القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال البخاري رحمه الله تعالى : " باب الحبة السوداء ".
حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله حدثنا إسرائيل عن منصور عن خالد بن سعد قال خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق فقدمنا المدينة وهو مريض فعاده ابن أبي عتيق فقال لنا : عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمساً أو سبعاً فاسحقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب فإن عائشة حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام قلت وما السام قال الموت )
القارئ : حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله حدثنا إسرائيل عن منصور عن خالد بن سعد قال : ( خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق فقدمنا المدينة وهو مريض ، فعاده ابن أبي عتيق فقال لنا : عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمساً أو سبعاً فاسحقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب ، فإن عائشة حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام ، قلت : وما السام ؟. قال : الموت ).
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبرهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ) قال ابن شهاب والسام الموت والحبة السوداء الشونيز .
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبرهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ) . قال ابن شهاب : والسام الموت . والحبة السوداء الشونيز. الشيخ : ويش عندك الشونيز ؟.
القارئ : " قال هي الشونيز بالشين المعجمة المضمومة والواو الساكنة وبعد النون المكسورة تحتية ساكنة فمعجمة ، قال في القاموس الشينيز والشونيز والشونوز والشهنيز الحبة السوداء أو فارس الأصلي انتهى ، ونقل إبراهيم الحربي فيما نقله عنه في فتح الباري في غريب الحديث عن الحسن البصري أنها الخردل ، وفي الغريبين للهروي أنها ثمرة البطم ، والأول أولى إذ منافعها أكثر من الخردل والبطم ". الشيخ : نعم بس . هذه الحبة السوداء عندنا معروفة هنا في نجد يسمونها السميراء ، وهي حبة معروفة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن فيها شفاء ، يستشفي بها كثير من الناس حتى من الدودة الزائدة ، فإنها مجربة ، فإن أحدا من الناس ذهبوا به للمستشفى وقالوا إن فيه الزائدة ولا بد من إجراء العملية ، وطلبوا من والده أن يوقع على الموافقة وعدم المسؤولية فأبى ، وقال لا أفعل إلا السميراء وسقاه إياها وشفي بإذن الله شفي من ليلته . وكلام النبي صلى الله عليه وسلم عام يقول : ( شفاء من كل داء إلا من السام ) يعني الموت ، فإذا جاء الموت فإنه لا ينفع أي دواء ، كل دواء إذا جاء الموت فإنه لا يفيد لقوله تعالى : (( ولن يؤخر الله نفسا إذا جاءت أجلها والله خبير بما تعملون )) لكن الله إذا مد في أجل الإنسان جعل له سببا كالدواء مثلا ، نعم.
السائل : طيب هناك طرق أخرى لاستعمالها ؟. الشيخ : الظاهر عندهم طرق يعرفها الأطباء العرب اللي يسمونهم أطباء العرب يعرفونها ، ولها يعني عدة طرق ، وحسب المرض.
هذا الحديث عام يشمل كل مرض فهل معنى هذا أنا لا نحتاج إلى أطباء ؟
السائل : شيخ الحديث عام بالنسبة للحبة السوداء علاج لكل مرض ، هكذا لا نحتاج أن نذهب لا دكاترة ولا شيء ، أي مريض نعطيه حبة سوداء. الشيخ : افعل كذلك مؤمنا بهذا الحديث ، وتنتفع به إن شاء الله.
يقول المحقق أن الحبيبة السوداء تصغير الحبة وهي الكمون وهو أخضر والعرب تطلق على الأخضر أسود فهل هذا صحيح ؟
السائل : يقول هنا المحقق أن الحبيبة السوداء تصغير الحبة وهي الكمون وهو أخضر ، والعرب تطلق على الأخضر أسود ، فهل هذا صحيح ؟ الشيخ : لا هي قريبة من الكون حتى الآن الموجود قريب من الكمون حتى إذا مضغته تحس فيه طعم الكمون ، لكن يفرق بين الكمون وبين الحبة السوداء ، إي نعم.
حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تأمر بالتلبين للمريض وللمحزون على الهالك وكانت تقول إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن التلبينة تجم فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن )
القارئ : حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها : ( أنها كانت تأمر بالتلبين للمريض وللمحزون على الهالك ، وكانت تقول إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن التلبينة تجم فؤاد المريض ، وتذهب ببعض الحزن ).
حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة أنها كانت تأمر بالتلبينة وتقول : هو البغيض النافع .
القارئ : حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة : ( أنها كانت تأمر بالتلبينة وتقول ( هو البغيض النافع ). الشيخ : بين التلبينة للإخوان ؟. سبق لنا التلبينة لكن نريد زيادة إيضاح ، عندك في الشرح ؟.
القارئ : " قوله : باب التلبية للمريض . هي بفتح المثناة وسكون اللام وكسر الموحدة بعدها تحتانية ثم نون ثم هاء ، وقد يقال بلا هاء قال الأصمعي هي حساء يعمل من دقيق أو نخالة ويجعل فيه عسل قال غيره أو لبن ، سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها ، وقال ابن قتيبة وعلى قول من قال يخلط فيها لبن سميت بذلك لمخالطة اللبن لها ، وقال أبو نعيم في الطب هي دقيق بحت ، وقال قوم فيه شحم ، وقال الداودي يؤخذ العجين غير خمير فيخرج ماؤه فيجعل حسوا فيكون لا يخالطه شيء فلذلك كثر نفعه ، وقال الموفق البغدادي التلبينة الحساء ويكون في قوام اللبن وهو الدقيق النضيج لا الغليظ النيء ". الشيخ : هذه تشبه الشربة لكن يكون فيها عسل ولبن ، وتكون من الدقيق الناعم ، والظاهر أنها بغيضة لأنه قد يكون فيها شيء من الودك القديم ، فيحصل بذلك لها طعم أو رائحة كريهة.
دلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإستشفاء بالعسل والحجامة والكي ألا نخصص حديث الحبة السوداء شفاء من كل داء ؟
السائل : دلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاستشفاء بالعسل والحجامة والكي ألا يخصص للحديث اللي هو حديث الحبة السوداء شفاء من كل داء ، لو كان الحبة السوداء شفاء لكل الأمراض ما أرشد لغيرها كالحجامة ؟. الشيخ : إي نعم جائز أن يكون هذا وهذا لأنه قد يكون واحد مثلا ما عنده عسل وما عنده شرطة محجم يكون عنده الحبة السوداء أو بالعكس ، يعني كلها صالح لهذا ، وسبق لنا أيضا قوله : ( إن الشفاء في ثلاث ) بالنسبة لما يداوون به ، أي أن هذا ليس على سبيل العموم.
ذكرتم أمس أن الأدوية تنقسم إلى قسمين الشرعية وغيرها وأن التداوي يالثانية حرام وقد نجد في بعض البلدان مع اختلاف ألسنتهم يتداوون بأدوية لها منفعة وليس عليها دليل فهل يجوز التداوي بها ؟
السائل : ذكرتم بالأمس أن الأدوية تنقسم إلى شرعية وقدرية وقد يدخل ... الشيخ : لا هذا الكي ، الكي هو الذي قسمناه إلى هذا التقسيم. السائل : الكي بس ، وقد نجد في بعض البلدان مع اختلاف ألسنتهم يعني يتداوون بأدوية يعني ... وهو لا يعرف ... يعني ممكن يجوز يدخل في باب الجواز إذا وجدنا فيه منفعة وشاهدنا. الشيخ : نعم نعم ، نحن ذكرنا أمس أن كون هذا الشيء يكون دواء يعلم إما بنص الشرع عليه ، مثل إيش ؟ . العسل ذكرنا لكم أمس . وإما بالتجارب وهذا كثير جدا حتى الأدوية الآن التي المعقمة واللي فيها العقاقير كلها بالتجارب ، ما نزل عليهم وحي بهذا.
