شرح كتاب الإستئذان-07a
باب : كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله، ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك . وقوله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )) .
القارئ : باب : كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله، ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك . وقوله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )) .
1 - باب : كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله، ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك . وقوله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )) . أستمع حفظ
حدثنا يحيى بن بكير قال : حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف منكم فقال : في حلفه باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله ومن قال : لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق .
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير قال : حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف منكم فقال : ( في حلفه باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله ومن قال : لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق ) .
2 - حدثنا يحيى بن بكير قال : حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف منكم فقال : في حلفه باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله ومن قال : لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق . أستمع حفظ
تعريف اللهو وبيان أقسامه و حكم كل نوع .
الشيخ : أما هذا الباب فهو باب مهم، باب كل لهو إذا شغله عن طاعة الله، يعني فما حكمه ؟
اللهو ينقسم إلى قسمين:
لهو باطل ممنوع مطلقا، ولهو باطل غير ممنوع ما لم يتضمن محظورا.
أما اللهو الباطل الممنوع فهو الأشياء التي فيها إلهاه كثيرا عن طاعة الله، مثل النرد والشطرنج، وغيرها من الألعاب التي تلهي كثيرا، تقتل الوقت ويذهب الوقت وأنت لا تحس به، وفائدتها قليلة.
هذه حرام، لأنها تذهب أعز ما على الإنسان، فإن أعز ما على الإنسان عمره، والعجب أن أعز ما على الإنسان عمره وهو أرخص ما على الإنسان، تجد الإنسان يبخل بالدرهم والدينار لكنه لا يبخل بالساعات الكثيرة التي تذهب من عمره بلا فائدة، مع أن العمر أغلى كما قال الله تعالى : (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت )) ولم يقل لعلي أتجر فيما تركت حتى أربح، بل قال : (( لعلي أعمل صالحا فيما تركت )) حتى لا يضيع علي بلا فائدة.
فهذا النوع من اللهو أعني الذي يلهي كثيرا وليس فيه مصلحة، هذا محرم لما فيه من إضاعة الوقت الذي هو أغلى من المال، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال فإضاعة الوقت من باب أولى.
الثاني : لهو باطل يعني ما فيه نفع ولا خير، فهذا جائز للترويح عن النفس، ولكنه بشرط أن لا يتضمن محرما أو ترك واجب.
اللهو ينقسم إلى قسمين:
لهو باطل ممنوع مطلقا، ولهو باطل غير ممنوع ما لم يتضمن محظورا.
أما اللهو الباطل الممنوع فهو الأشياء التي فيها إلهاه كثيرا عن طاعة الله، مثل النرد والشطرنج، وغيرها من الألعاب التي تلهي كثيرا، تقتل الوقت ويذهب الوقت وأنت لا تحس به، وفائدتها قليلة.
هذه حرام، لأنها تذهب أعز ما على الإنسان، فإن أعز ما على الإنسان عمره، والعجب أن أعز ما على الإنسان عمره وهو أرخص ما على الإنسان، تجد الإنسان يبخل بالدرهم والدينار لكنه لا يبخل بالساعات الكثيرة التي تذهب من عمره بلا فائدة، مع أن العمر أغلى كما قال الله تعالى : (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت )) ولم يقل لعلي أتجر فيما تركت حتى أربح، بل قال : (( لعلي أعمل صالحا فيما تركت )) حتى لا يضيع علي بلا فائدة.
فهذا النوع من اللهو أعني الذي يلهي كثيرا وليس فيه مصلحة، هذا محرم لما فيه من إضاعة الوقت الذي هو أغلى من المال، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال فإضاعة الوقت من باب أولى.
الثاني : لهو باطل يعني ما فيه نفع ولا خير، فهذا جائز للترويح عن النفس، ولكنه بشرط أن لا يتضمن محرما أو ترك واجب.
بيان حكم المسابقة على الأقدام و المصارعة و اللعب بكرة القدم .
الشيخ : ... مثل المسابقة على الأقدام، المصارعة، اللعب بالكورة بالقدم، وما أشبه ذلك من الأشياء التي فيها مصلحة وفيها إلهاء وفيها إجمام للنفس ولا تلهي كثيرا.
