باب : الدعاء برفع الوباء والوجع
تتمة شرح حديث سعد وفوائده .
القسم الأول: أن يقول ذلك على سبيل التوجع والتشكي فهذا يُنافي الصبر، لأن الصبر الجميل صبر بلا شكوى، وأنت إذا شكوت إلى ابن ءادم فإنه من سفهك، كما قال الشاعر:
" وإذا شكوت إلى ابن ءادم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم "
إذا أردت أن تشكو فاشكو إلى من؟ إلى الله الذي يرحمك أما أن تشكو إلى الخلق فإن الخلق إما أن يرحموك، وإما أن يشمتوا بك.
وتارة يكون المراد بالإخبار الإخبار بالواقع، من أجل أن يطمئن المخبَر ويعرف الأمر على حقيقته، وهذا كما يخبر به الإنسان أقاربه وأصحابه وأصدقاءه.
وتارة يخبر بالمرض الذي أصابه للحاجة، كما لو وصف نفسه للطبيب من أجل تشخيص المرض، لأن الطبيب إذا لم يخبَر بأعراض المرض لا يمكن أن يعرف المرض ثم ينتقل إلى معالجته ودوائه.
ومن الحاجة ما ذكره سعد بن أبي وقاص لرسول الله صلى الله عليه وسلّم لأنه أخبره بهذا ليستشيره فيما يفعل، ولهذا قال له: وأنا ذو مال. ... أقسام الإخبار بالمرض؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : لا الأن، إلي قلناه الحين، ما هو بالأسبوع الماضي، هذا الدرس الحاضر، أه؟ ما تدري، وين أنت؟ طيب، محمد خزرجي؟
السائل : الأول أن يخبر على سبيل التشكي والتوجع، هذا منافي للصبر.
الشيخ : نعم.
السائل : الحالة الثانية أن يخبر بذلك ليطمئن المخبَر.
الشيخ : نعم.
السائل : الحالة الثالثة أن يخبر على سبيل، للحاجة.
الشيخ : للحاجة.
السائل : كيشكو للطبيب.
الشيخ : يخبر الطبيب بما أصابه من المرض لأجل أن يشخصه له، طيب، أحسنت.
السائل : ... .
الشيخ : الأول ... الأول هو الأول. طيب.
يقول: وأنا ذو مال، التنكير هنا للتكثير، التنكير للتكثير ويأتي التنكير للتكثير يا هداية الله؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : يعني يفيد العموم.
الشيخ : يعني ذو مال كثير. ( ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة ) يعني لا يرثني من الأولاد إلا ابنة لي واحدة فقط، في ذلك الوقت ما له إلا بنت واحدة، وبقية المال سوف يكون للعصبة.
" أفأتصدّق بثلثي مالي؟ " يعني اثنين من ثلاثة، قال: ( لا ) ، قلت: فبشطره؟ قال: ( الثلث كثير ) ، لكن في بعض ألفاظ هذا الحديث: قلت بشطره؟، قال: ( لا ) ، قلت: ( بثلثه؟ ) ، قال: ( الثلث، والثلث كثير ) فذكر الثلثين ثم النصف، ثم الثلث، ومع هذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( الثلث كثير ) ، وفي هذا إشارة إلى أن الأولى أن ينقص عن الثلث، ولهذا اختار أبو بكر رضي الله عنه أن يوصي بالخمس، وسلك فقهاء الحنابلة هذا المسلك وقالوا ينبغي للإنسان أن يوصي بالخمس.
والعجيب أن جميع كتّاب الوصايا التي اطلعت عليها، كلهم يكتبون الثلث، الثلث الثلث، يندر أن تمر بك وصية يكون الإنسان أوصى فيها بالخمس.
والحقيقة أن على أهل العلم مسؤولية في هذه المسألة، لأن العامي عامي، والإنسان إذا أدبر على الدنيا صار بخيلا بها، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا تُمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان ) ، لو أن طلبة العلم الذين يكتبون الوصايا ينبّهون الموصي، يقول يا أخي أنت تريد الأفضل؟ اجعل الوصية بالخمس، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم ما رخّص في الثلث إلا على إغماض، ولهذا أشار إلى أن الأفضل أن ينقص فقال: ( الثلث والثلث كثير ) ، وكان ابن عباس يقول رضي الله عنه لو أن الناس غضّوا من الثلث إلى الربع لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( الثلث والثلث كثير ) ، لكن أبا بكر اختار الخمس وقال: أختار ما اختاره الله لنفسه (( وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ )) .
