كتاب الطب
باب : ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال حدثني عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً )
الشيخ : الحمد لله ، الشفاء سبق لنا أنه يكون بالقراءة والدعاء والتعوذ ، ويكون أيضا بالأدوية ، فالشفاء له طريقان :
الطريق الأول التعوذات والأدعية والقرآن وما أشبه ذلك ، والطريق الثاني الأدوية الطبيعية التي علمت إما بالوحي كالعسل فيه شفاء للناس ، وإما بالتجارب .
وهناك شيء ثالث طريق وهمي لا حقيقة له ، وهو أن يعتمد الإنسان على أمر ليس له أثر لكن بناء على ما توهمه يظن أن له أثرا ، مثل لبس الحلقة لدفع البلاء أو رفعه والخيط والودعة وما أشبه ذلك ، هذا لا يجوز لأنه ليس شفاء حسيا ولا شفاء شرعيا ، يعني ليس دواء حسيا ولا دواء شرعيا ، فلا يجوز الاعتماد عليه ، وسبق لنا أنه نوع من الشرك ، ووجهه أن هذا الفاعل أثبت سببا لم يجعله الله سببا ، فجعل نفسه شريكا لله عز وجل في إثبات الأسباب فيما لم يجعلها الله تعالى أسبابا .
وقوله : ( ما أنزل الله داء ) يشمل المرض الحسي وهو مرض البدن ، والمرض المعنوي وهو مرض القلوب ، انحرافها انحراف اعتدالها واستقامتها على دين الله هذا أيضا له شفاء ، شفاءه الرجوع إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى : (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) وما داوى الإنسان قلبه بشيء أفضل من كتاب الله عز وجل ، لكنه يحتاج إلى قراءته بإخلاص وتقرب إلى الله عز وجل وتدبر لمعانيه ، واعتقاد بأنه شفاء ، وأما شخص يقرأه ليجرب أو يقرأه وهو في شك من أثره فهذا لا ينتفع به .
طيب ما الغرض من قول الرسول هكذا ؟ .
الغرض منه أن نطلب الدواء ، ليس مجرد خبر بل أن نطلب الأدوية ، ولكن من الطرق الشرعية التي جاء بها الشرع أو شهد لها الحس والواقع ، إي نعم.
3 - حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال حدثني عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً ) أستمع حفظ
ما هو الأولى أن يبدأ بالتعوذات إذا أصابه مرض أو يذهب إلى الأدوية الأخرى ؟
الشيخ : هذا حسب حال المريض ، من المرضى من عنده قوة إيمان فيما جاءت به الشريعة من الأدعية والتعوذات ، فهذا يبدأ بها قبل .
ومن اناس من إيمانه ضعيف كحال أكثر الناس اليوم يكون اعتمادهم على الأشياء الطبيعية أكثر فائدة ، فالناس يختلفون ، من الناس من عنده قوة إيمان بالنسبة للقارئ وبالنسبة للمقروء عليه ، فالمقروء عليه يكون قابلا لهذا الشيء ، وذاك القارئ يكون فاعلا مؤثرا .
وقد مر علينا أنه لا بد من محل قابل ومؤثر فاعل وآلة يكون بها التأثير ، فالقرآن مثلا لا شك أنه فيه التأثير ولكن يحتاج إلى فاعل مؤثر يقرأه بإيمان وقوة حتى كأنما تشعر بأنه ينتشل المرض بيده من قوة قراءته ، ومحل قابل بالنسبة للمقروء عليه ، أنه قابل لهذا ومؤمن أنه سينتفع به ، فإذا لم يكن عند الإنسان هذا الإيمان فليأت بالدون بالأدوية الطبيعية .
نعم يا خالد ، نحن نفضل من لم يتقدم له سؤال ، لا تقولون أن هذا من باب الهجر .
الطالب : أقول ما أخذت يا شيخ .
الشيخ : إي لكن فيه ناس رفعوا أيديهم الآن وقد أخذوا.
في مسألة التداوي بالقرآن أحياناً يقرأ الإنسان القرآن على سبيل المراجعة ويكون سريعاً في القراءة ويفوته شيء من التدبر فهل مثل هذه القراءة تنفع ؟
الشيخ : الأجر يثبت .