هناك بعض الناس إذا كان رأسه يؤلمه كثيراً يحلقه بخيوط أبيض وأسود وغيرها وبهذه الكيفية يشفى بإذن الله فهل هذا صحيح ؟
السائل : تجد بعض الناس مثلا إذا كان رأسه يؤلمه كثيرا حتى إنه يسبب له مشاكل كثير يحلقه بخيوط أبيض وأسود على رأسه ، وبهذه الكيفية تشفي بإذن الله. الشيخ : ما هو بصحيح. السائل : لا ، أنا شاهدت هذا بعيني ، أناس كثيرين جدا ... تشفي بإذن الله إما أن تكون شيطانية. الشيخ : لا هي شيطانية ، هذه بارك الله فيك هذه ما تنفع ، مشاهد أن شخصا يأتي إلى قبر ويدعو هذا القبر لإزالة مرض من الأمراض ويشفى ، وهذا من الامتحان ، يجعله الله عز وجل امتحانا للإنسان أن ييسر أسباب المعصية عنده حتى يبلوه ، فيكون القضاء والقدر حاصلا عند هذا الشيء لا بهذا الشيء ، فهذه الخيوط التي أنت ذكرت : إما أن يكون المريض يحس بنفسه أنه إذا وضعت فيه هذه الخيوط شفي ، والإحساس النفسي له تأثير على الإحساس البدني حتى إن الإنسان إذا اشتغل ، يعني كان عنده مثلا أشغال بدنية ظاهرية ينسى الوجع اللي فيه والألم ، شوف الناس اللي يحملون السيارات ولا ينزلون حمولتها أحيانا ينجرح أصبعه وينزف دما ولا يشعر به ولا يتألم به ، فالشعور النفسي هذا له أثر ، فربما هذا الرجل اللي بحط على رأسك اللي يوجعك خيط أجعله عليه خيطا أسود وخيطا أبيض وخيطا أحمر وخيطا أصفر تلوين للرأس وتبرأ ، إذا وضعه يحس بأنه برئ ، إي نعم.
حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره واستعط .
القارئ : حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه احتجم وأعطى الحجام أجره واستعط ). الشيخ : سبق لنا معنى الحجامة ، وأما الاستعاط فهو دواء يوضع في الأنف سعوط ، وإذا كان في الفم يسمى وجورا بالفتح ، فالسعوط في الأنف والوجور في الفم ، وهذه أدوية أيضا يعرفها الممارسون لهذه الأدوية ، تجرب إما في وجع الرأس أو وجع العين أو وجع الحلق أو ما أشبه ذلك فيستعطون من هذا ، والصبيان أيضا الأطفال الصغار عندنا يسعطونهم بالكبريت وما أشبه ذلك من الأدوية المركبة عندهم إذا كان فيه وجع البطن ، ويشفى بإذن الله.
حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة قال سمعت الزهري عن عبيد الله عن أم قيس بنت محصن قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب ) ودخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي لم يأكل الطعام فبال عليه فدعا بماء فرش عليه .
القارئ : حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة قال : سمعت الزهري عن عبيد الله عن أم قيس بنت محصن قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية ، يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب . ودخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي لم يأكل الطعام فبال عليه فدعا بماء فرش عليه ). الشيخ : لا نعرف هذا الشيء ، العود الهندي ، معروف عندكم أخ رشاد ؟.
القارئ : " قوله : باب السعوط بالقسط الهندي والبحري . قال أبو بكر بن العربي القسط نوعان هندي وهو أسود وبحري وهو أبيض والهندي أشدهما حرارة ، قوله : وهو الكست . يعني أنه يقال بالقاف وبالكاف ، ويقال بالطاء وبالمثناة ، وذلك لقرب كل من المخرجين بالآخر وعلى هذا يجوز أيضا مع القاف بالمثناة ومع الكاف بالطاء ، وقد تقدم في حديث أم عطية عند الطهر من الحيض : نبذة من الكست . وفي رواية عنها : من قسط . ومضى للمصنف في ذلك كلام في باب القسط للحادة . قوله : مثل الكافور والقافور . تقدم هذا في باب القسط للحادة . قوله : ومثل كشطت وقشطت . وقرأ عبد الله قشطت . زاد النسفي أي نزعت ، يريد أن عبد الله بن مسعود قرأ وإذا السماء قشطت بالقاف ولم تشتهر هذه القراءة ، وقد وجدت سلفا للبخاري في هذا ، فقرأت في كتاب معاني القرآن للفراء في قوله تعالى : وإذا السماء كشطت . قال يعني نزعت وفي قراءة عبد الله قشطت بالقاف والمعنى واحد . والعرب تقول الكافور والقافور والقشط والكشط . وإذا تقارب الحرفان في المخرج تعاقبا في المخرج هكذا رأيته في نسخة جيدة منه الكشط بالكاف والطاء والله أعلم ". الطالب : ... الشيخ : نعم ، مشي . القارئ : " قوله : عليكم بهذا العود الهندي . كذا وقع هنا مختصرا ويأتي بعد أبواب في أوله قصة : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي وقد أعلقت عليه من العذرة فقال : عليكن بهذا العود الهندي . وأخرج أحمد وأصحاب السنن من حديث جابر مرفوعا : أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطا هنديا فتحكه بماء ثم تسعطه إياه . وفي حديث أنس الآتي بعد بابين : إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري . وهو محمول على أنه وصف لكل ما يلائمه ، فحيث وصف الهندي كان لاحتياج في المعالجة إلى دواء شديد الحرارة ، وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة لأن الهندي كما تقدم أشد حرارة من البحري ، وقال بن سينا القسط حار في الثالثة يابس في الثانية ، قوله : فإن فيه سبعة أشفية . جمع شفاء كدواء وأدوية . قوله : يسعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب . كذا وقع الاقتصار في الحديث من السبعة على اثنين ، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي أو اقتصر على الاثنين لوجودهما حينئذ دون غيرهما ، وسيأتي ما يقوي الاحتمال الثاني ، وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلاء ، فذكروا أكثر من سبعة ، وأجاب بعض الشراح بأن السبعة علمت بالوحي وما زاد عليها بالتجربة ، فاقتصر على ما هو بالوحي لتحققه ، وقيل ذكر ما يحتاج إليه دون غيره لأنه لم يبعث بتفاصيل ذلك ، قلت ويحتمل أن تكون السبعة أصول صفة التداوي بها لأنها إما طلاء أو شرب أو تكميد أو تنطيل أو تبخير أو سعوط أو لدود ، فالطلاء يدخل في المراهم ويحلى بالزيت ويلطخ وكذا التكميد ، والشرب يسحق ويجعل في عسل أو ماء أو غيرهما وكذا التنطيل ، والسعوط يسحق في زيت ويقطر في الأنف وكذا الدهن والتبخير واضح ، وتحت كل واحدة من السبعة منافع لأدواء مختلفة ولا يستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم . وأما العذرة فهي بضم المهملة وسكون المعجمة وجع في الحلق يعتري الصبيان غالبا ، وقيل هي قرحة تخرج بين الأذن والحلق أو في الخرم الذي بين الأنف والحلق قيل سميت بذلك لأنها تخرج غالبا عند طلوع العذرة وهي خمسة كواكب تحت الشعرى العبور ، ويقال لها أيضا العذارى وطلوعها يقع وسط الحر ، وقد استشكل معالجتها بالقسط مع كونه حارا والعذرة إنما تعرض في زمن الحر بالصبيان وأمزجتهم حارة ولا سيما وقطر الحجاز حار ، وأجيب بأن مادة العذرة دم يغلب عليه البلغم وفي القسط تخفيف للرطوبة وقد يكون نفعه في هذا الدواء بالخاصية ، وأيضا فالأدوية الحارة قد تنفع في الأمراض الحارة بالعرض كثيرا بل وبالذات أيضا ، وقد ذكر ابن سينا في معالجة سعوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وغيره على أننا لو لم نجد شيئا من التوجيهات لكان أمر المعجزة خارجا عن القواعد الطبية ، وسيأتي بيان ذات الجنب في باب اللدود ، وفيه شرح بقية حديث أم قيس هذا ". الشيخ : العذرة هذه يسمونها عندنا عند العامة يسمونها العُظَيْم ، شيء يعتري الحلق للصبيان ، يستعملون عندنا دواء من جنس التدليك ، يأتى بالمرأة وتمسك برأسه هكذا وتنزعه مع الرأس ... سبع مرات ، ثم بعد ذلك تجعل إبهامها هكذا سبع مرات أيضا ، ستة أو سبعت أيام في الصباح والمساء ويبرأ ، وبعضهم يكسره ، يكسر هذه العذرة التي هي الوجع ، ولكن هذا يؤلم الصبيان ويضرهم . وفيه هذا الدواء الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم أسهل من هذا كله ، نعم ؟.
السائل : المصنف حينما ذكر أن ابن سينا قال : يابس في الثانية أقول ، ويش يريد بالثانية والثالثة ؟ الشيخ : الثانية درجات عندهم معروفة ، يعني مثلا أول ما يكون حار ثم بعدين يعود فيكون باردا ، يكون رطب ثم فيكون جافا. السائل : كل هذا بعد الكل. الشيخ : بعد الكل أو غيره ، حتى مثلا فيه شيء أول ما تضعه يكون حارا ثم بعد ذلك يرجع ويكون بارد من الأدوية. السائل : نقول المراد إذا أكل الإنسان ؟. الشيخ : هذا فيما يؤكل مثل البطيخ وغيره ، والزنجبيل والقرنفل وما أشبه ذلك ، لكن فيه أشياء حتى التي تدهن أول يصير بارد ثم يرجع للحرارة أو بالعكس.
