باب : الدعاء إذا انتبه بالليل
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان سمعت سليمان بن أبي مسلم عن طاوس عن ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال ( اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق وقولك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك )
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، هذه أيضا من الكلمات التي كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يدعو بها إذا قام يتهجد من الليل.
( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ) وهذا يطابق قوله تعالى: (( اللَّهُ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ )) ، فمن أوصاف الله عز وجل أنه نور السماوات والأرض، ولم يرد النور مفردا غير مضاف منسوبا إلى الله عز وجل، بل هو مضاف، فيقال الله نور السماوات والأرض، وأما ما نسمعه من بعض المطوفين: يا نور النور، فهذا لا نعلمه واردا عن النبي صلى الله عليه وسلّم ولا يجوز أن يقال هكذا، ما معنى نور النور؟ النور له نور! لكن هذه يأتون بها من أجل السجع كما يأتون بأشياء كثير منها لم يرد.
ثم قال: ( ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ) ، وهذا كقوله تعالى: (( اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ )) ، وكقوله تعالى: (( أَفَمَن هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفسٍ بِما كَسَبَت )) ، فالله تعالى هو القيوم وهو القائم على كل نفس بما كسبت، (( وَمِن ءاياتِهِ أَن تَقومَ السَّماءُ وَالأَرضُ بِأَمرِهِ )) .
( ولك الحمد أنت الحق ) ، الحق معناه الثابت الذي ليس فيه باطل، وهذا كقوله تعالى: (( ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ ما يَدعونَ مِن دونِهِ هُوَ الباطِلُ )) ، فهو حق عز وجل في ذاته وفي أسمائه وصفاته وأحكامه وأفعاله وكل ما يصدر منه.
( ووعدك حق ) لا يخلَف، كما قال الله تعالى: (( إِنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ )) عن المؤمنين.
( وقولك حق ) كما قال الله تعالى: (( وَتَمَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدقًا وَعَدلًا )) ، فقوله حق في الأخبار، وحق في الأحكام، ومعنى كونه حقا في الأخبار أنه أه؟ صدق، ومعنى كونه حقا في الأحكام أنه عدل متضمن المصالح مبتعد عن المفاسد.
( ولقاؤك حق ) كما قال الله تعالى: (( يا أَيُّهَا الإِنسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدحًا فَمُلاقيهِ )) فأنت أيها الإنسان ستلاقي ربك عز وجل فانظر ماذا أعددت لهذا اللقاء، هل أعددت عملا يرضي الله عنك سبحانه وتعالى؟ أو أعددت عملا يخجّلك أمام الله؟ هذا اللقاء لابد منه، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ) ما فيه مترجم، يكلّمك سبحانه وتعالى بدون واسطة، كل إنسان يكلّمه الله، فأنت يا أخي تصور هذا اللقاء، تصور هذه المكالمة إذا وقفت بين يدي الله، وهذا شيء ليس ببعيد، ليس بينك وبينه إلا أن تخرج روحك من بدنك ثم ينتهي كل شيء، ما يبقى إلا أن تقوم الساعة ثم تلاقي ربك سبحانه وتعالى، فلقاء الله حق.
كذلك أيضا الجنّة حق، الجنّة التي وعد المتقون، التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، نور يتلألأ، هذه الجنّة حق، وكذلك النار حق ثابت لابد منه، وهما الأن موجودتان، ويبقيان -يا شيبة- يبقيان أبد الآبدين لا يفنيان أبدا، قال الله تعالى في الجنّة في ءايات كثيرة في أهلها (( خالِدينَ فيها أَبَدًا )) ، وقال في النار أيضا في أهلها: (( خالِدينَ فيها أَبَدًا )) في ثلاث ءايات من كتاب الله، في سورة النساء وفي سورة الأحزاب وفي سورة الجن، ففي سورة النساء يقول الله تعالى: (( إِنَّ الَّذينَ كَفَروا وَظَلَموا لَم يَكُنِ اللَّهُ لِيَغفِرَ لَهُم وَلا لِيَهدِيَهُم طَريقًا * إِلّا طَريقَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها أَبَدًا وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرًا )) ، ومن المعلوم أنه إذا كانوا خالدين فيها أبدا أنها ستبقى أبدا، كذلك قال في سورة الأحزاب: (( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الكافِرينَ وَأَعَدَّ لَهُم سَعيرًا * خالِدينَ فيها أَبَدًا لا يَجِدونَ وَلِيًّا وَلا نَصيرًا )) ، وقال تعالى في سورة الجن: (( وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها أَبَدًا )) .
