حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حسين حدثنا عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أعوذ بك من شر ما صنعت إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة أو كان من أهل الجنة وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله )
القارئ : حدثنا مسدد، قال حدثنا يزيد بن زريع، قال حدثنا حسين، قال حدثنا عبد الله بن بريدة، عن بشير بن كعب، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت. إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنّة - أو: كان من أهل الجنّة - وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله ) . الشيخ : سبق الكلام على هذا الحديث. نعم.
حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال ( باسمك اللهم أموت وأحيا وإذا استيقظ من منامه قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )
القارئ : حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا أراد أن ينام قال: ( باسمك اللهم أموت وأحيا ) ، وإذا استيقظ من منامه قال: ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) .
حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن منصور عن ربعي بن حراش عن خرشة بن الحر عن أبي ذر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل قال ( اللهم باسمك أموت وأحيا ) فإذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )
القارئ : وحدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا أخذ مضجعه من الليل قال: ( اللهم باسمك أموت وأحيا ) ، فإذا استيقظ قال: ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) . الشيخ : وهذان سبقا أيضا. نعم.
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث قال حدثني يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاءً أدعو به في صلاتي قال ( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) وقال عمرو بن الحارث عن يزيد عن أبي الخير إنه سمع عبد الله بن عمرو قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا الليث، قال: حدثني يزيد، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلّم: علّمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: ( قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم ) . وقال عمرو بن الحارث، عن يزيد، عن أبي الخير، أنه سمع عبد الله بن عمرو، قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلّم.
حدثنا علي حدثنا مالك بن سعير حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة (( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها )) أنزلت في الدعاء
القارئ : وحدثنا علي، قال حدثنا مالك بن سعير، قال حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى: (( وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها )) أنزلت في الدعاء.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال كنا نقول في الصلاة السلام على الله السلام على فلان فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ( إن الله هو السلام فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله إلى قوله الصالحين فإذا قالها أصاب كل عبد لله في السماء والأرض صالح أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم يتخير من الثناء ما شاء )
القارئ : وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه، قال: كنا نقول في الصلاة: السلام على الله، السلام على فلان، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلّم ذات يوم: ( إن الله هو السلام، فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله ) إلى قوله الصالحين، فإذا قالها أصاب كل عبد لله في السماء والأرض صالح، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يتخيّر من الثناء ما شاء ) .
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم. هذه الأحاديث في الدعاء في الصلاة، منها حديث أبي بكر رضي الله عنه حين سأل النبي صلى الله عليه وسلّم أن يعلّمه دعاء يدعو به في صلاته، ويتبيّن لنا فضيلة هذا الدعاء بأنه وقع السؤال عنه من أبي بكر والجواب من النبي صلى الله عليه وسلّم لأبي بكر، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلّم قال لمعاذ: ( إني أحبك فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة ) فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلّم لأبي بكر أشدّ من محبته لمعاذ بن جبل، لأن أحب الرجال إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم أبو بكر فيدل هذا على عظمة هذا الدعاء. وصيغة الدعاء أيضا تدل على عظمته، فإن فيه أشياء متنوّعة من الوسيلة: أولا ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ) هذا توسّل إلى الله بحال الداعي، وهو أحد أنواع التوسّل المشروع. ( ولا يغفر الذنوب إلا أنت ) هذا توسّل بصفات الله عز وجل وأفعاله ( ولا يغفر الذنوب إلا أنت ) ، وهذا أيضا أحد أنواع التوسّل المشروعة. ( فاغفر لي مغفرة من عندك ) هذا هو المتوسّل إليه يعني الذي توسّل الإنسان إلى الله بصفاته من أجل حصول المطلوب يعني هذا هو الثمرة المطلوبة. وفي إضافة المغفرة إلى الله دليل على عظمة هذه المغفرة وأنها مغفرة من عند صاحب المغفرة الذي لا يغفر الذنوب إلا هو عز وجل. ثم قال ( إنك أنت الغفور الرحيم ) فيها أيضا توسّل إلى الله تعالى بذكر بأسمائه.
