تتمة السؤال: بعض الجرائم تكتشف عن طريق الجن فكيف ذلك ؟
أما أن يستعين بهم على محرم فمثل أن يستعين بهم على إفساد أموال الناس أو على سرقتها وما أشبه ذلك ، قد يستعين بالجني على إفساد أموال الناس مثل أن يستعين به على أن يحرق هذا الدكان أو هذا البيت أو على أن يصيح بإبله حتى تنفر أو يأتي له بمال ، والجني ربما يأتي بالشيء بدون أن يعلم صاحبه . (( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامه )) يأخذ عرش المرأة عرش بلقيس ويجيبه ، فهذا محرم .
أما إذا استعان به عن طريق مباح على شيء مباح فيقول شيخ الإسلام فلا بأس به وذكر عن امرأة كانت في المدينة كان لها رأي من الجن وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تأخر ذات مرة في بعض أسفاره فضاقت صدور الناس ، فذهبوا إلى هذه المرأة وقالوا لها نريد أن نعلم الخبر عن أمير المؤمنين ؟. فقالت : نعم ، ثم اتصلت بصاحبها فأخبرها بأن أمير المؤمنين في المكان الفلاني وأنه في صحة جيدة ، وأنه يطلى الإبل من الجرب رضي الله عنه فاطمأن الناس .
والوقائع التي تذكر في هذا الباب كثيرة أنهم يخبرون الإنسان بالشيء الغائب البعيد عنه ، وربما يأتون إليه بالشيء من بيته من بعد ، إي نعم.
الإستعانة بالجني ألا يشترط في الجني أن يعلموا إسلامه وعدالته و أن لا تكون إستعانة بمجهول ؟
الشيخ : الاستعانة نوعان : استعانة تعتمد الخبر فهذا لا يجوز أن يعتمد على الخبر إلا بمن يثق به ، الاستعانة على الشيء المحسوس يأتي به إليه مثلا ، هذا ما يشترط أن يكون عدلا.
السائل : فيها يتعلق بالقصاص والعروض.
الشيخ : هذا ما يجوز ، هذه والله في نفسي منها شيء إلا إذا أخذ الإنسان وأقر ، إقرار شرعي ، أما مجرد أن يأتي الجني ويقول ترى فلان هو قتل فلان ، ما يمكن نقبل ...
2 - الإستعانة بالجني ألا يشترط في الجني أن يعلموا إسلامه وعدالته و أن لا تكون إستعانة بمجهول ؟ أستمع حفظ
باب : السحر . وقول الله تعالى : (( ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتره ماله في الآخرة من خلاق )) . وقوله تعالى (( ولا يفلح الساحر حيث أتى )) . وقوله : (( أفتأتون السحر وأنتم تبصرون )) . وقوله : (( يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى )) . وقوله : (( ومن شر النفاثات في العقد )) والنفاثات: السواحر . (( تسحرون )) تعمون .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال المؤلف رحمه الله تعالى : " باب السحر " وقول الله تعالى : (( ولكن الشياطين كفروا )) .
السحر في اللغة كل شيء يخفى ويكون سببه لطيفا لا يدرك ، ومنه السحر آخر الليل أو هو مأخوذ من السحر الذي هو آخر الليل ، أما في الاصطلاح فهو عبارة عن عقد ورقى وأدوية تؤثر في المسحور في بدنه أو عقله أو غير ذلك مما يتصل به .
والسحر ينقسم إلى قسمين :
قسم مخرج عن الملة وهو ما كان بواسطة الشياطين ودعائهم ، فإن هذا مخرج من الملة .
وقسم آخر لا يخرج من الملة لكن يقتل فاعله حدا ، وهو الذي لا يكون فيه شرك بالله عز وجل ولكنه يقتل فاعله حدا لعظم مضرته وأذاه .
ثم ساق المؤلف رحمه الله الآيات قال : (( ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر )) وأول الآية : (( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا )) لأنهم زعموا أن سليمان عليه الصلاة والسلام كان ساحرا ، لأنه يأتي بآيات ما يستطيعها الناس ، فقالوا إنه ساحر ، قال الله عز وجل : (( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر )) والجملة هنا استئنافية كالتعليل لما سبق ، كأنه قيل لماذا كفروا ؟ .