ثم قال: ( إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة ) أن بالفتح وإلا بالكسر؟ قال بعضهم إن فيها روايتين، الفتح والكسر، أما الفتح فعلى أنها بدل من الضمير إنك، بدل من الضمير وهذا البدل يُسمّى بدل الاشتمال، قال ابن مالك في البدل:
" مطابقا أو بعضا أو ما يشتمل عليه يُلفى أو كمعطوف ببل "
فهو بدل اشتمال.
والوجه الثاني إن تذر تكون إن شرطية، وإذا جعلنا إن شرطية أشكل علينا جواب إن الشرطية، أين هو؟
السائل : خير.
الشيخ : خير لكن.
السائل : ... .
الشيخ : على تقدير محذوف: ( إنك إن تذر ورثتك أغنياء فهو خير ) ، فيكون المبتدأ في جملة الجواب محذوف، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام عليه.
السائل : ... .
الشيخ : لا لفظ ... معنى. ... إنه ... معنى.
بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين. في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال له: ( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها ) نفقة عامة لأنها جاءت في سياق النفي وهي نكرة فتفيد العموم ولكن اشترط صلى الله عليه وسلّم أن يكون يبتغي بها وجه الله، أي يبتغي بها الوصول إلى الجنّة الذي يحصل به النظر إلى وجه الله عز وجل لأن المؤمنين يرون ربهم في الجنّة. يعني.
وقوله: ( إلا أجرت عليها ) أي أعطيت عليها أجرا، ومعروف أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف -سامي- إلى أضعاف كثيرة.
وقوله: ( حتى ما تجعله في في امرأتك ) في الثانية اسم وليست حرف جر، لكنها من الأسماء الخمسة فتُجرّ بالياء، والأسماء الخمسة هي؟ أنت؟ أي أنت.
السائل : الأسماء الخمسة؟
الشيخ : نعم. يلا بخاري؟
السائل : أبوك، ... .
الشيخ : هذه ثلاثة.
السائل : أخوك.
الشيخ : أعد من أول؟
السائل : أخوك.
الشيخ : أبوك.
السائل : أبوك.
الشيخ : أه؟
السائل : حموك.
الشيخ : أه؟
السائل : وأخوك.
الشيخ : أه؟
السائل : أخوك.
الشيخ : أه؟
السائل : ذو معنى.
الشيخ : ذو معنى، خمسة، طيب فوك هي في لكنها جُرّت بالياء، وفيها لغة إبدالها ميما إبدال الياء ميما يعني في فم امرأتك، وهي لغة عربية صحيحة و ( حتى ما تجعله ) هذه حتى للغاية، في أدنى شيء، يعني حتى الشيء الذي تفعله معاوضة وهو الإنفاق على الزوجة فإنك تؤجر عليه، مع أن الإنفاق على الزوجة واجب في مقابل الاستمتاع بها.
ثم قال: " قلت أخلف بعد أصحابي؟ " هذا استفهام خوف، استفهام يقصد به الخوف، - ... كتاب زين – استفهام يقصد به الخوف، يعني هل أخلف؟ يعني خاف أن يخلّف بعد أصحابه. ومعنى التخليف هنا أن يموت في مكة، وكانوا يكرهون أن يموت المهاجر من مكة في مكة، لأنها بلاد -انتبه يا أخ- لأنها بلاد خرجوا منها لله فكرهوا أن يعودوا فيها، ولهذا يحرم على المهاجر من مكة أن يبقى فيها أكثر من ثلاثة أيام لغير نسك.
وقوله: " أخلف بعد أصحابي " يعني إيش؟ أخلّف في مكة فأموت وقد خرجت منها مهاجرا، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام مطمئنا إياه: ( إنك لن تخلف ) يعني لن تبقى في مكة، ( فتعمل عملا تبتغي به وجه الله، إلا ازددت به درجة ورفعة ) الحمد لله، يعني حتى لو فرض أنك خلفت ولم تتمكن من الخروج مكة ولكنك تعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة، يعني أن ذلك لا يعوقك عن رفع الدرجات.
