قراءة بحث في الجمع بين حديث جابر رضي الله عنه في مسألة تلباس عبد الله بن أبي قميص النبي صلى اللله عليه وسلم بعد دفنه ، و حديث ابن عمر في إلباسه إياه قبل الدفن .
فهذا بحث في الجمع بين حديث جابر رضي الله عنه في إلباس عبد الله بن أبي قميص النبي صلى الله عليه وسلّم بعد دفنه، وحديث ابن عمر في إلباسه إياه قبل الدفن.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري كتاب الجنائز: باب الكفن في القميص وقد جمع بينهما بأن معنى ..
الشيخ : صفحة جزء.
القارئ : ... المجلد الثالث صفحة تسع وثلاثين بعد المائة.
الشيخ : نعم.
القارئ : قال " وقد جمع بينهما بأن معنى قوله في حديث ابن عمر: فأعطاه، أي: أنعم له بذلك، فأطلق على العدة اسم العطية مجازا لتحقّق وقوعها " انتهى. ويعكّر عليه ما في رواية البخاري في التفسير: ( فأعطاه قميصه وأمره أن يكفّنه فيه ) .
ثم قال الحافظ: " وقيل: أعطاه صلى الله عليه وسلّم أحد قميصيه أولا ثم لما حضر أعطاه الثاني بسؤال ولده، وفي الإكليل للحاكم ما يؤيّد ذلك " انتهى.
قلت: وكأنه يشير ..
الشيخ : انتهى إذًا الكلام ما هو بلابن حجر.
القارئ : ... الكافي.
الشيخ : لا، إلا إذا كان قلت يعني أنت.
القارئ : لكن ... الحافظ ذكرت ذلك ثم قلت انتهى. أعيد؟
الشيخ : من إلي قال قلت؟
القارئ : انتهى قلت أنا.
الشيخ : أنت يعني. أيه طيب.
القارئ : وكأنه يشير إلى ما أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" باب ما جاء في مرض عبد الله بن أبي بن سلول ..
الشيخ : انطق بها عبد الله؟
القارئ : في مرض عبد الله بن أبي بن سلول.
الشيخ : حرّك الياء.
القارئ : بن أبيِّ.
الشيخ : نعم.
القارئ : بن سلول.
الشيخ : ابن سلول. نعم.
القارئ : نعم، ووفاته المجلد الخامس صفحة مائتين وسبع وثمانين عن ابن عيينة عن موسى بن أبي عيسى وهو تابع تابعي ( أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان عليه قميصان فقال له ابنه وهو ابن عبد الله بن أبي وكان يقال له الحباب فسماه النبي صلى الله عليه وسلّم عبد الله: يا رسول الله، أعطه القميص الذي يلي جلدك ) .
قال البيهقي: " هذا مرسل " انتهى، وبنحوه أخرجه أي البيهقي من طريق الحاكم من كلام الواقدي وهو في مغازيه.
الشيخ : نعم.
القارئ : ... قميصان.
الشيخ : نعم.
القارئ : ثم قال الحافظ: " وقيل: ليس في حديث جابر دلالة على أنه ألبسه قميصه بعد إخراجه من القبر، لأن لفظه: فوضعه على ركبتيه وألبسه قميصه، والواو لا ترتّب، فلعله أراد أن يذكر ما وقع في الجملة من إكرامه له من غير إرادة ترتيب " انتهى.
الشيخ : نعم.
القارئ : هذا ملخص ... .
الشيخ : أحسنت. إذًا ثلاثة أوجه. فيه وجه عندك؟
الطالب : ذكر في نفس المكان أن أهل عبد الله تقدّموا بالدفن قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلّم فأخرجه لما أتى إليه.
الشيخ : إيه.
السائل : ... .
الشيخ : إيه لكن هذا ما يزيل الإشكال.
السائل : ... الإشكال ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ثبت ... أن القميص أعطي من قبل لكن لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم أخرجوه لأن خافوا أن يشقوا على النبي صلى الله عليه وسلم ويعطوه.
الشيخ : يعني أعطاهم القميص أولا. يعني باقي البحث شيء؟ الجمع؟
الطالب : في وجه ذكره.
الشيخ : طيب هات.
الطالب : ... " وكذا قوله في حديث جابر: بعدما دفن عبد الله بن أبي، أي دلي في حفرته وكان أهل عبد الله بن أبي خشوا على النبي صلى الله عليه وسلّم المشقة في الحضور فبادروا إلى تجهيزه قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلّم فلما وصل وجدهم قد دلوه في حفرته فأمر بإخراجه إنجازا لوعده في تكفينه في القميص والصلاة عليه والله أعلم " وقيل ... .
الشيخ : إيه، بس هذا يعود على الأول.
السائل : ... .
الشيخ : إذًا الأقوال كم؟
السائل : اثنان.
الشيخ : ثلاثة. الأول: أن معنى أعطاه أي وعده بإعطائه، فأطلق العطاء على العدة لتحقّقه.
والثاني: أن له قميصين أعطاه الأول القميص الظاهر، ثم أعطاه القميص الداخلي الباطني الشعار.