فهذه نقول بجوازها بشرط أن لا تلهي عن واجب أو توقع في محرم، فإن ألهت عن واجب صارت حراما، كما لو عكف أصحابها عليها في وقت الصلاة وتركوا بذلك واجب الصلاة مع الجماعة أو في الوقت، أو أضاعوا صلة رحم أو بر والدين، أو أضاعوا تشييع جنازة يجب عليهم تشييعها أو ما أشبه ذلك، فهذا حرام، لأنه ألهى عن إيش ؟ عن واجب.
كذلك لو أوقع في محرم بأن كان هذا سببا للسب والشتم والعداوة والبغضاء، وفي لعب الكرة كما لو أدى إلى كشف الأفخاذ، فإن هذا يكون حراما لا لذاته ولكن لما صحبه من الشيء المحرم.
وقد رأينا بعض صور اللاعبين نسأل الله لنا ولهم الهداية، صورا فظيعة والعياذ بالله، ليس على الواحد إلا ما يستر السوءة فقط، يعني أربعة من خمسة من أفخاذهم خارج، بحيث لو أراد الإنسان البصير أن يدقق لرأى شيئا ما، هذا لا شك أنه حرام، وأنه لا يليق بالمسلم أن يتدنى ويتدلى إلى هذا الحد من اللباس، مصانعة لكافر أو لفاسق أو ما أشبه ذلك.
ويجب علينا إذا رأينا من الشباب من هو بهذه الحال أن ننصح ونخوفه بالله ونقول يا أخي لا تداهن في دين الله، دين الله ليس فيه مداهنة، أكبر واحد في العالم لو يأمرك، وأعظم سلطة في العالم لو تأمرك بمعصية الله فقل لها لا سمع ولا طاعة، طاعة الله واجبة علينا وعليكم، وإذا أمرتم بمعصية الله فلن نمتثل هذا الأمر، والإنسان يجب أن يحافظ على شخصيته الإسلامية قبل كل شيء.
والكفار إذا رأوا الإنسان قويا في دينه صاروا أذل من أذل المخلوقات وأرذل المخلوقات، فإذا رأوا الإنسان ضعيفا في دينه، ضعيف الشخصية ركبوه، وصاروا يملون عليه ما يحطم دينه.
قد لا يقولون له أشرك بالله أو أنكر رسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنهم يدخلون عليه من الأشياء ما يهون الدين في قلبه حتى يتمضحل الدين عن قلبه، بل لكن إذا كانوا يجدون من المسلم قوة فإنهم سيضعفون أمامه.
ونحن نقول ولله الحمد الحق يقال يوجد ولله الحمد من الذين يلعبون هذه الرياضة من استقاموا ورجعوا وصار لهم ذكرى حسنة في أوساط اللاعبين، ويرجى إن شاء الله أن هذا الخير يستمر وينتشر حتى يكون لشبابنا من الشخصية المسلمة ما يجعله فوق المداهنة أو المداراة لأعداء الله من الكفرة والفاسقين.
أقول إن هذا النوع من اللعب حكمه الإباحة ما لم يشتمل على ترك واجب أو فعل محرم، هذا اللهو.
فهذه نقول بجوازها بشرط أن لا تلهي عن واجب أو توقع في محرم، فإن ألهت عن واجب صارت حراما، كما لو عكف أصحابها عليها في وقت الصلاة وتركوا بذلك واجب الصلاة مع الجماعة أو في الوقت، أو أضاعوا صلة رحم أو بر والدين، أو أضاعوا تشييع جنازة يجب عليهم تشييعها أو ما أشبه ذلك، فهذا حرام، لأنه ألهى عن إيش ؟ عن واجب.
كذلك لو أوقع في محرم بأن كان هذا سببا للسب والشتم والعداوة والبغضاء، وفي لعب الكرة كما لو أدى إلى كشف الأفخاذ، فإن هذا يكون حراما لا لذاته ولكن لما صحبه من الشيء المحرم.
وقد رأينا بعض صور اللاعبين نسأل الله لنا ولهم الهداية، صورا فظيعة والعياذ بالله، ليس على الواحد إلا ما يستر السوءة فقط، يعني أربعة من خمسة من أفخاذهم خارج، بحيث لو أراد الإنسان البصير أن يدقق لرأى شيئا ما، هذا لا شك أنه حرام، وأنه لا يليق بالمسلم أن يتدنى ويتدلى إلى هذا الحد من اللباس، مصانعة لكافر أو لفاسق أو ما أشبه ذلك.
