باب : ما جاء في كفارة المرض . وقول الله تعالى : (( من يعمل سوءا يجزبه )) .
القارئ : " باب ما جاء في كفارة المرض " .. الشيخ : عندنا : " كتاب الطب ". الطالب : " المرضى والطب ". الشيخ : نعم " المرضى والطب " ؟. القارئ : وقول الله تعالى : (( من يعمل سوءا يجز به )). الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، يقول المؤلف : " كتاب الطب " أو : " كتاب المرضى والطب " . والمرضى جمع مريض ، والمرض اعتلال الصحة ، وينقسم إلى قسمين : مرض بدني ، ومرض قلبي . فالمرض البدني ما يصيب البدن من الأعراض التي تخرجه عن الاعتدال الطبيعي ، وهذا أمر سهل بالنسبة للقسم الثاني وهو المرض القلبي ، وهو ما يحصل به انحراف القلب والعياذ بالله ، وسببه أمران : إما شبهة وإما شهوة . إما شبهة تعتري القلب بحيث يلتبس عليه الحق بالباطل فلا يميز ، بل ربما يرى الحق باطلا والباطل حقا والعياذ بالله . وإما شهوة أي سوء قصد ، يريد الإنسان خلاف ما يريده الله منه ، والله تعالى يريد منا أن نعبده فيكون في هذا الإنسان في قلبه إرادة منحرفة مخالفة لما يريد الله منه ، وهذا هو المرض . وهذا المرض هو المرض الخطير الذي به تفسد الدنيا والآخرة قال الله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )) وقال تعالى : (( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) قال العلماء أي بالمعاصي ، لأن المعاصي سبب الفساد ، والمعاصي إنما تأتي من أمراض القلوب . والشيء الذي يهم المؤمن هو هذا ، أعني مرض القلب ، فما دواءه ؟ . دواءه يكون بحسب سبه ، فما سببه الشبهة دواءه العلم المتلقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلما ازداد الإنسان علما زالت عنه الشبهات واستنار قلبه ، وصار يميز بين الحق والباطل إما بدراسة العلم وتلقيه ، وإما بنور يقذفه الله سبحانه وتعالى في قلب الإنسان . أحيانا يوفق الإنسان للصواب وإن لم يكن درس علما ، ومنه ما جرى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في موافقته للصواب في عدة مسائل ، ومنه ما يجعله الله تعالى في قلب الإنسان أحيانا من الفراسة التي يميز بها بين النافع والضار ، فهذا هو دواء الشبهة العلم التعلم ، ونشر العلم والدعوة إلى الله . وأما السبب الثاني وهو الشهوة أن يريد الإنسان ما لا يريده الله منه فدواءه الابتهال إلى الله تعالى ، والإنابة إليه ، والإلحاح عليه بالدعاء سبحانه وتعالى أن يصرف قلبك إلى طاعته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن ، فإن شاء أزاغه وإن شاء هداه عز وجل ) ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك ) فهذا الثاني دواءه الابتهال إلى الله والرجوع إليه ، وحسن القصد ، فبهذا يشفى القلب من المرض . وأما إن بقيت الذنوب تتراكم عليه ذنبا بعد ذنب فإنه ربما يختم عليه والعياذ بالله فلا يرى الحق ، واستمع إلى قوله تعالى : (( إذا تتلى عليهم آياتنا قال أساطير الأولين )) كيف يشتبه عليه هذا الحق العظيم بهذا الباطل ، الآيات البينات الواضحة العظيمة إذا تتلى عليه يقول هي أساطير الأولين ، ما يميز ما فيها من الخير والصدق والعدل ، بل يقول هي أساطير الأولين ، يقول الله عز وجل : (( كلا )) يعني ليست أساطير الأولين ولكن : (( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) فلم يروا الحق . أكثر الناس اليوم يعنون بالمرض في القسم الأول وهو مرض الأبدان ، يعنون به دفعا ورفعا ، فتجدهم يتخذون