حدثنا عبد الله بن يوسف قال : حدثنا الليث قال : حدثني يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال : تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف .
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف قال : حدثنا الليث قال : حدثني يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال : ( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف ) .
حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام وذكر سفيان أنه سمعه منه ثلاث مرات .
القارئ : وحدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ). وذكر سفيان أنه سمعه منه ثلاث مرات .
فوائد حديث : ( ... عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال : تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ... للمعرفة وغير المعرفة، اللام للتعليل، يعني سواء كان السلام من أجل معرفتك هذا المسلم عليه أو لغير المعرفة، لأنك تسلم للسلام نفسه لا للمسلم عليه. ثم ذكر حديث : أي الإسلام خير ؟ قال : ( تطعم الطعام ) ويشمل هذا إطعام حتى للأهل، لأن إطعام الطعام للأهل صدقة والثاني ( تقرأ السلام ) يعني تقول السلام عليك ( على من عرفت ومن لم تعرف )، كثير من الناس اليوم لا يسلم إلا على من عرف فقط، والذي لا يسلم إلا على من عرف سلم للمعرفة لا لأجل السلام نفسه.
فوائد حديث : ( ... عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام وذكر سفيان أنه سمعه منه ثلاث مرات )
الشيخ : أما الحديث الثاني فقال : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا ) يدل على أنه يجب أن يسلم الإنسان حتى على الرجل الفاسق، لأن الرجل الفاسق أخ لك كما قال الله تعالى في آية القصاص : (( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف ))، وقال تعالى في المؤمنين يقتتلون قال : (( فأصلحوا بين أخويكم ))، فلا يجوز أن تهجر العاصي إلا إذا كان في هجره مصلحة، مثل أن يكون في هجره تخفيف للمعصية أو توبة منها، فحينئذ يتعين الهجر، أما إذا لم يكن فيه مصلحة فهو أخوك لا يجوز أن تهجره فوق ثلاث. وكثير من الفساق إذا هُجِروا ازدادوا فسقا وبعدا عن أهل الخير، وإذا سلم عليهم صار فيهم لين وربما يقبلون الموعظة والتوجيه. وفي هذا الحديث دليل على أن ابتداء السلام ليس بواجب، وعلى هذا فيكون قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : ( حق المسلم على المسلم ست ) وذكر منها : ( إذا لقيته فسلم عليه ) أن هذا الحق ليس بواجب، لأنه لو كان واجبا ما رخص في الهجر لمدة ثلاث أيام. ويستفاد من هذا الحديث أن الهجر يزول بالسلام لقوله : ( وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) وهو كذلك، لأنك إذا قلت السلام عليك فقد خاطبته وبهذا يزول الهجر.
كيف الجمع بين هذا الحديث وحديث عائشة في هجرها لابن الزبير أكثر من ثلاثة أيام ؟
السائل : الهجر ليس مقيدا بثلاثة أيام وإنما يجوز للمصلحة لأكثر من ثلاثة أيام لشهر أو شهرين لقصة عائشة مع ابن الزبير؟ الشيخ : هذا صحيح إذا كان لمصلحة. السائل : كيف نوفق بينه وبين حديث : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) ؟ الشيخ : إذا كان لمصلحة، ومن المصلحة أن يكون هذا تعزيرا للمهجور تصلح به حاله، وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه إلى خمسين ليلة.
هل إذا كان الرجل في السوق مثلا يسلم على جميع من يمر عليه ؟
السائل : يمر في الأسواق أو في الطريق يجد أناسا فهل إذا مر الرجل يسلم عليه؟ الشيخ : إي نعم، ما في شك هذه السنة، الآن لوفرضنا قلنا لك مثلا كل رجل يلاقيك سيعطيك عشرة دراهم وصار كل رجل يلاقيك يعطيك عشرة دراهم تمل أو ما تمل ؟ تقول يا الله زد وبارك، فالسّلام كلما سلمت على إنسان فلك عشر حسنات.
حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني أنس بن مالك أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرًا حياته وكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل وقد كان أبي بن كعب يسألني عنه وكان أول ما نزل في مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش أصبح النبي صلى الله عليه وسلم بها عروسًا فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا وبقي منهم رهط عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطالوا المكث فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج وخرجت معه كي يخرجوا فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشيت معه حتى جاء عتبة حجرة عائشة ثم ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه حتى دخل على زينب فإذا هم جلوس لم يتفرقوا فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعت معه حتى بلغ عتبة حجرة عائشة فظن أن قد خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم قد خرجوا فأنزل آية الحجاب فضرب بيني وبينه سترًا .
