باب : فضل مكة وبنيانها .
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عاصم قال أخبرني ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ( لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل إزارك على رقبتك فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء فقال أرني إزاري فشده عليه )
2 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عاصم قال أخبرني ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ( لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل إزارك على رقبتك فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء فقال أرني إزاري فشده عليه ) أستمع حفظ
فوائد حديث بناء الكعبة .
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة رضي الله عنهم زوج النبي صلى الله عليه وسلم ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم فقلت يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم قال لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت ) فقال عبد الله رضي الله عنه لئن كانت عائشة رضي الله عنها سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم .
4 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة رضي الله عنهم زوج النبي صلى الله عليه وسلم ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم فقلت يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم قال لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت ) فقال عبد الله رضي الله عنه لئن كانت عائشة رضي الله عنها سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم ... )
من طاف البيت وفي شوط من الأشواط طاف داخل الحجر ؟
الشيخ : شوط واحد فقط ؟
السائل : اه ، نعم
الشيخ : واحد
السائل : سبعة والسابع طاف داخل الحجر
الشيخ : يعني شاط واحد ، يعني يكون طاف سبعة أشواط إلا ... ؟ فما رأيك ؟
السائل : غير تامة
الشيخ : غير تام ، ولهذا كان المسألة واقعة ، فإن كان طاف الوداع فعليه دم وإن كان طواف الإفاضة فهو الآن لم يحل التحلل الثاني وإن كان طواف القدوم فالأمر سهل لأنه إذا حج بعده صار قادماً حيث أقدم الحج على العمرة قبل الطواف ، فهمت الآن ! صارت ثلاثة أحوال ، إن كان طواف الوداع فعليه دم وإن كان طواف القدوم صار قارنا حيث أدخل الحج على العمرة قبل طوافه لأن هذا الطواف لا يعتد به ، وإن كان طواف الإفاضة فهو لا زال الآن على ما بقي من إحرامه ، فعليه أن يتجنب أهله وأن لا يتزوج إن لم يكن له زوجة حتى يرجع إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة ، نعم
قوله ( قواعد إبراهيم ) هل يفهم من ذلك أن إبراهيم أول من بنى الكعبة ؟
الشيخ : هذا فيها قولان ، القول الاول أن إبراهيم علية الصلاة والسلام هو من أول من بنى الكعبة وهذا ظاهر القرآن والقول الثاني أنه جدد البناء جدد البناء والأول أقرب ، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فهو حرام بحرمة الله منذ خلق السماوات والأرض ) فالمراد أن الله كتب حرمته في اللوح المحفوظ ، نعم
ما معنى قولك درء المفاسد مقدم على جلب المصالح إذا لم تعين ؟
الشيخ : نعم ، مثلاً إذا كان هذه المصلحة متعينة كالصلاة مثلاً ما يمكن أنه يتركه مثلاً محاباة لقوم لأني لو صليت أمامهم حصل في هذا مفسدة ، نعم
حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أشعث عن الأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها قالت ( سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدر أمن البيت هو قال نعم قلت فما لهم لم يدخلوه في البيت قال إن قومك قصرت بهم النفقة قلت فما شأن بابه مرتفعاً قال فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه بالأرض )
الشيخ : ظاهر هذا الحديث أن جميع الحجر من البيت لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سألته عائشه أمن البيت قال : ( نعم ) ، فنحتاج الى بيانه في الشرح .
