تتمة فوائد حديث : ( ... أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حلف منكم فقال : في حلفه باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله ومن قال : لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق )
الشيخ : ... والناس اليوم وقعوا في الربا كثيرا وصاروا الآن يقعون في الميسر بهذه المسابقات والتأمينات وما أشبهها، ولست أعني كل مسابقة أو كل تأمين، لكن المسابقة والتأمين المبني على إما غانم وإما غارم هذا من الميسر، واستحلاله كاستحلال الخمر، لأن الله تعالى جعل الحكم فيهما واحدا فقال : (( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس )) ولما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( إن الله تعالى عرض بالخمر والميسر، فمن كان عنده شيء منها فلينتفع به أو ليبعه )، ثم أنزل الله الآية في سورة المائدة فقال : (( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )). فالحاصل أن القمار كل معاملة مبنية على المغالبة، يكون فيها المتعاملان إما غانما وإما غارما. ويستثنى من ذلك ما مصلحته أعظم من مضرته وهو المسابقة على الخيل والإبل والسهام، فإن المغالبة فيها جائزة، ولو بدون محلل. فإذا كان عند شخصين فرسان وتسابقا عليهما بعوض يكون للغالب منهما على صاحبه، فهذا جائز، وكذلك الإبل، وكذلك السهام، الرمي، لأن الرمي قوة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( ألا إن القوة الرمي )، والخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والإبل تحمل الأثقال، (( وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ))، يحمل عليها المجاهدون أمتعتهم وغير ذلك. في وقتنا الحاضر ما فيه إبل وخيل وسهام كما في الزمن السابق، ولكن يقال ما حل محلها فله حكمها، فسيارات النقل للجيوش حكمها حكم الإبل، والطائرات حكمها حكم الخيل، والصواريخ حكمها حكم السهام. وألحق بعض أهل العلم بذلك سهام العلم، وهي المغالبة في المسائل الشرعية فأجاز فيها العوض، ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال : " إن العلم جهاد "، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام أجاز المغالبة في وسائل الجهاد فكذلك تجوز المغالبة في وسائل العلم، فإذا تنازع شخصان في مسألة علمية وتسابقا فيها فإن هذا جائز، وظاهر النصوص سواء قصد الإنسان مطلق المغالبة أو قصد الفائدة المرجوة، بمعنى أنه إذا تسابق اثنان على فرسين فسواء قصدا المغالبة أو قصدا التمرن على ركوب الخيل، هذا ظاهر الحديث، وذلك لأن الخير حاصل سواء أردت هذا أو أردت هذا، فكذلك مسائل العلم لو تسابق فيها رجلان على عوض وقصدا العوض فالظاهر لي أن ذلك جائز، وإن كان هذا لا يساوي من قصد بتسابقهما العثور على حكم المسألة من أدلتها الشرعية، لأن هذا الثاني هو القصد الصحيح. طيب فإذا قال قائل : هل يشترط المحلل ؟ فالجواب : لا، والمحلل أن يدخل معهما ثالث لا يضع شيئا من السّبَق، يعني يسابقهما مجانا، الذين اشترطوا المحلل قالوا من أجل أن تخرج المسألة عن شبه القمار، ولكن الصحيح أن المحلل ليس بشرط، وأن هذه المسألة مستثناة من القمار أي نعم.
ما معنى قول ابن حجر : " قال مسلم : و للزهري نحو تسعين حرفا لا يشاركه فيها غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم " ؟
السائل : ما معنى قول ابن حجر : " قال مسلم : للزهري نحو تسعين حرفا لا يشاركه فيها غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم " إي معنى هذا ؟ الشيخ : المعنى أنه انفرد بتسعين حديثا، لكن الزهري ثقة، من أوثق الناس. السائل : لكن حرفا ؟ الشيخ : حرفا يراد به الحديث.
