تتمة شرح الحديث : حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا ابن فضيل حدثنا حصين عن عامر عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال ( لا رقية إلا من عين أو حمة ) فذكرته لسعيد بن جبير فقال حدثنا ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عرضت علي الأمم فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط والنبي ليس معه أحد حتى رفع لي سواد عظيم قلت ما هذا أمتي هذه قيل بل هذا موسى وقومه قيل انظر إلى الأفق فإذا سواد يملأ الأفق ثم قيل لي انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء فإذا سواد قد ملأ الأفق قيل هذه أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حساب ) ثم دخل ولم يبين لهم فأفاض القوم وقالوا نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن هم أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام فإنا ولدنا في الجاهلية فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال ( هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ) فقال عكاشة بن محصن أمنهم أنا يا رسول الله قال ( نعم ) فقام آخر فقال أمنهم أنا قال : ( سبقك بها عكاشة ) .
الشيخ : لو أن أحدا كواك بدون طلب منك لم ينافي هذه الصفة ، لأن هناك فرقا بين أن تكتوي وبين أن تمكن من يكويك ، وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ ، وسعد رضي الله عنه مكنه من ذلك ، ولا نقول إن سعدا خرج عن هذه الأوصاف التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام . وسبق لنا الكلام على الكي وأنه : إما مكروه أو محرم أو جائز . وفي هذا الحديث فضيلة عكاشة بن محصن رضي الله عنه ، وأننا نشهد أنه يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب ، نعم بغير حساب وفي رواية : ( ولا عذاب ) لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنه منهم ، وخبر النبي صلى الله عليه وسلم صدق . وفيه أيضا دليل على أن الإنسان قد يسبق ولا يلحق لقول الرسول لهذا الرجل : ( سبقك عكاشة ) وفي لفظ : ( سبقك بها عكاشة ) ، قال العلماء وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لهذا الرجل إما لعلمه بحاله وإما لخوف أن يقوم غيره من المنافقين ، فيكون الرسول سد باب لئلا يقوم ثالث ورابع وخامس ويقول أنا منهم يا رسول الله ، سد الباب وقال : ( سبقك عكاشة ) . فإن قال قائل هل يمكن أن يكون مثل هذا لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوه من الصحابة ؟ . الجواب نعم ، لا شك أنهم أولى بهذا من عكاشة رضي الله عنه ، لكننا لا نشهد بذلك لعدم شهود النبي صلى الله عليه وسلم لهم ، هم يدخلون الجنة بلا شك ، لكن عكاشة يدخلها بلا حساب ولا عذاب ، ومن المعلوم أن عكاشة ليس أفضل الصحابة وأن بينه وبين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي درجات ، لكن الشيء الذي لم يخبر به لا نجزم به ، إي نعم.
السائل : صاحب العين يعرف نفسه يعني ؟. الشيخ : إي نعم يعرف ، ويستطيع يحدد ، يستطيع يوقف السيارة ، إي نعم أقول يستطيع يوقف السيارة وهذا شيء مشاهد ومجرب. السائل : يقتل المريض. الشيخ : السيارة حديد يوقفها ، وأقص عليك قصة وقعت.
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة قال حدثني حميد بن نافع عن زينب عن أم سلمة رضي الله عنها أن امرأةً توفي زوجها فاشتكت عينها فذكروها للنبي صلى الله عليه وسلم وذكروا له الكحل وأنه يخاف على عينها فقال ( لقد كانت إحداكن تمكث في بيتها في شر أحلاسها أو في أحلاسها في شر بيتها فإذا مر كلب رمت بعرةً فهلا أربعة أشهر وعشراً )
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة قال : حدثني حميد بن نافع عن زينب عن أم سلمة رضي الله عنها : ( أن امرأةً توفي زوجها فاشتكت عينها فذكروها للنبي صلى الله عليه وسلم وذكروا له الكحل وأنه يخاف على عينها فقال : لقد كانت إحداكن تمكث في بيتها في شر أحلاسها أو في أحلاسها في شر بيتها فإذا مر كلب رمت بعرةً فهلا أربعة أشهر وعشراً ). الشيخ : ولا شك أن الكحل بالإثمد مفيد جدا للعين ، فإنه ينشف الرطوبة ويجلو البصر ويقوي العين ، ولكن هل الإثمد الأصلي موجود أو لا ؟ . يوجد الآن في الأسواق شيئا يسمونه الإثمد ، ولكن لا أدري هل هو الأصلي أم لا ؟. إنما الأصلي مفيد للعين وينبغي للإنسان أن يستعمله وترا ، يعني يكتحل ثلاثا في كل عين . وأما الكحل الذي للزينة فهذا مشروع للمرأة التي تحتاج إلى التزين كالمرأة المتزوجة ، فينبغي لها أن تجمل عينيها بالكحل ، وأما الرجل فلا ينبغي له ذلك ، يعني ليس من المستحب ، وإن فعل فلا بأس إلا أن يكون هناك فتنة ، أما الإثمد فإنه لا يجمل العين ظاهرا لكنه ينفعها باطنا.
