تتمة شرح الحديث : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ثم قال ( لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومةً فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومةً ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ) تابعه أبو عوانة وجرير عن الأعمش وقال أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا عمارة سمعت الحارث وقال شعبة وأبو مسلم اسمه عبيد الله كوفي قائد الأعمش عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد وقال أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمارة عن الأسود عن عبد الله وعن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله
(تتمة شرح الحديث) القارئ : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلّم والأخر عن نفسه قال إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ثم قال ( لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومةً فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومةً ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ) تابعه أبو عوانة وجرير عن الأعمش وقال أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا عمارة سمعت الحارث وقال شعبة وأبو مسلم اسمه عبيد الله كوفي قائد الأعمش عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد وقال أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمارة عن الأسود عن عبد الله وعن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله.
الشيخ : فالمؤمن يخاف من الذنوب، يخاف من الذنوب كما يخاف الإنسان الذي تحت جبل أن يقع عليه هذا الجبل، ( وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا ) ، هذا سهل يعني الفاجر يذنب ويذنب ويذنب ولا يبالي كأنه ذباب مر على أنفه فقال به هكذا، وهذا معناه التساهل فإذا رأيت من نفسك أنك تتساهل بالذنوب ولا تتعاظمها فاعلم أن بك مرضا فصحّح الخطأ وصحّح القلب. ثم قال ( لله أفرح بتوبة العبد ) إلى ءاخره، هذا هو الحديث المرفوع، ( لله أفرح ) يعني أشد فرحا بتوبة الإنسان من ( رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومةً فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال أرجع إلى مكاني ) لأن الرجل لما استيقظ ولم يجد الراحلة ذهب يبحث عنها فلما أدركه العطش قال أرجع إلى مكاني لأنه نام تحت ظل شجرة، ( فرجع فنام نومةً ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ) ، من يقدر هذا الفرح؟ نحن لا نتصوره الأن ولا نتخيّله لأنه أعظم مما نتخيّل، إذ أنه حياة بعد موت، هذا الفرح لا يوجد له نظير إطلاقا ولهذا جاء في الحديث أنه أمسك بزمام الناقة وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، عجز أن يتكلّم ما ضبط الكلام، أخطأ من شدّة الفرح فالله عز وجل بتوبة عبده أشَدّ فرحا من هذا بناقته. وفي الحديث إثبات الفرح لله عز وجل، وهو حق على حقيقته، ولا يصح أن يُفسّر بالمبادرة بالثواب لأن هذا من باب تحريف الكلم عن مواضعه، والقاعدة عند أهل السنّة والجماعة أن يوصف الله بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلّم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، فنؤمن بهذه الصفات على أنها حق لكن بدون تمثيل لأن الله يقول: (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ )) ، والذين حرّفوا النصوص في صفات الله عز وجل ظنوا أنها تقتضي المماثلة فحملوها أولا على التمثيل ثم حرّفوا الكلم عن مواضعه، فقالوا مثلا الفرح يقتضي أن شيئا محبوبا إلى الفارح حصل له ففرح به لانتفاعه به فيُقال لهم هذا الفرح فرح الآدمي فرح المخلوق، أما فرح الخالق ففرح يختص به ولا يماثل فرح المخلوقين، وهكذا بقية الصفات يجب عليك أن تؤمن بها كما وصف الله بها نفسه وكما وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلّم لكن بدون تمثيل. وفيه أيضا دليل على فضل الله عز وجل حيث يفرح بتوبة عبده هذا الفرح العظيم مع أن الله سبحانه وتعالى غني عن العبد كما قال تعالى: (( إِن تَكفُروا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُم )) ، ويقول عز وجل: (( وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ )) ، ويقول في الحديث القدسي: ( يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا ) . نعم. نعم.
في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر هل هو معصوم ؟
السائل : بالنسبة إلى حديث ... قال النبي صلى الله عليه وسلّم ... . الشيخ : عن ذنبه. السائل : فهل هو معصوم؟ الشيخ : لا هو معصوم من الإقرار على الذنب، يعني ما يستمر عليه لكن قد يفعل، قد يفعل الذنب لكنه ليس كفعلنا نحن، نحن نفعل الذنب من أجل الشهوة له، أما الرسول صلى الله عليه وسلّم فيفعله في الغالب اجتهادا منه ويكون خطأ، يعني نحن مثلا نفعل الذنوب تبعا لهوانا، أما الرسول صلى الله عليه وسلّم فيفعلها تبعا لما يظن أن هذا هو الأنسب أو المناسب وإذا هو خطأ. نعم.
رجل يذنب ثم يتوب وتتوفر فيه شروط التوبة كلها ثم يعود للذنب مرة أخرى وتتكرر العملية فما حكمه ؟
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ رجل يذنب ثم يتوب، قد تتوفر فيه الشروط كلها التي ذكرت، ثم يعود إلى الذنب مرة أخرى. الشيخ : نعم. السائل : وتتكرّر العملية؟ الشيخ : أي نعم، نقول كلما تكرّرت العملية تكرّرت التوبة. ما فيه مانع. نعم.