ويجب علينا إذا رأينا من الشباب من هو بهذه الحال أن ننصح ونخوفه بالله ونقول يا أخي لا تداهن في دين الله، دين الله ليس فيه مداهنة، أكبر واحد في العالم لو يأمرك، وأعظم سلطة في العالم لو تأمرك بمعصية الله فقل لها لا سمع ولا طاعة، طاعة الله واجبة علينا وعليكم، وإذا أمرتم بمعصية الله فلن نمتثل هذا الأمر، والإنسان يجب أن يحافظ على شخصيته الإسلامية قبل كل شيء.
والكفار إذا رأوا الإنسان قويا في دينه صاروا أذل من أذل المخلوقات وأرذل المخلوقات، فإذا رأوا الإنسان ضعيفا في دينه، ضعيف الشخصية ركبوه، وصاروا يملون عليه ما يحطم دينه.
قد لا يقولون له أشرك بالله أو أنكر رسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنهم يدخلون عليه من الأشياء ما يهون الدين في قلبه حتى يتمضحل الدين عن قلبه، بل لكن إذا كانوا يجدون من المسلم قوة فإنهم سيضعفون أمامه.
ونحن نقول ولله الحمد الحق يقال يوجد ولله الحمد من الذين يلعبون هذه الرياضة من استقاموا ورجعوا وصار لهم ذكرى حسنة في أوساط اللاعبين، ويرجى إن شاء الله أن هذا الخير يستمر وينتشر حتى يكون لشبابنا من الشخصية المسلمة ما يجعله فوق المداهنة أو المداراة لأعداء الله من الكفرة والفاسقين.
أقول إن هذا النوع من اللعب حكمه الإباحة ما لم يشتمل على ترك واجب أو فعل محرم، هذا اللهو.
بيان معنى اللهو الباطل .
الشيخ : طيب، فصار اللهو ينقسم إلى قسمين : باطل محرم، وباطل غير محرم.
واعلم أن المراد بالباطل هنا ما لا خير فيه، وليس المعنى ما فيه الإثم، لأن الشيء الباطل في اللغة هو الضائع سدى الذي ليس ينتفع به، وليس يختص بالمحرم.
واعلم أن المراد بالباطل هنا ما لا خير فيه، وليس المعنى ما فيه الإثم، لأن الشيء الباطل في اللغة هو الضائع سدى الذي ليس ينتفع به، وليس يختص بالمحرم.
شرح معنى الترجمة : ( ... إذا شغله عن طاعة الله )
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله : " إذا شغله عن طاعة الله " طاعة الله عز وجل إما واجبة يعني إما في شيء واجب، وإما في شيء مستحب، فإن كان في شيء مستحب فالشاغل عنه مكروه، وإن كان في شيء واجب فالشاغل عنه حرام.
ثم اعلم أنه في هذا الباب يرخص للصغار ما لا يرخص للكبار كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، يعني بمعنى أن هذا اللهو قد نقول هذا حرام على الكبار لكنه غير حرام على الصغار، ولهذا أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة أن تلعب بالبنات لما في ذلك من السرور للصبي وإزالة الانطواء عليه، لأن الصبي إذا منع من كثير من الألعاب ينزوي وينطوي ويتحجر ويكون في نفسه عقد، فإذا أطلقت له الحرية في بعض الشيء الذي لا يحل للكبير البالغ الذي يقدر الأمور ويعرف قدر الزمن صار في هذا مصلحة.
وأنتم تعرفون لما كنتم صغارا تلعبون بأشياء ما تلعبونها اليوم، أليس كذلك ؟ لو لعبتموها اليوم قيل هذا إما مجنون أو فيه بلاء، لكن الصغار يرخص لهم ما لا يرخص للكبار.
ثم اعلم أنه في هذا الباب يرخص للصغار ما لا يرخص للكبار كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، يعني بمعنى أن هذا اللهو قد نقول هذا حرام على الكبار لكنه غير حرام على الصغار، ولهذا أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة أن تلعب بالبنات لما في ذلك من السرور للصبي وإزالة الانطواء عليه، لأن الصبي إذا منع من كثير من الألعاب ينزوي وينطوي ويتحجر ويكون في نفسه عقد، فإذا أطلقت له الحرية في بعض الشيء الذي لا يحل للكبير البالغ الذي يقدر الأمور ويعرف قدر الزمن صار في هذا مصلحة.
