تتمة فوائد حديث : ( ...عن معاذ قال : أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا معاذ قلت : لبيك وسعديك ثم قال : مثله ثلاثًا هل تدري ما حق الله على العباد ؟ قلت : لا قال : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا ثم سار ساعةً فقال : يا معاذ قلت : لبيك وسعديك قال : هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم )
الشيخ : هذه العبادة، أن تصدق بالخبر، وأن تفعل الأمور، وتترك المحظور، (( فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى )) أعطى فعل ما أمر به، اتقى ما نهي عنه، صدق بالحسنى بالخبر، (( فسنيسره لليسرى )).
هل يفهم من الحديث أن معاذا لا يعرف حق الله على العباد ؟
السائل : قول معاذ رضي الله عنه قلت لا إجابة عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ألم يكن يعرف حق الله على العباد ام أنه كان في مجلس مع النبي صىل الله عليه وسلم فأراد أن يستزيد ؟ الشيخ : قد يكون ظن أنه يريد حقا غير المعلوم، كما فعل الصحابة حين قال الرسول : ( أي يوم هذا ؟)، قالوا : الله ورسوله أعلم، ظنوا أنه سيسميه بغير اسمه.
السائل : ما معنى " لبيك " ؟ الشيخ : لا، لبيك صورتها صورة المثنى وهي مفعول مطلق عامله محذوف وجوبا،وإعرابه منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى إذ ليس المقصود به التثنية بل المقصود به التكرار.
كيف نوفق بين هذا الحديث وبين معتقد أهل السنة والجماعة أن أصحاب الكبائر تحت المشيئة ؟
السائل : كيف نوفق بين هذا الحديث وبين معتقد أهل السنة والجماعة أن أصحاب الكبائر تحت المشيئة ... ؟ الشيخ : إيه، لكن اقرأ الحديث يا عبد الله، ( أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ) وفاعل الكبيرة ما عبد الله لأنه عصى الله تعالى بكبيرته، فهذا شرط ثقيل ليس بالأمر الهين ( أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا ).
حدثنا عمر بن حفص قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش قال : حدثنا زيد بن وهب قال : حدثنا والله أبو ذر بالربذة قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاءً استقبلنا أحد فقال : يا أبا ذر ما أحب أن أحدًا لي ذهبًا تأتي علي ليلة أو ثلاث عندي منه دينار إلا أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا وأرانا بيده ثم قال : يا أبا ذر قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله قال : الأكثرون هم الأقلون إلا من قال : هكذا وهكذا ثم قال : لي مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع فانطلق حتى غاب عني فسمعت صوتًا فخشيت أن يكون عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأردت أن أذهب ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبرح فمكثت قلت : يا رسول الله سمعت صوتًا خشيت أن يكون عرض لك ثم ذكرت قولك فقمت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذاك جبريل أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة قلت : يا رسول الله وإن زنى وإن سرق قال : وإن زنى وإن سرق قلت : لزيد إنه بلغني أنه أبو الدرداء فقال : أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة قال : الأعمش وحدثني أبو صالح عن أبي الدرداء نحوه وقال : أبو شهاب عن الأعمش يمكث عندي فوق ثلاث .
القارئ : حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا زيد بن وهب، حدثنا والله أبو ذر، بالربذة قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء، استقبلنا أُحُد، فقال: ( يا أبا ذر، ما أحب أن أحدا لي ذهبا، يأتي علي ليلة أو ثلاث، عندي منه دينار إلا أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا ) وأرانا بيده، ثم قال: ( يا أبا ذر )، قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله، قال: ( الأكثرون هم الأقلون، إلا من قال هكذا وهكذا )، ثم قال لي: ( مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع ) فانطلق حتى غاب عني، فسمعت صوتا، فخشيت أن يكون عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأردت أن أذهب، ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تبرح ) فمكثت، قلت: يا رسول الله، سمعت صوتا، خشيت أن يكون عرض لك، ثم ذكرت قولك فقمت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ذاك جبريل، أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ) قلت: يا رسول الله، وإن زنى وإن سرق، قال : ( وإن زنى وإن سرق ). قلت لزيد: إنه بلغني أنه أبو الدرداء، قال: أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة. قال الأعمش، وحدثني أبو صالح، عن أبي الدرداء، نحوه. وقال أبو شهاب، عن الأعمش: ( يمكث عندي فوق ثلاث ).
