(القراءة من فتح الباري لابن حجر) القارئ : دواعي الصحابة على إحضار أولادهم عند النبي صلى الله عليه وسلّم لالتماس بركته. الشيخ : صلى الله عليه وسلم. القارئ : وعلم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلّم لإجابة دعائه في عبد الله بن هشام. تنبيهان: أحدهما وقع في رواية الإسماعيلي وكان يعني عبد الله بن هشام يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله فعزا بعض المتأخّرين هذه الزيادة للبخاري فأخطأ. ثانيهما: وقع في نسخة الصغاني زيادة لم أرها في شيء من النسخ غيرها ولفظه: قال أبو عبد الله كان عروة البارقي يدخل السوق وقد ربح أربعين ألفا ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلّم بالبركة حيث أعطاه دينارا يشتري به أضحية فاشترى شاتين فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة فبرّك له رسول الله صلى الله عليه وسلّم. الشيخ : صلى وسلم عليه، شف القسطلاني. القسطلاني فيقول ... نعم. (القراءة من إرشاد الساري للقسطلاني) القارئ : يقول ... ابن عقيل، قوله إنه كان يخرج به جدّه عبد الله بن هشام التيميّ من بني تيم بن مرة (من السوق أو إلى السوق) قال الكرماني: من السوق أي من جهة دخول السوق، والمعاملة فيه بالشك من الراوي، وفي باب الشركة في الطعام إلى السوق بالجزم من غير شك (فيشتري الطعام فيلقاه ابن الزبير) عبد الله (وابن عمر) عبد الله (فيقولان) له (أشركنا) بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الراء في الطعام الذي اشتريته (فإن النبي) .. الشيخ : لا، أشركنا تقف عليها، بفتح الهمزة وكسر الراء. القارئ : في الطعام الذي اشتريته. الشيخ : نعم. القارئ : (فإن النبي صلى الله عليه وسلّم قد دعا له بالبركة) ، وذلك أن أمه زينب بنت حميد ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فمسح رأسه ودعا له كما في رواية الباب المذكور فيشركهم. الشيخ : يشركهم، يَشْركهم؟ القارئ : يقول بفتح التحتية والراء. الشيخ : نعم. القارئ : (فيشركهم) لأبي ذر، وبالضم ثم الكسر لغيره. الشيخ : طيب. القارئ : وعبّر بالجمع باعتبار أن أقل الجمع اثنان، (فربما أصاب) ابن هشام من الربح (الراحلة كما هي) أي بتمامها (فيبعث بها إلى المنزل) ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلّم له. وفي الحديث ما ترجم له من الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم كما في رواية باب الشركة المذكورة وإجابة دعائه صلى الله عليه وسلّم. الشيخ : نعم، طيب، إذن عرفنا قوله فربما أصاب الراحلة كما هي فيبعث بها إلى المنزل، يعني يربحها، يربح راحلة كلها بما عليها، فيبعث بها إلى المنزل وذلك ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلّم حين دعا له بالبركة. نعم.
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال أخبرني محمود بن الربيع وهو الذي مج رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه وهو غلام من بئرهم
القارئ : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب. الشيخ : كيْسان عندنا. القارئ : عن صالح بن كيْسان، عن ابن شهاب قال: أخبرني محمود بن الربيع، وهو الذي مج رسول الله صلى الله عليه وسلّم في وجهه وهو غلام من بئرهم.