والوجه الثالث: أن الواو لا تقتضي الترتيب، وأن جابرا قال: أخرجه يعني من قبره قبل أن يُدفن بعد أن دلي فيه، وألبسه قميصه، يعني وكان قد ألبسه قميصه وأن الواو لا تقتضي الترتيب. نعم؟
السائل : هنا ذكر ... أن شرح هذا الحديث نقل جزء من كلام الحافظ في الجمع بينهما وكذلك ذكر السيوطي في حاشيته على النسائي على هذا الحديث ذكر من الوجوه التي ذكرها الحافظ سابقا ولم يزد عليها، هذا وقد ورد أثناء البحث إشكال ءاخر وهو التعارض بين حديث جابر هذا والحديث الذي رواه الترمذي من طريق ابن عباس عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فإن في حديث ابن عباس ليس حديث ابن عمر متناقض، من طريق ابن عباس. قال ( دعي رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم للصلاة عليه فقام إليه ) إلى أن قال ( ثم صلى عليه ومشى معه فقام على قبره حتى فرِغ منه ) الحديث. فهذا صريح أنه صلى الله عليه وءاله وسلم كان مع الجنازة إلى أن أتى به القبر وحديث جابر يفيد أنه جاء بعد ذلك وألبسه قميصه ورواية الترمذي صححها الترمذي ومن المعاصرين الشيخ الألباني وأحمد شاكر وقال ال ... في حاشيته على النسائي في الجمع بين حديث جابر وحديث ابن عباس عن عمر قال " وقد تكلف بعضهم في التوفيق بما لا يدفع الإيراد بالكلية والله تعالى أعلم " .
الشيخ : طيب، هو أقرب شيء أن هناك قميصين لأن السياق مختلف، أتى النبي صلى الله عليه وسلّم عبد الله بن أبيّ بعدما أدخل قبره فأمر به فأخرج ووضع على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه.
طيب، الثاني يقول: يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له، فأعطاه قميصه وقال: ( إذا فرغت فآذنا ) وهذا واضح أنه ألبسه القميص قبل هاه؟ قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... البخاري أعطاه قميصه وأمره أن يكفنه فيه.
الشيخ : أي نعم، المهم إنه قال: ( فإذا فرغت فآذنا ) فلما فرغ ءاذنه فجاء ليصلي عليه، وهذا واضح إنه كفنه بالثوب قبل أن يأتي ... ، أن يأتي النبي عليه الصلاة والسلام وإلا لكنا نقول إن عبد الله بن أبي لولا هذه العبارة لكنا نقول: إن عبد الله بن أبي لما طلب من النبي صلى الله عليه وسلّم القميص ليكفنه فيه أعطاه إياه ثم إنه رضي الله عنه رأى أن من كمال ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلّم نفسه هو الذي يكفنه بهذا الثوب ويلبسه إياه فامتنع حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلّم فألبسه القميص. وهذا لولا هذه الكلمة لولا قوله: ( فإذا فرغت فآذنا ) فلما فرغ ءاذنه، لولا هذا لكان هذا وجه جيد ولا فيه التكلّف وهو قريب. أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
1 - قراءة بحث في الجمع بين حديث جابر رضي الله عنه في مسألة تلباس عبد الله بن أبي قميص النبي صلى اللله عليه وسلم بعد دفنه ، و حديث ابن عمر في إلباسه إياه قبل الدفن . أستمع حفظ
مناقشة حول الجمع بين حديث جابر رضي الله عنه في مسألة تلباس عبد الله بن أبي قميص النبي صلى اللله عليه وسلم بعد دفنه ، و حديث ابن عمر في إلباسه إياه قبل الدفن .
الشيخ : نعم؟
الطالب : أنه أدخل في القبر.
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أدخل في القبر مثل ما قال ابن حجر إن أهله تعجلوا في ذلك، قد يكون ما علموا بعبد الله بن أبي وأخذه القميص.
الطالب : يدفنوه بلا ... بلا.
الشيخ : لا، بكفن، لكن لا يمنع أنه يكون عليه الكفن الذي يعتاده الناس ثم يُلبس القميص معه.
السائل : ... .
الشيخ : على كل حال، نعم؟
الطالب : بعض الروايات.
الشيخ : أيه.
الطالب : ... دلي في القبر؟
الشيخ : هو أدخل القبر فأمر به فأخرج يعني ما قال دُفِن، هو وضع في القبر وجاء الرسول قبل أن يتم دفنه. نعم؟ أي نعم.
الطالب : هو يعني قال ... وألبسه ..
الشيخ : قميصه.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... عدد الذي فعل به الرسول صلى الله عليه وسلم يعني سواء كان هو ألبسه أو ألبسه من قبل.
الشيخ : من ألبسه؟
الطالب : يمكن يكون ألبسه يعني عبد الله ولده لكن لما ... النبي صلى الله عليه وسلم نفث عليه من ريقه فساق أيضا هو أنه أيضا أكرمه وألبسه قميصه.
السائل : ... .
الشيخ : هذا الوجه الثالث إن الواو لا تقتضي الجمع. نعم.
الطالب : لا يمكن يا شيخ نقول إن حديث ابن عمر يبقى على مثلا على ظاهره.
الشيخ : على إيش؟
الطالب : ... النبي صلى الله عليه وسلم وألبسه ... يعني القميص و ... جاء النبي صلى الله عليه وسلم وضع له ... ونفث عليه ثم ألبسه.
الشيخ : يعني خلع القميص أولا، ثانيا يعني ثانيا؟
السائل : ثم ألبسه.
الشيخ : بعيدة هذه، لو كان كذلك لقال خلعه. نعم؟
الطالب : ... أوجه.
الشيخ : إيش؟
الطالب : ... أوجه، يعني احتمال يكون النبي صلى الله عليه وسلم قميصا.
الشيخ : أعطاه قميصين.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : هل ... عبد الله رضي الله عنه أن يطلب النبي صلى الله عليه وسلم القميص الأول ثم يأتي ... الثاني؟
الشيخ : وش يبعده؟
الطالب : هو قال في الرواية الذي يليه.
الشيخ : أقول وش يبعده؟
السائل : ... النبي صلى الله عليه وسلم ما عليه إلا اثنين فكيف يأتي بالأول ثم يأتي ... .
الشيخ : إيه، يمكن أعطاه الأول وأراد إنه يُلبسه القميص الذي يلي جسمه.
السائل : ... .
