باب : توريث دور مكة وبيعها وشرائها وأن الناس في مسجد الحرام سواء خاصة .
تتمة القراءة من الشرح مع تعليق الشيخ
الشيخ : أقول هذا لازم غريب ، فهمتوه ؟ يقول لو قلنا بهذا كان لا يجوز لأحد أن يبول في مكة ولا يتغوط لأنها مسجد ، نعم
القارئ : قال : " ولا نعلم عالما منع من ذلك ولا كره لحائض ولا لجنب دخول الحرم ولا الجماع فيه ولو كان كذلك لجاز الاعتكاف في دور مكة وحوانيتها ولا يقول بذلك أحد والله أعلم ، قلت والقول بأن المراد بالمسجد الحرام الحرم كله ورد عن ابن عباس وعطاء ومجاهد أخرجه ابن أبي حاتم وغيره عنهم والأسانيد بذلك كلها إليهم ضعيفة وسنذكر في باب فتح مكة من المغازي الراجح من الخلاف في فتحها صلحا أو عنوة ، إن شاء الله تعالى . "
الشيخ : ما ذكر كلام شيخ الاسلام رحمه الله إلا أن ذكره أثر عمر رضي الله عنه بأنه أمر أن لا يكون عليها أبواب أيام الحج يؤيد ما قاله الشيخ رحمه الله ، نعم
حدثنا أصبغ قال أخبرني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ( أنه قال يا رسول الله أين تنزل في دارك بمكة فقال وهل ترك عقيل من رباع أو دور وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب ولم يرثه جعفر ولا علي رضي الله عنهما شيئاً لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لا يرث المؤمن الكافر ) قال ابن شهاب وكانوا يتأولون قول الله تعالى (( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ... ))
الشيخ : يعني معللاً قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور ) وإلا فالحديث ثابت ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) ، نعم
القارئ : " قال ابن شهاب : وكانوا يتأولون قول الله تعالى : (( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض )) "
الشيخ : يعني يتأولونه ينزلونه على أن اختلاف الدين لا ميراث فيه .
3 - حدثنا أصبغ قال أخبرني ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ( أنه قال يا رسول الله أين تنزل في دارك بمكة فقال وهل ترك عقيل من رباع أو دور وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب ولم يرثه جعفر ولا علي رضي الله عنهما شيئاً لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لا يرث المؤمن الكافر ) قال ابن شهاب وكانوا يتأولون قول الله تعالى (( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ... )) أستمع حفظ
باب : نزول النبي صلى الله عليه وسلم مكة .
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد قدوم مكة منزلنا غدًا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر )
الشيخ : شرحه
5 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد قدوم مكة منزلنا غدًا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر ) أستمع حفظ
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ
الشيخ : قوله إنها للتبرك خطأ بل هي للتعليق ولو شاء الله تعالى ما حصل لهم النزول وقد قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : (( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا ، إلا أن يشاء الله ))
حدثنا الحميدي حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( قال النبي صلى الله عليه وسلم من الغد يوم النحر وهو بمنًى نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر ) يعني ذلك المحصب وذلك أن قريشاً وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب أو بني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال سلامة عن عقيل ويحيى بن الضحاك عن الأوزاعي أخبرني ابن شهاب وقالا بني هاشم وبني المطلب قال أبو عبد الله بني المطلب أشبه .
الشيخ : هذا التقاسم يعني التحالف تحالف باطل لكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدل شعائر الكفر بشعائر الإسلام فينزل في هذا المكان الذي تقاسمت فيه قريش يعني تحالفت على مهاجرة بني هاشم وبني عبد المطلب يقول وبني المطلب أشبه .
لا واحد واحد أو بعضه متصل بالثاني
الطالب : ...
