تتمة شرح الحديث : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن إسماعيل عن قيس عن سعد قال رأيتني سابع سبعة مع النبي صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحبلة أو الحبلة حتى يضع أحدنا ما تضع الشاة ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام خسرت إذًا وضل سعيي .
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن إسماعيل عن قيس عن سعد قال : ( رأيتني سابع سبعة مع النبي صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحُبْلة أو الحَبَلة حتى يضع أحدنا ما تضع الشاة ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام خسرت إذًا وضل سعيي ) الشيخ : قوله سابع سبعة يعني كم يكون الذي قبله ؟ ستة لكن لو قيل سابع ستة هذا إذا كان من غير الجنس إذا كان السابع من غير الجنس قيل سابع ستة ولهذا قال : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم )) يعني رابع إيش ؟ الثلاثة (( ولا خمسة إلا هو سادسهم )) أي سادس الخمسة إذا كانوا من جنس (( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) ولم يقل ثلاثة اثنين لأنهم يرون أن الجنس واحد كلها آلهة ، فالمهم أن العلماء يقولون العدد يعني إذا أضيف إلى ما دونه أو إلى ما تحته فهو من غير جنسه وإن أضيف إلى مثله فهو من جنسه ، إي نعم
السائل : ... اسئلة قديمة ... الشيخ : أوه نحددها أجل ، نحددها بليلتين السائل : الأحاديث التي تشير إلى أن ... السمن أنه يظهر السمن ونرى من الصالحين ... من هم سمان ... كيف نجمع بين هذا ؟ الشيخ : يجمع بينهم إنهم يظهر فيهم السمن لاعتنائهم بأجسادهم وغفلتهم عن صلاح القلوب أما السمن اللي مو من سعيك ولا من كدك فهذا لا تلام عليه السائل : يعني إذا كان الرجل يأكل ... الشيخ : ما أبدا ما يذم ، هو أصلا ما أحد منكر على أحد ، لكن هل تذم هذه السمنة ولا لا ، نعم
السائل : التقسيم فيما إذا اللحم قاس يقطع بالسكين أما إذا كان ... فالأولى القطع بغير السكين بناء على أن الحديث ... اللحم بالسكين حسن ... وابن حجر ما قال لكن ليس فيه ما زاده أبو معشر من التصريح في النهي في القطع بالسكين وأكثر ما فيه حديث صفوان أن النهش أولى ... هذا بناء على أن الحديث حسن لكن الحديث ليس حسن الشيخ : كيف ليس حسن ؟ السائل : شوف إيش يقول يا شيخ يقول وعبد الكريم ... بن أبي المخارق ضعيف لكن أخرجه ابن أبي عاصم من وجه آخر عن صفوان بن أمية فهو حسن لكن ليس فيه ما زاده أبو معشر من التصريح بالنهي عن قطع اللحم بالسكين وأكثر ما في حديث صفوان أن النهش أولى سائل آخر : هو يا شيخ حسن النهش ما حسن القطع السائل : حسن النهش ما حسن القطع ونحن فصلنا بناء على أن حديث القطع حسن الشيخ : على كل حال هو في الحديث الأول ( لا تفعلوا كما تفعل الأعاجم ) اقرأه السائل : يقول : " ذكر فيه حديث عمرو بن أمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة الحديث وقد تقدم مشروحا في كتاب الطهارة ومعنى يحتز أي يقطع وأخرج أصحاب السنن الثلاثة من حديث المغيرة بن شعبة بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحز لي من جنب حتى أذن بلال فطرح السكين وقال ما له تربت يداه قال ابن بطال هذا الحديث يرد حديث أبي معشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رفعته لا تقطعوا اللحم بالسكين فإنه من صنيع الأعاجم وانهشوه فإنه أهنأ وأمرأ قال أبو داود وهو حديث ليس بالقوي قلت له شاهد من حديث صفوان بن أمية أخرجه الترمذي بلفظ انهشوا اللحم نهشا فإنه أهنأ وأمرأ وقال لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم انتهى وعبد الكريم هو أبو أمية بن أبي المخارق ضعيف لكن أخرجه بن أبي عاصم من وجه آخر عن صفوان بن أمية فهو حسن لكن ليس فيه ما زاده أبو معشر من التصريح بالنهي عن قطع اللحم بالسكين وأكثر ما في حديث صفوان أن النهش أولى وقد وقع في أول حديث الشفاعة الطويل الماضي في التفسير من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة أتى النبي صلى الله عليه وسلم بلحم الذراع فنهش منها نهشة الحديث " ما فيه الشيخ : إي ما فيه قطع السكين فيه أن النهش أولى ، طيب أحسنت نعم السائل : مر علي حديث أبن أمية ... في الحز وذكر ابن حجر أنه ضعيف جدا وقال في إسناده أبو معشر ... وقال لا يصح الحديث الشيخ : أي طيب أحسنت ، إذًا معناه الأول فلا يكون فيه نهي لكن إذا علمنا أنه فعله الإنسان ترفعا وتقليدا للأعاجم فهو من هذه الناحية يكون مكروها ، نعم ، نعم يا سعيد السائل : ... إنكار المنكر الشيخ : ما حاجة للإعادة واضح أظن ما نعيده ، خلاص انتهى أنت جعلت السؤال الأول ولا يتكرر سؤالان ، نعم