قلنا أن شروط التوبة خمسة لو تخلف شرط منها مثلاً لا تصح التوبة لو إنسان تاب عن أشياء كما لو كان يحلق لحيته ويشرب الدخان ثم تاب عن هذه الأشياء ولم يندم على ما فعل فهل تصح توبته ؟
السائل : شيخ تحديد مثلا ... شروط التوبة ثلاثة أو خمسة ... يعني لو تخلف شرط منها مثلا لا تصح التوبة. الشيخ : نعم. السائل : طيب شيخ مثلا لو إنسان تاب عن الذنب مثلا كان يحلق لحيته أو يشرب الدخان ثم ترك هذه الأشياء لكن ما ندم على ما فعل لكن ترك يعني ... . الشيخ : نعم. السائل : فهل نقول توبته .. الشيخ : فهذه لا شك إنها ناقصة، ناقصة، الغالب إن الذي يكون هكذا ما تكون توبته على الوجه المطلوب لأن الإنسان الذي يشعر بالذنب ويحس به لابد أن يندم ... . السائل : ... غير صحيح؟ الشيخ : لا ما نقول غير صحيح لكن غير تام.
حدثنا إسحاق أخبرنا حبان حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم ح و حدثنا هدبة حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة )
القارئ : حدثنا إسحاق، قال أخبرنا حبان، قال حدثنا همام، قال حدثنا قتادة، قال حدثنا أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلّم، ح وحدثنا هدبة، قال حدثنا همام، قال حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم، سقط على بعيره، وقد أضلّه في أرض فلاة ) .
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعةً فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يجيء المؤذن فيؤذنه
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا هشام بن يوسف، قال أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلّم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعةً، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يجيء المؤذّن فيؤذنه ) . الشيخ : وهذه الضجعة التي تكون بعد سنة الفجر قيل إنها سنّة بكل حال لمن يصلي في بيته، وقيل إنها ليست بسنّة وإنما فعلها النبي صلى الله عليه وسلّم للراحة فقط، وفصّل بعض العلماء فقال إن كان الإنسان ذا قيام من الليل يحتاج أن ينام ليستريح فينشط في صلاة الفجر فعل وإلا فلا، ولكن هذا أيضا مشروط بأن لا يخشى أن ينام عن صلاة الفجر، فإن خشي أن ينام عن صلاة الفجر لم تكن هذه الضجعة سنّة بل قد نقول لا يجوز أن يضطجع، وبالغ ابن حزم رحمه الله فقال إن هذه الضجعة شرط لصحّة صلاة الفجر فمن لم يضطجع بعد سنّة الفجر على جنبه الأيمن فصلاته غير صحيحة باطلة، نعم، وهذا من غرائب العلم، لأنها أنهى ما فيها أنها من فعل الرسول صلى الله عليه وسلّم وفعل النبي صلى الله عليه وسلّم المجرّد لا يدل على الوجوب، وأما الأمر بها ( إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على جنبه الأيمن ) فهذا لا يصح، هذا الحديث لا يصح، إنما الذي صح من فعل النبي صلى الله عليه وسلّم فقط. نعم.
السائل : ... كتاب الدعوات ... تعلّق الحديث هذا بكتاب الدعوات؟ الشيخ : نعم، الظاهر والله أعلم إنه قوله يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة لأنها ما تخلو هذه الصلوات من الدعاء.
يذهب إلى المسجد لكي ينام ويأمن أن يستيقظ للصلاة هل يكون سنة ؟
السائل : ... ذهب إلى المسجد لكي ينام ويأمن لكي يستيقظ للصلاة فهل يقال إن هذا من السنّة شيخ؟ الشيخ : يعني ينام بالليل؟ السائل : لا، ينام في المسجد. الشيخ : في الليل؟ السائل : ... . الشيخ : في الليل؟ السائل : أي نعم. الشيخ : ما فيه بأس، ما فيه بأس. السائل : ... . الشيخ : أه؟ السائل : بعد سنّة الفجر؟ الشيخ : لا، فسنّة الفجر ما ... الرسول يفعلها في بيته، ... إذا جئنا نصلي الفجر و ... كلكم مضطجعين على الصف مشكل. نعم عبد المنان؟ إيش؟ السائل : ... الشارح شارح الحديث، ابن حجر سلك مسلك النفاة في هذا ... . الشيخ : إيه يمكن، عفا الله عنه، نسأل الله أن يعفو عنه.
حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال سمعت منصوراً عن سعد بن عبيدة قال حدثني البراء بن عازب رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبةً ورغبةً إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول ) فقلت أستذكرهن وبرسولك الذي أرسلت قال ( لا وبنبيك الذي أرسلت )
القارئ : حدثنا مسدد، قال حدثنا معتمر، قال: سمعت منصورا، عن سعد بن عبيدة، قال: حدثني البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، ءامنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة واجعلهن ءاخر ما تقول ) فقلت أستذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت. قال: ( لا، ونبيك الذي أرسلت ) . الشيخ : فقلت أستذكرهن، أستذكرهن تفسير لقلت، يعني فأعدتهن.