الشيخ : وقد مر علينا أن التوسّل المشروع أنواع: أولا : التوسّل بحال الداعي. والثاني : التوسّل إلى الله بأسمائه. الثالث : التوسّل إلى الله بصفاته. الرابع : التوسّل إلى الله بأفعاله. الخامس : التوسّل إلى الله سبحانه وتعالى بدعاء الصالحين، يعني أن تتوسّل بدعاء الصالح، تسأله أن يدعو الله لك. كم هذه؟ خمسة. طيب، التوسّل إلى الله بحال الداعي وش مثاله؟ السائل : ... . الشيخ : هنا ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ) ، ومثل قول موسى (( رَبِّ إِنّي لِما أَنزَلتَ إِلَيَّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ )) ، ومثل قول أيوب (( رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ )) ، وأشباه ذلك كثير. التوسّل إلى الله بأسمائه لقول الله تعالى (( وَلِلَّهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها )) ، ومنها هذا الحديث ( إنك أنت الغفور الرحيم ) . التوسّل إلى الله بأفعاله ( اللهم صل على محمد و على ءال محمد كما صليت على إبراهيم ) . التوسّل إلى الله تعالى بصفاته ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا علمت الحياة خير لي ) فإن علم الغيب والقدرة على الخلق هذه من باب الصفات. وش بقي عندنا؟ السائل : ... . الشيخ : التوسّل إلى الله تعالى بدعاء الصالحين، كقول عمر ( اللهم إنا كنا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا، وإنا نتوسّل إليك بعم نبيّنا فأسقنا ) فيقوم العباس فيدعو الله. هذه من أنواع التوسّل الجائز. نعم؟ السائل : ... . الشيخ : نعم، التوسل إلى الله، بارك الله فيك، التوسّل إلى الله تعالى بالعمل الصالح بأن يذكر الإنسان عمله فيتوسّل إلى الله به مثل قولهم، قول عباد الله (( رَبَّنا إِنَّنا سَمِعنا مُنادِيًا يُنادي لِلإيمانِ أَن ءامِنوا بِرَبِّكُم فَآمَنّا )) ثم قال (( رَبَّنا فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وَكَفِّر عَنّا سَيِّئَاتِنا )) ، وكذلك أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فتوسّلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم. أما التوسّل إلى الله بالذوات مثل أن تقول اللهم إني أتوسّل إليك بمحمد فإن هذا لا يفيد، لأن ذات البشر ليست مما يقرّب الإنسان إلى الله، ولا تغنيك شيئا. كذلك التوسّل إلى الله بنعم الله على أو بأوصاف البشر، مثل أسألك بخلُق محمد كذا وكذا، خلُق محمد ماذا يفيدك؟! أسألك بجاه محمد كذا وكذا، جاه محمد ماذا يفيدك؟! هذا يُفيد صاحبه، ما هو بيُفيدك أنت، نعم لو قلت اللهم كما مننت على محمد بالخلُق العظيم فارزقني خلُقا حسنا، يصح وإلا لا؟ السائل : يصح. الشيخ : لأنه توسّل إلى الله بماذا؟ ليس بخلق الرسول بل بنعمة الله على رسوله بهذا الخلق، وهي من التوسّل إلى الله بأفعاله.
الشيخ : وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الصحابة كانوا يقولون في الصلاة: السلام على الله، السلام على فلان، فقال الرسول صلى الله عليه وسلّم: ( إن الله هو السلام ) فليس بحاجة أن تقولوا السلام على الله، تدعون لله بالسلامة! ليس بحاجة لماذا؟ لأنه سلام، سالم من كل عيب ونقص. السلام على فلان نهاهم الرسول عنه؟ لا، سلّموا، لكنه أعلمهم صلى الله عليه وسلّم بدعاء أعمّ فقال: ( إنكم إذا قلتم عباد الله الصالحين أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض ) .
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على أن الجمع إذا أضيف يكون إيش؟ السائل : ... . الشيخ : للعموم، وأن للعموم صيغة خلافا لمن خالف في ذلك من الأصوليين. وفي قوله ( ثم يتخير من الثناء ما شاء ) وفي لفظ: ( من الدعاء ) وهذا نقل للحديث بالمعنى لأن الدعاء ثناء على الله بلا شك لأنه يتضمن حاجتك واعترافك بقدرة الله سبحانه وتعالى وغناه فهو ثناء، فالدعاء متضمّن للثناء. وفي قوله ( ما شاء ) دليل على أنه يجوز للإنسان أن يدعو الله تعالى في صلاته بما يعود إلى أمر الدنيا فيقول اللهم ارزقني سيارة قوية، أه؟ كيف؟ السائل : ... . الشيخ : قوية ... ، اللهم ارزقني بيتا واسعا، نعم، ولا حرج في ذلك. وأما قول من قال من أهل العلم إنه إذا دعا بما يتعلق بأمور الدنيا بطلت صلاته فقول لا وجه له، ما الذي يُبطلها؟ هو يُخاطب من؟ هل يخاطب الآدميين وإلا يُخاطب الله؟ يُخاطب الله، والصلاة يُفسدها خطاب الآدميّين، أما دعاء الله فلا يُفسدها، والحديث عام. نعم. السائل : ... . الشيخ : نعم؟ السائل : في لفظ ءاخر الحديث. الشيخ : نعم. السائل : ما شاء. الشيخ : نعم.
في قوله صلى الله عليه وسلم ( ثم يتخير من الثناء ما شاء ) وفي لفظ آخر للحديث ( ثم يتخير من الدعاء ما شاء ) هل هناك فرق بين العبارتين؟
السائل : قوله صلى الله عليه وسلّم ( ثم يتخيّر من الثناء ما شاء ) في لفظ ءاخر الحديث ( ثم يتخيّر من الدعاء ما شاء ) . الشيخ : نعم. السائل : فيه فرق بين العبارتين؟ الشيخ : لا، لا فرق، الحديث بالمعنى، سبحان الله أنا ما قلت الأن، قلت إن الدعاء ثناء. السائل : الدعاء ثناء. الشيخ : أي نعم، لأنه إذا دعوت الله فأنت تُثني عليه بالقدرة والقوة والإحسان، ما تدعو إلا من يتصف بذلك. نعم أحمد؟
بالنسبة لحديث أنس ذكر الله في مكان قضاء الحاجة هل يشرع ؟
السائل : شيخ جزاك الله خير، بالنسبة لحديث أنس. الشيخ : نعم. السائل : ذكر الله يعني ... . الشيخ : أه؟ السائل : ذكر الله في مكان قضاء الحاجة يُشرع؟ الشيخ : يُشرع؟ السائل : أي نعم أو ... . الشيخ : لا، ما يشرع، بل بعض العلماء كرهه، بعض العلماء كره ذلك. السائل : والتسمية ... . الشيخ : والتسمية كلها يقول قبل. السائل : يعني أترك التسمية .. الشيخ : قبل الدخول. السائل : ... الواحد. الشيخ : أه؟ السائل : مثلا مكان ما يستطيع يعني يقول قبل أن يدخل إلى هذا المكان؟ الشيخ : إيه قبل أن يدخل إلى المكان. نعم؟ السائل : ... يقول علمه بحالي ما يغني عن سؤاله ... .