وأنتم تعرفون لما كنتم صغارا تلعبون بأشياء ما تلعبونها اليوم، أليس كذلك ؟ لو لعبتموها اليوم قيل هذا إما مجنون أو فيه بلاء، لكن الصغار يرخص لهم ما لا يرخص للكبار.
شرح معنى الترجمة : ( ... ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك )
الشيخ : ثم قال : "ومن قال لصاحبه تعال أقمارك " يعني فماذا يصنع ؟ وبينه في الحديث.
شرح معنى الترجمة : ( ... وقوله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ))
الشيخ : وقولُه يعني معطوف على كل لهو، وقوله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا )).
لهو الحديث يعني ما يلهو به المرء من الحديث، ولهو الحديث وهو ما يلهو به المرء أقسام في الواقع ، قد يلهو المرء بحديث واجب، وقد يلهو بحديث مستحب، وقد يلهو بحديث مباح، وقد يلهو بحديث محرم، وقد يلهو بحديث محرم لذاته أو محرم لغيره.
فالإنسان الذي يتكلم مع الناس ويعظهم يلهو في الحديث، لكنه لاه في الحقيقة عن شيء مشتغل بشيء آخر نافع، وهذا لا يذم.
وكذلك اللاهي عن شيء بشيء آخر مستحب لا يذم.
اللاهي بالمباح هذا هو محل التفصيل، إذا كان هذا اللهو بالمباح يلهي عن واجب أو عن مستحب صار مذموما، إن ألهى عن واجب فهو محرم، وإن ألهى عن مستحب فهو مكروه.
إذا كان يقصد به الإضلال عن سبيل الله، يلهو بحديث من أجل أن يضل عن سبيل الله فهذا حرام بلا شك، قد يصل إلى الكفر، أرأيتم الجماعة الذين كانوا يقولون ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء، قالوا إننا نتحدث حديث الركب لنقطع به عنا الطريق، وقالوا إنما كنا نخوض ونلعب، ماذا كان هذا الخوض واللعب ؟ كان كفرا، (( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )) فالذي يلهو ليضل الناس عن سبيل الله داخل في هذا الحديث حتى لو كنت في مجلس وأذّن للصلاة وقام أحد الحاضرين ليصلي فقلت : اجلس نتحدث، مبكرين، تريد أن تلهيه عن الصلاة فأنت داخل في هذه الآية، لأنك تضل عن سبيل الله.
وقوله : (( ليضل عن سبيل الله )) هل اللام للتعليل أو للعاقبة أو صالحة لهما ؟ يحتمل، لكن إن كانت للتعليل فهي أقبح، يعني إن كانت للتعليل ففعل هذا الذي اشترى لهو الحديث أقبح، وإن كانت للعاقبة فغايته قبيحة وإن كانت غير مقصودة.
وأظنكم تعرفون الفرق بين التي للعاقبة والتي للتعليل، والأخ هداية الله يبين لنا هذه اللام في قوله تعالى : (( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ))، هل اللام للتعليل أو للعاقبة ؟ لا، في الآية التي أنا قلت.
(( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ))، هل اللام للتعليل أو للعاقبة ؟
الطالب : ... للتعليل.
الشيخ : للتعليل ؟ دعنا الله يهديك، دعني من هنا.
هذه الآية التي أنا قلت لك (( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا )) هل هي للتعليل أو للعاقبة ؟
الطالب : للعاقبة.
الشيخ : للعاقبة ؟ لماذا لا تكون للتعليل ؟ كيف تقول للعاقبة ؟
طيب، لماذا لا تكون للتعليل ؟
طيب الأخ ؟
الطالب : ...
الشيخ : ما تعرف. طيب، إمداد الله ؟
الطالب : ... لأنهم لو كانوا يعلمون أنه سيكون لهم عدوا وحزنا لما التقطوه.
الشيخ : إي نعم، صحيح، هل التقطوه لأجل يكون لهم عدوا وحزنا ؟ لو علموا بذلك لقتلوه ما التقطوه، لكن العاقبة صارت عدوا وحزنا.