قال لأنهم (( يعلمون الناس السحر )) ، وبهذا نعلم أن السحر المتلقى من الشياطين كفر .
(( وما أنزل على الملكين ببابل )) وبابل مكان معروف في العراق (( هاروت وماروت )) هذان اسمان عطف بيان على قوله : (( على الملكين )) اسمهما هاروت وماروت ، أنزلهما الله عز وجل إلى الأرض فتنة للعباد وصارا يعلمان الناس السحر ، ولكنهما لا يعلمان أحدا حتى ينذراه ويبينا له الحقيقة (( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر )) يعني لسنا نبيح السحر أو نجيزه ، ولكننا نعلمه الناس فتنة لهم فلا تكفر ، وهذا يدل على أن تعلم السحر كفر ، والمراد به السحر الذي يتلقى من الشياطين .
قال : (( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه )) يتعلمون من هذين الملكين ما يفرقون به بين المرء وزوجه ، وهذا من أعظم السحر ، يعطى للمرأة أو للزوج أو لهما جميعا فيحصل منهما النفرة ولا يستطيع كل منهما أن يقابل الآخر ثم يتفرقا ، ولهذا قال : (( ما يفرقون به بين المرء وزوجه )) ...
قال الله تعالى : (( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )) يعني أن الضرر الذي يحدث منهما أو من السحرة ليس على وجه الاستقلال بفعلهم ، ولكنه بإذن الله عز وجل الإذن الكوني أو الشرعي ؟ .
الإذن الكوني ، فهؤلاء السحرة لا يضرون أحدا بأنفسهم واستقلالا بدون الله ، ولكنهم يضرون بإذن الله (( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )) وإنما أتى الله سبحانه وتعالى بهذه الجملة ليحث الإنسان على اعتماده على ربه ولجوءه إليه واستعاذته به دفعا ورفعا ، يعني دفعا قبل أن يحدث به السحر ورفعا بعد أن يحدث به ، ما دام الأمر كله بيد الله عز وجل وبإذنه .
قال : (( ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم )) ويتعلمون ما يضرهم فلماذا قال : (( ولا ينفعهم )) ؟.
لئلا يتوهم واهم أن نفي الضرر هنا نفي للأغلب ، يعني أنه لا يضرهم ولكن قد يكون فيه نفع ، فجمع بين النفيين بين إثبات الضرر ونفي الانتفاع فقال : (( ما يضرهم ولا ينفعهم )) .
قال : (( ولقد علموا لمن اشتره ماله في الآخرة من خلاق )) الجملة هنا مؤكدة بثلاث مؤكدات : القسم المقدر واللام وقد ، يعني علموا أي علم هؤلاء الناس بما نزل من الوحي (( لمن اشتراه )) اللام لام الابتداء وهي الذي علقت علم عن العمل في الجملة ، وإلا لولا هذا لنصبت الجزءين .
(( لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق )) أي ما له نصيب من الآخرة ، وليس أحد ينتفي عنه النفي النصيب نفيا مطلقا في الآخر إلا الكافر هو الذي لا ينال من نعيمها شيئا ، أما الفاسق فإنه قد يعذب في الآخر ويكون له نصيب منها فيما بعد ، وأما من لا نصيب له أبدا فهذا هو الكافر ، وهذا يدل على أن من تعلم السحر فإنه يكفر بدليل جزاءه وعقوبته أنه ليس له في الآخرة من خلاق .
طيب إعراب : (( ولقد علموا لمن اشتراه )) من يقوم به ؟ .
الطالب : الواو قسمية واللام.
الشيخ : من غيره ؟
الطالب : واو القسم.
الشيخ : من غيره ؟
الطالب : الواو استئنافية.
الشيخ : وش تقولون صح ؟ . طيب كمل.
الطالب : اللام لام المزحلقة يا شيخ.
الشيخ : اللام لام القسم ، موطئة للقسم ، كمل.
الطالب : ...