فوائد حديث : ( ... قال : حدثنا والله أبو ذر بالربذة قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاءً استقبلنا أحد فقال : يا أبا ذر ما أحب أن أحدًا لي ذهبًا تأتي علي ليلة أو ثلاث عندي منه دينار إلا أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا وأرانا بيده ثم قال : يا أبا ذر قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله قال : الأكثرون هم الأقلون إلا من قال : هكذا وهكذا ثم قال : لي مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع فانطلق حتى غاب عني فسمعت صوتًا فخشيت أن يكون عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأردت أن أذهب ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبرح فمكثت قلت : يا رسول الله سمعت صوتًا خشيت أن يكون عرض لك ثم ذكرت قولك فقمت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذاك جبريل أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة قلت : يا رسول الله وإن زنى وإن سرق قال : وإن زنى وإن سرق قلت : لزيد إنه بلغني أنه أبو الدرداء فقال : أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة قال : الأعمش وحدثني أبو صالح عن أبي الدرداء نحوه وقال : أبو شهاب عن الأعمش يمكث عندي فوق ثلاث )
الشيخ : الله أكبر. هذا الحديث أيضا فيه الإجابة بلبيك وسعديك. وفي الحديث أيضا من الفوائد أنه يجوز الإقسام على الشيء دون أن يستقسم للتأكيد، لقول ابن وهب : " حدثنا والله أبو ذر "، وأكد هذا أيضا في قوله : " بالربذة "، فأقسم حجاج وذكر المكان إزالة للشبهة التي أشار إليها في آخر الحديث وهي أن المحدث بذلك أبو الدرداء مع أن أبا الدرداء قد روى نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث أيضا دليل على جواز المشي ليلا، لأن أبا ذر مشى هو والنبي صلى الله عليه وسلم عشاء، ولكن ما حاجتهما ؟ الله أعلم، قد يكون كما يفعله بعض الناس في أيام الصيف يخرج هو وصديقه إلى خارج البلد للتبرد والتمشي كما كان الناس يفعلونه من قبل، أما الآن فقد انشغل أكثر الناس بالبيوت. وفيه أيضا دليل على خطر المال، ولكن الخطر يكمن فيما إذا كنزه الإنسان، أما إذا أنفقه ها هنا وها هنا في مرضاة الله عز وجل فنعم المال الصالح عند الرجل الصالح. وفيه دليل أيضا في الحديث دليل على حسن امتثال أمر الصحابة رضي الله عنهم وعدم تسرعهم، وإلا فإن مقتضى الحال أن يسارع أبو ذر لإنقاذ النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ذهب عنه ليلا وسمع صوتا وخاف على النبي عليه الصلاة والسلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم مقصود، في المدينة منافقون أعداء للرسول عليه الصلاة والسلام، لكن لحسن امتثالهم لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبرح مكانه وبقي. وفيه دليل على مدح الثبات وعدم التسرع وأن ينظر إلى العواقب والغايات لا إلى البدايات، وإلا فلو فُرض أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرض له عارض فهل يقال إن أبا ذر ملوم على عدم فزعه أو لا ؟ نقول لا، فينبغي للإنسان أن يكون ثابتا في أموره غير متسرع. وفيه أيضا دليل على فضيلة التوحيد وحسن عاقبته، وهو أن من مات من أمة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. وهذا الحديث مقيد بما سبق، يعني من مات يعبد الله لا يشرك به شيئا، فإن شئت فقل إنه مطلق محمول على المقيد، وإن شئت فقل إن نفي الشرك يدل على أصل العمل، لأنه لو لم يكن عمل لكان عدما، والعدم ليس بشيء حتى يقال إنه أشرك فيه أم لم يشرك. حطوا بالكم لهذا النكتة، لأن كثيرا من الناس يظنون أن هذا الحديث يدل على أن الإنسان يدخل الجنة وإن لم يعمل شيئا، وهذا خطأ عظيم، خطأ في الفهم، لأننا نقول في الجواب عن هذا الحديث، الجواب عن هذا الحديث من أحد وجهين، ما هما ؟ إما أن يحمل على المقيد وهو حديث من ؟ معاذ بن جبل : ( حق العباد على الله ألا يعذب من يعبده لا يشرك به شيئا )، هذا واحد. وإما أن يقال إنه لا حاجة إلى الحمل، لأن هذا الحديث يتضمن العمل، من أين فهمنا يتضمن العمل ؟ من قوله: ( لا يشرك )، لأنه لولا أن هناك عملا ما صح أن يقال لا يشرك، لأن عدم العمل عدم، والعدم ليس بشيء حتى يشرك به أو لا يشرك، وحينئذ يكون هذا الحديث دالا على أنه هناك عمل، لكن بدون إشراك. ثم إن قوله صلى الله عليه وسلم : ( دخل الجنة ) لا يمنع من أن يعذب بقدر ذنبه، إن كان مستحقا للعذاب، لأن من مآله الجنة قد يعذب قبل الدخول، وعلى هذا فلو كان صاحب كبائر ولم يحصل سبب يقتضي العفو عنها لدخل النار بها ثم خرج منها، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ودخل الجنة. وفيه دليل على زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا، وأنه عليه الصلاة والسلام ليس جمّاعا للمال، بل إنه كان يبيت طاويا، ويعطي عطاء من لا يخشى الفاقة صلوات الله وسلامه عليه، فليس هو من الذين يريدون المال، وإنما يريد أن ينفع الأمة به. وفيه رد على النصارى عليهم لعنة الله إلى يوم القيامة الذين يقولون إن محمدا يريد الملك، وأنه رجل شهواني، لا يريد إلا النساء. فنقول لهم : قاتلكم الله وأعمى أبصاركم، لو كان شهوانيا لكان يتزوج الأبكار الحسان، وما الذي يمنعه أن يتزوج الأبكار الحسان وأصحابه لو أمرهم أن يجزوا رؤوسهم عن رقابهم لفعلوا، ما الذي يمنعه ؟ كل فتاة وكل إنسان يتمنى أن يتزوج من بناته، ولكنه لم يأخذ هؤلاء، بل أخذ النساء اللاتي قد تزوجن، لم يتزوج بكرا إلا عائشة رضي الله عنها من أجل الصلة بأبيها أبي بكر رضي الله عنه، لكن تزوج هؤلاء النساء ليكون له في كل قبيلة من قبائل العرب صلة، لأنكم تعلمون أن المصاهرة أحد سبب الصلة بين الخلق، كما قال الله تعالى : (( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ))، فكان يتخذ عليه الصلاة والسلام من كل قبيلة صلة بواسطة النكاح، وأحيانا يتزوج من أجل جبر القلب، فصفية بنت حيي رضي الله عنها كان أبوها سيد بني النضير، وأخذت سبيا مع السبي، وما ظنكم بامرأة تكون بنتا لسيد قبيلة ثم تكون سبيا تباع وتشترى، ينكسر قلبها أو لا ؟ ينكسر قلبها بلا شك فجبرها النبي عليه الصلاة والسلام واصطفاها لنفسه، وهي مع ذلك كانت ظريفة لا شك أنها ظريفة وعلى شيء من الجمال، لكن أهم شيء هو أن يجبر ما حصل لها من كسر القلب باسترقاقها وهي بنت سيد بني النضير. إذن هل يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان رجلا شهوانيا يريد يتمتع بالنساء ؟ كلا والله أبدا، لكن النصارى عليهم لعنة الله إلى يوم القيامة لا يريدون إلا أن يشوهوا الحقائق كما شوهوا الحقيقة في عيسى ابن مريم، قالوا إنه ابن الله، وإنه ثالث ثلاثة، وعيسى نفسه يقول : (( ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )).
السائل : هل يقال إن صاحب المعاصي مشرك ؟ الشيخ : لا، عندنا إشراك عام وإشراك خاص، الإشراك الخاص أن يتخذ الإنسان مع الله شريكا، والإشراك العام اتباع الهوى، فبهذا المعنى يمكن أن نقول جميع المعاصي شرك، قال تعالى : (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )) لكن الشرك الذي يتكلم الناس عليه والذي لا يغفره الله هو الإشراك الخاص، أن يتخذ مع الله تعالى شريكا في العمل أو العبادة.
هل يفهم مما سبق أنه يجوز للإنسان أن يصرف كل ماله و لا يدع منه شيئا ؟
السائل : هل يفهم مما سبق أنه يجوز للإنسان إذا أنعم الله به بالمال أن يصرف كل ماله و لا يدع منه شيئا ؟ الشيخ : لا، ما قلنا هذا، قلنا هذا إذا عرف من نفسه قوة التوكل فلا بأس كما فعل أبو بكر رضي الله عنه، وأما الإنسان الذي يعرف من نفسه ضعف التوكل فلا ينبغي أن يصرف كل ماله.
