كتاب الجنائز
كتاب الجنائز.
باب : في الجنائز ، ومن كان آخر كلامه : لا إله إلا الله . وقيل لوهب بن منبه : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لم يفتح لك .
وقيل لوهب بن منبه : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لم يفتح لك.
الشيخ : باب في الجنائز ، الجنائز جمع جنازة ويقال جَنازة وجِنازة فقيل لا فرق بينهما وقيل الجنَازة للميت على النعش والجِنازة بالكسر للنعش عليه الميت وعلى كل حال لا بد من ميت على نعش سواء قلنا جَنازة أو جِنازة ، وذكر العلماء رحمهم الله أحكام الجنائز في كتاب الصلاة لأن أهم ما يفعل بالميت الصلاة عليه وإلا فلها مواضع أخرى لائقة بها ، لكن هذا أهم ما يفعل بالميت ، ثم أشار المؤلف رحمه الله إلى من كان آخر كلامه لا إله إلا الله فإنه يدخل الجنة ، قيل لوهب ابن منبه أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قصد القائل بذلك أن الإنسان إذا اقتصر على لا إله إلا الله دون أن يأتي بأركان الإسلام كفى أن يكون أهلا لدخول الجنة لكنه أجاب رحمه الله بجواب سديد قال : " ما من مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لم يفتح لك " الأسنان هي شرائع الإسلام لكن هل تتصورون هذا المفتاح الذي له أسنان ؟ تتصورونه لكن هل تتصورونه يعني المفتاح الحقيقي ؟ نعم كانوا في الأول يتخذون مفاتيح من الخشب ويغرزون فيها أعوادا من أجل أن الإنسان يفتح بهذه الأعواد كيف يفتح بهذه الأعواد ؟ يسمونه الذي يسحب ويسد الباب ... فيه ثقوب من فوق يسقط فيها مثل المسامير خشبات صغيرة مثل المسامير لها ثقوب إذا سقطت ما يمكن لأحد يفتح الباب لأنها تمنع ... المفتاح يدخل من أسفل ثم يقطع هذه المسامير وشبهها فينفتح الباب لو جئت بمفتاح ليس له أسنان ما يفتح ، الآن يمكن أن نمثل بمفتاح الحديد الآن ... ؟ لا ما هي أسنان
الطلاب : ...
الشيخ : نتوءات طيب هذا أفضل شيء مفتاح له نتواءت تفتح وأيضا لا بد أن تكون النتوءات اللي فيه مطابقة للنتوءات التي داخل القفل لو جئت بمسمار ما فيه نتوءات تفتح ؟ لا تفتح فعلى كل حال ما قاله ابن منبه رحمه الله حق يعني ليست لا إله إلا الله تنجي أبدا إلا في ... كما في حديث حذيفة أن الإسلام يعني يندثر ولا يبقى إلا أقوام لا يعرفون إلا لا إله إلا الله فهؤلاء يدخلون الجنة لأنهم معذورون وإن لم يصلوا ولم يزكوا ولم يصوموا أما بدون عذر فإنهم لا يمكن أن يدخلوا الجنة إلا بمفتاح له أسنان.