الشيخ : علموا : فعل وفاعل ، كمل .
الطالب : وقد للتحقيق لقد علموا علم فعل ماضي فعل وفاعل ( لمن ) لام الابتداء ومن اسم موصول في محل رفع مبتدأ ( اشتراه ) فعل ماضي.
الشيخ : توافقون على هذا ؟. لا ، عبد الله.
من اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول أول . في محل رفع مبتدأ ؟.
واسم موصول ولا اسم استفهام ؟ ، اسم موصول ، يلا كمل.
الطالب : ( اشتراه ) فعل ماضي والهاء في محل نصب مفعول به.
الشيخ : وين فاعل اشترى ؟.
الطالب : ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، ما له جار ومجرور.
الشيخ : الجملة ؟.
الطالب : اشتراه ... جار ومجرور في محل نصب خبرها.
الشيخ : وين ما ؟ ما حجازية ، طيب من يعرب ؟ اللي أعرب أول ما يأخذ ثاني ، ما أعربت طيب من ؟ ما أجبت أبد لا خطأ ولا صواب ؟.
الطالب : لا خطأ أجبت.
الشيخ : طيب ، لا ، من اللي وقف عليه.
الطالب : ما له.
الشيخ : قال ما نافية.
الطالب : له جار ومجرور خبر.
الشيخ : خبر إيش ؟ اصبر.
الطالب : خبر ما يتعلق بمحذوف.
الشيخ : خبر ما ، نعم شاكر.
الطالب : ما مفعول به.
الشيخ : من يعرب ؟
الطالب : ما نافية يا شيخ خبر مقدم.
الشيخ : خبر مقدم لإيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : كمل خلاق .
الطالب : خلاق مبتدأ مرفوع ...
الشيخ : كسرة مقدرة ؟.
الطالب : منع من ظهورها .
الشيخ : اشتغال المحل بحركة حر الجر الزائدة. وين خبر من ؟ لمن اشتراه ؟ . أعربناها على أنها مبتدأ فأين خبرها ؟ .
الطالب : ...
الشيخ : وين مفعولي علموا ؟ .
الطالب : ...
الشيخ : علقت عن العمل باللام صح .
الشيخ : قال وقوله تعالى : (( ولا يفلح الساحر حيث أتى )) هذا قاله من ؟ .
قاله موسى : (( إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى )) أو الله ؟.
الآية قبلها : (( قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى )) إذا هو من قول الله عز وجل تعالى (( ولا يفلح الساحر حيث أتى )) ونفي الفلاح عنه يدل على خيبته وأنه خاسر (( حيث أتى )) يعني من أي وجه أتى فإنه لن يفلح . وهذا كقول موسى : (( ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين )) .
وقوله : (( أفتأتون السحر وأنتم تبصرون )) الاستفهام هنا للإنكار ، يعني كيف تأتون السحر وأنتم تبصرون ، من القائل ، موسى ؟ .
اقرأ اللي قبله ، عندك ...
القارئ : " وقوله عز وجل : أفتأتون السحر وأنتم تبصرون . أي إنهم كانوا يعتقدون أن الرسول لا يكون إلا ملكا ، وأن كل من ادعى الرسالة من البشر وجاء بالمعجزة فهو ساحر ومعجزته سحر، ولذا قال قائلهم منكرا على من اتبعه : أفتأتون السحر ، أي أفتتبعونه حتى تصيروا كمن اتبع السحر وهو يعلم أنه سحر " .
الشيخ : إذا القائل الكفار .
القارئ : ...
الشيخ : طيب إذا القائل الكفار ، وقوله : (( يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى )) يخيل إلى موسى من سحر هؤلاء السحرة سحرة فرعون أنها أي الحبال والعصي يخيل إليه أنها تسعى ، يعني يخيل إلى موسى عليه الصلاة والسلام من سحر هؤلاء السحرة وقوته وشدته أنها أي الحبال والعصي تسعى ، أي تمشي بسرعة ، وهذا دليل على أن للسحر تأثيرا ولكنه لا يقلب الحقائق ، لأنه لا أحد يستطيع أن يقلب الحقائق إلا الله عز وجل ، نعم يخيل للإنسان أن هذا كذا وهذا كذا وليس كذلك ، وأما أن تنقلب الأعيان والذوات إلى أعيان أخرى وذوات أخرى فهذا لا يقدر عليه إلا الله . وش يقول ؟.