السائل : أقول الحمى الرابعة هي التي تأتي ؟. الشيخ : الربع ، يسميها الفقهاء حمى الربع ، تأتي كل يوم رابع. السائل : هذه نوع من الملاريا ، وهذه لها علاج يستخلص من نبات يحتمل يكون منه هذا. الشيخ : يجوز. السائل : الغالب أنهم يستخلصون الأدوية من نباتات معظمها ، ويعطوها أسماء أخرى ولا ندري إيش أسماء ، نحن نتعلم هذا العلم ولا نعرف أصل المادة فقط بالأسماء الكيميائية بس . الشيخ : هي أسماء كيميائية عند المتأخرين ، لكن عند المتقدمين أو في الأحاديث مثلا. السائل : أعشاب. الشيخ : هذا مشكل ما نعرف.
السائل : أقول موجود هذا القسط الهندي موجود . الشيخ : ما هو ؟ . السائل : عود أكبر من الزنجبيل لكن ... عود في شكل عود. الشيخ : اتبع طريق حجاج . أقول اتبع طريق حجاج. ما تعرف طريق حجاج ؟. طريق حجاج أن يأتي بالشيء إلى هنا ، جيبه إن شاء الله بكرة نشوفه.
حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن أجر الحجام فقال : احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه وقال ( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري وقال لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة وعليكم بالقسط )
القارئ : حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن أجر الحجام فقال : ( احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام ، وكلم مواليه فخففوا عنه . وقال : إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ، وقال : لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة ، وعليكم بالقسط ). الشيخ : هذا ما قلنا لكم بعض الناس يكسرها العذرة هذه ، تدخل أصبعها في الحلق كذا ثم تضغط عليها بقوة وتنكسر ، يسمع لها صوت ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( لا تعذبوا صبيانكم بهذا ).
حدثنا سعيد بن تليد قال حدثني ابن وهب قال أخبرني عمرو وغيره أن بكيرًا حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عاد المقنع ثم قال : لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن فيه شفاءً )
القارئ : حدثنا سعيد بن تليد قال حدثني ابن وهب قال : أخبرني عمرو وغيره أن بكيرًا حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه : ( أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عاد المقنع ثم قال ). الشيخ : عندك : عاد ، أو : دعا ؟. القارئ : عاد . الشيخ : هذا هو الصواب ، نحن عندنا : دعا ، وش عندكم أنتم ؟. الطالب : عاد . الشيخ : ما فيه نسخة عندكم ؟. القسطلاني وش يقول ؟. فقط هذه الكلمة : عاد ، أو : دعا ؟. الطالب : أن بكيرًا حدثه أن عاصم ... عاد المقنع . الشيخ : عاد . القارئ : ثم قال : ( لا أبرح حتى يحتجم ) الشيخ :( حتى تحتجم ) . القارئ : بالياء . الشيخ : بالياء ؟ طيب . كلها جائزة . القارئ: ( فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن فيه شفاءً ).
حدثنا إسماعيل قال حدثني سليمان عن علقمة أنه سمع عبد الرحمن الأعرج أنه سمع عبد الله ابن بحينة يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بلحي جمل من طريق مكة وهو محرم في وسط رأسه وقال الأنصاري أخبرنا هشام بن حسان حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في رأسه
القارئ : حدثنا إسماعيل قال : حدثني سليمان عن علقمة أنه سمع عبد الرحمن الأعرج أنه سمع عبد الله ابن بحينة يحدث : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بلحي جمل من طريق مكة وهو محرم في وسط رأسه ) . وقال الأنصاري أخبرنا هشام بن حسان حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في رأسه ).
حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحي جمل وقال محمد بن سواء أخبرنا هشام عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به .
القارئ : حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس : ( احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحي جمل ). وقال محمد بن سواء أخبرنا هشام عن عكرمة عن ابن عباس : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به ). الشيخ : الشقيقة هي وجع الرأس من أحد الشقين الأيمن أو الأيسر تسمى شقيقة لأنها جاءت من أحد الشقين ، إي نعم.
