حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن أم قيس بنت محصن الأسدية أسد خزيمة وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم وهي أخت عكاشة أخبرته أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب ) يريد الكست وهو العود الهندي وقال يونس وإسحاق بن راشد عن الزهري علقت عليه .
القارئ : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن أم قيس بنت محصن الأسدية أسد خزيمة - وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم وهي أخت عكاشة - أخبرته : ( أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية : منها ذات الجنب ). يريد الكست وهو العود الهندي . وقال يونس وإسحاق بن راشد عن الزهري : ( علقت عليه ). الشيخ : علّقت ، يعني بدل : ( أعلقت ).
حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخي استطلق بطنه فقال ( اسقه عسلاً ) فسقاه فقال إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً فقال ( صدق الله وكذب بطن أخيك ) تابعه النضر عن شعبة .
القارئ : حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي استطلق بطنه فقال : اسقه عسلاً . فسقاه ، فقال : إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً ، فقال : صدق الله وكذب بطن أخيك ) . تابعه النضر عن شعبة. الشيخ : وسبق أنه سقاه حتى أقلع.
الشيخ : وفي هذا دليل على أن ما ثبت بالوحي يجب أن يكذب به ما قيل بغير الوحي مما يعارضه ، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( صدق الله وكذب بطن أخيك ) فأي نظرية أو قول يأتي مخالفا لما علم بالشرع فإنه يجب علينا أن نكذبه ، ولهذا وجب علينا أن نكذب خبر العراف والكاهن لأنه يخالف ما جاء في القرآن (( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله )) . وكذلك لو أن أحدا من الناس أبدى لنا نظرية في الفلك العلوي أو السفلي تخالف ما جاء به الكتاب والسنة وجب علينا أن نكذبه ولو أطبق عليه جميع أهل الأرض ، لأنما هم إنما يتكلمون عن ما تتركه عقولهم بل عن ما تدركهم حواسهم ، والقرآن أو السنة الصحيحة تأتي بما أخبر به الخالق عز وجل ، وأيما أعلم بالمخلوقات خالقها أو من كان مخلوقا مثلها ؟ . خالقها لا شك ، فهذه القاعدة يجب علينا نحن معشر المؤمنين أن نؤمن بها وألا نلتفت لما خالف الكتاب والسنة ، وأن نعلم أنه سوف يكذبه الواقع ولو عن زمن بعيد ، لأن ما في الكتاب والسنة صحيح صادق ، وما جاء عن تجارب أو حدسيات أو ظنون فإنه كاذب . فإن قلت مثلا أحيانا يخبر عن الشيء عن طريق الحواس ليس عن طريق الفكر أو الاستنتاج أو ما أشبه ذلك عن طريق الحواس ؟ . فالجواب عن ذلك : أولا أن الحواس غير معصومة أو هي معصومة ؟ . غير معصومة لأنه ، نبدأ بالسمع : أحيانا يسمع الإنسان الصوت فيظنه كذا وعلى خلاف ما سمع ، أحيانا يسمع الصوت يأتيه من الخلف والمصوت أمامه ، لأنه ربما يكون هناك شيء يرد الصدى ثم يسمعه الإنسان من خلفه والمتكلم أمامه . في العين أيضا حدث ولا حرج لا سيما عيون ال... الآن ، نعم أحيانا ترى الشيء ساكنا وهو متحرك ، وأحيانا تراه متحركا وهو ساكن ، وأحيانا ترى شبحا وليس هناك أحد أليس كذلك ، هذا واقع ، بل أحيانا بين يديك قريب منك جدا ويكون له استدارة قوية جدا فتظنه واقفا ساكنا وهو يتحرك ، إذا فالأمور حتى ما يدرك بالحس قد يكون فيه خطأ ، لكن إذا قدرنا أنه ليس فيه خطأ مئة بالمئة فيجب أن نعلم أنه لا يعارض ما جاء في الكتاب والسنة أبدا ، وإنما التعارض وقع لقلة الفهم أو لقصور العلم ، يعني إما للقصور أو التقصير ، وإلا لو أن الإنسان تمعن فإننا نجزم جزما لا ريب لنا فيه بأنه لا شيء مما يعلم باليقين يخالف ما دل عليه الكتاب والسنة بيقين أبدا ، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( صدق الله وكذب بطن أخيك ) لأن مقتضى خبر بطنه أن العسل داء ما هو شفاء ، لأنه كل ما أعطاه زاد استطلاقه ، فمعنى ذلك أن العسل داء ، والله يقول : (( فيه شفاء للناس )) . فإذا قال قائل هل يسنفاد من هذا الحديث إطلاق الكذب على الفعل ؟ . نقول نعم ، البطن ما تكلم ، ما قال يا جماعة هذا العسل ما زادني إلا داء لكن استطلق ، وهذا يعني أنه لم يفده بل زاده مرضا ، فالقول يكون بالقول وبالفعل ، والشهادة تكون بالقول والفعل أيضا ، فالله شهد لرسوله بالقول مثل قوله تعالى : (( والله يعلم إنك لرسوله )) وشهد لرسوله بالفعل وهو الآيات الكونية والتمكين في الأرض.