الشيخ : إيه. هذا كله، هذا إذا صح إذا لم يكن في الحديث شذوذ من الرواة عن جابر، لأن المسألة ليست المسألة من جابر رأسا، بيننا وبين جابر رجال ويمكن بعضهم اختلف عليه السياق وساقه ... . نعم؟
الطالب : رواية الترمذي يا شيخ.
الشيخ : نعم.
الطالب : رواية الترمذي.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : كيف ... يقول إنه أتى بعد أن دخل القبر، وهذا يقول إنه كان معه في الجنازة؟
الشيخ : هذا إن صحت رواية الترمذي فلا مانع لأنه ربما كان جابر رضي الله عنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن أدخل في القبر، بعدما أدخل عبد الله بن أبي في القبر.
الطالب : فلماذا أخرج.
الشيخ : أه؟
الطالب : فلماذا أخرجه النبي صلى الله عليه وسلم بعد دخوله؟
الشيخ : أخرجه لأجل يتفل فيه من ريقه ولأجل يُلبسه القميص.
الطالب : لكنه كان معه يا شيخ؟
الشيخ : أه؟
الطالب : كان معه في الطريق فلماذا يدخله ثم يخرجه؟
الشيخ : كيف يدخله ثم يخرجه؟
الطالب : كان معه في الجنازة.
الشيخ : نعم.
الطالب : فلماذا يدخله القبر ثم يخرجه وكان ينفث قبل أن يدخله.
الشيخ : أنت تعرف الرسول عليه الصلاة والسلام ما هو بلازم إنه يكون ماسكا بالجنازة، الجنازة سبقت والرسول مثلا في أخريات القوم وأدخل ثم حضر، ما يمنع هذا، تعرف المشيعين قد يكونون كثير لاسيما إذا مثل هذا الرجل الذي كان يعدوه من أشرافهم وكبرائهم. نعم؟
الطالب : أحسن الله إليكم ... هذه الوجوه الثلاثة؟
الشيخ : أه؟
الطالب : أقول ... في هذه الوجوه؟
الشيخ : أقرب ما يكون عندي أن هناك قميصين، هذا أقرب شيء. نعم؟
السائل : الفوائد ... .
الشيخ : عندك شيء أنت فائدة؟
الطالب : ... نفس الشيء واحد ... الوجه الثالثة ما كتب ... وهذا الاثنين نفس الشيء ما ... .
الشيخ : إيه أحسنت.
السائل : والفوائد لهذا الحديث.
الشيخ : أيهم؟
السائل : يعني هذا عبد الله بن أبيّ هذا ... يشهد.
الشيخ : هذا قبل أن ينهى عن الصلاة عليه.
السائل : وقال في هناك في شرحه يعني عبد الله بن أبي أتى القميص بالعباس إذا استشهد في بدر وبعد ..
الشيخ : لا لا.
السائل : و ... العباس. ما جاء قميص عليه إلا قميص عبد الله ابن أبيّ هو كذلك.
الشيخ : هذا الحكمة لماذا أعطاه الرسول هذا القميص.
السائل : إيه هذا حكمة.
الشيخ : نحن ذكرنا في هذا البارح أربعة أوجه، ذكرنا البارحة أربعة أوجه أليس كذلك؟
الطلاب : نعم.
الشيخ : نعم، طيب، خلاص انتهى.
السائل : السند يا شيخ؟
الشيخ : انتهى. السند إيش؟
الطالب : الشذوذ؟
الشيخ : إيش؟
الطالب : عنده وجهان وإلا ... ؟
الشيخ : وشلون؟
السائل : ... .
الشيخ : الشذوذ ما يكون في السند بارك الله فيك إلا نادرا لكن الشذوذ يكون غالبا في المتون، وقد يكون في الإسناد. نعم.
2 - مناقشة حول الجمع بين حديث جابر رضي الله عنه في مسألة تلباس عبد الله بن أبي قميص النبي صلى اللله عليه وسلم بعد دفنه ، و حديث ابن عمر في إلباسه إياه قبل الدفن . أستمع حفظ
باب : القباء وفروج حرير . وهو القباء ، ويقال : هو الذي له شق من خلفه .
قال المصنف رحمه الله تعالى: باب: القباء وفَرّوج حرير. وهو القباء، ويقال: هو الذي له شق من خلفه.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبيةً ولم يعط مخرمة شيئًا فقال مخرمة : يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فقال : ادخل فادعه لي قال : فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها فقال : خبأت هذا لك قال : فنظر إليه فقال : رضي مخرمة .
الشيخ : الله أكبر.
السائل : ... .
السائل : والذي قبله يا شيخ ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... الذي قبله.
سائل آخر : باب ... .
الشيخ : إيه نعم. ... هذا الباب.
هذا فيه دليل على جواز لبس القباء، والقباء شيء يشبه الجبة المفتوحة من الأمام، وقد يُفتح من الخلف، والغالب أيضا أنه يكون فيه شيء من الحرير على أطرافه يعني على فرّوجها الذي هو فتحته، ولهذا مر علينا في الفقه فيما يجوز من الحرير سُجُك إيش؟
السائل : الفرا.
الشيخ : الفرا، فهذا القباء لا بأس بلبسه، ولكن لابد أن يكون على الإنسان ثوب أسفل منه يستر به عورته لأن القباء يكون مفتوحا.
4 - حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبيةً ولم يعط مخرمة شيئًا فقال مخرمة : يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فقال : ادخل فادعه لي قال : فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها فقال : خبأت هذا لك قال : فنظر إليه فقال : رضي مخرمة . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( ... قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبيةً ولم يعط مخرمة شيئًا فقال مخرمة : يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فقال : ادخل فادعه لي قال : فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها فقال : خبأت هذا لك قال : فنظر إليه فقال : رضي مخرمة )
وفيه أيضا مكرُمة مخرمة لأن النبي صلى الله عليه وسلّم خبّأ له هذا القباء ولبسه أيضا، وكون مخرمة يلبسه بعد لبس النبي صلى الله عليه وسلّم له لا شك أن هذا من منقبته، كل إنسان يتمنى أن يلبس الثوب الذي كان النبي صلى الله عليه وسلّم قد لبسه.