السائل : الأجر يثبت لكن أريد .
الشيخ : لا شك أن نفعها للقلب قليل ، القراءة بلا تدبر لا تنفع القلب نفعا كثيرا إلا بحب التقرب إلى الله عز وجل ورجاء الثواب فقط ، أما انتفاع القلب بها من حيث السلوك والاتجاه والإرادة فهو ضعيف جدا.
السائل : لكن رفع المرض.
الشيخ : حتى رفع المرض إذا لم يكن عنده تدبر يعرف أن هذه الآية ستؤثر في المرض.
السائل : لا هو يقرأ قراءة مسترسلة ، يقرأ جزء جزئين مستمر هكذا.
الشيخ : كيف ينفع ؟. هو لا بد للإنسان اللي يقرأ القرآن لأجل الشفاء ، يأتي بالآيات التي ثبت أنها شفاء كالفاتحة مثلا أو بالآيات المناسبة للمرض كآيات السحر للمسحور ، وآية الزلزلة في امرأة معسرة وما أشبه ذلك ، المهم أنه لا بد يعرف أن هذه آيات للشفاء ، إي نعم.
5 - في مسألة التداوي بالقرآن أحياناً يقرأ الإنسان القرآن على سبيل المراجعة ويكون سريعاً في القراءة ويفوته شيء من التدبر فهل مثل هذه القراءة تنفع ؟ أستمع حفظ
قول العلماء في القاعدة كل من جاء في العبادة بسبب غير مشروع فهو مشرك ما نوع هذا الشرك ؟
الشيخ : هذا من باب شرك التشريع .
السائل : أصغر أو أكبر ؟.
الشيخ : لا ، لا مو أكبر ، أصغر.
السائل : ...
الشيخ : من الشرك الأصغر لأن فاعلها يعتقد أنها سبب ، لا أنها مؤثرة بنفسها ، أما إذا اعتقد أنها مؤثرة بنفسها من دون الله فهذا شرك أكبر.
السائل : ...
الشيخ : كل شيء ، كل من جعل سببا كونيا أو شرعيا بدون إذن من الشارع فهو مشرك.
السائل : ...
الشيخ : هي بدعة ، مرت علينا في شرح الموافقة ، موافقة الشرع أو الاتباع ما تكون إلا أن تكون موافقا للشرع في ستة أشياء.
6 - قول العلماء في القاعدة كل من جاء في العبادة بسبب غير مشروع فهو مشرك ما نوع هذا الشرك ؟ أستمع حفظ
باب : هل يداوي الرجل المرأة أو المرأة الرجل
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان عن ربيع بنت معوذ بن عفراء قالت كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة .
الشيخ : قوله : ( هل يداوي ) لم يجزم المؤلف بهذا الشيء لأنه يحتاج إلى تفصيل :
فالرجل يداوي المرأة والمرأة تداوي الرجل عند الضرورة ، وعدم وجود من يكون من جنس المريض .
أما إذا وجدنا امرأة مريضة وفيه طبيب ذكر وطبيبة أنثى فلا نعدل إلى الذكر عن الأنثى ، وكذلك بالعكس ، لكن عند الحاجة إلى أن تداوي المرأة الرجل أو الرجل المرأة فلا بأس به ، بشرط ألا يكون هناك فتنة أو محذور ، فإن كان هناك فتنة أو محذور فلا يجوز .
يعني مثلا لو فرضنا أن هذا المريض مرضه ليس مرضا شديدا ، والطبيبة امرأة شابة جميلة ، فتذهب تداوي هذا المريض سوف يحصل منه فتنة كما وقع ، هذا وقع أن بعض المرضى الذين مرضهم خفيف إذا جاءتهم مثل هذه الفتيات ، الذي من الفتنة أنهن يؤمرن بلباس الثوب الأبيض الذي يزيدها جمالا إلى جمالها ، وهذا من البلاء والفتنة ومن تسويل الشيطان وتزيينه ، وإلا فما الفرق بين الأسود والأبيض ؟.