وما يذكر عن بعض العلماء أنها ستفنى فهو قول ضعيف، هو قول ضعيف جدا، ولا قول لأحد مع وجود كلام الله عز وجل، ولولا أنه قيل عن بعض أهل السنّة لقلنا هذا من قول أهل البدع الذين يرون أن تسلسل الحوادث في المستقبل ممتنع وأنه لا يمكن أن يوجد شيء يبقى أبد الآبدين إلا الله عز وجل، ولكن الصحيح أن الجنّة والنار يبقيان أبد الآبدين بما فيهما.
كذلك النبيون حق، منهم من قصهم الله علينا ومنهم من لم يقصصهم علينا لكن كلهم حق، كلهم جاءوا بالحق، ولكن منهم من اندرست ءاثارهم ولم يبقى لهم كتب، ومنهم من بقيت كتبهم على أنها محرّفة ومبدّلة، قال الله تعالى: (( قُل مَن أَنزَلَ الكِتابَ الَّذي جاءَ بِهِ موسى نورًا وَهُدًى لِلنّاسِ تَجعَلونَهُ قَراطيسَ تُبدونَها وَتُخفونَ كَثيرًا )) .
( ومحمد حق ) صلى الله عليه وسلّم وهو ءاخر الأنبياء، يقول عليه الصلاة والسلام عن نفسه: ( محمد حق ) ، لأنه يجب عليه أن يشهد أنه هو رسول الله إلى الناس جميعا، وهو أول من يشهد بأنه رسول الله. نعم.
كذلك يقول: ( لك أسلمت وعليك توكلت وبك ءامنت ) ، ( لك أسلمت ) انقاد لك ظاهري، ( وعليك توكلت ) اعتمد عليك قلبي، ( وبك ءامنت ) أقررت إقرارا موجبا للقبول والإذعان، ( وإليك أنبت ) أي رجعت، ( وبك خاصمت ) يعني أستعينك، الباء هنا للاستعانة على المخاصمة مخاصمة الأعداء، ( وإليك حاكمت ) المحاكمة قال إليك، والمخاصمة قال بك، لأن المخاصمة له خصم يحتاج إلى إيش؟ إلى معونة واستعانة بالله، المحاكمة لها غاية، غايتها إلى الله عز وجل (( وَمَا اختَلَفتُم فيهِ مِن شَيءٍ فَحُكمُهُ إِلَى اللَّهِ )) (( فَإِن تَنازَعتُم في شَيءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللَّهِ )) ، ولهذا قال: ( وإليك حاكمت ) .
(فاغفر لي ما قدّمت وما أخّرت وما أسررت وما أعلنت ) أربعة أنواع، لو قال: اللهم اغفر لي ذنبي، كفى صامت؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : ما كفى اللهم اغفر لي ذنبي، يكفي؟ شتقول يا؟
السائل : ... .
الشيخ : يكفي وإلا ما يكفي؟
السائل : ... .
الشيخ : يكفي، لكن صامت يقول ما يكفي.
السائل : ... .
الشيخ : إيه، يشمل ما قدّم وما أخّر وما أعلن وما أسر، ولو قال هكذا لكفى، لو قال اللهم اغفر لي ذنبي كفى.
2 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان سمعت سليمان بن أبي مسلم عن طاوس عن ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال ( اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق وقولك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك ) أستمع حفظ
فوائد البسط في الدعاء .
الفائدة الأولى: أن يستحضر الإنسان الذنوب كلها على أنواعها، لأنه إذا قال: اللهم اغفر لي ذنبي، هذا مجمل عام، صحيح أنه عام لكنه مجمل، أما إذا فصّل فهو يستحضر الذنب كله بأنواعه.
ثانيا: أن مقام الدعاء مقام عبادة، وكلما زادت الكلمات زادت إيش؟ العبادة، كلما زاد الكلمات زاد العبادة.
ثالثا: أن مقام الدعاء مناجاة مع الله عز وجل، والإنسان يحب طول المناجاة مع حبيبه، وأحب شيء إلينا هو الله عز وجل سبحانه وتعالى، فيحب الإنسان أن يطيل المناجاة مع حبيبه عز وجل.
رابعا: أنه إذا قال أو إذا فصّل يشعر في كل كلمة يقولها تفصيلا أنه في هذه الحال مفتقر إلى الله عز وجل، فيزداد بذلك ضراعة إلى الله سبحانه وتعالى.
فلهذا كان في مقام الدعاء ينبغي البسط، و كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يبسط في الدعاء ويكرّر في الدعاء أيضا، كان إذا دعا أحيانا يدعو ثلاثا، كان يدعو ثلاثا، سمعه حذيفة في صلاة الليل يقول: ( اللهم اغفر لي، اللهم اغفر لي، اللهم اغفر لي ) .
تتمة شرح حديث : ( اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ... )
السائل : ... .
الشيخ : الله سبحانه وتعالى.
