حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان عن يحيى بن سعيد قال سمعت أبا سلمة قال سمعت أبا قتادة يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات ويتعوذ من شرها فإنها لا تضره ) وقال أبو سلمة وإن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من الجبل فما هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها
القارئ : حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان عن يحيى بن سعيد قال : سمعت أبا سلمة قال : سمعت أبا قتادة يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات ويتعوذ من شرها فإنها لا تضره ) . وقال أبو سلمة : " وإن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من الجبل فما هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها ".
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا سليمان عن يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده قالت عائشة فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به قال يونس كنت أرى ابن شهاب يصنع ذلك إذا أتى إلى فراشه
القارئ : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا سليمان عن يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعاً ، ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده ) . قالت عائشة : ( فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به ) . قال يونس : " كنت أرى ابن شهاب يصنع ذلك إذا أتى إلى فراشه ".
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أن رهطًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء فهل عند أحد منكم شيء فقال بعضهم نعم والله إني لراق ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق فجعل يتفل ويقرأ الحمد لله رب العالمين حتى لكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي ما به قلبة قال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال ( وما يدريك أنها رقية أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم بسهم )
القارئ : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد : ( أن رهطًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فهل عند أحد منكم شيء ؟. فقال بعضهم : نعم والله إني لراق ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق فجعل يتفل ويقرأ الحمد لله رب العالمين حتى لكأنما نُشِط من عقال ، فانطلق يمشي ما به قلبة قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال : وما يدريك أنها رقية ، أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم بسهم ). الشيخ : ... أطول ولكن في هذا السياق أتم وأكثر ، ويمكن أن يضاف إلى الأحاديث التي ذكرنا أنها تكتب . أما الحديث الأول : ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ) الرؤيا ما يراه الإنسان في منامه والغالب أنها تكون رؤيا حق ، يعني ليس فيها شيء يزعج أو شيء ينكر ، ولهذا لما قال رجل للنبي عليه الصلاة والسلام : ( يا رسول الله إني رأيت في المنام أن أحدا ضربني حتى أبان رأسي ) ضربه في رقبته حتى أبان رأسه ( وأن رأسي هرب فجعلت أشتد وراءه سعيا ، قال له النبي عليه الصلاة والسلام : لا تحدث الناس بتلاعب الشيطان بك في منامك ) يعني الشيطان تلاعب بك في منامك ، معقول هذا يضرب رأسه يهرب الرأس وهذا يلحقه ، نعم هذا من تلاعب الشيطان به . كذلك أيضا قد يكون الحلم مما يفكر فيه الإنسان في يقظته ، يكون قد أهمه أمر ومن شدة تعلق نفسه به إذا نام فإن النفس تتخيله هذان اثنان . الثالث : الرؤيا من الله عز وجل التي يظهر عليه أنها صحيحة صادقة ، وهي ضرب أمثال يستنتج بها الإنسان معناها ويعبرها ويفسرها ، والناس يختلفون في تعبير الرؤيا منهم الجيد ومنهم المتوسط ومنهم المتخرص ، ولا يجوز لأحد أن يعبر الرؤيا إلا وعنده علم أو غلبة ظن لأن : ( الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) وتفسيرها كتفسير الوحي ، فلا يجوز لك أن تعبر الرؤيا إلا بعلم ، ثم إنه يستعان بحال الشخص الرائي بحاله على تفسير الرؤيا وما يحيط به ، ولهذا ربما يرى رجلان رؤيا واحدة يفسرها لشخص بشيء ولآخر بشيء آخر . ( رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبيل خروجه إلى أحد رأى بقرا تنحر ورأى في سيفه ثلمة ) رؤيا والرسول صلى الله عليه وسلم لا يأتيه الحلم لأن الحلم من الشيطان والشيطان لا يأتيه ، لكنه يرى ( فرأى بقرا تنحر ورأى في سيفه ثلمة ، ورأى