشيخ : هذا من أي الفتحين ؟ القارئ : هذا ابن رجب ، الأول . الشيخ : ابن حجر ما علل ؟ القارئ : هذا سجود السهو . الشيخ : أيها ؟ القارئ : الفتح الثاني . الشيخ : قبل سجود السهو . القارئ : هذا الحديث . الشيخ : صفحة كم ؟ السائل : خمس وعشرين القارئ : هذا الحديث ، أحسن الله إليك " بابٌ : إذا لم يدر كم صلى ثلاثاً أو أربعاً سجد سجدتين وهو جالس ، ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط ، حتى لا يسمع الأذان فإذا قضي الأذان أقبل ، فإذا ثوب بها أدبر ، فإذا قضي التثويب أقبل ، حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول : اذكر كذا وكذا ، ما لم يكن يذكر ، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى ، فإِذا لم يَدْرِ أَحَدُكُم كم صلى ثَلَاثًا أَو أَربعًا ، فليسجد سجدتين وهو جَالِسٌ ) " هذا الذي في الفتح . الشيخ : لكن هذا غير الحديث الذي معنا ، الحديث الذي معنا قبل باب السهو . القارئ : إي ، قبل باب السهو . الشيخ : باب ما جاء في السهو . السائل : ... ؟ الشيخ : ها ؟ السائل : حوِّل عليه . الشيخ : من ؟ السائل : أقول : حوِّل على ... تكلم عليه الشيخ : لكن ما ذكر هذا ، قبل باب ما جاء في السهو بحديث . القارئ : قبل باب ما إيش ؟ باب إيش ؟ الشيخ : بحديث ، الباب الذي قبل باب ما جاء في السهو . القارئ : هنا قال : " قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : إذا فعل أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو قاعد ، وسمعه أبو سلمة من أبي هريرة ، هذا التعليق طرف من الحديث الذي قبله في رواية أبي سلمة ، كما سيأتي في خامس ترجمة من أبواب السهو ، لكنه من رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة ، وربما تبادر إلى الذهن من سياق المصنف أن هذه الزيادة من رواية جعفر بن ربيعة عن أبي سلمة ، وليس كذلك ، وسيأتي في سادس ترجمة أيضاً من طريق الزهري عن أبي سلمة ، لكن باختصار ذكر الأذان ، وهو من طريق هذين عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً ، بخلاف ما يوهمه سياقه هنا ، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى هناك . " الشيخ : طيب ، اقسم الباب ، حديث أبي هريرة .
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرني ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري قال قال أبو هريرة رضي الله عنه يقول الناس أكثر أبو هريرة فلقيت رجلاً فقلت بما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في العتمة فقال لا أدري فقلت لم تشهدها قال بلى قلت لكن أنا أدري قرأ سورة كذا وكذا .
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرني ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري قال : قال أبو هريرة رضي الله عنه : ( يقول الناس أكثر أبو هريرة ، فلقيت رجلاً فقلت : بما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في العتمة ؟ فقال : لا أدري ، فقلت : لم تشهدها ؟ قال : بلى ، قلت : لكن أنا أدري قرأ سورة كذا وكذا . ) الشيخ : قوله : أكثر أبو هريرة ، يعني من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكأنهم قالوا : كيف يكثر من حديثه والناس لا يكثرون ؟ فأراد أن يمتحنهم ، سأل هذا الرجل ماذا قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم في العتمة البارحة ؟ فقال : لا أدري ، مع أنه حاضر ..