السائل : سورة من القرءان. الشيخ : إيه. السائل : السورة من القرءان. الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : أي نعم، " يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرءان " ، يعني أنه يهتم بهذا، مثل ما يهتم بالسورة من القرءان يعلمنا إياها فهو يهتم بذلك. السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم.
قلنا أن من العوام من يقول كلام له أساس مثل إذا نسي شيء قال : إذكر الله مأخوذة من (( واذكر ربك إذا نسيت )) والإستخارة معروف عند العوام أنك إذا استخرت ربك هونت هل يصح ؟
السائل : شيخ قلنا نحن إن العوام أحيانا يقولون كلام له أساس مثل يعني إذا نسي شيء قال: اذكر الله وأخوذنا من (( وَاذكُر رَبَّكَ إِذا نَسيتَ )) والاستخارة يا شيخ يعني العوام معروف ... إذا استخرت ربك يعني هوّنت يعني ... أو إنك عدلت عن أمرك ... ؟ الشيخ : أي نعم، الناس يقولون إذا قيل لشخص شيء قال أستخير الله، وإذا عدل عنه قالوا استخار، يعني لأن الغالب أن الإنسان إذا لم يجزم بالشيء من أول مرة فعنده في الأول تردّد، والغالب أن الإنسان لا يعدل إلى أحد الأمرين إلا بعد استخارة، فلهذا يقول استخار الله ولو ما استخار الله. ويقول أبأستخير الله يعني يريد بذلك أن أفكر في الأمر، ولهذا تجده ما يستخير، فإذا جاء من الغد قال له جزمت أو هوّنت. نعم. أي نعم، يلا يا خالد.
الإنسان إذا استخار وشرح الله صدره لأحد الأمرين وذكر بعض أهل العلم بأنه إذا عدل عن ذلك فإن هذا محرم فما وجه هذا القول ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليكم أقول الإنسان إذا استخار وشرح الله صدره لأحد الأمرين وذكر بعض أهل العلم بأنه إذا عدل عن ذلك فإن هذا محرّم، إذا عدل عما شرح الله صدره له. الشيخ : نعم. السائل : فإن هذا محرم لأن هذا كالمستهزئ يستخير الله عز وجل ثن يعدل عن مشورة الله عز وجل، ... هذا القول أحسن الله إليكم هل بصحيح؟ الشيخ : والله ليس ببعيد من الصواب، إذا استخرت الله بصدق، ثم إن الله يسّر لك هذا الشيء وعزمت عليه فإن عدولك عنه بدون ظهور سبب بيّن فيه نظر. يعني لو قيل بتحريم ذلك لكان له وجه. نعم. أخذنا ثلاثة؟
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ به ثم رفع يديه فقال ( اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ) ورأيت بياض إبطيه فقال ( اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس )
القارئ : حدثني محمد بن العلاء، قال حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال دعا النبي صلى الله عليه وسلّم بماء فتوضأ به ثم رفع يديه فقال: ( اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ) ، ورأيت بياض إبطيه، فقال ( اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس ) . الشيخ : ... قال الدعاء عند الوضوء، يعني ليس المراد بذلك الدعاء للوضوء، الدعاء للوضوء تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لكن الدعاء عند الوضوء يعني إذا فرغ الإنسان من وضوئه ثم دعا، وظاهر كلام المؤلف أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يتوضأ للدعاء، وإنما توضأ وضوءا عاديا، ثم دعا، ويحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلّم توضأ أولا ثم دعا، لأنه قال لمن سلم عليه فلم يرد عليه السلام حتى توضأ أو تيمم قال: ( كرهت أن أذكر الله على غير طهر ) .