القارئ : حدثنا يحيى بن سليمان، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك: أنه كان ابن عشر سنين، مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرا حياته، وكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل، وقد كان أبي بن كعب يسألني عنه، وكان أول ما نزل في مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش : ( أصبح النبي صلى الله عليه وسلم بها عروسا، فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا، وبقي منهم رهط عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطالوا المكث، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج وخرجت معه كي يخرجوا، فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشيت معه، حتى جاء عتبة حجرة عائشة، ثم ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خرجوا، فرجع ورجعت معه حتى دخل على زينب، فإذا هم جلوس لم يتفرقوا، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعت معه، حتى بلغ عتبة حجرة عائشة، فظن أن قد خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم قد خرجوا، فأنزل آية الحجاب، فضرب بيني وبينه سترا ). الشيخ : آية الحجاب يعني احتجاب زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الناس، وهو حجاب أخص من الحجاب العام الذي يكون به ستر الوجه والكفين وبقية الجسم، حجاب يمنع من رؤية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم منعا تاما يعني كالستر، ولهذا قال : (( إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب )) يعني يكون بينكم وبينهن ستر. ويدل على ذلك حديث عائشة في قصتها مع عبد الله بن الزبير رضي الله عنه فإنه يدل على أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لهن حجاب خاص يحتجر عليهن حتى لا يرى الناس أشخاصهن.
فوائد حديث : ( ... أخبرني أنس بن مالك أنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرًا حياته وكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل وقد كان أبي بن كعب يسألني عنه وكان أول ما نزل في مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش أصبح النبي صلى الله عليه وسلم بها عروسًا فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا وبقي منهم رهط عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطالوا المكث فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج وخرجت معه كي يخرجوا فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشيت معه حتى جاء عتبة حجرة عائشة ثم ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خرجوا فرجع ورجعت معه حتى دخل على زينب فإذا هم جلوس لم يتفرقوا فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعت معه حتى بلغ عتبة حجرة عائشة فظن أن قد خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم قد خرجوا فأنزل آية الحجاب فضرب بيني وبينه سترًا )
الشيخ : وفي هذا الحديث من الفوائد شدة حياء النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه عليه الصلاة والسلام يحب أن يقوم هؤلاء الرهط ولكنهم لم يقوموا أنسا ببقائهم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نبه الله على ذلك في قوله : (( فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث )) يعني لا تقعدوا مستأنسين لحديث، (( إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق )). فانظروا إلى هذا الحديث : رجع النبي عليه الصلاة والسلام عدة مرات وخرج لعلهم يخرجون. وفي هذا دليل على أن من اللباقة وحسن الخلق أن يفعل الإنسان الفعل الذي يدل على مراده بدون أن يصرح بالقول، ولذلك خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيت زينب ومشى حتى وصل إلى بيت عائشة ورجع لعلهم يرجعون. وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يكون نبيها فإذا شعر بأن صاحبه لا يريد هذا الشيء فلا ينبغي أن يحرجه ويلجئه إلى أن يصرح بالكلام الذي قد لا يكون مرغوبا فيه لا من جهته ولا من جهتهم. وفيه أيضا مشروعية الوليمة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا القوم فأصابوا من الطعام.
بعض الناس اليوم إذا خرج صاحب البيت وترك ضيفه عابوا عليه ذلك فما العمل ؟
السائل : بعض الأشخاص اليوم إذا خرج صاحب البيت وترك ضيفه عابوا عليه ذلك ، فما العمل ؟ الشيخ : يعيب الناس عليه ؟ الناس يختلفون، بعض الناس يمكن أن تخرج ويبقون في البيت مثل الضيوف، وبعض الناس قد ينتقدون الرجل إذا خرج وتركهم. لكن على كل حال أحسن شيء أن الإنسان إذا حضر لدعوة من الدعوات أن لا يطيل الجلوس، من حين ينتهي من شرب القهوة إذا كانت الدعوة للقهوة يخرج، من حين ينتهي من الطعام يخرج، إلا إذا رأى في الجلوس مصلحة ورأى أن القوم يحبون أن يجلس.