( أنت المقدّم وأنت المؤخّر لا إله إلا أنت ) طيب المقدّم والمؤخّر في الأحوال والأزمان والأماكن، في كل شيء، ( أنت المقدّم وأنت المؤخّر ) .
ثم قال: ( لا إله إلا أنت ) ختمها بالتوحيد، ( لا إله إلا أنت ) ، هذه الكلمة التي لوزنت بها السماوات والأرض لرجحت بالسماوات والأرض، لأنها كلمة الإخلاص، كلمة مبنية على أمرين، على ركنين لابد منهما، هما: النفي والإثبات، لأن التوحيد أيها الإخوة ما يتحقّق إلا بالنفي والإثبات، لأن النفي المحض تعطيل، والإثبات بدون نفي لا يمنع المشاركة، فإذًا لابد من نفي وإثبات.
لو قلت لا قائم في البيت هذا نفي، ما فيه أحد قائم، إذن عطّلنا القيام مرة، ما فيه قيام.
لو قلنا محمد قائم في البيت أثبتنا القيام لكن ما أثبتنا التوحيد، لأنه يجوز أن يكون أحد أه؟ قائم أيضا مشارك له في القيام.
إذا قلنا لا قائم في البيت إلا محمد، حينئذ وحّدنا محمدا بالقيام، نفينا القيام عما سواه وأثبتناه له.
إذن لابد في التوحيد من ركنين: النفي والإثبات، أو ما يقوم مقامهما، يعني قد لا يوجد نفي وإثبات لكن يوجد ما يقوم مقامهما، مثل قوله تعالى: (( وَإِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ )) كلمة واحد هذه تغني عن النفي، لأن معنى واحد يعني لا ثاني معه أو لا شريك معه، واضح يا جماعة. طيب.
( أو قال: لا إله غيرك ) أو هنا شك من الراوي، وهذا الشك لا يضر لأن المعنى واحد.
فوائد حديث : ( اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ... )
والثناء على الله دعاء بلسان الحال، لأن المثني على الله لو سألته لماذا أثنيت؟ ماذا يقول؟ أه؟ رجاء الثواب وخوف العقاب، فالثناء على الله يُعتبر دعاء في الحقيقة، ولهذا جاء في الحديث ( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) وإن كان هذا الحديث فيه نظر لكن يدل على أن الثناء قد يقوم مقام الدعاء، وقال الشاعر:
" إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرّضه الثناء "
يعني معناه أنه يكفيه الثناء لأن الثناء عند الكريم طلب وسؤال وحاجة.
وفيه أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قد يقع منه الذنب، لقوله: ( اغفر لي ما قدّمت ) ووقوع الذنب إذا تاب منه العبد لا يضر، بل قد يكون الإنسان بعد التوبة من الذنب خيرا منه قبل وقوع الذنب، خيرا منه حالا لأن التوبة تجُبّ ما قبلها، والإنسان بعد الذنب والانكسار إلى الله عز وجل والرجوع إليه يعرف قدر نفسه، لكن قبل أن يذنب قد يرى نفسه أنه ليس عنده شيء يستغفر الله منه أو يتوب إلى الله منه فيربو بنفسه ويتعالى على نفسه أو يتعالى بنفسه، فإذا أذنب ثم تاب انكسر بين يدي الله عز وجل، ولهذا قال الله تعالى في حق ءادم: (( وَعَصى ءادَمُ رَبَّهُ فَغَوى * ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى )) حصّل أمرين بل ثلاثة: التوبة والاجتباء والهداية، هذه ما حصلت له قبل أن يُذنب.
فائدة : الفرق بين ذنوب الناس وذنوب الأنبياء .
ثانيا: يظهر لي والله أعلم أن هناك فرقا ءاخر، أن معصية الأنبياء ليست عن تشهي وهوى بخلاف معصية غيرهم فيه عن تشَهٍّ وهوى، أما معصية الأنبياء فهي قد تكون عن اجتهاد أخطأوا فيه لكن حصل منهم بعض الشيء الذي يجعل هذا الاجتهاد نوعا من الذنب مثل قوله تعالى: (( عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذينَ صَدَقوا وَتَعلَمَ الكاذِبينَ )) وتأمّل هذا العتاب اللطيف قدّم الله العفو على التأنيب، (( عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم )) خطاب لطيف يعني ما أنبه الله ووبّخه بل عفا عنه قبل أن يبدي ما وبخه به، فهنا الرسول صلى الله عليه وسلّم أذن لهم لا شك أنه يظن أن المصلحة في ذلك.
كذلك قال الله له: (( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبتَغي مَرضاتَ أَزواجِكَ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ )) إذن هو حرّم ما أحل الله له من أجل مرضاة الزوجات والإصلاح والتأليف وعدم التشويش فهو مجتهد لكن أنّبه الله على ذلك.