الشيخ : نقرأ خمس دقائق هذه فيها فائدة إن شاء الله، نعم.. القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. قال رحمه الله تعالى: باب الدعاء إذا علا عقبة.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ولكن تدعون سميعاً بصيراً ) ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله فقال ( يا عبد الله بن قيس قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة أو قال ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله )
القارئ : حدثنا سليمان بن حرب، قال حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي عثمان، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلّم في سفر، فكنا إذا علونا كبّرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، ولكن تدعون سميعا بصيرا ) ، ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: ( يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنّة ) ، أو قال: ( ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنّة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ) . الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، باب الدعاء إذا علا عقبة، ثم ذكر أنه كانوا إذا علوا كبّروا في السفر، إذا علوا شيئا مرتفعا من جبل أو رمل أو غير ذلك يكبّرون يقولون الله أكبر، وإذا هبطوا سبّحوا، والمناسبة أن الإنسان إذا علا قد يكون في نفسه تكبّر وارتفاع فيذكّر نفسه فيقول الله أكبر، وإذا نزل فهو انحطاط وسفول فينزّه الله عن هذا النقص ويقول سبحان الله، فعند النزول تسبيح وعند العلو تكبير. ثم قال: ( اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا، ولكن تدعون سميعا بصيرا ) ، قوله: ( لا تدعون أصم ) أي لا يسمع، ( ولا غائبا ) أي لا يعلم ولا يرى، ( وإنما تدعون سميعا ) ضد إيش؟ أصم، ( بصيرا ) ضد غائبا. فأفاد النبي عليه الصلاة السلام في هذا الحديث أنه ينبغي للإنسان أن لا يشق على نفسه في الدعاء، ولهذا قال: ( اربعوا على أنفسكم ) يعني خفّفوا عليها لا تُزعجوها، وبيّن أنهم يدعون الله عز وجل وهو سميع بصير قريب من عباده، ولهذا في اللفظ الثاني: ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) ، فهو عز وجل أقرب إلينا من عنق الرواحل، ولكن هذا القرب لا يُنافي علوّه عز وجل لأن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته، فنؤمن بقربه منا ونؤمن بعلوّه فوق سبع سماوات، كما قلنا في حديث النزول إن نزول الله إلى السماء الدنيا لا يُنافي إيش؟ السائل : علوه. الشيخ : لا ينافي علوه، لأن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) وهذا لا يلزم منه منافاة علو الله عز وجل. قوله: ( لا تدعون أصم ولا غائبا ) هذا من صفات السلب وإلا من صفات الإيجاب؟ أه؟ السائل : السلب. الشيخ : السلب، وإنما نفى عنه الصمم والغيبة لكمال إيش؟ سمعه وبصره، لأن القاعدة عندنا في الصفات المنفية أن المراد بها إثبات كمال الضد، فإذا قلت ليس الله بأصم فالمعنى أنه كامل السمع، فليس في سمعه صمم، إذا قلت إن الله لا يظلم فالمعنى أن الله كامل العدل فلا ظلم عنده، وهكذا. ثم أتى على عبد الله بن قيس وهو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فقال: ( يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنّة ) . لا حول ولا قوة إلا بالله، ما المعنى؟ قال العلماء: لا حول ولا قوة إلا بالله أي لا تحوّل من حال إلى حال ولا قوة على ذلك إلا بالله، يعني إلا بأن يُعنيك الله عز وجل، فالباء هنا للاستعانة، ولهذا نقول إن هذه الكلمة كلمة استعانة وليست كلمة استرجاع، إنها كلمة استعانة وليست كلمة استرجاع، فإذا حاولت شيئا صعبا فقل إيش؟ السائل : ... . الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله، يسهل عليك. كثير من الناس الأن إذا أصيبوا بمصيبة قالوا لا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن هذا خلاف الأولى، الأولى إذا أصبت بمصيبة أن تقول إنا لله وإنا إليه راجعون، فإن هذه مقالة الصابرين، لكن يمكن أن يوجّه كلام الناس أعني قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله على أن الإنسان يستعين بالله على تحمّل هذه المصيبة، وهذا توجيه لا بأس به، لكن الأولى المحافظة على ما جاء في القرءان، أن يقول لا حول ولا قوة إلا بالله. وقوله: ( كنز من كنور الجنّة ) يعني أنها من أفضل الدعاء الذي يستعين به الإنسان على الوصول إلى الجنّة لأن الإنسان إذا استعان بالله بهذه الكلمة سهّل عليه الأعمال وتيسّرت حتى يصل بذلك إلى الجنّة. نعم. السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم.