الوقايات الكثيرة منه ويحذرون الناس من أسبابه ، وإذا وقع حرصوا غاية الحرص على رفعه ، وهم لا يلامون على هذا بل هم مأمورون بهذه الأمور ، لكن كونها تفضل على أدوية القلوب وإزالة أمراضها هذا هو البلاء ، فتجد الإنسان مثلا قلبه مريض لا يعرف الحق ولا يستنير به ، ولا يحاول طلب الشفاء من هذا المرض ، وإذا أصيب بزكام معتاد يعرف أنه يعرض ويزول ذهب يطرق باب كل طبيب لعله يشفى من هذا المرض ، وهذه مصيبة مصيبة أصابت المسلمين اليوم حتى صاروا كالكفار في كونهم يؤثرون الحياة الدنيا ويغفلون عن الآخرة إلا من عصم الله عز وجل . هذا الباب الذي ذكره المؤلف الآن وهو كتاب الطب أو كتاب المرضى والطب يتحدث عن القسم الأول الذي هو مرض الأبدان وطب الأبدان . ثم قال : " باب : ما جاء في كفارة المرض " كفارة المرض يعني معناه أن المرض يكون كفارة ، هذا مراده . ثم استدل بقوله تعالى : (( من يعمل سوءا يجز به )) يعني إذا عمل إنسان سيئة في الدنيا فإنه يجزى بها ، فيكون هذا الجزاء كفارة لهذا السوء الذي عمله كما جاء في الحديث الصحيح أنه : ( ما من مسلم يصيبه هم أو غم أو أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله به عنه ) نعم.
حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها )
القارئ : حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه ، حتى الشوكة يشاكها ). الشيخ : عندك : الشوكة ، بالرفع ؟. القارئ : بالكسر .
حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا زهير بن محمد عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذىً ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )
القارئ : حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا زهير بن محمد عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ، ولا أذىً ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ). الشيخ : هذان الحديثان يدلان على أن المصائب التي تصيب الإنسان من أي نوع من المصائب يكفر الله بها عنه الخطايا ، وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى أن الله لا يجمع على العبد جزاءين ، جزاء في الدنيا وجزاء في الآخرة.
بعض طلبة العلم يظن أنه ينسق بين القرآن والسنة فيلتبس عليه الأمر فهل هذا صواب ؟
السائل : بعض طلبة العلم ينسق بين الكتاب والسنة ولكن يلتبس عليه الأمر ... ؟. الشيخ : ... لا هذا ليس بصواب ، لأن انفراد الإنسان برأيه ومخالفته لجمهور العلماء لا شك أنه ما بصحيح ، الغالب أنه خطأ ، وكثيرا ما نقول إذا رأيتم حديثا شاذا أو قولا شاذا فلا تتعجلوا في الأخذ به ، لا تتعجلوا ، فالحديث الشاذ إذا كان مخالفا للأحاديث الصحيحة التي تعتبر أصولا في السنة لا ينبغي أن نغتر بظاهر السند ، لأن الأصول الشرعية والقواعد المرعية لا تخطئ ، لكن الناقل ربما يخطئ ربما يهم ، وكثيرا ما نجد أحاديث منقلبة على بعض الرواة ، فلهذا إذا رأينا حديثا وإن كان ظاهر سنده الصحة لكنه مخالف لأحاديث أخرى التي هي أصح منه يجب أن نتريث ، فلا نعمل به ولا ندعو العمل به حتى نتأكد . كذلك إذا رأينا قولا شاذا لبعض العلماء مثلا وأن الجمهور على خلافه فيجب أن نتريث لا في العمل به ولا في الدعوة إليه حتى يتبين . فمثلا إذا رأينا هذا القول قال به الجمهور نقف ننظر كيف جمهور العلماء يخالفون هذا القول لماذا ، حتى يتبين الأمر ، وإذا تبين الأمر فلا بأس أن نخالف جمهور العلماء إذا تأكدنا أن هذا القول هو الصحيح .
