تتمة شرح حديث : حدثنا عبد الله بن يوسف قال أحبرنا مالك عن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك رضي الله عنه وهما غاديان من منى إلى عرفة : كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه .
الشيخ : وإن صلى فصلاته باطلة وعليه أن يعيدها ظهرا ، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يصل الجمعة أنه خطب الناس بعد أن صلى الظهر والعصر ، وخطبة الجمعة تكون قبل الصلاة ، ويدل لهذا أيضا أن الجمعة لا تجمع إليها العصر فتعين أن تكون صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عرفة هي صلاة الظهر ، وقال : ( كان ابن عمر إذا فاتته الصلاة جمع بينهما ) كأن ابن عمر رضي الله عنه يرى أن الجمع سنة على كل حال في عرفة ، حتى إذا فاتته مع الإمام وصلى في خيمته فإنه يجمع ، وهذا هو الأقرب أن الإنسان يجمع في عرفة سواء صلى مع الإمام في مسجد عرنة أو صلى في خيمته
حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج أن يأتم بعبد الله بن عمر في الحج فلما كان يوم عرفة جاء ابن عمر رضي الله عنهما وأنا معه حين زاغت الشمس أو زالت فصاح عند فسطاطه أين هذا فخرج إليه فقال ابن عمر الرواح فقال الآن قال نعم قال أنظرني أفيض علي ماءً فنزل ابن عمر رضي الله عنهما حتى خرج فسار بيني وبين أبي فقلت إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم فاقصر الخطبة وعجل الوقوف فقال ابن عمر صدق .
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الملك بن مروان : ( كتب إلى الحجاج أن يأتم بعبد الله بن عمر في الحج فلما كان يوم عرفة جاء ابن عمر رضي الله عنهما وأنا معه حين زاغت الشمس أو زالت فصاح عند فسطاطه أين هذا فخرج إليه فقال ابن عمر الرواح فقال الآن قال نعم قال أنظرني أفيض علي ماءً فنزل ابن عمر رضي الله عنهما حتى خرج فسار بيني وبين أبي فقلت إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم فاقصر الخطبة وعجل الوقوف فقال ابن عمر صدق ). الشيخ : سبق هذا الحديث في نحو هذا السياق تماما القارئ : باب التعجيل الى الموقف .
السائل : خطبة عرفة هل هي خطبة مقصودة كخطبة الجمعة ؟ الجواب: لا ، لا الخطبة هذه من أجل موعظة الناس وإعلامهم بما يجب عليهم فقط ، فلو صلى ولم يخطب فلا حرج . السائل : الاستماع إليها ، يجب .. ؟ الشيخ : لا يجب ، الاستماع إليها لا يجب السائل : ... الشيخ : نعم ؟ السائل : هل يستحب له الاستماع إليها ولو من الراديو ؟ الشيخ : أي ما فيه شك استحباب الاستماع ما فيه إشكال ، ولكن هل يأثم الإنسان إذا أغلق الراديو وترك الاستماع ؟ لا يأثم ، نعم ، أيش ؟ السائل : ما معنى قوله : ( وعجل الوقوف ) ؟ الشيخ : يعني معناه تقدم اجمع جمع تقديم من أجل أن يتسع الوقت ، نعم
مسافر قال أناس يصلون الجمعة فقدموه لخطبة الجمعة فهل لهم ذلك ؟
السائل : يا شيخ ، أحسن الله إليك مسافر جاء إلى ناس يصلون الجمعة فقدموه لصلاة الجمعة ، هل لهم ذلك ؟ الشيخ : المذهب لا ، لأنها لا تصح إمامة غير المستوطن ولا خطبة غير المستوطن ولهذا عمل بعض الناس الآن يعني يأتي أناس من الدعاة يحضرون إلى المسجد فيقدمهم الإمام يخطبون ويصلون الجمعة ، على المذهب لا تصح صلاتهم لأنه يشترط في الإمام والخطيب أن يكون مستوطنا ، لكن القول الراجح خلاف ذلك ، وأنه إذا تقدم المسافر وصلى بالمستوطنين الجمعة وخطب بهم فلا حرج ، نعم
القارئ : باب : الوقوف بعرفة حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو حدثنا محمد .. الشيخ : كأن البخاري رحمه الله لم يسق الحديث، لأن الحديث الذي قبله صريح في هذا ، تكلم عليه ؟
القارئ : قوله : " باب التعجيل إلى الموقف كذا للأكثر هذه الترجمة بغير حديث وسقط من رواية أبي ذر أصلا ووقع في نسخة الصغاني هنا ما لفظه : يدخل في هذا الباب حديث مالك عن ابن شهاب يعني الذي رواه عن سالم وهو المذكور في الباب الذي قبل هذا ، ولكني أريد أن أدخل فيه غير معاد ، يعني حديثا لا يكون تكرر كله سندا ومتنا ، قلت : وهو يقتضي أن أصل قصده أن لا يكرر فيحمل على أن كل ما وقع فيه من تكرار الأحاديث إنما هو حيث يكون هناك مغايرة إما في السند وإما في المتن ، حتى لو أنه أخرج الحديث في الموضعين عن شيخين حدثاه به عن مالك لا يكون عنده معادا ولا مكررا وكذا لو أخرجه في موضعين بسند واحد لكن اختصر من المتن شيئا أو أورده في موضع موصولا وفي موضع معلقا ، وهذه الطريق لم يخالفها إلا في مواضع يسيرة مع طول الكتاب إذا بعد ما بين البابين بعدا شديدا ، ونقل الكرماني أنه رأى في بعض النسخ عقب هذه الترجمة : قال أبو عبد الله يعني المصنف يزاد في هذا الباب هم حديث مالك عن ابن شهاب ولكني لا أريد أن أدخل فيه معادا أي مكررا قلت كأنه لم يحضره حينئذ طريق للحديث المذكور عن مالك غير الطريقين اللتين ذكرهما ، وهذا يدل على أنه لا يعيد حديثا إلا لفائدة إسنادية أو متنية كما تقدم ، وأما قوله في هذه الزيادة التي نقلها الكرماني هم فهي بفتح الهاء وسكون الميم ، قال الكرماني : قيل إنها فارسية وقيل عربية ومعناها قريب من معنى أيضا " الشيخ : أيش ؟ القارئ : " أيضا ، قلت : صرح غير واحد من علماء العربية ببغداد بأنها لفظة اصطلح عليها أهل بغداد وليست بفارسية ، ولا هي عربية قطعا .. " الشيخ : إذا هي عرفية
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو حدثنا محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه كنت أطلب بعيرًا لي ح و حدثنا مسدد حدثنا سفيان عن عمرو سمع محمد بن جبير عن أبيه جبير بن مطعم قال أضللت بعيراً لي فذهبت أطلبه يوم عرفة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفة فقلت هذا والله من الحمس فما شأنه ها هنا .