في هذه الآية : (( ليضل عن سبيل الله )) يحتمل أن تكون اللام للتعليل يعني يشتري لهو الحديث من أجل هذا الغرض، ويحتمل أن تكون للعاقبة وأنه إذا تلهى بالحديث أضل الناس عن سبيل الله.
طيب، الترجمة، تقرأ علينا ؟
لهو الحديث يعني ما يلهو به المرء من الحديث، ولهو الحديث وهو ما يلهو به المرء أقسام في الواقع ، قد يلهو المرء بحديث واجب، وقد يلهو بحديث مستحب، وقد يلهو بحديث مباح، وقد يلهو بحديث محرم، وقد يلهو بحديث محرم لذاته أو محرم لغيره.
فالإنسان الذي يتكلم مع الناس ويعظهم يلهو في الحديث، لكنه لاه في الحقيقة عن شيء مشتغل بشيء آخر نافع، وهذا لا يذم.
وكذلك اللاهي عن شيء بشيء آخر مستحب لا يذم.
اللاهي بالمباح هذا هو محل التفصيل، إذا كان هذا اللهو بالمباح يلهي عن واجب أو عن مستحب صار مذموما، إن ألهى عن واجب فهو محرم، وإن ألهى عن مستحب فهو مكروه.
إذا كان يقصد به الإضلال عن سبيل الله، يلهو بحديث من أجل أن يضل عن سبيل الله فهذا حرام بلا شك، قد يصل إلى الكفر، أرأيتم الجماعة الذين كانوا يقولون ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء، قالوا إننا نتحدث حديث الركب لنقطع به عنا الطريق، وقالوا إنما كنا نخوض ونلعب، ماذا كان هذا الخوض واللعب ؟ كان كفرا، (( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )) فالذي يلهو ليضل الناس عن سبيل الله داخل في هذا الحديث حتى لو كنت في مجلس وأذّن للصلاة وقام أحد الحاضرين ليصلي فقلت : اجلس نتحدث، مبكرين، تريد أن تلهيه عن الصلاة فأنت داخل في هذه الآية، لأنك تضل عن سبيل الله.
وقوله : (( ليضل عن سبيل الله )) هل اللام للتعليل أو للعاقبة أو صالحة لهما ؟ يحتمل، لكن إن كانت للتعليل فهي أقبح، يعني إن كانت للتعليل ففعل هذا الذي اشترى لهو الحديث أقبح، وإن كانت للعاقبة فغايته قبيحة وإن كانت غير مقصودة.
وأظنكم تعرفون الفرق بين التي للعاقبة والتي للتعليل، والأخ هداية الله يبين لنا هذه اللام في قوله تعالى : (( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ))، هل اللام للتعليل أو للعاقبة ؟ لا، في الآية التي أنا قلت.
(( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ))، هل اللام للتعليل أو للعاقبة ؟
الطالب : ... للتعليل.
الشيخ : للتعليل ؟ دعنا الله يهديك، دعني من هنا.
هذه الآية التي أنا قلت لك (( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا )) هل هي للتعليل أو للعاقبة ؟
الطالب : للعاقبة.
الشيخ : للعاقبة ؟ لماذا لا تكون للتعليل ؟ كيف تقول للعاقبة ؟
طيب، لماذا لا تكون للتعليل ؟
طيب الأخ ؟
الطالب : ...
الشيخ : ما تعرف. طيب، إمداد الله ؟
الطالب : ... لأنهم لو كانوا يعلمون أنه سيكون لهم عدوا وحزنا لما التقطوه.
الشيخ : إي نعم، صحيح، هل التقطوه لأجل يكون لهم عدوا وحزنا ؟ لو علموا بذلك لقتلوه ما التقطوه، لكن العاقبة صارت عدوا وحزنا.
في هذه الآية : (( ليضل عن سبيل الله )) يحتمل أن تكون اللام للتعليل يعني يشتري لهو الحديث من أجل هذا الغرض، ويحتمل أن تكون للعاقبة وأنه إذا تلهى بالحديث أضل الناس عن سبيل الله.
طيب، الترجمة، تقرأ علينا ؟
8 - شرح معنى الترجمة : ( ... وقوله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )) أستمع حفظ
قراءة من شرح صحيح البخاري لابن حجر .