(( عَبَسَ وَتَوَلّى * أَن جاءَهُ الأَعمى )) ولم يقل: عبست وتوليت، فيه نوع لطافة في الكلام، في الخطاب.
على كل حال أقول الفرق الثاني: أن الظاهر من حال الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أنهم لم يصدر منهم الذنب على سبيل الهوى والشهوة، ولكن على سبيل الاجتهاد وفيه نوع من القصور أدى إلى أن يكون ذلك الشيء ذنبا.
ثالثا: الأنبياء عليهم الصلوات والسلام معصومون من كل ذنب يُخِلّ بالأخلاق، مثل الزنا واللواط وما أشبه ذلك، هذا الشيء ممنوع منه الأنبياء لأن ذلك هدم لأصل الرسالة، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( إنما بعثت ) إيش؟ ( لأتمّم مكارم الأخلاق ) صلى الله عليه وسلم فلا يمكن أن يأتي بما يُناقض لذلك، فهو معصوم من هذا.
رابعا: معصومون أيضا من الكذب والخيانة، الكذب لا يمكن أن يكذب النبي، ولا يمكن أن يخون لأن هذا طعن في الرسالة، إذا كان يكذب ما يؤمن أن يكذب بالوحي، إذا كان يخون ما يؤتمن على الوحي أبدا، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( ما كان لنبي أن يكون له خائنة الأعين ) ، فكيف عاد بخائنة اللسان، فهم معصومون من هذا لأنه يخل بأصل الرسالة. كم قلنا؟
السائل : ... .
الشيخ : خامسا: معصومون من الشرك، لا يمكن أن يشركوا لأن الشرك يناقض ما جاؤوا به، هم جاؤوا بماذا؟ بالتوحيد، فالشرك يناقض حتى وإن كان أصغر، ما يمكن أن يقع منهم الشرك وإن كان أصغر، ولهذا نرى أن الرواية التي رويت عن ابن عباس رضي الله عنهما في قصة ءادم وحواء وتسميتهما ابنهما عبد الحارث أن هذه موضوعة، ليست صحيحة، والقصة معروفة: جاءهما الشيطان وقال: سميا ولدكما عبد الحارث، فإن لم تسمياه عبد الحارث فأنا أجعل له قرني أيل فيشق بطنك فيخرج منه، يقوله الشيطان، وقد قال لهما لما جاء قال: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنّة لتجعلن له قرني أيل إلى ءاخره.
هذا مما يدل على أن القصة موضوعة، إذا كان يريد أن يطيعاه فيما أمر هل يتوسّل إليهما بكونه أخرجهما من الجنّة؟ أه؟
السائل : ... .
الشيخ : لا، ممتنع هذا، لو كان هو الذي أمرهما لتوسّل إليهما بشيء ينسيهما أنه أخرجهما من الجنّة.
على كل حال لا يمكن لأحد من الأنبياء أو الرسل عليهم الصلاة والسلام أن يشرك، فهم معصومون من الشرك خفيّه وجليّه، صغيره وكبيره.
ما الجواب عما ثبت في الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( أفلح وأبيه إن صدق ) والحلف بغير الله شرك ؟
فأحسن ما يقال في ذلك: أن هذا مما جرى على لسانه بغير قصد، جرى على لسانه بغير قصد، كقولهم بل كقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: ( ثكلتك أمك ) معنى ثكلتك يعني فقدتك، والرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يدعو على معاذ بن جبل وهو يريد أن يعلّمه فيقول: ثكلتك أمك، فهذا مما يجري على اللسان بلا قصد. أي نعم.
فالحاصل إن هذا الحديث يدل على أنه يقع الذنب من الرسول صلى الله عليه وسلّم، ولكن كما قلت لكم لابد أن نعرف الفروق بينه وبين غيره من الناس.
وأما من زعم من أن الأنبياء لا يُذنبون فهذا قول يردّه الكتاب والسنّة، قال الله تعالى: (( وَاستَغفِر لِذَنبِكَ وَلِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ )) وبه يبطل تأويل من قال إن قوله تعالى: (( لِيَغفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَما تَأَخَّرَ )) يعني من ذنب أمتك وما تأخّر من ذنوبهم فإن هذا لا داعي له، خلاف ظاهر اللفظ، ولا حاجة إليه. نعم.
السائل : ... قوله فقام النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : وش عندك يا عبد الله؟
7 - ما الجواب عما ثبت في الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( أفلح وأبيه إن صدق ) والحلف بغير الله شرك ؟ أستمع حفظ
قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) هل يدخل فيه الأنبياء ؟
الشيخ : نعم.
السائل : يدخل فيها الأنبياء و ..
الشيخ : أي نعم.
السائل : وهو يدخل ... الرسول.
الشيخ : أه؟
السائل : والرسول ..
الشيخ : والرسول يدخل. نعم. نعم؟ أي نعم.