بعض الناس يجعلون الكحل يوم الإثنين والخميس والجمعة فهل فيه شيء ؟
السائل : يوم الاثنين والخميس بعض الناس يسوون الكحل يوم الإثنين ويوم الخميس ويوم الجمعة ؟ الشيخ : كحل الزينة ولا كحل الدواء ؟ . الزينة ، والله على كل حال إذا لم يكن فتنة مثل لو كان الرجل كبيرا ولا يخشى من الفتنة فلا بأس. السائل : هو يعين. الشيخ : يوم الجمعة يوم تزين لا شك ينبغي للإنسان أن يتنظف ويتطيب ، ويتسوك إن كان بسواك ينظف به أسنانه كالمعجون مثلا.
أخذ فضل وضوء العائن قلنا جائز أن يأخذه المعين وقلنا لا يجوز أن يأخذ فضل الوضوء إلا من النبي صلى الله عليه وسلم فما التوفيق ؟
السائل : أخذ فضل وضوء العائن شيخ قلنا جائز أن يأخذه المعين ، وقلنا لا يجوز أن يأخذ فضل الوضوء إلا من النبي صلى الله عليه وسلم ... الشيخ : لا ، لا هذا بأمر الرسول العائن بأمر الرسول عليه الصلاة والسلام. السائل : يعني يكون هذه الحالة مخصوصة. الشيخ : نعم ، وأيضا مخصصة بالعائن ما يجي واحد غير العائن ينتفع بوضوءه ، خاص بالعائن.
السائل : ما الفرق بين العين والسحر ... ؟ الشيخ : لا السحر غير ، السحر استعانة بالشياطين بالأرواح الشيطانية من خارج بائن من الإنسان أو استعمال أدوية معينة تعطى للمسحور ، يعني الساحر والعياذ بالله إما أن يصنع السحر في أشياء مثل الأدوية يضعها في شرابه أو في طعامه أو ما أشبه ذلك أو في أي شيء له علاقة به ، وإما أن يكون بالاستعانة بالأرواح الشيطانية ، تضر المسحور بما يريد الله عز وجل. السائل : يمكن السحر يكون بأشياء يتعدى عليها المسحور يسمونها عندنا أعمل. الشيخ : نعم النفاثات في العقد ، لكن هذا العائن من نفسه ما يستعمل شيئ خارجي نفسه الخبيثة والعياذ بالله تخرج منها هذه الريح الخبيثة ، ما هي ريح تدرك بالشم ، إي نعم.
لو رجل له مصلحة في بيت معين وهناك ناس يضعون له سحر ومضطر أن يدخل هذا البيت فهل يدخل ؟
السائل : هذا الساحر الذي يسحر ، لو رجل له مصلحة في بيت معين وهناك يعني أناس قيل أنهم يفعلون ذلك ، وضروري يدخل هذا البيت ، وهو يخاف أن يضعون له كما يقولون تحت العتبة أو شيء يتخطاه ، فهل يدخل ؟. الشيخ : لا يدخل إذا خاف لا يدخل ، إذا كان الخوف حقيقيا لا يدخل. السائل : لا لو كان عنده يقين أنه هذا لن يصاب إلا بإذن الله كتب له. الشيخ : لا ، لا أبدا ما يصلح لا يلقي بنفسه إلى التهلكة. السائل : هذا أكيد يحدث. الشيخ : نعم ، الله يقول : (( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )) يعني هذا الضرر ليس من عند أنفسهم يثبت لكن بإذن الله. السائل : يعني قوة اليقين عند الشخص لن تزيل هذا الأمر ؟. الشيخ : لا أبدا لا ينافي قوة اليقين.
وقال عفان : حدثنا سليم بن حيان : حدثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت أبا هريرة يقول : قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد ) .