القارئ : " قوله باب كل لهو باطل إذا شغله أي شغل اللاهي به عن طاعة الله أي كمن النهي بشيء من الأشياء مطلقا سواء كان مأذونا في فعله أو منهيا عنه، كمن اشتغل بصلاة نافلة أو بتلاوة أو ذكر أو تفكر في معاني القرآن مثلا حتى خرج وقت الصلاة المفروضة عمدا فإنه يدخل تحت هذا الضابط، وإذا كان هذا في الأشياء المرغب فيها المطلوب فعلها فكيف حال ما دونها ؟
وأول هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه أحمد والأربعة وصححه ابن خزيمة والحاكم من حديث عقبة بن عامر رفعه : ( كل ما يلهو به المرء المسلم باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله ) الحديث.
وكأنه لما لم يكن على شرط المصنف استعمله لفظ ترجمة واستنبط من المعنى ما قُيد به الحكم المذكور.
وإنما أطلق على الرمي أنه لهو لإمالة الرغبات إلى تعليمه لما فيه من صورة اللهو، لكن المقصود من تعلمه الإعانة على الجهاد، وتأديب الفرس إشارة إلى المسابقة عليه، وملاعبة الأهل للتأنيس ونحوه.
وإنما أطلق على ما عداها البطلان من طريق المقابلة لا أن جميعها من الباطل المحرم ".
الشيخ : قوله " لا أن جميعها من الباطل المحرم " صحيح لما قال المحرم، لكن هي باطلة، لأن الباطل كل ما لا نفع فيه فهو باطل.
طيب، بس خلاص ؟ الآية ... ما أخذنا حديث ما فيه سؤال.
القارئ : " وقوله تعالى: (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث )) الآية، كذا في رواية أبي ذر والأكثر، وفي رواية الأصيلي وكريمة : (( ليضل عن سبيل الله )) الآية.
وذكر ابن بطال أن البخاري استنبط تقييد اللهو في الترجمة من مفهوم قوله تعالى : (( ليضل عن سبيل الله )) فإن مفهومه أنه إذا اشتراه لا ليضل لا يكون مذموما، وكذا مفهوم الترجمة أنه إذا لم يشغله اللهو عن طاعة الله لا يكون باطلا، لكن عموم هذا المفهوم يخص بالمنطوق، فكل شيء نص على تحريمه مما يلهي يكون باطلا سواء شغل أو لم يشغل، وكأنه رمز إلى ضعف ما ورد في تفسير اللهو في هذه الآية بالغناء.
وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه: ( لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ) الحديث، وفيه وفيهن أنزل الله : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث )) الآية، وسنده ضعيف.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود موقوفا أنه فسر اللهو في هذه الآية بالغناء، وفي سنده ضعف أيضا.
ثم أورد حديث أبي هريرة، وفيه : ( ومن قال لصاحبه تعال أقامرك ) الحديث، وأشار بذلك إلى أن القمار من جملة اللهو، ومن دعا إليه دعا إلى المعصية، فلذلك أمر بالتصدق ليكفر عنه تلك المعصية، لأن من دعا إلى معصية وقع بدعائه إليها في معصية.
وقال الكرماني : وجه تعلق هذا الحديث بالترجمة، والترجمة بالاستئذان أن الداعي إلى القمار لا ينبغي أن يؤذن له في دخول المنزل، ثم لكونه يتضمن اجتماع الناس، ومناسبة بقية حديث الباب للترجمة أن الحلف باللات لهو يشغل عن الحق بالخلق فهو باطل انتهى.
ويحتمل أن يكون لما قدم ترجمة ترك السلام على من اقترف ذنبا أشار إلى ترك الإذن لمن يشتغل باللهو عن الطاعة، وقد تقدم شرح حديث الباب في تفسير سورة والنجم.
قال مسلم في صحيحه بعد أن أخرج هذا الحديث : هذا الحرف ( تعال أقامرك ) لا يرويه أحد إلا الزهري، وللزهري نحو تسعين حرفا لا يشاركه فيها غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد جياد.
قلت : وإنما قيد التفرد بقوله : ( تعال أقامرك ) لأن لبقية الحديث شاهدا من حديث سعد بن أبي وقاص يستفاد منه سبب حديث أبي هريرة أخرجه النسائي بسند قوي قال : كنا حديثي عهد بجاهلية فحلفت باللات والعزى فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وانفث عن شمالك، وتعوذ بالله، ثم لا تعد ) فيمكن أن يكون المراد بقوله في حديث أبي هريرة : ( فليقل: لا إله إلا الله ) إلى آخر الذكر المذكور إلى قوله : ( قدير )، ويحتمل الاكتفاء بلا إله إلا الله لأنها كلمة التوحيد، والزيادة المذكورة في حديث سعد تأكيد ".