الشيخ : وكان له خمس سنين في ذلك الوقت، وأخذ منه علماء المصطلح أنه يجوز أن يتحمّل الإنسان الحديث وهو صغير، ولو خمس سنين. وفيه أيضا دليل على أن التمييز ليس مقيّدا بسبع سنين فقط، ولكن الغالب أنه يكون في سبع سنين، وإلا فقد يميّز الإنسان قبل السبع، وقد يبلغ السبع وهو لا يميّز، والناس يختلفون لكن الغالب أن سن التمييز سبع سنين ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلّم: ( مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ) لأنها هي الغالب، وإلا فإن التمييز قد يحصل قبلها وقد يتأخّر عنها كما هو معروف. نعم. وفي هذا الحديث جواز مج الماء في وجه الصبي ولكن بشرط أن نأمن العاقبة لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم ليس كغيره فريقه بركة وخير، وأما غيره فليس كذلك، لكن لو مثلا رشق عليه من مائه تودّدا له وتعطّفا عليه فهذا لا بأس به، بشرط أن لا يؤدّي إلى فزعه أيضا، فإن أدّى إلى فزعه لأن بعض الصبيان لو ترشق عليه الماء فزع وصاح، فهذا لا تفعل، لكن إذا عرفنا أنه يعني عنده شيء من الفهم ورشقته بالماء من باب التودّد إليه فهذا يشبه مج النبي صلى الله عليه وسلّم الماء في وجه محمود بن الربيع رضي الله عنه، المج يعني الإنسان يمج الماء من فمه على الشخص. عرفت؟ نعم. نعم يا؟
بالنسبة للأطفال الذين يأتي بهم إخوانهم للصلاة في المسجد قبل السبع سنين هل يطلب منهم عدم إحضارهم ؟
السائل : ويا شيخ بالنسبة للأطفال إلي يجيبونهم إخوانهم يعني للصلاة في المسجد. الشيخ : نعم. الشيخ : أقل من السبع سنين هل يُطلب منهم عدم إحضارهم يا شيخ؟ الشيخ : لا، لا يطلب منهم عدم الإحضار إلا إذا كانوا يؤذون الناس، إذا كان يحصل منه أذية نعم. السائل : عبد الرحمان ابن سبع سنين ويؤذي. الشيخ : ولو كانوا ابن سبع سنين وهو يؤذي الناس يمنع. السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم؟
بالنسبة لمحمود رضي الله عنه هل كان يعلم أن في ذلك البركة ؟
السائل : ... بالنسبة لمحمود بن الربيع رضي الله عنه ما كان يعرف إن ريق النبي صلى الله عليه وسلم فيه البركة أو لا؟ الشيخ : الرسول يعلم إنه فيه بركة، والفاعل هو الرسول ما هو هو. السائل : ... . الشيخ : نعم؟ السائل : إن كان الصبي نفسه ما يدرك. الشيخ : ما يهم، مادام إن الفاعل يدري ما فيه شيء. أخذنا ثلاثة أظن. أخذنا ثلاثة؟ نعم.
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم فأتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله
القارئ : حدثنا عبدان، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلّم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم، فأتي بصبي فبال على ثوبه، فدعا بماء فأتبعه إياه، ولم يغسله ) . الشيخ : هذا أيضا من لطف الرسول صلى الله عليه وسلّم وتواضعه أن الناس يأتون بالصبيان فيدعو لهم صلوات الله وسلامه عليه، فأتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله. الصبي بال على ثوبه وهو معذور لأنه صبي ما يعقل، ولم يدع الرسول صلى الله عليه وسلّم عليه، ولم يقل الله ينجسك نجستنا وما أشبه ذلك من الكلمات التي يقولها العامة عندنا إذا بال الصبي على ثوبه قام يدعو عليه والرسول عليه الصلاة والسلام لم يدعو لا عليه ولا على أوليائه الذين أتوا به، ولكن هذه المفسدة أزالها عليه الصلاة والسلام بأن دعا بماء فأتبعه إياه يعني صبّه عليه حتى عمّ جميع المكان الذي فيه البول، ولكنه لم يغسله، كيف لم يغسله؟ يعني ما عصره ولا فركه لأنه صبي، وبول الصبي الذي لم يتغذّى بالطعام يكفي فيه الإتباع، إذا أتبعته الماء كفى، أما إذا صار يتغذّى بالطعام فإنه كغيره لابد أن يغسل وكذلك غائطه لابد أن يُغسل وكذلك بول الأنثى لابد أن يغسل. فهذه ثلاثة أشياء بل أربعة: بول الصبي، بول الأنثى، غائط الصبي، غائط الأنثى. ثلاثة منها لابد فيها من الغسل وهي؟ السائل : وهي أن بول الصبي. الشيخ : كيف؟ لا بد من الغسل. السائل : بول الأنثى. الشيخ : نعم. السائل : وغائط الصبي. الشيخ : نعم. السائل : وغائط الأنثى. الشيخ : وغائط الأنثى، هذا لابد فيه من الغسل. بول الصبي يكفي فيه الإتباع أن يتبع بماء حتى يعم مكان النجاسة. والله أعلم. نعم.
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مسح عينه أنه رأى سعد بن أبي وقاص يوتر بركعة
القارئ : (حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عبد الله بن ثعلبة) بن صعير ( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد مسح عينه ) . الشيخ : أه؟ قد مسح؟ القارئ : ( مسح عينه ) . الشيخ : عندنا عنه. القارئ : ... . الشيخ : طيب ... . ما هي بعين ما ... . شف الشرح. القارئ : في الفتح عينه. الشيخ : عينه سدا؟ شو يقول؟ القارئ : ما ضبط ... حتى الشرح. الشيخ : إيه. القارئ : قوله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد مسح عينه. بس. الشيخ : بس؟ القسطلاني إيش يقول؟ القارئ : قد مسح عينه ... معلقة ... . الشيخ : عينه سدا؟ عينه؟ السائل نعم طيب.
القارئ : ( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد مسح عينه أنه رأى سعد بن أبي وقاص يوتر بركعة ) . الشيخ : الشاهد قوله ( قد مسح عينه ) . نعم.