9 - حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أشعث عن الأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها قالت ( سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدر أمن البيت هو قال نعم قلت فما لهم لم يدخلوه في البيت قال إن قومك قصرت بهم النفقة قلت فما شأن بابه مرتفعاً قال فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه بالأرض ) أستمع حفظ
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ
الشيخ : ثمرة هذا البحث شيء مهم أن الإنسان لو إستقبل طرف الحجر مما يلي الشام فإن قلنا إن الحجر كله من البيت فإستقباله صحيح وإن قلنا أنه ليس من البيت إلا ستة أذرع وشيء فإستقباله غير صحيح واضح ؟ قولوا واضح أو لا ! واضح ، الآن إذا نظرنا الى البلاط الموضوع وجدنا أنه دون ذلك متجه إلى نصف بنائها القائم متجه إلى نصف بنائها القائم ولهذا تجد الذي يصلي حسب هذه البلاط تكون الكعبة قريبا عن يمين إذا كان قريبا من الكعبة رأينا ذلك ورأينا الذي يكون في الصف الثاني أقرب إلى الكعبة من الإمام في الصف الأول لأنها تنحني فجعلوا قلب البناية القائمة جعلوه هو نقطة الاستقبال وعلى هذا يكون الحجر كله عن اليمين فيكون في هذا شيء من الترك موضع من الكعبة لا يستقبل وقد نبه المسؤولون ولكن بعد أن فات الأوان على هذا الذي يعتبره بعض الناس خطأ ولكنه فات الأوان والأمر في هذا إن شاء الله واسع وكلما اتسعت الدائرة هان الإنحراف لعلنا نراجع آخر البحث الذي وعد به رحمه الله .
القارئ : قوله : " ( ستة أذرع أو نحوها ) قد ورد ذلك مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم في الطريق الثانية وأنها أرجح الروايات وأن الجمع بين المختلف منها ممكن كما تقدم وهو أولى من دعوى الاضطراب والطعن في الروايات المقيدة لأجل الاضطراب كما جنح إليه ابن الصلاح وتبعه النووي لأن شرط الاضطراب أن تتساوى الوجوه بحيث يتعذر الترجيح أو الجمع ولم يتعذر ذلك هنا فيتعين حمل المطلق على المقيد كما هي قاعدة مذهبهما ويؤيده أن الأحاديث المطلقة والمقيدة متواردة على سبب واحد وهو أن قريشا قصروا عن بناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأن ابن الزبير أعاده على بناء إبراهيم وأن الحجاج أعاده على بناء قريش ولم تأت رواية قط صريحة أن جميع الحجر من بناء إبراهيم في البيت ، قال المحب الطبري في شرح التنبيه له والأصح أن القدر الذي في الحجر من البيت قدر سبعة أذرع والرواية التي جاء فيها أن الحجر من البيت مطلقة فيحمل المطلق على المقيد فإن إطلاق اسم الكل على البعض سائغ مجازا وإنما قال النووي ذلك نصرة لما رجحه من أن جميع الحجر من البيت وعمدته في ذلك أن الشافعي نص على إيجاب الطواف خارج الحجر ونقل ابن عبد البر الاتفاق عليه ونقل غيره أنه لا يعرف في الأحاديث المرفوعة ولا عن أحد من الصحابة ومن بعدهم أنه طاف من داخل الحجر وكان عملا مستمرا ومقتضاه أن يكون جميع الحجر من البيت ، وهذا متعقب فإنه لا يلزم من إيجاب الطواف من ورائه أن يكون كله من البيت فقد نص الشافعي أيضا كما ذكره البيهقي في "
الشيخ : هذا التعقيب فيه نظر لأن إيجاب الطواف من وراء الحجر إلزام للناس بما لا يلزم لأن الطواف إنما يكون بالبيت فالزائد لماذا يلزم الناس به لولا أنه من البيت اللهم إلا أن يكون تغير البناء بعد عهد الرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ندري ، وإلا فقد قال لماذا لم يوضعوا طرف الحجر أو جدار الحجر مما يلي الشام على حد الكعبة .