حدثنا إسماعيل بن أبان حدثنا ابن الغسيل قال حدثني عاصم بن عمر عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شربة عسل أو شرطة محجم أو لذعة من نار وما أحب أن أكتوي )
القارئ : حدثنا إسماعيل بن أبان حدثنا ابن الغسيل قال : حدثني عاصم بن عمر عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شربة عسل أو شرطة محجم أو لذعة من نار وما أحب أن أكتوي ). الشيخ : طيب هذه الأحاديث تدل على جواز الحجامة للمحرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها . وتدل أيضا على أنه لو حلق شيئا من رأسه فليس فيه فدية إذا لم يحلق الرأس كله ، لأن الحجامة في الرأس لا بد أن يحلق لها شيء يتمكن به من الحجامة ، ولم يذكر هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم فدى ، وذلك لأنه لم يستوعب الرأس بالحلق بخلاف ما لو استوعبه . وما ذهب إليه بعض أهل العلم من أنه إذا أزال ربع الرأس فدى أو إذا أزال ثلاث شعرات فأكثر فدى ، فقول لا دليل عليه ، والآية إنما قال عز وجل : (( ولا تحلقوا رؤوسكم )) ثم قال : (( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية )) لمن حلق جميع الرأس . أما إذا حلق بعضه فهو حرام لا شك ، ولكن هل فيه الفدية ؟ . نقول لا ، لا فدية فيه ، ولكن إن كان لعذر ارتفع التحريم وصار حلالا ولا فدية فيه ، فصار الآن حلق بعض الرأس في الإحرام دائر بين التحريم أو الحل ، لا الفدية وعدمها ، فإن كن لعذر فهو حلال ولا فدية وإن كان لغير عذر فهو حرام ولا فدية أيضا . أما إذا كان جميع الرأس فهو دائر بين الحل والتحريم ، والفدية وعدمها ، فإذا كان لعذر فهو حلال ولكن فيه الفدية ، وإن كان لغير عذر فهو حرام وفيه الفدية.
إذا احتجم وحلق رأسه محل الحجامة في غير الإحرام هل نأمره بعد الحجامة أن يحلق جميع رأسه للنهي عن القزع ؟
السائل : إذا احتجم يا شيخ وحلق رأسه محل الحجامة في غير إحرام ، هل نأمره بعد الحجامة أن يحلق جميع رأسه حتى لا يكون قزع ؟. الشيخ : لا ما هو بالظاهر ، لأن هذا حلق للعذر ، فهو لا بأس به.
الشيخ : الشيء يقول العلماء إذا ورد النهي عن شيء فهو نهي عنه وعن بعضه ، وإذا أمر بشيء فهو بأمر بجميعه ، هذا الفرق بينهما ، وهذه قاعدة مفيدة : الأوامر تقتضي الكمال والنواهي تقتضي أيضا كمال الاجتناب ، وهذا يحصل بفعل البعض.
السائل : الحجامة الأفضل في أي يوم أو لها أيام معينة ؟. الشيخ : ابن القيم رحمه الله ذكر الأيام والأوقات اللي فيها مفصلة في كتاب : زاد المعاد . لو ترجعون إليه يكون جيدا ، وبين هل هي أفيد أو الفصد أو التشريط بين كل ما يتعلق بهذا رحمه الله.
حدثنا مسدد حدثنا حماد عن أيوب قال سمعت مجاهداً عن ابن أبي ليلى عن كعب هو ابن عجرة قال أتى علي النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية وأنا أوقد تحت برمة والقمل يتناثر عن رأسي فقال ( أيؤذيك هوامك ) قلت نعم قال ( فاحلق وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستةً أو انسك نسيكةً ) قال أيوب لا أدري بأيتهن بدأ.