الشيخ : هذا الحديث أيضا فيه ما سبق أنه ينبغي للإنسان أن ينام على طهر لقوله صلى الله عليه وسلّم: ( توضأ وضوءك للصلاة ) . وفيه أيضا إنه يضطجع على الشق الأيمن دون الأيسر ولو كانت القبلة خلف ظهره أو عند رجليه أو عند رأسه، المهم أن يضطجع على الجنب الأيمن. وفيه الدعاء الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلّم وعلّمه البراء رضي الله عنه. وفيه أيضا المحافظة على لفظ الحديث لأنه لما قال وبرسولك الذي أرسلت قال ( لا، وبنبيك الذي أرسلت ) ، هكذا قال بعضهم، ولكن في هذا نظرا لأن اختلاف اللفظين ليس اختلافا لفظيا فقط حتى نقول إن هذا من باب المحافظة على رواية الحديث باللفظ، بل الخلاف خلاف معنوي وذلك أنه إذا قال: برسولك الذي أرسلت، قد يكون من الألفاظ المجملة لأن من الرسل من لم يكن بشرا، كالملائكة رسل، وجبريل رسول من الله، كما قال الله تعالى: (( إِنَّهُ لَقَولُ رَسولٍ كَريمٍ * ذي قُوَّةٍ عِندَ ذِي العَرشِ مَكينٍ )) فإذا قال برسولك الذي أرسلت لم يمنع إرادة الرسول الملكي، أما إذا قال: بنبيك الذي أرسلك فإنه يمنع إرادة الرسول الملكي، لأن الملائكة ليس منهم نبي فيتعيّن أن يكون بالرسول هنا الرسول البشري وهو محمد صلى الله عليه وسلّم، هذا من وجه. الوجه الثاني: أنه إذا قال برسولك الذي أرسلت دخلت النبوّة من باب دلالة التضمّن لأن كل رسول نبي، فإذا قال بنبيّك الذي أرسلت دخلت النبوة بدلالة النطق الصريح لا التضمّن فيكون هذا أوْلى، فلذلك كانت المحافظة على قوله ( بنبيّك الذي أرسلت ) ليس من أجل المحافظة على اللفظ فقط بل لأنه يختلف المعنى والدلالة. وفيه أيضا أن القرءان كلام الله عز وجل لقوله: ( بكتابك الذي أنزلت ) وهذا أمر معروف. نعم. السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم؟
إذا كان الإنسان لا يرتاح إلا على ظهره في النوم هل يضجع على الشق الأيمن ويقول الدعاء ثم يحول نفسه ؟
السائل : إذا كان الإنسان ما يرتاح إلا على ظهره في النوم فبمجرد يقول الدعاء على الشق الأيمن ثم ... على ظهره؟ الشيخ : لا لا يعوّد نفسه. السائل : يعود. الشيخ : نفسه، لكن إن عاد على ظهره وهو نائم فلا يضر. نعم. السائل : ... . الشيخ : ما أدري عنه، لكن إن صح عن النبي عليه الصلاة والسلام يكون ءاخر ما تقول من القرءان وهذا ءاخر ما يقول من الدعاء، إن صح. نعم.
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عبد الملك عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال ( باسمك أموت وأحيا ) وإذا قام قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )
القارئ : حدثنا قبيصة، قال حدثنا سفيان، عن عبد الملك، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا أوى إلى فراشه قال: ( باسمك أموت وأحيا ) ، وإذا قام قال: ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) ، يُنشرها يُقعدها. الشيخ : هذا أيضا من الدعاء عند النوم، إذا أويت إلى فراشك تقول: ( باسمك أموت وأحيا ) لأن الله تعالى هو المحيي المميت، وإذا قمت تقول: ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) ، وذلك لأن النوم ميتة صغرى كما قال تعالى (( وَهُوَ الَّذي يَتَوَفّاكُم بِاللَّيلِ وَيَعلَمُ ما جَرَحتُم بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبعَثُكُم فيهِ )) .
حدثنا سعيد بن الربيع ومحمد بن عرعرة قالا حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً ح و حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو إسحاق الهمداني عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى رجلاً فقال ( إذا أردت مضجعك فقل اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك رغبةً ورهبةً إليك لا ملجا ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة )
القارئ : حدثنا سعد بن الربيع ومحمد .. الشيخ : سعيد، الذي عندنا سعيد، شف تكلّم عليه بالشرح؟ الطالب : ... والصواب سعيد. الشيخ : نعم، سعيد. القارئ : حدثنا سعيد بن الربيع ومحمد بن عرعرة، قالا: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمع البراء بن عازب، أن النبي صلى الله عليه وسلّم أمر رجلا وحدثنا ءادم: قال حدثنا شعبة، قال حدثنا أبو إسحاق الهمداني، عن البراء بن عازب، أن النبي صلى الله عليه وسلّم أوصى رجلا، فقال: ( إذا أردت مضجعك، فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجا ولا منجا منك إلا إليك، ءامنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة ) .
القارئ : باب وضع اليد اليمنى تحت الخد اليمنى، حدثني موسى. القارئ : رحمه الله باب وضع اليد اليمنى تحت الخد اليمنى .. الشيخ : عندنا باب وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن، في نسخة الظاهر.