الشيخ : لا لا ، بعد أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم من منى نزل بالمحصب
السائل : بين مكة ومنى ؟
الشيخ : نعم في ذلك الوقت بين مكة ومنى ، الآن في وسط مكة ولا يمكن النزول به الآن ، على أن النزول بالمحصب بعد النفر من منى مختلف فيه ، فقيل أنه سنة وقالت عائشة رضي الله عنها إنما نزله النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أسهل لخروجه ، نعم
7 - حدثنا الحميدي حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( قال النبي صلى الله عليه وسلم من الغد يوم النحر وهو بمنًى نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر ) يعني ذلك المحصب وذلك أن قريشاً وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب أو بني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال سلامة عن عقيل ويحيى بن الضحاك عن الأوزاعي أخبرني ابن شهاب وقالا بني هاشم وبني المطلب قال أبو عبد الله بني المطلب أشبه . أستمع حفظ
هل يجوز إستلام الركن بدون طواف ؟
الشيخ : والله ما أعرف الآن إلا أن إستلام الركن يعني الحجر الأسود من مستحبات الطواف فقط يعني حتى الآن ما بلغني ولم أصل إلى أن إستلامه مطلقاً سنة ، نعم يحيى
" إن شاء الله " متى تكون للتبرك ؟
الشيخ : في الشيء المحقق في الشيء المحقق ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور : ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) وهذه المسألة في الشيء المحقق إذا ورد التعليق بالمشيئة فقيل إنها للتبرك وقيل إنها للتعليل وقيل إنها شرط للوصف لا لأصل الفعل فمثلاً ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) نقول للتبرك أو أنها للتحقيق وأن ذلك واقع بمشيئة الله أو أن المعنى ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) يعني في الموت على الإيمان ومن ذلك إذا قال الانسان أنا مؤمن إن شاء الله هل يجوز أو لا يجوز ؟ إختلف في هذا العلماء منهم من قال إنه لا يجوز وإذا قال الإنسان أنا مؤمن إن شاء الله فهو كافر بناءً على أن التعليق للشك والتردد ونحن نقول إنه إذا قال أنا مؤمن إن شاء الله فعلى حسب النية إن كان متردداً يا عبد الله وين أنت
الطالب : معك
الشيخ : وش أخر كلمة
الطالب : كان حسب النية
الشيخ : نعم ، أخر كلمة
الطالب : الله أعلم
الشيخ : الله أعلم ، سبحان الله إذاً سارح لكنك ما أبعدت أليس كذلك ؟ أي ، إذا قال إنا إن شاء الله إن كان الذي حمله على ذلك التردد والشك فلا إشكال أنه كافر ، لأن الايمان يجب أن يكون جزماً وإن كان قاصده أنا مؤمن إن شاء الله يعني بمشيئة الله فهذا حق لأنه لا إيمان إلا بمشيئة الله وإن قال أنا مؤمن إن شاء الله قلتها تبركاً لا تعليلا فهذا أيضاً لا بأس به فصارت ثلاثة أقسام : إن قالها تردداً فهو كافر إن قالها تبركاً فهو جائز إن قالها تعليلاً أن إيمانه وقع بمشيئة الله فهو أيضاً جائز ، طيب هل تقال في الأمور المحققة مثل إنسان صلى وسلم فقلت له صليت ؟ قال إن شاء الله ، فهذا إن أراد الفعل فهو لغو وإن أراد الثواب فهو حق ، طيب إنسان أعطيته خبزاً فأكلها قلت أكلت الخبزة قال إن شاء الله ، يحتاج لهذا ؟ لا يحتاج هذا لغوا وما أشبه ذلك ، المهم التعليق بالمشيئة له أحكام مختلفة ...