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا حماد عن أيوب قال : سمعت مجاهداً عن ابن أبي ليلى عن كعب هو ابن عجرة قال : ( أتى علي النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية وأنا أوقد تحت برمة والقمل يتناثر عن رأسي فقال : أيؤذيك هوامك ظ. قلت : نعم . قال : فاحلق وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستةً أو انسك نسيكةً ) . قال أيوب : لا أدري بأيتهن بدأ. الشيخ : ونحن نقول الترتيب الموجود الآن موافق لما في القرآن (( ففدية من صيام أو صدقة أو نسك )) والرسول عليه الصلاة والسلام بين هذا الصيام بأنه ثلاثة أيام . الصدقة بين بأنها إطعام ستة مساكين ، وفي روايات أخرى : ( لكل مسكين نصف صاع ). وأما النسيكة فهي الذبيحة التي تجزئ في الأضحية لقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن ) . وفي هذا الحديث بيان للقدر المدفوع والمدفوع إليه ، القدر كم ؟ . نصف صاع ، والمدفوع إليه ستة مساكين . وقد يبين القدر المدفوع دون المدفوع إليه مثل صدقة الفطر ، فإنه قد بين المدفوع وهو صاع دون المدفوع إليه ، ولهذا يجوز أن توزع الصاع من الفطرة على عدة مساكين . وقد يبين المدفوع إليه دون المدفوع مثل كفارة اليمين (( فكفارته إطعام عشرة مساكين )) ولم يبين المقدار لا في الكتاب ولا في السنة ، فيرجع في ذلك إلى ما يسمى إطعاما.
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة قال سمعت جابراً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم أو لذعة بنار وما أحب أن أكتوي )
القارئ : حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة قال سمعت جابراً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم أو لذعة بنار وما أحب أن أكتوي ).
حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا ابن فضيل حدثنا حصين عن عامر عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال ( لا رقية إلا من عين أو حمة ) فذكرته لسعيد بن جبير فقال حدثنا ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عرضت علي الأمم فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط والنبي ليس معه أحد حتى رفع لي سواد عظيم قلت ما هذا أمتي هذه قيل بل هذا موسى وقومه قيل انظر إلى الأفق فإذا سواد يملأ الأفق ثم قيل لي انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء فإذا سواد قد ملأ الأفق قيل هذه أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حساب ) ثم دخل ولم يبين لهم فأفاض القوم وقالوا نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن هم أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام فإنا ولدنا في الجاهلية فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال ( هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ) فقال عكاشة بن محصن أمنهم أنا يا رسول الله قال ( نعم ) فقام آخر فقال أمنهم أنا قال ( سبقك بها عكاشة )
القارئ : حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا ابن فضيل حدثنا حصين عن عامر عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال : ( لا رقية إلا من عين أو حمة ) . فذكرته لسعيد بن جبير فقال حدثنا ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عرضت علي الأمم فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط والنبي ليس معه أحد حتى رفع لي سواد عظيم ، قلت : ما هذا أمتي هذه ؟. قيل بل هذا موسى وقومه ، قيل انظر إلى الأفق فإذا سواد يملأ الأفق ، ثم قيل لي انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء ، فإذا سواد قد ملأ الأفق ، قيل هذه أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حساب . ثم دخل ولم يبين لهم فأفاض القوم وقالوا : نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن هم أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام فإنا ولدنا في الجاهلية ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال : هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون . فقال عكاشة بن محصن أمنهم أنا يا رسول الله ؟. قال : نعم . فقام آخر فقال أمنهم أنا ؟. قال : سبقك بها عكاشة ). الشيخ : عندي بالتخفيف عكاشة ولا عكّاشة ؟. بالتشديد . نعم . هذا الأول : ( لا رقية إلا من عين وحمة ) العين هي عين الحاسد وهي معروفة ، والحاسد هو من ملأ قلبه بمحبة السوء للغير والعياذ بالله ، يغتم إذا سر غيره ، ويفرح إذا سيء غيره ، من الناس من تكون نفسه خبيثة تعتدي على الغير ، فيخرج منها هذا الهواء الخبيث حتى يصيب المعان حتى يصيبه وربما يهلكه . الطريق إلى إزالة هذه المصيبة إما بالقراءة وهي الرقية ، وإما بأن يؤتى بالعائن فيتوضأ ويؤخذ ما يتناثر من وضوءه ويصب على رأس المصاب وعلى ظهره أو يشرب منه أيضا ، فيشفى بإذن الله ، ومن المجرب عند الناس أنه إذا أخذ شيء من ثيابه التي تلي جسده ووضع في ماء وشربه المصاب فإنه يبرأ بإذن الله ، والبراءة من هذه الإصابة تأتي بلحظة كبعير نشط من عقاله ، هذا العين . أما الحمة فهي ذوات السم ، يعني مثل الحية وشبهها ، وأحسن ما يرقى به الحية وشبهها قراءة الفاتحة كما حصل ذلك للسرية الذين نزلوا على قوم فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم ، فسلط على سيدهم حية لدغته ، فقالوا : لعل هؤلاء القوم الذين نزلوا فيهم قارئ ، فأتوا إلى الصحابة وقالوا : هل فيكم من راق ؟. قالوا : نعم ، لكننا لا نرقى إلا بكذا وكذا وذكروا غنما ، فوافقوا فجاءوا إلى هذا الملدوغ أو هذا اللديغ فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة ، فقام كأنما نشط من عقال نعم.