هل مسابقات حفظ المتون العلمية كالألفية وغيرها بعوض يدخل في النهي أم لا ؟
السائل : هل مسابقات حفظ المتون العلمية كالألفية وغيرها بعوض يدخل في النهي أم لا ؟ الشيخ : عاد الألفية هل هي من العلوم الشرعية أو لا ؟ الألفية وسائل، قد يكون الإنسان يتعلم النحو من أجل إقامة لسانه فقط أو بنانه، المهم في العلوم الشرعية لا بأس.
قلتم يستثنى من اللهو ما كان فيه مصلحة هل هذا صحيح ؟
السائل : قلتم يستثنى من اللهو ما كان فيه مصلحة هل هذا صحيح ؟ الشيخ : كيف ... ذكرنا مسألة القمار، إي نعم، حتى اللهو، نحن قلنا اللهو قد يراد به، اللهو بالأصل ما ليس به مصلحة. ما هو هذا، غلط. الباطل في الأصل ما ليس فيه مصلحة، هذا، الباطل ما ليس فيه منفعة. أما اللهو فلا، يلهو الإنسان بشيء فيه منفعة، وبشيء ليس فيه منفعة. السائل : ... الشيخ : لا لا، أنا صادرتك ومشيت معك، وإلا أنا ما قلت هذا، أنا قلت إن الباطل هو الذي ليس فيه منفعة، أما اللهو فقد يلهو الإنسان بما فيه منفعة يلهو به عن غيره، فاللاهي بالقراءة لاه عن الغيبة مثلا.
حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا إسحاق هو ابن سعيد عن سعيد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم بنيت بيدي بيتًا يكنني من المطر ويظلني من الشمس ما أعانني عليه أحد من خلق الله .
القارئ : حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسحاق هو ابن سعيد، عن سعيد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: ( رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم بنيت بيدي بيتا يكنني من المطر، ويظلني من الشمس، ما أعانني عليه أحد من خلق الله ).
حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان قال عمرو قال ابن عمر : والله ما وضعت لبنةً على لبنة ولا غرست نخلةً منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال : سفيان فذكرته لبعض أهله قال : والله لقد بنى بيتا قال : سفيان قلت : فلعله قال : قبل أن يبني .
القارئ : وحدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، قال عمرو: قال ابن عمر: ( والله ما وضعت لبنة على لبنة، ولا غرست نخلة، منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم ). قال سفيان: فذكرته لبعض أهله، قال: والله لقد بنى بيتا، قال سفيان: قلت: فلعله قال قبل أن يبني.
فوائد حديث : ( ... قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم : من أشراط الساعة إذا تطاول رعاة البهم في البنيان ) .
الشيخ : رحمه الله، اعتذار عن ابن عمر. من أشراط الساعة أي من علاماتها، والأشراط جمع شرط وهو في اللغة العلامة. والساعة لها علامات تدل على قربها، منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال : ( بعثت أنا والساعة كهاتين )، وقال بأصبعه الوسطى والسبابة، ويدل على أنه من أشراطها أنه لا نبي بعده، ومعنى ذلك أن الساعة قريب. لكن هناك أشراط تدل على قربها القريب، منها كثرة المال وفيضه، وإذا كثر المال تطاول الناس في البنيان، يتطاول رعاء البهم في البنيان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لجبريل : ( وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ) يعني البادية تأتي إلى الحاضرة لكثرة المال واستغنائهم عن المواشي وتطاولهم، فيتطاولون في البنيان، وهل وقع هذا أو لا ؟ وقع، وربما سيأتي شيء أشد من هذا، قد يكون أشد من هذا.
فوائد حديث : ( ... عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم بنيت بيدي بيتًا يكنني من المطر ويظلني من الشمس ما أعانني عليه أحد من خلق الله )
الشيخ : طيب أيضا ذكر أثر ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه قال : " بنيت بيدي بيتا يكنني من المطر " رضي الله عنه، ما ساعده عليه أحد، هو نفسه يأتي باللبن وبالطين وبالماء وسقفه وحده، وهذه من معونة الله، والإنسان إذا استعان بالله وعزم على الشيء تيسر له، فابن عمر رضي الله عنه ما أعانه على هذا البيت الذي أكنه من المطر وأظله من الشمس.