8 - قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) هل يدخل فيه الأنبياء ؟ أستمع حفظ
ما معنى قوله تعالى (( خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك )) ؟
الشيخ : إلا ما شاء ربك، يعني فإذا شاء ربك أن يزيدوا على ذلك حصل.
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم، إلا ما شاء لأن دوام السماء والأرض محصور له غاية، وما شاء الله ليس بمحصور. أي نعم. أو المعنى (( إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ )) يعني إلا ما وقع بمشيئة الله، وهذا واقع بمشيئة الله. نعم.
السائل : جزاك الله خير.
بعض العامة يستدلون بهذا الأحاديث على بعض الألفاظ المستقبحة ويقولون لا نقصد به هذا الأمر فهل ينكر عليهم ؟
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : الأصل الإنكار، لكن الرسول صلى الله عليه وسلّم نعلم أنه ما أراد المعنى، والعامة ما ندري عنهم، فيجب أن ننكر عليهم، يعني لو جاء واحد وقال أنا والله كل الشعب عندنا يحلف بالنبي ولكن ما يقصدون النبي، الحلف نقول طيب خلهم يتعوّدون الحلف بالله، والرسول صلى الله عليه وسلّم نعلم إنه ما أراد ما به الشرك، أما أنتم ما ندري عنكم، يمكن تحلفون بعد بجيلاني وإلا بدوي وإلا ما ندري عنكم، تقولوا والله ما أردنا هذا. أي نعم. نعم.
10 - بعض العامة يستدلون بهذا الأحاديث على بعض الألفاظ المستقبحة ويقولون لا نقصد به هذا الأمر فهل ينكر عليهم ؟ أستمع حفظ
باب : التكبير والتسبيح عند المنام
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن علي أن فاطمة عليهما السلام شكت ما تلقى في يدها من الرحى فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته قال فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال ( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين فهذا خير لكما من خادم ) وعن شعبة عن خالد عن ابن سيرين قال التسبيح أربع وثلاثون
الشيخ : صلي وسلم عليه.
القارئ : فقال: ( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما ) ..
الشيخ : مضاجعكما.
القارئ : ( مضاجعكما فكبّرا أربعا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم ) وعن شعبة ..
الشيخ : طيب، عندك أنت فكبّرا؟
القارئ : أربعا وثلاثين؟
الشيخ : عندنا ثلاثا وثلاثين.
القارئ : ... .
الشيخ : طيب نشوفها بعدين. نعم. وعن شعبة.
القارئ : وعن شعبة، عن خالد، عن ابن سيرين، قال: التسبيح أربع وثلاثون.
12 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن علي أن فاطمة عليهما السلام شكت ما تلقى في يدها من الرحى فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته قال فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال ( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين فهذا خير لكما من خادم ) وعن شعبة عن خالد عن ابن سيرين قال التسبيح أربع وثلاثون أستمع حفظ
فوائد الحديث .
وفي هذا الحديث دليل على أن المرأة أي الزوجة تخدم زوجها في مثل هذه الأمور يعني في الطحن والعجن والخبز وما أشبه ذلك، حتى إن زوجة الزبير بن العوام رضي الله عنه كانت تحمل النوى من المدينة إلى بستانه خارج المدينة.
ففيه رد على هؤلاء الذين يقولون إن المرأة لا تخدم الزوج في شيء من حوائج البيت، وإنما هو الذي يأتي بالطعام لها ناضجا، ولا يلزمها أن تصلّح الشاهي ولا أن تغسل الثوب، نعم، فهذا لا شك أنه خلاف هدي النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، وأن هدي النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه أن الزوجة تخدم زوجها في مثل هذه الأمور، ولهذا لما شكت ... ما تلقى في يدها من الرحى ما قال إنه لا يجب عليك، ما قال دعيه يأتي لك بخادم أو دعيه مثلا يطحن هو، بل عليه الصلاة والسلام أقَرّ ما حصل لها من هذا.
وفيه دليل على ما بين عائشة وفاطمة رضي الله عنهما من الائتلاف وحسن الصحبة حتى إنها تُطلع عائشة رضي الله عنها على مثل هذا الأمر الدقيق.
وفيه أيضا دليل على حظوة عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنها من أقرب النساء إليه.
وفي دليل على جواز مجيء الصهر إلى ابنته وزوجها حتى في فراش المنام، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم فعل ذلك، ولا شك أنه أحسن الناس خلقا وأشدّهم حياء ومع ذلك حضر.