القارئ : " ومقتضاه أن يكون جميع الحجر من البيت وهذا متعقب فإنه لا يلزم من إيجاب الطواف من ورائه أن يكون كله من البيت فقد نص الشافعي أيضا كما ذكره البيهقي في المعرفة أن الذي في الحجر من البيت نحو من ستة أذرع ونقله عن عدة من أهل العلم من قريش لقيهم كما تقدم فعلى هذا فلعله رأى إيجاب الطواف من وراء الحجر احتياطا وأما العمل فلا حجة فيه على الإيجاب فلعل النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده فعلوه استحبابا للراحة من تسور الحجر لا سيما والرجال والنساء يطوفون جميعا فلا يؤمن من المرأة التكشف "
الشيخ : أقول تخفيفاً ... يتسوروا الحجر لأنها أسهل من هذا أيش ؟ أن يهدم الزائد ويجعل على حد الكعبة الأصلية ، ومن يتصور أن أحدا يطوف وإذا انتهى إلى حد الكعبة الأول ... مع الجدار ما أحد فعل هذا ، نعم
القارئ : " فلعلهم أرادوا حسم هذه المادة وأما ما نقله المهلب عن ابن أبي زيد أن حائط الحجر لم يكن مبنيا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حتى كان عمر فبناه ووسعه قطعا للشك وأن الطواف قبل ذلك كان حول البيت ففيه نظر وقد أشار المهلب إلى أن عمدته في ذلك ما سيأتي في باب بنيان الكعبة في أوائل السيرة النبوية بلفظ : لم يكن حول البيت حائط كانوا يصلون حول البيت حتى كان عمر فبنى حوله حائطا جدره قصيرة فبناه ابن الزبير انتهى وهذا إنما هو في حائط المسجد لا في الحجر فدخل الوهم على قائله من هنا ولم يزل الحجر موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح به كثير من الأحاديث الصحيحة نعم في الحكم بفساد طواف من دخل الحجر وخلى بينه وبين البيت سبعة أذرع نظر وقد قال بصحته جماعة من الشافعية كإمام الحرمين ومن المالكية كأبي الحسن اللخمي وذكر الأزرقي أن عرض ما بين الميزاب ومنتهى الحجر سبعة عشر ذراعا وثلث ذراع منها عرض جدار الحجر ذراعان وثلث وفي بطن الحجر خمسة عشر ذراعا فعلى هذا فنصف الحجر ليس من البيت فلا يفسد طواف من طاف دونه والله أعلم وأما قول المهلب إن الفضاء لا يسمى بيتا وإنما البيت البنيان لأن شخصا لو حلف لا يدخل بيتا فانهدم ذلك البيت فلا يحنث بدخوله فليس بواضح فإن المشروع من الطواف ما شرع للخليل بالاتفاق فعلينا أن نطوف حيث طاف ولا يسقط ذلك بانهدام حرم البيت لأن العبادات لا يسقط المقدور عليه منها بفوات المعجوز عنه فحرمة البقعة ثابتة ولو فقد الجدار وأما اليمين فمتعلقة بالعرف ويؤيده ما قلناه أنه لو انهدم مسجد فنقلت حجارته إلى موضع آخر بقيت حرمة المسجد بالبقعة التي كان بها ولا حرمة لتلك الحجارة المنقولة إلى غير مسجد فدل على أن البقعة أصل للجدار بخلاف العكس أشار إلى ذلك ابن المنير في الحاشية وفي حديث بناء الكعبة من الفوائد غير ما تقدم ما ترجم عليه المصنف في العلم وهو ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر عنه فهم بعض الناس والمراد بالاختيار في عبارته المستحب وفيه اجتناب ولي الأمر ما يتسرع الناس إلى إنكاره وما يخشى منه تولد الضرر عليهم في دين أو دنيا وتألف قلوبهم بما لا يترك فيه أمر واجب وفيه تقديم الأهم فالأهم من دفع المفسدة وجلب المصلحة وأنهما إذا تعارضا بدئ بدفع المفسدة وأن المفسدة إذا أمن وقوعها عاد استحباب عمل المصلحة وحديث الرجل مع أهله في الأمور العامة وحرص الصحابة على امتثال أوامر النبي صلى الله عليه وسلم "
الشيخ : حديث الرجل في الأمور العامة لأن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث إلى عائشة في هذا الأمر العام المهم اننا نقول الطواف لا بد أن يكون في جميع الحجر لا إشكال في هذا لأنه عمل المسلمين وان الرجل لو قفز وطاف على جدار الحجر لا يصح طوافه وأما الصلاة فإنا نقول نعمل فيها بالاحتياط أيضا ونقول استقبال الحجر من الناحية الشمالية يعني استقبال طرفه غير صحيح احتياطا فنحتاط للطواف ونحتاط للاستقبال .