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب عن أبي حازم قال سألت سهل بن سعد فقلت هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي فقال سهل ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله قال فقلت هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلاً من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله قال قلت كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول قال كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه فأكلناه .
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب عن أبي حازم قال : ( سألت سهل بن سعد فقلت هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي ؟ فقال سهل : ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله قال فقلت هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل ؟ قال : ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلاً من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله قال قلت كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول ؟ قال : كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه فأكلناه )
حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه فأبى أن يأكل وقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير .
القارئ : حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه ( أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه فأبى أن يأكل وقال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير )
حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا معاذ حدثني أبي عن يونس عن قتادة عن أنس بن مالك قال ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق قلت لقتادة علام يأكلون قال على السفر .
القارئ : حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا معاذ حدثني أبي عن يونس عن قتادة عن أنس بن مالك قال : ( ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سُكْرُجَة ولا خبز له مرقق ) قلت لقتادة علام يأكلون قال على السفر
حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعاً حتى قبض .
القارئ : حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعاً حتى قبض )
الشيخ : هذا مع أنه لو شاء لسارت معه الجبال ذهبا صلى الله عليه وسلم ما شبع ثلاث ليال تباعا من خبز البر وفي لفظ آخر من خبز الشعير وإذا رأى الإنسان حالنا اليوم وجد أن الإنسان يقدم له على الغداء عدة أصناف وعلى العشاء كذلك ولا كنا نحدث أنفسنا بأن هذا من فضل الله علينا وأنه لو شاء لسلبنا إياه كما قال الله عز وجل : (( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما )) وقال في الماء : (( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا )) وقال في النار : (( أفرأيتم النار التي تورون أأنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون )) ولو شاء الله تعالى لسبها حرارتها ولكانت بردا لا تفيد في الطعام ، نحن في الحقيقة غافلون عن هذه الحقائق كأن هذا أمر عادي يمر بنا أو كأنه مفروض لنا ومحتم لنا على الله عز وجل ولو أننا نظرنا قليلا أيضا في أمكنة قريبة منا وجدنا أنهم يموتون من الجوع تعلن الأخبار كل ليلة أو كل أسبوع عن مجاعات عظيمة يموت بها الأطفال بالمئات والعجائز والكبار يعجز الشاب أن يذهب من بلدته التي فيها الجوع إلى بلدة أخرى يموت في أثناء الطريق ونحن الآن في هذه النعم الوفيرة وليتنا