في هذه القاعدة ماثبت بالوحي يجب أن يكذب ما جاء بخلافه ونجد أن العلماء في العالم كله يقولون أن الأرض كروية الشكل وأن الشمس لا تجري والآيات القرآنية بخلاف ذلك فهل نكذب ما جاء به العلماء ؟
السائل : من هذه القاعدة نثبت ما جاء بالوحي ونكذب كل ما جاء بخلافه ، ونجد في زماننا هذا العلماء في العالم كله يذكرون بأن الأرض كروية الشكل وأن الشمس لا تجري تجري حول نفسها مستقرة في مكانها ، والآيات القرآنية التي رأيناها في القرآن خلاف ذلك ، إذا من هذه القاعدة ممكن أن نكذب ما قاله هؤلاء ؟. الشيخ : هذا مشكل يا عبد الله المشكلة الفهم ، أولا القرآن أثبت أن الأرض كروية قال الله تعالى : (( إذا السمآء انشقت * وأذنت لربها وحقت * وإذا الأرض مدت * وألقت ما فيها وتخلت )) متى هذا ؟. أليس يوم القيامة ؟. (( إذا السماء انشقت )) يوم القيامة كما قال تعالى : (( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ))(( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جآن )) واضح ؟. طيب : (( وإذا الأرض مدت )) تفيد أنها قبل ذلك غير ممدودة واضح . وقال تعالى : (( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل )) والتكوير التدوير ومنه كور العمامة ، استدارتها على الأرض . إذا فالقرآن دل على أنها كروية انتهى . بقينا العلماء لم يقولوا أبدا إن الشمس لا تجري ، بل يقولون إنها تجري ولكن تجري بمجموعاتها ، تجري بهذا الفضاء هي وما يتبعها من المجموعات الشمسية كما يقولون ، فهي تجري ، لكن الشأن الآن هل هي تجري تدور على الأرض أو أن الأرض هي التي تدور ويكون بدورانها الليل والنهار ؟ . هذا محل الخلاف ، أنا إلى الآن لا أومن إلا أن الشمس يكون بدورانها على الأرض اختلاف الليل والنهار ، إلى الآن ما أومن بكلامهم إن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض . الطالب : ... الشيخ : لا هم يقولون تدور كذا مثل المغزل ، ما نؤمن بهذا لماذا ؟ . لأن عندنا ظاهر القرآن يخالف هذا ، فإن الله تعالى أضاف حركات الشمس إلى الشمس ، والأصل في إضافة الفعل إلى فاعله أنه فعل واقع منه ، أليس هذا الأصل ؟. إذا قلت قام زيد فزيد هو القائم لا غير ، إذا قلت مشت السيارة فالسيارة هي التي تمشي ، أنت الآن عندما تمر بسيارة واقفة تركض ركض تشوف السيارة تمشي أو لا ؟. تمشي ورا ، هم يقولون إن الشمس بالنسبة لمقابلة الأرض ثابتة والأرض حيث تدور يظن الظان أن الشمس هي التي تدور حول الأرض ، نقول هذا خلاف الأصل ، ونحن يجب أن نتمسك بظاهر القرآن حتى يأتينا أمر يقيني لا شك فيه عندنا نستطيع أن نواجه به رب العز والجلال وإلا فإن الله يقول : (( الشمس تجري لمستقر لها )) ويقول عز وجل : (( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم )) هذا فعل (( (( وترى الشمس إذا طلعت تزاور )) هذان فعلان طلعت وتزاورت (( وإذا غربت تقرضهم )) هذان أيضا أربعة أفعال . وقال عز وجل : (( حتى توارت بالحجاب )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي ذر لما غربت الشمس : ( أتدري أين تذهب ؟ ) فأسند الذهاب إليها . فهذه الأفعال كلها أضيفت في الكتاب والسنة إلى الشمس فلا يمكن أن نتزحزح عنها إلا بشيء يقيني ، لأن الظاهر لا يدفعه إلا اليقين ، نحن هذا الذي نعتقده وندين الله به حتى يقوم دليل يمكننا أن نحمل الظاهر على خلافه لمقتضى هذا الدليل.