لا فرق ، إلا أن هذا من باب تسويل الشيطان والعياذ بالله لهؤلاء الذين يلزمون الممرضات بلباس الثوب الأبيض .
المهم أنه يوجد من بعض المرضى من تحس منه الممرضة بالشهوة ، وفعلا تظهر علاماته في الأعضاء التناسلية من الرجل والعياذ بالله ، هذه فتنة ما يجوز مهما كان ، لأن العلماء رحمهم الله يقولون : إنه يحرم التداوي بالمحرم ولو بصوة ملهاة ، يعني ولو بموسيقى وشبهها ، فكيف عاد بالشيء المباشر . ولا شك أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وأن المرأة ربما تفتتن بهذا المريض ، تفتتن به .
فعلى كل حال نقول لا بد من الحاجة إلى أن تمرض المرأة الرجل أو الرجل المرأة ، والثاني إيش ؟ .
أمن الفتنة فإن لم تؤمن فإنه لا يجوز .
طيب أما ما ذكر المؤلف في الحديث عن ربيع بنت معوذ فأنا لا أحفظ أن هذا حصل إلا في غزوة أحد ، ولعلنا نشوف الشرح ، مع أن ظاهر الحديث أن هذا دائم لقولها : (كنا نغزو ) فظاهر أن هذا دائم أو غالب ، ولا أحفظ هذا إلا في غزوة أحد ، وغزوة أحد كما تعلمون كان الصحابة قليلين بالنسبة لقريش ، وأيضا حصل من الصحابة أو حصل عليهم ما حصل من الجراح والتعب وأيضا فالمدينة كانت قريبة يمكن للمرأة أن تخرج بدون محرم وبسهولة .
ما عندك شيء ؟. نشوف الآن.
القارئ : أحال إلى كتاب الجهاد، لكن تكلم سطر أو سطرين .
8 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان عن ربيع بنت معوذ بن عفراء قالت كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة . أستمع حفظ
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ .
الطالب : هذا الجهاد .
القارئ : " قوله : باب مداواة النساء الجرحى ، أي من الرجال وغيرهم في الغزو ، ثم قال بعده : باب رد النساء الجرحى والقتلى ، كذا للأكثر وزاد الكشميهني : إلى المدينة ، قوله : عن الربيع بالتشديد وأبوها معوذ بالتشديد أيضا والذال المعجمة ، لها ولأبيها صحبة قوله : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي . كذا أورده في الأول مختصرا وأورده في الذي بعده وسياقه أتم وأوفى بالمقصود ، وزاد الإسماعيلي من طريق أخرى عن خالد بن ذكوان : ولا نقاتل . وفيه جواز معالجة المرأة الأجنبية الرجل الأجنبي للضرورة . قال ابن بطال ويختص ذلك بذوات المحارم ثم بالمتجالات منهن لأن موضع الجرح لا يلتذ بلمسه بل يقشعر منه الجلد ، فإن دعت الضرورة لغير المتجالات فليكن بغير مباشرة ولا مس ، ويدل على ذلك اتفاقهم على أن المرأة إذا ماتت ولم توجد امرأة تغسلها أن الرجل لا يباشر غسلها بالمس بل يغسلها من وراء حائل في قول بعضهم كالزهري ، وفي قول الأكثر تيمم ، وقال الأوزاعي تدفن كما هي ، قال ابن المنير الفرق بين حال المداواة وتغسيل الميت أن الغسل عبادة والمداواة ضرورة والضرورات تبيح المحظورات ".
الشيخ : لو كان بالعكس ، لو كان الأمر بالعكس كان أحسن بأن يقال غسل الميت ضرورة ، ويحصل به المقصود ، لكن المداواة قد يحصل بها المقصود وقد لا يحصل ، قد لا تبرأ ، فلو أنه عكس رحمه الله لكان أحسن . بس ؟ خلاص.
ويش يقول في الباب أوفى من هذا ؟.
القارئ : يقول الباب الذي بعده : باب نزع السهم من البدن .
الشيخ : ساق الحديث في باب واحد مرتين.