سوارين لبسهما ثم نفخهما فطارا ) أولها الرسول صلى الله عليه وسلم ، أما البقر فهو أصحابه يستشهدون ، واستشهد منهم سبعون نفرا في أحد ، وأما الثلمة في سيفه فهو رجل من أهل بيته يستشهد ، واستشهد وهو حمزة رضي الله عنه ، وأوله بذلك لأن السيف يحتمي به الإنسان ويقدم به و، كذلك العشيرة يحتمي بها الإنسان ويقدم بها ، ولهذا يسمون عصبة يعني يعصبون الإنسان ويقوونه ، فلما رأى ثلمة في سيفه عرف أنه سيقتل أحد من أهل بيته ، لكنه ما علم عليه الصلاة والسلام أو ما أعلم الناس به ، وأما السواران ففسرهما بأنها كاذبان يدعان الرسالة يكذبان عليه فنفخهما فلم يحتاجا إلى كبير عناء سوى النفخ حتى زال أمرهما بالكلية . فيه كتاب ينسب إلى ابن سيرين رحمه الله يسمى : * تعبير الرؤيا * ولكن هذا الكتاب لا يجوز أن نعبر الرؤيا على مقتضى ما فيه ، لأنها كما قلت لكم تختلف بحسب الرائي ، ولا يمكن نقول بصفة عامة أي إنسان يرى كذا فهو معناه كذا أبدا ، لكن حسب حال الإنسان . يوسف عليه الصلاة والسلام دخل معه السجن فتيان قال أحدهما : (( إني أراني أعصر خمرا )) وقال الآخر : (( إني أرى فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه )) نعم يعني سبحان الله ويش تفسير هذا ؟ . قال : (( أما أحدكما فيسقى ربه خمرا )) من ؟ . الذي رأى نفسه يعصر خمره يعني يعصر عنبا يكون خمرا . (( وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه )) سبحان الله ، يعني الربط بين هذا وهذا قد يظنه الإنسان بعيدا لكنه عند المعبرين للرؤيا يرونها قريبا . المهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد الإنسان إذا رأى ما يكره أن ينفث حين يستيقظ ثلاث مرات ويتعوذ من شرها ، وهذا أحد ما أمر به عليه الصلاة والسلام أن تنفث ثلاث مرات وتقول : ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما رأيت ومن شر الشيطان ) هذه واحدة . ثانيا : تنقلب على جنبك الآخر ، إذا كنت حين رأيت هذه الرؤيا التي أزعجتك على الأيمن فانقلب على الأيسر . ثالثا : أن تقوم لو عادت عليك مرة ثانية ، أحيانا تعود الرؤيا لو انقلبت عادت تقوم وتتوضأ وتصلي حتى يزول عنك أثرها . رابعا : ألا تخبر بها أحدا لا صديقا ولا عدوا ولا معبرا ولا غير معبر ، لا تخبر أحد فإذا عملت هذه الأشياء الأربعة فإنها لا تضرك أبدا . أحيانا يأتيك الرجل يقول أنا رأيت ما أكره تقول افعل كذا ولا تضرك بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول لا بس ودي عبرها لي ، تقول لا يا ابن الحلال لا تعلم أنا ولا غيري ، ثم يلح ، مثل هذا ينبغي أن تنصحه نصحا يا أخي ما دام الرسول صلى الله عليه وسلم أعطانا هذا الأمر الذي يريحنا ، أنت إذا علمت ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك لم ترها إطلاقا . ولهذا يقول : ( فما هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها ) يقولها أبو قتادة رضي الله عنها ، حتى إن بعض الصحابة يقول إننا نرى الرؤيا نمرض منها مرضا ، فلما حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث استرحنا ، إذا ريح نفسك أي شيء تراه تكرهه في نفسك أو في غيرك فاعمل هذا العمل ولا يضرك بإذن الله.
حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا يحيى عن سفيان عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بعضهم يمسحه بيمينه ( أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً ) فذكرته لمنصور فحدثني عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة بنحوه
القارئ : حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا يحيى عن سفيان عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بعضهم يمسحه بيمينه : أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً ) . فذكرته لمنصور فحدثني عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة بنحوه.
حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في مرضه الذي قبض فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنا أنفث عليه بهن فأمسح بيد نفسه لبركتها فسألت ابن شهاب كيف كان ينفث قال ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه
القارئ : حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في مرضه الذي قبض فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنا أنفث عليه بهن فأمسح بيد نفسه لبركتها ) فسألت ابن شهاب : كيف كان ينفث ؟. قال : ( ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه ).