ثم قال له صلى الله عليه وسلّم: ( ولعلك تخلّف ) تخلّف الثانية غير معنى تخلّف الأولى، تخلف أي تبقى ولا تموت في مكة، ( حتى ينتفع بك أقوام ويُضرّ بك ءاخرون ) وصدق ما توقعه النبي عليه الصلاة والسلام فإن سعد بن أبي وقاص بقي خلّف عمّر، وأجرى الله على يديه من الفتوحات في المشرق ما هو معلوم في السيرة النبوية، فضرّ الله به أقواما ونفع ءاخرين، ضرّ به من؟
السائل : ... .
الشيخ : الكفار، ونفع به المسلمين، وهذا من ءايات النبي صلى الله عليه وسلّم فإنه صدق ما توقعه فخلّف سعد، وانتفع به أقوام وضُرّ به ءاخرون، وخلّف أولادا كثيرين يزيدون على العشرة، وكان بالأول ما عنده إلا بنت.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردّهم على أعقابهم ) دعا الله عز وجل أن يُمضي لأصحابه هجرتهم وأن لا يردّهم على أعقابهم فيبقوا في البلاد التي هاجروا منها، ويحتمل ما هو أعمّ من ذلك، أن لا يردّهم على أعقابهم أي إلى الكفر بعد الإيمان كما قال الله تعالى: (( أَفَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلى أَعقابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئًا )) .
ثم قال: ( لكن البائس سعد ابن خولة ) يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلّم من أن توفي بمكة، البائس يعني الذي لم ينل ما يريد، سعد ابن خولة رضي الله عنه أحد المهاجرين قضى الله أن يموت في مكة فرثى له النبي صلى الله عليه وسلّم يعني توجّع له، لأنهم كانوا كما قلت يحبون أن لا يموت أحد من المهاجرين في مكة ولكن هذا الأمر بيد الله عز وجل، ليس إلى الشخص، قال الله تعالى: (( وَما تَدري نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَموتُ )) يوجد بعض الناس يكره أن يسافر إلى بلد ما ثم يقدّر الله له أن يموت فيها
" ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها "
ولكن مع ذلك لا مانع أن نقول لشخص ابتلي بأمر من الله ليس له به طاقة إنه بائس، قال الله تعالى: (( وَأَطعِمُوا البائِسَ الفَقيرَ )) والإنسان يختار الفقر وإلا لا؟
السائل : ... .
الشيخ : ما يختار الفقر، لا يختار الفقر، الفقر بيد من بيده كل شيء عز وجل.
المهم هذا الحديث فيه فوائد كثيرة، وأحب أن ينتدب منكم واحد لاستنباط فوائده، بشرط أن لا يكون في ذلك تكلّف، وشرط ءاخر أن الفائدة إذا كانت خفية فليذكر وجه استنباطها من الحديث، نعم، ولعلكم تكونون كما فعل الشافعي لا تنامون الليلة فتستخرجون من هذا الحديث -نعم- ءالاف الفوائد، لأنه استخرج من حديث واحد ( يا أبا عمير ما فعل النغير ) قيل إنه استخرج أربعمائة فائدة، ونحن نريد منكم، هذا يزيد على حديث ( يا أبا عمير ) أه؟ ما هو الضعف، خمسة أضعاف، فإذا ضربنا أربعمائة في خمسة تكون ألفين. طيب، من؟ إيه، بدون تعاون وإلا مع التعاون؟ أه؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : لا، لا أنا أشير عليهم، الرجوع للكتب من أول وهلة خطأ، يعني معناه إنه الإنسان ينقل، أشير عليهم إن الواحد يجلس ويستنبط هو بنفسه الفوائد فإذا عجز يعني وصل الغاية يرجع إلى الكتب ... طيب وسامي؟
السائل : ... .
الشيخ : عبد الله ابن؟
...
الشيخ : ... لا غلط ... .
السائل : ... .
الشيخ : لا لا ... متى تأتون بها؟ طيب. ما قرءانا يا محمد. نعم؟
السائل : إنك أن تذر يا شيخ ... .