السائل : ... العلماء تساهلوا وأنا أنفرد عنهم. الشيخ : والله ما أرى هذا ، أنا أرى أن يختلط بالناس ، والعلماء المتساهلون يتكلم معهم وينظر وش وجهة نظرهم ؟. وقد يكون الصواب معهم وقد يكون الصواب معك فينبههم حتى العلماء الإنسان بشر مهما بلغ الإنسان من العلم ومن الفهم والعقل فهو ناقص. السائل : ... الشيخ : هذا إذا كان العلماء كلهم مجمعين على خلاف رأي هذا الرجل ، علم أنه ليس الكل متساهل . أما هناك أشياء يلاحظونها ما نلاحظها ، وأيضا ربما بعض الناس يظنون مثلا أن العلماء متساهلون ، ربما أن العلماء قد جدوا في الأمر ولكن ما ظهر ... ليس كل شيء يقوله العلماء يظهر ... فلهذا لا ينبغي أن نلوم العلماء نقول والله العلماء قصروا وأخطأوا حتى ننظر ، نناقشهم نشوف هل عملوا أو ما عملوا ، هل هم يرون شيئا آخر غير ما نرى . أنا أذكر واحدا من العلماء من كبار علمائنا ... لكن نقول مثل عمر بن الخطاب وغيره من الخلفاء الراشدين إذا فعلوا مثل هذا أو عزروا الناس بما لهم فيه حق وما ... فلا بأس.
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان عن سعد عن عبد الله بن كعب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح مرةً وتعدلها مرةً ومثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى يكون انجعافها مرةً واحدةً ) وقال زكرياء حدثني سعد حدثنا ابن كعب عن أبيه كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان عن سعد عن عبد الله بن كعب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح مرةً وتعدلها مرةً ، ومثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى يكون انجعافها مرةً واحدةً ) . وقال زكرياء حدثني سعد حدثنا ابن كعب عن أبيه كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثني محمد بن فليح قال حدثني أبي عن هلال بن علي من بني عامر بن لؤي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء والفاجر كالأرزة صماء معتدلةً حتى يقصمها الله إذا شاء )
القارئ : حدثنا إبراهيم بن المنذر قال : حدثني محمد بن فليح قال : حدثني أبي عن هلال بن علي من بني عامر بن لؤي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء ، والفاجر كالأرزة صماء معتدلةً حتى يقصمها الله إذا شاء ).
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه قال سمعت سعيد بن يسار أبا الحباب يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يصب منه )
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه قال : سمعت سعيد بن يسار أبا الحباب يقول : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يصب منه ). الشيخ : هذان الحديثان وما بعدهما يدل على أن المؤمن كخامة الزرع يعني كالزرع الغض اللين الذي لم يصل إلى حد النهاية ، مثل الخامة بيضاء لينة تكفؤها الريح يمينا وشمالا ولا يهتز ، يميل يمينا ويميل شمالا ثم يعتدل إذا سكنت الريح ، فهكذا المؤمن يصاب بالبلاء والأذى وغير ذلك فيعتدل لأنه يعلم أن هذا الأمر من الله عز وجل لحكمة بالغة ، فيذكره بما عنده من الذنوب ويرجع إلى الله كما قال تعالى : (( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) . أما المنافق والعياذ بالله فإنه على العكس من ذلك يبقى صلبا حتى تجتثه الرياح من أصله ولا يعتدل ، لأنه والعياذ بالله لا يرعو ولا تتغير حاله بما يصيبه من هذه المصائب التي هي كفارة ، فيأخذه الله عز وجل أخذة واحدة ، ونظير هذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) . أما حديث أبي هريرة الأخير فيقول : ( من يرد الله به خيرا يصب منه ) يعني يناله بالمصائب ، ولكن لا يصيبه مصائب مستمرة ، ولكن يصب منه ، و : من ، هنا للتبعيض ، فتكون هذه المصائب خيرا له لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فليلقى الله عز وجل وقد كفر سيئاته . أما من لا يريد الله به خيرا فإنه يملي له حتى يوافيه يوم القيامة ويكون العذاب هناك ، وعذاب الآخرة أشد وأبقى . والغرض من هذا الحديث تسلية المؤمن بما يصيبه وأن يعلم أن ما أصابه فهو خير له ، فهو إن صبر على هذه المصيبة واحتسب الأجر كفر الله بها عنه ورفعه بها درجات ، وإن كان لم يرض ذلك الرضا صارت كفارة له ، يعني إن صبر ولم يفعل منكرا عند المصيبة كانت كفارة له ، وإن احتسب الأجر صارت مع الكفارة رفعة في الدرجات وأجرا.