حدثنا مسدد حدثنا حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال ( عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد ورأيت سواداً كثيراً سد الأفق فرجوت أن تكون أمتي فقيل هذا موسى وقومه ثم قيل لي انظر فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق فقيل هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ) فتفرق الناس ولم يبين لهم فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا بالله ورسوله ولكن هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ) فقام عكاشة بن محصن فقال أمنهم أنا يا رسول الله قال ( نعم ) فقام آخر فقال أمنهم أنا فقال ( سبقك بها عكاشة )
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : ( عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد ، ورأيت سواداً كثيراً سد الأفق فرجوت أن تكون أمتي ، فقيل هذا موسى وقومه ، ثم قيل لي انظر فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق فقيل لي انظر هكذا وهكذا ، فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق فقيل هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب . فتفرق الناس ولم يبين لهم فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا بالله ورسوله ، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون . فقام عكاشة بن محصن فقال : أمنهم أنا يا رسول الله ؟. قال : نعم . فقام آخر فقال : أمنهم أنا ؟. فقال : سبقك بها عكاشة ). الشيخ : هذا الحديث سبق ، وظاهر صنيع البخاري الإشارة إلى الرواية التي وقعت في مسلم : ( ولا يرقون ) لأنه قال : " باب من لم يرق " ولم يقل : باب من لم يسترق ، ولكن هذه الرواية التي في مسلم ليست بصحيحة ضعيفة وهم من الراوي ، لأن الذين لا يرقون ليست لأن عدم الرقية على الغير ليس صفة مدح ولا صفة يرتقي بها الإنسان إلى أعالي الدرجات ، لأن الرقية على الغير من باب الإحسان إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم كما سمعتم يقرأ ، وكذلك أيضا الرقية على النفس كان يقرأ على نفسه صلى الله عليه وسلم ، فالصواب أن قوله أو أن ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يرقون ) أنه لا أصل له ، وأن الصواب ( لا يسترقون ) وبينهما فرق ، فالاسترقاء طلب الرقية ، والرقية أن يقرأ الإنسان على نفسه أو على غيره. شوف الترجمة شرحها ؟.
القارئ : " قوله باب : من لم يرق ، هو بفتح أوله وكسر القاف مبنيا للفاعل ، وبضم أوله وفتح القاف مبنيا للمفعول ، قوله حصين بن نمير " ... الشيخ : شوف الفوائد فيها شيء ؟. قوله ولا يسترقون. القارئ : " والغرض منه هنا قوله : هم الذين لا يطيرون ولا يكتوون ولا يسترقون ، فأما الطيرة فسيأتي ذكرها بعد هذا ، وأما الكي فتقدم ذكر ما فيه هناك ، وأما الرقية فتمسك بهذا الحديث من كره الرقى والكي من بين سائر الأدوية وزعم أنهما قادحان في التوكل دون غيرهما ، وأجاب العلماء عن ذلك بأجوبة أحدها قاله الطبري والمازري وطائفة أنه محمول على من جانب اعتقاد الطبائعيين في أن الأدوية تنفع بطبعها كما كان أهل الجاهلية يعتقدون ، وقال غيره الرقى التي يحمد تركها ما كان من كلام الجاهلية ومن الذي لا يعقل معناه لاحتمال أن يكون كفرا بخلاف الرقى بالذكر ونحوه ، وتعقبه عياض وغيره بأن الحديث يدل على أن للسبعين ألفا مزية على غيرهم وفضيلة انفردوا بها عمن شاركهم في أصل الفضل والديانة ، ومن كان يعتقد أن الأدوية تؤثر بطبعها أو يستعمل رقى الجاهلية ونحوها فليس مسلما ، فلم يسلم هذا الجواب . ثانيها قال الداودي وطائفة إن المراد بالحديث الذين يجتنبون فعل ذلك في الصحة خشية وقوع الداء ، وأما من يستعمل الدواء بعد وقوع الداء به فلا ، وقد قدمت هذا عن ابن قتيبة وغيره في باب من اكتوى ، وهذا اختيار ابن عبد البر غير أنه معترض بما قدمته من ثبوت الاستعاذة قبل وقوع الداء ". الشيخ : صحيح ، أقول واضح الاعتراض . القارئ : " ثالثها قال الحليمي يحتمل أن يكون المراد بهؤلاء المذكورين في الحديث من غفل عن أحوال الدنيا وما فيها من الأسباب المعدة لدفع العوارض ، فهم لا يعرفون الاكتواء ولا الاسترقاء وليس لهم ملجأ فيما يعتريهم إلا الدعاء والاعتصام بالله والرضا بقضائه ، فهم غافلون عن طب الأطباء ورقى الرقاة ولا يحسنون من ذلك شيئا والله أعلم ، رابعها أن المراد بترك الرقى والكي الاعتماد على الله في دفع الداء والرضا بقدره لا القدح في جواز ذلك لثبوت وقوعه في الأحاديث الصحيحة وعن السلف الصالح ، لكن مقام الرضا والتسليم أعلى من تعاطي الأسباب وإلى هذا نحا الخطابي ومن تبعه ، قال ابن الأثير هذا من صفة الأولياء المعرضين عن الدنيا وأسبابها وعلائقها ، وهؤلاء هم خواص الأولياء ولا يرد على هذا وقوع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم فعلا وأمرا لأنه كان في أعلى مقامات العرفان ودرجات التوكل فكان ذلك منه للتشريع وبيان الجواز ، ومع ذلك فلا ينقص ذلك من توكله لأنه كان كامل التوكل يقينا فلا يؤثر فيه تعاطي الأسباب شيئا بخلاف غيره ولو كان كثير التوكل ، لكن من ترك الأسباب وفوض وأخلص في ذلك كان أرفع مقاما ، قال الطبري قيل لا يستحق التوكل إلا من لم يخالط قلبه خوف من شيء ألبتة حتى السبع الضاري والعدو العادي ولا من لم يسع في طلب رزق ولا في مداواة ألم ، والحق أن من وثق بالله وأيقن أن قضاءه عليه ماض لم يقدح في توكله تعاطيه الأسباب اتباعا لسنته وسنة رسوله ، فقد ظاهر صلى الله عليه وسلم في الحرب بين درعين ولبس على رأسه المغفر وأقعد الرماة على فم الشعب وخندق حول المدينة وأذن في الهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة وهاجر هو وتعاطى أسباب الأكل والشرب وادخر لأهله قوتهم ولم ينتظر أن ينزل عليه من السماء ، وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك ، وقال للذي سأله : أعقل ناقتي أو أدعها ؟. قال : اعقلها وتوكل ، فأشار إلى أن الاحتراز لا يدفع التوكل والله أعلم ".
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال البخاري رحمه الله تعالى : " باب الطيرة ".
حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا عدوى ولا طيرة والشؤم في ثلاث في المرأة والدار والدابة )
القارئ : حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة ، والشؤم في ثلاث : في المرأة والدار والدابة ).
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا طيرة وخيرها الفأل ) قالوا وما الفأل قال ( الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم )
القارئ : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا طيرة وخيرها الفأل . قالوا وما الفأل ؟. قال : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم ). الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال المؤلف رحمه الله تعالى : " باب الطيرة " . الطيرة اسم مصدر تطير كالخيرة اسم مصدر تخير ، وهي في الأصل التشاءم بالطيور ، ولكنها صارت في الاصطلاح أعم من ذلك ، فهي تشاءم بمرئي أو مسموع أو زمان أو مكان ، فالمرئي مثل أن يرى شيئا فيتشاءم ، والمسموع يسمع صوتا ييقول مثلا : يا رباح يا خاسر وما أشبه ذلك فيتشاءم ، والزمان كأن يتشاءم بيوم من الأيام أو شهر من الأشهر أو ما أشبه هذا ، والمكان أن يتشاءم ببقعة معينة . والأصل فيها أنها حرام بل ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنها من الشرك ، لأن الإنسان إذا علق قلبه بغير الله في مثل هذه الأمور تعب ، يتعب ويلحقه من الوساوس والهموم والغموم ما يضره في تصرفه ، والشارع يريد من أبناء الإسلام أن يكونوا دائما في انشراح صدر وسعة نفس حتى تكون الدنيا أمامهم مفتوحة لا مغلقة بالأحزان والهموم والغموم . وهنا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ) وسيبق الكلام عليها ( ولا طيرة ) يعني ولا شيء يتشاءم به ويتطير به . ( والشؤم في ثلاث : في المرأة والدار والدابة ) يعني أنه قد يكون الشؤم بغير تشاءم بهذه الأشياء : في المرأة والدار والدابة ، المرأة ربما يتزوج الإنسان بامرأة ثم يجد منها نكدا وتعبا في ماله وفي فكره وفي بدنه ، وإذا طلقها استراح و، كذلك أيضا قد يكون في الدار يتشاءم منها كل يوم ينكسر منها خشبة أو باب أو ما أشبه ذلك ، وإذا دخلها انقبض ولم يستأنس ، كذلك الدابة المركوب قد تكون مثلا حرونا أو خموعا ويتأذى بها أو تكثر أمراضها ، وكذلك بالنسبة للدابة نقول مثلها السيارة ، وهذا أمر مشاهد بعض الأشياء يكون فيه بركة ويستمر ولا يحصل على الإنسان منه خسران ولا تعب ، وبعضها بالعكس . وأما الفأل فالفأل أعجب النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( إنه خير الطيرة ) وهو أن الإنسان يسمع كلمة تجعله ينشط على ما يريد من فعل الخير مثل أن يسمع كلمة سهل أو رابح أو ما شابه ذلك ولو على لسان إنسان ما قصدها لكن يتفاءل بها أو يرى رؤيا يتفاءل إذا هم بشيء ، رأى رؤيا تحثه على فعله . فالمهم أن الفأل طيب لأنه يسر النفس وينشطها ويرغبها في فعل الخير فلهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنها : ( خيرها الفأل ) نعم. القارئ : قوله : ( لا شؤم إلا في ثلاث ) ظاهره في هذه الثلاث فقط ، هل هذا المراد ؟. الشيخ : إي نعم. القارئ : لا يقاس على الدار والدابة عليها غيرها يعني ؟ الشيخ : لو قيس عليها غيرها ، يمكن الدكان ربما يقاس على الدار ، الدابة السيارة.