نشعر بأنها نعم من الله عز وجل وفضل منه وإحسان فنحمده إذا انتهينا من الأكل أو الشرب كثير منا في غفلة عن هذا مع أن هذه البلاد يحدثنا أهلنا الذين هم أكبر منا أنه أتاها مجاعات عظيمة كانوا يموتون في الأسواق يموتون من الجوع في الأسواق ، وكان ذوي الإحسان الأغنياء من هذا البلد يخرجون بتمرات معهم معجونة وماء فإذا وجدوا أحدا على آخر رمق صبوا عليه على فمه لعله يبقى ما يموت أحيانا يموت ما يستطيعون ويصلى في المساجد على جنائز متعددة كل هذا من الجوع فالذي أصابنا بالأمس يمكن أن يأتينا اليوم إذا بطرنا هذه النعمة ولم نشكرها وحدثني شخص الآن موجود أنه كان إذا أتى أبوه بالنوى اجتمع عليه هو وإخوته لعلهم يجدون نواة فيها سِلْب يأخذونها يمصونها وهذا الذي حدثني موجود الآن أكبر مني قليلا وكذلك أيضا حدثني شخص كبير السن موجود الآن أيضا يقول بتنا أقمنا ثلاثة أيام أنا ووالدتي لا نأكل ولا نشرب يمكن الشرب يشربون عندهم آبار في البيوت أو قريب منهم يقول فلما كانت ذات ليلة عجزنا ننام من الجوع فقالت له اذهب إلى الحيالة مبيعة العلف ومبيعة اللحم لعلك تجد فيها ولو علف نطبخه ونأكله وإلا عظم وإلا شيء يقول فذهبت ووجدت أربع خفاف تعرفون خفاف الإبل؟ خف الإبل كانوا يلحونه بالأول ويرمونه وأخذت من العلف من ورق القت وشبهه وأتيت به بعد صلاة العشاء يقول فجعلنا نطبخ هذا الذي أتينا به من العلف وشوينا الخفاف ودقيناه وصرنا نذرها على هذا العلف فلما نضج أكلناه ، هذا شيء يحكيه علي وهو إنسان ثقة فإذا كان الأمر هكذا فالواجب أن الإنسان يعتبر ويتعظ وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لو شاء أن تسير الجبال معه ذهبا لسارت مع ذلك تمر عليه الثلاث ليال ما يشبع منها تباعا من خبز الشعير أو من خبز البر أقول هذا تذكيرا لنفسي ولكم بهذه النعم التي نرتع فيها الآن نعم كثيرة عظيمة وافرة وأمن أمن عظيم شوف القماش الآن في المظلة قماش يسير يمكن إنسان يشيل منه ما شاء كذلك الأطعمة في السوق ليس عليها حارس أبواب الدكاكين الآن من الزجاج وهذا الشبك الخفيف ومع ذلك الأمن ولله الحمد متوفر لكن ألا يمكن أن يبدل الله هذا الأمن خوفا وهذا الرغد جوعا (( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف )) أعوذ بالله لباس اللباس لا يفارق واللباس شعار يماس البدن (( لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )) ما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون وقال تعالى في سور الرعد : (( تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله )) فالقوارع التي تحل قريبا منا إنذار لأنه قال : (( تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله )) الذي هو أذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون لهذا أذكر نفسي وإياكم بهذه النعم العظيمة وأسأل الله أن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته الإنسان بالحقيقة إذا وكل إلى نفسه وكل إلى ضعف وعجز وعورة لكن عليه أن يستعين الله عز وجل على شكر هذه النعم وأن يتذكر إذا وضعت هذه الموائد بين يديه فيها من كل صنف يتذكر حال النبي صلى الله عليه وسلم وما هو عليه من الجوع وقلة ذات اليد ومع هذا فهو صابر صلوات الله وسلامه عليه ما سأل الله يوما من الدهر أن ينوع له أصناف المآكل والمشارب أبدا لكنه يدعو الله عز وجل أن يجعل رزقه كفافا لا يحتاج إلى أحد ولكنه لا يكون سببا للبطر حتى إنه عليه الصلاة والسلام ذات يوم جاءه ضيف فأرسل إلى أهله مر الرسول على الأبيات التسعة تسعة أبيات من أبيات الرسول عليه الصلاة والسلام ما وجد عندهم إلا الماء تسعة أبيات ما فيها إلا الماء للرسول عليه الصلاة والسلام وهذا يوجب للإنسان أن يزهد في الدنيا وألا يجعلها إلا مطية للآخرة بحيث لا تكون هي أكبر همه ومبلغ علمه وهي التي لا يفكر إلا بها فإن هذا والله دناءة ودنو وانحطاط لأن الدنيا كما هي دنيا لكن الآخرة هي الحيوان هي الحياة (( يقول يا ليتني قدمت لحياتي )) نسأل الله تعالى أن يجعلنا الله وإياكم ممن أتاه الله في الدنيا وفي الآخرة حسنة ووقاه عذاب النار.