القارئ : وقال عفان : حدثنا سليم بن حيان : حدثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت أبا هريرة يقول : قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد ). الشيخ : نعم جمع النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين نفي العدوى وبين الأمر بالفرار من المجذوم ، فكيف نجمع بينهما ؟. لأن الفرار من المجذوم إنما خوفا من العدوى ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا عدوى ) فكان المتوقع أن يقول : لا عدوى ولا طيرة ولا تفر من المجذوم ، هذا المتوقع ، أما أن يقول : ( لا عدوى ولا طيرة ... وفر من المجذوم ) فهذا محل إشكال ؟ . لكن أهل العلم رحمهم الله جمعوا بينهما وقالوا إن مخالطة الجذمى سبب للمرض ، سبب وليس حتميا ومتيقنا ، فإذا قدرت العدوى من المجذوم أو غيره من الأمراض المعدية فإنما كانت بإذن الله عز وجل ، هو الذي جعل هذا الشيء سببا ، خلافا لما يزعمه العرب من أن العدوى تنتقل بالطبيعة إلى المعدى ، ولهذا لما قال الرسول : ( لا عدوى ولا طيرة . قال رجل أعرابي : يا رسول الإبل تكون في الفلاة من أعفى ما يكون فيخالطها الأجرب فتجرب )، ولم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ، ما أنكر هذا ، ما قال لا يمكن قال : ( فمن أعدى الأول ؟ ) يعني من اللي جاب الجرب للأول ؟. الله ، فالذي جاء بالجرب ابتداء لهذا البعير هو الذي قدر بحكمته أن ينتقل المرض من هذا البعير إلى البعير الآخر ، هكذا المجذوم أبضا ابتعد عنه ، ولكن إن أصبت بعدوى من الجذام أو من غير الجذام فإنما ذلك بإذن الله عز وجل ليس بالعدوى نفسها . فإذا قال قائل : قد جاء في الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه أخذ بيد مجذوم وقال : ( كل باسم الله ، وأكل ) فكيف يجمع بين هذا وبين وقوله : ( فر من المجذوم ) ؟. قال أهل العلم يجمع بينهما بأن لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوة التوكل ما يدفع به انتقال المرض ، وأن قوة اتوكل التي أودعها الله في قلبه ظهرت على بدنه حتى لا يصاب بهذا المرض ، وليس كل أحد يكون له مثل هذا التوكل ، ربما يأخذ إنسان بيد مجذوم ويقول : كل باسم الله ، ويصاب بالمرض قبل أن ينتهي من أكله ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يساويه أحد في قوم توكله.
السائل : بالنسبة للعائن لو قتل أحداً فهل يقتل ؟ . الشيخ : ويش تقولون ؟ . يقول لو قتل العائن أحدا ... يقول لو قتل العائن أحدا فهل يقتل ؟ . إذا أقر هو ، قال إنه هو الذي قتله ، فهل يقتل ؟ . قال بعض العلماء لا يقتل إلا بأن يؤتى بعائن مثله فيقتل به ، إي نعم لقوله تعالى : (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )) يجاب عائن ويقتل ، يقتل بالعائن ، ولكن هذا العائن الذي أمرناه بقتله ، هل يقتل ؟ . لا . لأنه قتل بحق كما لو أمرنا شخصا أن يأخذ سيفا ويقتل القاتل ، فإن هذا الذي قتل قصاصا لا يقتل . وقال بعض أهل العلم لا يقتل ، وإنما يضمن ويحبس حتى لا يتعدى ضرره ، لأن هذا سلاح خفي ليس واضحا ، ويخشى من أن يتجاوز الناس ، ويدعي كل واحد ما يدعي ، وكونه يقر بأن هو الذي عانه وقتله أمر بعيد ، لكن القول بأنه إذا تيقنا أنه هو الذي قتله بإقراره ، وأن هذا الإنسان مجرب بالإصابة بالقتل ، يسلط عينه على الشاة فتموت على البعير فتموت ، فإن هذا كالذي بيده سيف وصار يقتل ، وعلى هذا فيقتل به إذا أقر وثبت.
هل يقال بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أكل مع المجذوم لتعليم الناس أن الأمور تكون من الله تعالى وإنما هذه الأشياء أسباب سببها الله فهذا الخواب أكمل من لو قلنا إنه من باب التوكل ؟
السائل : لو يقال يا شيخ الجواب أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكل مع المجذوم ، لو يقال في الجواب أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكل لتعليم الناس أن الأمور تكون من الله سبحانه وتعالى ، وإنما يكون هذه أسباب من الله ، إن قال هذا الجواب أكمل من لو قلنا أنه من باب التوكل ، لأنه قد يكون الإنسان يقول يظن من نفسه توكل فيأكل معه ؟. الشيخ : إي نعم هذا الذي قلت وجيه لا شك ، لكن لا أحد يدعي أن توكله كتوكل الرسول عليه الصلاة والسلام ، لا يمكن ، وهذا الذي قلت لا شك أنه وجيه ، لكن قد يؤخذ منه أن أحدا يتجرأ فيقول ما دام الأمر بيد الله عز وجل فسأفعل مثل هذا.