إذا كان الحجر كله من البيت لا يصير من جهة الشام ركنان لأن الحجر نصف دائرة فكيف ذلك ؟
الشيخ : هو السبب في هذا أنه لو جعلوه مربعاً يعني له زاوية لاستلمه الناس ولم يتفطنوا إلى أنه على غير قواعد إبراهيم .
السائل : فتكون هذه زيادة
الشيخ : هذه زيادة من أجل ألا يتمسح الناس به ، نعم
السائل : استلام الحجر الأسود والركن اليماني هل يستلم ... الذي يسمى الحجر الأسود والركن اليماني أو كل الركن ؟
الشيخ : يعني من فوق ومن تحت قصدك ؟
السائل : نعم
الشيخ : الحجر واضح الحجر واضح أنه الحجر الأسود الذي عليه الطوق
السائل : الطوق هذا ما هو ؟
الشيخ : الظاهر أن أصله أنه جعل لحفظ الحجر وتثبته ، نعم
حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم عليه السلام فإن قريشاً استقصرت بناءه وجعلت له خلفا ) قال أبو معاوية حدثنا هشام خلفا يعني بابا
12 - حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم عليه السلام فإن قريشاً استقصرت بناءه وجعلت له خلفا ) قال أبو معاوية حدثنا هشام خلفا يعني بابا أستمع حفظ
حدثنا بيان بن عمرو حدثنا يزيد حدثنا جرير بن حازم حدثنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض وجعلت له بابين باباً شرقياً وباباً غربياً فبلغت به أساس إبراهيم ) فذلك الذي حمل ابن الزبير رضي الله عنهما على هدمه قال يزيد وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر وقد رأيت أساس إبراهيم حجارةً كأسنمة الإبل قال جرير فقلت له أين موضعه قال أريكه الآن فدخلت معه الحجر فأشار إلى مكان فقال ها هنا قال جرير فحزرت من الحجر ستة أذرع أو نحوها .
الشيخ : هذا صريح بأن قواعد إبراهيم دون استكمال الحجر المطوق وعلى هذا يمكن أن يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم أن البيت هو قال نعم على الأكثر لأن ستة أذرع ونحوها أكثر من الباقي .
نعم يا وليد فهمت الآن ، فهمت جواب سؤالك ؟ ، هاه ، ابن الزبير رضي الله عنه حينما تولى على الحجاز وعاصمة ولايته مكة أخذ بحديث خالته فهدم البيت وبناه على قواعد ابراهيم وأتى بالناس حين هدمه وقال اشهدوا على القواعد الأصلية وجعل له بابين شرقيا وغربيا ثم لما تولى بنو أمية بعد قتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما هدموا ما بناه وأعادوه إلى ما هو عليه الآن وهذا والحمد لله عين المصلحة لأن الكعبة لو بقيت كما بناها ابن الزبير لحصل في ذلك ضرر وهو أن الناس يدخلون مع هذا الباب إلى الباب الىخر وهي الكعبة مقفلة ما فيها فرج ولا شيء ويحصل في هذا من الإختناق والمزاحمة ما هو ظاهر الآن والحمد لله لها بابان باب شرقي وباب غربي وهو ما بينها وبين الحجر فمن أراد أن يصلي في الكعبة يدخل من أحد البابين ويصلي في الحجر مما يلي الكعبة فلذلك كان الواقع والحمد لله هو ... مصلحة فيما حصل ولما تولى أحد الخلفاء من بني أمية وأظنه هارون الرشيد استشار مالكا رحمه الله أيرد البيت إلى ما بناه ابن الزبير أو لا ؟ فأشار إليه الإمام مالك أن لا يفعل وقال له لا تجعل بيت الله ملعبة للملوك كلما جاء ملك غير ، فصار ... في الواقع والحمد لله ، نعم
13 - حدثنا بيان بن عمرو حدثنا يزيد حدثنا جرير بن حازم حدثنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض وجعلت له بابين باباً شرقياً وباباً غربياً فبلغت به أساس إبراهيم ) فذلك الذي حمل ابن الزبير رضي الله عنهما على هدمه قال يزيد وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر وقد رأيت أساس إبراهيم حجارةً كأسنمة الإبل قال جرير فقلت له أين موضعه قال أريكه الآن فدخلت معه الحجر فأشار إلى مكان فقال ها هنا قال جرير فحزرت من الحجر ستة أذرع أو نحوها . أستمع حفظ
باب : فضل الحرم . وقوله تعالى : (( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين )) . وقوله جل ذكره : (( أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون )) .