القارئ : يقول الآية (( أفتأتون السحر وأنتم تبصرون )) من قول كفار قريش.
الشيخ : هم يخاطب بعضهم بعضا ، يقولون هم : (( أفتأتون السحر وأنتم تبصرون )) .
قال وقوله : (( ومن شر النفاثات في العقد )) هذا نوع من أنواع السحر هؤلاء النفاثات النساء ينفثن في العقد ، كلما عقدت عقدة نفثت فيها ، لكنها دعوة للشياطين واستعانة بالشياطين وتسحر ، ولهذا قال (( ومن شر النفاثات في العقد )) وتعقد هذا لأجل أن تحكم سحرها والعياذ بالله.
3 - باب : السحر . وقول الله تعالى : (( ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتره ماله في الآخرة من خلاق )) . وقوله تعالى (( ولا يفلح الساحر حيث أتى )) . وقوله : (( أفتأتون السحر وأنتم تبصرون )) . وقوله : (( يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى )) . وقوله : (( ومن شر النفاثات في العقد )) والنفاثات: السواحر . (( تسحرون )) تعمون . أستمع حفظ
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال ( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل فقال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر قال وأين هو قال في بئر ذروان ) فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال ( يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رءوس نخلها رءوس الشياطين ) قلت يا رسول الله أفلا استخرجته قال ( قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شراً ) فأمر بها فدفنت تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد عن هشام وقال الليث وابن عيينة عن هشام في مشط ومشاقة يقال المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مشط والمشاقة من مشاقة الكتان
تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد عن هشام وقال الليث وابن عيينة عن هشام : ( في مشط ومشاقة ) يقال : المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مشط ، والمشاقة من مشاقة الكتان.
الشيخ : هذا الحديث ثابت في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما ، وهو شبه متواتر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر وأنه سحره لبيد بن الأعصم وهو من اليهود .
وهذا السحر حقيقة ، ولهذا كان يخيل إليه عليه الصلاة والسلام أنه فعل الشيء وما فعله ، ولم يؤثر هذا على ما ينزل عليه من الوحي لا حفظا ولا إبلاغا .
وقد زعم بعض الناس أن هذا الحديث منكر وأنه ليس بصحيح ، لأنه لو ثبت أنه سحر لصدق قول الظالمين (( إن تتبعون إلا رجلا مسحورا )) ولكن رد الأحاديث الصحيحة بمثل هذه العلل الباردة لا يجوز ، لأن المشركين يقولون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا يعني بما جاء به ، وأما السحر الذي يكون هكذا عارضا ثم يزول ومع هذا لم يؤثر أي تأثير على ما يتعلق بالوحي والتبليغ فإن هذا ممكن ، وليس فيه قدح في الرسالة لا في أصلها ولا في فروعها ، فالواجب أن نؤمن بهذا بأن الرسول عليه الصلاة والسلام سحر ، ولكن هذا السحر لم يؤثر فيما سبيله البلاغ لا في الوحي عند تلقيه وحفظه ووعيه ولا في إبلاغه .
وفي الحديث هنا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم إنه لم يستخرجه خوفا من أن يحدث شرا ، فيه دليل على اتقاء ما تكون به فتنة ، وأن الإنسان ينبغي له أن يتجنب كل ما فيه فتنة وأن يتريث في الأمر .
ومن ذلك أن طالب العلم ينبغي له ألا يأتي للعوام بما يستنكرونه فيحدث منهم نفرة من الرجل ودعوته ، بل يصبر حتى تلين قلوبهم إلى الحق ، لأن الفتنة مشكل شرها كثير وإن كان الإنسان يظن أن الأمر هين لكنه شديد ، نعم.