أرجو توضيح حديث : ( أخرجوا من النار من لم يعمل خيرا قط ) وهل الذين أخرجوا من النار مسلمون ؟
السائل : أرجو توضيح حديث : ( أخرجوا من النار من لم يعمل خيرا قط ) وهل الذين أخرجوا من النار مسلمون ؟ الشيخ : لا ما فيه إشكال، الإشكال من أي ناحية ؟ السائل : يعني من لم يعمل خيرا قط يعتبر من المسلمين ؟ الشيخ : إي نعم، هم مسلمون لكنهم ما عملوا خيرا قط، إما لأنهم معذورون لعدم علمهم بالإسلام، وإما لكونهم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل، وإما لكونهم لم يعملوا خيرا قط مما لا يُخرج من الإسلام، وأما ما يخرج من الإسلام تركه كالصلاة فهذا دليله خاص فيقضي على هذا العام.
حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه .
القارئ : حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ). الشيخ : الذي بعده.
تفسير قوله تعالى : (( إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا )) .
الشيخ : قوله تعالى (( إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ))، تفسحوا يعني اجعلوه فسحة ومتسعا ويفسح الله لكم يعني يوسع المجلس التي تفسحتم فيها فإذا ظننتم أن هذا المكان لا يأخذ هذا الداخل وتفسحتم فإنه ياخذه ولا يكون هناك ضيق ويحتمل أن يكون المراد يفسح الله لكم ما هو أعم يعني يفسح الله لكم في صدوركم وفي أولادكم ويكون الجزاء أكثر من العمل وما ذلك على الله بعزيز (( وإذا قيل انشرزوا )) انشزروا يعني ارتفعوا وقوموا (( فانشزروا )) قوموا سواء قال لكم قمو اخرج من البيت أو قال قم من هذا المكان إلى هذا المكان لأن من الأدب أن يكون الإنسان في حكم المضيّف وعند العامة مثل صحيح يقولون " الضيف في حكم المضيّف " فإذا قال المضيف قم عن هذا قم هناك ... والله تأنف تقومني من مكاني بعض الناس إذا قيل له قم روح هناك قال في أمان الله !وراح أهل البيت كله، إذا قيل لماذا ؟ قال هذا طرد ما هو طرد يا اخي أنا أنظم المجلس أنزل كل إنسان منزلته أنت إنسان صغير شاب فيه ناس كبار يستحقون هذا المكان (( فإذا قيل لكم انشزروا فانشزوا )) وإذا قيل انشز عن البيت كله اطلع انشز وإذا قيل والله يا أخي سهرتني الساعة اثنا عشر بالليل ما بقي إلا أربع ساعات عن الفجر قم اطلع يطلع أو لا يطلع (( إذا قيل انشزروا فانشزوا )) طيب إذا قرع عليك الباب وقيل له ارجع ماني فات لك اه يرجع سبحان الله العظيم قال الله سبحانه وتعالى (( فإذا قيل من ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم )) يعني هذا زكاة بينما يظن الإنسان هذا غضاضة وضعة لنفسه يكون هذا زكاة له ورفعة ونمو. فالحاصل أن الآداب الإسلامية تجعل الإنسان دائما في سرور يعني لو أخذت الإنسات العزة بالإثن فإذا قيل له قم من هذ المكان إلى هذا المكان وزعل ...يبقى منقبضا متأثرا لكن إذا علم أن الله يقول (( وإذا ققيل لكم انشزوا فانشزوا )) وقال أنا ما قمت إلا امتثالا لأمر الله محتسبا الأجر على الله له الأجر يتقلب هذا الاكتئاب سرورا وانشراحا يعني الإسلام ولله الحمد يريد من الإنسان أني بقى دائما في انشراح كذلك إذا قيل تفسح قال هذا الله يضيّق عليه الله يضيّق علينا إذا قيل تفسح توسع (( يفسح الله لكم )) هذا الذي تظنه من الضيق سعة ، سعة في الصدر وسعة في المجلس وسعة في الرزق سعة في كل شيء (( يفسح الله لكم )) عام أيضا في الرجوع كيف يقول لي ارجع أقول يا أخي هذا أزكى لك هذا اللي فيه الزكاة (( قد أفلح من زكاه )) فتبقى مسرورا أو منقبضا أنا إذا علمت بأني إذا رجعت حينما قيل لي ارجع أن هذا زكاة سوف أكون مسرورا وهكذا دين الإسلام ولله الحمد يريد من الإنسان أن يكون دائما في انشراح لأن الانشراح وانبساط النفس وتقبل كل شي وتحمل كل شيء لكن ضيق الصدر يوجب للإنسان أنه ما يتحمل يمكن لو كلم الإنسان بكلام هين صار ثقيلا عليه. طيب هذا الحديث يقول ( لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ) هذا من حيث النحو يجوز في يجلس الفتح والرفع يعني ثن هو يجلس على الاستئناف أو ثم يجلس على أنها بمعنى واو المعية يعني لا يجمع بين الأمرين هذا أشدو لكن على رواية الرفع يكون النهي عن كل واحد بانفراده يعني لا يقيم الإنسان غيره مطلقا سواء جلس أو ما جلسو لا يجلس في مكان غيره.