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الحكم قال سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هديةً إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
القارئ : حدثنا ءادم، قال حدثنا شعبة، قال حدثنا الحكم، قال: سمعت عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال: لقيني كعب بن عجرة، فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي صلى الله عليه وسلّم خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: ( قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى ءال محمد، كما صليت على ءال إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى ءال محمد، كما باركت على ءال إبراهيم، إنك حميد مجيد ) .
حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي عن يزيد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلي قال ( قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد و آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم )
القارئ : وحدثنا إبراهيم بن حمزة، قال حدثنا ابن أبي حازم، والداروردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قلنا: يا رسول الله، هذا السلام عليك، فكيف نصلي؟ قال: ( قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد، وءال محمد، كما باركت على إبراهيم وءال إبراهيم ) . الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم يعني كيفيتها، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم إذا سألها الإنسان ربه فهو يعني أنه يسأل الله أن يُثني على رسوله صلى الله عليه وسلّم في الملأ في الأعلى، فإذا قلت اللهم صل عليه يعني أثن عليه في الملأ الأعلى في الملائكة. وفي حديث كعب بن عجرة دليل على أن العلم إذا بلّغه الإنسان أحدا فهذا هدية، ولعمر الله إنه لمن أفضل الهدايا، لأن العلم أفضل من المال، (( يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ ءامَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ )) ، ولم يذكر المال فالهدية هدية العلم أفضل من هدية المال ولهذا قال: ألا أهدي لك هدية.
الشيخ : وفي قوله عليه الصلاة والسلام: ( قولوا اللهم صل على محمد ) دليل على أن هذه هي الكيفية المطلوبة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم لما سألوه كيف نصلي؟ قال: قولوا كذا، وليس هذا أمرا دالا على الوجوب، وذلك لأنه ليس أمرا مبتدأ وإنما هو أمر بكيفية سئلها الرسول صلى الله عليه وسلّم، فلا يكون فيه دليل على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم لأنك لو سألت شخصا وقلت: كيف أفعل؟ فقال: افعل كذا وكذا، فهو أمر بالكيفية وهو أمر إرشاد لأن السائل يسترشد. وفيه أيضا دليل على أن هذه الكيفية وردت بأكثر من لفظ، منها هنا: ( اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد كما صليت على ءال إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى ءال محمد كما باركت على ءال إبراهيم إنك حميد مجيد ) ، فليس فيها ذكر إبراهيم، ولكن في بعض الروايات: ( على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم ) وهي ثابتة في صحيح البخاري، ولكن مع ذلك لو فرض أنها لم تثبت فإنه إذا قيل ءال فلان دخل فيهم فلان، ومن ذلك قوله تعالى: (( وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ أَدخِلوا ءالَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذابِ )) ، فإن فرعون منهم كما قال تعالى: (( يَقدُمُ قَومَهُ يَومَ القِيامَةِ فَأَورَدَهُمُ النّارَ وَبِئسَ الوِردُ المَورودُ )) . وفي حديث أبي سعيد الخدري صفة ثانية للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم وعلى هذا فتكون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم واردة على كم وجه؟ السائل : على ... . الشيخ : الذي مر علينا الأن؟ السائل : ما فيها ذكر إيش، اللهم صلي، ما فيها ذكر ... . الشيخ : كم وجه؟ سؤالي كم وجه؟ إلي معنا الأن؟ السائل : ثلاثة. الشيخ : ما هي؟ ثلاثة؟ السائل : ... اللهم صلي على محمد كما صليت على إبراهيم ... . الشيخ : نعم؟ وجهين، حديث كعب بن عجرة وحديث؟ السائل : أبو سعيد. الشيخ : أبي سعيد. طيب.
قاعدة : إذا جاءت العبادات على وجهين فأكثر فالسنة أن يتعبد الإنسان لله بالوجهين أو أكثر .
الشيخ : والقاعدة الصحيحة أنه إذا جاءت العبادات على وجهين فأكثر فالسنّة أن يتعبّد الإنسان لله بالوجهين أو أكثر، لأن هذا أولى فإن الإنسان إذا أتى بالعبادات على وجوهها المتنوّعة استفاد ثلاث فوائد: هداية الله؟ ما هي؟ السائل : الفوائد؟ الشيخ : أي نعم. السائل : حتى ما ... في ... . الشيخ : زين. السائل : يعني .. الشيخ : أنه يأتي. السائل : ... . الشيخ : بجميع السنن، اسمعني، هذه واحد. نعم نصر؟ السائل : دفع الملل. الشيخ : أه؟ دفع الملل وأن يكون فعله تعبّد لا يكون حركة عادية. طيب، نعم، محمد؟ السائل : ... . الشيخ : أي نعم هذه تدخل فيما قال نصر، نعم. السائل : متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم. الشيخ : نعم، تحقيق المتابعة حيث يأتي بالسنّة على وجوهها. نعم؟ السائل : إحياء السنّة. الشيخ : إحياء السنّة، وقد تكون هذه من المتابعة لكن على كل حال كل هذه الفوائد تحصل فيما إذا أتينا بالسنن الواردة كلها، وقد مر علينا في الحقيقة شرح هذا قريبا ونحن نتكلم عليه في صفة الصلاة في الفقه فلا حاجة إلى الكلام عليه. نعم.
في بعض الصفات على آل إبراهيم وبعضها على إبراهيم وآل إبراهيم هل يحمل على صفة واحدة ؟
السائل : إذا جاءت بعض الصفات مثل هذه على ءال إبراهيم، في بعضها على إبراهيم وءال إبراهيم، هل يُحمل هذه الرواية على ... ؟ الشيخ : لا الظاهر إنه ما نحمله، نعم، يعني الظاهر ما نجعل هذه صفة ثانية مادام مخرج الحديث واحدا فإنه يكون هذا من تصرّف الرواة. أي نعم. نعم. السائل : ... بالنسبة ... ؟ الشيخ : قد يكون. قد تكون السنّة هذه مثلا أوفى لكن العمل بالسنتين وإن كانت السنة الأخرى مفضولة أفضل. نعم.
بالنسبة للصفة الثانية ألا يقول الواحد مرة اللهم صل على آل إبراهيم ومرة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ؟
السائل : ... بالنسبة للصفة الثانية يعني ما يقول الواحد مرة اللهم صل على ءال إبراهيم وعلى ءال إبراهيم يعني؟ الشيخ : لا، الأحسن يقول على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم. السائل : يعني ما يسوي على نفس الحديث .. الشيخ : لا لا. لأن هذه حديث واحد هذا، حديث واحد سألوه فعلّمهم، ما هو متعدّد، فالسؤال عن صفة واحدة، يكون بعض الرواة حفظ وبعض الرواة لم يحفظ. نعم. السائل : باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ... . حدثنا أحمد بن صالح. الشيخ : ... عندك وإلا فيه تقديم وتأخير؟ حنا عندنا حنا. السائل : ... . الشيخ : اصبر يا أخي اصبر، عندنا باب هل يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم. السائل : ... . الشيخ : أه؟ السائل : ... . الشيخ : تقديم وتأخير؟ السائل : لا قفزت. الشيخ : أنت قفزت؟ نعم.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي أوفى قال كان إذا أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم بصدقته قال ( اللهم صل عليه ) فأتاه أبي بصدقته فقال ( اللهم صل على آل أبي أوفى )
القارئ : حدثنا سليمان بن حرب، قال حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي أوفى، قال: كان إذا أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلّم بصدقته قال: ( اللهم صل عليه ) فأتاه أبي بصدقته، فقال: ( اللهم صل على ءال أبي أوفى ) .
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي قال أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك قال ( قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
القارئ : وحدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقي، قال: أخبرني أبو حميد الساعدي، أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال: ( قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على ءال إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على ءال إبراهيم، إنك حميد مجيد ) . الشيخ : هذا أيضا فيه أورد المؤلف رحمه الله في هذا الباب حديث عبد الله بن أبي أوفى، وحديث أبي حميد الساعدي. أما حديث عبد الله بن أبي أوفى ففيه الصلاة على غير النبي على وجه الانفراد، وأما حديث أبي حميد ففيه الصلاة على غير النبي على وجه التبع. فأما الصلاة على غير النبي على وجه التبع فمُجمع على جوازه، كل المسلمين يقولون اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد من غير نكير. وأما الصلاة على وجه الاستقلال على غير النبي صلى الله عليه وسلّم فهذه موضع خلاف، والصحيح أنه إذا كان لها سبب ولم تتخذ شعارا لهذا الشخص المعيّن فإنه لا بأس بها. شرطان، الشرط الأول: إذا كان لها سبب، والثاني: إذا لم تتخذ شعارا. فمثلا إذا جاءنا رجل بزكاة أو رأيناه تقدّم في عمل خير أو ما أشبه ذلك، فلنا أن نقول صلى الله عليك ولا حرج في هذا. أما إذا كان لغير سبب، بس لمجرّد ذكره فهذا فيه نظر، وكذلك إذا جعِل شعارا لهذا الشخص المعيّن، بحيث كلما ذكر قيل صلى الله عليه وسلّم فهذا لا يجوز لأنه يُلحقه بمرتبة النبي، فمثلا لو قلت زرت محمدا صلى الله عليه وسلّم فأكرمني محمد صلى الله عليه وسلّم وخرج بي محمد إلى بستانه صلى الله عليه وسلّم هذا لا يجوز، لأنك ألحقته بمن؟ بالأنبياء.