إذا تشاءم الإنسان من بيت أو من سيارة بسبب ما يحصل له من خراب وأراد أن يبيعها فهل يكون ضامن ؟
السائل : لو أن الإنسان تشاءم من بيت أو من سيارة بسبب ما يحصل له من خراب وأراد أن يبيع هذه السيارة وهذا البيت ، إذا باعها هل يكون غاش ؟ الشيخ : لا أبدا. السائل : السيارة تخرب كل يوم ؟. الشيخ : لكن قد يبيعها لشخص ولا تخرب هذا مشاهد ، قد تكون هذه السيارة عند صاحبها من أحسن السيارات فلم تزعجه ولم تخسره ، ويشريها واحد ثاني وتخسره ، أو تكون عند واحد تخسره وتتعبه ويشتريها واحد ويبارك الله له فيها. السائل : طيب لو سألك عن السبب ما سبب بيعك ؟ الشيخ : إذا سألني فأنا أخبره بالعيب الحسي ، أما ما يقع في نفسي منها فلا أخبره. السائل : إيش المشكل في العدوى ؟. الشيخ : سبق الكلام عليها مفصلا.
حدثنا عبد الله بن محمد أخبرنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا طيرة وخيرها الفأل ) قال وما الفأل يا رسول الله قال ( الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم )
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد أخبرنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طيرة وخيرها الفأل . قال : وما الفأل يا رسول الله ؟. قال : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم ).
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة )
القارئ : حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة ).
الشيخ : إذا قال قائل لماذا أتى المؤلف بهذا الباب في كتاب الطب والمرضى ؟ . فنقول لأن المرضى كثيرا ما يتطيرون ، قد يدخل على المريض رجل فيتطير به أو يكرهه ويتشاءم ، ويقول زاد مرضي به أو كذلك يتشاءم ببعض الأيام كالأربعاء والثلاثاء أو في بعض أيام الشهر كيوم 28 أو يوم 10 أو ما أشبه ذلك ، فلهذا أتى المؤلف رحمه الله أتى بهذا الباب في كتاب الطب والمرضى.
ما وجه الجمع بين النهي عن التشاؤم وبين الشؤم في ثلاث ؟
السائل : ما وجه الجمع بين النهي عن التشاؤم وبين الشؤم في ثلاث ؟. الشيخ : يعني الرسول يقول إن كان الشؤم ، ليس هذا شؤم مؤكد ، يعني إن كان الشؤم ففي هذه الأشياء. السائل : ... الشيخ : نعم أنا إذا رأيت مثلا هذه السيارة أتعبتك ، كل يوم يفسد فيها شيء تشاءمت منها وعرفت أن هذه ما فيها فائدة لي فأبيعها و، كذلك الدار وكذلك المرأة ، هذا المعنى.
السائل : ما هو التشاؤم المذموم ؟ الشيخ : المذموم اللي ما له أصل ، يرى مثلا إنسان رجلا فيقول خلاص ما دام أنا رأيت هذا الرجل أول مرة ، أول ما أراه من الرجال فهذا اليوم يوم مظلم ما فيه ربح ما فيه خير ، كما يوجد الآن بعض الناس يفعلون هكذا. السائل : شيخ فيه تذكير وسؤال ، التذكير فيه مبحث ما تكلمنا عنه وعدت أنك تتكلم عنه ؟. الشيخ : وهو ؟. السائل : وهو مبحث : العدوى أو تعاطي الدواء لمن بقي في الأرض التي فيها طاعون هل يتعاطى الدواء أو لا ؟. هذا المبحث ...