4 - حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال ( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل فقال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر قال وأين هو قال في بئر ذروان ) فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال ( يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رءوس نخلها رءوس الشياطين ) قلت يا رسول الله أفلا استخرجته قال ( قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شراً ) فأمر بها فدفنت تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد عن هشام وقال الليث وابن عيينة عن هشام في مشط ومشاقة يقال المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مشط والمشاقة من مشاقة الكتان أستمع حفظ
باب : الشرك والسحر من الموبقات
قال رحمه الله تعالى : " باب : الشرك والسحر من الموبقات ".
حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني سليمان عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اجتنبوا الموبقات الشرك بالله والسحر )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الموبقات يعني المهلكات ، والمراد بالإهلاك هنا الإهلاك المعنوي وهو إهلاك الدين ، وربما يترتب عليه أيضا إهلاك البدن إهلاك المواشي إهلاك الأموال لقول الله تبارك وتعالى : (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) .
والشرك بالله يشمل الشرك في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات .
وأما السحر فقد سبق الكلام عليه.
6 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني سليمان عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اجتنبوا الموبقات الشرك بالله والسحر ) أستمع حفظ
قوله اجتنبوا الموبقات جمع وبعدها إثنين الشرك بالله والسحر ؟
الشيخ : الحديث اختصره المؤلف رحمه الله ولفظه كاملا ( اجتنبوا السبع الموبقات ).
السائل : هو نفسه هذا يا شيخ ؟
الشيخ : نعم.
هل يدخل في ذلك الشرك الأصغر ؟
الشيخ : الشيخ الأصغر ما ينطبق على هذا لأنه ما يهلك ولكنه يهلك بعض الشرك .
السائل : ... القرآن ماشيا ؟.
الشيخ : لا يمكن يتأول ، بعضهم قال فيه قرائن على الملِكين وأنهما ملِكين وليسا ملَكين، لكن هذا خلاف الصحة.
باب : هل يستخرج السحر؟ وقال قتادة : قلت لسعيد من المسيب:رجل به طب، أو يؤخذ عن مرأته، أيحل عن أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه .
وقال قتادة : " قلت لسعيد من المسيب : رجل به طب، أو يؤخذ عن امرأته، أيحل عن أو ينشر ؟ . قال : لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه ".
الشيخ : الظاهر من : أو ، في قوله : " طب أو يؤخذ ) وكذلك : " أيحل عنه أو ينشر ؟ " . الظاهر أنها للتنويع ، يعني أن فيه طب أو يؤخذ عن امرأته أو يحل عنه أو ينشر .
والطب بمعنى السحر ، ويؤخذ عن امرأته يعني يمنع بحيث لا يستطيع جماعها ، لأن بعض الناس قد يصاب بهذا الشيء ، ما يستطيع أن يجامع امرأته مع أن فيه شهوة ، هل يحل عنه هذا الشيء أو ينشر ؟ يحل عنه السحر " ؟ فقال رحمه الله : " لا بأس إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه " .
وهذه المسألة أعني النشرة أو حل السحر تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : أن تكون بأدوية مباحة وأدعية مباحة وقرآن من كلام الله عز وجل ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه .
والثاني : أن يكون بسحر فهذا محل خلاف بين أهل العلم ، فقال بعض العماء أنه يجوز أن يحل السحر بسحر بشرط ألا يكون السحر الذي حل به مشتملا على الشرك .
ومنهم من يقول لا يجوز مطلقا أن يحل بسحر ، فحجة من قال إنه لا يجوز أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال : ( هي من عمل الشيطان ) قالوا وعمل الشيطان لا يجوز أن يتبعه الإنسان لقوله تعالى : (( يا أيها الذين ىمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر )) وقالوا أيضا أنه لو فتح الباب للسحرة أن يحلوا السحر لكان في ذلك ضررا بحيث يتفق السحرة فيما بينهم فأحدهم يسحر والثاني يحل السحر ويأكلون أموال الناس بالباطل على هذا الوجه ، وإذا كان الواجب على ولي الأمر إذا علم بالساحر أن يقتله فإنه إذا قتلت السحرة سلم الناس من شرهم .