باب : قول الله تعالى : (( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ... ))
الشيخ : ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب آيات فقط وكأنه لم يكن حديث على شرطه ، باب قوله تبارك وتعالى : (( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد ءامناً )) أي : واذكر إذ قال ، وإبراهيم : هو الخليل عليه الصلاة والسلام إمام الحنفاء (( رب اجعل هذا البلد ءامناً )) وهذا دعاء بعد أن تم البلد (( اجعل هذا البلد ءامناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام )) ، (( واجنبني )) اي اجعلني ابتعد أنا وبني عن عبادة الأصنام والأصنام كل ما عبد من دون الله فهو صنم سواء كان من حجر أو شجر أو قمر أو شمس أو غير ذلك ، وقوله : (( اجنبني وبني )) هل أجاب الله دعاءه ؟ نقول أما من جهة بنيه لصلبه فقد أجاب الله دعاءه وأما ذريته من بعد ذلك فإن منهم من عبد الأصنام فقريش تعبد الأصنام والله عز وجل حكيم يجيب بعض الدعوات دون بعض ويجيب في الدعوة الواحدة بعضها دون بعض ، (( رب إنهن أضللن كثيراً من الناس )) يعني الأصنام أضلت أي صارت سبباً لضلال كثير من الناس (( فمن تبعني فإنه مني )) لأنه إهتدى بهديه (( ومن عصاني فإنك غفور رحيم )) وهذه دعوة ابراهيم عليه الصلاة والسلام دعوة رؤوفة رحيمة لم يقل من عصاني فأنزل به بأسك قال (( فإنك غفور رحيم )) ليس على المعصية إلا إذا كانت المعصية دون الشرك فإن الله قد يغفرها أما الشرك فلا يغفر ولكن الدعاء بالمغفرة للمشرك يعني أن يوفق للإسلام والتوحيد فيغفر له ، (( ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع )) إلى آخره (( ربنا إني أسكنت )) أي جعلتهم يسكنون (( من ذريتي )) من هنا للتبعيض والمراد بهم إسماعيل وبنوه وأما إسحاق وبنوه ففي الشام (( من ذريتي بواد غير ذي زرع )) نعم بوادي لأن مكة شرفها الله وادي بين جبال (( غير ذي زرع )) يعني لا يزرع (( عند بيتك المحرم )) وهذا فضل للبيت أنه محرم يعني تحريم تعظيم فهو بمعنى محترم وقوله (( ربنا ليقموا الصلاة )) يعني أني أسكنتهم بهذا ليقيموا الصلاة وفيه دليل على أهمية الصلاة ولا سيما في مكة عند بيت الله الحرام (( فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم )) اجعل بمعنى صير وأفئدة مفعولها الأول ومفعولها الثاني تهوي إليهم أي تميل اليهم ، قال أفئدة من الناس ولم يقل أفئدة الناس لأن الحج لا يجب على كل أحد إنما يجب على من كان قادرا ، قال بعض العلماء لو قال أفئدة الناس تهوي إليهم وأجابها الله لوجب على جميع الناس أن يحجوا ، وفي هذا من المشقة ما هو ظاهر ولكن الله ألهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يقول (( من الناس تهوي إليهم )) ، وهذا هو الواقع فما من مسلم مؤمن إلا وقلبه يميل إلى البيت الحرام ويود أن يحج كل عام وأن يعتمر كل شهر وهذا شيء ألقاه الله عز وجل في قلوب العباد ليس لأحد فيه صنع (( وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )) أي اعطهم من الثمرات لعلهم يشكرون وقد أجاب الله تعالى دعوته فجعل أفئدة من الناس تهوي إليه ورزقهم من الثمرات كما قال عز وجل (( أولم نمكن لهم حرم آمناً )) كمل يا آدم (( يجبى إليهم ثمرات كل شيء رزقاً من لدن ولكن أكثرهم لا يعلمون )) ، نعم
10 - باب : قول الله تعالى : (( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ... )) أستمع حفظ
قول إبراهيم عليه السلام (( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام )) هل هذا خوف حقيقي أم لتنبيه الغير ؟
الشيخ : لا هذا خوف حقيقي ولهذا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال باب الخوف من الشرك ثم ذكر الآية ، ثم ذكر في المسائل أنه إذا كان إبراهيم الخليل إمام الحنفاء يخاف الشرك فما بالك بمن دونه ومن المعلوم أنه من لم يعصمه الله فلا عاصم له فيؤخذ من هذا ما أشار إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنه يجب على الإنسان أن يخاف من الشرك يخاف من الرياء يخاف من العجب وما أشبه ذلك من أنواع الشرك ، قد يقول قائل إن قوله (( اجنبني وبني أن نعبد الأصنام )) أن قوله : (( أن نعبد الأصنام )) عائد على بنيه فقط لأنه هو الذي يتصور منهم أن يعبدوا الأصنام ويقال إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع كونه إمام الحنفاء وإمام الموحدين لا يأمن من الشرك كل إنسان لا يأمن
11 - قول إبراهيم عليه السلام (( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام )) هل هذا خوف حقيقي أم لتنبيه الغير ؟ أستمع حفظ
بعض المفسرين يفسرون هذا القول اجعلني في جانب والأصنام في جانب ؟
الشيخ : اه هذا هو
السائل : ومثله قوله سبحانه : (( من يحاد الله ورسوله )) قال الله ورسوله في جانب وعبادة الأصنام في جانب
الشيخ : لا ومن عصى الله ورسوله في جانب لأن من يحادد الله ورسوله أعم من كونها شركا ، نعم يا سليم
فائدة : كلما ازداد الإنسان في الطاعة زاد الخوف من الله وكلما ازداد غفلة زاد الأمن .