حدثني موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول ( اللهم باسمك أموت وأحيا ) وإذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )
القارئ : حدثني موسى بن إسماعيل، قال حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا أخذ مضجعه من الليل، وضع يده تحت خده، ثم يقول: ( اللهم باسمك أموت وأحيا ) وإذا استيقظ قال: ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ) . الشيخ : هذا الحديث يدل على أن هذا الفعل يُشرع في نوم الليل، لقوله كان إذا أخذ مضجعه من الليل، فظاهره أنه إذا نام في النهار لا يفعل هذا الفعل، وربما يؤيّده قوله: ( اللهم باسمك أموت وأحيا ) ، وقوله: ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ) ، لأن هذا إنما جاء في القرءان في نوم الليل (( وَهُوَ الَّذي يَتَوَفّاكُم بِاللَّيلِ وَيَعلَمُ ما جَرَحتُم بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبعَثُكُم فيهِ لِيُقضى أَجَلٌ مُسَمًّى )) ، وإن كان ظاهر قوله: (( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حينَ مَوتِها )) أن النوم وفاة سواء كان في الليل أو في النهار، لكن على كل حال نأخذ بما أمامنا وهو أن هذا إنما يُشرع في نوم الليل فقط. نعم.
فعل النبي صلى الله عليه وسلم يدل على الوجوب أم على الإستحباب ؟
السائل : قلنا فعل النبي صلى الله عليه وسلّم مجرد فعله صلى الله عليه وسلم لا يدل على السنّة؟ الشيخ : على الوجوب، لا يدل على الوجوب. السائل : ... . الشيخ : أقول لا يدل على الوجوب. السائل : ... . الشيخ : نعم. السائل : النبي صلى الله عليه وسلّم ... . الشيخ : ما حث. السائل : كيف ... . الشيخ : لا، فعله، فعل الرسول صلى الله عليه وسلّم يدل على الاستحباب. السائل : مطلق فعله يا شيخ؟ الشيخ : مطلق الفعل يفيد الاستحباب لا يفيد الوجوب، إلا إذا كان بيانا لأمر مجمل فيكون له حكم ذلك الأمر المجمل. نعم يا عبد المنان؟ السائل : ... . الشيخ : لعله في لفظ ءاخر، وإلا السياق الذي ذكر ما ذكره لكنه ربما يأخذه من حديث البراء بن عازب لأنه أمره أن ينام على شقه الأيمن، وإذا نام على الشق الأيمن فلابد أن يكون الذي يضع يده اليمنى. نعم؟ السائل : جزاكم الله خيرا، ورد أذكار كثيرة .. الشيخ : مصطفى؟ السائل : يا شيخي سؤال في الكلام الماضي يعني ... . الشيخ : إيش؟ السائل : سؤال في ... . الشيخ : إيش؟ السائل : في كتاب الاستئذان. الشيخ : طيب شاكر.
وردت أذكار كثيرة في النوم هل معنى هذا أن الإنسان يقولها جميعاً كل يوم أم يتخير يوم عن يوم ؟
السائل : شيخ ورد أذكار كثيرة في النوم هل معنى هذا إنه النائم يقولها جميعاً وإلا يوم .. الشيخ : كيف؟ السائل : وردت أذكار هذه والتي قبلها. الشيخ : نعم. السائل : متنوعة، هل يقولها كل يوم جميع الأذكار وإلا يتخيّر يوم عن يوم؟ الشيخ : الذي يظهر لي أن ما ورد هكذا يؤخذ كله إلا إذا علمنا أن بعضه ينوب عن بعض لتشابهه، أو دل الدليل على أنه يقتصر على أحد الأنواع، فمثال الثاني دعاء الاستفتاح فإن حديث أبي هريرة لما سأل النبي صلى الله عليه وسلّم ماذا تقول؟ قال: ( أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي ) يدل على أنه يقتصر إيش؟ السائل : على واحد. الشيخ : على واحد من الأنواع. كذلك إذا كانت الألفاظ متشابهة أو الأذكار متشابهة فإنه اختلاف أنواع، مثل التسبيح دبر الصلاة فإنها بعضها ينوب عن بعض، أما إذا لم تكن متشابهة فالظاهر أنها تُقال جميعا كما في الأذكار التي في دبر الصلاة، اللهم أنت السلام، والاستغفار، ولا إله إلا الله له وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، وما أشبه ذلك، هذه تقال جميعا، وكذلك الأذكار إلي في الركوع سبوح قدوس، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، سبحان ربي الله العظيم فتكون على ثلاثة أقسام: ما دلت السنّة على أنه يُفرد صريحا مثل دعاء الاستفتاح. وما كان ظاهره أن بعضها بدل عن بعض كما في أذكار الصلوات في التسبيح خاصة، سبحان الله والحمد لله والله أكبر، أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، هذه متشابهة ما يجمع بينها. والثالث ما لم تدل السنّة لا على هذا ولا على هذا فالظاهر أنه يُجمع بينها مثل أذكار الركوع وأذكار السجود. أي نعم.
حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا العلاء بن المسيب قال حدثني أبي عن البراء بن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال ( اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبةً ورهبةً إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قالهن ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة )
القارئ : حدثنا مسدد، قال حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال حدثنا العلاء بن المسيب، قال: حدثني أبي، عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن، ثم قال: ( اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، ءامنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيّك الذي أرسلت ) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( من قالهن ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة ) . الشيخ : هذا الحديث من أغراب الأحاديث فمرة قال إن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر البراء بن عازب، ومرّة قال إنه أوصى رجلا، ومرة رواه من فعل النبي صلى الله عليه وسلّم، فكيف نجمع بين هذه الوجوه؟ وهل هذا اضطراب في الحديث يوجب ضعفه أم ماذا؟ نقول أما الجمع بين قوله إن النبي صلى الله عليه وسلّم أمره وأوصى رجلا فواضح لأن أمره إياه وصية لرجل لكنه مرة بيّن نفسه ومرة أبهم نفسه، لكن كونه يرويه من فعل الرسول صلى الله عليه وسلّم هذا هو الذي محل إشكال ولذلك نشوف المؤلف الشارح، وإن كان يمكن الجمع لكن نشوف لعله.
(القراءة من فتح الباري لابن حجر) القارئ : يقول " هكذا وقع في رواية سعد بن عبيدة وأبي إسحاق عن البراء، ووقع في رواية العلاء بن المسيب عن أبيه عن البراء من فعل النبي صلى الله عليه وسلّم " .. الشيخ : إيش؟ القارئ : " من فعل النبي " . الشيخ : نعم. القارئ : صلى الله عليه وسلم " ولفظه كما سيأتي قريبا: كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال الحديث، فيستفاد مشروعية هذا الذكر من قوله صلى الله عليه وسلّم ومن فعله، ووقع عند النسائي من رواية حصين بن عبد الرحمان عن سعد بن عبيدة عن البراء وزاد في أوله: ثم قال ( بسم الله اللهم أسلمت نفسي إليك ) ، ووقع عند الخرائطي في مكارم الأخلاق من وجه ءاخر عن البراء بلفظ ( كان إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم أنت ربي ومليكي وإلهي لا إله إلا أنت إليك وجهت وجهي ) الحديث " . الشيخ : طيب وفي الأخر؟ كلامه على هذا؟ ... ؟ القارئ : ... . الشيخ : أه؟ القارئ : ... " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم كذا لأبي ذر وأبي زيد المروزي، وسقط لفظ لي من رواية الباقين، وفي رواية أبي إسحاق كما في الباب الذي يليه أمر رجلا، وفي أخرى له أوصى رجلا، وفي رواية أبي الأحوص عن أبي إسحاق الآتية في كتاب التوحيد عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم يا فلان إذا أويت إلى فراشك الحديث، وأخرجه الترمذي من طريق سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال له ألا أعلمك كلمات تقول إذ أويت إلى " . الشيخ : على كل حال يعني يمكن أن يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلّم أمره بما كان هو يفعله عليه الصلاة والسلام، وإن كان هذا الحديث الأخير ما فيه ذكر الوضوء لكن ما يمنع. نعم. ... نبيّك الذي أرسلت. السائل : الذي أرسلت. الشيخ : نعم. السائل : ... الإقتصار على ... . الشيخ : لما قال الذي أرسلت أثبت له النبوة والرسالة، ما ذكرنا أمس؟ ذكرنا أمس فيه ثلاثة فوائد. السائل : ... . الشيخ : إيه ما كنت حاضر، أجل راجع عن الشريط، نعم. يلا يا ... ؟ السائل : ... النبي صلى الله عليه وسلم .. الشيخ : إيش؟ السائل : حذيفة ... فعل النبي صلى الله عليه وسلم. الشيخ : حذيفة؟ السائل : نعم. الشيخ : وين؟ السائل : ... . الشيخ : ... . السائل : ... . الشيخ : نعم وين؟ وين وفيه؟ السائل : نعم. الشيخ : وين وفيه هذا؟ السائل : ... . الشيخ : أه؟ السائل : ... . الشيخ : الحديث الذي قبله؟ نعم. السائل : البراء، روى البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم. الشيخ : نعم. السائل : هذا ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقتصر على الدعاء؟ ... لأنه كان يعني يكثر ... . الشيخ : نعم. السائل : ... البراء؟ الشيخ : ما نقدر نجزم، ما نجزم يعني قد يكون الرسول عليه الصلاة والسلام أسمع حذيفة ما لم يُسمع البراء وأسمع البراء ما لم يُسمع حذيفة. ما نستطيع نجزم بهذا. السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم. السائل : يعني المفروض ... في القلب. الشيخ : أه؟
السائل : النوم على الشق الأيمن؟ الشيخ : النوم على الشق الأيمن من الناحية الطبية أنفع لأن فم المعدة من اليمين فيكون هذا أسهل في الهضم، وهو بالنسبة للقلب أنفع أيضا لأن القلب معلّق بالجانب الأيسر فإذا نام على الجانب الأيسر فإنه يؤخذه النوم ويستغرق، وربما لا يصحو بخلاف ما إذا كان على الجانب الأيمن، نعم. السائل : على الشق الأيمن؟ الشيخ : لا، الأطباء يقولون حتى للبدن أفضل، حتى للبدن. نعم.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن سلمة عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بت عند ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته فغسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام فأتى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءاً بين وضوءين لم يكثر وقد أبلغ فصلى فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أتقيه فتوضأت فقام يصلي فقمت عن يساره فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعةً ثم اضطجع فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فآذنه بلال بالصلاة فصلى ولم يتوضأ وكان يقول في دعائه ( اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي بصري نوراً وفي سمعي نوراً وعن يميني نوراً وعن يساري نوراً وفوقي نوراً وتحتي نوراً وأمامي نوراً وخلفي نوراً واجعل لي نوراً ) قال كريب وسبع في التابوت فلقيت رجلاً من ولد العباس فحدثني بهن فذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري وذكر خصلتين
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن سلمة، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بت عند ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلّم فأتى حاجته، فغسل وجهه ويديه. الشيخ : صلي وسلم عليه. القارئ : ثم نام، ثم قام، فأتى القربة فأطلق شناقها، ثم توضأ وضوء بين وضوءين ولم يُكثر وقد أبلغ، فصلى، فقمت فتمطيت، كراهية أن يرى أني كنت أتقيه، فتوضأت، فقام يصلي، فقمت عن يساره، فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه، فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فآذنه بلال بالصلاة، فصلى ولم يتوضأ، وكان يقول في دعائه: ( اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، واجعل لي نورا ) ، قال كريب: وسبع في التابوت، فلقيت رجلا من ولد العباس فحدثني بهن، فذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري، وذكر خصلتين.