القارئ : " باب لا صفر، وهو داء يأخذ البطن ". الشيخ : قوله : " لا صفر " من يعربها لنا ؟ نعم. الطالب : لا نافية للجنس ، صفر اسم لا . الشيخ : أين خبرها ؟ الطالب : كائن ، محذوف. لا صفر موجود. الشيخ : لا صفر موجود ، إي نعم لا نافية للجنس ، وصفر اسمها . المؤلف البخاري يقول : " هو داء يأخذ البطن " فالمعنى أن هذا الصفر لا يعدي ، فهو نوع من العدوى أو نوع من المرض الذي يعدي.
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وغيره أن أبا هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا عدوى ولا صفر ولا هامة ) فقال أعرابي يا رسول الله فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيجربها فقال ( فمن أعدى الأول ) رواه الزهري عن أبي سلمة وسنان بن أبي سنان .
القارئ : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وغيره. الشيخ : وقال غير البخاري أيضا المراد بصفر يعني شهر صفر ، وكانوا يتشاءمون به ، فنفى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يكون في هذا الشهر شؤم. القارئ : أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا صفر ولا هامة . فقال أعرابي : يا رسول الله فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيجربها ؟. فقال : فمن أعدى الأول ) . رواه الزهري عن أبي سلمة وسنان بن أبي سنان. الشيخ : طيب هذا ( لا عدوى ) سبق الكلام عليها ( ولا صفر ) تكلمنا عليه الآن . ( ولا هامة ) ما هي الهامة ؟. الهامة يقولون إن العرب كانوا إذا قتل فيهم القتيل زعموا أن نفسه تتحول إلى طائر يسمى الهامة ، وأنه يأتي إلى بيت القتيل ويزعق زعقات معينة حتى يأخذوا بثأره ، وقال بعض العلماء إن الهامة وهي نوع من الطيور معروف يتشاءمون بها كثيرا فهو كقوله : ( لا عدوى ولا طيرة ) فنص على الهامة لأنها نوع من الطيور يتشاءم بها ، وعلى كل حال سواء قيل هذا أو هذا فالمراد أن هذه الأشياء الوهمية التي كانت عند الجاهلية نفاها النبي صلى الله عليه وسلم . أما استشكال الأعرابي على قوله : ( لا عدوى ) فقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم : ( فمن أعدى الأول ) يعني أن العدوى وإن حصل بسبب مخالطة الأجرب لهذه الإبل السليمة فإنما ذلك كان بتقدير الله عز وجل. السائل : ... مجرب هذا أحيانا يمكن يموت يمكن يطول المرض لكن أكثر شيء ... الشيخ : يعني إذا مرض الإنسان طلعوه برا. السائل : لا في نفس المكان ... الشيخ : كورب يعني إيش ؟ السائل : إذا صاح . الشيخ : إذا صاح مرة أو مرتين. السائل : خلاص حيموت. الشيخ : هذا وهم ثالث بعد.
حدثني محمد أخبرنا عتاب بن بشير عن إسحاق عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن أم قيس بنت محصن وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أخت عكاشة بن محصن أخبرته أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها قد علقت عليه من العذرة فقال ( اتقوا الله على ما تدغرون أولادكم بهذه الأعلاق عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب ) يريد الكست يعني القسط قال وهي لغة .