الشيخ : صحيح صدقت ، يقولون من كان بالله أعرف كان منه أخوف ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى السحاب مقبلاً جعل يقبل ويدبر ويتغير وجهه حتى تمطر ولما قالت له عائشة : ( يا رسول الله كيف هذا ؟ قال : يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب وقد عذب قوم بالريح ) وهم عاد لما أجدبت أرضهم وجاء هذا الهواء العاصف يحمل من الرمال والأتربة ما جعله أسود كأنه سحاب عظيم (( قالوا هذا عارض ممطرنا )) فقال الله تعالى : (( بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها )) وقال الحسن فيما أظن أنه الحسن : " ما أمن النفاق إلا منافق ولا خاف النفاق إلا مؤمن " اللهم أعذنا من النفاق والشرك
الطلاب : آمين
باب : قول الله تعالى : (( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم )) .
الشيخ : قال الله تعالى : (( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس )) (( الكعبة )) اسم (( والبيت )) كذلك اسم (( الحرام )) وصف الحرام يعني ذا الحرمة والتعظيم (( قياماً للناس )) في دينهم ودنياهم فهو قيام للناس في دينهم يؤدون فيه المناسك التي هي أحد أركان الإسلام الحج وفي دنياهم ما يحصل فيه من الرزق والمكاسب كما قال الله عز وجل : (( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم )) أي تجارة وتكسباً كما قال عز وجل في الجمعة إذا قضيت الصلاة (( فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله )) فهو قيام للناس في أمور دينهم ودنياهم كذلك أيضا الشهر الحرام والشهر هنا واحد يراد به الجنس يعني الأشهر الحرم وهي يا يحيى ؟ الأشهر الحرم ما هي ؟
الطالب : ذو القعدة وذو الحجة والذي قبل ذو القعدة
الشيخ : لا شوال قبل ذو القعدة لكنه ليس منها ، هو من أشهر الحج لكنه ليس من الأشهر الحرم ، ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب هذه الأشهر الحرم ، هذه الأشهر الحرم يحرم فيها القتال حتى الكفار لا يجوز أن تقاتلهم في هذه الأشهر إلا إن اعتدوا عليك واختلف العلماء رحمهم الله هل نسخ تحريم القتال فيها أم لا ؟ والصحيح أنه لم ينسخ وأنه لا يجوز قتال الكفار فيها ابتداء إلا أن ابتدؤوا بالقتال أو كان امتدادا لحرب سابقة ، طيب الشهر الحرام قلت أنه مفرد والمراد الجنس إذًا يشمل الأربع كلها ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب جعله الله تعالى قياما للناس لأن الناس في هذه الأشهر الحرم يأمنون حتى في الجاهلية يمر الرجل بعدوه في الفلاة في هذه الأشهر لا يقتله أشهر محترمة معظمة إذًا تكون قياما للناس بأي شيء ؟ بالأمن الذي يتمكنون به من السفر للتجارة وغير التجارة والهدي قياماً للناس أيضا الهدي والقلائد ، الهدي معروف والقلائد ما يقلد به الهدي جعله الله قياماً للناس كيف ذلك ؟ بالنسبة للفقراء الذين ينتفعون به واضح ولا غير واضح ؟ واضح يأكلون وينعمون بالنسبة للأغنياء واضح أيضا لأنه يتحرك السوق سوق المواشي والبهائم فيكون بذلك قيام للناس ثم قال عز وجل : (( ذلك لتعلموا )) يعني بلغناكم (( ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات والارض وأن الله بكل شيء عليم )) ، يعلم عز وجل ما في السماوات وما في الأرض من دقيق وجليل وظاهر وخفي حتى ما يخفيه الإنسان في قلبه ، قال الله تعالى : (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه )) بل يعلم عز وجل ما تؤول إليه حالك وأنت لا تعلم كما قال عز وجل : (( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدا وما تدري نفسٌ بأي أرض تموت )) ، طيب وهل هناك علم وراء السماوات والأرض ؟ نعم ولهذا قال : (( وأن الله بكل شيء عليم )) هذا تعميم بعد تخصيص السماوات والأرض بالنسبة لكل شيء ، بعض من كل فيكون قوله : (( وأن الله بكل شيء عليم )) من باب عطف أيش يا أخ ، من باب أيش عطف ؟
السائل : ما أعرف
الشيخ : ما تعرف ليش أنت أمامي الآن من أقرب الناس الي ، إذا قلت جاء محمد والطلبة
السائل : ... الخاص والعام
الشيخ : لا ، .. الخاص على العام قلت لا ، ... قلت من باب عطف الخاص على العام الظاهر هكذا بدون علم ، أيهن أعم إذا قلت جاء محمد وهو من الطلبة والطلبة أيهن أعم ؟
السائل : الثاني
الشيخ : إذا (( وأن الله بكل شيء عليم )) أعم من قوله : (( ما في السماوات والأرض )) ، نعم
14 - باب : قول الله تعالى : (( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم )) . أستمع حفظ
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة . )
الشيخ : قوله يخرب الكعبة أي يهدمها وينقضها حجرا حجرا ذو السويقتين تصغير ساقين يعني أنه رجل له ساق ضعيفة هزلة وقوله ( من الحبشة ) بيان لأصل هذا الرجل أنه من الحبشة ومعه جنوده ينقضها حجرا حجرا كل واحد منهم يمد الحجر لصاحبه حتى يرموه في البحر إذًا فهم جنود كثيرة يتمادون الأحجار من مكة إلى جدة فإن قال قائل كيف يمكن الله عز وجل هؤلاء من نقض الكعبة حجرا حجرا ولم يمكن أصحاب الفيل من هدمها ؟ فالجواب لأن الأمر ظاهر هدم الكعبة في وقت الفيل ليس من الحكمة لأنه سيبعث من هذا المكان مكان الكعبة نبي يقوم به الإسلام وتحج به الكعبة وتعظم فيه الكعبة فلذلك حماها الله عز وجل لأنه يعلم سبحانه وتعالى أنها ستعمر أما تسليط ذي السويقيتين فلأن أهل مكة يمتهنونها ولا يبقى في قلوبهم حرمة لها ويكون الحج إليها كالحج إلى الآثار لا لعبادة الرحمن فإذا وصلت الحال بهذا البيت المعظم إلى هذه الإهانه صار بقاؤه بينهم ايش إهانه له فسلط عليه ذو السويقتين كما أن القرآن الكريم كلام الله عز وجل إذا أعرض الناس عنه إعراضا كلياً نزع من المصاحف والصدور أصبح الناس وليس في المصاحف حرف من القرآن وليس في الصدور حرف من القرآن لماذا ؟ لأنهم امتهنوه وهو أعظم من أن يبقى بين قوم يمتهنونه ولهذا يجب على طلبة العلم الآن أن يحموا هذا القرآن العظيم بقدر ما يستطيعون لئلا يمتهن فينسى وهذا معنى قول السلف في القرآن منه أي من الله بدأ وإليه يعود ، نعم
15 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة . ) أستمع حفظ
شخص مستطيع بماله وببدنه كل سنة يقول سأحج السنة القادمة بخلاً وتهاوناً ومات على هذه الحال هل يجب على ورثته أن يحجوا عنه بماله ؟
الشيخ : أما المشهور عند أكثر العلماء فهو يجب أن يحج عنه بماله لأن الحج دين في ذمته وأما على ما أختاره شيخ الاسلام ابن تيمية وهو قوي جدا على ما اختاره ابن القيم رحمه الله وهو قوي جدا فإنه لا يحج عنه لماذا ؟ لأنه أخره عمداً وذكر رحمه الله أن قواعد الشريعة تقتضي هذا أنه لا يحج عن فإن قيل هذا ينتقض عليكم بالزكاة لو أخرها تهاوناً حتى مات فيجب إخرجها فالجواب أن الزكاة يتعلق بها حق آدمي لها طلاب فلا تسقط تخرج للأدمي لمستحقها والميت يعامل معاملة من لم يخرجها ، أفهمت يا يحيى ؟