2 - باب : في الجنائز ، ومن كان آخر كلامه : لا إله إلا الله . وقيل لوهب بن منبه : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لم يفتح لك . أستمع حفظ
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل الأحدب عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتاني آت من ربي فأخبرني أو قال بشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق )
3 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل الأحدب عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتاني آت من ربي فأخبرني أو قال بشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ) أستمع حفظ
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار وقلت أنا من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة )
الشيخ : هذا يحتاج إلى شرح لكن على كل حال ... قوله رضي الله عنه أبو ذر ( وإن زنى وإن سرق ) يعني حتى وإن زنى وإن سرق يدخل الجنة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( وإن زنى وإن سرق ) وفي هذا رد واضح على طائفتين مبتدعتين هما الخوارج والمعتزلة لأن الخوارج والمعتزلة يقولون إن من زنى وسرق لا يدخل الجنة ولو مات على ... بل هو مخلد في النار ، أما حكمه فالخوارج يرونه أنه كافر والمعتزلة يرون بأنه بمنزلة بين منزلتين فأيهما أشجع في الإقدام على رأيه ؟ الخوارج أشجع في الإقدام على ، هؤلاء عجزوا أن يصرحوا بلازم قولهم وقالوا أنه بمنزلة بين منزلتين لا مؤمن ولا كافر ، طيب وش هو ؟ قالوا منزلة بين منزلتين من أين جاءت بالمنزلة بين منزلتين أليس الله يقول : (( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن )) ما في غير هذا التقسيم وقال تعالى : (( فمنهم شقي وسعيد )) يعني ومنهم سعيد ولهذا يجب إن شئتم أن تلغزوا بها سعيد ويش إعرابها ؟ إعرابها مبتدأ ما هي معطوفة على شقي مبتدأ خبره محذوف والتقدير ومنهم سعيد لأنك لو قلت فمنهم شقي وسعيد وسعيد معطوف على شقي صار الوصفان لموصوف واحد ، على كل حال هؤلاء المعتزلة في الواقع ضلوا السبيل لا مؤمن ولا كافر من أين المرتبة الثالثة هذه ؟ الخوارج قالوا ما في إلا مؤمن أو كافر ففاعل الكبيرة كافر مخلد في النار المعتزلة قالوا فاعل الكبيرة في الآخرة إيش هو ؟ مخلد في النار لكن في الدنيا في منزلة بين المنزلتين ولو أنهم قالوا كما قال أهل السنة إننا لا نعطيه الإيمان المطلق ولا الكفر المطلق بل نقول معه مطلق إيمان ومعه مطلق كفر ولكنه لا يخلد في النار لو قالوا هكذا لوافقوا السلف وأهل السنة لأن أهل السنة يقولون أن الإنسان ممكن يكون معه إيمان ومعه كفر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ومع ذلك قال الله تعالى في الطائفتين المقتتلتين إنهما إخوة لنا : (( إنما المؤمنون إخوة )) فالإنسان يمكن أن يكون معه خصال كفر وخصال إيمان ولكن لا يعطى الاسم المطلق يعني الكامل فيقال مؤمن كامل الإيمان ولا الكفر المطلق وإنما يقال معه مطلق إيمان وإيش ؟ ومطلق يعني أقل ما يسمى والله الموفق. الشرح ؟ طيب ، حديث أبي ذر ؟ أي نعم نقرأه
القارئ : شرحه ؟
الشيخ : أي ، الفتح الأول ولا الثاني ؟
القارئ : الثاني.
الشيخ : والأول ؟
القارئ : انتهى.
الشيخ : هاه ، انتهى ؟! سبحان الله ، حتى أظن باب العلم ما هو موجود.
القارئ : بعضه موجود.
الشيخ : ما شفت إلا أول باب الإيمان اللي عندي ، نعم
4 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار وقلت أنا من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ) أستمع حفظ
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني آت من ربي فأخبرني أو قال : بشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة قلت : وإن زنى وإن سرق قال : وإن زنى وإن سرق )
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث : " قوله أتاني آت سماه في التوحيد من طريق شعبة عن واصل جبريل وجزم بقوله فبشرني وزاد الإسماعيلي من طريق مهدي في أوله قصة قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فلما كان في بعض الليل تنحى فلبث طويلا ثم أتانا فقال ، فذكر الحديث وأورده المصنف في اللباس من طريق أبي الأسود عن أبي ذر قال : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ ) فدل على أنها رؤيا منام قوله من أمتي أي من أمة الإجابة ويحتمل أن يكون أعم من ذلك أي أمة الدعوة وهو متجه ، قوله لا يشرك بالله شيئا أورده المصنف في اللباس بلفظ : ( ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك ) الحديث وإنما لم يورده المصنف هنا جريا على عادته في إيثار الخفي على الجلي وذلك أن نفي الشرك يستلزم إثبات التوحيد ويشهد له استنباط عبد الله بن مسعود في ثاني حديثي الباب من مفهوم قوله ( من مات يشرك بالله دخل النار ) وقال القرطبي : معنى نفي الشرك أن لا يتخذ مع الله شريكا في الإلهية ، لكن هذا القول صار بحكم العرف عبارة عن الإيمان الشرعي ، قوله : فقلت وإن زنى وإن سرق قد يتبادر إلى الذهن أن القائل ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم والمقول له الملك الذي بشره به وليس كذلك بل القائل هو أبو ذر والمقول له هو النبي صلى الله عليه وسلم كما بينه المؤلف في اللباس ، وللترمذي قال أبو ذر يا رسول الله ويمكن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قاله مستوضحا وأبو ذر قاله مستبعدا وقد جمع بينهما في الرقاق من طريق زيد بن وهب عن أبي ذر قال الزين بن المنير : حديث أبي ذر من أحاديث الرجاء التي أفضى الاتكال عليها ببعض الجهلة إلى الإقدام على الموبقات وليس هو على ظاهره فإن القواعد استقرت على أن حقوق الآدميين لا تسقط بمجرد الموت على الإيمان ولكن لا يلزم من عدم سقوطها أن لا يتكفل الله بها عمن يريد أن يدخله الجنة ومن ثم رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي ذر استبعاده ويحتمل أن يكون المراد بقوله دخل الجنة .. "
الشيخ : رد عليه لأنه قال في بعض الألفاظ : ( وإن رغم أنف أبي ذر ) وهذه الجملة تعني الذل لأن معناها رغم أنفه أي وقع في الرغام يعني في التراب ذلا نعم.