وفيه أيضا دليل على ترضية الإنسان، ولهذا قال مخرمة: " رضي مخرمة " خصوصا فيما إذا جاء الإنسان غاضبا أو منتقدا فإن الأولى بالإنسان أن يسترضيه ويليّن معه القول حتى يزول غضبه، ونحن نسأل الله المعونة على حسن الأخلاق إذا جاءنا رجل غاضب قلنا وش إلي يغضبه؟ نعم، إذا غضب علينا غضبنا عليه، أما أن نسترضيه كلا، ولا شك أن هذا خلاف خلق النبي عليه الصلاة والسلام. نعم.
إذًا الشاهد من هذا الحديث جواز لبس القباء، والبخاري رحمه الله يذكر هذه الأنواع للدلالة على تنوّع اللباس في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وأن الأصل في اللباس الحل حتى يقوم دليل على التحريم لأن هذا داخل في عموم قوله تعالى: (( هُوَ الَّذي خَلَقَ لَكُم ما فِي الأَرضِ جَميعًا )) وسبق لنا أن الأصل في اللباس الحل نوعا وكما وكيفا، أليس كذلك؟ نعم.
نعود للباب الأول الذي قال الإخوان إنه فات.
5 - فوائد حديث : ( ... قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبيةً ولم يعط مخرمة شيئًا فقال مخرمة : يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فقال : ادخل فادعه لي قال : فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها فقال : خبأت هذا لك قال : فنظر إليه فقال : رضي مخرمة ) أستمع حفظ
باب : لبس جبة الصوف في الغزو .
حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا زكرياء عن عامر عن عروة بن المغيرة عن أبيه رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر فقال : أمعك ماء قلت : نعم فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى عني في سواد الليل ثم جاء فأفرغت عليه الإداوة فغسل وجهه ويديه وعليه جبة من صوف فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة فغسل ذراعيه ثم مسح برأسه ثم أهويت لأنزع خفيه فقال : دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما .
7 - حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا زكرياء عن عامر عن عروة بن المغيرة عن أبيه رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر فقال : أمعك ماء قلت : نعم فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى عني في سواد الليل ثم جاء فأفرغت عليه الإداوة فغسل وجهه ويديه وعليه جبة من صوف فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة فغسل ذراعيه ثم مسح برأسه ثم أهويت لأنزع خفيه فقال : دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( ... عن أبيه رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر فقال : أمعك ماء قلت : نعم فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى عني في سواد الليل ثم جاء فأفرغت عليه الإداوة فغسل وجهه ويديه وعليه جبة من صوف فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة فغسل ذراعيه ثم مسح برأسه ثم أهويت لأنزع خفيه فقال : دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما )
وفيه دليل على استحباب البعد في الفضاء عند قضاء الحاجة لأن النبي صلى الله عليه وسلّم انطلق حتى توارى عنه.
وفيه دليل على حمل الماء للوضوء لأن المغيرة كان معه إداوة فيها ماء يتوضأ به النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه دليل على جواز استعانة الإنسان غيره في الوضوء لأن المغيرة كان يصب على النبي صلى الله عليه وسلّم وضوءه.
وفيه أيضا دليل على جواز استخدام الغير إذا كان الغير لا يتبرّم من ذلك، بل إذا كان الغير يفرح بهذا الشيء فيكون النهي عن سؤال الناس مخصوصا بمثل هذه الحال، يعني إذا رأيت أن غيرك إذا أمرته أن يخدمك في شيء كان ممنونا بهذا ويفرح به فهذا لا يُعد من سؤال الناس، لأن سؤال الناس إنما نهي عنه من أجل إيش؟ منّة الناس عليك لكن هذا أنت الذي تمُنّ على الناس به.
وفيه أيضا وجوب غسل الأعضاء الأربعة لقوله: " غسل وجهه ويديه " ، نعم، " ومسح رأسه " فالرأس يُمسح والوجه واليدان يُغسلان، أما الرجلان فإن النبي صلى الله عليه وسلّم مسح على خفيه لأنه أدخلهما طاهرتين.
وفي هذا دليل، في الحديث أيضا دليل على أنه يُشترط لجواز المسح إدخال الرجلين على طهارة لقوله: ( فإني أدخلتهما طاهرتين ) .
وفيه دليل على أن المسح للابس الخف أفضل من الغسل، لقوله: ( دعهما ) فأمره بتركهما.
ولكن إذا لبس ليمسح هل له أن يمسح؟ الجواب: نعم، له أن يمسح لأن الأصل في لبس الخفين من أجل المسح وهذا الرجل لبس ليمسح. نعم، ما هو الشاهد لهذا الحديث، للباب؟ ما هو الشاهد في هذا الحديث للباب؟
السائل : ... .
الشيخ : وعليه جبة من صوف. أي نعم، نعم.
8 - فوائد حديث : ( ... عن أبيه رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر فقال : أمعك ماء قلت : نعم فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى عني في سواد الليل ثم جاء فأفرغت عليه الإداوة فغسل وجهه ويديه وعليه جبة من صوف فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة فغسل ذراعيه ثم مسح برأسه ثم أهويت لأنزع خفيه فقال : دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما ) أستمع حفظ
هل يؤخذ من الحديث أنه يشترط أن لا يمسح على الأخرى إلا بعد لبس الثانية ؟
الشيخ : كيف ألا يمسح؟
السائل : أو أنه لا يغسل الثانية ... أنه يشترط إدخالهما جميعا أو خلعهما جميعا؟ لو أدخل اليمنى فإنه لا يجوز إلا بعد غسل ..