السائل : أي نعم
الشيخ : طيب
16 - شخص مستطيع بماله وببدنه كل سنة يقول سأحج السنة القادمة بخلاً وتهاوناً ومات على هذه الحال هل يجب على ورثته أن يحجوا عنه بماله ؟ أستمع حفظ
بارك الله فيك هل نفهم من الآية الأولى من إستغفار إبراهيم عليه السلام للمشركين أنه يجوز كذلك الإستغفار لهم بنية الهداية ؟
الشيخ : هذه الآية نسخها قول الله عز وجل : (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى )) لكن أدع الله لهم بالهداية ... ، نعم
17 - بارك الله فيك هل نفهم من الآية الأولى من إستغفار إبراهيم عليه السلام للمشركين أنه يجوز كذلك الإستغفار لهم بنية الهداية ؟ أستمع حفظ
ما مدى صحة ما يذكرونه في ضابط السلامة من الشرك الأصغر بقولهم أن تعبد الله وكأن أحداً ليس من خلق الله على أرض الله يراك ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : أعبد الله على أرض الله وليس وكأنه ليس أحد من خلق الله يراك ليسلم من الشرك الأصغر إذا خرج لعبادة الله .
الشيخ : لعل هذا الإحسان اللي يقصدوه أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
السائل : من أجل أن يسلم من الشرك الأصغر يستشعر هذا ...
الشيخ : لا ، بل أعبد الله ولو كان عندك الناس كلهم وإذا كنت إماما في العلم فاعبد الله ليراك الناس فيقتدون بك .
السائل : لا يقصدون أن يختفي عن الناس وإنما يستشعر أنه ليس أحد من الخلق يراه فيخلص العبادة لله
الشيخ : هذا غلط كيف يستشعر والناس جنبه لكن نعم يعبده يقول أني أنا سأعبد الله سواء عندي أحد أو ما عندي أحد ، نعم
18 - ما مدى صحة ما يذكرونه في ضابط السلامة من الشرك الأصغر بقولهم أن تعبد الله وكأن أحداً ليس من خلق الله على أرض الله يراك ؟ أستمع حفظ
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ح و حدثني محمد بن مقاتل قال أخبرني عبد الله هو ابن المبارك قال أخبرنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ( كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان وكان يوماً تستر فيه الكعبة فلما فرض الله رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء أن يصومه فليصمه ومن شاء أن يتركه فليتركه )
الشيخ : الشاهد من هذا قوله ( وكان يوما تستر فيه الكعبه ) تعظيما لها واحتراما لها لئلا تتلوث بالأمطار والرياح وما أشبه ذلك ، نعم
19 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ح و حدثني محمد بن مقاتل قال أخبرني عبد الله هو ابن المبارك قال أخبرنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ( كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان وكان يوماً تستر فيه الكعبة فلما فرض الله رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء أن يصومه فليصمه ومن شاء أن يتركه فليتركه ) أستمع حفظ
حدثنا أحمد حدثنا أبي حدثنا إبراهيم عن الحجاج بن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج ) تابعه أبان وعمران عن قتادة وقال عبد الرحمن عن شعبة قال ( لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت ) والأول أكثر سمع قتادة عبد الله وعبد الله أبا سعيد .