الشيخ : أه؟
السائل : إنك أن تذر.
الشيخ : إيه.
السائل : تكلمت عليه في الإعراب وإلا تم الكلام؟
الشيخ : كيف؟ إلا، قلنا إنها بدل اشتمال على فتح أن، وشرطية على كسر أن، إن تذر، وقلنا إذا كانت شرطية فخير خبر مبتدأ محذوف، وهذا المبتدأ المحذوف جملته جواب الشرط. أي نعم. نعم.
باب : الاستعاذة من أرذل العمر، ومن فتنة الدنيا ومن فتنة النار
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الحسين عن زائدة عن عبد الملك عن مصعب بن سعد عن أبيه قال تعوذوا بكلمات كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهن ( اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من البخل وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر )
الشيخ : سبق الكلام عليها هذه؟ نعم؟ طيب. الجبن يا هداية الله ما هو؟
السائل : الجبن هو ... .
الشيخ : إيش؟
السائل : البخل بالبدن يعني ما يفيد ... الناس بالبدن.
الشيخ : إيه يعني الشح بالبدن؟
السائل : ... الشح.
الشيخ : إيه، طيب. شاكر؟ البخل؟
السائل : الشح بالمال ... .
الشيخ : والبدن؟ إيه، كيف بالبدن؟
السائل : الشح بالمال.
الشيخ : إيه، الشح بالمال، ضده الكرم، والأول الجبن ضده الشجاعة.
( من أن أرد إلى أرذل العمر ) ما هو أرذل العمر؟
السائل : أرذل العمر ... الإنسان يعني.
الشيخ : أنقصه، هذا أرذل العمر.
السائل : يبلغ مثلا ... .
الشيخ : أقول فسّر الكلمة أول، أرذل العمر يعني؟ لا، أنقص العمر من حيث المعنى والإحساس والعقل. مثل؟
السائل : مثل أن يبلغ الإنسان ... العمر تسعين سنة أو مائة سنة ... .
الشيخ : ويضيع فكره. طيب، وقلنا ربما يحمل أيضا على ما لو حدث له حادث فأضاع فكره هذا أيضا أرذل العمر. هذا من أرذل العمر. طيب.
( فتنة الدنيا وعذاب القبر ) سبق أن فتنة الدنيا هي مدارها على؟
السائل : ... .
الشيخ : لكن وش؟ مدارها على إيش؟ على شبهة.
السائل : على شبهة أو الشهوة.
الشيخ : أو الشهوة، الشهوة يعني الهوى. طيب، المؤلف يقول: فتنة النار، البخاري، هل للنار فتنة؟ خالد؟ هل للنار فتنة؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : ما هي؟
السائل : ... الله عز وجل (( يوم هم على النار يفتون )) . النار لها فتنة.
الشيخ : إيه، وش المراد المراد به؟
السائل : ... المراد بالنار أي ما يصيبهم من عذابها وحرها وسمومها.
سائل آخر : أسباب الفتنة بالنار ... .
الشيخ : الفتنة التي يدخل بها النار. طيب. نعم.
4 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الحسين عن زائدة عن عبد الملك عن مصعب بن سعد عن أبيه قال تعوذوا بكلمات كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهن ( اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من البخل وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر ) أستمع حفظ
حدثنا يحيى بن موسى حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب )
الشيخ : سبق الكلام عليها إلا فتنة المسيح الدجال فذكرنا أنها تكلمنا عليها في إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : في شرح "زاد المستقنع". طيب.
5 - حدثنا يحيى بن موسى حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ) أستمع حفظ
في الحديث الأول ( ونقني من الخطايا ) وفي هذا الحديث ( ونق قلبي ) لماذا خص القلب ؟
الشيخ : نعم.
السائل : يعني الفرق؟
الشيخ : وشلون الفرق؟
السائل : يعني ... القلب.
الشيخ : إيه وهناك؟
السائل : ... .
الشيخ : هناك؟ حديث عائشة ... .
السائل : ... .
الشيخ : حديث عائشة ما ... . نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : المقصود يا شيخ.
الشيخ : لكن على كل حال في حديث أبي هريرة في الاستفتاح: ( نقني ) .
السائل : ... .
الشيخ : لا فرق.