وفيه دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلّم كان لا يحب أن تأتي الخادم لأن عدوله عن إجابة الطلب إلى هذا يدل على أن هذا أفضل، وأن الإنسان كلما صبر عن الخادم كان أفضل وأولى، وهذا هو الواقع وهو الحق أنه كلما صبر الإنسان عن الخادم فهو أولى لاسيما في مثل هذا الوقت الذي ضعف فيه الإيمان وقلّت فيه مراقبة الرحمان عز وجل، وصارت الخادم على خطر، ولاسيما إذا كان البيت فيه شباب فإن الخطر عظيم.
وعلى كل حال كلما حصل الاستغناء عن الخادم فإنه أولى، وإذا كانت الخادم كافرة صار ذلك أقبح وأقبح لأن وجود الكافرة في البيت أمر عظيم، الكافرة عدوّة لله ولرسوله وللمؤمنين فكيف يليق بك أن تجعل عدوا لله ورسوله والمؤمنين موجودة في بيتك؟
كان الإمام أحمد رحمه الله إذا رأى النصراني يغمّض عينيه قال: " أنا أكره أن أرى من هو عدو الله ورسوله " .
والمسألة خطيرة جدا أعني وجود غير المسلمين في بيوت المسلمين، ولو ذهبنا نقتص ما نسمع من القصص العظيمة من هؤلاء الخدم الذين هم غير مسلمين لطال بنا الكلام لكن بعضها معروف ومشهور، ما يحصل من هؤلاء الخدم، لهذا ينبغي لكم أنتم طلبة العلم أن تحذّروا ما استطعتم من وجود الخدم إطلاقا وتشدّدوا على وجود الخدم غير المسلمات وتحذّروا منهن.
وليعلم أن العداوة ليست بالأمر الهين قال الله تعالى: (( مَن كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبريلَ وَميكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ )) لمن؟ (( لِلكافِرينَ )) كل كافر فالله عدو له، وقال عز وجل: (( يا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ )) شف بدأ بعداوته وهو يوجّه الخطاب لنا، ما قال: عدوكم، قال: عدوي، لأجل أن يكون بُعدنا عن هؤلاء من أجل عداوتهم لله قبل أن يكونوا أعداء لنا لأنهم قد يتظاهرون بالولاية لنا، وأنهم ليسوا بأعداء، لكن هم حقيقة أعداء مهما كان الأمر. نعم.
قراءة من الشرح .
" القراءة من فتح الباري لابن حجر "
القارئ : ... ( فكبرا أربعا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين ) ، كذا هنا بصيغة الأمر والجزم بأربع في التكبير، وفي رواية ..
الشيخ : اصبر، والجزم بأربع في التكبير؟ إيه. نعم.
القارئ : وفي رواية بدل مثله.
الشيخ : وشلون؟
القارئ : وفي رواية بدل مثله.
الشيخ : بدل بدل، وفي رواية بدل.
القارئ : ... .
الشيخ : أه؟
القارئ : ... .
الشيخ : وش بعده؟
القارئ : ولفظه فكبّرا الله، ومثله للقطان لكن قدّم التسبيح وأخّر التكبير، ولم يذكر الجلالة، وفي رواية عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى، وفي رواية السائب كلاهما مثله، وكذا في رواية هبيرة عن علي وزاد في ءاخره فتلك مائة باللسان وألف في الميزان، وهذه الزيادة ثبتت أيضا في رواية هبيرة وعمارة بن عبد معا عن علي عند الطبراني، وفي رواية السائب كما مضى، وفي حديث أبي هريرة عند مسلم كالأول لكن قال تسبحين بصيغة المضارع، وفي رواية عبيدة بن عمرو ( فأمرنا عند منامنا بثلاث وثلاثين وثلاث وثلاثين وأربع وثلاثين من تسبيح وتحميد وتكبير ) ، وفي رواية غندر للكشميهني مثل الأول، وعن غير الكشميهني تكبران بصيغة المضارع وثبوت النون، وحذفت في نسخة، وهي إما على أن أن إذا تعمل عمل الشرط وإما حذفت تخفيفا، وفي رواية مجاهد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى في النفقات بلفظ ( تسبحين الله عند منامك ) وقال في الجميع ثلاثا وثلاثين ثم قال في ءاخره قال سفيان رواية إحداهن أربع وفي رواية النسائي عن قتيبة عن سفيان لا أدري أيها أربع وثلاثون، وفي رواية الطبري من طريق أبي أمامة الباهلي عن علي في الجميع ثلاثا وثلاثين واختماها بلا إله إلا الله وله من طريق محمد بن الحنفية عن علي وكبراه وهللاه أربعا وثلاثين وله من طريق أبي مريم عن علي احمدا أربعا وثلاثين وكذا له في حديث أم سلمة وله من طريق هبيرة أن التهليل أربع وثلاثون ولم يذكر التحميد، وقد أخرجه أحمد من طريق هبيرة كالجماعة، وما عدا ذلك شاذ، وفي رواية عطاء عن مجاهد عند جعفر وأصله عند مسلم أشك أيها أربع وثلاثون غير أني أظنه التكبير، وزاد في ءاخره قال علي: فما تركتها بعد؟ فقالوا له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين، وفي رواية القاسم مولى معاوية عن علي فقيل له وفي رواية عمرو بن مرة فقال له رجل وكذا في رواية هبيرة ولمسلم في رواية من طريق مجاهد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قلت ولا ليلة صفين وفي رواية جعفر الفريابي في الذكر من هذا الوجه، قال عبد الرحمان قلت ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين، وكذا أخرجه مطين في مسند علي من هذا الوجه ..