القارئ : وأورده في الذي بعده باب مداواة النساء الجرحى في الغزو ، وباب رد النساء الجرحى والقتلى ، هذا شرحهم الاثنين.
الشيخ : المهم أني أنا لا أحفظ أن نساء الصحابة فعلن ذلك إلا في غزوة أحد ، ومعلوم أن غزوة أحد كانت قبل الحجاب ، لكن ما هو مشكلة الحجاب الآن ؟ .
المشكلة المس والمباشرة ، هذا هو المشكل ، فنحن نقول إن هذا كما قال المؤلف رحمه الله هذا من باب الضرورة ، ونحن أضفنا إلى الضرورة ما هي ؟ .
أمن الفتنة وهذا شرط لا بد منه ، أما كون الصحابة نساء الصحابة يخرجن في كل غزوة ويشاركن فهذا لا أحفظه أبدا ، وأنتم تتبعوا الموضوع أيضا.
باب : الشفاء في ثلاث
حدثني الحسين حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن شجاع حدثنا سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهى أمتي عن الكي ) رفع الحديث ورواه القمي عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في العسل والحجم
11 - حدثني الحسين حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن شجاع حدثنا سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهى أمتي عن الكي ) رفع الحديث ورواه القمي عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في العسل والحجم أستمع حفظ
حدثني محمد بن عبد الرحيم أخبرنا سريج بن يونس أبو الحارث حدثنا مروان بن شجاع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار و أنهى أمتي عن الكي )
12 - حدثني محمد بن عبد الرحيم أخبرنا سريج بن يونس أبو الحارث حدثنا مروان بن شجاع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار و أنهى أمتي عن الكي ) أستمع حفظ
باب : الدواء بالعسل. وقول الله تعالى : (( فيه شفاء للناس )) .
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أبو أسامة قال أخبرني هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الحلواء والعسل .
14 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أبو أسامة قال أخبرني هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الحلواء والعسل . أستمع حفظ
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن كان في شيء من أدويتكم أو يكون في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء وما أحب أن أكتوي )
15 - حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن كان في شيء من أدويتكم أو يكون في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء وما أحب أن أكتوي ) أستمع حفظ
حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخي يشتكي بطنه فقال ( اسقه عسلاً ) ثم أتى الثانية فقال ( اسقه عسلاً ) ثم أتاه الثالثة فقال ( اسقه عسلاً ) ثم أتاه فقال قد فعلت فقال ( صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلاً ) فسقاه فبرأ .
الشيخ : في هذه الأحاديث ثلاثة مباحث :
أولا : قوله صلى الله عليه وسلم : ( الشفاء في ثلاثة ) ظاهره الحصر ، والواقع خلاف ذلك ، فإن الشفاء يكون في هذه الثلاثة وفي غيرها من الأدوية الطبيعية والأدوية الشرعية ؟ .
والجواب على هذا الإشكال أن نقول إن هذا الحصر إضافي بينه حديث جابر يقول : ( إن كان في شيء من أدويتكم ) يعني الشفاء في ثلاث في الأدوية التي كانوا يستعملونها في ذلك الوقت لا في كل شيء ، فالشفاء يكون في هذه الثلاث وفي غيرها .
ثانيا قوله : ( الشفاء في ثلاث ) ظاهره أن الشفاء يكون لا محالة ، وليس الأمر كذلك ، فإن الإنسان قد يتناول هذه الأشياء أو قد يفعلها ولكن لا يشفى ، فيقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم شرط شرطا لا بد منه ، وهو قوله : ( توافق الداء ) في حديث جابر أيضا ، فإذا لم توافق الداء فإنه وإن استعملها لا ينتفع بها . واضح ولا غير واضح ؟ .
واضح إن الرسول اشترط أن توافق الداء وهذا لا بد منه ، لأن إذا لم توافق الداء فهي كالرمي أو كالسهم ، السهم إذا رميت به صيدا هل يصيد ؟ . إن وافق الصيد صاد وإلا فلا ، هكذا الدواء إن وافق الداء نفع وإن لم يوافقه فلا .