القارئ : " ويحتمل أن يكون المراد بقوله دخل الجنة أي صار إليها إما ابتداء من أول الحال وإما بعد أن يقع ما يقع من العذاب نسأل الله العفو والعافية ، وفي هذا حديث ( من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر أصابه قبل ذلك ما أصابه ) وسيأتي بيان حاله في كتاب الرقاق ، وفي الحديث أن أصحاب الكبائر لا يخلدون في النار وأن الكبائر لا تسلب اسم الإيمان وأن غير الموحدين لا يدخلون الجنة والحكمة في الاقتصار على الزنا والسرقة الإشارة إلى جنس حق الله تعالى وحق العباد ، وكأن أبا ذر استحضر قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) لأن ظاهره معارض لظاهر هذا الخبر لكن الجمع بينهما على قواعد أهل السنة بحمل هذا على الإيمان الكامل وبحمل حديث الباب على عدم التخليد في النار ، قوله : ( على رغم أنف أبي ذر ) بفتح الراء وسكون المعجمة ويقال بضمها وكسرها وهو مصدر رغم بفتح الغين وكسرها مأخوذ من الرغم وهو التراب وكأنه دعا عليه بأن يلصق أنفه بالتراب ، قوله حدثنا عمر بن حفص أي بن غياث وشقيق هو أبو وائل. "
الشيخ : الظاهر لي أنه لا يريد أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( وإن رغم ) ليس دعاء لكن المعنى أنه سيكون هذا حتى لو سقطت على التراب ورغم أنفك.
القارئ : " قوله : ( من مات يشرك بالله ) في رواية أبي حمزة عن الأعمش في تفسير البقرة من مات وهو يدعو من دون الله ندا وفي أوله قال : ( النبي صلى الله عليه وسلم كلمة وقلت أنا أخرى ) ولم تختلف الروايات في الصحيحين في أن المرفوع الوعيد والموقوف الوعد وزعم الحميدي في الجمع وتبعه مغلطاي في شرحه ومن أخذ عنه أن في رواية مسلم من طريق وكيع وابن نمير بالعكس بلفظ : ( من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وقلت أنا من مات يشرك بالله شيئا دخل النار ) وكأن سبب الوهم في ذلك ما وقع عند أبي عوانة والإسماعيلي من طريق وكيع بالعكس لكن بين الإسماعيلي أن المحفوظ عن وكيع كما في البخاري قال : وإنما المحفوظ أن الذي قلبه أبو عوانة وحده وبذلك جزم ابن خزيمة في صحيحه والصواب رواية الجماعة وكذلك أخرجه أحمد من طريق عاصم وابن خزيمة من طريق يسار وابن حبان من طريق المغيرة كلهم عن شقيق وهذا هو الذي يقتضيه النظر لأن جانب الوعيد ثابت بالقرآن وجاءت السنة على وفقه فلا يحتاج إلى استنباط بخلاف جانب الوعد فإنه في محل البحث إذ لا يصح حمله على ظاهره كما تقدم ، وكأن ابن مسعود لم يبلغه حديث جابر الذي أخرجه مسلم بلفظ قيل يا رسول الله : ما الموجبتان ؟ قال : ( من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار ) وقال النووي الجيد أن يقال سمع ابن مسعود اللفظتين من النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه في وقت حفظ إحداهما وتيقنها ولم يحفظ الأخرى فرفع المحفوظة وضم الأخرى إليها ، وفي وقت بالعكس ، قال فهذا جمع بين روايتي ابن مسعود وموافقته لرواية غيره في رفع اللفظتين انتهى ، وهذا الذي قال محتمل بلا شك لكن فيه بعد مع اتحاد مخرج الحديث فلو تعدد مخرجه إلى ابن مسعود لكان احتمالا قريبا مع أنه يستغرب من انفراد راو من الرواة بذلك دون رفقته وشيخهم ومن فوقه ، فنسبة السهو إلى شخص ليس بمعصوم أولى من هذا التعسف ، فائدة حكى الخطيب في * المدرج * أن أحمد بن عبد الجبار رواه عن أبي بكر بن عياش عن عاصم مرفوعا كله وأنه وهم في ذلك ، وفي حديث ابن مسعود دلالة على أنه كان يقول بدليل الخطاب ويحتمل أن يكون أثر ابن مسعود أخذه من ضرورة انحصار الجزاء في الجنة والنار وفيه إطلاق الكلمة على الكلام الكثير وسيأتي البحث فيه في الأيمان والنذور. "
تتمة شرح حديث : ( من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار )
باب : الأمر باتباع الجنائز .