القارئ : حدثني محمد أخبرنا عتاب بن بشير عن إسحاق عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن أم قيس بنت محصن - وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أخت عكاشة بن محصن - أخبرته : ( أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها قد علقت عليه من العذرة ، فقال : اتقوا الله على ما تدغرون أولادكم بهذه الأعلاق عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب ) . يريد الكست يعني القسط ، قال : وهي لغة.
حدثنا عارم حدثنا حماد قال قريء على أيوب من كتب أبي قلابة منه ما حدث به ومنه ما قرئ عليه وكان هذا في الكتاب عن أنس أن أبا طلحة وأنس بن النضر كوياه وكواه أبو طلحة بيده وقال عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل بيت من الأنصار أن يرقوا من الحمة والأذن قال أنس كويت من ذات الجنب ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن ثابت وأبو طلحة كواني .
القارئ : حدثنا عارم حدثنا حماد قال : قريء على أيوب من كتب أبي قلابة - منه ما حدث به ومنه ما قرئ عليه وكان هذا في الكتاب - عن أنس أن أبا طلحة وأنس بن النضر كوياه وكواه أبو طلحة بيده ، وقال عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال : ( أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل بيت من الأنصار أن يرقوا من الحمة والأذن ) . قال أنس : ( كويت من ذات الجنب ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن ثابت وأبو طلحة كواني ). الشيخ : إذا ذات الجنب لها دواءان : أولا الكست . والثاني الكي . الأول حينما تكون خفيفة . والثاني حينما تكون ثقيلة ، وهي معروفة عند الناس الآن أنها قسمان : قسم يسمونه ذكر وهي شديدة وسريعة، يعني إما أن يموت الإنسان منها بسرعة ، وإما أن يقدر الله له دواء فيشفى به . والثانية أنثى أو يعبر عنها بأنها أنيث يعني أنها تبطؤ مع الإنسان ، تأخذ وقتا طويلا ، هذه يمكن أن ينفع فيها ما سوى الكي من الأدوية ، أما الأولى فلا ينفع فيها إلا الكي ، طيب شوف عندك والأذن : ( من الحمة والأذن ). لأنه مر علينا العين.
القارئ : " قال : والأذن . في الرواية المعلقة تصحيف من قوله : أذن . فعل ماض من الإذن ، لكن زاد الإسماعيلي في رواية من هذا الوجه وكان زيد بن ثابت يرقي من الأذن والنفس ، فالله أعلم ". الشيخ : بس. القارئ : سيأتي . الطالب : " ... ومن وجع الأذن واستشكل هذا مع قوله السابق : لا رقية إلا من عين أو حمة . وأجيب : باحتمال الرخصة بعد المنع أو أنه لا رقية أنفع من رقية العين والحمة ، ولم يرد نفي الرقي من غيرهما. ". الشيخ : ما يكفي هذا ؟. الطالب : ... الشيخ : طيب في أي صفحة ؟. الطالب : نفسها ، صفحة 173 ... الشيخ : شف : 173 . يلا هات ... القارئ : " وأما رقية الأذن فقال ابن بطال المراد وجع الأذن أي رخص في رقية الأذن إذا كان بها وجع ، وهذا يرد على الحصر الماضي في الحديث المذكور في باب من اكتوى حيث قال : لا رقية إلا من عين أو حمة ، فيجوز أن يكون رخص فيه بعد أن منع منه ، ويحتمل أن يكون المعنى لا رقية أنفع من رقية العين والحمة ولم يرد نفي الرقى عن غيرهما ، وحكى الكرماني عن ابن بطال أنه ضبطه الأدر بضم الهمزة وسكون المهملة بعدها راء وأنه جمع أدرة وهي نفخة الخصية ، قال وهو غريب شاذ انتهى ، ولم أر ذلك في كتاب ابن بطال فليحرر ، ووقع عند الإسماعيلي في سياق رواية عباد بن منصور بلفظ : أن يرقوا من الحمة وأذن برقية العين والنفس ، فعلى هذا فقوله : والأذن في الرواية المعلقة تصحيف من قوله : أذن فعل ماض من الإذن لكن زاد الإسماعيلي في رواية من هذا الوجه وكان زيد بن ثابت يرقي من الأذن والنفس فالله أعلم ". الشيخ : على كل حال لعل المعنى لا رقية إلا من حمة أو عين يعني نفس حسد أو أذن يعني وجع في الأذن ، ويكون الحصر أو قول النفي لا رقية يكون من باب النفي الإضافي أو الحصر الإضافي لا رقية إلا من عين ، يعني وقد يرقى من غيرها ، لكن أنفع ما يكون وأسرع ما يكون في البرء العين والحمة نعم.