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو حدثنا محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه : ( كنت أطلب بعيرًا لي ، وحدثنا مسدد حدثنا سفيان عن عمرو سمع محمد بن جبير عن أبيه جبير بن مطعم قال أضللت بعيراً لي فذهبت أطلبه يوم عرفة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفة فقلت هذا والله من الحمس فما شأنه ها هنا ). الشيخ : الحمس : يعني قريش كانوا لا يقفون بعرفة عصبية جاهلية يقولون : نحن أهل الحرم فلا نقف إلا في الحرم وكانوا يقفون في المزدلفة ، ولهذا قال جابر رضي الله عنه : ( فأجاز يعني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أتى عرفة ، وكانت قريش لا تشك إلا أنه واقف ) يعني بمزدلفة كما كانت قريش تفعل في الجاهلية ، نعم
حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة قال عروة كان الناس يطوفون في الجاهلية عراةً إلا الحمس والحمس قريش وما ولدت وكانت الحمس يحتسبون على الناس يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها وتعطي المرأة المرأة الثياب تطوف فيها فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عرياناً وكان يفيض جماعة الناس من عرفات ويفيض الحمس من جمع قال وأخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن هذه الآية نزلت في الحمس ((ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس)) قال كانوا يفيضون من جمع فدفعوا إلى عرفات .
القارئ : حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة قال عروة : ( كان الناس يطوفون في الجاهلية عراةً إلا الحمس والحمس قريش وما ولدت وكانت الحمس يحتسبون على الناس يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها وتعطي المرأة المرأة الثياب تطوف فيها فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عرياناً ) الشيخ : جهل جهل عظيم يعني ما يطوفون إلا بثياب من قريش ، ومن لم يحصل له هذا طاف عريانا ، لكن الحمد لله يقولون : يحتسبون والظاهر أن معنى يحتسبون يعني يعطونهم بدون عوض ، أي نعم القارئ : " كان يفيض جماعة الناس من عرفات ويفيض الحمس من جمع قال وأخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن هذه الآية نزلت في الحمس (( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس )) قال كانوا يفيضون من جمع فدفعوا إلى عرفات "
الشيخ : وفي قوله : (( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس )) دليل على أن مزدلفة بعد عرفة ، فلو أن إنسانا وقف في مزدلفة قبل عرفة ثم ذهب إلى عرفة ووقف بها ، ثم خرج من طريق آخر لا يأتي مزدلفة إلى منى فإنه لا يعتبر واقفا في مزدلفة ، لابد أن تكون مزدلفة بعد عرفة السائل : هذا في حجة الوداع ؟ الشيخ : حجة الوداع ، لا ، قالها في نفسه ما أظن أن يخفى عليه أو أن الرسول ما حج إلا هذه الحجة ولا وقف بعرفة إلا في تلك الحجة ، نعهم السائل : جزاكم الله خيراً يا شيخ ، الحائض المرأة إذا انقطع عنها العذر ولم تغتسل فهل إذا توضأت لها أن تبقي في المسجد ؟ الشيخ : لا ، ليست كالجنب.
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال سئل أسامة وأنا جالس كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع قال كان يسير العنق فإذا وجد فجوةً نص قال هشام والنص فوق العنق قال أبو عبد الله فجوة متسع والجميع فجوات وفجاء وكذلك ركوة وركاء مناص ليس حين فرار .
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال : ( سئل أسامة وأنا جالس كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع ؟ قال كان يسير العنق فإذا وجد فجوةً نص ، قال هشام والنص فوق العنق ، قال أبو عبد الله فجوة متسع والجميع فجوات وفجاء وكذلك ركوة وركاء مناص ليس حين فرار ). الشيخ : يشير إلى قوله : (( ولات حين مناص )) أي لات حين فرار ، هذا كيفية الدفع من عرفة فيما إذا كانت الأمور تأتي للإنسان على هواه فإنه يدفع بسير مطمئن ، وإذا وجد فجوة أسرع أي متسع وكان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم حين دفع من عرفة قد شنق لبعيره الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ، يعني أنه جذب رقبتها حتى وصل الرأس إلى موقع الرحل ويقول بيده : ( السكينة السكينة ) لكن هذه تغيرت الآن ، اللهم إلا أن يهيئ لشخص طريق خاص به فيمكن .
حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن موسى بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أفاض من عرفة مال إلى الشعب فقضى حاجته فتوضأ فقلت يا رسول الله أتصلي فقال الصلاة أمامك )
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن موسى بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أفاض من عرفة مال إلى الشعب فقضى حاجته فتوضأ فقلت يا رسول الله أتصلي فقال الصلاة أمامك ) الشيخ : وعلى هذا فلا يصلي الإنسان إذا دفع من عرفة إلا بمزدلفة ولو تأخر ما لم يخش خروج الوقت أي منتصف الليل فإن خشي خروج الوقت نزل وصلى في أثناء الطريق فإن لم يتيسر له لكثرة الزحام بالسيارات فليصل على راحلته للضرورة ، ويفعل ما يستطيع من الواجبات ولكن لو صلى في الطريق مع السعة فهل تصح صلاته ؟ قال ابن حزم : " صلاته لا تصح لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( الصلاة أمامك ) يعني في مزدلفة فلو صلى بالطريق لم تصح صلاته " ، لكن قوله ضعيف رحمه الله لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) وإنما قال : ( الصلاة أمامك ) ، لأنه أرفق بالناس أرأيتم لو وقف الحجيج ليصلوا المغرب والعشاء ، والليل قد أسدل ظلامه ، أيكون في هذا مشقة ؟ نعم ، لا شك إنه يكون فيه مشقة ، ولا يعرف هذه المشقة إلا من حج على الإبل والنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يصير بأمته الرفق فأخر صلاة المغرب حتى يصل إلى المزدلفة وينزل الناس مرة واحدة ، فالصواب : أن الصلاة تصح في كل مكان إلا في الأماكن الممنوعة وأن الناس لو صلوا فيما بين عرفة ومزدلفة فلا بأس ، ويكون قوله : ( الصلاة أمامك ) من باب الرفق بالناس ، نعم
في الحديث الذي قبل هذا كيف قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( السكينة السكينة وإذا وجد فجوة أسرع ) ؟
السائل : يا شيخ ، حفظك الله كأن الحديث الذي قبل هذا ظاهره التناقض كأنه ؟ الشيخ : أيش ؟ كيف ذلك ؟ السائل : لأنه يا شيخ الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( السكينة السكينة ) وإذا وجد فجوة أسرع ، كيف يعني ؟ الشيخ : هاه ( السكينة السكينة ) لأن الناس إذا انصرفوا انصرفوا بعنف وتزاحم ، فهمت ؟ وضرب للإبل فأمرهم بالسكينة ، والسكينة في كل موضع بحسبه قد تكون نسبية فهو يسير العنق فإذا وجد فجوة نص من أجل أن يبادر الليل.
إن كان في مطار جدة وحضرت صلاة المغرب فهل له أن يصلي المغرب في جدة أو يصبر ولو خرج وقت المغرب حتى يصلي في الحرم ؟
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك ، إن كان في مطار جدة وحضرت صلاة المغرب ، فهل الأولى له أن يصلي المغرب والعشاء في جدة أم يصبر حتى ولو خرج وقت المغرب إذا ذهب إلى الحرم ؟ الشيخ : لا ، الأفضل أن يصلي المغرب في وقتها .
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع قال : كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يجمع بين المغرب والعشاء بجمع غير أنه يمر بالشعب الذي أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدخل فينتفض ويتوضأ ولا يصلي حتى يصلي بجمع .
القارئ : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع قال : كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يجمع بين المغرب والعشاء بجمع غير أنه يمر بالشعب الذي أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدخل فينتفض ويتوضأ ولا يصلي حتى يصلي بجمع . الشيخ : هذا مما كان يفعله ابن عمر رضي الله عنهما يتوخى مواقع النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الشيء الذي وقع اتفاقا فيفعله ، وهذا من شدة محبته لاتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لكن يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " هذا الأصل خالفه غيره من الصحابة ، وقالوا : ما لم يظهر فيه نية التعبد فإنه لا يشرع " ، والذي يظهر لي أن ابن عمر لقوة محبته لإتباع آثار النبي صلى الله عليه وسلم يكون معذورا ، وإن كنا لا نرى أن يتعبد الإنسان بمثل هذا نظير ذلك ما مر علينا من قبل وهو تتبع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للدباء على الطعام يتتبعه يأكلها فبعض الناس يقول: يسن أن يتتبعه ، فنقول: لا ، هذا مما فعله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمقتضى شهيته لكن قد يقول الإنسان لقوة محبته لإتباع الرسول أفعل هذا لأن الرسول فعله وأنا ارتاح وأفرح بهذا لا على سبيل التعبد كما أن الإنسان إذا أحب شخصا اقتدى به حتى في نبرات صوته وحتى في كل أفعاله . الشيخ : يقول السائل : من لم يقف على الصفا والمروة ويدعو بالدعاء المعروف ، هل يصح سعيه ؟ الجواب : يصح لأن هذا على سبيل الاستحباب والناس الآن مع الزحام الشديد يشق عليهم أن يقفوا ثم إنه ربما لا يدعه الناس يقفون ، نعم السائل : الآن مع الزحام في الدفع من عرفة إلى المزدلفة ، أظن الماشي يصل قبل الراكب ، فأصحاب السيارات ما يدرون هل يصلون قبل منتصف الليل أم لا، من أجل إدراك الصلاة يعني ، فإذا خافوا فهل لهم أن يصلوا بعرفة ؟ الشيخ : لا بأس ، يعني لو خاف أن يدفع من عرفة أن لا يصل إلى مزدلفة إلا بعد منتصف الليل فليصلي في عرفة ولا بد .
حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال ( ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ فبال ثم جاء فصببت عليه الوضوء فتوضأ وضوءاً خفيفاً فقلت الصلاة يا رسول الله قال الصلاة أمامك فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المزدلفة فصلى ثم ردف الفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع . )
القارئ : حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال : ( ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ فبال ثم جاء فصببت عليه الوضوء فتوضأ وضوءاً خفيفاً فقلت الصلاة يا رسول الله قال الصلاة أمامك فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المزدلفة فصلى ثم ردف الفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع )
فوائد حديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة .
الشيخ : في هذا الحديث فوائد : منها تواضع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث أردف غيره على راحلته ولو كان عنده من الكبرياء شيء لقال : لا يركب معي أحد ، ومنها تواضع آخر حيث أردف أسامة بن زيد وهو مولى من الموالي ولم يردف أهل الجاه والشرف من الصحابة ، ومنها : شدة حياء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث مال إلى الشعب ونزل وبال وهكذا ينبغي أن الإنسان إذا أراد أن يبول أو يتغوط فليبعد حتى لا يراه الناس ، أو يستتر بما يستره عن الناس لأن ذلك أبلغ في الأدب والحياء ، ومنها : جواز التصريح بكلمة ( بال ) وإذا خاطبت إنسان تقول : هل بلت ؟ ولا يعد هذا سوء أدب ولهذا قال صاحب الفروع : " الأولى أن يقول أبول ولا يقول أريق الماء لأنه ما أراق الماء إنما أراق البول " ، الناس الآن عندنا يستنكفون من هذا أبول ما عندك أدب لماذا تقول أبول قال وش أقول ؟ قال قل طير الماء ههه ، وبعضهم يقول أنقض الوضوء ، هل نقول إذا جرى العرف بالاستحياء من الذكر الصريح في هذا فالأولى إتباع العرف ، أو نقول الأولى أن يصرح تبعا للسلف ؟ فيه تردد عندي ، لكن أميل إلى الأول ، ما دام الناس ما يعرفون هذا ويستنكفون من الإنسان وإذا فارقوه قالوا شوف فلان والله ما أحسب عنده حياء ما أحسب عنده أدب يقول أروح أبول ؟ فأظن أن الأولى اتباع العرف في هذا فهي ليست مسألة تعبدية ، ولكنها مسألة ينطق بها الناس حسب أعرافهم ، ومنها : جواز معونة المتوضئ لأن أسامة رضي الله عنه صب على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وضوءه ، وكما فعل المغيرة رضي الله عنه ، ومنها : أن الوضوء يكون خفيفا ويكون سابغا ، الوضوء الخفيف ليس معناه أن يقتصر على بعض الأعضاء ، معناه أن لا يكرر الغسل ، هذا الظاهر وإنما فعل ذلك صلى الله عليه وعلى آله وسلم لئلا يتأخر الناس في السير ، والوضوء الخفيف أعجل من الوضوء المسبغ ، ومنها : أنه لا يسن أن يصلي صلاة المغرب في أثناء السير من عرفة إلى مزدلفة ، ومنها : أن الرواة رحمهم الله قد يحذفون بعض الأشياء إما لنسيانهم إياها ، أو لأنهم لم يطلعوا عليها أو لسبب من الأسباب ، فهنا قال : (فصلى ) ولم يذكر لا أذانا ولا إقامة ولا جمعا ، لكن الأحاديث الأخرى بينت هذا ، ومنها : تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في أرداف الفضل بن عباس من صغار بني المطلب بل من صغار بني هاشم ، أردفه ، ومنها : أن التلبية لا تقطع في الحج سواء كان قرانا أو إفرادا أو حج تمتع إلا إذا شرع في رمي جمرة العقبة ، ولهذا قال : ( حتى بلغ الجمرة ) لأن الجمرة ابتداء التحلل فإنه إذا رمى وحلق حل ، فهي ابتداء التحلل ، والتلبية إنما تكون في ابتداء النسك ، نعم السائل : بارك الله فيكم جاء في بعض الألفاظ ما أدري في هذا الحديث أو غيره هذالوضوء من لا يريد الصلاة ، فما المراد بهذا ؟ الشيخ : ما سمعت بهذا ، وضوء من لا يريد الصلاة ما سمعت بهذا ، كيف ؟ السائل : من أحرم في اليوم السابع ، هل يجوز له التمتع ؟ الشيخ : أي نعم يجوز وهو أفضل ، لأن معه وقتا يتمتع به ، ثلاثة ؟ باقي واحد ، نعم السائل : التسميات الموجودة في عصرنا الآن ، مثل أن يسمى الكبير عم مثلا ، مثل أن يسمى الكبير عم وأبو الزوجة خال أو عم في بعض الناس هل الأولى متابعة الناس في هذا أو ؟ الشيخ : أما ما يتغير به الحكم فلا بد أن يعدل ، وأما ما لا يختلف به الحكم فلا بأس ، كلمة عم شرعية تقال للكبير وإن لم يكن عم نسب ، عم الرضاعة أيضا ، لكن كون أبي الزوجة يسمى عما هذا لا أصل له ، بعضهم يسميه عم وبعضهم يسميه خال
من لم يقف على الصفا والمروة ويدعو بالدعاء المعروف فهل يصح سعيه ؟
الشيخ : يقول السائل : من لم يقف على الصفا والمروة ويدعو بالدعاء المعروف، هل يصح سعيه ؟ الجواب : يصح لأن هذا على سبيل الاستحباب والناس الآن مع الزحام الشديد يشق عليهم أن يقفوا ثم إنه ربما لا يدعه الناس يقف .