بعض الناس إذا أراد من ضيفه أن يخرج نظر إلى الساعة هل فعله صحيح ؟
السائل : بعض الناس إذا أراد من ضيفه أن يخرج نظر إلى الساعة، هل فعله صحيح ؟ الشيخ : هذه من العلامات، يعني ما هو لازم أن الإنسان يقوم يخرج من البيت، قد يكون النظر للساعة مثلا إشارة إلى أنه يرغب أن هؤلاء يخرجون، أو مثل يتكلم يقول مثلا قصر الليل، أو يقول مثلا الأوقات ثمينة ينبغي للإنسان أن يحفظها فيما ينفع. المهم الإنسان الذكي يعرف كيف يتخلص.
حدثنا أبو النعمان قال : حدثنا معتمر قال : أبي حدثنا أبو مجلز عن أنس رضي الله عنه قال : لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب دخل القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام من القوم وقعد بقية القوم وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموا فانطلقوا فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه وأنزل الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي )) الآية . قال : أبو عبد الله فيه من الفقه أنه لم يستأذنهم حين قام وخرج وفيه أنه تهيأ للقيام وهو يريد أن يقوموا .
القارئ : حدثنا أبو النعمان، حدثنا معتمر، قال أبي: حدثنا أبو مجلز، عن أنس رضي الله عنه، قال: ( لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب، دخل القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام من القوم وقعد بقية القوم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل، فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا فانطلقوا، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي )) الآية. قال أبو عبد الله : " فيه من الفقه: أنه لم يستأذنهم حين قام وخرج، وفيه: أنه تهيأ للقيام وهو يريد أن يقوموا ".
حدثنا إسحاق قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : احجب نساءك قالت : فلم يفعل وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن ليلا إلى ليل قبل المناصع فخرجت سودة بنت زمعة وكانت امرأةً طويلةً فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس فقال : عرفتك يا سودة حرصًا على أن ينزل الحجاب قالت : فأنزل الله عز وجل آية الحجاب .
القارئ : حدثنا إسحاق، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : احجب نساءك، قالت: فلم يفعل، وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن ليلا إلى ليل قبل المناصع، فخرجت سودة بنت زمعة، وكانت امرأة طويلة، فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس، فقال: عرفتك يا سودة، حرصا على أن ينزل الحجاب، قالت: " فأنزل الله عز وجل آية الحجاب ".
فوائد حديث : ( ... أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : احجب نساءك قالت : فلم يفعل وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن ليلا إلى ليل قبل المناصع فخرجت سودة بنت زمعة وكانت امرأةً طويلةً فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس فقال : عرفتك يا سودة حرصًا على أن ينزل الحجاب قالت : فأنزل الله عز وجل آية الحجاب )
الشيخ : هذا أيضا سبب آخر لنزول آية الحجاب، ولا مانع من أن يتعدد السبب كما قال أهل العلم، فإن الآية قد يكون لها سببان. ويحتمل أن حديث أنس السابق قوله : ( فأنزلت آية الحجاب ) يعني ظهرت أحكامها وبانت، ولكنه خلاف ظاهر اللفظ، وعليه فنقول إن حديث عائشة وحديث أنس بن مالك يدل على أن هذه الآية لها سببان. شف شرح الحديث هذا. القارئ : القسطلاني ؟ الشيخ : القسطلاني، نعم.
القارئ : قال : " "حدثنا " ولأبي ذر: حدثني " إسحاق " هو ابن راهويه كما جزم به أبو نعيم في مستخرجه قال: " أخبرنا يعقوب بن إبراهيم " ثبت ابن إبراهيم لأبي ذر، قال: " حدثنا أبي " إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف " عن صالح " هو ابن كيسان " عن ابن شهاب " الزهري أنه " قال: أخبرني " بالإفراد " عروة بن الزبير " بن العوام " أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم " سقط زوج النبي الخ لأبي ذر " قالت: كان عمر بن الخطاب" رضي الله عنه " يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ": يا رسول الله " احجب نساءك" فإنه يدخل عليك البر والفاجر " قالت: فلم يفعل " صلى الله عليه وسلم " وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن " للبراز للبول والغائط " ليلا إلى ليل قبل المناصع " بكسر القاف وفتح الموحدة أي جهة المناصع موضع معروف بالمدينة " خرجت " ولأبي ذر فخرجت "سودة بنت زمعة " القرشية أم المؤمنين رضي الله عنها ليلة من الليالي. وثبت بنت زمعة في رواية أبي ذر " وكانت امرأة طويلة فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس فقال " لها: " عرفتك " ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: عرفناك " يا سودة حرصا " نصب مفعولا له لقوله عرفتك " على أن ينزل الحجاب قالت " عائشة: " فأنزل الله عز وجل آية الحجاب " سقط لفظ آية لأبي ذر. واستشكل بأنه ثبت أن قصة زينب كانت سببا لنزول آية الحجاب فتعارضا، وأجيب: بأن عمر حرص على ذلك حتى قال لسودة ما قال، فوقعت القصة المتعلقة بزينب فنزلت الآية، فكان كل من الأمرين سببا لنزولها، أو أن عمر تكرر منه هذا القول قبل الحجاب وبعده، أو أن بعض الرواة ضم قصة إلى أخرى، وقد سبق موافقات عمر رضي الله عنه في سورة الأحزاب ". الشيخ : نعم، طيب.
حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان قال : الزهري حفظته كما أنك ها هنا عن سهل بن سعد قال : اطلع رجل من جحر في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدرًى يحك به رأسه فقال لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل البصر .
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان قال : الزهري حفظته كما أنك ها هنا عن سهل بن سعد قال : اطّلع رجل من جحر في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدرًى يحك بها رأسه فقال : ( لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ).
حدثنا مسدد قال : حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك أن رجلا اطلع من بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم بمشقص أو بمشاقص فكأني أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه .
القارئ : حدثنا مسدد قال : حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك أن رجلا اطّلع من بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم بمشقص أو بمشاقص فكأني أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه .
فوائد حديث : ( ... عن أنس بن مالك أن رجلا اطلع من بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم بمشقص أو بمشاقص فكأني أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه ) و روايته الأخرى .
الشيخ : هذا الحديث كما سمعتم فيه دليل على أنه لا يجوز للإنسان أن يطلع على بيت غيره، وأنه إذا اطّلع على بيت غيره فقد أهدر حرمة عينه، وأنه يجوز لصاحب البيت أن يفقأ عينه برمح أو مدرى أو أي شيء أراد. وليس من باب دفع الصائل ولكنه من باب عقوبة الجاني، والدليل على أنه ليس من باب دفع الصائل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختل هذا الرجل من أجل أن يفقأ عينه، ولو كان من باب دفع الصائل لنبهه أولا ثم إذا أصرّ على النظر ولم يندفع إلا بفقئ عينه فقأ عينه، ولكنه لما لم يفعل عليه الصلاة والسلام وجعل يختله دل هذا على أن فقأ عين الناظر من باب عقوبة الجاني وليس من باب دفع الصائل. وعلى هذا فيجوز أن تتختله حتى تضرب عينه بمسمار أو غيره. طيب، هل مثل ذلك الأذن ؟ يعني لو أن أحدا تسمع إليك من جحر في الباب هل لك أن تجرح أذنه ؟ قال أهل العلم : لا، ليس كذلك لأن الإدراك بالبصر والاطّلاع على العورات أعظم من الاستماع وأيضا الاستماع لا يكون إلا بعد رفع صوت، وإذا رفع أهل البيت أصواتهم حتى خرج إلى السوق فهم الذين رفعوا أصواتهم، ولهذا لو أن الباب كان مفتوحا ووقف رجل أمام الباب ينظر، فهل تفقأ عينه ؟ لا، ليش ؟ لأن التفريط من أهل البيت، هم الذين لم يوصدوا الباب، لكن إذا كان الباب موصدا وجاء إنسان ينظر فإن هذا جزاؤه. وفي هذا دليل على أن الاستئذان له حكمة، وهو النظر، وقد قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا ))، ولهذا قال بعض العلماء : من الأدب أنك إذا وقفت عند الباب تجعل الباب على يمينك أو على يسارك، حتى إذا جاء من يريد أن يفتح الباب لم تكن تنظر إلى البيت إلا بعد أن يفتح، يعني مثلا إذا كان الباب على اليسار تقف أنت على اليمين، إذا كان على اليمين تقف على اليسار، وهذا لا شك أنه أدب حسن، لا سيما مثل الأبواب القديمة التي يكون فيها فتحات بين الجدار والباب، فإنه من المستحسن أن تكون على اليمين أو الشمال من أجل إذا جاء أحد يريد يفتح الباب ولا سيما إذا كان من النساء لا تنظر إليه.