في حديث عدوى الإبل أليس فيه تقرير لوجود العدوى و لكن ينبغي الإحتراز منها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما أنكر العدوى لما سأله ؟
السائل : الحديث الذي ذكرته قبل قليل حديث الإبل والعدوى ، ما فيه تقرير لوجود العدوى ولكن ينبغي الاحتراز منها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما أنكر العدوى لما سأله أن الأجرب يدخل في الإبل فيعديها ، فما أنكر أصل العدوى قال ( فمن أعدى الأول ) تقرير من أن العدوى تأتي من الله ؟ الشيخ : صحيح ، لكن نحن تكلمنا عليها البارحة الحديث هذا مر علينا البارحة تكلمنا عليه ، وهذا استطراد ، إنما قلنا كما قلت إن الرسول ما أنكر العدوى لكن أخبر بأنها بأمر الله ، ولهذا أمر بالفرار من المجذوم.
حدثني سعيد بن عفير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال لما كسرت على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضة وأدمي وجهه وكسرت رباعيته وكان علي يختلف بالماء في المجن وجاءت فاطمة تغسل عن وجهه الدم فلما رأت فاطمة عليها السلام الدم يزيد على الماء كثرةً عمدت إلى حصير فأحرقتها وألصقتها على جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقأ الدم .
القارئ : حدثني سعيد بن عفير، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال : ( لما كسرت على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضة وأدمي وجهه وكسرت رباعيته ، وكان علي يختلف بالماء في المجن ، وجاءت فاطمة تغسل عن وجهه الدم ، فلما رأت فاطمة عليها السلام الدم يزيد على الماء كثرةً عمدت إلى حصير فأحرقتها وألصقتها على جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقأ الدم ).
الشيخ : في هذا الحديث عدة فوائد : أولا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر كغيره من البشر فجميع العوارض البشرية ترد عليه من النوم والأكل والشرب والجرح والألم والحر والبرد وغير ذلك ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : ( إنما أنما بشر مثلكم أنسى كما تنسون ) . ومن هذا أن له مضلا كغيره إذا مشى في الشمس . ومن فوائده أيضا نجاسة الدم . ومن فوائده طهارة الدم . الطالب : ... الشيخ : كيف ؟. ومن فوائده أيضا نجاسة الدم ، ومن فوائده طهارة الدم . استدل بعض العلماء بهذا الحديث على نجاسة الدم بأن فاطمة رضي الله عنها جعلت تغسل الدم عن وجهه ، وقال إن غسلها إياه يدل على أن هذا المتقرر عندهم وأن الدم نجس ، واستدل من رأى طهارة دم الإنسان بأن فاطمة لم تغسله بأمر النبي عليه الصلاة والسلام وإنما غسلته من باب النظافة فقط ، ولهذا قالت : ( تغسل الدم عن وجهه ) ومن المعلوم أن الدم الذي يكون على الوجه ولا يبقى إلا من بعد أن أحرق الحصير ثم أخذ رماده وضمد به الجرح ، لا بد أن يكون كثيرا ينزل إلى الثياب ، والرسول صلى الله عليه وسلم عليه ثياب ، وينزل إلى بقية جسده ولم يأمر صلى الله عليه وسلم بغسله ، فلهذا كان هذا الحديث دليلا لمن قال بطهارة الدم ، ودليلا لمن قال بنجاسة الدم . والأقرب أنه دليل لمن قال بالطهارة ، لأن فعل فاطمة رضي الله عنه لا يدل على الوجوب إذا كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم المجرد لا يدل على الوجوب عند الأصوليين ففعل الصحابي من باب أولى ، ثم الظاهر أن الغسل كان لوجهه فقط ، وهذا يدل على أن المراد تنظيف الوجه من هذا الدم وليس من أجل النجاسة . ثم إن القاعدة : ما أبين من حي فكميتته . والآدمي ميتته طاهرة فيكون ما بان منه طاهرا ، ثم إن اليد لو قطعت من الكتف فيها دم ، هي طاهرة ولا نجسة ؟ . هي طاهرة مع أن فيها دما ، لو حملها إنسان وهو يصلي حمل يد إنسان مقطوعة لصحت صلاته ، فإذا كانت اليد بدمها طاهرة ، فالدم بلا يد ما الذي يخرجه عن الطهارة ؟. وهذا واضح ، ولكن جمهور العلماء على نجاسة الدم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في المستحاضة إذا جلست عادتها ، فإذا انتهت قال : ( فاغسلي عنك الدم ثم صلي ) قالوا كلمة الدم عامة . ولكن هذا الاستدلال فيه نظر ظاهر ، لأن أولا كلمة الدم ليست من صيغ العموم إلا إذا دلت قرينة ، لأن : ( ال ) هذه لبيان الحقيقة . ثم إن الدم هنا نقول اللام للعهد والمراد بالدم الخارج من الفرج ، ونحن نسلم على أن الدم الخارج من الفرج نجس ويجب غسله قليلا كان أو كثيرا فلا دلالة فيه . والمسلمون كانوا يصلون بثيابهم التي جرحوا فيها ، والغالب أن جروح الحرب تكون كثيرة الدم ، فليس هناك دليل تطمئن النفس إليه يدل على نجاسة الدم ، ولكن لا شك أن الاحتياط وعمل الإنسان بالأحوط حتى يؤدي صلاته على وجه لا شبهة فيه أحسن . إنما لو جاءنا إنسان يستفتي بعد أن وقع منه الأمر وصلى في ثوب كثير فيه الدم الخارج منه ، فإننا لا نأمره بإعادة الصلاة ، لأن الأمر بإعادة الصلاة يتضمن شيئين : إلزامه بما لا يلزمه عن يقين ، والثاني إفساد صلاة أداها على وجه لم يثبت أنه مخالف لأمر الله ورسوله ، فلهذا لا نأمره لكن نقول له الأولى يا أيها الأخ ، الأولى أن تغسل الدم ، لأنك إذا غسلته وصليت قال لك العلماء كلهم صلاتك صحيحة ، وإن لم تغسله قال لك بعضهم أو أكثرهم يقول صلاتك غير صحيحة واضح . والاحتياط أحسن وأولى . القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال البخاري رحمه الله تعالى : " باب الحمى من فيح جهنم ". الشيخ : طيب فيما سبق في حديث فاطمة حديث سهل بن سعد كانت أحرقت الحصير وجعلته على الجرح ، فهل لو قال قائل أيما أفضل أن نستعمل هذا أو نستعمل الأدوية الجديدة ؟ أيهما أفضل ؟ . الطالب : الجديدة . الشيخ : الجديدة أفضل ؟. لماذا ؟ . الطالب : لأنها أقل كلفة. الشيخ : وأنفع. الطالب : ... الشيخ : إي نعم لأن هذا لم يفعل على سبيل التعبد حتى نقول إننا نتبعه لأنه عبادة ، إنما هو من باب العلاج ، وما دام من باب العلاج فكل ما كان أنفع فهو أفضل ، ونحن نعلم أنهم لو كان عندهم من وسائل العلاج كما عندنا لم يتركوها بل كانوا يستعملونها . إي نعم. الطالب : ... الشيخ : لا ، لا معروف أن العلاج في مثل الدم أنه يتطلب الفورية.
حدثني يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب قال حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء ) قال نافع وكان عبد الله يقول اكشف عنا الرجز
القارئ : حدثني يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب قال : حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء ) . قال نافع : وكان عبد الله يقول : ( اكشف عنا الرجز ).
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما كانت إذا أتيت بالمرأة قد حمت تدعو لها أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نبردها بالماء
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن هشام عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : ( كانت إذا أتيت بالمرأة قد حمت تدعو لها أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها ، قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نبردها بالماء ).
حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الحمى من فوح جهنم فابردوها بالماء )
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( الحمى من فوح جهنم فابردوها بالماء ). الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذه الأحاديث كلها تدل على أن من علاج الحمى استعمال الماء البارد ، وأنه يبردها . قال أهل العلم والظاهر على عكس الباطن ، فإذا برد الظاهر سخن الباطن ، وإذا برد الباطن سخن الظاهر ، فهذا الماء يطرد الحمى حتى تنزل الحرارة إلى أسفل ويعتدل البدن ، لأنه من المعروف أن القوى التي في البدن أربع : حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة . فإذا اعتدلت هذه القوى الأربعة اعتدل البدن ، وإذا اختل منها شيء اختل البدن بحسبه ، فهذه الحرارة التي تفور وتخرج إلى ظاهر الجسد إذا أتاها الماء طردها وأدخلها إلى داخل ، وحينئذ يكون البدن معتدلا . وهذا العلاج الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام علاج نافع حتى في عهدنا هذا ، وأكثر ما ينفع إذا كان ذلك من ضربة الشمس ، فإنه ينفع كثيرا ، ولهذا يضعون عليه الثلج والثياب المبردة بالماء البارد جدا ، بل إن كثيرا من الأطباء الآن يقولون لأهل الصبيان إذا أصيبوا بالحمى ، الصغار الأطفال اجعلوهم أمام المكيف لكن لا تفتحوه على القوة على المروحة بل على البرودة الهادية إي نعم. الطالب : ... الشيخ : حتى الباردة ما تصل إلى الثلج مثلا ، إذا كانت باردة نبرد الماء أكثر ، إي نعم ولو في منطقة باردة ، لأن عليه حمى هو ونفسه ساخنة.
بالنسبة للحبة الوداء هل الحديث عام حتى في الجروح والكسور ؟
السائل : بالنسبة للحبة السوداء هل الحديث عام حتى في الجروح والكسور نأخذ الحبة السوداء ؟ الشيخ : ما هو بالظاهر ، الظاهر أن الجروح هذه تعتبر مصائب ظاهرة ، تكون بالدهن ، وأنا يعني ما جربت لو تجعل في زيت أو دهن وتطلى بها الجروح لا يستبعد أن تشفى بإذن الله.
أليس في الحديث رد على من يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له ظل ؟
السائل : أحسن الله إليكم في الدرس الماضي قلنا إن النبي صلى الله عليه وسلم بشر تعتريه الأحوال البشرية ، فإذا لم يكن له ظل ... الشيخ : صحيح فيه بعض الغلاة بالنبي عليه الصلاة والسلام يقولون إنه من خصائصه أنه لا ظل له ، لأنه نوراني ، والنوراني يشع من كل جانب ، فإذا مشى ولو في الشمس ما صار له ظل. السائل : ما له أصل في السنة. الشيخ : أبدا ، ما له أصل ما صح.
حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد حدثنا قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن ناساً أو رجالاً من عكل وعرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالإسلام وقالوا يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف واستوخموا المدينة فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وبراع وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها فانطلقوا حتى كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب في آثارهم وأمر بهم فسمروا أعينهم وقطعوا أيديهم وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم
القارئ : حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد حدثنا قتادة أن أنس بن مالك حدثهم : ( أن ناساً أو رجالاً من عكل وعرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالإسلام ، وقالوا : يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف ، واستوخموا المدينة فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وبراع ، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها ، فانطلقوا حتى كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب في آثارهم ، وأمر بهم فسمروا أعينهم وقطعوا أيديهم وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم ). الشيخ : سبق الكلام على هذا . لكن فيه أنه يجوز للإنسان أن يخرج من الأرض التي لا تلائمه إما في هواءها أو في ماءها أو في حرارتها أو برودتها أو ما أشبه ذلك ولا يعد هذا من الترفه المنهي عنه بل هذا كما يلبس الإنسان ثوبا أدفى من الثوب الآخر وياكل طعاما أشهى من الطعام الآخر ويشرب ماء أعذب من الماء الآخر ، وكل هذا جائز ولا بأس به.