فوائد حديث : ( عرضت علي الأمم فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط والنبي ليس معه أحد ... )
الشيخ : وفي هذا الحديث أيضا دليل على أن أكثر الأمم بعد أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة موسى . وفيه ... ( لا يسترقون ) يعني لا يطلبون من يرقى عليهم ، ووقع في بعض ألفاظ مسلم : ( ولا يرقون ) ولكن هذا وهم من الراوي ، لأن رقية الإنسان غيره لا بأس بها ، بل هي من الأمور المسنونة المستحبة كما سبق أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك . وقوله : ( ولا يتطيرون ) يعني لا يتشاءمون ، والتشاءم يكون : بالزمان والمكان والمرئي والمسموع . بالزمان كتشاءم العرب في شوال بالنسبة لعقد النكاح ، وتشاءمهم بيوم الأربعاء . وكل هذا ليس له أصل ، فمن أحظى النساء عند زوجها عائشة رضي الله عنها وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بها في شوال . المكان يتشاءم الإنسان بمكان معين ، يجلس فيه فيرى ما يكره عند أول جلوسه فيتشاءم ، وهذا خطأ ، الأمكنة لا تؤثر . المرئي يتشاءم برؤية الشيء كتشاؤم بعض الناس الجهلة إذا فتح الدكان صار أول من يأتيه للشراء رجل قبيح المنظر تشاءم ، قال اليوم ما فيه رزق ، ليش ؟ . لأنه رأى هذا الشيء القبيح هذا الرجل القبيح . كذلك بالمسموع ، يسمع كلمة من شخص فيتطير منها ، ولنفرض أنه أراد أن يسافر فسمع إنسانا يتكلم مع شخص يقول : أنت شريت هذه السلعة بكم شريتها ؟ . قال : شريتها بمئة ، قال : أنت خاسر ، فسيمعها الذي يريد أن يسافر فتشاءم ، قال خلاص إذا سفري سيكون خسارة فيرجع ، هذا هو التطير . وإنما كان عدم التطير ممدوحا ونهي عن التطير لأنه يفتح على الإنسان باب الأوهام والتخيلات الفاسدة البعيدة ، ويطرد عنه التوكل على الله . يكون متوكلا على الأوهام كلما سمع شيئا تشاءم كلما رأى شيئا تشاءم ، كلما نزل مكانا تشاءم كلما أتى عليه زمن تشاءم منه ، وهذا لا شك أنه يقلق راحة الإنسان ويبعده عما خلق له من عبادة الله ومن انشراح الصدر وسرور النفس ، فلهذا نهي عنه . أما التفاؤل فالتفاؤل ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ) لأن التفاؤل سرور يبعث على النشاط وعلى الأمل وهو عكس التشاؤم . الثالث قال : ( لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون ) يعني لا يطلبون من أحد أن يكويهم . لماذا ؟ . قال لأنهم : ( على ربهم يتوكلون ) فيعتمدون على الله عز وجل ، ولكن لو أن أحدا أراد أن يقرأ عليهم فلا مانع ، ولا تنتفي عنه هذه الصفة ، لأن هناك فرق بين الذي يسترقي والذي يمكن من يقرأ عليه أن يقرأ عليه ، أليس كذلك ؟ . الأول مستجدي يطلب يتعلق بغير الله ، والثاني غير مستجدي ، ولهذا حرم سؤال المال ، وإذا أعطيت إياه من غير مسألة فأنت مأمور بأخذه . طيب كذلك الاكتواء ، لو أن أحدا كواك بدون طلب منك لم ينافي هذه الصفة ، لأن هناك فرقا بين أن تكتوي وبين أن تمكن من يكويك ، وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ ، وسعد رضي الله عنه مكنه من ذلك ، ولا نقول إن سعدا خرج عن هذه الأوصاف التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام . وسبق لنا الكلام على الكي وأنه إما مكروه أو محرم أو جائز . وفي هذا الحديث فضيلة عكاشة بن محصن رضي الله عنه.