الشيخ : وفي حديث أبي حميد دليل على اختلاف صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم فتكون صفة ثالثة وإلا لا؟ السائل : ... . الشيخ : حديث كعب بن عجرة وحديث أبي سعيد وحديث أبي حميد، تكون الصفة الثالثة ( اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على ءال إبراهيم ) . وفي هذا الحديث دليل على أن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلّم من ءاله كما هو القول الصحيح الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى هذا فتحرم عليهن الصدقة، يعني الزكاة، والمسألة هنا نظرية، أما عمليا فغير واقعة، لأن أزواجه قد متن، لكن هذا يدل على أن أزواجه من ءاله لأنها جاءت في اللفظ الثاني: ( اللهم صل على محمد وءال محمد ) . نعم. شاكر؟
بعض الناس يقول إذا سلمنا على النبي يستحب أن نصلي عليه ويكره أن نفرد هل هذا صحيح ؟
السائل : ... فيه ناس يقولون تكلمنا على النبي يجب علينا أن نصلي عليه أو يستحب .. الشيخ : إن صلينا عليه. السائل : إن سلمنا عليه. الشيخ : أو إن سلمنا عليه. السائل : إن .. الشيخ : إن صلينا عليه. السائل : ... فيه بعض المشائخ يقولون إن سلمنا عليه. الشيخ : نعم. السائل : يقول يستحب أن نصلي عليه ويكره أن لا نصلي عليه، يجب أن ... ؟ الشيخ : الصحيح أنه لا يجب ولا يكره الإفراد، يعني الصحيح أنه لا يجب أن نجمع بين الصلاة والتسليم، ولا يُكره أن نُفرد أحدهما وإن كان بعض العلماء ذهب إلى وجوب الجمع لقوله تعالى: (( يا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا )) لكن الصحيح عدم وجوب الجمع وعدم كراهة الإفراد. ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما ذكر إجابة المؤذّن أن نقول مثل ما يقول قال: ( ثم صلوا علي ) ولم يذكر التسليم، ولو كان واجبا، ولو كان الجمع واجبا لقال: صلوا وسلّموا علي. السائل : يا شيخ؟ الشيخ : نعم؟
السائل : شيخ بالنسبة للصلاة على الرسول هل تجب بحال دون حال يعني؟ الشيخ : أي نعم. السائل : إذا قالوا ... صلوا عليه هل يجب على الناس؟ الشيخ : لا، ما يجب أن يصلوا عليه لكن يجب إذا ذُكِر اسمه، لأنه ورد عنه عليه الصلاة والسلام إنه قال: ( ءامين ) ، حين قال جبريل: ( رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلي عليك، قل ءامين، فقلت: ءامين ) ، ومعلوم أن الدعاء عليه بان يرغم الله أنفه يدل على أن الصلاة عليه إذا ذكر تجب، ومر علينا أنها ركن في الصلاة على المشهور من مذهب الإمام أحمد فتكون واجبة. المهم أنها تجب في بعض الأحوال. أخذنا ثلاثة أظن. السائل : ... . الشيخ : أه؟ السائل : اثنين. سائل آخر : اثنين فقط.
سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليك هل هذه في الصلاة أم عامة ؟
السائل : شيخ سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم كيف نصلي يعني كيف نصلي في الصلاة وهي. الشيخ : عامة. السائل : ... قول الله تبارك وتعالى ... . الشيخ : عامة، هذا عام، في بعض الروايات كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا. السائل : وكيف عرف ... التسليم وكيف ... . الشيخ : أيه التسليم السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته هذا التسليم. السائل : هذا يعرفون والصلاة ما يعرفون؟ الشيخ : ما يعرفون، ... هم يريدون صفة من جنس صفة السلام، وإلا كلّ يعرف أن يقول اللهم صل على محمد.
حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربةً إليك يوم القيامة )
القارئ : حدثنا أحمد بن صالح، قال حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: ( اللهم فأيما مؤمن سببته، فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة ) . الشيخ : الله أكبر، الترجمة لا تتطابق مع الحديث الذي ساقه المؤلف، وكما أسلفنا أن البخاري رحمه الله قد يشير بالترجمة إلى حديث ليس على شرطه فلعله يشير إلى حديث ليس على شرطه، لكن ما ذكره من الحديث قريب منه. ( أيما مؤمن سببته ) يعني ذكرته بما يسوؤه في حضرته، لأن ذكر الإنسان بما يسوؤه وهو غائب يُسمّى غيبة، وذكره بما يسوؤه وهو حاضر يُسمّى سبا. ( فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة ) قربة إليك بالنسبة لهذا الذي وقع عليه السب يوم القيامة، وإنما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بهذا لأن سب النبي صلى الله عليه وسلّم للرجل ليس كسب غيره، إذ أن سب النبي صلى الله عليه وسلّم للرجل عظيم وينال الرجل من المعرّة أكثر مما يناله فيما لو سبّه غير النبي صلى الله عليه وسلّم. نعم. عبد المنان.
هل يتوقع أن النبي صلى الله عليه وسلم أن يسب أحد وهو لم يكن فاحش ؟
السائل : ... البخاري. الشيخ : إيش؟ السائل : الحديث ... النبي صلى الله عليه وسلم يؤذي أحدا ... فإنه إن لم يكن ... . الشيخ : قد يكون هذا، لأنه ليس من طبيعته الفحش، لكن أحيانا ربما يرد هذا. السائل : ... . الشيخ : أقول ليس من طبيعته الفحش، وفرق بين الإنسان الذي طبيعته وسجيته الفحش، والإنسان الذي قد يفحش مرة واحدة، هذا أحيانا يقع، ولكنه ليس هذا من خلقه. السائل : بس ما تُنافي العصمة. الشيخ : نعم؟ إيش؟
بعض العامة إذا أراد أن يقول قول ونسي قال اللهم صل على محمد هل يصح هذا ؟
السائل : ... بعض العامة إذا أراد أن يقول قولا ثم نسيه يقول اللهم صل على محمد. الشيخ : إيه. السائل : شو رأيكم؟ الشيخ : أن العامة الذي أنا أعرفه أنه إذا غضب الإنسان ولج في السب قيل يا فلان صل على النبي، أما إذا نسي ما أذكر. هل أحد؟ السائل : ... . الشيخ : حتى إذا نسي؟ السائل : ... . الشيخ : الذي نعرف إنه يقول إذا نسيت اذكر الله. السائل : ... . الشيخ : هؤلاء أخذوها من قوله (( وَاذكُر رَبَّكَ إِذا نَسيتَ )) ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلّم مالها، أقول هذه بدعة ما تُقال. نعم عبد الرحمان؟ السائل : شيخ ... فقال يكتب في الكتابة صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا ... . الشيخ : شلون؟ السائل : أوقات ... يكتب يكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم يكتبها كتابة ولا ينطقها هل تكون صلاة؟ الشيخ : إيه ما تقولون؟
رجل كتب : قال النبي صلى الله عليه وسلم هل يكون كالذي لفظ بها ؟
الشيخ : رجل كتب: قال النبي صلى الله عليه وسلّم وكتبها هل يكون كالذي لفظ بها؟ الظاهر نعم، الظاهر إنها نعم لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ) فجعل الكتابة بمنزلة الإقرار، وكذلك قال أهل العلم لو كتب الرجل طلاق امرأته بما يتبيّن به الكتابة وقع الطلاق، فجعلوا الكتابة كالنطق. نعم.
حدثنا حفص بن عمر حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه المسألة فغضب فصعد المنبر فقال ( لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم ) فجعلت أنظر يميناً وشمالاً فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي فإذا رجل كان إذا لاحى الرجال يدعى لغير أبيه فقال يا رسول الله من أبي قال ( حذافة ) ثم أنشأ عمر فقال رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً نعوذ بالله من الفتن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط إنه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما وراء الحائط ) وكان قتادة يذكر عند هذا الحديث هذه الآية (( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ))
القارئ : حدثنا حفص بن عمر، قال حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه: أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى أحفوه المسألة، فغضب فصعد المنبر، فقال: ( لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بيّنته لكم ) فجعلت أنظر يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي، ... رجل كان إذا لاحى الرجال يُدعى لغير أبيه، فقال: يا رسول الله من أبي؟ قال: ( حذافة ) ، ثم أنشأ عمر فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلّم رسولا، نعوذ بالله من الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط، إنه صوّرت لي الجنّة والنار، حتى رأيتهما وراء الحائط ) . الشيخ : الله أكبر. القارئ : وكان قتادة، يذكر عند هذا الحديث هذه الأية: (( يا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا لا تَسأَلوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم )) . الشيخ : قال المؤلف باب التعوّذ من الفتن، يعني إنه ينبغي للإنسان أن يستعيذ بالله من الفتن، وقد أمرنا أن نستعيذ بالله من الفتن في كل صلاة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إذا تشهّد أحدكم التشهّد الأخير فليقل: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) . والفتنة تكون فتنة لشبهة تعرض للإنسان فيلتبس عليه الحق ولا يعرفه، أو تكون لشهوة أي لهوى يعصف بالإنسان ويخطئ وهو يعلم أنه مخطئ، فالأولى شبهة في العلم، والثانية شبهة في القصد، والإنسان دائر بين الأمرين، لا يفتتن في دينه إلا لهذين السببين، إما جهل، وإما هوى، فتجده مثلا في الجهل يفعل الخطأ وهو لا يدري أنه خطأ، وتجده في الهوى يفعل الخطأ وهو يعلم أنه خطأ، وكلا الأمرين إن لم يعصمك الله منهما فإنك تهلِك. وفي هذا الحديث دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يُلحف في المسألة لاسيما في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم فإن النبي صلى الله عليه وسلّم مشرّع، قد تحرم المسألة من أجل سؤال السائل فيكون أعظَم الناس جُرْما، أما بعد وفاته فكذلك لا ينبغي للإنسان أن يلحف في المسألة إلا رجلا وقعت به نازلة فيسأل عنها، أو يتوقع أن تنزل به نازلة فيسأل عنها، ورجلا يتعلّم العلم فيبحث ويسأل من أجل تعلّم العلم، فالأول الذي نزلت به النازلة أو صار يتوقعها محتاج إليها بنفسه، والثاني محتاج إليها لغيره. وفي هذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلّم لما ألحفوه في المسألة كأنه عليه الصلاة والسلام خاف أن يكون هذا الذي وقع منهم عن شك فغضب، غضب عليهم عليه الصلاة والسلام وصعد المنبر، وقال: ( لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بيّنته لكم ) وهذا شبه تحدّي لهم حيث ألحفوه وأتعبوه بالمسألة فقال هذا الكلام، ولهذا انتقدوا على أنفسهم ووبّخوا أنفسهم توبيخا فعليا، صار كل واحد لفّ رأسه في ثوبه، تغطّى هكذا، وجعلوا يبكون رضي الله عنهم فندموا على ما فعلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الندم، يقول أنس: جعلت أنظر يمينا وشمالا فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي. ولما قال صلى الله عليه وسلّم: ( لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بيّنته لكم ) استغل رجل هذا الكلام، رجل كان الناس يدعونه لغير أبيه، يعني يقول ابن فلان وهو ما هو، وليس أبا له، فاستغل هذا الكلام من الرسول صلى الله عليه وسلّم فقال: من أبي؟ قال: ( أبوك حذافة ) ، أخبره بأبيه عن طريق الوحي، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد لا يكون علم هذا. ثم أنشأ عمر هذا الكلام الذي لا يُمكن أن يُنازعه فيه أحد، قال: " رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا " يعني فلا نسأل بل نحن راضون بالله ربا هو الذي يحكم فينا، وبالإسلام دينا لا نتجاوزه، وبمحمد رسولا، فقرّر رضي الله عنه ما يجب على كل مسلم وهو الرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلّم رسولا. وقال: " نعوذ بالله من الفتن " خاف أن تكون هذه الأسئلة التي ألحفوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بها خاف أن تكون من الفتن، ربما ينزل أشياء ما كانوا يتوقعونها بسبب هذه الأسئلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط ) لأنه رأى شيئا عظيما كما رءاه حين كان في صلاة الكسوف، لكنه في صلاة الكسوف رأى الجنّة والنار بين يديه حتى إنه تأخّر، خوفا من لفح النار، وتقدّم ليأخذ من العنب الذي رءاه في الجنّة، أما هذا فيقول: ( صُوّرت لي الجنّة والنار، حتى رأيتهما وراء الحائط ) يعني ما كانت بين يديه كما كانت في صلاة الكسوف. والله أعلم. نعم.
السائل : بعض الناس يقول صل على طه، ... . الشيخ : صل على طه؟ السائل : إيه. الشيخ : قل له طه حروف هجائية يا أخي. السائل : ... يعتقد .. الشيخ : إذا قال لك صل على طه قل له طه حروف هجائية في القرءان. السائل : بس ... إنه النبي. الشيخ : إنه نبي؟ إيه، إيش تقولون في هذا؟ نعم بعض العلماء قال إن من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلّم طه، نعم، وأظن بعضهم قال من أسمائه يس، وعلى قاعدتهم نقول من أسمائه نون، لأن الله قال: (( ن وَالقَلَمِ وَما يَسطُرونَ * ما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبِّكَ )) ، نعم. السائل : ... . الشيخ : ما فيها يا أخي ... لكن كل الحروف على قاعدتهم، كل الحروف الهجائية على قاعدتهم إذا كان بعدها خطاب للرسول فهي من أسمائه. ولكني أقول إن طه ليست من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلّم ولا يس ولا ن ولا غير ذلك من الحروف الهجائية التي في القرءان. أي نعم. نعم. ما أخذت سؤال؟
السائل : ... وراه ... اللهم صل على محمد. يعني هل يصلي الصلاة هذه ال ... أم ... اللهم صل على محمد؟ الشيخ : يكفي اللهم صل على محمد. يكفي. السائل : لو صلى الطويل هذه؟ الشيخ : ما فيه مانع. أي نعم، أخذنا ثلاثة أسئلة ..
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة ( التمس لنا غلاماً من غلمانكم يخدمني ) فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل فكنت أسمعه يكثر أن يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ) فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر وأقبل بصفية بنت حيي قد حازها فكنت أراه يحوي وراءه بعباءة أو كساء ثم يردفها وراءه حتى إذا كنا بالصهباء صنع حيساً في نطع ثم أرسلني فدعوت رجالًا فأكلوا وكان ذلك بناءه بها ثم أقبل حتى إذا بدا له أحد قال ( هذا جبل يحبنا ونحبه ) فلما أشرف على المدينة قال ( اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به إبراهيم مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم )
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب: أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأبي طلحة: ( التمس لنا غلاما من غلمانكم يخدمني ) ، فخرج بي أبو طلحة يُردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم كلما نزل، فكنت أسمعه يُكثر أن يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل، والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال ) . فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر، وأقبل بصفية بنت حيي قد حازها، فكنت أراه يحوّي وراءه بعباءة أو كساء ثم يُردفها وراءه، حتى إذا كنا بالصهباء صنع حيسا في نطع، ثم أرسلني فدعوت رجالا فأكلوا، وكان ذلك بناءه بها، ثم أقبل حتى بدا له أحد، قال: ( هذا جبل يحبنا ونحبه ) ، فلما أشرف على المدينة قال: ( اللهم إني أحرّم ما بين جبليها ) . الشيخ : جبليها. القارئ : ( ما بين جبليها مثل ما حرّم إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدّهم وصاعهم ) . الشيخ : اللهم صلي وسلم عليه، هذا التعوّذ من غلبة الرجال، من غلبة الرجال يعني أن يغلبوه لأن غلبة الرجال قهر للإنسان سواء غلبوا بحق أو بغير حق، لكن إذا غلبوا بغير حق صار ذلك أشدّ وأعظم، لأنهم أثّروا على هذا المغلوب من وجهين من وجه الغلبة، ومن وجه الظلم، وإذا كان بحق، فالغلبة لا يريدها أحد، فكان من المشروع أن يتعوّذ الإنسان من الغلبة. ثم ذكر هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال لأبي طلحة: ( التمس لنا غلاما من غلمانكم يخدمني ) ، يعني أنس بن مالك، وقد سبق أن أم سليم جاءت به إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ليخدمه، ولا منافاة لأنه يُمكن أن يكون أبو طلحة جاء به ويمكن أيضا أن تكون أم سليم جاءت به من باب التأكيد، أو لم تعلم بأن أبا طلحة فعل ذلك. وفيه دليل على أنه ينبغي أن يستعيذ الإنسان بهذا الشيء، أن يستعيذ بالله من هذا الشيء ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل ) الهم للمستقبل، والحزَن لإيش؟ السائل : ... . الشيخ : للماضي. والإنسان فيما يسوؤه في زمن بين زمنين، إما زمن لاحق وإما زمن سابق، فالذي يسوؤه في الزمن السابق يُحدث له حزنا، والذي يسوؤه في الزمن المستقبل ويخاف منه يُحدث له هما، فجمع النبي عليه الصلاة والسلام بين الأمرين. وأما العجز والكسل فالعجز هو عدم القدرة، والكسل عدم العزيمة، والإنسان لا يفعل الشيء إلا بأمرين: بعزيمة صادقة وقدرة كاملة، فإن لم يكن لديه عزيمة لم يفعل، وإن كان عنده عزيمة ولكنه عاجز لم يفعل، فجمع النبي صلى الله عليه وسلّم بينهما. طيب العجز يا صامت؟ السائل : العجز ... . الشيخ : ما هو العجز؟ السائل : العجز عدم القدرة. الشيخ : نعم، والكسل؟ السائل : والكسل عدم العزيمة. الشيخ : عدم العزيمة، وءادم ماذا يقول؟ السائل : نعم. الشيخ : أه؟ السائل : صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب ( لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ ) وَقَالَ وَهْبٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ. الشيخ : هذا الحديث … من الذي قبله يعني معناه إن الإنسان إذا أصيب بمكروب فإنه يذكر الله السائل بهذا الذكر ( لا إله إلا الله العظيم الحليم ) فيتوسل إلى الله بعظمته وحلمه إلى إزالة هذا الكرب لأن هذا ذكر وثناء يتضمن الدعاء.