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ثم قالت كلن منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقول التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن ) .
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ثم قالت كلن منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن ) الشيخ : اللهم صل وسلم عليه ، تفسيرها ؟
القارئ : " التلبينة حسو رقيق يتخذ من الدقيق واللبن أو من الدقيق أو من النخالة ، وقد يجعل فيه العسل سميت بذلك تشبيها لها باللبن لبياضها ورقتها انتهى ، والحسوّ على فعول طعام معروف وكذلك الحساء بالفتح والمد تقول شربت حساء وحسوّا قوله مجمة أي مريحة وهو بهذا الضبط من الصيغ التي تفيد معنى السبب كالمبخلة والمجبنة والمفخرة وأجاز الشارح ضبطه بصيغة الفاعل من باب الأفعال وهو رواية أيضا على ما ذكره العيني انتهى " الشيخ : هذه الظاهر أشبه ما لها عندنا الذي يسمى الدويف يعني دقيق يحط في لبن ويحط معه عسل ويخلط بعضه ببعض ويكون رقيق هذا هو التلبينة وسميت بذلك لأنها بيضاء مثل اللبن ، نعم القارئ : ... أنه قال كنا نعد الاجتماع في أهل الميت من النياحة وهذه كن يجتمعن إذا مات ميت ثم أيضا يصنع الطعام حديث عبد الله بن جعفر النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم ما يشغلهم ) الشيخ : هذا لعلهن يجتمعن ولا يبقين يجتمعن للعزاء وينصرفن على طول وأما هذا فإنها ما صنعت للقادمين صنعت لخاصة أهلها الذين في البيت وهذا لا يضر
حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة الجملي عن مرة الهمداني عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )
القارئ : حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة الجملي عن مرة الهمداني عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )
حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد بن عبد الله عن أبي طوالة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ).
القارئ : حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد بن عبد الله عن أبي طوالة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )
حدثنا عبد الله بن منير سمع أبا حاتم الأشهل بن حاتم حدثنا ابن عون عن ثمامة بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم على غلام له خياط فقدم إليه قصعةً فيها ثريد قال وأقبل على عمله قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء قال فجعلت أتتبعه فأضعه بين يديه قال فما زلت بعد أحب الدباء .
القارئ : حدثنا عبد الله بن منير سمع أبا حاتم الأشهل بن حاتم حدثنا ابن عون عن ثمامة بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال : ( دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم على غلام له خياط فقدم إليه قصعةً فيها ثريد قال وأقبل على عمله قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء قال فجعلت أتتبعه فأضعه بين يديه قال فما زلت بعد أحب الدباء )
الشيخ : أظن هذه كلها واضحها الأحاديث الثريد يقول فيه الناظم : إذا ما الخبز تأدمه باللحم *** فذاك أمانة الله الثريد فالخبز الذي يكون إدامه لحم هذا هو الثريد وسواء كان الخبز مجففا أو مرققا وعلى هذا فالمرقوق الذي فيه اللحم يعتبر ثريدا وكذلك القرصان سواء كان مجففا أو مرطبا بالمرق إذا كان فيه اللحم يسمى ثريدا
في الحديث قوله (كمل من النساء...) هل المراد بالحديث أن عائشة أفضل من مريم وآسية و ما هو معنى (( يامريم إن الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساء العالمين )) .؟
السائل : هنا يقول أن عائشة أول شيء كمل من النساء ... وبعد عائشة ... تدخل مريم وآسيا وتفضل عليها عائشة ؟ الشيخ : هذا ظاهر الحديث أن عائشة أفضل منها السائل : الآية يا شيخ في سورة مريم : (( يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين )) ... الشيخ : هذه كقوله : (( وفضلناهم على العالمين )) يعني في بني اسرائيل هي أفضل نساء بني اسرائيل السائل : يعني تكون عائشة أفضل من آسيا ؟ الشيخ : هذا ظاهر الحديث لأنه لما ذكر أن هاتين المرأتين كاملتان قال : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) السائل : ... الشيخ : إي نعم كأنه يقول وعائشة أفضل منهما
حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى عن قتادة قال كنا نأتي أنس بن مالك رضي الله عنه وخبازه قائم قال كلوا فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفًا مرققًا حتى لحق بالله ولا رأى شاةً سميطًا بعينه قط.