الموافقة قد تكون بملاءمة هذا الدواء للداء وعدم الموانع ، أن يكون ملائما للداء وليس هناك موانع ، وقد يكون الدواء ملائما للداء لكن هناك موانع كقوى أخرى في البدن تمنع من نفوذ هذا الداء ، ومنها مثلا البنج مؤثر على الإنسان يفقد إحساسه ، لكن قد يكون في البدن مانع منه ، ويقولون من جملة ما يمنع من تأثير البنج استعمال المنبهات ، يعني مثل القهوة ، إذا أكثر الإنسان منها دائما دائما لو بنج ما يغيب إحساسه يبقى يحس بالألم ، هذا نقول ما وافق لوجود مانع ، ولهذا اشترط الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون الدواء موافقا للداء أي ملائما له ولا مانع .
من الموانع إذا كان المرض مزمنا فقد يتكيف به البدن ولا يمكن أن يخرج منه ، يكون مثل العادة التي اعتادها الإنسان ما يقلع عنها ، ولهذا الأطباء ينصحون دائما المريض بأن يبادر بالعلاج بل بالوقاية قبل أن يعالج ، فالمراحل ثلاثة : وقاية من المرض ، مبادرة به في العلاج ، أما المرحلة الثالثة وهي التأخر فهذه قد تؤدي إلى ألا يوافق الدواء ، وحينئذ لا ينتفع به .
فيه بحث ثالث في الأحاديث هذه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنهى أمتي عن الكي ) مع أنه أخبر بأن فيه شفاء ، فلماذا ؟ .
لأن الكي تعذيب بالنار ، وربما يترتب عليه مضاعفات تضر ، فنهانا الرسول عليه الصلاة والسلام نهي إرشاد عن الكي ، ولكن إذا اضطررنا إليه فلا نهي ، ولهذا كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ في أكحله حين أصيب في غزوة الخندق ، وقد مر علينا أن الكي له ثلاث مراتب : جائز ومكروه وحرام .
فإذا علم نفعه جاز ، ومثلنا لذلك بمرض ذات الجنب فإن تأثير الكي فيه أمر مشاهد معلوم ، يعالج المريض بذات الجنب عند الأطباء وفي المستشفيات مدة طويلة ما ينتفع ، يجي واحد من الناس يعرف كيف يكوي هذا المرض ويكويه ويبرأ برءا تاما .
نعم إذا كان يغلب على الظن يعني لكنه ليس غلبة قوية ، فهذا مكروه .
إذا كان يغلب على الظن أنه لا ينفع لكن يبي يجرب كما يقولون هذا حرام لحصول المفسدة بدون توقع المصلحة .
طيب فيه أيضا رابعا المحجم ( شرطة محجم ) يعني الحجامة ، والغريب أن الأطباء الآن ينهون عن إخراج الدم مطلقا ، أليس كذلك يا أخ إرشاد ؟.
الطالب : لا يا شيخ ، فيه بعض الأمراض تعالج بإخراج الدم.
الشيخ : كنا نسمع من قبل أنهم ينهون عن إخراج الدم مطلقا ، ويقولون إن هذا ليس بصحيح ، ولكن الواقع أنهم قالوا ذلك جهلا منهم ، وإلا فإن من الأمراض ما لا ينفع فيه إلا تفريغ الدم ، وهذا شيء شهد به الواقع.
الطالب : بل إنه متحتم في بعض الأحيان.
الشيخ : فعلى هذا نقول إن ما جاءت به السنة في مثل هذه الأمور وإن أنكرها من ينكرها من الناس فلا عبرة بإنكاره ، وسيأتي الوقت الذي يقر فيه الناس بما جاء في كتاب الله أو صحت به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أمر مؤكد .
لكن يبقى الحذر ممن يحجم لا بد أن يكون حاذقا ، لأنه قد يحجم في غير موضع الحجامة ، وقد يحجم في غير وقت الحجامة ، وقد يحجم في شرايين لا يمكن أن تستخدم في الحجم ، فيحتاج إلى إنسان حاذق لأن الأمر خطير ، أما يروح الواحد مثلا ما يعرف عن الحذق ثم يحجمه بالمخلب ما يصبر هذا.