بعض العلماء استنبطوامن هذا حديث ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) أن من لم يفقه لم يرد به خيراً فهل هذا ينطبق على هذا الحديث ؟
السائل : بعض العلماء استنبطوا من هذا الحديث : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) أن من لم يفقه لم يرد به خيراً ... ؟ الشيخ : لا ، لأنه هو قد لا يصيب الله منه ، ويعفو الله عنه في المستقبل (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) بخلاف الفقه في الدين فإن الفقه في الدين ضده الجهل.
ذكرنا أنه لا ينبغي أن نضع التبعة على أهل العلم ونقول أنهم قصروا لكن هل كل أهل العلم قاموا بكل ما أوجب الله عليهم ؟
السائل : ذكرنا أنه لا ينبغي أن نضع التبعة على أهل العلم ويقال أنهم قصروا ، لكن هل كل أهل العلم قاموا بكل ما أوجب الله عليهم ؟ الشيخ : والله ما أدري ، أنا أخبرك عن نفسي أني ما وفيت بكل ما أوجب الله علي. السائل : لا نجزم بن كثيرا من العلماء اليوم لم يقوموا بما يجب عليهم ... الشيخ : إي نعم ، لا يجعل عليهم تبعة حتى ينظر إيش عندهم حتى ينظر ، طيب افرض أن أهل العلم يعني أدوا ما يجب لكن ما حصل ... ويش يسووا. السائل : يعني هل هذه ؟ هل يجمع أهل العلم على أمر يعني حقيقة نقرأ في سير أهل العلم ونرى الأعلام منهم والأئمة أنهم يقومون لله قومة رجل واحد. الشيخ : طيب يا أخي لنضرب لك مثلا بمسألة المعتزلة والجهمية ، قام الإمام أحمد بقيام لم يقمه أحد فيما نعلم ، وهل تغير شيء ؟ ما تغير شيئا أبدا ، ما تغير إلا بعد خليفتين لما جاء الخليفة الثالث بعد المأمون تغير لأن الخليفة تغير ، ما هو كل شيء بيد العلماء . ولهذا الحقيقة ، أنا لا أشك أن فيه تقصير ما أقول أنه ما في تقصير مرة ، لكن لا يمكن أن نجعل اللوم على العلماء في كل شيء. السائل : لكن يا شيخ مسألة الاعتصام والاجتماع اجتماع أهل العلم ... الشيخ : أنا لا أشك أن الاجتماع والاعتصام له أثره بلا شك ، ولهذا نحن نرى أن ينبغي للعلماء أن يجتمعوا على كلمة واحدة على الحق.
إذا لم نضع التبعة والمسؤولية على العلماء على من نضعها ؟
السائل : إذا لم نضع التبعة والمسؤولية على العلماء على من نضعها ؟. من نلم إذا نلم أهل العلم ، نقول بالنسبة لغيرنا من العلماء الآخرين الذين ليسوا من أهل السنة والجماعة نحن في خير بالنسبة لغيرنا ولكن اللوم والمسؤولية الأولى على أهل العلم والتقصير ... ؟ الشيخ : اصبر أنا ليست أقول أن العلماء ليس عليهم تبعة ، لكن أقول لا تلوموا العلماء ربما العلماء أتوا بالواجب ، وربما قصروا أحسنت ، لكن هل نحكم بالتقصير ؟ السائل : نحكم بالتقصير ونحكم ... الشيخ : طيب ، إذا رأينا أو تخيلنا أن هناك تقصيرا فالواجب أن نسأل ، نقول للعلماء حصل كذا وكذا. السائل : الواقع نخبر أنهم قاموا ولا ما قاموا. الشيخ : لا ، لا الواقع مو صحيح ، الواقع أبدا من زمان والواقع ما يدل .
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش ح حدثني بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت أحداً أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
القارئ : حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش ح حدثني بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما رأيت أحداً أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله رضي الله عنه : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وهو يوعك وعكاً شديداً وقلت إنك لتوعك وعكاً شديداً قلت إن ذاك بأن لك أجرين قال ( أجل ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر )
القارئ : حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله رضي الله عنه : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وهو يوعك وعكاً شديداً ، وقلت : إنك لتوعك وعكاً شديداً ، قلت : إن ذاك بأن لك أجرين ؟. قال : أجل ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر ). الشيخ : الحمد لله ، هذا من نعم الله عز وجل ، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يشدد عليه في المرض والحمى لأجل أن ينال أعلى درجة في الصبر ، فإنه صلى الله عليه وسلم أصبر الناس على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله ، فلهذا كان يشدد عليه عليه الصلاة والسلام في المرض ويوعك كما يوعك الرجلان منا لينال هذه الدرجة الرفيعة ، لأن الصبر درجة رفيعة لا يمكن أن ينال إلا بأسبابه ، إلا بأسباب الصبر وهو البلاء ، فهذا هو الحكمة في أن الرسول عليه الصلاة والسلام يشدد عليه المرض.
ذكرنا أن أمراض القلوب أعم من أمراض الأبدان فلماذا البخاري لم يذكر إلا أمراض الأبدان ؟
السائل : ذكرنا أن مرض القلوب أعم من أمراض الأبدان ، لكن الإمام البخاري رحمه الله أتى بالأمراض أتى بكل أمراض الأبدان ما أتى شيء بأمراض القلوب ؟ الشيخ : نعم لأن صحيح البخاري كله لمعالجة أمراض القلوب ، كل صحيح البخاري من أوله لآخره لمعالجة مرض القلوب .
ألأ يؤخذ من هذا الحديث ان الإنسان يجوز له أن يتمنى المرض ؟
السائل : ألا يؤخذ من هذا الحديث أن الإنسان إذا مرض لا يأخذ علاج ويحتسب المرض ... ؟. الشيخ : لا ، لأن الإنسان إذا تعرض للبلاء لا ينبغي ، ولهذا فقال الرسول : ( لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموه فاصبروا ) حتى في المرض ، كل شيء عافاك الله منه فهذه من نعمة الله ، لكن إذا أصابك فلا تندم ذاك الندم ، اعلم أن الله سبحانه وتعالى يكفر به عن سيئاتك.
السائل : هل يسن نأخذ العلاج ؟. الشيخ : ما في شك ، التداوي أمر مطلوب فيما يظن نفعه ، أما اللي يتخبط ولا ... فهذا لا ، لكن فيما يظن نفعه فإنه يسن أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام.
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكاً شديداً قال ( أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ) قلت ذلك أن لك أجرين قال ( أجل ذلك كذلك ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها )
القارئ : حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال : ( دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك . فقلت : يا رسول الله إنك لتوعك وعكاً شديداً . قال : أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم . قلت : ذلك أن لك أجرين ؟. قال : أجل ذلك كذلك ، ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها ).
القارئ : " باب وجوب عيادة المريض ". الشيخ : البخاري رحمه الله جزم جزما أكيدا بوجوب عيادة المريض ، وقد سبق لنا الكلام فيها في الليلة الماضية ، وقلنا أن القول الراجح أن عيادة المريض فرض كفاية ، وقد تكون فرض عين إذا كان تفويتها من قطيعة الرحم.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني )
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني ). الشيخ : وهذه الثلاثة كلها فرض : إطعام الجائع وعيادة المريض وفك العاني ، من العاني ؟ . الأسير ، فيجب على المسلمين إطعام الجائع ، فإذا قال قائل أنا قد أديت زكاتي ؟ . قلنا هذا واجب عارض والزكاة واجب دائم مستمر ، وهذا واجب عارض ، إذا جاء أحد من المسلمين وجب عليك إطعامه ، ولهذا لو قال لنا قائل هل في المال حق سوى الزكاة ؟ . الطالب : نقول نعم . الشيخ : لا، إن قلنا نعم أخطانا ، وإن قلنا لا أخطانا ، نقول فيه تفصيل : أما الحق اللازم الدائم فلا ، وأما الحق العارض فنعم ، وإذا لم يطعم الجائع فمات فهل يضمنه صاحب الطعام ؟ . الجواب نعم يضمنه صاحب الطعام ، يضمنه بديته ، ويصوم شهرين متتابعين كفارة ، طيب وإذا طلب منه الجائع ولم يعطه ، هل يجوز له أن يأخذ منه قهرا ؟ . الجواب نعم يجوز أن يأخذه قهرا ، ويجب فيه قيمة المثل ، ولكن هل هي قيمة المثل في مكانه أو قيمة المثل في البلد ؟ . الجواب قيمة المثل في مكانه ، لأن الشيء له قيمة في البلد وله قيمة خارج البلد ، أليس كذلك ؟. فمثلا في محطات البنزين وفي المقاهي البعيدة عن البلد تكون القيمة في الغالب أكثر من القيمة في البلد ، لأنهم يضيفون إليها تعب النقل والاستئجار والانفراد عن الناس وما أشبه ذلك . طيب فك الأسير واجب أيضا على المسلمين أن يفكوا الأسرى إما بمال متطوعا فيه وإما بمال من الزكاة ، لأن فك الأسرى يجوز أن تدفع فيه الزكاة ، من أي أقسام الزكاة هم ؟ . من الرقاب ، لأن فك الأسير كإعتاق العبد نعم.
السائل : الفرق بين العيادة والزيارة ؟. الشيخ : العلماء يقولون أن الزيارة والعيادة بينهما فرق مع أن العيادة نوع من الزيارة ، العيادة زيارة لكنها أخص ، فالزيارة ليست كالعيادة عيادة المرضى ، ثم عيادة المريض تقتضي أن يتكرر لأنها من العود مرة بعد أخرى كالعيد يتكرر ، الزيارة ربما لا تكون إلا مرة في السنة ، لكن العيادة تتكرر بحسب ما تقتضيه الحال ، وسبق لنا أمس في الدرس الماضي أنها تختلف باختلاف القرابة وباختلاف الحقوق وباختلاف حال المريض ، وباختلاف المرض. السائل : ... الشيخ : هذا إذا معناه تقوم بفرض كفاية لأنه هو الغالب أن المستشفى يعودهم أهلم هذا الغالب ، لكن أحيانا يكون الإنسان ما له أحد هناك ... جزاك الله خيرا وإن شاء الله كفيتنا كلنا الآن.
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال أخبرني أشعث بن سليم قال سمعت معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع نهانا عن خاتم الذهب ولبس الحرير والديباج والإستبرق وعن القسي والميثرة وأمرنا أن نتبع الجنائز ونعود المريض ونفشي السلام .
القارئ : حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال : أخبرني أشعث بن سليم قال : سمعت معاوية بن سويد بن مقرن عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع : نهانا عن خاتم الذهب ولبس الحرير والديباج والإستبرق وعن القسي والميثرة ، وأمرنا أن نتبع الجنائز ونعود المريض ونفشي السلام ). الشيخ : هذا ما سبق أمس ؟. اتباع الجنائز سبق لنا أنه فرض كفاية ، وأن لمتبعها أجرا إذا تبعها حتى يصلى عليها فله قيراط وحتى تدفن فله قيراطان ، طيب وسبق لنا أيضا في إفشاء السلام أي نشره ، وبينا أنه يستثنى من ذلك من ؟ . الكافر ، ومن هجر لمصلحة ، وبقي علينا في مبحث السلام أشياء لم نتكلم عليها في الدرس الماضي.
الشيخ : أولا هل يجزئ قول : "مرحباً وأهلاً " عن السلام ؟ . الجواب لا ، لا يجزئ ، لا ابتداء ولا ردا ، فإذا أردت أن تأتي بالسنة فقل : " السلام عليكم أو السلام " عليك إن كان واحدا ، فالرد يجب أن يقول الراد : عليك السلام ، وجوبا . لو قال : أهلا ومرحبا مثلا ، وحياك الله وبياك ، وأبشر بالضيافة الجيدة وتفضل عندنا وما أشبه ذلك كل هذا اللي جابها لك يجزء عن قول عليكم السلام ؟ . لا ، لا بد أن يقول : عليكم السلام ، ولهذا في حديث المعراج يقول : ( فرد عليه السلام وقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ) فرد عليه السلام وقال مرحبا ، كثير من الناس اليوم مع الأسف يسلم عليك فيقول مرحبا ، وبعض الناس يقول هلا ، هذه ينبغي أن نخبرهم إذا قال : هلا أو مرحبا ، قل : السلام عليكم ، أحيانا بالتلفون يسلم : السلام عليكم أهلا ، السلام عليكم أهلا ، السلام عليكم أهلا ، بعضهم ينتبه ، وبعضهم يتكرر ثلاث مرات إذا ما فهم في الثالثة علمناه ، بعضهم ينته ، يقول : عليكم السلام ، فنقول الآن رددت السلام ، واضح ؟ . إذا لا ينفع كلمة : مرحبا وأهلا ، لا بد أن تقول : عليكم السلام على الأقل ، (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بتحية أحسن منها أو ردوها )) والرجل المسلم قال : السلام عليكم ، دعا لك بالسلامة ، وأنت لو ملأت الدنيا مرحبا وأهلا ما صارت مثل الدعاء بالسلام أبدا ، فلا بد أن تقول : عليك السلام ، واضح ؟. طيب السلام ابتداؤه سنة كفاية ورده فرض كفاية ، لكن إذا دخلت على جماعة وسلمت : السلام عليكم ، وقد علم الناس إنك إنما أردت بالقصد الأول فلانا ورد الباقون وهو لم يرد ، فهل يكون هذا الرجل الذي علم أنه هو المقصود الأصلي ، هل نقول إن هذا الرجل آثم ولا غير آثم ؟ ، انتبهوا فاهمين السؤال الآن ، دخلت على جماعة وسلمت ، وأنت في نفسك أن المقصود الأول بالسلام وهو كبير القوم ، كلهم قالوا : عليكم السلام ، إلا هذا الكبير ما قال : عليكم السلام ، هل نقول إنه آثم أو لا ؟ . الذي يظهر لي أنه آثم ، لأن المسلم قصد أراد بالقصد الأول هذا الرجل ، لماذا يتكبر ولا يرد عليه السلام ، هو لو رد السلام عليه لكفى عن كل الحاضرين ، وإذا رد كل الحاضرين لا يرى أنه حصل مطلوبه ، فإذا علم أن المقصود الأول هو هذا الرجل لا بد أن يرد . أورد بعض العلماء على هذا لغزا قال : إن المعروف أن الفرض أفضل من السنة ، وبالسلام ابتداء السلام أفضل من رده مع أن ابتداءه سنة ورده فرض ، فهل خرم القاعدة أم ماذا ؟ ما فهمتم السؤال ؟. الواجب أفضل من السنة كذا أو لا ؟. طيب ابتداء السلام أفضل من رده كذا ؟. ابتداء السلام سنة ورده فرض ، فهنا صارت السنة أفضل من الفرض. الطالب : ما خرم لأن ... الشيخ : الأخ هذا ... الطالب : ... الشيخ : لا ، لا هذا نقول أنه الأفضل لأنه هو السبب ، لولا أنك سلمت لم يرد ، إذا فأنت فاعل للسبب فلك أجر المتسبب ، ولهذا نقول إنه في الحقيقة لم يخرم القاعدة ، ظاهره أنه خرم القاعدة ولكنه لم يخرمها. الطالب : ... الشيخ : هو الذي أثم نفسه ، أنا ما سلمت لأجل لئلا يرد سلمت ليرد.
قول النبي صلى الله عليه وسلم لأم هانئ ( مرحباً بأم هانئ ) هل يحمل على أنه لا سلام هنا وإنما ابتدأها بمرحباً ؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم لأم هانئ : ( مرحباً بأم هانئ ) نقول يحمل على أنه لا سلام هنا وإنما ابتدأها بمرحباً ؟ الشيخ : نعم ، لأن المقدوم عليه قال : مرحبا بفلان ، يمكن عاد هي سلمت بعد أو ما سلمت ، الله أعلم.
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن ابن المنكدر سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول مرضت مرضاً فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان فوجداني أغمي علي فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فأفقت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كيف أصنع في مالي كيف أقضي في مالي فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث .
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن ابن المنكدر سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : ( مرضت مرضاً فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان ، فوجداني أغمي علي ، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فأفقت ، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله كيف أصنع في مالي كيف أقضي في مالي ؟. فلم يجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث ).
الشيخ : في هذا دليل على ما قال المؤلف رحمه الله : " عيادة المغمى عليه " يعني سواء أحس بك أو لم يحس ، أن تذهب وتعود هذا المريض وتنظر ، كثير من المرضى ربما يغمى عليه في مرضه أو بسبب حادث أو ما أشبه ذلك فتعوده ، وليس من شرط العيادة أن يكون المريض صاحيا . وفيه أيضا بركة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بركة وضوءه بالفتح وهو الماء الذي يتوضأ به . وقد يقال أيضا إنه يؤخذ منه أنه ينبغي أن يصب على المغمى عليه ماء لأن هذا سبب لصحوه . وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجيب بما لا يعلم ولهذا لم يجب جابرا رضي الله عنه لما قال : كيف أصنع بمالي ؟. كيف أقضي فيه ؟. حتى نزلت آية المواريث ، هذا وهو النبي عليه الصلاة والسلام الذي ينزل عليه الوحي يتوقف فيما لا يعلم حكمه ، فكيف بنا . وفيه أيضا دليل على كمال صحبة أبي بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث أنه يذهب معه كثيرا كما ذهبا إلى جابر رضي الله عنه . وفيه دليل أيضا على أنه إذا كان للإنسان حالان : حال إغماء وحال إفاقة ، فإنه يؤخذ بتصرفه في حال الإفاقة ولا يؤخذ بتصرفه في حال الإغماء ، وهكذا من كان يجن أحيانا ويفيق أحيانا نعتبر تصرفه في حال الإفاقة دون حال الجنون ، لأن الحكم يدور مع علته ، إي نعم.
السائل : ... الشيخ : لا ، الوضوء ما حاجة ، لأنه بالنسبة للرسول للتبرك بفضله الوضوء أما نحن فلا ، لكن نقول لعل الماء نفسه يفيد أيضا ، وهو كذلك الآن إذا أغمي على الإنسان الناس يرشونه بالماء.