من كثرة الزحام في الدفع من عرفة إلى مزدلفة ربما الماشي يصل قبل الراكب و أصحاب السيارات لايدرون أيصلون قبل منتصف اليل أم لا من أجل إدراك الصلاة فإن خاف من ذلك فهل لهم أن يصلو ا في عرفة ؟
السائل : الان مع الزحام في الدفع من عرفة إلى المزدلفة ، أظن الماشي يصل قبل الراكب ، فأصحاب السيارات ما يدرون هل يصلون قبل منتصف الليل أم لا، من أجل إدراك الصلاة يعني ، فإذا خافوا فهل لهم أن يصلوا بعرفة ؟ الشيخ : لا بأس ، لأنه لو خاف أن يدفع من عرفة أن لا يصل إلى مزدلفة إلا بعد منتصف الليل فليصليها في عرفة ولابد . السائل : حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال : ( ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ فبال ثم جاء فصببت عليه الوضوء فتوضأ وضوءاً خفيفاً فقلت الصلاة يا رسول الله قال الصلاة أمامك فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المزدلفة فصلى ثم ردف الفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع ) السائل : قال كريب فأخبرني عبدالله بن عباس رضي الله عنهما عن الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة . الشيخ : في هذا الحديث فوائد : منها تواضع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث أردف غيره على راحلته ولو كان عنده من الكبرياء شيء، لقال : لا يركب معي أحد . ومنها تواضع آخر حيث أردف أسامة بن زيد وهو مولى من الموالي ولم يردف أهل الجاه والشرف من الصحابة . ومنها : شدة حياء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث مال إلى الشعب ونزل وبال وهكذا ينبغي أن الإنسان إذا أراد أن يبول أو يتغوط فليبعد حتى لا يراه الناس ، أو يستتر بما يستره عن الناس لأن ذلك أبلغ في الأدب والحياء. ومنها : جواز التصريح بكلمة ( بال ) وإذا خاطبت إنسان تقول : هل بلت ؟ ولا يعد هذا سوء أدب ولهذا قال صاحب الفروع الأولى : " أن يقول أبول ولا يقول أريق الماء لأنه ما أراق الماء وإنما أراق البول " ، الناس الآن عندنا يستنكرون من هذا أبول ما عندك أدب لماذا تقول أبول ما أقول ؟ قال قل طير الماء ، وبعضهم يقول أنقض الوضوء ، هل نقول إذا جرى العرف بالاستحياء من الذكر الصريح في هذا فالأولى إتباع العرف ، أو نقول الأولى أن يصرح تبعا للسلف ؟ فيه تردد عندي ، ولكني أميل إلى الأول، ما دام الناس ما يعرفون هذا ويستنكفون الإنسان ، وإذا فارقوه قالوا والله شوف فلان والله ما أحسب عنده حياء ما أحسب عنده أدب يقول أذهب أبول ؟ فأظن أن الأولى اتباع العرف في هذا فهي ليست مسألة تعبدية ، ولكنها مسألة ينطق بها الناس حسب أعرافهم . ومنها : جواز معونة المتوضئ لأن أسامة رضي الله عنه صب على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وضوءه ، وكما فعل المغيرة رضي الله عنه . ومنها : أن الوضوء يكون خفيفا ويكون سابغا، الوضوء الخفيف ليس معناه أنه يقتصر على بعض الأعضاء ، معناه أن لا يكرر الغسل ، هذا الظاهر وإنما فعل ذلك صلى الله عليه وعلى آله وسلم لئلا يتأخر الناس في السير والوضوء الخفيف أعجل من الوضوء المسبغ . ومنها : أنه لا يسن أن يصلي صلاة المغرب في أثناء السير من عرفة إلى مزدلفة . ومنها : أن الرواة رحمهم الله قد يحذفون بعض الأشياء إما نسيانهم إياها ، أو لأنهم لم يطلعوا عليها أو لسبب من الأسباب ، فهنا قال : (فصلى ) ولم يذكر لا أذان ولا إقامة ولا جمعا ، لكن الأحاديث الأخرى بينت هذا. ومنها : تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في أرداف الفضل بن عباس من صغار بني المطلب بل من صغار بني هاشم ، أردفه . ومنها : أن التلبية لا تقطع في الحج سواء كان قرانا أو إفرادا أو حج تمتع إلا إذا شرع في رمي جمرة العقبة ، ولهذا قال : (حتى بلغ الجمرة) لأن الجمرة ابتداء التحلل فإنه إذا رمى وحلق حل ، فهيا ابتداء التحلل ، والتلبية إنما تكون في ابتداء النسك . السائل : بارك الله فيك جاء في بعض الالفاظ ذكر في هذا الحديث وغيره استحباب الوضوء لمن لا يريد الصلاة ، فما المراد بهذا ؟ الشيخ : ما سمعت بهذا ، وضوء من لا يريد الصلاة ما سمعت بهذا. الشيخ : كيف ؟ السائل : من أحرم في اليوم السابع ، هل يجوز له التمتع ؟ الشيخ : نعم يجوز وهو أفضل ، لأن معه وقتا يتمتع به . السائل : التسميات الموجودة في عصرنا الآن ، مثل أن يسمى الكبير عم ، مثل أن يسمى الكبير عم وأبو الزوجة خال أو عم في بعض الناس هل الأولى متابعة الناس في هذا . الشيخ : أما ما يتغير به الحكم فلابد أن يعدل ، وأما ما لا يتغير به الحكم فلا بأس ، كلمة عم شرعية تقال للكبير وإن لم يكن عم نسب عم الرضاعة أيضا ، لكن كون أبي الزوجة يسمى عما هذا لا أصل له ، بعضهم يسميه عما وبعضهم يسميه خال.
حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا إبراهيم بن سويد حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب أخبرني سعيد بن جبير مولى والبة الكوفي حدثني ابن عباس رضي الله عنهما ( أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجراً شديداً وضرباً وصوتاً للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع ) أوضعوا أسرعوا خلالكم من التخلل بينكم وفجرنا خلالهما بينهما
القارئ : حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا إبراهيم بن سويد حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب أخبرني سعيد بن جبير مولى والبة الكوفي حدثني ابن عباس رضي الله عنهما : ( أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجراً شديداً وضرباً وصوتاً للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال : أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع ) أوضعوا أسرعوا خلالكم من التخلل بينكم وفجرنا خلالهما بينهما. الشيخ : هذا كما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالسكينة ، لأن الناس كانوا يضربون الإبل ضربا شديدا، ويزجرونها زجرا شديدا ، وهذا يؤلمها لا شك ، نعم السائل : يا شيخ ؟ الشيخ : من ؟ ، أرفع إيدك طيب السائل : جزاك الله خيراً ، بالنسبة حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة ) ، في البداية أو في النهاية ؟ الشيخ : كيف ؟ إذا شرع إذا شرع فيها توقف ، ولهذا قال هنا : ( حتى بلغ الجمرة ) أي وصل إليها ثم إنه إذا وصل إليها سوف يشتغل بذكر أخر وهو التكبير .
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن موسى بن عقبة عن كريب عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سمعه يقول ( دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة فنزل الشعب فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء فقلت له الصلاة فقال الصلاة أمامك فجاء المزدلفة فتوضأ فأسبغ ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت الصلاة فصلى ولم يصل بينهما )
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن موسى بن عقبة عن كريب عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سمعه يقول : ( دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة فنزل الشعب فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء فقلت له الصلاة فقال الصلاة أمامك فجاء المزدلفة فتوضأ فأسبغ ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت الصلاة فصلى ولم يصل بينهما )
فوائد حديث دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة .
الشيخ : هذا فيه زيادة عن ما سبق أنه توضأ مرة أخرى وضوء سابغا في مزدلفة وفيه أيضا دليل على أنه لا يشترط التوالي بين المجموعتين ، إذا كان الجمع جمع تأخير لأن جمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مزدلفة بين المغرب والعشاء جمع تأخير بلا شك لأنه دفع من أقصى عرفة من شرقيها ولا يصل إلى مزدلفة إلا متأخرا لا سيما أنه وقف وأناخ بعيره في أثناء الطريق وبال وتوضأ فيكون الجمع جمع تأخير بلا شك ، وهنا ( صلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ) وهذا يحتاج إلى وقت فيستفاد منه أن جمع التأخير لا يشترط فيه الموالاة بين المجموعتين ، وأما جمع التقديم فقيل : إنه يشترط الموالاة بين الصلاتين وهو قول الأكثر من أهل العلم ، وقيل : لا يشترط ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ووجه اختياره أنه إذا وجد سبب الجمع صار الوقتان وقتا واحدا فصلي الصلاتين جميعا أو فرّدهما ، المهم أنك الآن في سعة الوقت وقت واحد ، وقوله رحمه الله قوي قوله قوي لا شك لأن معنى الجمع أنه ضم الوقت إلى الوقت فيجوز أن تصلي في أول الوقت وفي أوسط الوقت وفي آخر الوقت أو تصلي واحدة في أول الوقت وواحدة في آخره ، لأن معنى الجمع التوسعة على الناس في هذا ، إلا أنه إذا رأى الإنسان الاحتياط ، وأن لا يفصل بين المجموعتين إذا كان الجمع جمع تقديم ، فهذا خير ، نعم السائل : شيخ حفظك الله ، من وصل مزدلفة في وقت المغرب قبل العشاء ، هل يؤخر الصلاة ؟ الشيخ : بيجي
حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء بجمع كل واحدة منهما بإقامة ولم يسبح بينهما ولا على إثر كل واحدة منهما )
القارئ : حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء بجمع كل واحدة منهما بإقامة ولم يسبح بينهما ولا على إثر كل واحدة منهما ) الشيخ : يسبح يعني يتنفل ، نعم
حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثنا يحيى بن سعيد قال أخبرني عدي بن ثابت قال حدثني عبد الله بن يزيد الخطمي قال حدثني أبو أيوب الأنصاري ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة )
القارئ : حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني يحيى بن سعيد قال أخبرني عدي بن ثابت قال حدثني عبد الله بن يزيد الخطْمي قال حدثني أبو أيوب الأنصاري : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة ) الشيخ : أولا المكان هذا يسمى المزدلفة ويسمى جمعا ، فسمي المزدلفة من الازدلاف وهو الاقتراب لأنه قريب من مكة وسمي جمعا لأن الحجاج يجتمعون فيه قريش وغير قريش ، وسمي المشعر الحرام لأنه في الحرم والمشعر الحلال هو عرفة ، إذًا له ثلاثة أسماء ، وربما يكون له أكثر ولكن هذا الذي يحضرني الآن
هل يؤخذ من قول ا لنبي صلى الله عليه و سلم في سيره إلى مزدلفة فبال ثم توضئ فهل من السنة أن يتوضء كلما أحدث ؟
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ ، هل يؤخذ من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أثناء سيره إلى مزدلفة توضأ أنه يجوز من السنة أن الإنسان يتوضأ كلما أحدث؟ الشيخ : يتوضأ أيش ؟ السائل : يتوضأ كلما أحدث .. الشيخ : هو لا شك أفضل ، أن الأفضل أن يتوضأ الإنسان كلما أحدث لا سيما في السفر ، لكن ليس بواجب لأن عائشة تقول : ( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكر الله على كل أحيانه ) ، نعم
إذا جمع بين الصلاتين فهل يذكر الله بعد الصلاة الأولى ؟
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك ، إذا جمع بين الصلاة التسبيح يعني ما يذكر الله بعد الصلاة الأولى ؟ الشيخ : لا ، يقيم على طول ثم يجتمع التسبيح بعد الثانية
حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول : حج عبد الله رضي الله عنه فأتينا المزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريباً من ذلك فأمر رجلاً فأذن وأقام ثم صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين ثم دعا بعشائه فتعشى ثم أمر أرى رجلاً فأذن وأقام قال عمرو لا أعلم الشك إلا من زهير ثم صلى العشاء ركعتين فلما طلع الفجر قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي هذه الساعة إلا هذه الصلاة في هذا المكان من هذا اليوم قال عبد الله هما صلاتان تحولان عن وقتهما صلاة المغرب بعد ما يأتي الناس المزدلفة والفجر حين يبزغ الفجر قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله .
القارئ : حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول : ( حج عبد الله رضي الله عنه فأتينا المزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريباً من ذلك فأمر رجلاً فأذن وأقام ثم صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين ثم دعا بعشائه فتعشى ثم أمر أرى رجلاً فأذن وأقام قال عمرو لا أعلم الشك إلا من زهير ثم صلى العشاء ركعتين فلما طلع الفجر قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي هذه الساعة إلا هذه الصلاة في هذا المكان من هذا اليوم قال عبد الله هما صلاتان تحولان عن وقتهما صلاة المغرب بعد ما يأتي الناس المزدلفة والفجر حين يبزغ الفجر قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ). الشيخ : هذا سؤالك يا فيصل ، ابن مسعود رضي الله عنه وصل المزدلفة قريبا من العتمة يعني قريبا من وقت العشاء فصلى المغرب وحدها بأذان وإقامة ثم تعشى ثم صلى العشاء وحدها بأذان وإقامة ، فيؤخذ من هذا أنه إذا وصل إلى مزدلفة قبل خروج وقت المغرب أنه يصلي المغرب أولا ، ثم ينتظر حتى يأتي وقت العشاء ، ولكن هذا ليس على سبيل الوجوب لأنه مسافر وله الجمع وإن لم يكن هناك مشقة ثم إننا في الوقت الحاضر فيه مشقة لو صلى المغرب ثم أنتظر إلى العشاء فيه مشقة من جهة الماء ، الماء قد يكون معدوما في المكان الذي ينزل فيه ، وقد يكون بعيدا ، وإذا ذهب الإنسان إلى الماء ربما يضيع عن صحبه، وما دام الأمر والحمد لله واسعا ، فنقول : متى وصلت على مزدلفة صلي المغرب والعشاء ، نعم السائل : عفا الله عنك ، طيب أهل مكة ؟ الشيخ : أهل مكة يجمعون في المزدلفة. السائل : من أجل النسك يعني ؟ الشيخ : لا ، لأجل السفر. السائل : فيه ناس يسكنون حول المشاعر ويحجون . الشيخ : أي لأن السفر قد يكون سفرا لطول المسافة ، وقد يكون سفرا لطول المكث ، والحجاج يبقون الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر ، خمسة أيام.
بعض الناس إذا جمعوا بين المغرب والعشاء يصلون العشاء أولاً ثم يصلون المغرب ؟
السائل : شيخنا بارك الله فيك بعض الناس إذا جمعوا بين المغرب والعشاء ، يصلون العشاء أولا ثم يصلون المغرب . الشيخ : من هؤلاء ؟ السائل : نعم يا شيخ ، رأيتهم والله بعيني. الشيخ : رأيتهم ؟ إذا جمعوا بين المغرب والعشاء يقدمون العشاء ، في أي مكان ؟ السائل : يأتون من بلاد أخرى ، يقولون : المغرب فات وقتها ، نصلي العشاء أولا لأن وقتها باقي ، ثم نصلي المغرب الشيخ : هذا غلط ولا يحل لهم هذا ، بلغهم عاد الآن أن يعيدوا صلاة العشا، أتعرفهم ؟ السائل : نعم ، لكن لا يقبلون هذا يا شيخ . الشيخ : لا يا شيخ الله يهديك ، مرهم بالمعروف والحمد لله ، وقول لهم : ما يجوز هذا الرسول كان يقدم المغرب ، نعم ، ... حديث عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يبكر بصلاة الفجر يوم العيد صباح المزدلفة ، يبكر من أجل أن يتسع الوقت للذكر والدعاء لأن ما بين صلاة الفجر ودفع الناس إلى منى محل ذكر ودعاء ، فكان صلى الله عليه وسلم يبكر بالصلاة من أجل اتساع الوقت . السائل : ... الشيخ : أيش ؟ السائل : يقول الدعاء والذكر الشيخ : أي نعم الدعاء والذكر
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال سالم وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل فيذكرون الله ما بدا لهم ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام وقبل أن يدفع فمنهم من يقدم منىً لصلاة الفجر ومنهم من يقدم بعد ذلك فإذا قدموا رموا الجمرة وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : أرخص في أولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال سالم : ( وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل فيذكرون الله ما بدا لهم ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام وقبل أن يدفع فمنهم من يقدم منىً لصلاة الفجر ومنهم من يقدم بعد ذلك فإذا قدموا رموا الجمرة وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : أرخص في أولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم ). الشيخ : لا شك أن الأفضل البقاء في مزدلفة حتى يصلي الفجر ، ويدعو ويذكر الله عند المشعر الحرام وله أن يدعو الله في أي مكان من مزدلفة ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( وقفت ها هنا وجمع كلها موقف ) ولكن إذا كان هناك ضعفة إما لكبر أو لمرض أو لكونهم إناثا فلهم أن يتقدموا أن يدفعوا من مزدلفة إلى منى لأجل أن يرموا قبل زحام الناس ولكن متى ينصرفون ؟ قال كثير من العلماء : ينصرفون إذا انتصف الليل لأنه إذا انتصف الليل صار مكثهم في مزدلفة أكثر الليل ، وقال بعضهم : بل ينصرفون إذا غاب القمر وهذا يكون إذا مضى ثلثي الليل أعني الثلثين وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تفعل هذا ، ولهذا قال البخاري رحمه الله : ( ويقدم إذا غاب القمر )
فوائد حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل .
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل واضح على أن من جاز له أن يتقدم من مزدلفة إلى منى ، فإنه يرمي متى وصل حتى لو وصل قبل الفجر بساعة ولهذا قال في هذا الحديث ، إرجعوا إليه : فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر ومنهم من يقدم بعد ذلك ، لصلاة الفجر : يعني وقت صلاة الفجر فإذا وصولوا رموا ، وأما قول بعض العلماء إنهم إذا وصولوا لا يرمون حتى تطلع الشمس فضعيف ، وحديث ( ... لا ترموا حتى تطلع الشمس ) ضعيف ، والصواب : أن من وصل إلى منى ممن يرخص له أن يتقدم فإنه يرمي متى وصل وإلا ما الفائدة من تقدمه ؟ قليلة الفائدة ، وأيضا رمي جمرة العقبة تحية منى ولهذا رماها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على بعيره قبل أن يذهب إلى رحله ، وفي قوله ابن عمر رضي الله عنهما : ( أرخص في أولئك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) دليل على أن هذا مرفوع ، أن يقدم الضعفة من الأهل بالليل ، في الوقت الحاضر الواقع تكاد تقول كل الناس ضعفة لأنه يحصل من المشقة الشديدة ما لا يحصل في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من وجوه : الأول : كثرة الحجاج ، والثاني : غشم الحجاج وعنفهم ، والثالث : اختلاف اللغات ، لأنك لو زحمك أحد ليس على لغتك ثم صرخت تقول : انقذني انقذني يظن أنك تسبه ما يعرف لغتك فيظن أنك تسبه يرصك زيادة وأنت تستنقذ به ، في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلهم عرب يفهمون ، وأيضا كانوا يعتقدون أنهم يرمون الشياطين ويقول أحدهم : رميت الشيطان الكبير ، والثاني يقول : رميت الصغير ، والثالث يقول : رميت الأوسط ، ويحكى أن بدويا أخذ واحد وعشرين حصاة يوم الحادي عشر ، ورماها جميعا بيد واحدا على جمرة العقبة ، وقال له : خذ تقاسم أنت وعيالك ، إلى هذا الحد ؟! يعني جهل عظيم ، فإذا كان يعتقد إنه يرمي الشيطان فسيكون معه عنف شديد ، ونسمع أن بعضهم والعياذ بالله إذا أقبل على الجمرة يشتم ويلعن ، ويقول : أنت الذي فرقت بيني وبين زوجتي ، أنت الذي نكدت علي حياتي ثم يضرب وكما تشاهدون يضربون بالنعال والحجر الكبير والشماسي هذا عجيب ، وشاهدت بعيني قبل أن تبنى الجسور هذه شاهدت رجلا وامرأة ما أدري أهي زوجته أو غير زوجته راكبين على الحصى في جمرة العقبة والناس يرمون ويضربون الرجل والمرأة وهما معهما جزمتان يضربون العامود ، هم يضربون العامود والناس يضربوهم بالحصى ، وكأنهم يقولون : هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت ، صابرين على الحصى أتعجب ، فلهذه الأسباب نرى أن الناس الآن معذورون إذا انصرفوا قبل الفجر ، أما من كان ضعيفا فهذه هي السنة وأما من لم يكن ضعيفا فهو تابع لضعيف أو هو نفسه يرى أنه إذا ذهب قبل الوقت ورمى بطمأنينة وتكبير وتعظيم للشعائر أحسن من كونه يدخل غمار الزحام ، لا يدري أيخرج أو يموت .