كتاب الجنائز
باب الأمر باتباع الجنائز.
حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن الأشعث قال سمعت معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال ( أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا باتباع الجنائز وعيادة المريض وإجابة الداعي ونصر المظلوم وإبرار القسم ورد السلام وتشميت العاطس ونهانا عن آنية الفضة وخاتم الذهب والحرير والديباج والقسي والإستبرق )
الشيخ : قوله رضي الله عنه أمرنا بسبع ليس هذا حصرا لأن أوامر النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة لكن أحيانا تحصر بعض المسائل بعدد معين ولا يعني ذلك أن سواها لا يدخل ( أمرنا بسبع باتباع الجنائز ) اتباع الجنائز سنة وفيه أن من تبع الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن تبعها حتى تدفن يعني مع الصلاة فله قيراطان لكن هل يجب الاتباع ؟ نقول إذا توقف دفن الميت على الاتباع كان فرضا لأن دفن الميت فرض كفاية وإلا فهو سنة ، عيادة المريض المراد به المريض الذي ينقطع عن الخروج ويبقى في بيته وأما المرض اليسير الذي لا يمنع من الخروج فهذا لا يعاد ولا فرق بين المرض العضوي أو المرض النفسي أيّ مرض يكون يعاد ، لأن ذلك يدخل السرور عليه ويحصل فيه أجر كثير للعائد وهل هذا على سبيل الوجوب ؟ الصحيح أن عيادة المريض فرض كفاية وأنه يجب على المسلمين أن يعودوا المرضى لكن إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين وصار في حقهم سنة ، إجابة الداعي أحيانا تكون واجبة وأحيانا تكون غير واجبة ، والداعي قد يكون لوليمة وقد يكون لدفع ضرورة فإجابة الداعي لدفع الضرورة واجبة يعني لو رأيت إنسانا غريقا يدعوك يا فلان يا فلان أنقذني فهذا واجب فرض كفاية أو إنسان أصابه حريق وجعل ينادي أنقذوني انقذوني فالإجابة هنا واجبة ، أما الإجابة للوليمة فإنها أقسام بعضها واجب وبعضها سنة وبعضها مباح وبعضها مكروه وبعضها حرام ، حسب ما تفضي إليه من الشر وعدمه ، لكن إذا كانت خالية من الشر فمذهب أهل الظاهر أنها واجبة وأن من دعاك يجب أن تجيبه إلا إذا كان عليك ضرر ، وأكثر العلماء على أنها لا تجب إلا في وليمة العرس إذا دعاه أول مرة وسلمت من المحذور الشرعي ، نصر المظلوم واجب وذلك بدفع الظلم عنه ولا فرق بين المظلوم في ماله أو في بدنه أو عرضه كل ذلك واجب ، المظلوم في البدن أن تجد شخصا يضرب إنسانا ظلما فيجب عليك أن تنصره ، في ماله أن تجد إنسانا يريد أن يأخذ مال آخر فيجب عليك أن تدفع عنه وتنصره ، في عرضه أن تسمع شخصا يتكلم في عرض إنسان فيجب عليك أن تنصره وتذب عنه ، والظالم تنصره أو لا ؟ نعم تنصره لكن بماذا ؟ بمنعك إياه من الظلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، لا أن تعينه على الظلم فالواجب على من رأى ظالما أن ينصره بمنعه من الظلم ما استطاع ، وإبرار القسم وفي رواية المقسم أي مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم إبرار القسم يعني إذا حلف عليك فبر بيمينه حتى لا يحنث وظاهره لا فرق بين الأبوين والأقارب والأجانب كل من حلف عليك فبر قسمه حتى لا يحنث ، وهل هذا على سبيل الوجوب ؟ هذا ينزل على القواعد الشرعية لو حلف عليك وقال أقسم عليك أن تخبرني هل تتعشى الليلة أو لا ؟ تبر قسمه أو لا ؟ لا تبر قسمه بل هذا ينبغي أن توبخه وتقول له من ( حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) لكن إذا كان لقسمه وجه فإنك تبر بقسمه ، وقد كانت عادة بعض الجهال الآن إذا نزل بهم ضيف يقول الضيف أقسم عليك ألا تذبح لي شاة مثلا فيقول الآخر أقسم أن أذبحها أيهما المخطئ الأول أو الثاني ؟ الأول لما أقسم كان على الثاني حق أن يبر يمينه فالمخطئ هو الثاني ، والأول إنما أراد الرأفة به وألا يتكلف ربما يذبح اللبون ربما يذبح ما ليس عنده سواها فهو يريد أن يرأف به وأكد عليه ألا يفعل وهذا بالعكس ، إذًا الثاني هو المخطئ ، ورد السلام رد السلام واجب فرض عين على من سلم عليه وفرض كفاية إذا كانوا جماعة ، وأقول على من سُلم عليه لأنه قد يكونوا جماعة ويسلم المسلم وهو يريد بالقصد الأول شخصا معينا فيجب على هذا الشخص أن يرد ، أرأيتم لو كانوا في مجلس وكان في المجلس رجل كبير إما كبير في عمره أو كبير في قدره أو ما أشبه ذلك وسلم الإنسان وسكتوا كلهم لم يرد عليه إلا طفل هل أدوا الواجب ؟ أبدا ما أدوا الواجب ، يجب على من علمه أن المسلم يريد أولا أن يرد هو بنفسه فهو فرض عين عليه ، ورد السلام أيضا لا بد فيه من شروط أن يكون المسلم سلم في حال يشرع له أن يسلم أما إذا سلم في حال لا يشرع له كما لو سلم على شخص مشتغل بشيء يؤثر عليه رد السلام فإنه لا يرد ، والبقية إن شاء الله تأتي ، ما كملنا ، إذًا يُقرأ
القارئ : قال رحمه الله تعالى في باب الأمر باتباع الجنائز
حدثنا محمد حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال أخبرني ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
الشيخ : لا لا حديث البراء بن عازب
القارئ : حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن الأشعث قال سمعت معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء رضي الله عنه قال : ( أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع ، أمرنا باتباع الجنائز وعيادة المريض وإجابة الداعي ونصر المظلوم وإبرار القسم ورد السلام وتشميت العاطس ، ونهانا عن آنية الفضة وخاتم الذهب والحرير والديباج والقسي والإستبرق )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم انتهى بنا الكلام إلى قوله رد السلام أظن ، رد السلام وبينا أن رد السلام فرض كفاية إلا إذا علم أن المقصود بالسلام واحد فإنه يتعين عليه أن يرد وتشميت العاطس أي قول يرحمك الله لكن قيد في الأحاديث الأخرى إذا حمد الله ، فإذا قال الحمد لله وجب على من سمعه أن يقول يرحمك الله وهل هو فرض كفاية أو فرض عين ؟ أكثر العلماء على أنه فرض كفاية ولكن السنة تدل على أنه فرض عين لقوله : ( كان حقا على كل من سمعه ) فإن لم يحمد الله فلا يشمّت تعزيرا له وهذا النوع من التعزير حرمان الخير الذي يحصل بالدعاء ، وكما مر علينا فيما سبق أن العقوبات نوعان إما فوات محبوب أو حصول مكروه فالذي يقتني كلبا إلا الكلاب المستثناة ينقص كل يوم من أجره قيراط أو قيراطان وهذا فوات محبوب ، وأكثر العقوبات حصول مكروه ، طيب نقول العاطس يشمت إذا عطس مرة شمته مرة أخرى شمته مرة ثالثة شمته لكن بدعاء آخر تقول له عافاك الله إنك لمزكوم ، قال العلماء وينبغي للعاطس أن يخفض صوته وهذا إن استطاع وإلا فليجعل الأمر على طبيعته فلعله أحسن حتى تخرج هذه الريح المخزونة في الدماغ على وجه مطرد لكن ينبغي أن