باب : إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن . و قال سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( هو إذنه ) .
القارئ : قال البخاري رحمه الله تعالى : باب : إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن . وقال سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( هو إذنه ) .
حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا عمر بن ذر و حدثنا محمد بن مقاتل قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا عمر بن ذر قال : أخبرنا مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد لبنًا في قدح فقال : أبا هر الحق أهل الصفة فادعهم إلي قال : فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فدخلوا .
القارئ : حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر، وحدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا عمر بن ذر، أخبرنا مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد لبنا في قدح، فقال: ( أبا هر، الحق أهل الصفة فادعهم إليّ ) قال: فأتيتهم فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم فدخلوا.
فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد لبنًا في قدح فقال : أبا هر الحق أهل الصفة فادعهم إلي قال : فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فدخلوا )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم إذا دُعي الرجل فجاء هل يستأذن أو نقول إن دعوته إذن ؟ في هذا خلاف بين العلماء، فمنهم من قال هو إذنه، يعني دعوته إذنه ولا حاجة إلى أن يستأذن. ومن العلماء من قال بل يستأذن. ولعل هذا يرجع إلى العرف والعادة، فإذا جرت العادة بأن دعوته إذن فهو إذن، كما لو جاء إلى البيت حضر إلى البيت ووجد الباب مفتوحا، والناس يدخلون فهذا إذن لا يحتاج أن يستأذن، أما لو وجده مغلقا فإنه يستأذن وإن كان قد دُعي، لأن الرجل قد يكون دخل البيت في الداخل وأغلق الباب، وحينئذ لا ينبغي أن تدخل إلا باستئذان. فيكون في المسألة فيه تفصيل. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة أهل الصفة فيه قصة مشهورة وهو أن أبا هريرة رضي الله عنه شرب حتى روي فقال : ( اشرب أبا هر )، فقال : " لا أجد له مساغا "، فيستفاد منه أنه يجوز أن يملأ الإنسان بطنه أحيانا، لكن من الشيء الخفيف أيضا، لأن اللبن خفيف، لا من الطعام الثقيل، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله : إنه لا يجوز للإنسان أن يأكل طعاما يتأذى به أو يحصل له منه تخمة، التخمة تغير البطن والمعدة، لأن هذا من الإضرار بالبدن، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا ضرر ولا ضرار ).
هل يؤخذ من حديث أبي هريرة لما كرر عليه النداء للشرب التزييد في الأكل والشرب ؟
السائل : هل يؤخذ من حديث أبي هريرة لما كرر عليه النداء للشرب التلزيم في الأكل والشرب ؟ الشيخ : إذا وٌجد قرينة، لأن أبا هريرة كان جائعا رضي الله عنه، وإلا فلا حاجة.
السائل : هل يؤخذ من الحديث أنه حتى لو دُعي الإنسان لا بد أن يستأذن ؟ الشيخ : نحن فصلنا في هذا، قلنا إن هذا يرجع إلى العرف، لأن الحديث الأول يقول هو إذنه، يعني دعوته إذن، فالمسألة ترجع إلى العادة والعرف. السائل : ... الشيبخ : ما هي واضحة وامؤلف ساقه هنا مختصرا.
حدثنا علي بن الجعد قال : أخبرنا شعبة عن سيار عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله .
القارئ : حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن سيار، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه مرّ على صبيان فسلم عليهم، وقال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ).
فوائد حديث : ( ... عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله )
الشيخ : هذا أيضا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلم على الصغار إذا مر بهم، وهذا من مكارم الأخلاق ومن تعليم الصبيان أيضا، فقيه فائدتان : أولا : التواضع وكرم الخلق، والثاني: تعليم الصبيان للآداب والأخلاق الفاضلة.
يقول بعض الناس أنه يشرع السلام على الحيوانات حتى يصبح لسان المسلم رطبا من ذكر الله ؟
السائل : يقول بعض الناس أنه يشرع السلام على الحيوانات حتى يصبح لسان المسلم رطبا من ذكر الله ؟ الشيخ : والله، إذا كان مثلها يشرع أنه يسلم، أقول الله المستعان، الجواب عرفته.
السائل : هل يجب ضرب الصبيان للسلام ؟ الشيخ : قد يقال بالوجوب لأن هذا يتضمن حق آدمي، وقد يقال بعدمه لأنهم غير مكلفين. لكن لا شك أنهم يعلمون، حتى لو قلنا إنه لا يجب فينبغي أن يعلموا، وأن يؤمروا بالرد.