هل يستدل بهذا الحديث على الإنكار على من يرفع صوته بالتسبيح بعد الصلاة ؟
السائل : هل ... من حديث الذات من يستدل ... الإنكار على من يرفع صوته بالتسبيح بعد الصلاة؟ الشيخ : نعم، يدخل في هذا يعني؟ لا، لأن الناس ما يُجهدون أنفسهم، الناس لا يُجهدون أنفسهم في هذا، لكن في الحديث الذي ذكر المؤلف يُجهدون أنفسهم، ولهذا قال: اربعوا عليها، ما قال أخفوا أو اسكتوا أو أسرّوا، قال اربعوا عليها، مما يدل على أنهم برفعونها رفعا يشق عليهم. نعم.
ألا يدخل في هذا الحديث الذين يرفعون أصواتهم بالتكبير إذا صعدوا الصفا أو المروة ؟
السائل : طيب يا شيخ ما يدخلون بالحديث مثل الذي يذكرون على الصفا وعلى .. الشيخ : إيش؟ السائل : بعض الناس يعني الذي يقفون على الصفا والمروة يعني يكبرون تكبيرا ويدعون ... ؟ الشيخ : الصعود يعني؟ الصعود هذا فعل ما هو. السائل : لا ما هو الصعود التكبير والدعاء ... . الشيخ : ما أدري والله، ما سمعت أحدا يشق. السائل : ... . الشيخ : الذين يتبعون المطوّف صحيح هم الذي يمكن يشقون على أنفسهم. نعم؟ السائل : ... يقولون يعني بعد ... يعني ... ربع ساعة أو ثلث ساعة ... . الشيخ : إيه. لا هذا، هذه ما لها دخل في الموضوع. السائل : ... الدعاء ... . الشيخ : هذا الذي ذكر الرسول يشقون على أنفسهم برفع الصوت وإلا هم على رواحلهم، ما عندهم تعب جسمي لكن تعب بالقول. نعم.
(القراءة من فتح الباري لابن حجر: قوله: " باب الدعاء إذا هبط واديا " فيه حديث جابر، كذا ثبت عند المستملي والكشميهني، وسقط لغيرهما) القارئ : يقول " والمراد بحديث جابر ما تقدّم في الجهاد وفي باب التسبيح إذا هبط واديا من حديثه بلفظ: كنا إذا صعدنا كبّرنا وإذا نزلنا سبّحنا، وقال بعده باب التكبير إذا علا شرفا، وأورد فيه حديث جابر أيضا لكن بلفظ: وإذا تصوّبنا بدل نزلنا، والتصويب الانحدار " . الشيخ : طيب. القارئ : " وقد ورد بلفظ هبطنا في هذا الحديث عند النسائي وابن خزيمة وأشرت إلى شرحه هناك. ومناسبة التكبير عند الصعود إلى المكان المرتفع أن الاستعلاء والارتفاع محبوب للنفوس لما فيه من استشعار الكبرياء فشرع لمن تلبّس به أن يذكر كبرياء الله تعالى وأنه أكبر من كل شيء فيكبّره ليشكر له ذلك فيزيده من فضله. ومناسبة التسبيح عند الهبوط لكون المكان المنخفض محل ضيق فيُشرع فيه التسبيح لأنه من أسباب الفرج كما وقع في قصة يونس عليه السلام حين " .
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )
القارئ : حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبّر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ءايبون تائبون عابدون، لربنا حامدون ) . الشيخ : صلي وسلم عليه. القارئ : ( صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ) . الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، هذا أيضا من الدعاء إذا أراد سفرا ولكن المؤلف يقول فيه يحيى بن أبي إسحاق عن أنس ولم يذكر الحديث، ولكنه أشار إليه إشارة. ويمكن للشرح اقرأ يبلغنا عنه.