الشيخ : قوله تعالى : (( قل إنما أمرت )) نعم ، (( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها )) يعني جعلها حرما آمنا (( وله كل شيء )) هذه الجملة من أحسن ما يكون لأنه لما قال : (( أن أعبد رب هذه البلدة التي حرمها )) قد يفهم فاهم أن ملك الله مقتصر عليها فقال : (( وله كل شيء )) وهذا يسموه في البلاغة الاحتراس (( وأمرت أن أكون من المسلمين )) وقوله جل ذكره : (( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا )) ، (( نمكن لهم )) : أي نهيئ لهم على وجه التمكين حرماً أمناً هو ما كان داخل حدود الحرم المعروفة (( يجبى إليه)) أي يساق إليه ثمرات كل شيء (( رزقاً من لدنا )) وهذا بيان أمتنان الله عز وجل على قريش بهذا الحرم الآمن حتى إن الرجل في الجاهلية الجهلاء لو وجد قاتل أبيه في الحرم لم يقتله لإحترامه عندهم .
14 - باب : فضل الحرم . وقوله تعالى : (( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين )) . وقوله جل ذكره : (( أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون )) . أستمع حفظ
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ( إن هذا البلد حرمه الله لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها )
الشيخ : واضح ولا لا ؟ ما يحتاج تعليق في الواقع واضح .
15 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ( إن هذا البلد حرمه الله لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ) أستمع حفظ
باب : توريث دور مكة وبيعها وشرائها وأن الناس في مسجد الحرام سواء خاصة . لقوله تعالى : (( إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) . البادي : الطاريء . معكوفا : محبوسا .
الشيخ : معكوفا يعني والهدي معكوفا آية أخرى
القارئ : عندي طمس ، معكوفاً محبوسا
الشيخ : يريد بهذا رحمه الله العاكف فيه أي المقيم الذي لا يخرج منه كالمحبوس يعني معناه المقيم الذي لا يخرج كالمحبوس وأما البادي فهو الطارئ ويسمى عند الفقهاء الافاقي نسبة إلى الافاق هذه المسألة في الواقع اختلف فيه العلماء توريث دور مكة وبيعيها وشرائها وأن الناس في المسجد الحرام سواء خاصة يعني في المسجد الذي هو المسجد ، توريثها يعني أنها تورث بيعها وشراؤها بناء على أنها تملك وهذه المسألة اختلف فيها العلماء رحمهم الله تعالى فمنهم من قال إنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها ولا تأجيرها لقوله تعالى (( سواء العاكف فيه والباد )) ومنهم من قال يجوز بيعها وشراؤها وتأجيرها لأنه إذا ثبت التوريث ثبت الملك وإذا ثبت الملك صار شاملا لملك العين وملك الانتفاع ، ومنهم من فصل قال أما ملكها وبيعها وشراؤها عيناً فلا بأس به فهو ثابت ، وأما تأجيرها فلا يجوز وأن من عنده فضل مساكن في مكة يجب عليه فتحها للحجاج فلا يختص بها وعللوا ذلك بأن مكة حرم كالمساجد وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يجري فيها ملك العين من بيع وشراء وهبة وتوريث وغير ذلك ولا يجري فيها ملك المنفعة بل يكون صاحب البيت أحق به من غيره وإذا أستغنى عنه وجب فتحه للناس يسكنونه بدون أجرة لكن العمل الآن على أنه ملك تام يملك فيه المالك العين والمنفعة ولهذا يجري فيه التبايع ويجري فيه التأجير والرهن والإرتهان والإيقاف وغير هذا ، نذكر الخلاف .
16 - باب : توريث دور مكة وبيعها وشرائها وأن الناس في مسجد الحرام سواء خاصة . لقوله تعالى : (( إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) . البادي : الطاريء . معكوفا : محبوسا . أستمع حفظ