الطالب : هذا الذي ينهوا عنه يا شيخ.
الشيخ : نعم هذا لا يمكن ، لا بد من إنسان يكون حاذق ، طيب كيف نعرف أنه حاذق ؟ .
فيه طريقان لمعرفة الحذق : الطريق الأول الدراسة النظرية ، والطريق الثاني الممارسة التجريبية .
فيه من الناس الذين مارسوا مثل هذه الأشياء ممارسة تجريبية يكون عندهم من العلم ما ليس عند الذين قرأوه قراءة نظرية ، ولهذا من أهم ما يكون في مسألة الطب أو دراسة الطب ، أهم ما يكون التطبيق ، إذا لم يكن عند إنسان تطبيق فهو وإن كان بحرا في علم الطب يكون إنتاجه ضعيفا ، ونحن نعرف أناسا مارسوا مهنة الطب بالتجارب غلبوا البسافير . نعم إي نعم وصاروا أحسن منهم .
أنا ذكر لي واحد أنه أصيب بمرض في جسمه وذهب إلى البلاد الأوربية وعالج ولم ينتفع ، وعالجه شخص مشهور بالممارسة التجريبية في هذا الموطن من البدن وشفي ، سوى له عملية واستخرج المرض وشفي نهائيا ، وهذا أمر يعني مشاهد ، هؤلاء الأطباء العرب إنما أخذوا طبهم غالبهم بالتجارب ، أخذوه بالتجارب .
إذا نقول لا بد أن نعرف أن الحاجم حاذق إما بما علمنا منه بالدراسة أو بالتجارب ، أما نجي لأي واحد حلاق ونقول يلا احجم هذا ما يصلح لا بد يكون عنده حذق .
كما أن بعض الأطباء الذين درسوا الطب دراسة نظرية لا تكون عندهم الشجاعة التي يمارسون بها الطب عمليا ، نعم تجده درس مثلا عن العلاج في العمليات الباطنية ، لكن لا يستطيع أن يجري عملية ، إذا جاء يجري وإذا يده ترتعش ما يستطيع ، هذا أيضا فائدته قليلة .
الطالب : يضر أكثر .
الشيخ : إي نعم ، أو يمنع ، لكن ما رأيكم في الذي جاءه رجل وقال أن فيه فتقا فهل تعرف أن تعالجه ؟. قال أعرف أن أشقه ولا أعرف أن أخيطه ، يمكن هذا أو لا ؟ .
قال والله يا أخي تعرف تشق ولا تعرف تخيط الذيب يعرف يشق البطن ولا يعرف يخيط ، ما يصلح هذا ، فمثل هؤلاء وإن قالوا إنهم اطباء وجلسوا للناس ما يجوز للإنسان أن يلقي بيده إلى التهلكة عند هؤلاء ، طيب هذه مباحث البابين كليهما.
القارئ : ذات الجنب يا شيخ ، ما أعرف إيش السبب ؟
الشيخ : أحيانا تكون وباء أنا أذكر ...
وتجده يقص الضلوع يقصها يقصها يعني يتتبعها ، ويعرف هو.
حديث جابر ، موجودة في نفس الحديث ، يقول : ( ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة بنار توافق الداء ).
16 - حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخي يشتكي بطنه فقال ( اسقه عسلاً ) ثم أتى الثانية فقال ( اسقه عسلاً ) ثم أتاه الثالثة فقال ( اسقه عسلاً ) ثم أتاه فقال قد فعلت فقال ( صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلاً ) فسقاه فبرأ . أستمع حفظ
هل هي لدغة أم لذعة ؟
الشيخ : لذعة إي نعم ، النار ما هي بتلدغ اللي يلدغ الحية.
باب الدواء بألبان الإبل
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا سلام بن مسكين حدثنا ثابت عن أنس أن ناساً كان بهم سقم قالوا يا رسول الله آونا وأطعمنا فلما صحوا قالوا إن المدينة وخمة فأنزلهم الحرة في ذود له فقال ( اشربوا ألبانها ) فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا ذوده فبعث في آثارهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم فرأيت الرجل منهم يكدم الأرض بلسانه حتى يموت قال سلام فبلغني أن الحجاج قال لأنس حدثني بأشد عقوبة عاقبه النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بهذا فبلغ الحسن فقال وددت أنه لم يحدثه بهذا .