فوائد حديث : ( ... قال ابن عمر : والله ما وضعت لبنةً على لبنة ولا غرست نخلةً منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال : سفيان فذكرته لبعض أهله قال : والله لقد بنى بيتا قال : سفيان قلت : فلعله قال : قبل أن يبني )
الشيخ : طيب، أما الأثر الثاني قال : " والله ما وضعت لبنةً على لبنة ولا غرست نخلةً منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم " قال سفيان : " فذكرته لبعض أهله قال : والله لقد بنى بيتا ". فابن عمر أقسم أنه ما وضع لبنة على لبنة، وبعض أهله قال: والله لقد بنى، وهذا تعارض، فبعض أهله حلف أنه بنى، وهو قال ما بنيت، فأيهما نصدق ؟ نقول كل منهما أقسم على نقيض ما قال الآخر، فلا بد من تأويل، فأولها سفيان، قال : " قلت : فلعله قال قبل أن يبني "، وهذا لا شك تأويل جيد وصحيح، يعني كان إقسام ابن عمر قبل أن يبني ما ذكره أهله، فيكون ابن عمر صادقا في يمينه، وبعض أهله صادق أيضا، لأنه قال : " والله ما بنيت ولا وضعت لبنة على لبنة " ولم يقل : ولن أبني، المستقبل له الله ما يدري عنه، لا يعلم عنه، فهذا جمع بلا شك هو المتعين لأن ابن عمر رضي الله عنه صادق، وبعض أهله أيضا صادق، كل منهم أقسم. طيب فإن قال قائل : هل يدل على كراهة البناء أو لا ؟ فالجواب : نعم، يدل على أن البناء إذا استلزم أن يشغل الإنسان ويكون هو همه حتى لا يهتم إلا بدار الدنيا دون دار الآخرة فلا شك أنه يذم. أما إذا كان الإنسان يريد أن يبني ما يساير به أمثاله فإن هذا لا بأس به بشرط أن لا يفضي إلى احتياج إلى الخلق، فإن أفضى إلى احتياج إلى الخلق صار خطأ وسفها، فإنه يوجد بعض الناس فقير ما عنده شيء، لكن جاره هدم بيته وبناه مسلحا، وهو بيته بيت طين، فقال بيتي الآن كأنه فقير بجنب غني ما يمكن، سوف أستقرض أو أتدين بعد وأقع في الربا أو في الحيلة على الربا من أجل أن أهدم بيتي هذا وأبني بيتا مسلحا كجاري، نقول هذا خطأ هذا ذم يذم عليه الإنسان، لأنه يشغل ذمته ويرهقه بالديون وهو في غنى عنه، وإذا كان الله تعالى قال : (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله )) وحاجة الإنسان إلى النكاح قد تكون أعظم من حاجته إلى تشييد بنائه، فما بالك بمن يجدد بناءه ؟ بل أسفه من هذا من يذهب يستقرض أو يتدين بالربا أو بالحيلة عليه من أجل أن يفرش الدرج، يفرش عليه فراشا، لماذا يا أخي ؟ قال لأنها تصقع بالشتاء، أبخلي عليها فراش، يتدين ويرهق نفسه بالديون من أجل هذه المقاصد التي تعتبر بالنسبة له سفها. فالبناء إذا شغل عما هو أهم، وصار هم الإنسان فلا شك أنه يذم، وإذا جارى الإنسان وقته بدون إسراف فهذا لا بأس به بشرط أن يكون قادرا غير محتاج لأحد.