الشيخ : هذا فيه حديث الأول قال : ( ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج ) وخروج يأجوج ومأجوج يكون بعد الدجال وهو من آخر علامات الساعة الكبرى ويأجوج ومأجوج قبيلتان عظيمتان كثيرتان من بني آدم ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدث أن الله تعالى يقول لآدم يوم القيامة : ( يا آدم فيقول : لبيك وسعديك فيقول أخرج من ذريتك بعثا إلى النار أو قال بعث النار قال يا رب وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ) من بني آدم كلهم إلى النار والباقي في الجنة فعظم ذلك على الصحابة وقالوا : " يا رسول الله أينا هذا الواحد ؟ فقال : ( أبشروا إنكم في أمتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ) يأجوج ومأجوج في عهد ذي القرنين كانوا في الشرق في شرق آسيا وطلب منه من دونهم أن يجعل بينهم وبينهم سدا فأجاب وقال (( ءاتوني زبر الحديد )) فأتوا به فلما ساوى بين الصدفين أي بين الجبلين يعني جمعوا حديدً عظيماً حتى ساوى الجبلين ، قال انفخوا ، يعني انفخوا عليه بالنار وهذا يقتضي حطباً عظيماً فلما جعله ناراً (( قال أتوني أفرغ عليه قطرا )) يعني نحاساً وهذا الحديد المجمع العظيم الذي ساوى بين الصدفين صار ناراً ثم أفرغ عليه النحاس المذاب لأن قوله : (( افرغ عليه )) معناه أنه ذائب حتى يتخلل هذا الحديد ويكون قوياً قال الله عز وجل : (( فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا )) (( أن يظهروه )) يعني يصعدوا فوقه ويأتون إلى هؤلاء القوم (( وما استطاعوا له نقبا )) إذًا لا يمكنهم التجاوز لا من فوق ولا من النقب ، ولكن أستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة محمرا وجهه وهو يقول : ( لا إله الا الله ويل للعرب من شر قد إقترب فتح اليوم من سد يأجوج ومأجوج مثل هذه هكذا وأشار بأصبعه السبابة والإبهام ) إذًا شرهم وفسادهم قد إنفتح بهذا القدر من عهد النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء القوم يُبعثون البعث الأخير ويخرجون إلى الناس بعد قتل الدجال فيوحي الله عز وجل إلى عيسى وهو في ذلك الوقت وجود إلى عيسى وهو في ذلك الوقت موجود : ( إني قد أخرجت عباداً لا يدان لأحد بقتالهم ) يعني يأجوج ومأجوج ، يعني ما أحد يقدرهم لأنهم كثير جداً ( فحرز عبادي إلى الطور ) يعني اجعلهم يحترزون بالجبل فصعد الجبل وحُصر هو ومن معه من المؤمنين ثم إن الله تعالى بلطفه أنزل على هؤلاء يأجوح ومأجوج النغف في رقابهم دودة تأكل المخ فأصبحوا صرعى في ليلة واحدة سبحان الله حتى أنتن بهم الهواء فرغب عيسى عليه السلام ومن معه إلى الله أن يعني يسد هذا النتن ، فقيل إن الله بعث طيوراً تحمل الرجل الطير الواحد يحمل الرجل ويلقيه في البحر ، وهذه رواية ، رواية أخرى أن الله بعث عليهم أمطاراً عظيمة اجتثتهم وألقتهم في البحر ولا منافاة يمكن أن يكون هذا وهذا ( سيُحج هذا البيت بعد خروج يأجوج ومأجوج ) يحجه عيسى ومن معه يحجون البيت الحرام بعد يأجوج ومأجوج ، وأما قوله : ( لا تقوم الساعة حتى لا يُحج البيت ) يقول البخاري رحمه الله والأول أكثر ولكن عندي أنه لا حاجة للترجيح ، لماذا ؟ لإمكان الجمع ، يعني بعد أن يحج عيسى عليه الصلاة والسلام والمؤمنون معه يموتون ثم بعد ذلك لا يُحج البيت لأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق ، نشوف هذا البحث من البخاري ".
20 - حدثنا أحمد حدثنا أبي حدثنا إبراهيم عن الحجاج بن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج ) تابعه أبان وعمران عن قتادة وقال عبد الرحمن عن شعبة قال ( لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت ) والأول أكثر سمع قتادة عبد الله وعبد الله أبا سعيد . أستمع حفظ