القارئ : حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى عن قتادة قال : ( كنا نأتي أنس بن مالك رضي الله عنه وخبازه قائم قال كلوا فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفًا مرققًا حتى لحق بالله ولا رأى شاةً سميطًا بعينه قط )
حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يحتز من كتف شاة فأكل منها فدعي إلى الصلاة فقام فطرح السكين فصلى ولم يتوضأ ) .
القارئ : حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة فأكل منها فدعي إلى الصلاة فقام فطرح السكين فصلى ولم يتوضأ ) .
الشيخ : طيب قوله : الجنب ما ذكر الجنب في الحديث ذكر الكتف إلا أن يقال أنها لعلها دخلت في الشاة المسموطة أو أن الكتف ربما يأكل الإنسان منه حتى يصل إلى الجنب وعلى كل حال ففي هذا الحديث دليل على ما سبق من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل بالسكين عند الحاجة وأنه يقدم الصلاة على الطعام ولكن ذكرنا في الدرس الماضي أنه بشرط ألا تتعلق به نفسه وإلا قدم الطعام ، نعم
لماذا لا نقول رحمه الله تعالى بدل أن نقول قال ابن حجر لأن بن حجر يقول رحمه الله تعالى يقصد بها البخاري أحياناً ؟
السائل : إذا قرأنا في الفتح كيف ننقل قال ابن حجر رحمه الله عشان يفهم السامع نحن نقول قال رحمه الله تعالى الشيخ : في البخاري ؟ السائل : لمن يقرأ الأخ مصطفى يقول قال رحمه الله تعالى الشيخ : أحيانا ؟ السائل : نعم الشيخ : لا مانع ، طيب ، سم ، فيه ثلاثة أسئلة فقط
حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه قال قلت لعائشة أنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث قالت ما فعله إلا في عام جاع الناس فيه فأراد أن يطعم الغني الفقير وإن كنا لنرفع الكراع فنأكله بعد خمس عشرة قيل ما اضطركم إليه . فضحكت قالت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله وقال ابن كثير أخبرنا سفيان حدثنا عبد الرحمن بن عابس بهذا .
القارئ : حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه قال : ( قلت لعائشة أنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث ؟ قالت : ما فعله إلا في عام جاع الناس فيه فأراد أن يطعم الغني الفقير وإن كنا لنرفع الكراع فنأكله بعد خمس عشرة قيل ما اضطركم إليه ؟ فضحكت قالت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله ) وقال ابن كثير أخبرنا سفيان حدثنا عبد الرحمن بن عابس بهذا .
حدثني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن جابر قال كنا نتزود لحوم الهدي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تابعه محمد عن ابن عيينة وقال ابن جريج قلت لعطاء أقال حتى جئنا المدينة قال لا .
القارئ : حدثني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن جابر قال : ( كنا نتزود لحوم الهدي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تابعه محمد عن ابن عيينة وقال ابن جريج قلت لعطاء أقال حتى جئنا المدينة ؟ قال : لا ) الشيخ : ما الفرق بينهما ؟ هل هذا اختلاف لفظ ولا يختلف المعنى إيش يقول عندك ؟
الشيخ : الثاني لأن الأول ما فيه إشكال ، كنا نتزود لحوم الهدي إلى المدينة القارئ : " قال : كنا نتزود لحوم الهدي الذي يهدى إلى المحرم من النعم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أي في زمانه في سفرنا من مكة إلى المدينة ، تابعه أي تابع عبد الله بن محمد المسندي محمد هو ابن سلام عن ابن عيينة سفيان وهذه المتابعة أخرجها ابن أبي عمر في مسنده ، وقال ابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز قلت لعطاء هو ابن أبي رباح أقال جابر كنا نتزود لحوم الهدي حتى جئنا المدينة ؟ فقال عطاء : لا ، لم يقل جابر حتى جئنا المدينة ، وقال الحافظ ابن حجر : ليس المراد بقول عطاء لا نفي الحكم بل مراده أن جابرا لم يصرح باستمرار ذلك منهم حتى قدموا ، فيكون على هذا معنى قوله في رواية عمرو بن دينار عن عطاء كنا نتزود لحوم الهدي إلى المدينة أي لتوجهنا إلى المدينة ولا يلزم من ذلك بقاؤها معهم حتى يصلوا إلى المدينة لكن روى مسلم من حديث ثوبان ( ذبح النبي صلى الله عليه وسلم أضحيته ثم قال لي : يا ثوبان أصلح لحم هذه فلم أزل أطعمه منها حتى قدم المدينة ) وهذا التعليق وصله المؤلف في باب ما يؤكل من البدن من كتاب الحج ولفظه ( كنا لا نأكل من لحوم بدننا فوق ثلاث فرخص لنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كلوا وتزودوا ) ولم يذكر هذه الزيادة ، نعم ذكرها مسلم في روايته عن محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد بالسند الذي أخرجه به البخاري فقال بعد قوله : كلوا وتزودوا ، قلت لعطاء أوقال جابر حتى جئنا المدينة قال : نعم كذا وقع عنده بخلاف ما وقع عند البخاري قال : لا والذي وقع عند البخاري هو المعتمد فإن الإمام أحمد أخرجه في مسنده عن يحيى بن سعيد كذلك ، وكذا أخرجه النسائي عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد قاله في الفتح " الشيخ : المهم أن العبارتين بينهما فرق لأن قوله : كنا نتزود لحوم الهدي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يعني إذا سافرنا إلى المدينة ولا يلزم من تزودهم بهذا اللحم في السفر أن يبقى حتى يصلوا إلى المدينة أما قوله : حتى جئنا إلى المدينة فظاهره أنهم وصلوا باللحم إلى المدينة ولهذا أبى أن يقول حتى جئنا إلى المدينة ، ومع ذلك فلو أن أحدا فعله فلا بأس يعني لو أبقى لحم الهدي معه حتى وصل إلى بلده وأكل منه في بلده فلا بأس بذلك لأن هدي التمتع وهدي القران يجوز للمهدي أن يأكل ويتصدق ويهدي حكمه حكم الأضاحي ومعلوم أن الإنسان لو بقيت عنده لحوم الأضاحي إلى السنة القادمة فلا بأس بهذا ، نعم السائل : ... قال ابن كثير الشيخ : إي هذا من أجل حدثنا عبد الرحمن بن عابسة حتى يزول اتهام سفيان بالتدليس .
حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة ( التمس غلامًا من غلمانكم يخدمني ) فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل فكنت أسمعه يكثر أن يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ) فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر وأقبل بصفية بنت حيي قد حازها فكنت أراه يحوي لها وراءه بعباءة أو بكساء ثم يردفها وراءه حتى إذا كنا بالصهباء صنع حيسًا في نطع ثم أرسلني فدعوت رجالاً فأكلوا وكان ذلك بناءه بها ثم أقبل حتى إذا بدا له أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه فلما أشرف على المدينة قال ( اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به إبراهيم مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم ) .
القارئ : حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة : ( التمس غلامًا من غلمانكم يخدمني فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل فكنت أسمعه يكثر أن يقول : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر وأقبل بصفية بنت حيي قد حازها فكنت أراه يحوي لها وراءه بعباءة أو بكساء ثم يردفها وراءه حتى إذا كنا بالصهباء صنع حيسًا في نطع ثم أرسلني فدعوت رجالاً فأكلوا وكان ذلك بناءه بها ثم أقبل حتى إذا بدا له أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه فلما أشرف على المدينة قال : اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به إبراهيم مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم )
الشيخ : في هذا الحديث فوائد وهو مما ينبغي أن يعتنى به ويحفظ ، ومن فوائده أولا طلب الخادم أنه يجوز للإنسان أن يطلب من يخدمه ولا يعد هذا من السؤال المكروه يعني لا يقال إن الخادم سوف يمتثل لأمر المخدوم ويطيعه فيكون من باب السؤال المكروه لأن الخادم إنما يخدم بالأجرة في الغالب وفيه أيضا دليل على فضيلة هذا الدعاء الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر أن يدعو به وهو ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ) أولا يقول من الهم والحزن الهم للمستقبل والحزن للماضي يعني كأنه يقال اجعلني أنسى ما مضى ولا أحزن عليه واجعلني لا أهتم كثيرا في المستقبل إلا ما يتعلق بعملي الحاضر الذي لا بد منه لأن الإنسان إذا كان يخطط لمستقبل بعيد ويتعب نفسه في ذلك ربما تضيع عليه مصالحه الحاضرة فاستعاذ بالله عز وجل من الحزن على ما مضى والهم لما يستقبل وليس معنى ذلك أن الإنسان لا يفكر في مستقبله لكن لا يهتم له لا يقول والله إني أخشى أن أسافر هذه المرة لطلب الرزق وأخسر أخشى إني مثلا أسعى في طلب العلم ولا أحصل العلم وما أشبه من الأشياء التي لا تزيده إلا حيرة وضلالا ، العجز والكسل العجز بالبدن والكسل في الإرادة لأن الإنسان يحول بينه وبين الفعل إما عجز ببدنه أو كسل في إرادته عجز بالبدن لو كان عنده قوة في الإرادة وعزيمة ما يقدر ، كسل لو كان عنده قوة لكنه كسلان مهين النفس ما عنده نشاط ولا همة هذا أيضا ضرر هذه اثنان أيضا ، والبخل والجبن البخل هو الشح بالمال والجبن الشح بالنفس ، البخل الشح بالمال ، ما يبذل الإنسان المال حيث كان يحمد بذله والثاني الجبن لا يبذل نفسه حيث يطلب له بذل النفس وسواء كان ذلك في قتال أو في نصيحة أو ما أشبه ذلك ، وهذا أيضا ضرر على الإنسان إذا ابتلي الإنسان والعياذ بالله بالبخل وصار لا ينفق المال حيث يحمد عليه فهذا عيب أو بالجبن فكان لا يبذل نفسه حيث يحمد على بذلها كان هذا أيضا عيبا ، وضلع الدين وغلبة الرجال ، ضلع الدين يعني تضييقه وهو بحق فإن الدائن له حق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لصاحب الحق مقالا ) وغلبة الرجال بدون حق أن يضيقوا عليك بغير حق فالناس يضيقون على الإنسان إما بحق ويكون ذلك بغلبة إيش ؟ الدين بغلبة الدين وإما بغير حق وهذا هو قوله غلبة الرجال فالنبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من كل هذه الأشياء المتقابلة فينبغي للإنسان أن يكثر من هذا الدعاء الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر منه ، ومن فوائد الحديث أيضا حسن عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأهله فإنه صار يوطئ لمن ؟ يوطئ لصفية يعني يصلح لها مكان ركوبها ومن فوائده أيضا مشروعية الوليمة للعرس لأن هذا الحيس الذي صنعه صلى الله عليه وسلم كان وليمة لها ، ومن فوائد الحديث أنه ينبغي الدعاء أي دعاء الناس للوليمة لقوله رضي الله عنه : ( ثم أرسلني فدعوت رجالا فأكلوا ) ومن فوائد الحديث أن أحدا يحب النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يحبه وأحد كما نعلم جبل جماد فكيف يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ نقول لا نسأل عن هذا ، الجبل وإن كان جمادا له إرادة بدليل قوله تعالى : (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) ولا تسبيح إلا بإرادة فهذا الجماد له إرادة وقال الله تعالى في الجدار : (( فوجد فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه )) فله