السائل : يقول علمه بحالي يغني عن سؤال؟ الشيخ : إيه، هذه كلمة من أبطل الكلمات، من أبطل الكلمات هذه الكلمة، لو كان علم الله بحال الخلق مغن عن سؤاله ما شرع الدعاء لأحد أبدا، بل نرى يعني بل كان الدعاء محرّما، لأنه يستلزم أنك إذا دعوت أن الله لا يعلم بحالك مادمت تقول إذا علم بحالي كفى عن سؤالي، فإذا دعوت كأنك تقول هو لا يعلم، هذه الكلمة من أبطل الكلمات، والرسل عليهم الصلاة والسلام هل يشكون في أن الله عليم بحالهم؟ أسألك يا حسن؟ طيب، يدعون وإلا ما يدعون؟ يدعون، هذه كلمة باطلة ذي، أنا أحب إنها ما تحتاج سؤال هذه، أدنى طالب علم يفهمها. نعم. السائل : ... . الشيخ : الكلمة يقول بعض الناس يقول إذا قلت ادع الله الله يعافيك قال لا، علمه بحالي يكفي عن سؤالي، يغني عن سؤالي، ادع الله يجيبلك طعام وأنت جوعان الأن قال لا، علمه بحالي يكفي عن سؤالي. نعم. السائل : ... . الشيخ : خلاص؟ السائل : ... . الشيخ : خلاص، خلاص يا ءادم. السائل : ... . الشيخ : نعم؟
حدثني إسحاق أخبرنا يزيد أخبرنا ورقاء عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم قال ( كيف ذاك ) قالوا صلوا كما صلينا وجاهدوا كما جاهدنا وأنفقوا من فضول أموالهم وليست لنا أموال قال ( أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكم وتسبقون من جاء بعدكم ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله تسبحون في دبر كل صلاة عشراً وتحمدون عشراً وتكبرون عشراً ) تابعه عبيد الله بن عمر عن سمي ورواه ابن عجلان عن سمي ورجاء بن حيوة ورواه جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي الدرداء ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
القارئ : حدثني إسحاق، قال أخبرنا يزيد، قال أخبرنا ورقاء، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قالوا: يا رسول الله قد ذهب أهل الدثور بالدرجات .. الشيخ : ذهب، ما عندنا "قد"، عند "قد"؟ طيب. القارئ : قد ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم. قال: ( كيف ذاك؟ ) قالوا: صلوا كما صلينا. الشيخ : صلوْا. القارئ : قال صلوْا كما صلينا .. الشيخ : فيه نسخة عندي قالوا صلوْا. ولعلها أصح. القارئ : نعم، وجاهدوا كما جاهدنا، وأنفقوا من فضول أموالهم، وليست لنا أموال. قال: ( أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكم، وتسبقون من جاء بعدكم، ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله؟ تسبحون في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدون عشرا، وتكبرون عشرا ) . تابعه عبيد الله بن عمر، عن سمي. ورواه ابن عجلان، عن سمي، ورجاء بن حيوة. ورواه جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء. ورواه سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن المسيب بن رافع عن وراد مولى المغيرة بن شعبة قال كتب المغيرة إلى معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) وقال شعبة عن منصور قال سمعت المسيب
القارئ : وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن منصور، عن المسيب بن رافع، عن ورّاد مولى المغيرة بن شعبة، قال: كتب المغيرة، إلى معاوية بن أبي سفيان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) . وقال شعبة، عن منصور، قال: سمعت المسيب. الشيخ : الأن الباب ترجمة باب الدعاء بعد الصلاة، ولم يذكر المؤلف رحمه الله حديثا يدل على ذلك بصريح الدعاء، فإما أن يكون قد أشار إلى حديث ليس على شرطه كما يفعل ذلك كثيرا، يكتب الترجمة ويسوق الأحاديث وليس فيها شيء يدل على الترجمة، لكنه يشير إلى أحاديث وردت بما تدل عليه الترجمة، لكنها ليست على شرطه، وهذا من فقهه رحمه الله، ومن نصحه أيضا، ومن نصحه. من فقهه من أجل أن الإنسان يبحث عن الأحاديث التي أشارت إليها هذه الترجمة. ومن نصحه لئلا يُغفل ما تدل عليه هذه الأحاديث وإن كانت على خلاف شرطه أو وإن لم تكن على شرطه، ويحتمل أن المؤلف رحمه الله جعل الذكر دعاء لأن الذاكر إنما يرجو بذكره ثواب الله والنجاة من عقابه، وحينئذ يكون الذكر دعاء من باب دلالة اللزوم دون المطابقة والتضمّن، من باب دلالة اللزوم لأن من لازم الذكر إيش؟ الدعاء، إذ أن الذاكر لو سألته لماذا دعوت لقال أه؟ أرجو ثواب الله وأخشى عقابه. نعم، فهذان احتمالان.
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على أن من صفات الذكر الوارد بعد الصلاة أن يسبّح عشرا ويكبّر عشرا ويحمد عشرا، وقد ثبت ذلك أيضا في صحيح مسلم، وأما هذا الحديث فاختلفت فيه الرواة، ولهذا بعض العلماء لم يصحّح هذه الرواية، ولكن قد صحّت رواية مستقلة عن النبي صلى الله عليه وسلّم في مسلم بالتسبيح عشرا والتحميد عشرا والتكبير عشرا، وهذا إحدى الصفات الواردة في الذكر. وفي هذا الحديث دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على المسابقة إلى الخير. وفيه دليل على الغبطة في الأعمال الصالحة وأن هذا ليس من باب الحسد، لكن من باب الغبطة حيث سبق الأغنياء الفقراء. الله أكبر. السائل : ... . الشيخ : هاه؟ السائل : بن رافع، عن ورّاد مولى المغيرة بن شعبة .. الشيخ : مولى مولى؟ السائل : مولى المغيرة بن شعبة. الشيخ : نعم. السائل : قال: كتب المغيرة، إلى معاوية بن أبي سفيان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلّم: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) . وقال شعبة، عن منصور، قال: سمعت المسيب.
شرح حديث : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ... )
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، هذا الحديث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة إذا سلّم: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ) ، هذه سبق الكلام على معناها. ( اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) هذا ثناء على الله عز وجل بتمام سلطانه وأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وتمام قهره بأنه لا ينفع ذا الجد منه الجد. يمنع هنا ضمّنت معنى يمنع يعني لا يمنع صاحب الجد منك جدّه، والجد هو الغنى والحظ، فصاحب الغنى والحظ لا يمنعه حظه ولا غناه من الله شيئا إذا أراد الله به سوءا فلا مرد له. هذا الثناء على الله يتضمن دعاء كأنك تقول اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت فأعطني ولا تحرمني، ولا ينفع ذا الجد منك الجد فلا تجعل لأحد علي سلطانا من ذوي الحظوظ والغنى. نعم.
في باب الدعاء بعد الصلاة الشارح أورد حديثاً أنه كان إذا انصرف من الصلاة قال ( اللهم أصلح لي ديني ) وأخرجه النسائي فهل يستدل بهذا الحديث على جواز الدعاء بعد الصلاة حديث معاذ رضي الله عنه ( لا تدعن ... ) ؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم الدعاء بعد الصلاة الشارح أورد حديثاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا انصرف من الصلاة ( اللهم أصلح لي ديني ) . الشيخ : نعم. السائل : ... أخرجه النسائي وصححه ابن حبان و ... . الشيخ : نعم. السائل : هذا الحديث يستدل به على جواز الدعاء بعد الصلاة حديث معاذ رضي الله عنه ( لا ... ) . الشيخ :( لا تدعن ) . يقول شيخ الإسلام إن هذا المراد بالدبر ما كان في ءاخر الصلاة، لأن دبر كل شيء منه. السائل : وهذا الحديث ... . الشيخ : أيهم؟ السائل : إذا انصرف من الصلاة كان يقول ( اللهم أصلح لي ديني ) ؟ الشيخ : لأن هذا ما هو بغالب، أحيانا يمكن، لعله ليس بغالب. نعم.
ذكرنا من أنواع التوسل غير المشروع التوسل بذات النبي كيف نجاوب على حديث الأعمى ؟
السائل : ذكرنا أمس في أنواع التوسّل غير المشروع التوسّل بذات ... صلى الله عليه وسلّم. الشيخ : بإيش؟ السائل : بذات ... صلى الله عليه وسلم. الشيخ : بذات من؟ السائل : بالنبي صلى الله عليه وسلم. الشيخ : نعم. السائل : كيف يُجاب عن حديث الأعمى يا شيخ؟ الشيخ : الرسول حاضر عليه الصلاة والسلام، حديث الأعمي إذا صح: أتوسّل إليك بنبيّك أن يدعو الله لي، لأن الرسول حاضر، يعني أجعله وسيلة لي إليك ومعلوم أن وسيلة الرسول أن يدعو له. السائل : ... . الشيخ : نعم؟ السائل : ... صلى الله عليه وسلم. الشيخ : هو ما هو بيحمل عليه حاضر، الرسول حاضر، كلم الأعمى. السائل : ... صلاة الأعرابي دعا بهذا الدعاء. الشيخ : إذا انصرف أو بحال حضوره أيضا ما يمنع. نعم؟ السائل : ... في الحديث ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وعذاب القبر ) . الشيخ : لا ما يمنع، ما يمنع لأنه قد يكون وجب بعد ذلك، قد الرسول دعا قاله بعد.
باب : قول الله تعالى : (( وصل عليهم )) . ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه. وقال أبو موسى: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، اللهم اغفر لعبد الله ابن قيس ذنبه ) .
القارئ : باب قول الله تبارك وتعالى (( وَصَلِّ عَلَيهِم )) . ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه. وقال أبو موسى: قال النبي صلى الله عليه وسلّم. الشيخ : صلي وسلم عليه. القارئ : ( اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، اللهم اغفر لعبد الله ابن قيس ذنبه ) . حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن يزيد .. الشيخ : باب قول الله تعالى (( وَصَلِّ عَلَيهِم )) يعني ادع لهم، فإذا قال قائل: لماذا حملتم الصلاة هنا على الدعاء، والمعروف أن الألفاظ الشرعية تحمل على الحقائق الشرعية؟ فالجواب على هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلّم بيّن ذلك بفعله، لأن الله قال (( خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم )) فكان إذا جاءه قوم بزكاتهم قال ( اللهم صل عليهم ) فدل هذا على أن المراد بالصلاة هنا الدعاء. قال: " ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه " يعني هل يجوز أو لا يجوز؟ واستدل المؤلف بقوله عليه الصلاة والسلام ( اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ) بجواز تخصيص أخيه بالدعاء دون نفسه، يعني يجوز أن تدعو لشخص ولا تدعو لنفسك. نعم.
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة حدثنا سلمة بن الأكوع قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فقال رجل من القوم أيا عامر لو أسمعتنا من هنيهاتك فنزل يحدو بهم يذكر تالله لولا الله ما اهتدينا وذكر شعراً غير هذا ولكني لم أحفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من هذا السائق ) قالوا عامر بن الأكوع قال يرحمه الله وقال رجل من القوم يا رسول الله لولا متعتنا به فلما صاف القوم قاتلوهم فأصيب عامر بقائمة سيف نفسه فمات فلما أمسوا أوقدوا ناراً كثيرةً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما هذه النار على أي شيء توقدون ) قالوا على حمر إنسية فقال ( أهريقوا ما فيها واكسروها ) قال رجل يا رسول الله ألا نهريق ما فيها ونغسلها قال أو ذاك
القارئ : حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة، قال حدثنا سلمة بن الأكوع، قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى خيبر، فقال رجل من القوم: أيا عامر لو أسمعتنا من هنيهاتك، فنزل يحدو بهم يذكر: " تالله لولا الله ما اهتدينا " وذكر شعرا غير هذا، ولكني لم أحفظه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( من هذا السائق؟ ) قالوا: عامر بن الأكوع، قال: ( يرحمه الله ) ، فقال رجل من القوم: يا رسول الله، لولا متعتنا به، فلما صاف القوم قاتلوهم، فأصيب عامر بقائمة سيف نفسه فمات، فلما أمسوا أوقدوا نارا كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( ما هذه النار، على أي شيء توقدون ) قالوا: على حمر إنسية، فقال: ( أهريقوا ما فيها وكسّروها ) فقال رجل: يا رسول الله، ألا نهريق ما فيها ونغسلها؟ قال: ( أو ذاك ) . الشيخ : الشاهد من هذا قوله ( يرحمه الله ) وقولهم : " لولا متعتنا به " لأنه لما دعا له الرسول صلى الله عليه وسلّم بهذه الدعوة فهموا أن الرجل سيموت، لما دعا له بالرحمة، لأنه كان إذا دعا لأحد بمثل هذا فهو علامة أجله.
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على أن من قتل نفسه خطأ فإنه لا إثم عليه، لأن الناس صاروا يقولون بطل أجر عامر، لأنه قتل نفسه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: ( كذبوا، بل له الأجر مرتين، إنه لجاهد مجاهد ) فأبطل قولهم عليه الصلاة والسلام. وفي هذا الحديث دليل على أن الحمر الإنسية حرام، وعلى أنها نجسة، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم أمر بغسل الأواني منها، وكان أول ما أمر أن أمر بكسر الأواني، وذلك والله أعلم تعزيرا لهم، لأن الحمر كانت حرّمت، ولكنهم لعلهم لما رأوا ما بهم من الفاقة والجوع أقدموا على ذلك، فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام: ( أهريقوا ما فيها وكسّروها ) ، فسألوه أن يقتصروا على الغسل فأذن لهم في ذلك فقال: ( أو ذاك ) يعني أو اغسلوها. نعم. السائل : ... . الشيخ : أه؟
السائل : هل للقاضي إذا أصدر مثلا حكم بالتعزير أن يتراجع أو يجعل النصف عليه؟ الشيخ : إي نعم. السائل : يعني له ... . الشيخ : نعم، له أن يفعل، إذا رأى فيه مصلحة فله أن يفعل. نعم.
قلنا أن حديث دبر كل صلاة يصرف إلى ما قبل السلام وهذا وفي الحديث : يقول دبر كل صلاة إذا سلم ( لا إله إلا الله ... ) ؟
السائل : أحسن الله إليكم قلنا حديث ... كل صلاة أنه يُصرف إلى ما قبل السلام. الشيخ : نعم. السائل : وهذا وأما ( لا إله إلا الله ) نفس ... كيف صرفنا هذا إلى قبل السلام وهذا .. الشيخ : لأن الله أمر بالذكر بعد الصلاة، فكل ذكر يأتي فهو بعد الصلاة، هذا الأصل. السائل : طيب .. الشيخ : وأما الدعاء فالنبي عليه الصلاة والسلام أمر بالدعاء بعد التشهّد. السائل : ... ليس واحدا. الشيخ : نعم؟ إلا، اللفظ واحد لكن دبر اسم مشترك، اسم مشترك بين ءاخر الشيء وما بعده، فإذا كان اسما مشتركا صالحا لهذا وهذا حمِل كل واحد منهما على ما يليق به، فيُحمل الدعاء على ما قبل السلام لأنه هو محل الدعاء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، ويُحمل الذكر على ما بعد السلام لأنه أي ما بعد السلام هو محل الذكر. نعم.
البعض يقول الذي يقتل نفسه خطأً عليه كفارة هل هذا صحيح ؟
السائل : بعضهم يقول ... يقتل نفسه خطأً عليه كفارة هذا صحيح يا شيخ؟ الشيخ : ما هو بصحيح. السائل : إيش دليلهم؟ الشيخ : نعم؟ السائل : الذين يقولون بهذا ... ؟ الشيخ : أولا هذا ليس هذا محل بحثها لكن أدلتهم عموم قوله (( وَمَن قَتَلَ مُؤمِنًا خَطَأً )) قالوا وهو نفس مؤمنة فليزمه الكفارة.
حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عمرو هو ابن مرة سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل بصدقة قال ( اللهم صل على آل فلان ) فأتاه أبي فقال ( اللهم صل على آل أبي أوفى )
القارئ : حدثنا مسلم، قال حدثنا شعبة، عن عمرو ابن مرة، سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا أتاه رجل بصدقته قال: ( اللهم صل على ءال فلان ) فأتاه أبي فقال: ( اللهم صل على ءال أبي أوفى ) .
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال سمعت جريراً قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تريحني من ذي الخلصة وهو نصب كانوا يعبدونه يسمى الكعبة اليمانية قلت يا رسول الله إني رجل لا أثبت على الخيل فصك في صدري فقال ( اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً ) قال فخرجت في خمسين فارساً من أحمس من قومي وربما قال سفيان فانطلقت في عصبة من قومي فأتيتها فأحرقتها ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله والله ما أتيتك حتى تركتها مثل الجمل الأجرب فدعا لأحمس وخيلها
القارئ : وحدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، قال: سمعت جريرا، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( ألا تريحني من ذي الخلصة ) وهو نصب كانوا يعبدونه، يُسمّى الكعبة اليمانية، قلت: يا رسول الله، إني رجل لا أثبت على الخيل، فصك في صدري، فقال: ( اللهم ثبته، واجعله هاديا مهديا ) قال: خرجت في خمسين من أحمس من قومي، وربما قال سفيان: فانطلقت في عصبة من قومي فأتيتها فأحرقتها، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلّم فقلت: يا رسول الله، والله ما أتيتك حتى تركتها مثل الجمل الأجرب، فدعا لأحمس وخيلها.
الشيخ : الله أكبر. هذا فيه أيضا الدعاء للشخص بدون أن يدعو الإنسان لنفسه حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلّم ( اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ) هاديا للناس، مهديّا من قبلك، لأنه ليس كل هاد يكون مهديّا، قد يكون الإنسان هاديا ولكنه ضال والعياذ بالله كما قال تعالى: (( فَاهدوهُم إِلى صِراطِ الجَحيمِ )) ، وقال تعالى: (( وَجَعَلناهُم أَئِمَّةً يَدعونَ إِلَى النّارِ وَيَومَ القِيامَةِ لا يُنصَرونَ )) ، فالهادي إذا لم يكن مهديّا فقد تكون هدايته شرا عليه وعلى غيره. وفي هذا أيضا دليل على أن الإنسان قد يكون مباركا على قومه، يؤخذ من قوله، أه؟ السائل : ... . الشيخ :( فدعا لأحمس وخيلها ) ، وهو كذلك فإن الله تعالى قد يرفع القبيلة بشخص واحد منها يكون مشهورا بالكرم أو مشهورا بالشجاعة أو مشهورا بالعلم أو ما أشبه ذلك فيرفع الله به قبيلته. أي نعم. السائل : حدثنا سعيد بن الربيع قال. الشيخ : نعم؟ السائل : الرحمة يا شيخ.
البعض الآن لو دعوا لشخص قالوا يرحمك الله أو رحمه الله وهو حي يقولون هل سيموت أو مات وهل يصح منهم الإنكار ؟
السائل : الأن لو دعوا بشخص قال له يرحمك الله أو رحمه الله وهو حي يقول له هل راح يموت أو هل مات؟ الشيخ : لا، ما تقول، هذا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلّم. السائل : طيب والإنكار، ينكرونه على بعض الناس يقول هل. الشيخ : لا بس عادة، عادة. نعم. عبد الرحمان؟
ألا يستدل بهذا الحديث على قوله صلى الله عليه وسلم ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) ؟
السائل : يستدلون بهذا الحديث على أن الرسول ... في رجل. الشيخ : نعم. السائل : حديث النبي صلى الله عليه وسلّم ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) ؟ الشيخ : صحيح، النسب ما ينفع الإنسان، لكن هذا عمله رفعه فصار شرف لقومه مثله. السائل : يكون عند الناس الشرف وليس ... . الشيخ : نعم؟ السائل : الشرف أقول يكون عند الناس. الشيخ : لا ... وربما إنه يهدي الله على يده أحدا من قبيلته فيرتفع عند الله. نعم؟ السائل : أحسن الله إليك يا شيخ، هنا يا شيخ في الدعاء هذا ... بعدما تقدم ... إنه يعني تقدير محذوف، أتوسل إليك بدعاء ... ؟ الشيخ : لا، ما هو محذوف، هذا نفس الشيء، أن الرسول دعا له مثل ما دعا للمرأة التي كانت تُصرع وتنكشف. السائل : إذا ما فيه حاجة نقدر يا شيخ؟ الشيخ : ما فيه حاجة لأنه معروف هذا أن يدعو لها أما النبي شخصه ما يفيدك، وش الفائدة من هذا؟ الوسيلة لابد أن يكون لها أثر في المتوسّل إليه. السائل : بس يا شيخ في الروايات يعني أتوسّل إليك بنبيّك؟ الشيخ : نعم، أي نعم، المراد بدعائه، لأن نفس الجسد جسد النبي ما فيه فائدة لك. السائل : حدثنا سعيد بن الربيع، قال حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسا، قال: قالت. الشيخ : ولهذا قال عمر كنا نتوسّل إليك بنبيّك فتسقينا، ومعروف أنه ما هو بيقولون اللهم نسألك بنبيّك وإنما يسألونه أن يسأل الله لهم الغيث، وإنا نتوسّل إليك بعم نبيّنا ثم يقوم العباس فيدعو. نعم.
حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنساً قال قالت أم سليم للنبي صلى الله عليه وسلم أنس خادمك قال ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته )
القارئ : حدثنا سعيد بن الربيع، قال حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسا، قال: قالت أم سليم للنبي صلى الله عليه وسلّم: أنس خادمك، قال: ( اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته ) .
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقرأ في المسجد فقال ( رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آيةً أسقطتها في سورة كذا وكذا )
القارئ : وحدثني عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمع النبي صلى الله عليه وسلّم رجلا يقرأ في المسجد فقال: ( رحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا ءاية، أسقطتها في سورة كذا وكذا ) .
فوائد الحديث : ( رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آيةً ... )
الشيخ : هذا أيضا فيه الدعاء للشخص، وفيه أيضا مكافأة الإنسان الذي يُحسن إليك بالدعاء. وفيه أن الإنسان قد يُثاب على العمل الصالح وإن لم يقصد ذلك لأن هذا الرجل الذي كان يقرأ ما كان يريد أن يذكّر النبي صلى الله عليه وسلّم بما أسقط من الأيات، ولكنه حصل هذا الشيء بفعله، فيكون الإنسان مأجورا بعمله الذي انتفع به غيره وإن لم يكن قاصدا ذلك، وعليه قول العامة إن الإنسان يؤجر غصبا عليه، يعني أن الإنسان قد لا يكون في باله هذا الشيء ثم ينتفع به الناس فيحصل له الأجر. نعم. القارئ : وحدثنا حفص بن عمر. الشيخ : نعم يا هداية الله. السائل : الحمر الإنسية ... و .. الشيخ : إيش؟ السائل : الحمر الإنسية. الشيخ : إيه. السائل : بالنسبة إلى حديث ... الحمر الحيوانات الإنسية وهي حمر ... . الشيخ : حمر إنسية، عندي حمر إنسية. السائل : يعني تقديم محذوف؟ الشيخ : لا عندنا حمر إنسية، يعني قصدك إنهم ما ... وهي حية؟ السائل : إيه؟ الشيخ : إيه ما هي بحية معروف، يعني المراد لحمها، المراد لحم الحمر. السائل : هو قال ... بحرف الباء. الشيخ : إيه. السائل : ... . الشيخ : إيه المراد لحمها، ما هو المراد إنهم أوقدوا على نفس الحمار وهو حي. لا. نعم.
السائل : شيخ كفرد يا شيخ القاتل نفسه كيف يُكَفِّر؟ الشيخ : ما يكفّر. السائل : ... . الشيخ : هذا سأل عنه مهند وقلت له إنه ما عليه كفارة. السائل : طيب الذي قال ... . الشيخ : سبحان الله العظيم. يكفّر من تركته إذا كان له تركة يخرج من تركته، يُشترى رقبة وتعتق، أو يصوم عنه وليه شهرين متتابعين لكن الصحيح إنه ما عليه كفارة. نعم. السائل : يا شيخ هل ثبت في حديث أنه يُثاب المرء رغم أنفسه؟ الشيخ : إيش؟ السائل : يُثاب المرء رغم أنفه. الشيخ : ما أعرف هذا. السائل : ... . الشيخ : نعم.
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة أخبرني سليمان عن أبي وائل عن عبد الله قال قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسماً فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه وقال ( يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر )
القارئ : وحدثنا حفص بن عمر، قال حدثنا شعبة، قال أخبرني سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قسم النبي صلى الله عليه وسلّم قسما، فقال رجل: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله. الشيخ : أعوذ بالله ... . القارئ : فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلّم فغضب، حتى رأيت الغضب في وجهه، وقال: ( يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر ) . الشيخ : صلي وسلم على ... الشاهد قوله: ( يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر ) وهنا يرحم جملة خبرية لفظا لكنها إنشائية معنى إذ أن المراد بها الدعاء، ومن هنا نأخذ أنه لا بأس أن تقول يرحم الله فلانا أو رحم الله فلانا، أو فلانا مرحوم يعني أن الذي يُرجى أن يكون الله رحمه، وليس هذا من باب الخبر المجزوم به لأن الإنسان ما يدري، لكنه من باب الخبر الذي يُراد به الإنشاء والرجاء. نعم.