السائل : ... .
الشيخ : إلي أمس؟ لا لا ( نق قلبي ) السابق ( نق قلبي ) .
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : لا.
السائل : ما ... .
الشيخ : شرحناها، شرحناها يا ءادم. نعم؟
السائل : ... القلب؟
الشيخ : أقول لأن القلب هو الذي تؤثر فيه الخطايا. نعم.
السائل : شيخ أحسن الله إليكم، هو أنه بعد أن، وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ... أحد المهاجرين على باقي ... .
الشيخ : نعم.
السائل : في مصلحة عامة.
الشيخ : نعم.
السائل : غير ... . هل يريد هذا مصلحة ... يرجع ... يعني أن ... المصلحة.
الشيخ : أما الحديث عام. الحديث إن الرسول ما أذن أكثر من ثلاث ... المهاجرين.
ألا يقاس عليه أن كل من ترك شيئاً لله لا يجوز أن يعود إليه ؟
الشيخ : أما المال فلا يمكن الرجوع فيه، وحديث عمر رضي الله عنه في قصة الفرس الذي حمل عليه في سبيل الله فأضاعه الذي أعطاه إياه، فأراد أن يشتريه فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم: ( لا تعد في صدقتك ولو أعطاكه بدرهم ) . أما الأرض فهو مادام السبب باقيا فلا شك في أنه لا يجوز الرجوع، لكن إذا عادت بلاد إسلام هذا هو محل الإشكال. أما المهاجرون من مكة فلا يرجعون بنص الحديث، وغيرهم محل نظر. نعم.
باب : الاستعاذة من فتنة الغنى
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا سلام بن أبي مطيع عن هشام عن أبيه عن خالته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ ( اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار ومن عذاب النار وأعوذ بك من فتنة القبر وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة الغنى وأعوذ بك من فتنة الفقر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال )
9 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا سلام بن أبي مطيع عن هشام عن أبيه عن خالته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ ( اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار ومن عذاب النار وأعوذ بك من فتنة القبر وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة الغنى وأعوذ بك من فتنة الفقر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ) أستمع حفظ
باب : التعوذ من فتنة الفقر
حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم )
الشيخ : طيب نشوف حديث عائشة الأن من الناحية الحديثية، حديث عائشة أظنه بدأ من باب التعوّذ من المأثم والمغرم، كذا؟ أو من قبل؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم، طيب، من هنا. مداره على من؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : هشام بن عروة.
الشيخ : هشام بن عروة، كل الاختلافات هذه من بعد هشام، فمثلا وهيب عن هشام. وبعده؟
السائل : ... .
الشيخ : الثاني.
السائل : ... .
الشيخ : كيف؟
السائل : ... .
الشيخ : باب التعوذ من المأثم والمغرم فيه وهيب عن هشام. وش بعده؟
السائل : ... .
الشيخ : في أي باب؟
السائل : باب الدعاء ... .
الشيخ : لا لا، لا، فيه بعدها.
السائل : باب ... .
الشيخ : باب الاستعاذة من أرذل العمر، وكيع حدثنا هشام. وفيه أبو معاوية، باب التعوذ من فتنة القبر فيه، أبو معاوية. مما يدل على أن الرواة كانوا يروون الأحاديث بالمعنى، وإلا فالظاهر إن عائشة رضي الله عنها أخبرت بالحديث على وجه واحد، هذا هو الظاهر، ومن بعدها لعلهم هم الذين يحكونها، ويحتمل أيضا أن من بعد هشام هم الذين اختلفوا لأن هشام اتفق الرواة على أنه يخرّجونه عنه، فيكون الخلاف ممن بعد هشام لأنه يبعد إن هشام يحدّث به تارة كذا وتارة كذا، وهو من الثقات الأثبات، فالظاهر والله أعلم أنه ممن بعده، لكنه يدل على أن المحدّثين يروون الأحاديث بالمعنى. أي نعم.
السائل : شيخ؟
الشيخ : أخذنا يا أخي.
السائل : ... حديث ... .
الشيخ : نعم كيف؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه بعد الدعاء بكثرة المال.