محبة فهو يحب النبي صلى الله عليه وسلم والظاهر أنه لا يمتنع أن يحب جميع المؤمنين والنبي صلى الله عليه وسلم يحبه ونحن نحب هذا الجبل لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم له والحكمة من ذلك أن الله تعالى جعل حول هذا الجبل جعل حوله هذا الابتلاء العظيم الذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكان من عادة الإنسان أن يتشاءم بالمحالّ التي يحصل له فيها هزيمة ويكرهها ويبعد عنها فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين أن هذا الجبل يحبنا ونحبه على ضد ما كان الناس يتشاءمون إذا هزموا في مكان ما أو في يوم ما أو في شهر ما فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبين أنه لما كانت هذه الهزيمة التي حصلت لم تكن سببا لبغضنا هذا المحل وابتعادنا عنه ثم إن هذه الهزيمة التي حصلت حصل فيها خير كثير جدا كما ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في سورة آل عمران حصل فيها من الفوائد شيء لو لم تكن ما حصلت ، ومن فوائد هذا الحديث أن للمدينة حرما لأن النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما بين جبليها والمراد بالجبلين الحرتان أو اللابتان حرم صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم مكة ولكن تحريم المدينة ليس كتحريم مكة من حيث التوكيد ومن حيث الحقوق فإن من الناس من لا يرى لها حرما وعلى ثبوت أن لها حرم وهو حق فليس كحرم مكة إذ أنه يجوز فيه ما لا يجوز في مكة يجوز قطع الأشجار لحاجة الحرث والآبار وما أشبهها وليس في صيدها جزاء ولا يجب الإحرام بل ولا يشرع الإحرام لدخولها بخلاف حرم مكة وأيضا تحريم مكة أقدم من تحريم المدينة إذا فالتشبيه هنا في قوله : ( مثل ما حرم ) من حيث الجملة لا في كل مسألة من المسائل ، ومن فوائد الحديث دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة في مدهم وصاعهم والمراد به ما يكال بالمد وما يكال بالصاع أي بارك لهم في كل شيء القليل والكثير مما يكال بالمد أو يكال بالصاع ، أي نعم
الشيخ : من أي ناحية ؟ السائل : من الأشياء التي تحرم يعني أنه ليست كحرمة مكة ؟ الشيخ : يحرم فيها الصيد ويحرم فيها قطع الشجر إلا لحاجة بخلاف مكة فيحرم إلا الإذخر حتى لو احتيج للشجر ما يجوز إلا الإذخر الصيد أيضا فيه جزاء في مكة وفي المدينة ليس فيه جزاء. السائل : لكن يحرم ؟ الشيخ : إي نعم يحرم نعم
حدثنا أبو نعيم حدثنا سيف بن أبي سليمان قال سمعت مجاهدًا يقول حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى أنهم كانوا عند حذيفة فاستسقى فسقاه مجوسي فلما وضع القدح في يده رماه به وقال لولا أني نهيته غير مرة ولا مرتين كأنه يقول لم أفعل هذا ولكني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة ) .
القارئ : حدثنا أبو نعيم حدثنا سيف بن أبي سليمان قال سمعت مجاهدًا يقول حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى : ( أنهم كانوا عند حذيفة فاستسقى فسقاه مجوسي فلما وضع القدح في يده رماه به وقال لولا أني نهيته غير مرة ولا مرتين كأنه يقول لم أفعل هذا ولكني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة )
فوائد حديث : ( لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ... )
الشيخ : يعني أنه لا يجوز للمؤمن أن يأكل بآنية الذهب أو الفضة أو في صحافهما ولهذا قال : ( لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها ) وكذلك ما فضض يعني ما طلي بالفضة أو طلي بالذهب فإنه لا يجوز فيه الأكل ولا الشرب وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يشرب في آنية الفضة كأنما يجرجر في بطنه نار جهنم وعلل عليه الصلاة والسلام ذلك قال : ( فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة ) وهذه العلة واضحة خلافا لمن قال إن ذلك تعبدي أو لمن قال لما في ذلك من الفخر والخيلاء وكسر قلوب الفقراء وتضييق النقدين نقول الرسول علل بعلة واضحة يعني أن هذه الدار ليست دارنا فلا ينبغي أن نترفه فيها إلى هذا الحد وإنما الذي يترفه فيها لهذا الحد هم الكفار الذين ليس لهم إلا عيش الدنيا فقط أما نحن فعيشنا عيش الآخرة فلا ينبغي أن نتنعم بالدنيا إلى هذا الحد ثم إن الأكل والشرب في هذه الأواني يكسب القلب كبرياء