الشيخ : هذا الحديث فيه الدعاء إذا انتبه من الليل، وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا انتبه من الليل يقرأ العشر الأيات التي في ءاخر سورة ءال عمران (( إِنَّ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الأَلبابِ )) وفيهن دعاء، وكذلك يقول ما قاله ابن عباس هنا. وفيه دليل على بساطة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلّم وزهده، فأنت ترى كأنما ترى الأن بيته صلى الله عليه وسلّم، القربة فيها الماء للوضوء والشرب، لأنه كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع. يقول وفي هذا الحديث أيضا دليل على التورية بفعل ابن عباس رضي الله عنهما يقول: تمطيت يعني تمغطت، كراهية أن يرى أني كنت أتقيه، وفي نسخة أرتقبه، يعني ليتبيّن كأنه قام الأن من نومه، كأنه الأن قام من نومه لأن عادة بعض الناس إذا قام من النوم يتمطط يعني يتمغط. وفيه أيضا دليل على جواز نية الإمامة في أثناء الصلاة لأن ابن عباس رضي الله عنهما دخل مع النبي صلى الله عليه وسلّم في أثناء صلاته مأموما. وفيه أيضا دليل على أن موقف المأموم الواحد عن يمين الإمام لأنه قال فقمت عن يساره، فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه. وفيه دليل على جواز الحركة لمصلحة الصلاة، ... من أين نأخذه؟ جواز الحركة لمصلحة الصلاة من أين تؤخذ؟ السائل : ... . الشيخ : عبد الله بن عباس. السائل : ... . الشيخ : نعم، وهذه حركة لكنها لمصلحة الصلاة، وقد سبق لنا أن الحركة في الصلاة تنقسم إلى خمسة أقسام. وفيه دليل على أن اليسار ليس موقفا للمأموم الواحد لأن اليمين أفضل لكن هل هو على سبيل الوجوب يعني أنه يجب أن يكون عن يمينه أو هو على سبيل الاستحباب؟ فيه قولان لأهل العلم، ورجح شيخنا عبد الرحمان رحمه الله أن ذلك للاستحباب وليس للوجوب، وعلله بأن هذا الذي حصل من الرسول صلى الله عليه وسلم مجرّد فعل، ومجرّد الفعل لا يدل على الوجوب، ولأنه لو كان للوجوب أي لو كان وقوفه عن يمين الإمام واجبا لنبهه بعد سلامه، لقال له لا تفعل كما نبّه الصحابة رضي الله عنهم حينما صلوا قياما خلفه ثم أمرهم فجلسوا، فلما سلّم أخبرهم بأنه إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلما لم يخبر ابن عباس بأن هذا ليس بجائز أي الوقوف عن اليسار دل على أن كون المأموم الواحد عن يمين الإمام أفضل من كونه عن يساره وليس ذلك على سبيل الوجوب، ولا شك أن هذا تعليل قوي وحجة ظاهرة لأن القاعدة عند أهل العلم أن مجرد فعل الرسول صلى الله عليه وسلّم لا يدل على الوجوب وإنما يدل على الاستحباب. لكن لقائل أن يقول: إن الحركة في الصلاة الأصل فيها المنع، فلما تحرّك الرسول صلى الله عليه وسلّم من أجل تعديله دل هذا على أن بقاءه في اليسار محرّم. والجواب عن هذا أن يقال: إن الحركة في الصلاة جائزة لأدنى سبب حتى في تسكيت الصبي عن الصياح جائزة كما كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يحمل أمامة بنت زينب وهو في الصلاة وهذا يؤدّي إلى حركة، والأقرب ما ذهب إليه شيخنا رحمه الله أن وقوف المأموم الواحد عن يمين الإمام سنّة وليس بواجب، وأنه لو صلى عن يساره مع خلو يمينه فالصلاة صحيحة لكن هذا خلاف الأولى. وفيه أيضا إن صلاة الرسول صلى الله عليه وسلّم ثلاث عشرة ركعة في الليل، والجمع بينه وبين حديث عائشة رضي الله عنها أنه ما زاد على إحدى عشرة ركعة أنها حكت ما رأت، على أنه قد روي عنها أيضا بوجه صحيح أنه كان يصلى ثلاث عشرة ركعة وعلى هذا فيكون الرسول صلى الله عليه وسلّم يصلي مرة إحدى عشرة ومرة ثلاثة عشرة. السائل : ... . الشيخ : إحدى عشرة ومرة ثلاثة عشرة. نعم. وفيه أيضا دليل على أن النوم لا ينقض الوضوء لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم نام حتى نفخ وسمِع له صوت، صوت النائم، وصلى ولم يتوضأ، فيدل ذلك على أن النوم لا ينقض