أنا إذا جئت إلى المسجد يوم الجمعة وجدت نصف الصف الأول محجوز بالعصي و الكراسي فهل أزيل هذه الأشياء و أجلس أم ماذا أفعل ؟
الشيخ : ولكن يسأل كثير من الناس : أنا إذا جئت إلى يوم الجمعة وجدت نصف الصف الأول كله محمي، فيه عصا، فيه منديل ، فيه كرسي مصحف، نعم، فيه مسواك، فيه مفتاح يمكن بعد، طيب، وفيه حذيان، هل نزيل هذه الأشياء أو لا ؟ نعم، نقول أزيلها ما لم أخش فتنة، فإن خشيت فتنة بيني وبين واضعها أو عداوة أو بغضاء أو مسابّة فترك الشر أولى من جلب النفع، وأنا إذا علم الله من نيتي أنني أريد الصف الأول ولكن منعني منه خوف الفتنة فإنه يكتب لي الأجر. هذا بالنسبة لمن دخل ووجد هذه الأشياء.
الشيخ : أما بالنسبة لمن وضعها فقد مر علينا مرات كثيرا بأن وضعها حرام وأنه لا عبرة بمن قال من أهل العلم إن وضعها حلال، فإن هذا القول ضعيف جدا، إلا أننا استثنينا ما إذا كان الرجل في المسجد، ولكنه وضع هذا في مكانه في الصف الأول وذهب إلى مكان بعيد ليتمكن من القراءة أو من الحفظ، أو من مراجعة شيء من المسائل، يعني لغرض، لكن اشترطنا في هذا المسألة أن لا يتخطى الرقاب، يعني أنه يلاحظ ويراقب مكانه، فإذا وجد الصف الثاني قد بلغه فإنه يتقدم إليه ولا يتأخر، وكثير من الناس الآن يشكون يقولون وش هالطلبة عندك ؟ وش فيهم ؟ قال ما هم بيحضرون يوم الجمعة، تحضر مساويكهم ومناديلهم وكتبهم، أما هم ما يحضرون إلا إذا بقي على الإمام ربع ساعة أو عشر دقائق جاؤوا. أنا أحيانا أعتذر وأقول ربما هم في المسجد، يقرأون أو شيء في مكان بعيد عن الناس فلا أدري، لكن بعض الناس أيضا يجي ويضع الحذيان ثم يروح لبيته أو شقته أو غرفته، بحجة أنه يريد أن يغتسل، وإذا اغتسل واغتساله قد يستوعب وقت ليفه وصابونه ومنشفة وما أشبه ذلك، وإذا فرغ وإذا الفطور عاد، قال بيفطر، نعم، يبقى مدة، يعني يأخذ ساعة كاملة والله أعلم أو أكثر، ثم يأتي، هذا لا يجوز، ما دمت علمت أنك سوف تضع العصا وتروح هذا ما هو مثل العذر الطارئ، العذر الطارئ الذي يطرأ عليك يوجب أن تخرج من المسجد، هذا شيء آخر، يعني مثلا لو أنك بقيت في الصف الأول ثم طرأ عليك حاجة إلى المرحاض وخرجت هذا عذر، عذر طارئ، أو عطشت فخرجت لتشرب، هذا عذر طارئ، أما شيء معروف عندك أنك سوف تضع عصاك وتروح تغسل أو تتقهوى هذا ما يجوز. إذا أردت الأفضل والأفضل اغتسل في بيتك ولا تأتي للجمعة إلا وأنت مغتسل، لأن حديث أبي هريرة صريح في هذا : ( من اغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الأولى ) ثم ذكر الحديث، اغتسل ثم راح، أما يروح ثم يغتسل ما يحصل الأجر هذا ، لا بد أن يكون اغتساله قبل ذهابه إلى المسجد. أي نعم، فهذه انتبهوا لها بارك الله فيكم، واعلموا أن الناس إذا كان ينظر بعضهم إلى بعض بعينين فإنهم ينظر إليكم بأربعة عيون، لأنكم أنتم ناس وطلبة، والناس الآخرون ناس فقط فينظرون إليكم من جهة أنكم أناس ومن جهة أنكم طلبة، أي نعم، فهم ينتقدون والمبطل يحتج، الناس منهم من ينتقد هذا خطأ ، ومنهم من يحتج ويضع عصاه ويروح يبيع ويشتري في مكان الخضرة أو يذهب إلى أهله وإذا بقي نصف ساعة على مجيء الإمام جاء، ليش تفعل هذا ؟ قال : طلبة العلم، نحن نقتدي بعلمائنا وطلاب العلم عندنا، هم يفعلون هكذا، فصار الناس فيكم طائفتين، طائفة مقلدة، وطائفة منتقدة. لكن أنتم إذا بقيتم الحمد لله اجعلوا يوم الجمعة لقراءة القرآن ما هو لازم تقرؤون دروسكم العادية واجلسوا في مكانكم واقرؤوا القرآن، هذا أحسن وأبعد عن التهمة.
هل يؤخذ من حديث معاذ رضي الله عنه أن الله يوصف بالتواضع ؟
السائل : هل يؤخذ من حديث معاذ رضي الله عنه أن الله يوصف بالتواضع ؟ الشيخ : وش تقولون في هذا ؟ الله يقول المتكبر المتعالي، كيف نقول إن الله متواضع ؟ السائل : ... الشيخ : لا مطلق ولا شيء، أبدا، فيه أن الله عدل، إذا أعطاه الناس حقه أعطاهم حقهم الذي أوجبه هو بفضله على نفسه. السائل : ... وين الشاهد؟ الشيخ : هو قصده أنه متواضع أنه لما أعطوه أعطاهم، كذا يا نصر ؟ السائل : يعني جعل على نفسه حقا ؟ الشيخ : إيه شف بارك الله فيك، صفة الكبرياء والعظمة والتعالي حق لله عزّ وجل وهي في حق المخلوق نقص ما يمكن.
السائل : من قام من مجلسه بمحض رضاه هل يجلس في مكانه ؟ الشيخ : طيب، طيب، لو قام بمحض إرادته ما في بأس، لو قام بمحض إرادته فلا بأس بذلك. ولكن يبقى علينا أن نتذكر مسألة تكلمنا عليها فيما سبق، وهي مسألة الإيثار بالقرب. الإيثار بما ليس بقربة خصلة محمودة امتدح الله بها الأنصار فقال : (( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )). الإيثار بالقرب غير الواجبة اختلف فيه العلماء، فمنهم من قال إنه محمود، ومنهم من قال إنه مكروه. والمشهور من مذهب الحنابلة أنه مكروه، فيكره إذا رأيت إنسانا وأنت في الصف الأول أن تتأخر وتقول تفضل هنا، وعلّلوا ذلك بأن الإيثار بالقرب عنوان على رغبة الإنسان عنها، إنه ما يبيها، والله تعالى يقول : (( استبقوا الخيرات )) كيف تؤثره وأنت مأمور بالمسابقة والمسارعة، فإيثارك بالقرب يقولون إنه مكروه، لأنه يؤذن برغبته عن القربة. والصحيح أن في ذلك تفصيلا فإذا رأى من المصلحة أن يؤثر غيره بمكانه الفاضل فإن من المعلوم أن ترك المندوب لا يستلزم المكروه، هذه القاعدة عند أهل العلم، ترك المندوب لا يستلزم المكروه، فلو أن إنسانا ترك المندوب هل نقول إنك فعلت مكروها ؟ لأ، تركت خيرا ولكن لم تفعل مكروها، فإذا كان من المصلحة أن يؤثر غيره بذلك فلا بأس، مثل لو أن والدك جاء وأنت تعرف أن والدك شراح، نلاحظ أن بعض الوالدين شراح، وش معنى شراح ؟ يشرح يعني يريد أن ولده يكرمه حتى في هذه الحال، وبعض الآباء بالعكس ما يهمه، أو يجعل لكل شيء قدرا. المهم أنك تعرف أن والدك لو لم تتأخر عن مكانك الفاضل وتؤثره به لصار في نفسه شيء، فهذا نقول الأفضل إيش ؟ الإيثار، لأن هذا من البر، وغاية ما هنالك أنك تنازلت عن فعل مستحب لما هو أفضل منه. كذلك لو فرض أن رجلا ولي أمر لو لم تؤثره لفاتك خير كثير مما تريد منه، ولو آثرته لحصل لك خير كثير، لأن الناس نفوسهم تختلف، بعض الناس إذا آثرته بالمكان رأى هذا شيئا كبيرا ونلت منه ما تريد، وإذا لم تفعل رأى هذا شيئا كبيرا وأنك محتقر له، وفاتك شيء كثير مما تريد من المصالح، فهنا أيهما أفضل ؟ الإيثار. طيب، القسم الثالث : الإيثار بالواجب، فالإيثار بالواجب حرام. مثال ذلك : رجل معه ماء قليل، إن توضأ به لم يتسع لزميله، وإن توضأ زميله لم يتسع له، فهل يؤثره به ويتيمم ؟ لا، يجب يستعمله هو ولا يتيمم، وزميله ليس عنده ماء فيتيمم. فصار الإيثار ثلاثة أقسام يا هداية الله، قله لنا. السائل : ... الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله، أنت من أقرب الناس وعلى اليمين. الإيثار قلنا ثلاثة أقسام: إيثار بالمباح، الإيثار بالمباح وش حكمه ؟ يعني هل هو زين ومحمود عليه الإنسان، يكفي أن نقول جائز أو نقول محمود ؟ محمود عليه الإنسان، طيب، دليلك ؟ السائل : ... الشيخ : اترك لو أن رجلا، هذه تعليل، الدليل من القرآن والسنة.؟ السائل : ... الشيخ : نعم، أن الله امتدح الأنصار بقوله : (( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )). طيب، الثاني يا ؟ اصبر يا بن داود. الظاهر أنكم ما تريدون أنا نبسط القول على البخاري، ما دام ما أنتم فاهمين. يالله يا شيخ، طيب يا عبد الرحمن.الإيثار طيب. الإيثار بالواجب، ما حكمه ؟ حرام. طيب علل ؟ ما يخالف مثل ؟ السائل : ... الشيخ : صحيح، أما التعليل فظاهر، لأن إيثاره ترك للواجب، وترك الواجب حرام. يالله يا هداية الله، عرفت زين ؟ طيب.
السائل : في الآية (( وإذا قيل انشزوا فانشزوا )) ألا يتعارض هذا مع الحديث : ( ثم يجلس مكانه ) على وجه الرفع ؟ الشيخ : لا ما يتعارض. السائل : كيف التوفيق؟ الشيخ : ما يتعارض. السائل : لأن الأمر بأن يقوم يخالفه .. الشيخ : نهى نهى : ( لا يقيم الرجل ) هو يبي يجلس فيه.
حدثنا خلاد بن يحيى قال : حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر ولكن تفسحوا وتوسعوا وكان ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه .
القارئ : حدثنا خلّاد بن يحيى، حدثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا ). وكان ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه.
فوائد حديث : ( ... عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر ولكن تفسحوا وتوسعوا وكان ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه ) و لفظه الأول .