تكلم بعض العلماء في هذه الأمور الثلاثة أنها من الأمور التي يكثر تعاطيها ولذلك قد يحصل منها شؤم فإذا كانت هذه هي العلة فهل يقاس عليها غيرها ؟
السائل : علل بعض العلماء في هذه الثلاثة أمور أنها من الأمور التي يكثر الإنسان تعاطيها ومعالجتها ولذلك قد يحصل منها شؤم ، فإذا كانت هذه هي العلة قد نقيس عليها غيرها ؟. الشيخ : ما هو بالظاهر ، الظاهر أن هذه أمر واقع ، هذا هو الواقع أن هذه الأشياء الثلاث يحصل فيها شؤم بين ، وليس معناه أنه لازم أن يكون فيه شؤم ، قد يكون بعضها فيه خير ، أحيانا يكون الإنسان مثلا في غم وهم وكثير الأوجاع مثلا وإذا نزل البيت سر به واستأنس ، وكذلك إذا تزوج امراة أو إذا اشترى سيارة إي نعم. السائل : يعني العلة ما هي مقبولة ؟ الشيخ : ما هو بالظاهر.
التشاؤم من هذه الأشياء هل يأتي أولاً أم يطرأ فيما بعد ؟
السائل : ثلاثة الأشياء هذه التشاؤم يأتي أولاً أم يطرأ فيما بعد ؟ الشيخ : لا قد يطرأ من بعد ، لكن مثل الثوب والغترة اللي قال الأخ سامي ما هو بظاهر. السائل : شيخ شرحت في الإجازة وأغلب الطلبة غير موجودين كانوا. الشيخ : موجود الشريط نعم. السائل : البحث أجلناه قلنا يحتاج لتأمل . الشيخ : ولا شرحناه ؟. السائل : تأملوها. الشيخ : اللي يظهر أن الدواء مو مثل الفرار ، أن التداوي وتعاطي الأسباب التي توجب الصحة ليس كالفرار ، لأنه اعتماد على أمر واضح جعله الله سببا ، أما الفرار فقد لا يكون سببا ، نعم.
حدثنا محمد بن الحكم حدثنا النضر أخبرنا إسرائيل أخبرنا أبو حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر )
القارئ : حدثنا محمد بن الحكم حدثنا النضر أخبرنا إسرائيل أخبرنا أبو حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ). الشيخ : قوله : ( لا عدوى ولا طيرة ) سبق الكلام عليها . ( ولا هامة ) أظن سبق الكلام عليها أيضا . و ( صفر ) أيضا سبق الكلام عليها ، وقلنا إنه إما دواء في البطن وإما أنه الشهر الذي بين محرم وربيع ، وأنهم كانوا يتشاءمون به ، إي نعم.
حدثنا سعيد بن عفير حدثنا الليث قال حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في امرأتين من هذيل اقتتلتا فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصاب بطنها وهي حامل فقتلت ولدها الذي في بطنها فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى أن دية ما في بطنها غرة عبد أو أمة فقال ولي المرأة التي غرمت كيف أغرم يا رسول الله من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما هذا من إخوان الكهان )
القارئ : حدثنا سعيد بن عفير حدثنا الليث قال : حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في امرأتين من هذيل اقتتلتا ، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصاب بطنها وهي حامل فقتلت ولدها الذي في بطنها ، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى أن دية ما في بطنها غرة عبد أو أمة ، فقال ولي المرأة التي غرمت : كيف أغرم يا رسول الله من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل فمثل ذلك يطل ؟. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما هذا من إخوان الكهان ).
حدثنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأتين رمت إحداهما الأخرى بحجر فطرحت جنينها فقضى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بغرة عبد أو وليدة وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الجنين يقتل في بطن أمه بغرة عبد أو وليدة فقال الذي قضي عليه كيف أغرم ما لا أكل ولا شرب ولا نطق ولا استهل ومثل ذلك يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما هذا من إخوان الكهان )
القارئ : حدثنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن امرأتين رمت إحداهما الأخرى بحجر فطرحت جنينها ، فقضى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بغرة عبد أو وليدة ) . وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الجنين يقتل في بطن أمه بغرة عبد أو وليدة ، فقال الذي قضي عليه : كيف أغرم ما لا أكل ولا شرب ولا نطق ولا استهل ومثل ذلك يطل ؟ ) الشيخ : طيب مشكولات عندك هكذا ؟. في غرة هذه الأولى في حديث أبي هريرة ( في غرة عبد أو وليدة ) منونة عندنا ؟. القارئ : والباقيتين ما فيه شكل . الشيخ : وأما الثانية : ( بغرة عبد أو وليدة ) مثلها . القارئ : ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هذا من إخوان الكهان ).