يغطي وجهه بردائه أو بغترته أو بمشلحه أو بيديه لكنه بالرداء وشبهه أولى لأنه إذا غطاه بيديه فربما يكبت نفسه وربما يخرج أذى يقع في يديه لكن إذا غطاه بالرداء ونحوه سلم من هذا ، قال : ( ونهانا عن آية الفضة ) نهانا يعني النبي صلى الله عليه وسلم عن آية الفضة يعني عن الشرب بها والأكل بها كما جاء ذلك مصرحا به في لفظ آخر ، وأما استعمالها في غير الأكل والشرب ففيه خلاف بين العلماء ، والظاهر الجواز لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن الأكل والشرب ولأن أم سلمة وهي ممن روى التحذير عن الشرب بآنية الفضة كان عندها جلجل من فضة فيه شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم تستعمله ، نعم إذا أفضى ذلك إلى حد الإسراف وقيل إن هذا الرجل الذي اتخذ آنية الذهب يحفظ بها الأشياء مسرف ، حينئذ يكون حراما من جهة أخرى ( ونهى عن خاتم الذهب ) من ؟ الذكور أو الإناث ؟ الذكور
8 - حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن الأشعث قال سمعت معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال ( أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا باتباع الجنائز وعيادة المريض وإجابة الداعي ونصر المظلوم وإبرار القسم ورد السلام وتشميت العاطس ونهانا عن آنية الفضة وخاتم الذهب والحرير والديباج والقسي والإستبرق ) أستمع حفظ
تعليق الشيخ على مسألة الذهب المحلق .
حدثنا محمد حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال أخبرني ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس ) تابعه عبد الرزاق قال أخبرنا معمر ورواه سلامة بن روح عن عقيل .
الشيخ : شوف عمرو بن أبي سلمة ، ما تكلم عليه ؟ الذي في السند.
10 - حدثنا محمد حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال أخبرني ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس ) تابعه عبد الرزاق قال أخبرنا معمر ورواه سلامة بن روح عن عقيل . أستمع حفظ
قراءة من الشرح .
الشيخ : على كل حال البخاري رحمه الله له تصرفات غريبة مما يدل على ذكائه رحمه الله وقوة وبعد غوره ، ما خلصنا ، خلصنا الباب ؟
القارئ : إي نعم
بالنسبة للرجال بما يحل لهم من الذهب هل الساعات المطلية بالذهب أو ما فيها من عقرب ونحوه هل يباح لهم ؟
الشيخ : إي نعم المذهب لا تباح والذي نرى أنها تباح بشرط ألا يتخذها زينة يعني بأن تكون في جيبه أما إذا اتخذها زينة فلا تجوز.
السائل : لكن هو معلوم أنهم يلبسونها في الأيدي ، فهل هذه زينة
الشيخ : لا هذا لا يجوز ، زينة ، هذه لا تجوز
السائل : عندي إشكالين يا شيخ
الشيخ : إشكالين ولا إشكالان ، أي ، أنا أنصحك ألزم المثنى الألف مطلقا وإذا انتقدك أحد فقل فيها لغة عرفت ، أنا أنصحك الآن أنت لم تدرك إعرابها في كل جملة أبدا فعليك بالألف وأي إنسان يقولك قل فيها لغة ، فهمت ، طيب فإذا قلت ضربت الزيدان قال غلط ، الصواب ضربت الزيدين قل فيها لغة الحمد لله إذا عندي فيها إشكالان أحسن من عندي فيها إشكالين ، نعم
السائل : الأول يعني قد يقول قائل قولنا أم سلمة اتخذت جلجلا من فضة ونحن يعني نقول بجواز اتخاذ الفضة الآن يقول هذا ليس الجلجل لا يكون من الأواني.
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني قولنا أم سلمة اتخذت جلجلا من فضة وأخذنا من ذلك أنه ..