السائل : هل يدل هذا على طهارة أبوال الإبل ؟ الشيخ : إي نعم يدل على طهارة أبوال الإبل ، والقاعدة أن كل ما يؤكل لحمه فبوله وروثه طاهر. السائل : بالنسبة للنجس هل يصح أن تكون سماد ؟ الشيخ : إيش النجس ، هذا طاهر. السائل : لا بالنسبة للروث النجس. الشيخ : انتقلنا إلى شيء آخر يا بدر. هذان سؤالان أحدهما لا علاقة له بالدرس فهل نجيبه أو ندعه ؟ السائل : للفائدة . الشيخ : على كل حال الأحسن أنه ما ، يعني هذا مو سؤال شرح لو شرح لا بأس نتبسط ، هذا عبارة عن إمرار وتعليق لكن مع ذلك.
الشيخ : أكثر أهل العلم على أنه يجوز السماد بالنجس بالعذرة النجسة ، عذرة الإنسان وعذرة الحمار وما أشبهها ، وأن الثمر لا ينجس بذلك ويؤكل إلا إذا ظهرت آثار النجاسة على نفس الثمر بحيث تشم منه رائحة النجاسة مثلا ، فحينئذ لا يجوز أكله . وأما إذا لم تظهر فالصحيح أنه يجوز أن يسمد الزرع والأشجار والنخيل بالسماد النجس ، لأنه يستحيل ، وهذا هو الذي عليه أكثر أهل العلم . أما المشهور من مذهب الحنابلة أنه حرام ولا يجوز أن يسمد بالنجس ، وإذا سمد به صار ثمره حراما إي نعم. الصحيح الجواز كما قلت لك.
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال سمعت إبراهيم بن سعد قال سمعت أسامة بن زيد يحدث سعداً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ) فقلت أنت سمعته يحدث سعدًا ولا ينكره قال نعم
القارئ : حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال : أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال : سمعت إبراهيم بن سعد قال : سمعت أسامة بن زيد يحدث سعداً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ) فقلت : أنت سمعته يحدث سعدًا ولا ينكره ؟. قال : نعم.
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشأم حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشأم قال ابن عباس فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشأم فاختلفوا فقال بعضهم قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال ارتفعوا عني ثم قال ادعوا لي الأنصار فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوتهم فلم يختلف منهم عليه رجلان فقالوا نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه قال أبو عبيدة بن الجراح أفراراً من قدر الله فقال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كان لك إبل هبطت وادياً له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله قال فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيباً في بعض حاجته فقال إن عندي في هذا علماً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه ) قال فحمد الله عمر ثم انصرف
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس : ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشأم حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشأم )، قال ابن عباس فقال عمر : ( ادع لي المهاجرين الأولين ، فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشأم فاختلفوا فقال بعضهم : قد خرجنا لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ). الشيخ : عندنا : ( قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ). القارئ : بالنون : خرجنا . الشيخ : خرجنا ؟. والثاني : نرجع ؟. القارئ : كأنها بين التاء والنون . الشيخ : هو إذا قلنا : خرجنا ، الصواب : نرجع . وإن قلنا : خرجت ، كما هي نسختنا . القارئ : ( فقال بعضهم : قد خرجنا لأمر ولا نرى أن نرجع عنه ، وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادعوا لي الأنصار ، فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعوتهم فلم يختلف منهم عليه رجلان فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه ، قال أبو عبيدة بن الجراح : أفراراً من قدر الله ؟. فقال عمر : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيت لو كان لك إبل هبطت وادياً له عدوتان إحداهما خصيبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصيبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟. قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيباً في بعض حاجته ، فقال : إن عندي في هذا علماً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه . قال : فحمد الله عمر ثم انصرف ).
الشيخ : في هذا الحديث عدة فوائد وهو من الأحاديث التي يجب أن تقيد بناء على قاعدتنا التي سرنا عليها أخيرا . فيه أولا دليل على أن الخليفة والإمام ينبغي له أن يتفقد أحوال رعيته ولو بالسير إليهم لأن رأي العين هو عين اليقين ، والخبر إذا كان من ثقة فهو علم يقين ، وعين اليقين أقوى من علم اليقين ، هذا إذا كان العلم من ثقة يوصل خبره إلى اليقين ، فكيف إذا كان من شخص ليس بثقة إما لضعف دينه أو لسوء حفظه أو ما أشبه ذلك ؟. وما أكثر الذين يكذبون على أولياء الأمور ويصورون لهم الأمور بغير الواقع.