الشيخ : ابن عمر كان يكره أن يقوم الرجل له ويجلس مكانه خوفا من أنه إنما قام حياء وخجلا، فإذا قام حياء وخجلا فلا تجلس، لكن إذا علمت أنه قام إكراما وأن نفسه منقادة لذلك فلا حرج عليك أن تجلس، عرفت أو لا ؟ والحديث الآخر لفظه يغاير الأول لكن هو المراد، الأول هو المراد. وقوله : ( نهى أن يقام الرجل ويجلس فيه آخر ) المراد أن يقام الرجل ويجلس فيه المقيم، أما لو كان كما قلنا أولا في مسألة صاحب البيت أقام الصغير لأنه قد أعد هذا المكان للأكابر فهذا لا يدخل في الحديث، وإن كان ظاهر اللفظ الثاني يشمله لكن اللفظ الثاني يجب أن يحمل على إيش ؟ على اللفظ الأول وذلك لأن الحديث واحد والراوي واحد وهذا من تصرف الرواة طيب، ابن عمر كان يكره أن يقوم الرجل ويجلس هو في مكانه، لماذا ؟ خوفا من أن يكون الإنسان قام حياء وخجلا. فإذا علمت أنه قام حياء وخجلا فلا تقبل، ولهذا قال أهل العلم يحرم على الرجل أن يقبل الهدية أو الهبة إذا علم أن الواهب قد وهبها خجلا وحياء، عرفتم. ومن ذلك لو أنك رأيت مع أخيك قلما طيبا قلت والله ما شاء الله هذا قلم طيب وين وجدته ؟ نعم، أخبرني أشتريه فقال هو لك، تقبل أو ما تقبل ؟ لا لا ما تقبل، ما فيه حسب الحالة، لو كان يريد أن يهديك لأهداك بدون أن تقول هذا الكلام، فلا تقبل، نعم، لأنك تعلم أنه إنما أوهبك إياه خجلا كما لو كان القلم عندك أنت الآن وقام يمدحه يقول يا زينه يا طيبه يثقل عليك ذلك، لأنك ترغمك نفسك على أن تقول هو لك.
حدثنا الحسن بن عمر قال : حدثنا معتمر قال : سمعت أبي يذكر عن أبي مجلز عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا الناس طعموا ثم جلسوا يتحدثون قال : فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام معه من الناس وبقي ثلاثة وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموا فانطلقوا قال : فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فأرخى الحجاب بيني وبينه وأنزل الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم )) إلى قوله : (( إن ذلكم كان عند الله عظيمًا )) .
القارئ : حدثنا الحسن بن عمر، حدثنا معتمر، سمعت أبي، يذكر عن أبي مجلز، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا الناس، طعموا ثم جلسوا يتحدثون، قال: فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام معه من الناس، وبقي ثلاثة، وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا فانطلقوا. قال: فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل فأرخى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم )) إلى قوله : (( إن ذلكم كان عند الله عظيما )).
شرح الترجمه : ( باب : من قام من مجلسه أو بيته ولم يستأذن أصحابه، أو تهيأ للقيام ليقوم الناس )
الشيخ : الله أكبر. هنا المؤلف رحمه الله ترجم لثلاث مسائل : من قام من مجلسه أو بيته ولم يستأذن أصحابه، أو تهيأ للقيام ليقوم الناس. من قام من مجلسه ولو في غير بيته، أو قام من بيته، يعني بأن كانوا جالسين عنده فقام ولم يستأذن، أو تهيأ للقيام ليقوم الناس، يعني هل هذا جائز أو ليس بجائز ؟ والجواب أن هذا جائز، فيجوز للإنسان أن يقوم من المجلس بدون استئذان سواء كان في بيته أو في غير بيته، ويجوز أيضا أن يتهيأ للقيام لعل الناس يقومون. والتهيؤ للقيام إشارة إلى أنه يحب أن يقوم، وهو مثال، ويجوز أن يشعر الحاضرين بأنه يحب أن يقوموا بغير التهيؤ للقيام، مثل أن يغسل فناجين القهوة ويصفصفها، أو يريق القهوة أو ما أشبه ذلك، أو يصفت الفراش، أو مثلا يغلس أكبر لمبات الكهرباء، المهم أن يشعر الناس بأنه يحب أن يقوموا، لا بأس. وأنا أذكر بعض الناس فيما سبق لما كانوا يستعملون السراج إذا أراد من إخوانه أن يقوموا قصّر السراج، لأن السراج يطول ويقصر، فإذا لم ينفع أطفأ السراج من أجل أن يقوموا. فالمهم أن يشعرهم بأنه يحب أن يقوموا، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أحسن الناس خلقا فعل ذلك بنفسه، فمن دونه من باب أولى. ولكن لو أنه استأذن عندما أراد أن يخرج قال أستأذن يا جماعة، فهل يجوز هذا أو لا ؟ الجواب نعم يجوز ولا حرج، بل إذا كان مع شخص كبير القوم، وكانوا على أمر جامع فإنه لا يجوز أن يذهب بلا استئذان لقول الله تعالى : (( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه )) لأنه إذا ذهب في الأمر الجامع الذي يكون من مصلحة الجميع بدون استئذان أفسد على هذا المجتمع اجتماعهم وصار شبيها بمن يتولى من الجهاد يوم الزحف. أما مسائل الدعوات العامة العاديّة فلا بأس أن يقوم بدون استئذان.