وأول هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه أحمد والأربعة وصححه ابن خزيمة والحاكم من حديث عقبة بن عامر رفعه : ( كل ما يلهو به المرء المسلم باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله ) الحديث.
وكأنه لما لم يكن على شرط المصنف استعمله لفظ ترجمة واستنبط من المعنى ما قُيد به الحكم المذكور.
وإنما أطلق على الرمي أنه لهو لإمالة الرغبات إلى تعليمه لما فيه من صورة اللهو، لكن المقصود من تعلمه الإعانة على الجهاد، وتأديب الفرس إشارة إلى المسابقة عليه، وملاعبة الأهل للتأنيس ونحوه.
وإنما أطلق على ما عداها البطلان من طريق المقابلة لا أن جميعها من الباطل المحرم ".
الشيخ : قوله " لا أن جميعها من الباطل المحرم " صحيح لما قال المحرم، لكن هي باطلة، لأن الباطل كل ما لا نفع فيه فهو باطل.
طيب، بس خلاص ؟ الآية ... ما أخذنا حديث ما فيه سؤال.
القارئ : " وقوله تعالى: (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث )) الآية، كذا في رواية أبي ذر والأكثر، وفي رواية الأصيلي وكريمة : (( ليضل عن سبيل الله )) الآية.
وذكر ابن بطال أن البخاري استنبط تقييد اللهو في الترجمة من مفهوم قوله تعالى : (( ليضل عن سبيل الله )) فإن مفهومه أنه إذا اشتراه لا ليضل لا يكون مذموما، وكذا مفهوم الترجمة أنه إذا لم يشغله اللهو عن طاعة الله لا يكون باطلا، لكن عموم هذا المفهوم يخص بالمنطوق، فكل شيء نص على تحريمه مما يلهي يكون باطلا سواء شغل أو لم يشغل، وكأنه رمز إلى ضعف ما ورد في تفسير اللهو في هذه الآية بالغناء.
وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه: ( لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ) الحديث، وفيه وفيهن أنزل الله : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث )) الآية، وسنده ضعيف.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود موقوفا أنه فسر اللهو في هذه الآية بالغناء، وفي سنده ضعف أيضا.
ثم أورد حديث أبي هريرة، وفيه : ( ومن قال لصاحبه تعال أقامرك ) الحديث، وأشار بذلك إلى أن القمار من جملة اللهو، ومن دعا إليه دعا إلى المعصية، فلذلك أمر بالتصدق ليكفر عنه تلك المعصية، لأن من دعا إلى معصية وقع بدعائه إليها في معصية.
وقال الكرماني : وجه تعلق هذا الحديث بالترجمة، والترجمة بالاستئذان أن الداعي إلى القمار لا ينبغي أن يؤذن له في دخول المنزل، ثم لكونه يتضمن اجتماع الناس، ومناسبة بقية حديث الباب للترجمة أن الحلف باللات لهو يشغل عن الحق بالخلق فهو باطل انتهى.
ويحتمل أن يكون لما قدم ترجمة ترك السلام على من اقترف ذنبا أشار إلى ترك الإذن لمن يشتغل باللهو عن الطاعة، وقد تقدم شرح حديث الباب في تفسير سورة والنجم.
قال مسلم في صحيحه بعد أن أخرج هذا الحديث : هذا الحرف ( تعال أقامرك ) لا يرويه أحد إلا الزهري، وللزهري نحو تسعين حرفا لا يشاركه فيها غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد جياد.
قلت : وإنما قيد التفرد بقوله : ( تعال أقامرك ) لأن لبقية الحديث شاهدا من حديث سعد بن أبي وقاص يستفاد منه سبب حديث أبي هريرة أخرجه النسائي بسند قوي قال : كنا حديثي عهد بجاهلية فحلفت باللات والعزى فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وانفث عن شمالك، وتعوذ بالله، ثم لا تعد ) فيمكن أن يكون المراد بقوله في حديث أبي هريرة : ( فليقل: لا إله إلا الله ) إلى آخر الذكر المذكور إلى قوله : ( قدير )، ويحتمل الاكتفاء بلا إله إلا الله لأنها كلمة التوحيد، والزيادة المذكورة في حديث سعد تأكيد ".