وقال بعض العلماء بل إن هذا جائز لأنه كما قال سعيد بن المسيب : " إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فإنه لم ينه عنه " ...
ولا شك أن النشرة إذا كان فيها شركا أنها لا تجوز ولا أحد يستطيع أن يقول إنها جائزة كما لو اتعاذ المنشر بالشياطين على وجه يتقرب إليهم بالذبح أو بدعوتهم أو بالاستغاثة بهم .
وأما التنشير بالسحر الذي لا يشتمل على الكفر والشرك فهذا محل نظر وهو محل خلاف ، ابن مسيب جزم بأنه لا بأس به ، والحسن البصري رحمه الله منعه وقال لا يجوز .
السائل : ...
الشيخ : إلا إلا هو هذا الذي قلنا أن فيه تشجيع وفيه مفسدة.
9 - باب : هل يستخرج السحر؟ وقال قتادة : قلت لسعيد من المسيب:رجل به طب، أو يؤخذ عن مرأته، أيحل عن أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه . أستمع حفظ
مقتضى الآية أنه بمجرد تعلم السحر يكفر فكيف يكون ؟
الشيخ : إي نعم ، لكن هم يقولون السحر الذي جاءت به الشياطين (( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا )) لكن فيه سحر يكون بالأدوية ، دواء يوضع للإنسان نسأل الله العافية ويؤثر عليه.
السائل : لما قال : " النشرة من عمل الشيطان " أليس للعهد الذهني يا شيخ ، النشرة في عهد الجاهلية ؟.
الشيخ : فيه احتمال أن تكون للعهد وأن تكون للعموم ، فيه احتمال ، والمسألة مثلما قلت لكم إني أنا في الحقيقة عندي فيها توقف لأن كثيرا من الناس نسأل العافية يتضررون تضررا عظيما بالسحر ، ويذهبون إلى الناس يقرأون عليهم ولا يستفيدون ، لأن الناس في قلوبهم بلاء ، لو قرأوا بالقرآن قد لا يفيد أو قد لا تفيد قراءتهم هذا الصواب ، لو قرأوا بالقرآن قد لا تفيد قراءتهم نعم.
القارئ : حدثني عبد الله بن محمد قال : سمعت ابن عيينة .
الشيخ : كذا عندي سمعت ابنُ عيينة ، اللي عنده مثل نسختي يصححه ...
القارئ : حدثني عبد الله بن محمد قال : سمعت ابن عيينة يقول : أول من حدثنا به ابن جريج يقول : حدثني آل عروة عن عروة فسألت هشاماً عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى ).
حدثني عبد الله بن محمد قال سمعت ابن عيينة يقول أول من حدثنا به ابن جريج يقول حدثني آل عروة عن عروة فسألت هشاماً عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن قال سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال ( يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للآخر ما بال الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقاً قال وفيم قال في مشط ومشاطة قال وأين قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان ) قالت فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه فقال ( هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكأن نخلها رءوس الشياطين ) قال فاستخرج قالت فقلت أفلا أي تنشرت فقال ( أما الله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من الناس شراً )
الشيخ : سبق الكلام على الحديث.
القارئ : في مشط ومشاطة ... ؟.
الشيخ : مشط ومشاطة. بالطاء ؟.
يمكن نسخة ثانية.
11 - حدثني عبد الله بن محمد قال سمعت ابن عيينة يقول أول من حدثنا به ابن جريج يقول حدثني آل عروة عن عروة فسألت هشاماً عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن قال سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال ( يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للآخر ما بال الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقاً قال وفيم قال في مشط ومشاطة قال وأين قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان ) قالت فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه فقال ( هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكأن نخلها رءوس الشياطين ) قال فاستخرج قالت فقلت أفلا أي تنشرت فقال ( أما الله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من الناس شراً ) أستمع حفظ
قولها أفلا تنشرت ألا يدل على أن هذا الأمر مشروع ؟
الشيخ : أيه ؟
السائل : التنشر.
الشيخ : إي نعم التنشر مشروع ، لكن المراد التنشر يعني إظهار هذا للناس وتبيانه لأنه قال : ( أخشى أن أثير فتنة ).
السائل : لكن أصل النشرة التي ما فيها شرك ما نستدل بهذا الحديث على أنه يجوز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر السؤال ... ؟.
الشيخ : لكن هل المراد تنشرت يعني ذهبت إلى من ينشر عنك ؟.
السائل : يعني ما نعلم.
الشيخ : يحتاج نشوف الشرح الآن .
قراءة من الشرح .
الشيخ : بس ، الفتح ؟.
القارئ : " قوله : قالت فقلت أفلا أي تنشرت ، وقع في رواية الحميدي : فقلت يا رسول الله فهلا قال سفيان بمعنى تنشرت ، فبين الذي فسر المراد بقولها : أفلا ، كأنه لم يستحضر اللفظة فذكره بالمعنى ، وظاهر هذا اللفظة أنه من النشرة و، كذا وقع في رواية معمر عن هشام عند أحمد : فقالت عائشة لو أنك تعني تنشر ، وهو مقتضى صنيع المصنف حيث ذكر النشرة في الترجمة ، ويحتمل أن يكون من النشر بمعنى الإخراج فيوافق رواية من رواه بلفظ : فهلا أخرجته ، ويكون لفظ هذه الرواية : هلا استخرجت ، وحذف المفعول للعلم به ، ويكون المراد بالمخرج ما حواه الجف لا الجف نفسه ، فيتأيد الجمع المقدم ذكره . تكميل قال ابن القيم من أنفع الأدوية وأقوى ما يوجد من النشرة مقاومة السحر الذي هو من تأثيرات الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية من الذكر والدعاء والقراءة ، فالقلب إذا كان ممتلئا من الله معمورا بذكره وله ورد من الذكر والدعاء والتوجه لا يخل به كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له ، قال وسلطان تأثير السحر هو في القلوب الضعيفة ، ولهذا غالب ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال ، لأن الأرواح الخبيثة إنما تنشط على أرواح تلقاها مستعدة لما يناسبها انتهى ملخصا . ويعكر عليه حديث الباب وجواز السحر على النبي صلى الله عليه وسلم مع عظيم مقامه وصدق توجهه وملازمة ورده ، ولكن يمكن الانفصال عن ذلك بأن الذي ذكره محمول على الغالب ، وأن ما وقع به صلى الله عليه وسلم لبيان تجويز ذلك والله أعلم ".
الشيخ : أليس قال في الغالب ؟. ابن القيم.
الطالب : قال في الغالب .
القارئ : فيه كلام قبله يا شيخ.
الشيخ : كلام على إيش ؟.
القارئ : على النشرة يا شيخ.
الشيخ : في الحديث الأول ؟.
القارئ : كلام في الصفحة التي قبلها.
الشيخ : أفلا تستخرجه ؟.
اصبر يا أخي الآن أخذت سؤالين. ويش يقول ؟ .
لا هذا الذي يقول عبد الوهاب كم صفحة ؟.
244 طيب ؟.
السائل : ...
الشيخ : ولكن ما استفاد والرجل متضرر أو المرأة متضررة فهنا ربما نقول هذه ضرورة من جهة أنه متضرر بدنيا أو عقليا ، ومن جهة أنه لم ينتفع بالنشر المباحة ، وحينئذ يجوز للضرورة ، فيحصر الموضوع حصرا تاما ، إي نعم.
ما حكم تسمية الشياطين بالأرواح الخبيثة ؟
الشيخ : لا بأس به إذا علم المقصود ، يعني أنهم أرواح لأنهم لا يرون فقط ، وإلا فهم أجسام بلا شك يأكلون ويشربون.
هل هناك فرق بين تأثير السحر وبين تأثير العين ؟
الشيخ : إي فرق عظيم.
السائل : كيف ينحل ؟.
الشيخ : العين سبق لنا أنها تنحل بالاغتسال .
وأما السحر فهذا ينحل و، كذلك العين تنحل بالأدعية أيضا بالأدعية والقراءة ، وهذا ينحل بالأدعية والأذكار ، وينحل بالسحر أيضا.