بعض البيوت فيها فتحات لينظر منها صاحب البيت لمن في الباب هل يجوز النظر منها ؟
السائل : بعض البيوت فيها فتحات لينظر منها صاحب البيت لمن في الباب هل يجوز النظر منها ؟ الشيخ : هذا ما فيه بأس أن صاحب البيت أن ينظر إلى قارع الباب لأنه ربما يكون عدو يخشى منه.
هل يجوز لصاحب البيت أن يفقأ عين من نظر في بيته بالسكين ؟
السائل : بالنسبة لفقأ العين بما لا يتعدى جرم العين لا يجوز له أن يفقأه بالسكين مثلا؟ الشيخ : الحديث مطلق، وأهم شيء العين التي حصل بها النظر كما تقطع اليد التي حصل بها السرقة، أما نعم لو تعمد أن يكون الطعن ينفذ إلى دماغه فهذا لا يجوز. أهم شيء الذي رخص هو فقؤ العين فقط.
كيف الجمع بين هذا الحديث وبين الحديث الذي فيه شدة غيرة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : سبق في حديث أنس أن عمر يقول ( احجب نساءك ) وما يفعل والرسول صلى الله عليه يقول ( إن فلان ليغار وإني أغير منه والله أغير مني ) كيف الجميع بينهما ؟ الشيخ : الجمع بينهما أنه ليس فيه محظور يعني كون نساء االنبي صلى الله عليه وسلم يخرجن كما تخرج النساء ليس فيه محظور في الأصل، لكن من كمال إكرام الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم أحبوا أن تكون نساؤه تكون محتجبة حتى عن الناس، يعني لا يرون ولا أجسامهن.
هل يفهم من آية الحجاب أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لا بخرجن و لو للغائط ؟
السائل : يعني كانت زوجات النبي صلى الله عليه يرون إذا خرجن إلى المناصع فهل يبنى لهن كنوف في البيت لهذه الآية؟ الشيخ : ما يبنى، لا ما هو القصد أنه يبنى لهن، أنها لا تخرج إلا ليلا في وقت لا يكون الناس فيه جالسين، يعني ما تُرى.
حدثنا الحميدي قال : حدثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لم أر شيئًا أشبه باللمم من قول أبي هريرة ح حدثني محمود قال : أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال : ما رأيت شيئًا أشبه باللمم مما قال : أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه .
القارئ : حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لم أر شيئا أشبه باللمم من قول أبي هريرة، ح حدثني محمود، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه ).
فوائد حديث : ( ... عن ابن عباس قال : ما رأيت شيئًا أشبه باللمم مما قال : أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم المؤلف رحمه الله ذكر زنا الجوارح دون الفرج، وذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ما رأيت أشبه باللمم مما قال أبو هريرة رضي الله عنه، يعني أن الزنا بدون الفرج من اللمم الذي قال الله عنه : (( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم )) وبناء على هذا القول يكون الاستثناء في الآية منقطعا، لأن اللمم من غير جنس كبائر الإثم والفواحش، فإن اللمم هو الصغائر، والصغائر تمحى بالأعمال الصالحة كما قال الله تعالى : (( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما )). من الزنا زنا العين، وذلك بالنظر، أن ينظر الإنسان إلى ما لا يحل النظر إليه من النساء، ولكن إذا كان الإنسان في بلد كل النساء قد كشفن وجههن وأتين بأسباب الفتنة فالواجب عليه أن يغض البصر والنظرة الأولى معفو عنها، يعني النظرة التي تأتي بغتة لا يحس بها الإنسان معفو عنها، وما بقي فالواجب عليه التحرز منه. زنا اللسان المنطق، ربما يتكلم الإنسان مع امرأة ويتمتع بالحديث معها، إما تمتع بالمنطق وحسنه، وإما تمتع بالشهوة، وكلاهما حرام. وزنا النفس التمني والتشهي، يعني يتمنى ويشتهي أن يزني بالمرأة، نسأل الله العافية. ثم بعد ذلك الفرج يصدق هذه الأنواع أو يكذبها. وفي هذا التحذير من هذه المقدمات : النظر والحديث والميل، فإن هذه تحمل الإنسان على أن يزني الزنا الأكبر وهو فعل الفاحشة، نسأل الله العافية. السائل : النظر للأمر ببشهوة هل يدخل في الحديث؟ الشيخ : أي نعم، النظر إلى الأمرد بشهوة أخبث من النظر إلى المرأة، كما أن اللواط أخبث من الزنا، ولهذا كان القول الراجح في اللواط أن حده أعظم حد الزنا، وأن الفاعل والمفعول به يقتلان بكل حال، وإن لم يكونا محصنين، لأن هذه فاحشة عظيمة، والتحرز منها صعب، فيقتل الفاعل والمفعول به، وقد حكى شيخ الإسلام رحمه الله إجماع الصحابة على ذلك، أي على قتل الفاعل والمفعول به وإن لم يكونا محصنين، لكن يقول : اختلفوا كيف يقتلان ؟ فقال بعضهم : يحرقان بالنار، وقال آخرون : يُرجمان بالحجارة، وقال آخرون : يُلقيان من أعلى مكان في البلد ويتبعان الحجارة. المهم أن الصحابة أجمعوا على قتل الفاعل والمفعول به، لأن فساد هذا عظيم، يصبح الرجل بل يصبح الرجال كلهم كالنساء. واعلم أن المفعول به تنكسر نفسه حتى ينظر إلى الرجال كما تنظر المرأة إلى الرجل، نسأل الله العافية، وحينئذ تكون رجال الأمة كنسائها. ولذلك كان جرمه عظيما أعظم من الزنا، فمن نظر إلى الأمرد بشهوة فهو والعياذ بالله - نسأل الله أن يحمينا وإياكم -كالذي ينظر إلى النساء بل أشد، ولهذا قال بعض أهل العلم : " اتقوا المرد فإنهم أشد فتنة من العذارى "، يعني من النساء الأبكار، ولكن هذا عند بعض الناس، أما بعض الناس والحمد لله ينظر إلى هؤلاء كما ينظر إلى أي إنسان عادي.
السائل : بعض الناس يقول تمني الزنا يعفى عنه هل هذا صحيح ؟ الشيخ : هذا زنا هذا، يتمنى ويشتهي يعني ما هو معناه أنه يصد نفسه، يعني يمشي مع هذا التمني، يعني مثلا إنسان لو فرضنا نفسه دعته ولكنه امتنع هذا طيب. لكن يمشي مع هذا التمني، لأنه إذا مشى مع هذا التمني في النهاية يقع.
السائل : إذا كان في البلد نساء كاشفات وينظر إليهنّ ولا تتحرك شهوته، هل يقع في هذا أو إلا إذا تلذذ؟ الشيخ : ظاهر الآية الكريمة العموم يجب عليك أن تغض البصر، وكذلك قال النبي : ( لك الأولى وليست لك الثانية ). والإنسان ربما أنه ما يشتهي وربما يكره فعلهنّ هذا، ومعلوم أنه مع الكراهة لا يوجد تشهي، لكنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولهذا التعبير القرآني : (( ولا تقربوا الزنا )) نهى عن قربه، لأنه من قرب ولج. السائل : وإذا تاقت نفسه إلى هذا الشيء يكف البصر؟ الشيخ : يجب أن يكف مطلقا.
حدثنا إسحاق قال : أخبرنا عبد الصمد قال : حدثنا عبد الله بن المثنى قال : حدثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم سلم ثلاثًا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا .
القارئ : حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الصمد، حدثنا عبد الله بن المثنى، حدثنا ثمامة بن عبد الله، عن أنس رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا ).
فوائد حديث : ( ... ثمامة بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم سلم ثلاثًا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا )
الشيخ :" كان "في هذا الحديث لا تفيد الاستمرار والدوام، بل هي لا تفيده مطلقا، وقد مر علينا أن كان ليست للاستمرار، بل هي للاتصاف بالصفة، ولهذا تجد في الحديث : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسبح والغاشية )، ( وكان يقرأ بالجمعة والمنافقين )، لو قلنا " كان " للاستمرار حصل بذلك إيش ؟ تعارض، لكنها لا تفيد الاستمرار، إنما قد تفيد الاستمرار بقرينة خارجية. ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم سلم ثلاثا ) من المعلوم أنه لن يكرر السلام لكن الحد الأقصى لسلامه ثلاث مرات، يعني يسلم، إذا لم يسمع المسلم عليه أعاد، إذا لم يسمع أعاد حتى يسمع. أيضا الاستئذان يستأذن ثلاثا يعني إذا جاء إلى بيت الشخص استأذن مرة، إن لم يؤذن له أعاد ثانية وثالثة كما يأتي في الحديث الذي بعده. إذا تكلم أيضا أعادها ثلاثا يعني كل ما تكلم يعيدها ثلاثا ؟ لا، لكن إذا لم تُفهم عنه أعادها ثلاثا، وبعد الثلاث هل يعيدها ؟ لا، لأنه إذا تكلم ثلاث مرات ولم يفهمها المخاطب دل على أحد أمرين : إما بلادة لا منتهى لها أو لا بلادة فوقها، وإما غفلة فليس أهلا لأن يُكرر. وهذا أيضا في غير مقام التعليم، أما في مقام التعليم فالظاهر أن الإنسان له أن يعلم ويكررّ حتى يفهم عنه، لكن في الكلام السائر هذا لا يزيد على ثلاث.
السائل : الحديث السابق وجه إدخاله في باب الاستئذان ؟ الشيخ : ما هو في كتاب الاستئذان، يعني الكتاب العام. وجهه ظاهر لأن الاستئذان إنما جعل من أجل النظر، ونظر الإنسان داخل في هذا.
هل يجوز للرجل أن يجامع زوجته وهو يتخيل امرأة أخرى ؟
السائل : أحسن الله إليك في الحديث السابق ... أنه كان يرى الأفلام التي تعرض فكان يرى النساء في هذه الأفلام وكان إذا جامع امرأته يتخيل امرأة من هذه فما حكم هذا ؟ الشيخ : أعوذ بالله، هذا حرام، هذا لا يجوز. شف بارك الله، انصحه، قل له إن فعلت ذلك لن تتلذذ بمجامعة أهلك إلا حيث تعتقد أنك تجامع المرأة التي كنت تتخيل، وهذا يؤدّي إلى أن لا يكون الإنسان سعيدا مع أهله. لكن إذا كان الإنسان عند إتيان أهله يعتقد أنه يأتي أهله ويتلذذ بهم حصلت له السعادة.
هل النظر إلى النساء في التلفاز والفيديو من زنا البصر ؟
السائل : هل النظر إلى النساء في التلفاز والفيديو من زنا البصر ؟ الشيخ : نعم وش تقولون في هذا ؟ السائل : ... يتحيلون في الإتيان يبالمشاهد ويتزينون ؟ الشيخ : على كل حال، هو لا شك أن القتنة تحصل بذلك، تحصل بلا شك، هذا أمامه يمكن يقعد يتأمل ويفكر ويناظر بخلاف المرأة العابرة في السوف، لكن لا شك أن الصورة مهما كانت لا تعطي ما يكون في الأصل، إنما أن تبقى أمام الإنسان يتأمل وينشئ شهوته يمكن تكون أشد.
حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري قال : كنت في مجلس من مجالس الأنصار إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور فقال : استأذنت على عمر ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعت فقال : ما منعك قلت استأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع فقال : والله لتقيمن عليه ببينة أمنكم أحد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي بن كعب : والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم فكنت أصغر القوم فقمت معه فأخبرت عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وقال ابن المبارك قال : أخبرني ابن عيينة قال : حدثني يزيد عن بسر قال : سمعت أبا سعيد بهذا .
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: كنت في مجلس من مجالس الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثا، فلم يؤذن لي فرجعت، فقال: ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع ). فقال : والله لتقيمن عليه ببينة، أمنكم أحد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبيّ بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك. وقال ابن المبارك، أخبرني ابن عيينة، حدثني يزيد بن خصيفة، عن بسر سمعت أبا سعيد، بهذا.
فوائد حديث : ( ... عن أبي سعيد الخدري قال : كنت في مجلس من مجالس الأنصار إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور فقال : استأذنت على عمر ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعت فقال : ما منعك قلت استأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع فقال : والله لتقيمن عليه ببينة أمنكم أحد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي بن كعب : والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم فكنت أصغر القوم فقمت معه فأخبرت عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك )
الشيخ : هذا أيضا الاستئذان إذا استأذن الإنسان ثلاثا، ولم يؤذن له فليرجع، لأن هذا يعني إذا استأذن الإنسان ثلاثا، فلم يؤذن له، لا يخلو من أحد أمرين : إما أن يكون صاحب البيت غير موجود، وإما أن يكون موجودا لكن لا يجب أن يأذن لأحد، فارجع، بل لو فرض أنه فتح لك الباب وقال لك ارجع ، ترجع أو لا ؟ ترجع، وهذا أزكى لك، كما قال تعالى : (( وإذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم )). لكن هذه القصة مع عمر رضي الله عنه فيها إشكال، لأن أبا موسى روى الحديث، ومعلوم أن الحديث يقبل ولو من راو واحد، فكيف طلب عمر بينة لأبي موسى ؟ ليش يطلب ؟ أبو موسى ثقة روى حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم لو قلنا بأن لا نقبل الحديث إلا مع شاهد ضاعت كل الأحاديث التي لا يرويها إلا صاحبي واحد، فماذا نقول ؟ ايش تقول يا جمال. جمال : في حالة الشك ... الأصل إذا شك فيه. الشيخ : فليستثبت ... خالد؟ خالد : عمر حينما أراد من الناس أن يتثبتوا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا يلقي الحديث هكذا ... وهو لا يشك في حديث أبي موسى وإنما يخشى من أناس يأتون أقل من أبي موسى يقولون حديث هكذا ولا يتثبتون منها وينسبونها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. السائل : والله اعلم أن هذا الفعل كان غير معروف في أوساط الصحابة وإنما طلب البينة لكي يقيمها كان غير معروف إلا عند قليل من الناس . السائل : أيوه يا شيخ. الشيخ : نعم. السائل : نقول إن هذه الطريق كانت بين أبي موسى وعمر وأبوموسى كان متواعدا مع عمر أن يذهب إليه فلما ذهب إليه ورجع فأحب ... الشيخ : لكن هو قال إن الرسول قال ( إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع ) ؟ السائل : لأن أبا موسى أحب أن يبرأ نفسه. السائل : لأن هذا الكلام مما اشتهر في عهد الصحابة ... المشهور عمر كان يروح مع الرسول مع أبي بكر فاستغرب أن هذا الأمر ما يكون وصل مع أنه أقرب الناس لرسول الله صلى الله عيه وسلم. الشيخ : معناه زيادة تثبت. السائل : ... عمر رضي الله عنه وإلا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ... عندما بعث معاذا إلى اليمن فيكون هذا زيادة تثبت ... الشيخ : لأن الحقيقة التعليلات التي ذكرت فيها بعض الشيء ... ربما الواحد يطلع منكم بتعليل ... السائل : ... الشيخ : ما هو؟ السائل : يعني أنه إذا كان شك. الشيخ : ... فلما كان المقام مقام دفاع عن النفس، المقام مقام دفاع عن النفس لا شك، ولا نشك في أبي موسى أنه صادق، لكن يأتي إنسان آخر يصنع حديثا من عنده دفاعا عن نفسه، فمن أجل سد هذا الباب طلب من أبي موسى البينة يعني لئلا يأتي واحد غير أبي موسى، فإذا أراد عمر أن يعاتبه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا لأجل يفتك، فأراد عمر أن يسد الباب حتى في هذا الرجل الصادق أبي موسى رضي الله عنه. هذا أقرب ما يقال فيه، فيقال إن عمر لم يتهم أبا موسى، ولم يرد الاستثبات أو زيادة الاستثبات لأن الأمر عنده ثابت، لكن خاف أن يأتي لكع بن لكع فيتهم بشيء أو يوجه إليه أمر فيقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا لأجل أن يدافع عن نفسه، فيقال مثلا إذا كان عمر طلب من أبي موسى وهو من هو في الثقة والعدالة فكيف بغيره. هذا أقرب ما يكون، لأن زيادة الاستثبات هذا لو كان هناك معارض، لو صح ما قال الأخ عبد المنان كان يمكن، كما استثبت النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في قصة ذي اليدين، أما وليس هناك معارض ما له وجه، وإلا كان كل واحد نقول إذا جاءنا راويان أثبت مما إذا جاءنا راو واحد، كل واحد يروي نقول هات زيادة بينة، لكن لما كان المقام مقام دفاع عن النفس، والإنسان إذا كان في مقام الدفاع يتهم لا في هذه القضية المعينة، هذه ما فيها اتهام، لكن لئلا يأتي واحد في المستقبل يقول هذا الكلام.
السائل : ما وجه هذا الحديث مع أن الصحابة كلهم عدول ؟ الشيخ : يمكن يجي من غير الصحابة، يمكن يجي واحد من غير الصحابة، يريد عمر أن يآخذه بشيء أو غير عمر فيأتي، مثل ما يوجد الآن أهل البدع يتكلمون بأحاديث موضوعة. فيه واحد متعصب لمذهب من المذاهب يقول : حدثني فلان عن فلان عن فلان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكون في أمتي رجل أضر عليها من إبليس يقال له محمد بن إدريس.