الشيخ : مطين مطين.
القارئ : ... .
الشيخ : نعم، أو مطين.
القارئ : في رواية مطين في مسند علي من هذا الوجه وأخرجه أيضا من رواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق حدثني هبيرة وهانئ بن هانئ وعمارة بن عبد.
الشيخ : على كل حال مطوّل هنا، لكن عندي قال: " اتفاق الرواة على أن الأربع للتكبير أرجح " ، نعم، هذا خلاصة ... في الصفحة التالية. أه؟
القارئ : ... .
الشيخ : نعم؟
القارئ : ... .
الشيخ : أه؟
القارئ : ... .
الشيخ : لا لا بس يقول فيها اختلاف هنا لكن يقول في الأخير، " اتفاق الرواة على أن الأربع للتكبير أرجح من كون التسبيح أربعا وثلاثين " ، نعم، إذن يُعتمد الأن التكبير أربعا وثلاثين، والتسبيح والتحميد على ثلاثا وثلاثين، فالجميع؟ الجميع مائة. نعم؟ لا أخذت، خالد؟
كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) ولا يجوز التعبد لغير الله ؟
الشيخ : هذا من باب الخبر، وليس من باب الإنشاء.
15 - كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) ولا يجوز التعبد لغير الله ؟ أستمع حفظ
في الحديث السابق الذي ذكره المصنف تحت باب الدعاء إذا انتبه بالليل ألا يقال في دعاء الإستفتاح ؟
الشيخ : أه؟
السائل : الدعاء إذا انتبه إلى الليل.
الشيخ : نعم؟
السائل : ذكره المصنف.
الشيخ : إيش؟
السائل : تحت باب الدعاء إذا انتبه من الليل.
الشيخ : ما هي؟
السائل : الحديث السابق الذي قبل هذا يا شيخ؟ ما أدري قال في الاستفتاح؟
الشيخ : كيف؟
السائل : ذكره تحت باب الدعاء ... .
الشيخ : إذا انتبه من الليل؟ هو إذا انتبه من الليل.
السائل : يقال في الاستفتاح يا شيخ وإلا إذا قام ..
الشيخ : إذا قام من الليل يتهجد.
السائل : يعني في الاستفتاح؟
الشيخ : يعني عند قيامه من الليل.
السائل : شيخ؟
الشيخ : أخذت.
السائل : لا ما أخذت.
الشيخ : نعم؟
16 - في الحديث السابق الذي ذكره المصنف تحت باب الدعاء إذا انتبه بالليل ألا يقال في دعاء الإستفتاح ؟ أستمع حفظ
شخص عنده خادمة يابانية غير مسلمة والأطفال يبقون معها أربع وعشرين ساعة فصار الأولاد يتكلمون كلمات يابانية نصحته أن ذلك لا يجوز فقال أنا أدعوها للإسلام فما يقال في هذا ؟
الشيخ : إيه هو صادق؟
السائل : ... .
الشيخ : الله أعلم.
السائل : يا شيخ يا شيخ؟
الشيخ : أخذنا ثلاثة الأن. نعم.
السائل : أخذنا اثنين ... .
الشيخ : ثلاثة بارك الله فيك، خالد وبندر والأخ.
السائل : خبر ... .
الشيخ : ناظر. نعم؟
17 - شخص عنده خادمة يابانية غير مسلمة والأطفال يبقون معها أربع وعشرين ساعة فصار الأولاد يتكلمون كلمات يابانية نصحته أن ذلك لا يجوز فقال أنا أدعوها للإسلام فما يقال في هذا ؟ أستمع حفظ
باب : التعوذ والقراءة عند المنام
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده
الشيخ : صلى الله عليه وسلم، قوله ( بالمعوّذات ) يعني (( قل هو الله أحد )) و (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) ، وأطلق على الثلاثة اسم المعوّذات من باب التغليب لأن (( قل هو الله أحد )) ليس فيها تعويذ.
19 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده أستمع حفظ
باب حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا عبيد الله بن عمر حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول باسمك رب وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) تابعه أبو ضمرة وإسماعيل بن زكرياء عن عبيد الله وقال يحيى وبشر عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه مالك وابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : قال حدثني سعيد.