الوضوء. ولكن قد يقول قائل إن هذا من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلّم أن نومه لا ينقض الوضوء لأنه عليه الصلاة والسلام تنام عيناه ولا ينام قلبه ولهذا كان من خصائصه أنه لا ينتقض وضوؤه بنومه، وقد يقال الأصل عدم الخصوصية وأن مراده صلى الله عليه وسلّم بقوله: ( تنام عيناه ولا ينام قلبه ) في الذكر، وأنه لا يغفل عن ذكر الله وكأنه يقظان، لكن الأول أظهر وأن الرسول صلى الله عليه وسلّم تنام عيناه ولا ينام قلبه. فإن قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وسلّم قد نام هو وأصحابه في سفر في ءاخر الليل وطلع الفجر وطلعت الشمس ولم يوقظهم إلا حر الشمس، فكيف تقولون إنه لا ينام؟ قلنا لا نقول إنه لا ينام جسده، الذي لا ينام هو قلبه فإحساسه الباطن معه، أما الحواس الظاهرة فإنه ينام، ولهذا قال: تنام عيناه ولا ينام قلبه. وفيه هذا الدعاء العظيم الذي دعا به الرسول عليه الصلاة والسلام ( اللهم اجعل في قلبي نورا ) نورا حسيا وإلا معنويا؟ السائل : معنويا. الشيخ : معنويا، نورا معنويا يُبصر به الحق. والثاني قال : ( وفي بصري نورا ) أيضا معنويا، حتى يرى المنكر منكرا والمعروف معروفا. وكذلك يقال ( في سمعي نورا ) . ولما سأل الله أن يجعل في هذه الثلاثة التي هي مدارك العلوم والعقل (( إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤولًا )) فسأل الله أن يجعل النور في هذه الثلاثة، ذكر عاد الأمر الخارجي قال: ( واجعل عن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا ) كم الجهات؟ أه؟ يميني يساري فوقي تحتي أمامي خلفي. السائل : ... . الشيخ : أه؟ السائل : ... . الشيخ : لا موجودة ... ، هذه ست، ست جهات، سأل الله أن يجعله محاطا بالنور من كل جهاته. ءاخرها قال: ( واجعل لي نورا ) وفي بعض الروايات ( واجعلني ) بالنون ( واجعلني نورا ) أي منارا يهتدي به غيري. ففي هذا دليل على أهمية النور وأنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله هذا السؤال. قال كريب : وسبع في التابوت، شف معنى الكلمة هذه. السائل : ... . الشيخ : أي نعم. أضيفوها.
(القراءة من فتح الباري لابن حجر) القارئ : " قوله قال كريب وسبع في التابوت قلت حاصل ما في هذه الرواية عشرة " . الشيخ : أه؟ القارئ : " قلت حاصل ما في هذه الرواية عشرة وقد أخرجه مسلم من طريق عقيل عن سلمة بن كهيل فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بتسع عشرة كلمة حدثنيها كريب فحفظت منها ثنتي عشرة ونسيت ما بقي فذكر ما في رواية الثوري هذه وزاد: ( وفي لساني نورا ) بعد قوله: ( في قلبي ) ، وقال في ءاخره ( واجعل لي في نفسي نورا واعظم لي نورا ) ، وهاتان ثنتان من السبع التي ذكر كريب أنها في التابوت مما حدّثه بعض ولد العباس. وقد اختُلِف في مراده بقوله التابوت فجزم الدمياطي في حاشيته بأن المراد به الصدر الذي هو وعاء القلب، وسبق ابن بطال والداوودي أن المراد بالتابوت الصدر، وزاد ابن بطال كما يقال لمن يحفظ العلم " علمه في التابوت مستودع " ، وقال النووي تبعا لغيره: المراد بالتابوت الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره تشبيها بالتابوت الذي يُحرِز " .. الشيخ : يحرَز. القارئ : " الذي يحرَز فيه المتاع يعني سبع كلمات في قلبي ولكن نسيتها. قال وقيل المراد سبعة أنوار كانت مكتوبة في التابوت الذي كان لبني إسرائيل فيه السكينة. وقال ابن الجوزي يريد بالتابوت الصندوق أي سبع مكتوبة في صندوق عنده لم يحفظها في ذلك الوقت، قلت: ويؤيده ما وقع عند أبي عوانة من طريق أبي حذيفة عن الثوري بسند حديث الباب قال كريب وستة عندي مكتوبات في التابوت، وجزم القرطبي في "المفهم" وغير واحد بأن المراد بالتابوت الجسد أي أن السبع المذكورة تتعلّق بجسد الإنسان بخلاف أكثر ما تقدّم فإنه يتعلّق بالمعاني كالجهات الست وإن كان السمع والبصر من الجسد، وحكى ابن التين عن الداوودي أن معنى قوله في التابوت أي في صحيفة في تابوت عند بعض ولد العباس، قال والخصلتان العظم والمخ وقال الكرماني لعلهما الشحم والعظم كذا قالا وفيه نظر سأوضحه قوله " . الشيخ : اقرؤوا " وذكر خصلتين " . القارئ : بعده؟ الشيخ : أي بعده بأسطر. القارئ : " قوله وذكر خصلتين أي تكملة السبع قال القرطبي هذه الأنوار التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم يمكن حملها على ظاهرها فيكون سأل الله تعالى أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نورا يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم هو ومن تبعه أو من شاء الله منهم، قال والأولى أن يقال هي مستعارة للعلم والهداية كما قال تعالى: (( فَهُوَ عَلى نورٍ مِن رَبِّهِ )) ، وقوله تعالى: (( وَجَعَلنا لَهُ نورًا يَمشي بِهِ فِي النّاسِ )) ثم قال: والتحقيق في معناه أن النور مظهر ما نسِب إليه وهو يختلف بحسبه، فنور السمع مظهر للمسموعات، ونور البصر كاشف للمبصًرات، ونور القلب كاشف عن معلومات، ونور الجوارح ما يبدو عليها من أعمال الطاعات. قال الطيبي: معنى طلب النور للأعضاء عضوا عضوا أن يتحلّى بأنوار المعرفة والطاعات، ويتعرّى عما عداهما، فإن الشياطين تحيط بالجهات الست بالوساوس فكان التخلّص منها بالأنوار السادّة لتلك الجهات، قال: وكل هذه الأمور راجعة إلى الهداية والبيان وضياء الحق وإلى ذلك يُرشد قوله تعالى: (( اللَّهُ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ )) إلى قوله: (( نورٌ عَلى نورٍ يَهدِي اللَّهُ لِنورِهِ مَن يَشاءُ )) انتهى ملخصا، وكان في بعض ألفاظه مالا يليق بالمقام فحذفته. وقال الطيبي أيضا: خص السمع والبصر والقلب بلفظ .. " الشيخ : السمع. القارئ : " خص السمع والبصر والقلب بلفظ لي لأن القلب مقر الفكرة في ءالاء الله، والسمع والبصر مسارح ءايات الله المصونة، قال وخص اليمين والشمال بعن إيذانا بتجاوز الأنوار عن قلبه وسمعه وبصره إلى من عن يمينه وشماله من أتباعه، وعبّر عن بقية الجهات بمن ليشمل استنارته وإنارته من الله والخلق، وقوله في ءاخره: واجعل لي نورا هي فذلكة لذلك وتأكيد له " ... . سائل آخر : ... يا شيخ. الشيخ : أه؟ السائل : ... . الشيخ : قبل إيش؟ نعم؟ السائل : قوله فلقيت ... . الشيخ : قبل إيش؟ قبل. السائل : ... . الشيخ : أه؟ السائل : ... . الشيخ : إيه لقيت رجلا من ولد العباس. القارئ : " قوله فلقيت رجلا من ولد العباس قال بن بطال ليس كريب هو القائل فلقيت رجلا من ولد العباس وإنما قاله سلمة بن كهيل الراوي عن كريب قلت وهو محتمل وظاهر رواية أبي حذيفة أن القائل هو كريب قال بن بطال وقد وجدت الحديث من رواية علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال فذكر الحديث مطولا وظهرت منه معرفة الخصلتين اللتين نسيهما فإن فيه اللهم اجعل في عظامي نورا وفي قبري نورا قلت بل الأظهر أن المراد بهما اللسان والنفس وهما اللذان زادهما عقيل في روايته عند مسلم وهما من جملة الجسد وينطبق عليه التأويل الأخير للتابوت وبذلك جزم القرطبي في "المفهم" ولا يُنافيه ما عداه والحديث الذي أشار إليه أخرجه الترمذي من طريق داوود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلّم ليلة حين فرغ من صلاته يقول ( اللهم إني أسألك رحمة من عندك ) فساق الدعاء بطوله وفيه ( اللهم اجعل لي نورا في قبري ) ثم ذكر القلب ثم الجهات الست والسمع والبصر ثم الشعر والبشر ثم اللحم والدم والعظام ثم قال في ءاخره ( اللهم عظّم لي نورا وأعطني نورا واجعلني نورا ) قال الترمذي غريب وقد روى شعبة وسفيان عن سلمة عن كريب بعض هذا الحديث ولم يذكروه بطوله انتهى، وأخرج الطبري من وجه ءاخر عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه في ءاخره ( وزدني نورا ) قالها ثلاثا وعند أبي عاصم في كتاب الدعاء من طريق ... " .