فوائد حديث : ( ... أن أبا هريرة قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف منكم فقال : في حلفه باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله ومن قال : لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قوله عليه الصلاة والسلام : ( من حلف منكم فقال في حلفه باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله ).
اللات والعزى هذان صنمان تعبدهما قريش، قال الله تعالى : ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) ما شأنها ؟ وما عظمتها ؟ بالنسبة إلى عظمة الله عز وجل وأنتم تعبدونها مع الله.
فإذا قال الإنسان باللات والعزى فقد أقسم بهذه الأصنام.
والحلف بغير الله شرك، قد يكون أكبر وقد يكون أصغر، وإذا كان بوثن أو صنم يعبد صار أقبح وأقبح، لكن هذا الشرك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمداواته بضده فقال : ( فليقل : لا إله إلا الله )، وهكذا الأدواء إنما تعالج بضدها الحسية والمعنوية، فالشرك دواؤه التوحيد ولهذا قال : ( فليقل : لا إله إلا الله ) وهو إذا قال لا إله إلا الله فلن يحلف باللات والعزى، لأن الحلف تعظيم للمحلوف به، ولهذا كان شركا.
(ومن قال : لصاحبه تعال أقامرك، فليتصدق ) لأن المقامرة أكل للمال بالباطل، والصدقة ضدها، ولهذا أمره أن يتصدق ليداوي هذه السيئة بضدها، وهذا يشبه قول الله تعالى : (( وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله )) لأنه لا يقبل، (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون )) أي الفاعلون لما به التضعيف، فالحاصل أن الإنسان يداوي المعصية بضدها، فيداوي الشرك بالتوحيد، ويداوي القمار بماذا ؟ بالصدقة.
ما هو القمار ؟ القمار كل معاملة مبنية على المغالبة فهي قمار، بحيث يكون الإنسان فيها إما غانما وإما غارما، وكلها حرام، داخلة في الميسر.
والناس اليوم وقعوا في الربا كثيرا وصاروا الآن يقعون في الميسر بهذه المسابقات والتأمينات وما أشبهها.
قوله عليه الصلاة والسلام : ( من حلف منكم فقال في حلفه باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله ).
اللات والعزى هذان صنمان تعبدهما قريش، قال الله تعالى : ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) ما شأنها ؟ وما عظمتها ؟ بالنسبة إلى عظمة الله عز وجل وأنتم تعبدونها مع الله.
فإذا قال الإنسان باللات والعزى فقد أقسم بهذه الأصنام.
والحلف بغير الله شرك، قد يكون أكبر وقد يكون أصغر، وإذا كان بوثن أو صنم يعبد صار أقبح وأقبح، لكن هذا الشرك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمداواته بضده فقال : ( فليقل : لا إله إلا الله )، وهكذا الأدواء إنما تعالج بضدها الحسية والمعنوية، فالشرك دواؤه التوحيد ولهذا قال : ( فليقل : لا إله إلا الله ) وهو إذا قال لا إله إلا الله فلن يحلف باللات والعزى، لأن الحلف تعظيم للمحلوف به، ولهذا كان شركا.
(ومن قال : لصاحبه تعال أقامرك، فليتصدق ) لأن المقامرة أكل للمال بالباطل، والصدقة ضدها، ولهذا أمره أن يتصدق ليداوي هذه السيئة بضدها، وهذا يشبه قول الله تعالى : (( وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله )) لأنه لا يقبل، (( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون )) أي الفاعلون لما به التضعيف، فالحاصل أن الإنسان يداوي المعصية بضدها، فيداوي الشرك بالتوحيد، ويداوي القمار بماذا ؟ بالصدقة.
ما هو القمار ؟ القمار كل معاملة مبنية على المغالبة فهي قمار، بحيث يكون الإنسان فيها إما غانما وإما غارما، وكلها حرام، داخلة في الميسر.
والناس اليوم وقعوا في الربا كثيرا وصاروا الآن يقعون في الميسر بهذه المسابقات والتأمينات وما أشبهها.
اضيفت في - 2004-12-14