القارئ : قال حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخِلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك رب وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) . تابعه أبو ضمرة، وإسماعيل بن زكرياء، عن عبيد الله.
وقال يحيى ... ، وبشر، عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم. ورواه مالك، وابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم.
الشيخ : هذا الحديث واضح في معناه إن الرسول صلى الله عليه وسلّم أمر الإنسان إذا أوى إلى فراشه أن ينفضه بداخلة إزاره وعلّل ذلك بأنه لا يدري ما خلفه عليه. نعم.
السائل : ... .
الشيخ : إيه طيب.
20 - باب حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا عبيد الله بن عمر حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول باسمك رب وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) تابعه أبو ضمرة وإسماعيل بن زكرياء عن عبيد الله وقال يحيى وبشر عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه مالك وابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أستمع حفظ
قراءة من الشرح .
(القراءة من فتح الباري لابن حجر)
القارئ : قوله: ( فلينفض فراشه بداخلة إزاره ) ، كذا للأكثر وفي رواية أبي زيد المروزي بداخل بلا هاء ووقع في رواية مالك الآتية في التوحيد ( بصنفة ثوبه ) ، وكذا للطبراني من وجه ءاخر ( بصنفة ثوبه ) وهي بفتح الصاد المهملة وكسر النون بعدها فاء هي الحاشية التي تلي الجلد، والمراد بالداخلة طرف الإزار الذي يلي الجسد، قال مالك: داخلة الإزار ما يلي داخل الجسد منه، ووقع في رواية عبدة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عند مسلم فليحل داخلة إزاره فلينفض بها فراشه، وفي رواية يحيى القطان كما سيأتي فلينزع، وقال عياض ..
الشيخ : فإيش؟
القارئ : فلينزع، وقال عياض داخلة الإزار في هذا الحديث طرفه، وداخلة الإزار في حديث الذي أصيب بالعين ما يليها من الجسد، وقيل كنّى بها عن الذكر، وقيل: عن الورك، وحكى ..
الشيخ : وقيل عن؟
القارئ : الورك.
الشيخ : نعم.
القارئ : وحكى بعضهم أنه على ظاهره وأنه أمَر بغسل طرف ثوبه، والأول هو الصواب، وقال القرطبي في "المفهم": حكمة هذا النفض قد ذكِرت في الحديث، وأما اختصاص النفض بداخلة الإزار فلم يظهر لنا، ويقع لي أن في ذلك خاصية طبية تمنع من قرب بعض الحيوانات ..
سائل آخر : طبية.
الشيخ : طبية، أن في ذلك خاصية طبية تمنع من قرب بعض الحيوانات كما أمر بذلك العائن، ويؤيّده ما وقع في بعض طرقه: ( فلينفض بها ثلاثا ) ، فحذا بها حذو الرقى في التكرير انتهى، وقد أبدى غيره حكمة ذلك وأشار الداوودي فيما نقله ابن التين إلى أن الحكمة في ذلك أن الإزار يُستر بالثياب فيتوارى بما يناله من الوسخ فلو نال ذلك بكمه صار غير لدن الثوب ..
الشيخ : غير إيش؟
القارئ : صار غير لدن الثوب والله يحب إذا عمل العبد عملا أن يحسنه، وقال صاحب "النهاية" إنما أمر بداخلته دون خارجته لأن المؤتزر يأخذ طرفي إزاره بيمينه وشماله ويُلصق ما بشماله وهو الطرف الداخلي على جسده ويضع ما بيمينه فوق الأخرى فمتى عاجله أمر أو خشي سقوط إزاره أمسكه بشماله ودفع عن نفسه بيمينه، فإذا صار إلى فراشه فحل إزاره فإنه يحل بيمينه خارج الإزار وتبقى الداخلة معلّقة وبها يقع النفض، وقال البيضاوي إنما أمر بالنفض بها لأن الذي يريد النوم يحل بيمينه خارج الإزار وتبقى الداخلة معلّقة فينفض بها، وأشار الكرماني إلى أن الحكمة فيه أن تكون يده حين النفض مستورة لئلا يكون هناك شيء فيحصل في يده ما يُكره انتهى، وهي حكمة النفض بطرف الثوب دون اليد لا خصوص الداخلة. قوله فإنه ... .
الشيخ : على كل حال كما سمعتم العلماء رحمهم الله كل يرى حكمة في أنه ينفضه بداخلة الإزار، ولكن الذي يظهر والله أعلم أنه خُصت الداخلة دون الخارجة من أجل أنه إذا كان فيه وسخ يكون من الداخل حتى لا يتسخ ظاهره، هذا إذا نفض من غير حَل، أما إذا حل فالأمر واضح، لأنه إذا حله وأمسك به فيكون النفض بالداخل ضرورة المسك باليد.