الشيخ : عندك : أبو روح ، أو : روح ؟. ابن مسكين روح البصري . عندكم : روح ، أو : أبو ؟.
الطالب : أبو .
الشيخ : أبو روح ، أجل هذه نسخة ثالثة . طيب فيه : ابن مسكين أبو نوح البصري ، نسخة طيب .
القارئ : ( أن ناساً كان بهم سقم قالوا : يا رسول الله آونا وأطعمنا ، فلما صحوا قالوا : إن المدينة وخمة فأنزلهم الحرة في ذود له فقال : اشربوا ألبانها . فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا ذوده ، فبعث في آثارهم ، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ، فرأيت الرجل منهم يكدم الأرض بلسانه حتى يموت ) .
قال سلام : فبلغني أن الحجاج قال لأنس : حدثني بأشد عقوبة عاقبه النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بهذا ، فبلغ الحسن فقال : وددت أنه لم يحدثه .
الشيخ : صحيح ، ليته لم يحدثه ، الله أكبر ، لكن على كل حال هذا الذي وقع من الرسول صلى الله عليه وسلم قال كثير من أهل العلم إنه قبل أن تنزل الحدود .
وقال بعض العلماء بل هو من دفع الفساد في الأرض والله يقول : (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض )) هؤلاء قابلوا النعمة بالكفر ، أكرمهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجهم إلى الإبل وأمرهم بالشرب من ألبانها وأبوالها حتى يصحوا ، فكانت مجازاة هذا العمل الجليل المكافأة السيئة .
ثانيا : أنهم سرقوا ، استاقوا الإبل .
ثالثا : اختطفوا الرجل وقتلوه .
رابعا : سمروا أعين الرجل كما جاء في رواية أخرى : ( سمروها أو سملوها )، وكيفية السمر أو السمل أن يؤتى بمسمار ويحمى بالنار ثم تكحل به العين ، طبعا تنتهي .
فهم فعلوا هذا بالراعي ففعل بهم النبي صلى الله عليه وسلم كما فعلوا ، ثم تركهم في الحرة يستسقون ويصرخون ، اسقونا اسقونا فتركهم حتى ماتوا ، لأنهم والعياذ بالله بدلوا نعمة الله كفرا .
أما كون الحسن يقول ليته لم يخبر الحجاج ، لأنه يخشى أن ينزل الحجاج مثل هذه العقوبة بمن يخالفه في سياسته ، إي نعم.
19 - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا سلام بن مسكين حدثنا ثابت عن أنس أن ناساً كان بهم سقم قالوا يا رسول الله آونا وأطعمنا فلما صحوا قالوا إن المدينة وخمة فأنزلهم الحرة في ذود له فقال ( اشربوا ألبانها ) فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا ذوده فبعث في آثارهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم فرأيت الرجل منهم يكدم الأرض بلسانه حتى يموت قال سلام فبلغني أن الحجاج قال لأنس حدثني بأشد عقوبة عاقبه النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بهذا فبلغ الحسن فقال وددت أنه لم يحدثه بهذا . أستمع حفظ
تتمة شرح باب : الدواء بالعسل .
وفيه أيضا دليل على تكرار الدواء .
ويستفاد منه أيضا تكرار القراءة على المريض .
ويستفاد منه تكرار الاستسقاء إذا لم ينزل المطر .
فكل شيء يفعل لرفع البأس أو السوء إذا لم ينفع بأول مرة فإنه يكرر حتى يحصل المقصود ...
هل سمر الأعين من الحدود ؟
الشيخ : قالوا قبل نزول الحدود بالنسبة لسمل الأعين ، لكن الصحيح ما هي من باب العقوبة ، سمل العين لأنهم فعلوا بالراعي كما فعل بهم .
باب : الدواء بأبوال الإبل
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن ناسًا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم قال قتادة فحدثني محمد بن سيرين أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود .
قال قتادة : فحدثني محمد بن سيرين : أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود.
الشيخ : هذا احتمال ، لكن الصحيح ما في شيء مخالف . أعطنا الشرح باب فيه ؟.
23 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن ناسًا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم قال قتادة فحدثني محمد بن سيرين أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود . أستمع حفظ
قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ .
الشيخ : هذا هو الأقرب الأقرب أن تقطيع أرجلهم وأيديهم من خلاف عقوبة ، وأما سمر الأعين فلأنهم فعلوا في الراعي ذلك فكان قصاصا ، نعم.
القارئ : كون النساء يداوون في غزوة أحد في الشرح ؟.
الشيخ : أعطنيها.
القارئ : أقرأ الباب يا شيخ.
الشيخ : اقرأ المهم منها.
القارئ : " قوله باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال ، وقع في هذه الترجمة حديث الربيع بنت معوذ وسيأتي بعد باب ، وفي حديث أم عطية الذي مضى في الحيض وفي حديث بن عباس عند مسلم : كان يغزو بهن فيداوين الجرحى الحديث ، ووقع في حديث آخر مرسل أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : كان النساء يشهدن مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد ويسقين المقاتلة ويداوين الجرحى ، ولأبي داود من طريق حشرج بن زياد عن جدته : أنهن خرجن مع النبي صلى الله عليه وسلم في حنين ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهن عن ذلك فقلن : خرجنا نغزل الشعر ونعين في سبيل الله ونداوي الجرحى ونناول السهام ونسقي السويق ، ولم أر في شيء من ذلك التصريح بأنهن قاتلن ، ولأجل ذلك قال ابن المنير بوب على قتالهن وليس هو في الحديث ، فإما أن يريد أن إعانتهن للغزاة غزو وإما أن يريد أنهن ما ثبتن لسقي الجرحى ونحو ذلك إلا وهن بصدد أن يدافعن عن أنفسهن وهو الغالب انتهى. وقد وقع عند مسلم من وجه آخر عن أنس : أن أم سليم اتخذت خنجرا يوم حنين فقالت : اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه ، ويحتمل أن يكون غرض البخاري بالترجمة أن يبين أنهن لا يقاتلن وإن خرجن في الغزو فالتقدير بقوله : وقتالهن مع الرجال ، أي هل هو سائغ أو إذا خرجن مع الرجال في الغزو يقتصرن على ما ذكر من مداواة الجرحى ونحو ذلك ، ثم ذكر المصنف حديث أنس : لما كان يوم أحد انهزم الناس الحديث والغرض منه قوله فيه : ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان ، وقد أخرجه في المغازي بهذا الإسناد بأتم من هذا السياق ويأتي شرحه هناك إن شاء الله تعالى ، وقوله : خدم سوقهما بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة وهي الخلاخيل ، وهذه كانت قبل الحجاب ، ويحتمل أنها كانت عن غير قصد للنظر ، وقوله تنقزان بضم القاف بعدها زاي ، والقرب بكسر القاف وبالموحدة جمع قربة ، وقوله وقال غيره تنقلان القرب يعني باللام دون الزاي وهي رواية جعفر بن مهران عن عبد الوارث أخرجها الإسماعيلي ، وقوله تنقزان قال الداودي معناه تسرعان المشي كالهرولة ، وقال عياض قيل معنى تنقزان تثبان والنقز الوثب والقفز كناية عن سرعة السير ، وضبطوا القرب بالنصب وهو مشكل على هذا التأويل بخلاف رواية تنقلان ، قال وكان بعض الشيوخ يقرؤه برفع القرب على أن الجملة حال ، وقد خرج رواية النصب على نزع الخافض كأنه قال تثبان بالقرب ، قال وضبطه بعضهم تنقزان بضم أوله أي تحركان القرب لشدة عدوهما ، وتصح على هذا رواية النصب ، وقال الخطابي أحسب الرواية تزفران بدل تنقزان والزفر حمل القرب الثقال كما في الحديث الذي بعد ".
الشيخ : أحسنت.