عندما أراد شيخ الإسلام أن يدخل في النار هل من هذا الباب ؟
السائل : فعل شيخ الإسلام يوم أراد أن يدخل في النار ما هو من هذا الباب ؟. الشيخ : لا . لأن شيخ الإسلام قد عرف أن هؤلاء لا يوافقون ، لأنه قال للبطائحية أنا أوافق أن أدخل النار لكن بشرط أن نغتسل قبل ، إذا اغتسلنا جميعا دخلنا النار. السائل : لكن هو يا شيخ فعله كان يدل جازم يدخل. الشيخ : إي جازم لأنه هذا كقول الشاعر : " إذا شاب الغراب أتيت أهلي *** وصار القار كاللبن الحليب ". هو عارف أنه ما هو بحاصل هذا ، ولذلك لما قال لهم اغتسلوا أبوا. السائل : يعني الإنسان ما يدخل. الشيخ : إي يخشى ، لأنه إذا دخل فقد يكون معجبا بنفسه ، وأنه أهل لأن يكرم بالنجاة من النار كما نجي إبراهيم ، فإذا دخل عليه العجب ورأى من نفسه أنه أهل لذلك بطل فاحترق ، لكن نعم لو كان دفاعا عن الحق هذا ربما ينصر لدفع الحق ، لدفع الحق لا لإكرامه ربما.
القارئ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " قسط وكست : بمعنى واحد. وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم : خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري . وفي المسند : من حديث أم قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم : عليكم بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب . القسط : نوعان أحدهما : الأبيض الذي يقال له : البحري. والآخر الهندي، وهو أشدهما حرا، والأبيض ألينهما، ومنافعهما كثيرة جدا. وهما حاران يابسان في الثالثة، ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة ومن بردهما، ومن حمى الدور والربع، وقطعا وجع الجنب، ونفعا من السموم، وإذا طلي به الوجه معجونا بالماء والعسل، قلع الكلف، وقال جالينوس : ينفع من الكزاز، ووجع الجنبين، ويقتل حب القرع. وقد خفي على جهال الأطباء نفعه من وجع ذات الجنب، فأنكروه ولو ظفر هذا الجاهل بهذا النقل عن جالينوس لنزله منزلة النص، كيف وقد نص كثير من الأطباء المتقدمين على أن القسط يصلح للنوع البلغمي من ذات الجنب، ذكره الخطابي عن محمد بن الجهم. وقد تقدم أن طب الأطباء بالنسبة إلى طب الأنبياء أقل من نسبة طب الطرقية والعجائز إلى طب الأطباء، وأن بين ما يلقى بالوحي، وبين ما يلقى بالتجربة والقياس من الفرق أعظم مما بين القدم والفرق. ولو أن هؤلاء الجهال وجدوا دواء منصوصا عن بعض اليهود والنصارى والمشركين من الأطباء، لتلقوه بالقبول والتسليم، ولم يتوقفوا على تجربته. نعم نحن لا ننكر أن للعادة تأثيرا في الانتفاع بالدواء وعدمه، فمن اعتاد دواء وغذاء، كان أنفع له، وأوفق ممن لم يعتده، بل ربما لم ينتفع به من لم يعتده. وكلام فضلاء الأطباء وإن كان مطلقا، فهو بحسب الأمزجة والأزمنة، والأماكن والعوائد، وإذا كان التقييد بذلك لا يقدح في كلامهم ومعارفهم، فكيف يقدح في كلام الصادق المصدوق، ولكن نفوس البشر مركبة على الجهل والظلم، إلا من أيده الله بروح الإيمان، ونور بصيرته بنور الهدى ". الشيخ : ما ذكر كيف استعماله ، كيفية استعماله ؟ . طيب بقي عندنا واحد وين راح ؟ . قضيته ، يلا.
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت عمرو بن حريث قال سمعت سعيد بن زيد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ) قال شعبة وأخبرني الحكم بن عتيبة عن الحسن العرني عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شعبة لما حدثني به الحكم لم أنكره من حديث عبد الملك .
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت عمرو بن حريث قال : سمعت سعيد بن زيد قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ) . قال شعبة : وأخبرني الحكم بن عتيبة عن الحسن العرني عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال شعبة : لما حدثني به الحكم لم أنكره من حديث عبد الملك. الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، المن هو الذي أنزله الله عز وجل على بني إسرائيل (( وأنزلنا عليكم المن والسلوى )) قال العلماء وهو شيء ينزل على الشجر مثل العسل يجدونه فيجنونه هينا سهلا ، ولهذا سمي منا لأنه ليس فيه تعب ، والكمأة من المن لأن الله سبحانه وتعالى يخرجها من الأرض بدون تعب لا سقي ولا غيره ، والكمأة هي ما يسمى عند الناس بالفقع ، وهو ثلاثة أصناف : كمأة وعساقل وبنات أوبر ، يقول الشاعر : ولقد جنيتك أكمؤا وعساقل .. ولقد نهيتك عن بنات الأوبر . وهذه الأصناف الثلاثة تختلف طعومها ولذتها ، وتختلف بحسب الأرض ، وهي لها عرق في الأرض إن قطعت بعرقها ما نبتت مرة ثانية ، وإن بقي عرقها فإنها تنبت مرة أخرى . وحدثني رجل صاحب أسفار أثق به قال : حججنا ذات سنة من السنين على الإبل فلما أقبلنا عند بزوغ الشمس على نفوذ ، وإذا في أعلى النفوذ شيء يلوح أبيض ، يلوح بالشمس ، فظننا أنه رأس بعير ميت ، يقول فمشينا فلما وصلنا إليه وإذا هو كمأة ، فقع كبر رأس الإنسان ، يقول فأخذناها لكن ما أخذناها من أصلها ، شذبناها شذبا وأبقينا أصلها وأكلناها ، فلما رجعنا من الحج وإذا هي كما رأيناها قبل الحج قد نبتت وكبرت فأخذناها . وماؤها يقول الرسول عليه الصلاة والسلام إن الكماة من المن لأنها تحصل للناس بدون تعب : ( وماؤها شفاء للعين ) زعم بعض العلماء أن المراد بماءها المطر لأنها تنبت به زلكنه ضعيف ، والصواب أن ماءها هي ، ولكن كيف يستخرج ماؤها ؟ . ذكر الناس الذين استعملوها أنها تشوى ، فإذا شويت بالنار لانت وسهل عصرها ، فإذا عصرت فهذا الماء يشفي العين إذا مرضت ، قال ابن القيم في الهدي : " وأكثر ما يكون انتفاعا به إذا كان سبب الألم زيادة الماء في العين " . فإن هذا الماء ماء الكمأة ينشف العين ، ينشفها فتبرأ بإذن الله عز وجل . وفيه احتمال أن الماء يؤخذ بعصرها وإن كان هي ناشفة بعض الشيء ، لكن بواسطة الآلات الجديدة الآن ربما تعصر عصرا كاملا ويؤخذ ماؤها قبل أن تشوى ، لأنها إذا شويت فربما تزول بعض الخصائص في هذا الماء ، على كل حال أفادنا الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث فائدتين : الفائدة الأولى : أن الكمأة من المن لسهولة أخذها وكثرة خيرها . والثاني : أن ماءها شفاء للعين . والرسول عليه الصلاة والسلام إذا أخبر بما فيه نفع سواء كان من الأمور التجريبية أو من الأمور الطبية أو من أمور العبادة فليس المراد بذلك مجرد الخبر وأن نعلم أن فيه خيرا ، ولكن المراد بذلك أن نفعله ونستعمله ، وإذا كان قدحا فالمراد بذلك أن نتجنبه ونبتعد عنه.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان قال حدثني موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس وعائشة أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت قال وقالت عائشة لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا ( أن لا تلدوني ) فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال ( ألم أنهكم أن تلدوني ) قلنا كراهية المريض للدواء فقال ( لا يبقى في البيت أحد إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم )
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان قال : حدثني موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس وعائشة : ( أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت ) . قال : وقالت عائشة : ( لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا : أن لا تلدوني . فقلنا كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال : ألم أنهكم أن تلدوني . قلنا كراهية المريض للدواء ، فقال : لا يبقى في البيت أحد إلا لد ، وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم ).
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن أم قيس قالت دخلت بابن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعلقت عليه من العذرة فقال ( على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب يسعط من العذرة ويلد من ذات الجنب ) فسمعت الزهري يقول بين لنا اثنين ولم يبين لنا خمسةً قلت لسفيان فإن معمراً يقول أعلقت عليه قال لم يحفظ إنما قال أعلقت عنه حفظته من في الزهري ووصف سفيان الغلام يحنك بالإصبع وأدخل سفيان في حنكه إنما يعني رفع حنكه بإصبعه ولم يقل أعلقوا عنه شيئاً .
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن أم قيس قالت : ( دخلت بابن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعلقت عليه من العذرة ، فقال : على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية ، منها ذات الجنب يسعط من العذرة ، ويلد من ذات الجنب ) . فسمعت الزهري يقول : بين لنا اثنين ولم يبين لنا خمسةً ، قلت لسفيان : فإن معمراً يقول : أعلقت عليه ، قال : لم يحفظ إنما قال : أعلقت عنه ، حفظته من في الزهري ، ووصف سفيان الغلام يحنك بالإصبع ، وأدخل سفيان في حنكه ، إنما يعني رفع حنكه بإصبعه ، ولم يقل أعلقوا عنه شيئاً. الشيخ : اختلاف ألفاظ ، اقرأ الترجمة شرحها .
القارئ : " قوله : باب اللدود . بفتح اللام وبمهملتين هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ، واللدود بالضم الفعل ، ولددت المريض فعلت ذلك به ، وتقدم شرح الحديث الأول مستوفى في باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبيان ما لدوه صلى الله عليه وسلم به ، وبيان من عرف اسمه ممن كان في البيت ولد لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأغنى عن إعادته ، وأما الحديث الثاني فسيأتي شرحه في باب العذرة قريبا ". الشيخ : طيب ، واش يقول عندك زيادة ؟. الطالب : القسطلاني ؟. الشيخ : حديث عائشة هذا. القارئ : " قوله : باب اللدود ، بفتح اللام وبدالين مهملتين الأولى مضمومة بينهما واو ، ما يصب من الدواء من أحد جانبي فم المريض. وبه قال: حدثنا علي بن عبد الله المديني قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا سفيان الثوري قال: حدثني بالإفراد موسى بن أبي عائشة الكوفي عن عبيد الله بن عبد الله بضم عين الأول ابن عتبة بن مسعود عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت بعد أن كشف وجهه وأكب عليه. قال عبيد الله : وقالت عائشة : لددناه صلى الله عليه وسلم ، جعلنا الدواء في جانب فمه بغير اختياره في مرضه الذي مات فيه ، فجعل يشير إلينا : أن لا تلدوني فقلنا : هذا الامتناع كراهية المريض للدواء ، فكراهية رفع خبر مبتدأ محذوف ، ولأبي ذر كراهية بالنصب مفعولا له ، أي نهانا لكراهية الدواء ، ويجوز أن يكون مصدر أي كرهه كراهية الدواء ، فلما أفاق عليه الصلاة والسلام قال: ألم أنهكم أن تلدوني ؟ . قلنا : كراهية المريض للدواء. فقال عليه الصلاة والسلام : لا يبقى في البيت أحد . ممن تعاطى ذلك وغيره . إلا لد . تأديبا لهم لئلا يعودوا ، وتأديب الذين لم يباشروا ذلك لكونهم لم ينهوا الذين فعلوا بعد نهيه صلى الله عليه وسلم أن يلدوه ، وأنا أنظر إلا العباس ، عمه ، فإنه لم يشهدكم ، حالة اللدود ، وإنما أنكر التداوي لأنه كان غير ملائم لدائه ، لأنهم ظنوا أن به ذات الجنب فداووه بما يلائمها ، ولم يكن به ذلك. والحديث قد مر في باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ".
الشيخ : في هذا الحديث من الفوائد : أولا أن الإشارة تفيد ما تفيده العبارة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل فعلهم هذا معصية له لكونه أشار إليهم صلى الله عليه وسلم ألا يلدوه ، بل وسمى ذلك نهيا لقوله : ( ألم أنهكم ) . وفيه أيضا المقاصة في غير الجراح ، وجهه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أن يلد من في البيت . وفيه أن الحاضر للمنكر إذا لم ينكر فهو مشارك لفاعله حتى في عقوبة الدنيا ، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يلد كل من حضر . وفيه أيضا دليل على أن المريض إذا كان يكره أن يداوى أو أن يذهب به إلى المستشفى أو ما أشبه ذلك فإنه لا يجوز أن يفعل به هذا إذا أغمي عليه كما يفعله بعض الناس الآن ، يكون المريض قد نهاهم أن يذهبوا به إلى المستشفى إذا أنهكه المرض وأغمي عليه ذهبوا به ، وهذا لا يجوز لأنه تصرف في الإنسان بغير رضاه ، أفإذا أغمي عليه وغفل عنكم تذهبون به إلى شيء لا يرضاه في حال إفاقته ، هذا فيه شيء من الجناية على الشخص . وفيه أيضا دليل على العمل بغلبة الظن وأن المجتهد قد يخطئ وقد يصيب ، كيف ذلك ؟ . لأنهم لدوه ظنوا أنه إنما نهاهم كراهة للدواء ، وهم اجتهدوا فأخطأوا أو أصابوا ؟. أخطأوا . وفيه أن من طبيعة المريض أن يكره الدواء وإن كان فيه مصلحة له ، ولكنه إذا كرهه فلا يجبر عليه.
هل يجوز إعطاء الدواء للمريض وهو لا يريده إذا كان مغمى ؟
السائل : ... به المرض لا ينفعه إلا الكي لما صار مغمى كووه ؟ الشيخ : لا ما يجوز ، ما دام يكرهه ولا يريده لا يكوى السائل : ولو تيقنا نفعها. الشيخ : إي ولو تيقنا ، ربما هو يختار أشياء ما نعرفها ، يمكن في قلبه شيء ما نعرفه.
السائل : إذا كان إنقاذا له كشيء محقق كعملية يعني كإزالة مرض ؟. الشيخ : ربما إذا كان الشيء محققا هذا ربما يقال ، مثل الزائدة هذا ربما يقال إنه يفعل به لأن هذا شيء محقق مئة بالمئة ما فيه اختلاف.
إذا كان المريض لا يريد أن يذهب للمستشفى وأغمي عليه فماذا نفعل ؟
السائل : ... ما يحب يذهب إلى المستشفى لكن أغمي عليه ، ونحن ما ندري إيش نسوي له نخاف يقعد يموت ؟. الشيخ : إذا مات يا حسن الخاتمة كلنا سيموت . إلا إذا علمنا أن مثلا هذا المرض مما قاله الإخوان أنه يقين سينفع فيه مثل الزائدة وشبهها التي يعلم أنه إذا تأخرت مات وإن بودرت شفي بإذن الله. القارئ : باب . حدثنا بشر بن محمد ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر . الشيخ : طيب باب ، باب إيش ؟ . ذكرنا أن البخاري إذا قال باب ، ولم يذكر شيئا ، فهو بمنزلة الفصل ، وذكرنا أيضا الفرق بين الفصل والباب ، والباب والكتاب ؟.
الشيخ : ذكرنا أن الكتاب جنس من أجناس العلم ككتاب الطهارة ، والباب نوع من أنواعه كباب الوضوء وباب الغسل مثلا ، والفصل فرد من أفراد مسائله ، لكن قد يكون الباب طويلا فيحتاج إلى تفريق في مسائله لئلا يمل الإنسان ، فهذا هو الفرق ، الكتاب للجنس والباب للنوع والفصل للفرد يعني للمسائل ، نعم.
باب : حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر ويونس قال الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس وآخر فأخبرت ابن عباس قال هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة قلت لا قال هو علي قالت عائشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما دخل بيتها واشتد به وجعه ( هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس ) قالت فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى جعل يشير إلينا أن قد فعلتن قالت وخرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم .
القارئ : حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر ويونس ، قال الزهري : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ( لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له ، فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس وآخر ) فأخبرت ابن عباس قال : هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة ؟. قلت : لا ، قال : هو علي ، قالت عائشة : ( فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما دخل بيتها واشتد به وجعه : هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس . قالت : فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى جعل يشير إلينا أن قد فعلتن ، قالت : وخرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم ).
فوائد حديث : ( هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس )
الشيخ : في هذا الحديث فوائد : وهي محبة الرسول عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها ولهذا استأذن أن يمرض في بيتها ، وكان من الحكمة أن مات في بيتها في يومها في حجرها ، ولم يطعم من الدنيا شيئا بعد ريقها رضي الله عنها ، لأنه مات في يوم اثنين المصادف ليومها الأصل . وفيه أيضا دليل على كمال عدل الرسول عليه الصلاة والسلام سواء قلنا إن العدل واجب عليه أو إن العدل سنة في حقه ، ولهذا مع المشقة استأذن أزواجه . وفي هذا دليل على أن من له الحق إذا أسقطه سقط وإن كان في الأصل من واجبات الدين ، فالعدل بين الزوجات واجب لكن إذا أسقطنه سقط . فيتفرع على هذه الفائدة أن ما وجب لحق الآدمي فأسقطه الآدمي لم يأثم الإنسان بما ترك ، لأن الله إنما أوجبه للعبد لا لنفسه ، بخلاف العبادة فهو واجب لله ، ولهذا لا يملك أحد أن يسقط العبادة عن أحد ، لكن الحقوق يجوز لمن له الحق أن يسقطها لصاحبه . وفيه أيضا دليل على تأثر عائشة رضي الله عنها التأثر العظيم بالنسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وذلك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام حين استشاره في أمر عائشة في قصة الإفك كان من رأيه رضي الله عنه أن يدع النبي عليه الصلاة والسلام هذا الأمر وأشار إليه أن يتزوج غيرها وقال : " النساء سواه أخير " قطعا للبلبلة والفتنة ، فكانت رضي الله عنها عائشة لمحبتها للرسول عليه الصلاة والسلام كان في قلبها شيء على علي ، فلهذا لم تذكر اسمه وذكرت العباس . وفي هذا الحديث دليل على أن دواء الحمى الماء البارد ، يعني من دواءها الماء البارد ، وهذا أمر متفق عليه بين الأطباء ، وإن كان المريض يعني يشعر بالقشعريرة والنفور من الماء البارد لكنه يفيده ، وهذا مشهور الآن بين الأطباء فيما إذا كانت هناك ضربة شمس ، فإنهم لا يعالجونه إلا بالشيء البارد إي نعم . وفيه أيضا دليل على خاصية السبع ولهذا قال : ( أريقوا علي من سبع قرب ) . وفيه أيضا دليل عى أنه يكون من قرب لم تحل أفواهها يعني لأنها ممتلئة ، لأن ذلك أكثر . وفيه أيضا دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وعلى تبليغ الرسالة ، ولهذا طلب منهم أن يفعل به هذا من أجل أن يخرج إلى الناس فيعهد إليهم.
ذكرنا أن المريض لا يكره على علاج لا يريده أو مستشفى أو غيره ألا يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما عاقبهم عن ذلك لأنه يعلم أن الذي به ليس ذات الجنب وهذا العلاج ليس صالحاً لها لكن مرضانا اليوم لا يدرون ما الذي بهم ؟
السائل : جزاكم الله خيرا ذكرنا أن المريض لا يكره على علاج لا يريده أو على مستشفى أو نحوه ، طيب شيخ ألا يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما عاقبهم عن ذلك لأنه يعلم أن الذي به ليس ذات الجنب وهذا العلاج ليس صالحاً لها ، لكن مرضانا اليوم لا يدرون ما الذي بهم ، فقد يقال ؟. الشيخ : نعم من يقول أن الرسول منعهم لهذا ؟. إلا كلام القسطلاني ما ندري هذا هو ولا غيره . ما ندري ، ولهذا لو كان كذلك لكان لما انتبه قال لهم إن هذا لا يصلح لمرضي ، ما يذهب يعاقبهم على طول ولا يبين السبب نعم. السائل : أقول لو كان صالحا للنبي صلى الله عليه وسلم لما عاقبهم عليه. الشيخ : لا ، لا لأنه يشير إليهم لا تفعلون ، ليش يعصونه ؟ السائل : لو كان صالحا لقال افعلوا. الشيخ : ليس على كل حال ، قد يكره الدواء عليه الصلاة والسلام لسبب ما ندري عنه ، إنما لو كان هذا من أجل أنه لا يصلح لقال لهم إن هذا لا يصلح للمرض الذي في ، علشان يقنعهم ويبين لهم سبب العقوبة ، فالله أعلم هل لهذا السبب أو هناك سبب آخر ألا يتعجلوا أو أن الرسول يحب أن يعني يكون في أعلى مقامات التوكل ، ما ندري ، ولهذا : " قيل لأبي بكر وكان مريضا : ألا ندعو لك الطبيب ؟. قال : إن الطبيب رآني ، وقال : إني أفعل ما أريد ". المهم أننا لا ندري ، يعني لو قيل لنا الآن ما العلة أو ما الحكمة في أن الرسول نهاهم ؟. ما نستطيع أن نجزم بشيء إلا إذا جاءنا من طريق صحيح أن هذا هو الحكمة السبب نعم.
قوله ( لم تحل أوكيتهن ) الماء الذي صب عليه ليس كل القرب لأنه أوقفهن في أثناء الصب فما الحكمة ؟
السائل : قوله : ( لم تحل أوكيتهن ) الماء الذي صب عليه ليس كل القرب لأنه أوقفهن في أثناء الصب ، فما الحكمة ؟. الشيخ : يمكن لعله الرسول عليه الصلاة والسلام يخشى إن كان فيه نقص ما يكفي ، وأنه كفى ، كان توقع أنه ما يكفيه إلا المملوءات. السائل : معناه أن اهراق الماء الكثير للحاجة ليس من التبذير ؟. الشيخ : لا ، لا أبدا ، هذا من الحاجة.
في حديث ابن عباس ( لا يكتوون ) إذا كان رجل يحتاج إلى الكي ما يطلبه حتى لو مات لأنه ما اكتوى ؟
السائل : بالنسبة لحديث ابن عباس : ( الذين لا يكتوون ) ضمن الناس الذين يدخلون الجنة بلا عذاب ، إذا كان رجل يحتاج إلى الكي ما يطلبه تورعا حتى لو مات بسبب أنه ما اكتوى ؟ الشيخ : هذا الحديث : ( لا يكتوون ) لا يطلبون من يكويهم ، لأنه كما قلنا الدواء ليس يقينا ينفع ، وقد مر البارحة مر علينا أنه إنما يكون الشفاء إذا وافق الداء ، قد لا يوافق . السائل : كما سعد بن معاذ لما قطع أكحله لكن ؟. الشيخ : لكن معاذ ما قال اكووني ، كواه الرسول بدون طلب منه.