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبي مسعود قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبي مسعود قال : ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن ).
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن يحيى بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان فقال ( ليس بشيء ) فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانًا بشيء فيكون حقًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تلك الكلمة من الحق يخطفها من الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة ) قال علي قال عبد الرزاق مرسل الكلمة من الحق ثم بلغني أنه أسنده بعده
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن يحيى بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان فقال : ليس بشيء . فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانًا بشيء فيكون حقًا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلك الكلمة من الحق يخطفها من الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة ) . قال علي : قال عبد الرزاق : مرسل :( الكلمة من الحق ) ثم بلغني أنه أسنده بعده. الشيخ : طيب هذا الكهانة هي اسم مصدر تكهن يتكهن تكهنا وكِهانة ، والكهانة هي الإخبار عن المغيبات في المستقبل ، ومن المعلوم أنه لا أحد يعلم المستقبل إلا الله عز وجل كما قال تعالى : (( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا )) وقال تعالى : (( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله )) فالكاهن هو الذي تأتي إليه ويقول سيكون كذا وكذا وكذا ، سواء أسند ذلك إلى جني وهو الرعي من الجن أو أسنده إلى أحوال فلكية كاقتران النجوم وافتراقها وما أشبه ذلك ، لأن كل هذا علم خرص ليس بصحيح . وحكم الكهانة : أن من أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ، وإن سأله ولم يصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما ، وإن سأله ليمتحنه ويعرف كذبه فهذا لا بأس به ، بل قد يكون مستحبا ، ولهذا اختبر النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد فقال له : ( ماذا خبأت لك ؟ ) وكان قد خبأ له وأضمر له كلمة الدخان ، فقال : الدخ ، ما كمل فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اخسأل فلن تعدو قدرك ) . إتيان الكهان يكون على هذه الوجوه الثلاث : الأول : أن يكون من أجل إظهار كذبهم وفشلهم فهذا جائز وقد يكون مطلوبا . والثاني أن يأتيهم ويسألهم بدون أن يصدقهم ويركن إليهم فهذا حرام ، والوعيد فيه ما صح في * صحيح مسلم * أنه لا تقبل له صلاة أربعين ليلة ، لأن إتيانه إليهم إغراء بهم يغري الناس بهم ، ولا يدري الناس هل صدقهم أم لم يصدقهم ؟. فإن أتاهم وسألهم وصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد . عندكم تعريف الكاهن ؟.
القارئ : " قوله : باب الكهانة ، وقع في ابن بطال هنا والسحر وليس هو في نسخ الصحيح فيما وقفت عليه بل ترجمة السحر في باب مفرد عقب هذه ، والكهانة بفتح الكاف ويجوز كسرها : ادعاء علم الغيب كالإخبار بما سيقع في الأرض مع الاستناد إلى سبب والأصل فيه استراق الجني السمع من كلام الملائكة فيلقيه في أذن الكاهن ، والكاهن لفظ يطلق على العراف والذي يضرب بالحصى والمنجم ويطلق على من يقوم بأمر آخر ويسعى في قضاء حوائجه ، وقال في المحكم الكاهن القاضي بالغيب وقال في الجامع العرب تسمي كل من أذن بشيء قبل وقوعه كاهنا ، وقال الخطابي الكهنة قوم لهم أذهان حادة ونفوس شريرة وطباع نارية فألفتهم الشياطين لما بينهم من التناسب في هذه الأمور ومساعدتهم بكل ما تصل قدرتهم إليه ، وكانت الكهانة في الجاهلية فاشية خصوصا في العرب لانقطاع النبوة فيهم ، وهي على أصناف منها ما يتلقونه من الجن فإن الجن كانوا يصعدون إلى جهة السماء فيركب بعضهم بعضا إلى أن يدنو الأعلى بحيث يسمع الكلام فيلقيه إلى الذي يليه إلى أن يتلقاه من يلقيه في أذن الكاهن فيزيد فيه ، فلما جاء الإسلام ونزل القرآن حرست السماء من الشياطين وأرسلت