11 - حدثنا محمد أخبرنا أبو معاوية أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم ) أستمع حفظ
باب : الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس عن أم سليم أنها قالت يا رسول الله أنس خادمك ادع الله له قال ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ) وعن هشام بن زيد سمعت أنس بن مالك مثله
13 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس عن أم سليم أنها قالت يا رسول الله أنس خادمك ادع الله له قال ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ) وعن هشام بن زيد سمعت أنس بن مالك مثله أستمع حفظ
حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنساً رضي الله عنه قال قالت أم سليم أنس خادمك قال ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته )
حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع، قال حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنساً رضي الله عنه قال: قالت أم سليم: أنس خادمك ادع الله له، قال ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ) .
الشيخ : طيب.
14 - حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنساً رضي الله عنه قال قالت أم سليم أنس خادمك قال ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ) أستمع حفظ
فوائد الحديث في الرواية الثانية .
السائل : ... .
سائل آخر : التصريح بالسمع.
الشيخ : أه؟
السائل : التصريح بالسمع.
الشيخ : إيه تصريح قتادة بالسماع، لأن قتادة رحمه الله فيه شيء من التدليس لكن مع ذلك ما رواه البخاري ومسلم عنه بلفظ العنعنة فهو محمول على السماع لأن هذا هو مقتضى شرط البخاري ومسلم، فما روي في البخاري ومسلم عن قتادة بلفظ العنعنة فإنه محمول على السماع فلا يطعن فيه. نعم.
استدل بعضهم بحديث سعد بأن الإنسان لايجوز له أن ينفق في سبيل الله إلا ثلث ماله أو قيمة معينة والآية (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا )) والبعض يقول حتى لو أنفق ماله كله في سبيل الله فهذا لا يعتبر إسراف فما الصحيح ؟
الشيخ : وش تقولون هذا؟ مر علينا هذا؟
السائل : ... .
الشيخ : لا، مر علينا.
السائل : في الشرح.
الشيخ : قريبا، ما هو بشرح حديث سعد، مر علينا قريبا وذكرنا فيه التفصيل في هذا.
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم، اطلبه من الأشرطة.
السائل : ما ... .
سائل آخر : والشريط له شرح.
الشيخ : أما حديث سعد فإنه في الوصية أو في التبرّع في حال المرض، فهذا ليس له إلا الثلث بالاتفاق، إذا كان مرض الموت المخوف، أو كان وصية، فليس له إلا الثلث بالاتفاق.
أما إذا كان الإنسان صحيحا أو مريضا مرضا لا يخشى منه الموت فإنه حر في ماله لو أنفقه كله، لكن مع ذلك الناس يختلفون والأحوال تختلف أيضا فبحال الضرورة يمكن أن نطلب من إنسان أن ينفق أكثر، وفي حال السعة ينفق أقل، وكذلك حال الإنسان المعروف بقوة توكّله واكتسابه أيضا بيده نقول لا حرج أن تنفق مالك كله، والمعروف بخلاف ذلك نقول لا تُنفق مالك كله، الناس يختلفون. نعم.
16 - استدل بعضهم بحديث سعد بأن الإنسان لايجوز له أن ينفق في سبيل الله إلا ثلث ماله أو قيمة معينة والآية (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا )) والبعض يقول حتى لو أنفق ماله كله في سبيل الله فهذا لا يعتبر إسراف فما الصحيح ؟ أستمع حفظ
إذا كتب في الوصية في مرض موته أكثر من الثلث وتوفى ؟
الشيخ : ما له إلا الثلث، لأن الوصية ما تكون إلا بعد الموت. خالد؟
كيف نجمع بين التعوذ من الغنى وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأنس بكثرة المال ؟
الشيخ : نعم، ما تعوّذ من الغنى، فتنة الغنى، النبي صلى الله عليه وسلّم إنما تعوّذ من فتنة الغنى، واللفظ الثاني بعد: ( من شر فتنة الغنى ) ، أي نعم، فرق بين التعوّذ من الغنى أو من فتنته. نعم.
باب : الدعاء عند الاستخارة
الشيخ : إيش؟
القارئ : باب الدعاء عند الاستخارة.
الشيخ : نعم.