حدثنا يحيى بن محمد بن السكن حدثنا حبان بن هلال أبو حبيب حدثنا هارون المقرئ حدثنا الزبير بن الخريت عن عكرمة عن ابن عباس قال حدث الناس كل جمعة مرةً فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاث مرات ولا تمل الناس هذا القرآن ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتملهم ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب
القارئ : حدثنا يحيى بن محمد بن السكن، قال حدثنا حبان بن هلال أبو حبيب، قال حدثنا هارون المقرئ، قال حدثنا الزبير بن الخريت، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: " حدّثوا الناس كل جمعة مرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرات، ولا تمل الناس هذا القرءان، ولا ألفينك تأتي .. الشيخ : أُلفينّك. القارئ : ولا أُلفينّك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم، فتقص عليهم، فتقطع عليهم حديثهم فتملّهم، ولكن أنصت، فإذا أمروك فحدّثهم وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب " . الشيخ : هذه وصايا من ابن عباس رضي الله عنهما، وصايا مهمة. أولا يقول: " حدث الناس كل جمعة مرة " ، هذه واحدة. " فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرار " ولكن المراد بهذا حديث الموعظة، الذي يُقصد به تحريك القلوب والوعظ، أما العلم فإن العلم يكون كل وقت، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يجلس لأصحابه دائما، لكن يتخوّلهم بالموعظة التي يُراد بها ترقيق القلب وحثّه على الإقبال. قال: " ولا تُملّ الناس هذا القرءان " ومن هذا النوع أن تقرأ في مجالس وترى الناس لا يريدون هذا، ولا تتهم الناس بالنفاق إذا رأيتهم لا يريدون القراءة لأن النفوس تختلف، لها إقبال ولها إدبار فإذا رأيت أن الناس يريدون أن يتحدّثوا بأحاديثهم العادية المباحة وأنك لو قرأت عليهم شيئا من القرءان أو شيئا من الحديث لملوا وضجروا فلا تفعل، النفوس لها إقبال وإدبار. يقول " ولا ألفينك " يعني لا أجدنك، " تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم، فتقص عليهم، فتقطع عليهم حديثهم فتملهم، ولكن أنصت، فإن أمروك فحدّثهم " هذا أيضا من الآداب تأتي إلى أناس يتحدّثون فيما بينهم أحاديث مباحة ثم تقول يا جماعة استمعوا أريد أن أعظكم، هذا لا ينبغي لأنهم قد لا يكونون على استعداد لقبول الموعظة، وأيضا تقطع عليهم أحاديثهم ولكن أنصت فإن أمروك وقالوا حدّثنا عظنا جزاك الله خيرا وما أشبه ذلك فحدّث لأن الأمر جاء منهم. وكذلك لو رأيت شيئا محرّما لابد من التنبيه عليه فحدّثهم، وأما أن ترى شيئا مباحا والناس مشتغلون كل يتحدّث بما يختص به وربما لا يحصل لهم تقابل إلا في هذه المناسبة فيحدّث بعضهم بعضا ويسأله عن حاله ثم تأتي أنت وتقوم وتقص عليهم فتقطع أحاديثهم وتملهم، هذا لا ينبغي، لكن إذا طلبوا منك قالوا حدّثنا حدّثهم، أو إذا رأيت أمرا منكرا فلا يجوز السكوت عليه حدّثهم وحذّرهم منه. وهذا لا شك أنه من التربية، التربية العظيمة لأن الإنسان يجب عليه أن يكون مربيا كما يكون عالما، ليس العلم كل شيء، العلم يحتاج إلى تربية، وإلى أن يعرف الإنسان استعداد الناس للقبول وعدمه فلا يثقل عليهم ولا يملهم، لأنه إذا حصل شيء فيه ملل صاروا يكرهون هذا الشخص نفسه حتى إنه إذا جاؤوا إلى مجلس أو اجتماع وجاء فلان قالوا أوه الله يعيننا عليهم، مع أنه يبي يعطيهم كلاما طيب وموعظة لكن هم ما هو على استعداد لهذا الشيء، وقد يُسمع منهم كلام مكروه في نفس المكان وربما يتشاغلون بأحاديث يضايقون هذا الذي يتحدّث، يضحكون وما أشبه ذلك إغاظة له، فالإنسان ينبغي له أن يكون عنده حكمة، يختار الموضع المناسب والوقت المناسب ليتحدّث فيه. يقول رحمه الله: " وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه " هذا أيضا من توجيهات ابن عباس رضي الله عنه وقال إن الرسول صلى الله عليه وسلّم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك. ولكن الحقيقة أن السجع ينقسم إلى قسمين: سجع متكلّف، ربما يتغيّر به المعنى فلا شك أن هذا مذموم. وسجع تأتي به الطبيعة غير متكلّف ولا يختلّ به المعنى فهذا جائز، وكان الرسول صلى الله عليه وسلّم يقول: ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، سره وعلانيته، وأوله وءاخره ) هذا فيه السجع لكن ليس متكلّفا. ومن هنا نأخذ أن ما يكون في بعض الختمات التي يختمون بها القرءان بعض الأئمة من الأسجاع العجيبة الطويلة الغريبة التي تحمل معاني أحيانا غير صحيحة، نعرف إن هذا أمر على خلاف ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلّم وأصحابه، هذا فضلا عن أن أصل الختمة في الصلاة ليست بمشروعة وليس لها أصل، وكل شيء يأتي في الصلاة لابد أن يكون له أصل يحتاج إلى دليل، لأن الصلاة أذكارها معروفة معلومة معيّنة من قِبل الشرع، القيام له ذكر، والركوع له ذكر، والسجود له ذكر، والقعود له ذكر، فأي ذكر يُدخل في الصلاة بدون دليل فإنه يُعتبر غير مشروع. نعم. السائل : ... بعض ... والنظر في ... وكذا. الشيخ : والنظر إيش؟ السائل : بعض المعاصي ... . الشيخ : ليش المضيف يحط تلفزيون؟ السائل : ... . الشيخ : يحطوا قدامهم ويقول لا تناظرونه! سبحان الله. السائل : ... يعني مثلا ... . الشيخ : والتلفزيون أيضا قد يكون منكر، قد يكون مثلا مفتوح على أشياء منكرة يجب عليه يتكلم. السائل : إنكاره ... . الشيخ : أه؟ السائل : حتى ولو كان ينكرون ذلك. الشيخ : لو كان، إذا قالوا اقعد لا تكلم يقول في أمان الله يطلع.