هل صحيح ما فهمه بعض الناس من هذا الحديث من أنه لا يجوز للإنسان أن يكثر من اللباس والأطعمة و الأشياء الطيبة ؟
السائل : هل صحيح ما فهمه بعض الناس من هذا الحديث من أنه لا يجوز للإنسان أن يكثر من اللباس والأطعمة والأشياء الطيبة ؟ الشيخ : أي معلوم، صحيح، قال الله تعالى : (( كلوا واشربوا ولا تسرفوا )) إي نعم، هذا حق. السائل : يعني ما يكثر من لباس الثياب النظيفة ؟ الشيخ : هو لا يجي بخلاقين وشيء قذر، ولكن لا يكثر. الرسول صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه قال : ( كيف بكم إذا أصبح أحدكم في حُلُّة وأمسى في حُلُّة ) يعني معنى هذا أنه سيكون هذا. والإنسان لا يلام على أن يلبس ثوبا جرت به العادة، والصحابة لما قالوا يا رسول إن الواحد منا يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، وش قال : ( إن الله جميل يحب الجمال ) لكن كونه يسرف فيلبس ما ليس من لباس مثله أو يسرف في الأكل والشرب فهذا لا شك أنه خطأ. السائل : يعني يحدد عدد الملابس ؟ الشيخ : حسب ما جرت به العادة، الناس يختلفون.
ما رأيكم فيمن يقول : أن الشطرنج يعلم الذكاء ويفتح الذهن ؟
السائل : ما رأيكم فيمن يقول : أن الشطرنج ويفتح الذه يعلم الذكاء ؟ الشيخ : نقول نحيل هذا السؤال إلى الأخ أحمد مشرف، لأنه أخبرنا عن هذا قديما بخبر يبطل ما ادّعوه. السائل : ... الشيخ : أجل أنت حدثتني فنسيت، هو قال لنا الأخ أحمد مرة من المرات إنه بالعكس، لأنه يحصر الذهن على هذا النوع من الذكاء فلا يستطيع هذا الإنسان إذا خوطب بأمور أخرى تحتاج إلى ذكاء ما يستطيع أن يتخلص. قال ونظير ذلك العلوم يعني العلوم الشرعية إذا حصر الإنسان نفسه في علم ما عرف العلم الآخر، وهذا صحيح، فهو يُفتّح الذهن في هذه اللعبة خاصة، لكن في مسائل أخرى تجده يكون كالدجاجة لا يعرف شيئا.
هل العوض الذي في السباق بالفرس يكون بين المتسابقين أنفسهم أو من شخص خارج السباق ؟
السائل : هل العوض الذي في السباق بالفرس يكون بين المتسابقين أنفسهم لا بد يكون العوض من شخص خارج السباق ؟ الشيخ : لا منهما. السائل : يجوز. الشيخ : هذا هو إذا صار من شخص آخر ما هو عوض يصير، يصير هذا جائزة، يعني لو واحد ثالث قال الذي يسبق منكما له كذا وكذا، هذه جائزة. السائل : ما يشترط ... ؟ الشيخ : لا لا من الطرفين ، يعني كل واحد أخرج مائة وقال الذي يسبق منا يأخذ المائتين. السائل : إذا كان من شخص آخر؟ الشيخ : إذا كان من شخص آخر يكون جائزة. أنا شفت اثنين يتسابقون وقلت يلا اذهبا، اللي يسبق منكم أعطيه مائة ريال، هذه جائزة مني ما تدخل في عوض القمار. السائل : ... ؟ الشيخ : هذا هو الذي استثناه الشارع إذا كان منهما ... آدم لو الأمر بيده ما يَعَلّم أنه صار ثلاثة، الله يهديك.
ما رأيكم فيمن يقول أن ختان المرأة سبب في تعسر الولادة ؟
السائل : ما رأيكم فيمن يقول إن ختان المرأة والجلد الذي يشال منها يساعد في الولادة والختان قد يكون سببا في تعسر الولادة ويصَّعبها شوية ؟ الشيخ : لا هم ذكروا بارك الله فيك فائدة قالوا إنه يقلل من غِلمة المرأة، يعني المرأة إذا بقيت فيها الجلدة التي تؤخذ في الختان تكون غلمتها شديدة وربما تقع في الزنا. أما عاد مسألة الولادة يكتب إلى مستشفى الولادة وينظر في الموضوع.