السائل : من هو الصبي ؟ الشيخ : الصبي من لم يبلغ، المراد به من لم يبلغ. السائل : الذي ما يفهم ؟ الشيخ : الصغير يفهم، أنت إذا ما فهمته السلام عليكم رح يفهمونه شيء آخر، سلام بغير اللغة العربية، بعض الناس الآن يعلم طفله يقول باي باي، فأنت إذا ما علمته هذا، يمكن يعلمه ذاك والله المستعان.
حدثنا عبد الله بن مسلمة قال : حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال : كنا نفرح يوم الجمعة قلت لسهل : ولم ؟ قال : كانت لنا عجوزا ترسل إلى بضاعة قال ابن مسلمة : نخل بالمدينة فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في قدر وتكركر حبات من شعير فإذا صلينا الجمعة انصرفنا ونسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح من أجله وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة .
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل، قال: كنا نفرح يوم الجمعة، قلت: ولم؟ قال: "كانت لنا عجوز، ترسل إلى بضاعة - قال ابن مسلمة: نخل بالمدينة - فتأخذ من أصول السلق، فتطرحه في قدر، وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة انصرفنا، ونسلم عليها فتقدمه إلينا، فنفرح من أجله، وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة ".
فوائد حديث : ( ... عن سهل قال : كنا نفرح يوم الجمعة قلت لسهل : ولم ؟ قال : كانت لنا عجوزا ترسل إلى بضاعة قال ابن مسلمة : نخل بالمدينة فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في قدر وتكركر حبات من شعير فإذا صلينا الجمعة انصرفنا ونسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح من أجله وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة )
الشيخ : الله أكبر، هذا يؤخذ منه حال الصحابة رضي الله عنهم وشدة فاقتهم، يفرحون بيوم الجمعة من أجل هذا الطعام الذي تقدمه إليهم هذه العجوز. وفي هذا الحديث دليل على أن الرجال يسلمون على المرأة، وإذا كانت المسألة مثل هذه القصة فلا بأس بتسليم الرجال على المرأة لأنه ليس هناك فتنة، فليس هناك خلوة وليس هناك محذور، الرجال جماعة والمرأة عجوز. وأما إذا كانت المرأة شابة والرجل واحدا فإن السلام هنا يوقع في الفتنة، ولذلك لا نقول بمشروعية السّلام هنا، لما في هذا من الفتنة بالنسبة للرجل وبالنسبة للمرأة، ولو قلنا إن الشاب إذا مر بالشابة سلم عليها لحصل في هذا شر كثير، لكان كل الشباب الذين ليس فيهم خير يحبون أن يترددوا على الشابات، كلما وجد شابة أسرع السلام عليك، وحصل في هذا فتنة عظيمة، فلذلك نقول إذا كانت المسألة كما كان الصحابة رضي الله عنهم جماعة يأتون إلى امرأة عجوز، الفتنة مأمونة من كل وجه، ويسلمون عليها فهذا لا بأس به؟ كذلك إذا كانت المرأة من معارفه، وممن يتردد إليه كثيرا في البيت فمر بها في بيته عند أهله يسلم، ولا حرج في هذا. المهم أن الأصل هو الجواز، لكن إذا كان هناك محذور فإنه يجب المنع منه.
السائل : إذا سلمت المرأة أو سلم الرجل هل يجب الرد ؟ الشيخ : أبدا ما يجب إذا سلمت المرأة، إلا في الحال التي يجوز، أما في الحال التي تمنع أو ينهى عنها فلا.
السائل : بعض النساء بالهاتف إذا سلمت عليهن ؟ الشيخ : في الهاتف لا بأس، نقول في الغالب أن الهاتف المحظوره قليل جدا، إلا رجل يعني سيء مرة، فربما يتمتع بمخاطبته إياه. السائل : ما نقول إن الأفضل تخفض صوتها ؟ الشيخ : لازم تتكلم. السائل : تحصل فتنة يا شيخ. الشيخ : أبدا، الفتنة بالسلام عليكم ما هي بمثل الفتنة بالكلام.
بعض الرجال الكبار في السن لا يكتفي بالسلام بل يجلس مع المرأة ويتحدث معها فهل هذا جائز ؟
السائل : بعض الرجال الكبار في السن لا يكتفي بالسلام بل يجلس مع المرأة ويتحدث معها فهل هذا جائز ؟ الشيخ : على كل حال، إذا ما في محظور، إذا فرضنا أن الدكان على الشارع دكان المرأة، وهذا جالس عندها من جيرانها أو ما أشبه ذلك يتحدث والمحظور منتفي، مع أن الأفضل بلا شك ترك هذه المسألة لأن الناس أقل ما يقال أن يتهموه، فإن لم يتهموه فربما يجعلونها فعله حجة. السائل : يعني ينكر عليه ؟ الشيخ : والله الأحسن ينهى يعني ينصح في هذا، يقال ما أنت ملزوم تعرض نفسك للتهمة. شف كلام المؤلف في تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال.