الشيخ : يعني تقول هل فيه دليل على أنه يشترط لبسهما على طهارة كاملة وأنه لو غسل الرجل اليمنى ثم أدخل الخف ثم غسل اليسرى لم يصح؟ أه؟ هذا سؤالك؟ ما تقولون؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه لكن الكلام هذا الحديث.
السائل : ... .
الشيخ : يدل على هذا؟ طيب. فيه خلاف في الحقيقة، هل توزّع الجملة على كل فرد فيما يُقابله؟ أو توزع الجملة على كل فرد فيما يقابله ويقابل المجموع إليه؟ في هذا خلاف بين أهل العلم.
بعضهم يقول: ( أدخلتهما طاهرتين ) أي أدخلت كل واحدة طاهرة، فعندنا صفة وموصوف، الصفة.
السائل : طاهرة.
الشيخ : طاهرتان، الموصوف القدمان، فهل المعنى أني أدخلتهما بعد أن اتصفا جميعا بالطهارة، أو بعد أن اتصفت كل واحدة منهما بالطهارة، نعم؟
السائل : يحتمل ..
الشيخ : يحتمل هذا وهذا، العلماء مختلفون فيه، ولكننا ذكرنا فيما سبق أن الأحوط أن لا يفعل إلا بعد كمال الطهارة، لأن في بعض الألفاظ في السنن: ( إذا توضأ فلبس خفيه فليمسح عليهما ) فقال: ( إذا توضأ فلبس ) ، وظاهر هذا أنه لابد من كمال الوضوء قبل اللبس. نعم؟ فهد؟
كيف الجمع بين هذا الحديث وحديث حذيفة رضي الله عنه الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بال أمامه ولم يبعد كما فعل هنا ؟
الشيخ : ما ذكره المغيرة يا فهد، لعله حذيفة، حذيفة بن اليمان. نعم.
السائل : ... ألا يدل على جواز ... . قوله ادنو حتى قمت ... عقبيه فبال.
الشيخ : ما هي منّة هذه ما هي منّة، ما لشاهد الباب.
السائل : لا، قولنا عندما قلنا ابتعاد.
الشيخ : إيه.
السائل : ... صلى الله عليه وسلم ابتعد.
الشيخ : أي نعم، نعم نعم، يسن الابتعاد، صح، لكن في ذلك المكان إما أن يكون لا مكان بعيد يمكن أن يبول فيه.
السائل : لا قوله ادنو ..
الشيخ : اصبر اصبر اصبر، بارك الله فيك، أو أن النبي صلى الله عليه وسلّم حصره البول ولم يتمكّن من البعد. عرفت؟ وأما أمره بالدنو فلأجل أن يكون فيه ستر عن القوم الذين كانوا حوله. نعم. عبد الوهاب؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
10 - كيف الجمع بين هذا الحديث وحديث حذيفة رضي الله عنه الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بال أمامه ولم يبعد كما فعل هنا ؟ أستمع حفظ
هل يؤخذ من الحديث أن خلع النعلين لشخص آخر لايعد إهانة ؟
الشيخ : إيه طيب. وش تقولون؟
السائل : ذكرنا ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ذكرنا حق الرسول صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : إيه، يعني يقول في هذا الحديث دليل على أن خلع النعلين من الإنسان لا يعد هوانا بالخالع؟ هذا معنى كلامه.
السائل : نعم.
الشيخ : فهل هذا مطلق؟
السائل : لا ليس.
الشيخ : أه؟
السائل : ليس ... .
الشيخ : ليس على إطلاقه، هو ليس على إطلاقه، لا شك أن الرسول عليه الصلاة والسلام أن خدمة الرسول حتى في هذا الأمر يُعتبر مكرمة ومنقبة ومرفعة لكن يجي واحد يتذلل إلى شخص إلى هذا الحد لغرض دنيوي، لا شك إنه مذموم، إذا كان لغرض دنيوي. أما إذا كان لمصلحة، مثل: لو فرضنا أن هذا الإنسان فعله في رجل من أهل العلم أمام قسيس من الخبثاء النصارى أو غيره ليبيّن له أن المسلمين يُكرمون أهل العلم فيهم فيغتاظ الكافر فهذا يكون جيدا مثل ما فعل الصحابة رضي الله عنهم في صلح الحديبية كان الرسول صلى الله عليه وسلّم لا يتنخم نخامة إلا وقعت في كف واحد منهم فمسح بها وجهه وصدره، وما كانوا يفعلون هذا في المعتاد، لكن أرادوا أن يذهب رسول قريش إلى قريش مشدوها، وفعلا هذا الذي حصل، لما راح إلى قريش قال يا جماعة دخلت على الملوك وكسرى وقيصر والنجاشي فلم أر أحدا يعظّمه أصحابه مثل ما يعظّم أصحاب محمد محمدا، إذا كانوا يعظمونه إلى هذا الحد، إذا تكلّم سكتوا ما أحد يتكلّم ينظق، وإذا تنخم وقعت النخامة في كف الواحد منهم فمسح بها وجهه وصدره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، كادوا يقتتلون على وضوئه، لا شك أن هذا فيه إغاظة للكفار إذا رأوا المسلمين يكرمون قادتهم في العلم أو قادتهم في الإمرة هذا الإكرام، هذا يغيظهم، وكل شيء يا إخوان يغيظ الكفار فلكم فيه أجر عند الله، كل شيء يغيظهم فإن لكم فيه أجرا عند الله عز وجل، نعم، لأن الله تعالى قال: (( يُعجِبُ الزُّرّاعَ لِيَغيظَ بِهِمُ الكُفّارَ )) ، وقال: (( وَلا يَطَئونَ مَوطِئًا يَغيظُ الكُفّارَ وَلا يَنالونَ مِن عَدُوٍّ نَيلًا إِلّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ )) . أي نعم.