عليهم الشهب ، فبقي من استراقهم ما يتخطفه الأعلى فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : (( إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب )) وكانت إصابة الكهان قبل الإسلام كثيرة جدا كما جاء في أخبار شق وسطيح ونحوهما ، وأما في الإسلام فقد ندر ذلك جدا حتى كاد يضمحل ولله الحمد . ثانيها ما يخبر الجني به من يواليه بما غاب عن غيره مما لا يطلع عليه الإنسان غالبا أو يطلع عليه من قرب منه لا من بعد . ثالثها ما يستند إلى ظن وتخمين وحدس وهذا قد يجعل الله فيه لبعض الناس قوة مع كثرة الكذب فيه . رابعها ما يستند إلى التجربة والعادة فيستدل على الحادث بما وقع قبل ذلك ، ومن هذا القسم الأخير ما يضاهي السحر وقد يعتضد بعضهم في ذلك بالزجر والطرق والنجوم وكل ذلك مذموم شرعا ، وورد في ذم الكهانة ما أخرجه أصحاب السنن وصححه الحاكم من حديث أبي هريرة رفعه : من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد . وله شاهد من حديث جابر وعمران بن حصين أخرجهما البزار بسندين جيدين ولفظهما : من أتى كاهنا ، وأخرجه مسلم من حديث امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومن الرواة من سماها حفصة بلفظ : من أتى عرافا . وأخرجه أبو يعلى من حديث بن مسعود بسند جيد لكن لم يصرح برفعه ومثله لا يقال بالرأي ، ولفظه : من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا . واتفقت ألفاظهم على الوعيد بلفظ حديث أبي هريرة إلا حديث مسلم فقال فيه : لم يقبل لهما صلاة أربعين يوما . ووقع عند الطبراني من حديث أنس بسند لين مرفوعا بلفظ : من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل على محمد ومن أتاه غير مصدق له لم تقبل صلاته أربعين يوما . والأحاديث الأول مع صحتها وكثرتها أولى من هذا ، والوعيد جاء تارة بعدم قبول الصلاة وتارة بالتكفير فيحمل على حالين من الآتي أشار إلى ذلك القرطبي ، والعراف بفتح المهملة وتشديد الراء من يستخرج الوقوف على المغيبات بضرب من فعل أو قول . ثم ذكر المصنف ثلاثة أحاديث أحدها حديث أبي هريرة ". الشيخ : أحسنت.
السائل : الإخبار عن شيء مضى هل هذا من الكهانة لم يطلع عليه أحد إلا ؟ الشيخ : إي نعم هذا من الكهانة ، لأن ما في النفس قد يطلع عليه الشيطان إذا كان من تسويله ووساوسه ، ثم يطلع هذا الكاهن عليه.
السائل : شيخ بارك الله فيكم فيه بعض الجرائم تكتشف عن طريق الذين يستخدمون الجن ، يعني لا يعرف القاتل ... ؟ الشيخ : هذه ربما تقع ، ربما يكون إنسان له رأي من الجن يخبره بما وقع لا بما سيقع ، وبما سيقع لا يجوز أبدا التصديق ولا السؤال ، لكن بما وقع ربما يكون الإنسان رأي من الجن فيخبره بما وقع وهو غائب عنك وعن غيرك ، ولكنه ليس من أمور الغيب قد وقع فعلا . فهذا ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن الجن قد يستعان بهم في هذه الأمور ، وذكر قصصا وقعت حتى في عهد الصحابة ، وقال إن هذا جائز بشرط ألا يتوصلوا إلى ذلك بمحرم أو ألا يستعينوا بهم على شيء محرم . فمن الأول ألا يصل إلى ذلك إلا بمحرم مثل أن يقولوا نحن لا نأتي لك بالأخبار إلا إذا ذبحت لنا أو يقول مثلا الجني لامرأة عشقها أنا لا آتي بك بالأخبار إلا إذا مكنتيني من نفسك أو بالعكس فهذا يكون حراما . أما أن يستعين بهم على محرم فمثل أن يستعين بهم على إفساد أموال الناس أو على سرقتها وما أشبه ذلك ، قد يستعين بالجني على إفساد أموال الناس مثل أن يستعين به على أن يحرق هذا الدكان أو هذا البيت أو على أن يصيح بإبله حتى تنفر أو يأتي له بمال ، والجني ربما يأتي بالشيء بدون أن يعلم صاحبه . (( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامه )) يأخذ عرش المرأة عرش بلقيس ويجيبه ، فهذا محرم . أما إذا استعان به عن طريق مباح على شيء مباح فيقول شيخ الإسلام فلا بأس به وذكر عن امرأة كانت في المدينة كان لها رأي من الجن وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تأخر ذات مرة في بعض أسفاره فضاقت صدور الناس ، فذهبوا إلى هذه المرأة وقالوا لها نريد أن نعلم الخبر عن أمير المؤمنين.