القارئ : " قوله باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال. أشار بهذه الترجمة إلى رد ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير بلغني أنه يكره أن يسلم الرجال على النساء والنساء على الرجال، وهو مقطوع أو معضل. والمراد بجوازه أن يكون عند أمن الفتنة وذكر في الباب حديثين يؤخذ الجواز منهما وورد فيه حديث ليس على شرطه وهو حديث أسماء بنت يزيد : ( مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا )، حسنه الترمذي وليس على شرط البخاري، فاكتفى بما هو على شرطه، وله شاهد من حديث جابر عند أحمد. وقال الحليمي كان النبي صلى الله عليه وسلم للعصمة مأمونا من الفتنة، فمن وثق من نفسه بالسلامة فليسلم وإلا فالصمت أسلم. وأخرج أبو نعيم في عمل يوم وليلة من حديث واثلة مرفوعا يسلم الرجال على النساء ولا يسلم النساء على الرجال، وسنده واه، ومن حديث عمرو بن حريث مثله موقوفا عليه وسنده جيد، وثبت في مسلم حديث أم هانئ ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل فسلمت عليه ) ". الشيخ : المهم على كل حال كلام المؤلف واضح في أن المسألة إذا كان فيها فتنة فهي ممنوعة، وإذا أمنت الفتنة فلا بأس. السائل : عندنا نسخة بعد قوله ... أخرجه البخاري السياق الثاني من قول الصحابي ؟ الشيخ : يمكن الراوي يفسره مرة من عنده ومرة يسنده ما فيه مانع. السائل : ابن حجر ذكر أن ...؟ الشيخ : هو قال ابن مسلمة هو معلوم حدثنا عبد الله بن مسملة يقول البخاري حدثنا عبد الله بن مسلمة فأقول يمكن أن ابن مسلمة أحيانا يسند الحديث وأحيانا يفسر يقول كذا وكذا. السائل : إدراج؟ الشيخ : لا ما يمكن إدراج يكون تنويع من الراوي.
حدثنا ابن مقاتل قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام قالت : قلت وعليه السلام ورحمة الله ترى ما لا نرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم . تابعه شعيب وقال يونس والنعمان عن الزهري : وبركاته .
القارئ : حدثنا ابن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ) قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى، تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. تابعه شعيب، وقال يونس، والنعمان، عن الزهري : وبركاته.
فوائد حديث ( ... عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام قالت : قلت وعليه السلام ورحمة الله ترى ما لا نرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم . تابعه شعيب وقال يونس والنعمان عن الزهري : وبركاته )
الشيخ : هذا أيضا فيه سلام إيش ؟ سلام الملائكة على النساء، ولكن هذه القضية في الاستدلال بها بعد. أولا : هل يجوز أن نصف الملائكة بالرجولة، أو نقول الملائكة ملائكة فقط، ولا شك أننا لا نصفهم بالإناث لأن الله أنكر هذا. طيب، وثانيا : أن عالم الملائكة ليسوا كعالم البشر، فالذي أرى أن الاستدلال بهذا الحديث فيه بعد واضح. ما تكلم عليه ؟ السائل : ... نقل النبي صلى الله عليه وسلم السلام إلى عائشة؟ الشيخ : لا السلام من الأول السلام ينسب إلى من قاله أولا.
القارئ : " قوله : ابن مقاتل هو محمد وعبد الله هو بن المبارك، قوله : يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام تقدم شرحه في المناقب، وحكى ابن التين أن الداودي اعترض فقال : لا يقال للملائكة رجال ولكن الله ذكرهم بالتذكير، والجواب أن جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم على صورة الرجل كما تقدم في بدء الوحي. وقال ابن بطال عن المهلب : سلام الرجال على النساء والنساء على الرجال جائز إذا أمنت الفتنة. وفرق المالكية بين الشابة والعجوز سدا للذريعة، ومنع منه ربيعة مطلقا. وقال الكوفيون لا يشرع للنساء ابتداء السلام على الرجال، لأنهن منعن من الأذان والإقامة والجهر بالقراءة، قالوا ويستثنى المحرم فيجوز لها السلام على محرمها. قال المهلب : وحجة مالك حديث سهل في الباب، فإن الرجال الذين كانوا يزورونها وتطعمهم لم يكونوا من محارمها انتهى. وقال المتولي : إن كان للرجل زوجة أو محرم أو أمة فكالرجل مع الرجل، وإن كانت أجنبية نظر إن كانت جميلة يخاف الافتتان بها لم يشرع السلام لا ابتداء ولا جوابا، فلو ابتدأ أحدهما كره للآخر الرد، وإن كانت عجوزا لا يفتتن بها جاز. وحاصل الفرق بين هذا وبين المالكية التفصيل في الشابة بين الجمال وعدمه فإن الجمال مظنة الافتتان بخلاف مطلق الشابة فلو اجتمع في المجلس رجال ونساء جاز السلام من الجانبين عند أمن الفتنة ".
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال : حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب فقال : من ذا ؟ فقلت : أنا فقال : أنا أنا كأنه كرهها .
القارئ : حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، حدثنا شعبة، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دَين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: ( من ذا ؟ ) فقلت: أنا، فقال: ( أنا أنا )، كأنه كرهها.
فوائ حديث : ( ... سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب فقال : من ذا ؟ فقلت : أنا فقال : أنا أنا كأنه كرهها )
الشيخ : في هذا دليل على أنه يكره للإنسان إذا استأذن فقيل له من هذا ؟ قال أنا، لأن هذا لا يدل على تعيين الرجل، بل يقول فلان بن فلان. ولكن هل هذه الكراهة مطلقا أو هذه الكراهة ما لم يعلم صوته بأنه فلان ؟ ينبغي أن يقال بالكراهة مطلقا لأنه يمكن تقليد الصوت، ولأجل سد الباب نهائيا ولأنه أشد طمأنينة لصاحب البيت إذا قال المستأذن أنا فلان بن فلان، فالأولى إذا استأذنت وقيل : من عند الباب ؟ أن لا تقول أنا فقط، قل فلان بن فلان، أو أنا فلان بن فلان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل يكررها وش معنى هذا ؟ من أنت ؟ ... مسألة مشكلة. السائل : قلنا يكره مطلقا لئلا يقلد الصوت، نقول إذن ينتحل شخصيته يقول أنا فلان ؟ الشيخ : على كل حال ممكن يكذب ، لكن تقليد الصوت أكثر.
هل يكفي ما يقوله بعض الناس إذا قيل له من ؟ قال : السلام عليكم ؟
السائل : بعض الناس إذا قيل له من ؟ قال : السلام عليكم ؟ الشيخ : ما يكفي هذا، لأن أصل الاسئتذان يقول السلام عليكم، بمجرد أن يستأذن يقول السلام عليكم، هذا المشروع.
باب : من رد فقال : عليك السلام . وقالت عائشة : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رد الملائكة على آدم : السلام عليك ورحمة الله ) .
القارئ : باب : من رد فقال : عليك السلام . وقالت عائشة : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رد الملائكة على آدم : السلام عليك ورحمة الله ) .
حدثنا إسحاق بن منصور قال : أخبرنا عبد الله بن نمير قال : حدثنا عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى ثم جاء فسلم فقال : وعليك السلام فارجع فصل فإنك لم تصل فقال في الثانية أو في التي بعدها : علمني يا رسول الله فقال : إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعًا ثم ارفع حتى تستوي قائمًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها وقال أبو أسامة في الأخير : حتى تستوي قائمًا .
القارئ : حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الله بن نمير، حدثنا عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا دخل المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد، فصلى ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل )، فرجع فصلى ثم جاء فسلم، فقال: ( وعليك السلام، فارجع فصل، فإنك لم تصل )، فقال في الثانية، أو في التي بعدها: علمني يا رسول الله، فقال: ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تستوي قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها )، وقال أبو أسامة، في الأخير: ( حتى تستوي قائما ).
و حدثنا ابن بشار قال : حدثني يحيى عن عبيد الله قال : حدثني سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا .
القارئ : حدثنا ابن بشار، قال: حدثني يحيى، عن عبيد الله، حدثني سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ). الشيخ : شف الترجمة وش يقول.
قراءة من شرح صحيح البخاري لابن حجر مع تعليق الشيخ .
القارئ : " قوله : باب من رد فقال عليك السلام يحتمل أن يكون أشار إلى من قال : لا يقدم على لفظ السلام شيء، بل يقول في الابتداء والرد : السلام عليك، أو من قال : لا يقتصر على الإفراد بل يأتي بصيغة الجمع، أو من قال : لا يحذف الواو بل يجيب بواو العطف فيقول وعليك السلام، أو من قال : يكفي في الجواب أن يقتصر على عليك بغير لفظ السلام، أو من قال : لا يقتصر على عليك السلام بل يزيد ورحمة الله. وهذه خمسة مواضع جاءت فيها آثار تدل عليها، فأما الأول فيؤخذ من الحديث الماضي أن السلام اسم الله فينبغي أن لا يقدم على اسم الله شيء، نبه عليه ابن دقيق العيد، ونقل عن بعض الشافعية أن المبتدئ لو قال عليك السلام لم يجزئ. وذكر النووي عن المتولي أن من قال في الابتداء وعليكم السلام لا يكون سلاما ولا يستحق جوابا، وتعقبه بالرد فإنه يشرع بتقديم لفظ عليكم، قال النووي : فلو أسقط الواو فقال عليكم السلام قال الواحدي فهو سلام ويستحق الجواب، وإن كان قلب اللفظ المعتاد. هكذا جعل النووي الخلاف في إسقاط الواو وإثباتها والمتبادر أن الخلاف في تقديم عليكم على السلام كما يشعر به كلام الواحدي، قال النووي ويحتمل وجهين كالوجهين في التحلل بلفظ عليكم السلام، والأصح الحصول، ثم ذكر حديث أبي جري، وقد تقدم الكلام عليه في الباب الأول. وأما الثاني فأخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق معاوية بن قرة قال : قال لي أبي قرة بن إياس المزني الصحابي ". الشيخ : إذن الأفضل أن يبدأ بالسلام فيقول : السلام عليك، وفي الرد أن يقول : عليك السلام، ليتبين الفرق بين الابتداء وبين الجواب، نعم. القارئ : " قوله : باب من رد فقال عليك السلام يحتمل أن يكون أشار إلى من قال : لا يقدم على لفظ السلام شيء، بل يقول في الابتداء والرد : السلام عليك، أو من قال : لا يقتصر على الإفراد بل يأتي بصيغة الجمع، أو من قال : لا يحذف الواو بل يجيب بواو العطف فيقول وعليك السلام، أو من قال : يكفي في الجواب أن يقتصر على عليك بغير لفظ السلام، أو من قال : لا يقتصر على عليك السلام بل يزيد ورحمة الله. وهذه خمسة مواضع جاءت فيها آثار تدل عليها، فأما الأول فيؤخذ من الحديث الماضي أن السّلام اسم الله فينبغي أن لا يقدم على اسم الله شيء، نبه عليه ابن دقيق العيد، ونقل عن بعض الشافعية أن المبتدئ لو قال عليك السلام لم يجزئ. وذكر النووي عن المتولي أن من قال في الابتداء وعليكم السّلام لا يكون سلاما ولا يستحق جوابا، وتعقبه بالرد فإنه يشرع بتقديم لفظ عليكم، قال النووي : فلو أسقط الواو فقال عليكم السلام قال الواحدي فهو سلام ويستحق الجواب، وإن كان قلب اللفظ المعتاد. هكذا جعل النووي الخلاف في إسقاط الواو وإثباتها والمتبادر أن الخلاف في تقديم عليكم على السلام كما يشعر به كلام الواحدي، قال النووي ويحتمل وجهين كالوجهين في التحلل بلفظ عليكم السلام، والأصح الحصول، ثم ذكر حديث أبي جري، وقد تقدم الكلام عليه في الباب الأول ". الشيخ : الواقع أن هذه المسألة الرد في قوله السلام عليك ينبغي أن لا تعلل، ينبغي أن يدلل لها، لأن الحديث الذي ساقه المؤلف معلقا : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رد الملائكة على آدم : السلام عليك ورحمة الله )، هذا رد من الملائكة على آدم، ما حاجة أن نعلل ونقول لأن السلام من أسماء الله فينبغي أن يقدم، لو أنه أشار إلى هذا لكان أحسن، نعم. القارئ : " ثم ذكر حديث أبي جري، وقد تقدم الكلام عليه في الباب الأول، وأما الثاني فأخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق معاوية بن قرة قال قال لي أبي قرة بن إياس المزني الصحابي : إذا مر بك الرجل فقال السلام عليكم، فلا تقل وعليك السلام فتخصه وحده فإنه ليس وحده، وسنده صحيح. ومن فروع هذه المسألة لو وقع الابتداء بصيغة الجمع فإنه لا يكفي الرد بصيغة الإفراد، لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم فلا يكون امتثل الرد بالمثل فضلا عن الأحسن، نبه عليه بن دقيق العيد ". الشيخ : قوله : " من فروع المسألة " مع أن الأثر هكذا جاء، الأثر ما جاء هكذا ؟ في الجمع في السلام، قوله : " ومن فروع هذه المسألة " مع أنها هي المسألة! السائل : ... الأثر الأول فيه التقديم ـ تقديم السلام على ... الشيخ : يعني في الرد؟ إذا قال السلام عليكم فلا تقل وعليك السلام، نهى على أن ترد بالإفراد مع أنه سلم بالجمع. طيب. القارئ : " ومن فروع هذه المسألة لو وقع الابتداء بصيغة الجمع فإنه لا يكفي الرد بصيغة الإفراد ". الشيخ : مو هذا الأثر ، هذا الأثر، طيب. القارئ : " لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم فلا يكون امتثل الرد بالمثل فضلا عن الأحسن، نبه عليه ابن دقيق العيد. الشيخ : ما هو هذا الأثر ؟ هذا هو، هذا الأثر. طيب. القارئ : وأما الثالث فقال النووي اتفق أصحابنا أن المجيب لو قال عليك بغير واو لم يجزئ وإن قال بالواو فوجهان ". الشيخ : ووجه ذلك أنهم اتفقوا أنه إذا قال عليك لم يجزئ، وفي عليك وجهان، لأنه إذا قال وعليك فإنه معطوف على قوله : السلام عليك، يعني وعليك السلام الذي بدأت به، أما إذا قال عليك لم تكن هذه الجملة مبنية على الجملة السابقة، فما الذي هو عليه ؟ هل هو السلام، أو عليك كذا من الأشياء الأخرى، نعم، طيب. القارئ : " وأما الثالث فقال النووي اتفق أصحابنا أن المجيب لو قال عليك بغير واو لم يجزئ وإن قال بالواو فوجهان. وأما الرابع فأخرج البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح عن ابن عباس أنه كان إذا سلم عليه، يقول : وعليك ورحمة الله. وقد ورد مثل ذلك في أحاديث مرفوعة سأذكرها في باب كيف الرد على أهل الذمة. وأما الخامس فتقدم الكلام عليه في الباب الأول ". الشيخ : الخامس ما هو ؟ طيب، الحديث تقرأه ؟ السائل : ... الشيخ : واش ردوا اقرأ الحديث ما فيه مانع. القارئ : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك، النفر من الملائكة، جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن ). " قوله : فزادوه ورحمة الله فيه مشروعية الزيادة في الرد على الابتداء وهو مستحب بالاتفاق لوقوع التحية في ذلك في قوله تعالى : (( فحيوا بأحسن منها أو ردوها ))، فلو زاد المبتدئ ورحمة الله استحب أن يزاد وبركاته، فلو زاد وبركاته فهل تشرع الزيادة في الرد ؟ وكذا لو زاد المبتدئ على وبركاته هل يشرع له ذلك ؟ أخرج مالك في الموطأ عن ابن عباس قال انتهى السلام إلى البركة. وأخرج البيهقي في الشعب من طريق عبد الله بن بابيه قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال : حسبك إلى وبركاته انتهى إلى وبركاته. ومن طريق زهرة بن معبد قال : قال عمر : انتهى السلام إلى وبركاته، ورجاله ثقات. وجاء عن ابن عمر الجواز، فأخرج مالك أيضا في الموطأ عنه أنه زاد في الجواب : والغاديات والرائحات. وأخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق عمرو بن شعيب عن سالم مولى ابن عمر : قال كان بن عمر يزيد إذا رد السلام، فأتيته مرة فقلت : السلام عليكم، فقال : السلام عليكم ورحمة الله، ثم أتيته فزدت وبركاته، فرد وزاد وطيب صلواته. ومن طريق زيد بن ثابت أنه كتب إلى معاوية السلام عليكم يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ومغفرته وطيب صلواته. ونقل ابن دقيق العيد عن أبي الوليد بن رشد أنه يؤخذ من قوله تعالى : (( فحيوا بأحسن منها )) الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدئ. وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي بسند قوي عن عمران بن حصين قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم، فرد عليه وقال : ( عشر )، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه وقال : ( عشرون )، ثم جاء آخر فزاد وبركاته فرد وقال : ( ثلاثون ). وأخرجه البخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة، وصححه ابن حبان وقال : ثلاثون حسنة، وكذا فيما قبلها صرح بالمعدود. وعند أبي نعيم في عمل اليوم واليلة من حديث علي أنه هو الذي وقع له مع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. وأخرج الطبراني من حديث سهل بن حُنيف بسند ضعيف رفعه : ( من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات، ومن زاد ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة، ومن زاد وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة ). وأخرج أبو داود من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه بسند ضعيف نحو حديث عمران وزاد في آخره : ثم جاء آخر فزاد ومغفرته، فقال : ( أربعون )، وقال : ( هكذا تكون الفضائل ). وأخرج ابن السني في كتابه بسند واه من حديث أنس قال : كان رجل يمر فيقول السلام عليك يا رسول الله، فيقول له : ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ). وأخرج البيهقي في الشعب بسند ضعيف أيضا من حديث زيد بن أرقم كنا إذا سلم علينا النبي صلى الله عليه وسلم قلنا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته. وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على وبركاته. واتفق العلماء على أن الرد واجب على الكفاية، وجاء عن أبي يوسف أنه قال : يجب الرد على كل فرد فرد ". الشيخ : خلاص، الذي يظهر والله أعلم أنه يكتفى بالبركة وأنها آخر شيء، إلا إذا اقتضت الحال المؤانسة مع من تسلم عليه أن يرد عليك، فلا بأس، وذلك أن الغالب أن الثلاث يكون فيها الخير والبركة، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأن ما زاد على الثلاث قد يكون مملا، لأنه لو كل واحد يسلم عليك : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ومرضاته وطيب صلواته، كم هؤلاء ؟ هذه ست أو يمكن سبع إذا بغيت، يطول، وبعض الناس يمل، فيكتفى بالثلاث إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك. ومنه الزيادة مرحبا بك، وأهلا، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سلم على الأنبياء في ليلة المعراج يردون السلام ويقولون : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، وقال آدم وإبراهيم : بالابن الصالح والنبي الصالح. نعم. الحديث الأول ما كملناه لأنه فيه فوائد. نعيده أو أشرح أنا ؟
فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى ثم جاء فسلم فقال : وعليك السلام فارجع فصل فإنك لم تصل فقال في الثانية أو في التي بعدها : علمني يا رسول الله فقال : إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعًا ثم ارفع حتى تستوي قائمًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها وقال أبو أسامة في الأخير : حتى تستوي قائمًا )
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله تعالى : عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا دخل المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد، فصلى ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وعليك السلام ). قوله : ( سلم عليه ) لم يذكر الصيغة صيغة السلام فيحتمل أنه قال : السلام عليك، ويحتمل أنه قال : السلام عليكم، فمن نظر إلى قوله : ( سلم عليه ) رجح أن يكون السلام بالإفراد، ومن نظر إلى قرينة الحال وأن النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أصحابه رجح أن يكون قال إيش ؟ السلام عليكم. لكنّ قوله صلى الله عليه وسلم : ( وعليك السلام ) قد يرجح أيضا أنه قال السلام عليك فقط، لأنه مفرد يقابل بمفرد. وقد يقال إن هذا ليس بمرجح وذلك لأن الرجل سلم على جماعة فاقتضى أن يقول السلام عليكم، هذا إن كان هذا الاحتمال هو المتعين، بخلاف الرد فهو على واحد فيقول : عليك. قال : ( ارجع فصل فإنك لم تصل ) فرجع فصلى ثم جاء فسلم، فقال: ( وعليك السلام، فارجع فصل، فإنك لم تصل ) فقال في الثانية، أو في التي بعدها: علمني يا رسول الله. طيب، قوله : ( فإنك لم تصل ) نفى أن يكون صلى، لأن صلاته هذه غير معتد بها شرعا، ومنه نأخذ أن الفعل الذي لا يعتد به شرعا يصح أن ينفى وإن كان قد وجد. ومن فوائد هذا الحديث أيضا أن الإنسان إذا فارق القوم ثم رجع إليهم فإنه يسلم مرة ثانية، فإن الرجل لما فارقهم وصلى ثم عاد سلم. ومن فوائده أيضا حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في تعليمه، حيث جعله يذهب فيصلي ويذهب فيصلي، ولم يعلمه في أول مرة من أجل أن يكون متشوفا للعلم والمعرفة حتى يأتيه العلم ونفسه قابلة له ومتطلعة له. لا يقال كيف أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي هذه الصلاة الباطلة ؟ أليس هذا أمرا بالباطل ؟ إذ نقول في الجواب عن هذا إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمره أن يصلي صلاة باطلة، بل أمره أن يعيد مرة ثانية لعله يوافق إيش ؟ الصواب، وفي النهاية سوف يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب عليه في هذا. طيب، ويشبه هذا من بعض الوجوه حديث بريرة رضي الله عنها حيث قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( خذيها واشترطي لهم الولاء ) مع أن هذا الشرط شرط فاسد، لكن ليبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا عقد عقدا فاسدا فإنه يجب إبطاله وإن تم العقد. طيب، ومن فوائده قال : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ) وهذا مجمل، ( بما تيسر ) ما هو المتيسر ؟ هذا مجمل، لكن دلت الأحاديث على أنه يجب أن يقرأ فاتحة الكتاب. ( ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تستوي قائما ) وفي لفظ : ( حتى تطمئن قائما ) ولا منافاة، لأن الاستواء بمعنى الاستقرار، والاستقرار والطمأنينة شيء واحد. ( ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا) بعد السجدة الثانية يقول : ( ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها )، وقال أبو أسامة، في الأخير: ( حتى تستوي قائما ) كأن البخاريّ عارض اللفظ الذي ساقه عبد الله بن نمير باللفظ الذي ساقه أبو أسامة، وهذا يدل على أنه يرجح ما رواه أبو أسامة : ( حتى تستوي قائما )، وبه نعرف أن هذا الحديث ليس فيه ما يدل على ثبوت جلسة الاستراحة، لأنه لو صح هذا اللفظ : ( حتى تطمئن جالسا ) لكان فيه دليل على أن جلسة الاستراحة ركن من أركان الصلاة، لأن الرسول قال : ( لم تصل ) ثم أمره أن يصلى على هذا الوجه، فدل ذلك على أن الرجل أخل بما يجب، ومنه أن يرفع من السجود الثاني حتى يطمئن جالسا، لكنّ جميع الألفاظ ليس فيها : ( حتى تطمئن جالسا ) إلا هذا السياق الذي ذكره من حديث عبد الله بن نمير، وأما بقية الرواة فمنهم من حذفه وهم الأكثر، يعني لم يقل : لا جالسا ولا قائما، وهو أكثر الروايات. وعلى هذا يمكن من الناحية الاصطلاحية أن نقول إن هذه اللفظة شاذة لأن أكثر الذين رووها لم يأتوا بها، ومعروف أنه إذا خالف الثقة من هو أرجح منه في العدد أو في الأوثقية صار حديثه شاذا. وأظن ابن حجر تكلّم على هذا.
القارئ : " قوله : وقال أبو أسامة في الأخير : حتى تستوي قائما، وصل المصنف رواية أبي أسامة هذه في كتاب الأيمان والنذور كما سيأتي. وقد بينت في صفة الصلاة النكتة في اقتصار البخاري على هذه اللفظة من هذا الحديث، وحاصله أنه وقع هنا في الأخير ثم ارفع حتى تطمئن جالسا فأراد البخاري أن يبين أن راويها خولف فذكر رواية أبي أسامة مشيرا إلى ترجيحها. وأجاب الداودي عن أصل الإشكال بأن الجالس قد يسمى قائما لقوله تعالى : (( ما دمت عليه قائما )). وتعقبه ابن التين بأن التعليم إنما وقع لبيان ركعة واحدة والذي يليها هو القيام يعني فيكون قوله : حتى تستوي قائما هو المعتمد، وفيه نظر لأن الداودي عرف ذلك وجعل القيام محمولا على الجلوس واستدل بالآية. والإشكال إنما وقع في قوله في الرواية الأخرى حتى تطمئن جالسا وجلسة الاستراحة على تقدير أن تكون مرادة لا تشرع الطمأنينة فيها فلذلك احتاج الداودي إلى تأويله لكن الشاهد الذي أتى به عكس المراد، والمحتاج إليه هنا أن يأتي بشاهد يدل على أن القيام قد يسمى جلوسا ". الشيخ : صحيح، كلام ابن حجر واضح، يعني لسنا نريد أن يكون القيام بمعنى الجلوس، نحن نريد أن يكون الجلوس بمعنى القيام. القارئ : " وفي الجملة المعتمد للترجيح كما أشار إليه البخاريّ وصرح به البيهقي وجوّز بعضهم أن يكون المراد به التشهد، والله أعلم. قوله في الطريق الأخيرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ) هكذا اقتصر على هذا القدر من الحديث وساقه في كتاب الصلاة بتمامه ".
السائل : بالنسبة لما يتعلق بالسلام هل يزاد عن المشروع قبل إتمام المشروع بأن يقول السلام عليكم ورحمة الله ومغفرته ... يعني يحذف بركاته ؟ الشيخ : يعني يحذف المشروع ويأتي بغيره ؟ الأفضل المحافظة على المشروع في كل شيء، ثم الزيادة تأتي بعده، هذا الأفضل في هذا وفي الدعاء وفي الأذكار وفي كل شيء.