الطالب : النصارى ... ؟
الشيخ : وش النصارى كفار، (( لَقَد كَفَرَ الَّذينَ قالوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ )) شوف مؤكدة الجملة هذه بثلاث مؤكدات باللام وقد وقسم مقدّر. نعم.
السائل : ... ثلاث.
الشيخ : إيش؟ إيه راح بعد زاد الأخ هذا ردفا، نعم؟
السائل : ... يحسب ثلاث.
الشيخ : يلا اقرأ.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروج حرير فلبسه ثم صلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعًا شديدًا كالكاره له ثم قال : لا ينبغي هذا للمتقين تابعه عبد الله بن يوسف عن الليث وقال : غيره فروج حرير .
الشيخ : كيف يزيد؟
السائل : عن يزيد بن أبي حبيب.
الشيخ : لماذا؟
القارئ : عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: ( أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فرّوج حرير فلبسه، ثم صلى فيه، ثم انصرف، فنزعه نزعا شديدا، كالكاره له، ثم قال: لا ينبغي هذا للمتقين ) .
الشيخ : اللهم صلي وسلم عليه.
القارئ : تابعه عبد الله بن يوسف، عن الليث، وقال غيره: ( فرّوج الحرير ) .
الشيخ : هذا الظاهر والله أعلم إن الأغلب عليه كان هو الحرير فلبسه النبي عليه الصلاة والسلام ثم بعد ذلك كرهه وقال: ( لا ينبغي هذا للمتقين ) . ومعنى لا ينبغي أي لا يحسن ولا يجمل بهم أن يلبسوه لأن المتقي يتقي الله عز وجل فلا يلبس ثوبا حرّمه الله عليه.
12 - حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروج حرير فلبسه ثم صلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعًا شديدًا كالكاره له ثم قال : لا ينبغي هذا للمتقين تابعه عبد الله بن يوسف عن الليث وقال : غيره فروج حرير . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( ... قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروج حرير فلبسه ثم صلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعًا شديدًا كالكاره له ثم قال : لا ينبغي هذا للمتقين )
ولذلك ولله المثل الأعلى تجد الملك يشرح على حاشيته وخواصه أكثر مما يشرح على غيرهم من الناس، إذا أمر بأمر يريد أن يكون أول من ينفّذه من؟ خواصه وحواشيه، ويرى أن الإساءة من الخواص والحواشي أعظم من الإساءة من عامّة الناس، ولهذا يقال ولكنه غير مسلّم: سيئات إيش؟ سيئات الأبرار حسنات المقربين أو بالعكس نسيتها، لكنها جملة تقول إن الإنسان كلما كان أشَدّ عبادة وتقوى لله كان ينبغي عليه أن يكون أشَدّ استقامة. عندكم في هذا شرح؟
السائل : ... .
الشيخ : أستغفر الله، أستغفر الله.
السائل : من بداية الحديث؟
الشيخ : نعم.
13 - فوائد حديث : ( ... قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروج حرير فلبسه ثم صلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعًا شديدًا كالكاره له ثم قال : لا ينبغي هذا للمتقين ) أستمع حفظ
قراءة من شرح صحيح البخاري لابن حجر مع تعليق الشيخ .
الشيخ : أهدي.
القارئ : قوله عن عقبة بن عامر، ... .
الشيخ : طيب.
القارئ : " قوله: فرّوج حرير في رواية ابن إسحاق عند أحمد: فرّوج من حرير .
قوله: ثم صلى فيه، زاد في رواية ابن إسحاق وعبد الحميد عند أحمد: ( ثم صلى فيه المغرب ) .
قوله: ثم انصرف، في رواية ابن إسحاق: ( فلما قضى صلاته ) ، وفي رواية عبد الحميد: ( فلما سلّم من صلاته ) ، وهو المراد بالانصراف في رواية الليث.
قوله: ( فنزعه نزعا شديدا ) ، زاد أحمد في روايته عن حجاج وهاشم: ( عنيفا ) أي بقوّة ومبادرة لذلك على خلاف عادته في الرفق والتأني، وهو مما يؤكد أن التحريم وقع حينئذ.
قوله: ( كالكاره له ) ، زاد أحمد في رواية عبد الحميد بن جعفر: ( ثم ألقاه، فقلنا: يا رسول الله، قد لبسته وصليت فيه ) .
قوله: ( ثم قال لا ينبغي هذا ) ".
الشيخ : يرحمك الله.
القارئ : يحتمل أن تكون الإشارة للبس، ويحتمل أن تكون للحرير فيتناول غير اللبس من الاستعمال كالافتراش.
قوله: ( للمتقين ) ، قال ابن بطال: يمكن أن يكون نزعه لكونه كان حريرا صرفا.
الشيخ : صِرفا.
القارئ : صِرفا، ويمكن أن يكون نزعه لأنه من جنس لباس الأعاجم، وقد ورد حديث ابن عمر رفعه: ( من تشبّه بقوم فهو منهم ) . قلت: أخرجه أبو داوود بإسناد حسن، وهذا التردّد مبني على تفسير المراد بالمتقين فإن كان المراد به مطلق المؤمن حمل على الأول، وإن كان المراد به قدرا زائدا على ذلك حمِل على الثاني والله أعلم.
قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: اسم التقوى يعُمّ جميع المؤمنين لكن الناس فيه على درجات، قال الله تعالى: (( لَيسَ عَلَى الَّذينَ ءامَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فيما طَعِموا إِذا مَا اتَّقَوا وَءامَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ )) الأية، فكل من دخل في الإسلام فقد اتقى أي وقي نفسه من الخلود في النار، وهذا مقام العموم.
الشيخ : وقى نفسه.
القارئ : أي.
الشيخ : وقى نفسه.
القارئ : " أي وقى نفسه من الخلود في النار، وهذا مقام العموم وأما مقام الخصوص فهو مقام الإحسان كما قال صلى الله عليه وسلّم ".
الشيخ : صلي وسلم عليه.
القارئ : " ( أن تعبد الله كأنك تراه ) انتهى. وقد رجّح عياض أن المنع فيه لكونه حريرا، واستدل لذلك بحديث جابر الذي أخرجه مسلم في الباب من حديث عقبة، وقد قدّمت ذكره في كتاب " ..
الشيخ : ذكرَه.
القارئ : " وقد قدّمت ذكرَه في كتاب الصلاة وبيّنت هناك أن هذه القصة كانت مبتدأ تحريم لبس " ..
الشيخ : مبتدأَ.
القارئ : "كانت مبتدأ تحريم لبس الحرير. وقال القرطبي في المُفهم: المراد " ..
الشيخ : المفهِم.
القارئ : " وقال القرطبي في المُفهِم: المراد بالمتقين المؤمنين لأنهم الذين خافوا الله تعالى واتقوه بإيمانهم وطاعتهم له . وقال غيره: لعل هذا من باب التهييج للمكلّف على الأخذ بذلك لأن من سمع أن من فعل ذلك كان غير متق ".
الشيخ : غيرَ.
القارئ : " لأن من سمع أن من فعل ذلك كان غيرَ متق فهم منه أنه لا يفعله إلا المستخف فيأنف من فعل ذلك لئلا يوصف بأنه غير متق.
واستُدل به على تحريم الحرير على الرجال دون النساء لأن اللفظ لا يتناولهن على الراجح ودخولهن بطريق التغليب مجاز يمنع منه ورود الأدلة الصريحة على إباحته لهن، وسيأتي في باب المفرد بعد قريب من عشرين بابا ".
الشيخ : لا شك أن هذا ليس بصحيح قوله: " إن اللفظ خاص بالرجال مخرج للنساء " لأن كثيرا من ألفاظ القرءان والسنّة بلفظ الذكور والنساء فيهن، فيه تبع، (( قَد أَفلَحَ المُؤمِنونَ * الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ )) نقول والمؤمنات ما يُفلحن إذا اتصفن بهذه الصفات؟! نعم؟ لا، ولهذا نقول: اللفظ المذكر يشمل المؤنث، والمؤنث يشمل المذكّر، إلا بدليل، (( إِنَّ الَّذينَ يَرمونَ المُحصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ لُعِنوا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ )) وكذلك الذين يرمون المحصنين المؤمنين الغافلين، يدخلون في هذا. فالأصل أن ما كان بلفظ التذكير فيدخل فيه النساء، وما كان بلفظ التأنيث فيدخل فيه الرجال إلا بدليل. فإذا قال قائل: ما هي النكتة أو الحكمة في أنه يأتي بلفظ التذكير وهو للنساء أيضا؟
قلنا لأن الرجال أفضل وأحرى بالقَبول والتزام التكليف والأوامر والنواهي، وإذا جاء بلفظ التأنيث وهو شامل فلأن هذا الوصف في النساء أغلب، فأغلب من يُرمى بالزنا من؟ النساء، هذا أغلب من يُرمى بالزنا فيُقال فلانة بغي، ونادر أن يوصف الرجل بالزنا، وإن كان يوصف بلا شك. نعم.
المهم على كل حال فهمنا من هذا الحديث أن هذا الفرو الذي كان على الرسول عليه الصلاة والسلام كان من حرير إما كله أو غالبه، وأنه كان مرخّصا فيه في الأول ثم بعد ذلك منِع، ولهذا لبسه النبي عليه الصلاة والسلام وصلى فيه ثم بعد ذلك نزعه نزعا شديدا وقال: ( لا ينبغي هذا للمتقين ) . نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : الكلام على الصبيان.
الشيخ : إيش؟
السائل : الصبيان.
الشيخ : الشارح؟ إيه. نعم.
السائل : نقرأ؟
الشيخ : لا الظاهر ما فيه إشكال.
هل يجوز للصبيان لبس الحرير ؟
الشيخ : الصبيان الصحيح إنه حكمه حكم الرجال، الصبي حكمه حكم الرجل في كل شيء، الذكر كحكم الذكور، والصبية كحكم الإناث.
هل يستفاد من الحديث أن من صلى في ثوب من حرير لا يعيد الصلاة ؟
سائل آخر : النبي صلى ... ولم يعهد، ولم يروى عنه ..
الشيخ : قبل التحريم، قبل التحريم.
هل يستفاد من الحديث أن من صلى في ثوب من حرير جاهلا لا يقضي الصلاة ؟
الشيخ : إي ما يقضي الصلاة، صح، هذا صحيح.
السائل : ... صلى فيه جاهلا ... .
الشيخ : إيه ما ... صح هذا صحيح، نعم.
هل يستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا ينبغي هذا للمتقين ) أنه يجوز لغير النبي أن يقول مثل هذا ولا يكون من باب التزكية ؟
الشيخ : لا، هذا من باب الخبر وتعليق الحكم بالوصف.
السائل : لكن يجوز.
الشيخ : يجوز. نعم يا حسين.
18 - هل يستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا ينبغي هذا للمتقين ) أنه يجوز لغير النبي أن يقول مثل هذا ولا يكون من باب التزكية ؟ أستمع حفظ
هل يجتمع في الإنسان شعبة إيمان وشعبة كفر ؟
الشيخ : نعم.
السائل : قال ... . قلنا إن هذا ... يكون الإيمان والكفر في قلب الإنسان لا يمنع.
الشيخ : إيه يمكن يجتمع فيه خصال إيمان وخصال كفر.
السائل : ذكر ابن كثير في تفسيره، ذكر حديث ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا.
الشيخ : نعم.
السائل : ومن كان فيه ... كان فيه ... .
الشيخ : خصلة من النفاق.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ثم قال بعد ذلك وقوله يستدل به على أن الإنسان قد يكون فيه شعبة من الإيمان وشعبة من النفاق.
الشيخ : نعم.
السائل : ثم عملي بهذا الحديث هو ... ما دلت عليه الأية فما ذهب إليه إخواني ... المصطلح، نعم فقال ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... يكون في قلب الإنسان شعبة من الإيمان وشعبة من النفاق.
الشيخ : إيه نعم صحيح، لا شك في هذا، وشعبة من الطاعة وشعبة من الفسوق.
السائل : طيب، وقوله لا يتبعض ... لا يتبعض.
الشيخ : أي نعم، معناه إن من وصف بالإسلام على سبيل الإطلاق فمعناه إنه ليس فيه كفر، يعني ليس فيه كفر يمحو الإسلام، لأنه إما إسلام وإما كفر، (( فَمِنكُم كافِرٌ وَمِنكُم مُؤمِنٌ )) ، ولكن المؤمن قد يكون فيه خصال كفر، وهذا لا يقتضي أن يوصف بالكفر على الإطلاق بل يقال كفر في كذا وكذا، فالكفر المطلق لا يجتمع مع الإسلام أبدا.
السائل : ... عبارة ... .
الشيخ : العبارة سبق لنا البارحة، إن مراده إنه لا يجتمع الكفر المطلق مع الإسلام.
السائل : ... .
الشيخ : ثلاثة نعم.
السائل : كلام الحافظ ... .
الشيخ : في إيش؟ أه؟
السائل : كلام الحافظ و ... .
الشيخ : إيش؟
السائل : كلام الحافظ يحتاج إجابة ..
الشيخ : أيهم؟
السائل : ... .
الشيخ : في؟
ما تعليقم على قول ابن حجر في الفتح : " وَعَلَى أَنَّ الصِّبْيَان لاَ يَحْرُم عَلَيْهِمْ لُبْسه لأَنَّهُمْ لاَ يُوصَفُونَ بِالتَّقْوَى . وَقَدْ قَالَ الْجُمْهُور بِجَوَازِ إِلْبَاسهمْ ذَلِكَ فِي نَحْو الْعِيد ، وَأَمَّا فِي غَيْره فَكَذَلِكَ فِي الأَصَحّ عِنْد الشَّافِعِيَّة ، وَعَكْسه عِنْد الْحَنَابِلَة ، وَفِي وَجْه ثَالِث يُمْنَع بَعْد التَّمْيِيز "
الشيخ : نعم.
السائل : وأما في غيره فكذلك في الأصح عند الشافعية، وعكسه عند الحنابلة، وفي وجه ثالث " يُمنع بعد التمييز " .
الشيخ : أي نعم، الصحيح في هذه المسألة مذهب الحنابلة وأنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباس البالغ لأن الحكم واحد وعموم قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( حرّم على ذكورها ) ذكورها ولم يقل على رجالها، دليل على أن الحكم عام في الذكور البالغين وغير البالغين. أي نعم.
وأما قوله إنه لا يوصف بالتقوى، فيقال: إنه يوصف بذلك تبعا لأبويه قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ) فإذا كان الصبي من أبوين مسلمين فإنه يوصف بالتقوى لأنه مسلم. نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : حديث الحسن بن علي في صحيح البخاري ومسلم أن أبا هريرة ... النبي صلى الله عليه وسلم إلى سوق ... النبي صلى الله عليه وسلم قال أين لكع ... لكع فظننت أن أمه تغسله فخرج يلبس سخابا أو سُخابا وقدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : نعم.
20 - ما تعليقم على قول ابن حجر في الفتح : " وَعَلَى أَنَّ الصِّبْيَان لاَ يَحْرُم عَلَيْهِمْ لُبْسه لأَنَّهُمْ لاَ يُوصَفُونَ بِالتَّقْوَى . وَقَدْ قَالَ الْجُمْهُور بِجَوَازِ إِلْبَاسهمْ ذَلِكَ فِي نَحْو الْعِيد ، وَأَمَّا فِي غَيْره فَكَذَلِكَ فِي الأَصَحّ عِنْد الشَّافِعِيَّة ، وَعَكْسه عِنْد الْحَنَابِلَة ، وَفِي وَجْه ثَالِث يُمْنَع بَعْد التَّمْيِيز " أستمع حفظ
هل يجوز للرجل البالغ أن يلبس السخاب ؟
الشيخ : ما هو السخاب؟
السائل : السخاب العقد إلي بعضه لؤلؤ وبعضه محلى بال، موضوع فيه ..
الشيخ : لعله صغير كان، لأنه كان صغيرا.
السائل : نعم.
الشيخ : الصغير لا بأس به، لأن هذا يتبع العادة، ولو بذهب، لو كان ذهبا لقلنا حرام عليه، مادام ما فيه ذهب، اللؤلؤ والمعادن الأخرى غير الذهب تحل للرجل. نعم.
القارئ : باب البرانس وقال لي مسدد حدثنا معتمر قال سمعت أبي قال رأيت على أنس برنسا أصفر من خز. حدثنا إسماعيل.
الشيخ : البرنس ما هو؟ قلنا ثياب هاه؟
السائل : ثياب المغاربة.
الشيخ : لا ما، ثياب المغاربة يحتاج يروح يسافر الواحد للمغرب يشوف.