حدثنا مطرف بن عبد الله أبو مصعب حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ثم يقول اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاقدره لي وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ويسمي حاجته )
الشيخ : هذا الدعاء عند الاستخارة. الاستخارة هي طلب خير الأمرين، والإنسان في أفعاله إما أن يتبيّن له خير الأمرين فيفعله ولا يحتاج إلى استخارة، وإما أن يتردّد ويُشكل عليه الأمر فحينئذ يحتاج إلى استخارة لأنه لا يدري ما خير الأمرين، وإنما العالم بذلك هو الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلّم يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلها، كالسورة من القرءان " إلى ءاخره.
قوله: " في الأمور كلها " يعني التي نطلب فيها خير الأمرين، أما التي يتبيّن لنا فيها خير الأمرين فلا حاجة إلى الاستخارة، ولهذا لا شك أننا كلنا نهم بالصلاة، نهم أن نصلي العشاء، نصلي الفجر، وهل يُطلب منا أن نستخير؟ ليش؟
السائل : ... .
الشيخ : قد عرفنا الخير. يُطلب منا أن نتصدّق، وهل نحن إذا أردنا الصدقة نستخير؟ لما أمر النبي صلى الله عليه وسلّم النساء بالصدقة تصدّقن فورا، ومعلوم إنه لم يتصدّقن إلا بعد الهم بها والإرادة لها.
فقوله: " في الأمور كلها " أي في الأمور التي نطلب فيها خير الأمرين ويُشكل علينا فيها الأمر، فكما نستشير الخلق نستخير الخالق، الخلق نستشيرهم والخالق نستخيره.
يقول: ( إذا هم بالأمر فليركع ركعتين ) أنا ليس عندي "من غير الفريضة"، عندك؟ كل النسخ هكذا؟
السائل : ... .
الشيخ : من غير الفريضة؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : لكن عندي، أنتم تقولون: فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول، وأنا عندي: فليركع ركعتين ثم يقول.
السائل : ... الأول.
الشيخ : ما ذكر "من غير الفريضة".
السائل : عندنا.
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : فإذا ركع ركعتين ... .
الشيخ : ولا تعرّض لها؟
السائل : في الشرح أي من غير الفريضة في غير وقت الكراهة ثم ... الاستخارة ف ... .
الشيخ : أي من غير الفريضة ولا ذكرها رواية؟ الفتح؟
السائل : ... .
الشيخ : أبد؟
السائل : ... .
الشيخ : شيقول؟
السائل : يقول من غير الفريضة في ... صلاة الصبح مثلا ... الشرح.
الشيخ : معناه إنه موجود.
السائل : موجود.
الشيخ : نسخة ابن حجر موجودة. على كل حال هي إن لم تذكر فواضح أن المراد من غير الفريضة، لأن قوله: ( فليركع ركعتين ) أمر بركعتين من أجل الاستخارة والفرائض ثابتة بلا سبب، يعني فيكون قوله: ( من غير الفريضة ) من باب التوكيد، وإلا فإن كل صلاة سببها طلب الخيرة لابد أن تكون من غير الفريضة لأن الفريضة ليس لها سبب، واجبة بدون سبب، سببها دخول الوقت.
يقول: ( ثم يقول ) وظاهره أنه يقول ذلك بعد السلام. ( ثم يقول اللهم إني أستخيرك بعلمك ) أي أطلبك خير الأمرين بحسب علمك به، فـ ( أستخيرك ) يعني أطلب منك خير الأمرين، ( بعلمك ) أي فيما تعلمه، والله تعالى يعلم خير الأمرين للإنسان.
( وأستقدرك بقدرتك ) أطلب منك القدرة على خير الأمرين إذا قدّرته لي بقدرتك.
( وأسألك من فضلك العظيم ) لأن المقام مقام حاجة وتضرّع إلى الله عز وجل.
ثم قال: ( فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم ) فيها لف ونشر غير مرتّب.
السائل : ... .
الشيخ : أه؟ فيها لف ونشر غير مرتّب.
السائل : ... .
الشيخ : كيف؟
السائل : ... .
الشيخ : لأنه قال: ( أستخيرك بعلمك ) فقدّم العلم، وهنا قال: ( فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم ) فقدّم.
السائل : القدرة.
الشيخ : القدرة. ( وأنت علام الغيوب ) أي ما غاب عنا في المستقبل، وكذلك في الحاضر.
( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي ديني ومعاشي ) ( هذا الأمر - ويسمي حاجته - ) ( خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال ) شك ( في عاجل أمري وءاجله فاقدره لي ) وأيهما أعم؟
السائل : يعني ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : هل ( خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ) أو ( في عاجل أمري وءاجله ) ؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : الأولى فيها تفصيل: ( في ديني ومعاشي ) الذي هو الدنيا هي محل المعاش، ( وعاقبة أمري ) الأخرة.
( وعاجل أمري وءاجله ) إذا قلنا أمري مفرد مضاف يعم كل الأمور، صار الأول أكثر تفصيلا من الثاني.
ولكن إن قلت هذا أو هذا أجزأ لأن الراوي شك.
طيب، لو قال قائل: أو أقول الاثنين جميعا؟ فأقول: في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، وعاجل أمري وءاجله؟ نقول لا، لا يجمع لأن الراوي جزم بأن الذي جاء به النص هو هذا أو هذا، فلا يمكن أن تأتي بالأمرين جميعا ( فاقدره لي ) .
( وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال عاجل أمري وءاجله - فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضّني به ) هكذا يقول.
طيب، بعد هذا كيف نعلم أي الأمرين خير؟ نعلم ذلك بأمور:
الأمر الأول: أن ينشرح له صدره لأحد الأمرين، ينشرح صدره لأحد الأمرين فيمشي على ما انشرح به صدره، هذه واحدة.
الثانية : أن يرى رؤيا تؤيّد أحد الأمرين.
الثالث: أن يُشير عليه أحد من أهل النصح بأحد الأمرين فنعلم إن الله تعالى استخار له ذلك.
الرابع: أن يتفاءل بأن يسمع شيئا يؤيّد أحد الأمرين، فهنا يأخذ به.
الخامس: أن يُفتح عليه التفكّر والتأمّل فيتأمّل من وقع له مثل هذا فأقدم على هذا فغنِم أو أقبل على الثاني فندِم فيأخذ بما فيه الغُنم من باب الاعتبار.
كل هذه الأسباب ترجّح للمستخير أحد الأمرين.
فإن لم يوجد مرجّح فإنه يُعيد الاستخارة مرة ثانية، يعيدها مرة ثانية حتى يتبيّن له الأمر، وهذا لا يضرّه، لأنه إذا أعاده فإنما يزداد إيش؟ عملا صالحا، يزداد عملا صالحا ودعاء، والدعاء من العبادة، وافتقارا إلى الله سبحانه وتعالى، كما قال أهل العلم إذا استسقى الناس فسقوا فقد حصل المطلوب، وإن لم يسقوا أعادوا الاستسقاء مرة ومرة ومرة إلى أن يسقوا. هذا أيضا الاستخارة نقول فيها كذلك. نعم.
السائل : ... إن كنت تعلم ... إن للتشكيك؟ وهل هذا المستخير هو ال ... . الأخر ..
الشيخ : اصبر اصبر اصبر، هذه مشكلة عظيمة ذي، معضلة يا هداية الله.
20 - حدثنا مطرف بن عبد الله أبو مصعب حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ثم يقول اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاقدره لي وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ويسمي حاجته ) أستمع حفظ
إن المستخير يقول إن كنت تعلم فهل هذا تشكيك ؟
السائل : يعني تشكيك ..
الشيخ : ما هو تشكيك، شف إن كنت تعلم أنه خير وإن كنت تعلم أنه شر، فالله يعلم أحد الأمرين.
السائل : ونحن يعني ما نعلم.
الشيخ : لا، نحن ما نعلم لكن الكلام على الله.
السائل : ... .
الشيخ : إيه في علمك أنت ما تدري لكن أنت لست تقول إن كنت تعلم فقط، إن كنت تعلم أنه خير وإن كنت تعلم إنه شر، والله عالم بأحد الأمرين قطعا، عالم أنه خير لك أو شر، فتقول إن كنت تعلم أنه خير فاقدره لي، وإن كنت تعلم إنه شر فاصرفه عني. واضح؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، اصبر، هو عنده سؤال، نعم؟
السائل : سورة من القرءان.
الشيخ : إيه.
السائل : السورة من القرءان.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة.