هل يؤخذ من هذا الحديث جواز الذهاب بالمريض إلى رجل صالح ليدعو له ؟
الشيخ : يدعو له ؟. إي نعم إذا كان من أهل الصلاح.
باب : تمني المريض الموت .
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلاً فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي )
3 - حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلاً فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ) أستمع حفظ
حدثنا آدم حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ثم أتيناه مرةً أخرى وهو يبني حائطًا له فقال إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب .
4 - حدثنا آدم حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ثم أتيناه مرةً أخرى وهو يبني حائطًا له فقال إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب . أستمع حفظ
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لن يدخل أحداً عمله الجنة ) قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ( لا ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة فسددوا وقاربوا ولا يتمنين أحدكم الموت إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب )
5 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لن يدخل أحداً عمله الجنة ) قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ( لا ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة فسددوا وقاربوا ولا يتمنين أحدكم الموت إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب ) أستمع حفظ
حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن هشام عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال سمعت عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستند إلي يقول ( اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى . )
6 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن هشام عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال سمعت عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستند إلي يقول ( اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى . ) أستمع حفظ
فوائد باب : تمني المريض الموت .
القارئ : دعاء الاستخارة.
الشيخ : وغيره ؟.
في باب اللعان : ( ولعنة الله عليك إن كان من الكاذبين ) نعم .
طيب وقوله ( ما كانت ) يقول النحاة أن : ( ما ) هنا مصدرية ظرفية ، أي مدة كون الحياة خيرا لي ، وإنما قالوا إنها مصدرية ظرفية لأنها تقدر فيها مدة ، مدة هذه ظرف.
ما الجواب عن قول يوسف عليه الصلاة والسلام (( أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين )) ؟
فالجواب على ذلك أن يقال : إن يوسف عليه الصلاة والسلام لم يطلب الموت ، ولم يدع على نفسه بالموت ، وإنما سأل الله الموت على صفة وهي الإسلام (( توفني مسلما )) وسؤال الموت على صفة ليس هو السؤال المطلق.
8 - ما الجواب عن قول يوسف عليه الصلاة والسلام (( أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين )) ؟ أستمع حفظ
ما الجواب عن قول مريم (( يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً )) ؟
يقال الجواب أن شرعنا ورد بخلاف ذلك ، فعلى الإنسان أن يصبر حتى لو ابتلي بمثل عرضه أو غيره فليصبر.
ما الجواب عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) ؟
يقال إن هذا ليس دعاء على نفسه بالموت ، وإنما هو دعاء بالموت على صفة معينة ، وهي اقبضني غير مفتون ، وإن بقي ، لأنه قد يكون مثلا يبقى في هذه الفتنة ويسلم من شرها وينفع الله به في مدافعتها والتخفيف منها .
فعلى كل حال النصوص ولله الحمد الواردة في هذه المسألة ليس فيها تنافر ولا تناقض ، لكنها بحسب ما يبدو للرائي أو السامع من أول وهلة يظن التناقض ، ولكن عند التأمل يتبين له أنه لا تناقض ، وأن موقف الإنسان من هذه الأمور الصبر والاحتساب وانتظار الفرج ، وله أن يفوض الأمر إلى الله ، فيقول : ( أحيني ما علمت الحياة خيرا ولي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ).
10 - ما الجواب عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) ؟ أستمع حفظ
شرح حديث إكتواء خباب .
إما أن يغلب على الظن نفعه فلا كراهة فيه ، كما يوجد في بعض الأمراض ينفع فيها الكي كما يقولون تسعين في المئة أو مئة في المئة ، مثل ذات الجنب ، فإن ذات الجنب ينفع فيها الكي نفعا ظاهرا ، أحيانا يصاب الإنسان بذات الجنب ويغمى عليه من شدة المرض ، ولا يبقى إلا أن أهله يتأهبون لموته ، فيأتي أحد من الأطباء الحذاق في هذا الباب أو في هذا المرض ثم يكويه فينتعش من حين أن يرفع يده عنه ، هذا شيء مجرب ، يعني علمناه بالمشاهدة وبالسماع .
ومثل ما يسمى عند الأطباء العرب كما يقولون ما يسمى بالطير ، مرض يسمى الطير يصيب الأمعاء ، هذا أيضا أحيانا يغلب على الظن أنه ينتفع بالكي ، فالمهم أن ما يغلب على الظن الانتفاع به لا يكره فيه الكي ، ولهذا كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ حين جرح في أكحله عام الخندق ، والكي لإيقاف الدم نافع أو لا ؟ . نافع .
الثاني : ما يكون مترددا لكن يترجح أن ينفع ، فهذا مكروه ، لأن الكي إيلام بالنار ، وربما يحصل من هذا الكي مضاعفات وقد تكون أكثر من المرض .
الثالث : ما لا يظن نفعه لكن يقول أبي أخاطر أبي أضرب الخطر ، فالأقرب في هذا أنه حرام ، لأنه عدوان على البدن .
وفي حديث خباب دليل على أنه لا ينبغي على الإنسان أن يضيع ماله في التراب يعني في العمار ، في العمران الذي لا ينتفع به أحد ، خصوصا عمران المتأخرين ، عمران المتقدمين يمكن تنتفع فيه الطيور بماذا ؟ .
تعشش في السقوف وتنتفع به ، تستظل به من الحر وتتقي به من البرد ، لكن بناء الآخرين لا تستطيع الطيور أن تفرخ فيه ، أصبح كأنه دولاب كتب ما يدخل عليه شيء أبد ، ويضيع فيه أموال كثيرة بدون فائدة .
وفيه أيضا يقول : ( لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ) يعني مما يخاف على نفسه من الفتنة ، ولكن الحمد لله إذا كنت على نفسك من الفتنة فادع بالدعاء المأثور ، ما هو ؟.
( إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ).
إذا رأى الإنسان الفتنة في نفسه بأن رأى في نفسه ضعف إيمان هل يدعو على نفسه بالموت ؟
لا ، الجواب أن يسأل الله عز وجل الثبات ، وأن يصرف قلبه إلى طاعته ، والإنسان المؤمن إذا رأى من نفسه فتورا أو ضعفا يشتد لجوءه إلى خالقه وبارئه عز وجل حتى يعصمه ، والله سبحانه وتعالى قد يبتلي العبد عندما يرى من نفسه إعجابا بإيمانه أو عمله ، يبتليه أحيانا بالفتور حتى إذا كان حي القلب إلى أين يتجه ؟.
إلى الله سبحانه وتعالى ، ويساله أن يثبته وأن يعينه وأن يقويه ، وهذه من حكمة الله عز وجل ورأفته بالعبد ، لأن الإنسان لو كان له الرخاء والأمن دائما ربما يأمن مكر الله ، وربما يعجب بنفسه ، وربما يدل بعمله على ربه وما أشبه ذلك ، فإذا أصيب بمثل هذه العواصف تحرك قلبه وعرف أنه على خطأ ، وأنه إن لم يعصمه الله هلك ، فيعود إلى الله ويقبل إليه ، والله سبحانه وتعالى أكرم من عبده ، إذا تقرب إليه شبرا تقرب الله إليه ذراعا وإذا أتى ربه يمشي أتاه هرولة ، أقبل بس أقبل إلى الله يقبل عليك .
أما الإعراض والتولي والتعلق بغير الله ، كيف تنال مرتبة الثريا وأنت في الثرى ما يمكن ، لا يمكن أن تنال مرتبة الثريا وأنت في الثرى (( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه )) نسأل الله أن يحمينا وإياكم من ذلك .
المهم أن الإنسان إذا ابتلي بمثل هذه الأمور عليه أن يلجأ إلى ربه سبحانه وتعالى ويكثر من السؤال والإلحاح على الله حتى يثبته .
وفيه أيضا يقول : ( إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب ) يعني في البناء ، ولكن البناء الضروري الذي لا بد منه يؤجر الإنسان عليه لأنه من النفقات الواجبة لنفسه على نفسه ولأهله على نفسه ، إلا أنه ينبغي للإنسان أن يكون عمله في هذا الأمر عملا بقدر الحاجة بدون إسراف وبدون فخر ، إنما يكون بقدر الحاجة.
شرح حديث : ( لن يدخل أحداً عمله الجنة )
وهذا لا يعارض قوله تعالى أو مثل قوله تعالى : (( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) لأن الباء في الآية للسببية ، لأن عملنا هو السبب الذي جعله الله تعالى لنا ، الله عز وجل شرع لنا شرائع وقال هذه الطريق توصلكم إلى الجنة ، إذا أذا أخذنا بها فقد أخذنا بالسبب .
أما أن يكون العمل مقابل لهذا الثواب فلا ، لا يمكن هذا ، لأن الله لو أراد أن يناقشك الحساب هلكت ، لو أراد أن يناقشك الحساب هلكت ، كيف ؟ .
نعمة واحدة من نعم الله تحيط بكل عملك ، بل إن عملك الصالح نعمة يحتاج إلى شكر ، كما قيل :
" إذا كان شكري نعمة الله نعمة *** علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله *** وإن طالت الأيام واتصل العمر ".
ثم نقول : كيف يكون معاوضة هذا العمل الذي يبلغ إذا بلغ أكثر ما يبلغ من هذه الأمة مثلا قل في المتوسط ما بين الستين إلى السبعين سنة ، والثواب كم مدته ؟ .
أبد الآبدين ، كيف يكون هذا العمل القليل الذي ليس بشيء بالنسبة للجنة يكون هذا الثواب مقابل هذا العمل ، هذا لا يمكن ، لأن العادة أن الأجر بمقدار العمل لو كان من باب التعاوض ، وليس هذا من باب التعاوض بل من باب السبب الموصل إلى المسبب .
ولهذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام أحمد في المسند عن المستورد بن شداد قال : ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) موضع السوط يا جماعة كم يبلغ من متر ؟ .
متر خير من الدنيا وما فيها ، ماهي الدنيا ؟.
دارك ، بلدك ، حكومتك ، مملكتك يعني ، كل الدنيا ، طيب دنياك التي في عصرك ؟ .
لا ، الدنيا من آدم إلى قيام الساعة موضع السوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، إذا كيف يكون الثواب عوضا عن العمل ، لا ، إلا أن يتغمد الله الإنسان بالفضل والرحمة ، ولكن العمل سبب ، والسبب قد يكون بالنسبة للمسبب ضئيلا جدا ليس بشيء .
وقوله عليه الصلاة والسلام لما قالوا : ولا أنت ؟ . قال : ( ولا أنا ) في هذا دليل على أن ما أصابه الأنبياء من الفضل فهو من الله عز وجل .
ثم قال : ( فسددوا وقاربوا ) اللهم صل وسلم على رسول الله ، يعني لا تكلفوا أنفسكم في العمل أنتم لم تحصلوا الجنة بالعمل ، سددوا والتسديد معناه الأخذ بالسداد ، السداد الموافق الذي ليس فيه تجاوز للحد والغلو .
( وقاربوا ) يعني إن لم تسددوا فقاربوا السداد ، إن لم تسددوا فقاربوا السداد ، وأما أن تشددوا على أنفسكم فلا .
ولهذا لو قال قائل : أنا والله بالليل إذا أردت أن أقوم الليل وقمت ما شاء الله جاني النوم وأني بدأت أحط حبل ، إذا قمت تمسكت به حتى لا أسقط إذا نعست وأنا واقف ، ويش نقول لهذا ؟ .
نقول أخطأت هذا تشدد لا تفعل هذا ، إذا أتاك النوم فنام كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
كذلك ما مر علينا من قبل ، رجل عنده ماء ساخن دافئ ورجل آخر عنده ماء بارد ، وقال أيهما اشق ؟ الأشق أن أتوضأ بالماء البارد ، إذا توضأ بالماء البارد علشان تنال الأجر ، أكثر أجر ، هذا خطأ مو صحيح وليس هذا مراد الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله : ( إسباغ الوضوء على المكاره ) .
إنسان آخر عنده ماء ساخن ملائم للطبيعة وعنده ماء حار من يوم يلمسه يؤخر يده ، قال أصبر على هذا الحار علشان أوجر صح ولا ؟ .
خطأ ، طيب إنسان ثالث عنده طريق نظيف ما فيه حصى ولا أحجار ولا شوك ، وطريق آخر فيه حصى وفيه زجاج قطع زجاج وفيه شوك ، قال أمشي مع الطريق الثاني اللي فيه الشوك حافيا لأنه : ( لا يصيب الإنسان من أذى ولا هم ولا غم ولا نصب حتى الشوكة إلا أثيب عليها ) أمشي مع الطريق هذا عشان أبطن الشوك وتقطع رجلي الزجاجات ، والحصى يكسر رؤوس أصابعي ، أوجر لي ؟.
نقول هذا غلط يا أخي لا تشد على نفسك ، اسلك الطريق السهل ، وكلمة في الحقيقة خليها هي الأصل عندك (( يريد الله بكم اليسر )) ما دام أعرف أن هذا مراد الله بي أسلكه ، كل شيء ييسر علي العبادة فهو أحسن .
إنسان صائم وأصابه التعب والعطس والهزال ، قال والله يا أخي لو أروح أسبح بالماء البارد أنشط ، قال الثاني لا يا أخي اصبر احتسب الأجر ، أيهما أصوب ؟ .
الأول أصوب خفف على نفسك ، أيهما أيسر لك التخفيف ، نعم لو فرضنا إني لم أجد ماء فحينئذ أوجر على هذا وأصبر وأحتسب .
المهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا أن نسدد ونقارب .
ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( ولا يتمنين أحدكم الموت ) وبين السبب ، تمني الموت سفه ، واستعجال الموت أسفه ، والقضاء على النفس بالموت أشد نعم ، فيه ناس الآن إذا جاءتهم الضيقة على الأصح قتلوا أنفسهم ، وهؤلاء كالمستجير من الرمضاء بالنار ، هل إذا قتل نفسه يستريح ؟ . أبدا ، يعذب أشد من العذاب الذي تخلى منه ، لأن أي إنسان يقتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في جهنم ، إن كان سما فهو يتحساه في النار ، إن كان حديدة طعن بها نفسه فهو يجأ نفسه بها في النار ، إن كان ترديا من جبل أو سقوطا من حائط كذلك يمثل له في النار جبل يتردى به أو حائط يسقط منه ، يعذب بما قتل به نفسه ، هل انتفع بهذا ؟ . أبدا ما انتفع بهذا ، إذا لا تتمن الموت ولا تستعجله ولا تقض على نفسك به .
اصبر إن كنت محسنا فربما يقول : ( فلعله أن يزداد خيرا ) ولم يجزم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك ، قال : لعله ، لأنه قد لا يزداد ، قد يتدهور والعياذ بالله .
( وإن كان مسيئا فلعله أن يستعتب ) يعني يتوب إلى الله عز وجل ، وهذا هو الواقع ، وكم من إنسان استعتب بعد أن ظن الناس أنه هلك .
الأصيرم من بني عبد الأشهل من الأنصار كان معروفا بمعاداة الدعوة الإسلامية ، ولما سمع الهيعة في غزوة بدر خرج ، أسلم ألقى الله في قلبه الإسلام وخرج ، قتل فوجده أصحابه لما صار الناس يتفقدون قتلاهم في أحد ، وجده قومه قالوا : ما الذي جاء بك أيها الأصيرم ؟. نحن نعرفك أنك ضد هذه الدعوة ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأبلغوا مني السلام على رسول الله ، وأظن أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه من أهل الجنة ، وهو ما سجد لله سجدة ، شوف الآن صار بقاءه خيرا استعتب .
وهذا أيضا عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعتبة بن أبي جهل وغيرهم ممن نابذ الدعوة وبقوا استعتبوا ، فأنت لا تتمن الموت ، إن كنت محسنا فعلك أن تزداد خيرا ، وإن كنت مسيئا فلعلك أن تستعب ، وخير الناس من طال عمره وحسن عمله ، جعلنا الله وإياكم منهم.
شرح حديث : ( اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى . )
لا ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد علم والله أعلم أنه قد احتضر ، ولكنه يسأل الله أن يجعله في الرفيق الأعلى ، ولا شك أنه في الرفيق الأعلى ، ودعا لأن الدعاء من أسباب اللحوق بالدرجات العلى ، يعني لا يقال كيف يدعو الرسول وهذا حاصل له ؟.
نقول نعم حصوله له بأسباب ، ومنها دعاءه ، نحن الآن نقول : ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة ) وهي حاصلة له ولا غير حاصلة ؟ . حاصلة ، لكن قد يكون من أسباب حصوله دعاءنا له ، والله أعلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال البخاري رحمه الله تعالى " باب دعاء العائد للمريض "
وقالت عائشة بنت سعد عن أبيها ..
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم كنا تكلمنا في الليلة الماضية على تمني الموت ، وذكرنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، وأوردنا على هذا إشكال في قصة يوسف ، قصة مريم وغيرها ، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، طيب الجواب يا شاكر عن قصة يوسف ؟.
الطالب : قصية يوسف أنه لم يتمنى أن يتوفى ولكن إن توفى تمنى صفة معية
الشيخ : تمنى أن يموت على الإسلام نعم طيب.
قصة مريم ؟. ما حضرت ؟. طيب عبد الله .
الطالب : قصة مريم كنا نقول بأن مثلا مريم نحن شريعتنا ما تقبل واحد يتمنى الموت كما أخبرنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما شريعتها فممكن ما كان يعني ...
الشيخ : طيب زين ، وقصة : ( وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) ؟.
الطالب : هذا تمني على صفة معينة للموت ...
الشيخ : يعني أن أقبض وأنا غير مفتون .
فيه أيضا تبين لي في قصة مريم أنه ما فيه تمني للموت ، ولكن تمني أنها ماتت قبل أن تحصل لها هذا ، وبينهما فرق ، هي ما تمنت أن تموت قبل هذا هي تمنت أن تموت ولم يحصل لها هذا ، يعني مثل لو قلت لإنسان ...