(القراءة من شرح الباري لابن حجر) القارئ : ... والمراد بحديث يحيى بن أبي إسحاق فيما أظن الحديث الذي أوله: أن النبي صلى الله عليه وسلّم أقبل من خيبر وقد أردف صفية فلما كان ببعض الطريق عثرت الناقة، فإن في ءاخره: فلما أشرفنا على المدينة قال: ( ءايبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) ، فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة. الشيخ : صلى الله عليه وسلم. القارئ : وقد تقدّم موصولا في أواخر الجهاد، وفي الأدب، وفي أواخر اللباس، وشرحته هناك إلا الكلام الأخير هنا فوعدت بشرحه هنا. وإسماعيل في الحديث الموصول هو ابن أبي أويس قوله كان ... .
شرح الحديث ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ... ).
الشيخ : نعم، طيب، أما إذا أراد سفرا فهو معروف إنه صلى الله عليه وسلّم يقول فيما يقول: ( اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده ) إلى ءاخر الحديث المشهور. وأما إذا رجع فإنه يقول إذا قفل ما ذكره المؤلف هنا، ويقوله أيضا إذا أشرف على المدينة حتى ... . أما معنى الحديث فقد سبق أكثره لكن قوله: ( ءايبون ) أي راجعون، ومنه قوله تعالى: ( نعم العبد إنه أواب ) ، أي رجّاع إلى الله سبحانه وتعالى. وقوله: ( تائبون ) من التوبة وهو الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته. وقوله: ( عابدون ) اسم فاعل من العبادة، أي متذلّلون له بالطاعة محبة وتعظيما. وقوله: ( لربنا حامدون ) من الحمد، وهو وصف المحمود بالكمال، وقدّم قوله: ( لربنا ) من أجل الاختصاص. وقوله: ( صدق الله وعده ) لأن الله وعد بأن ينصر رسله والذين ءامنوا في الحياة الدنيا، فصدق الله وعده ونصر نبيّه صلى الله عليه وسلّم، ولهذا قال: ( ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) . وهذه الجمل الثلاث تناسب فيما إذا قدِم من الغزو، لكن قد يقولها الرسول عليه الصلاة والسلام تذكيرا بنعمة الله سبحانه وتعالى بهذا النصر كما قاله حين صعد الصفا في الحج فقال: ( لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ) فيكون هذا من باب التذكير بهذه النعم إذا قفل من الحج أو العمرة، أما إذا قفل من الغزو فالمناسبة فيه ظاهرة. نعم. السائل : ... . الشيخ : نعم.
السائل : شيخ هل يشرع يعني لمن قدم أن يقول الحديث ... ؟ الشيخ : لمن قفل، أول ما يقفل يعني مثلا إذا سافرت إلى مكة فأول ما ترجع تقول هذا، تقول دعاء السفر المعروف ثم تقول هذا، وإذا أقبلت على البلد تقول هذا. السائل : ... ءاخر الحديث ... ( صدق وعده ) . الشيخ :( صدق وعده ) نعم نعم. تقال. السائل : شيخ؟ الشيخ : نعم. السائل : ءايبون ما ... يعني إذا رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ... قال نحن ءايبون يعني راجعون؟ الشيخ : نعم. السائل : هذا في وقت الرجوع. الشيخ : في وقت الرجوع وهو كذلك. السائل : فيه تحصيل الحاصل. الشيخ : لا لا لا يعني معناه أن رجوعه الحسي أعقبه برجوعه المعنوي وهو التوبة فيشكر الله على أوبته لأنه قد لا يؤوب الإنسان قد يذهب ولا يرجع، نعم.
هل الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا الدعاء إذا رجع من غزو أو حج أو عمرة فقط أم يقوله إذا رجع من أي سفر ؟
السائل : الرسول صلى الله عليه وسلّم. الشيخ : صلى الله عليه وسلم. السائل : يقول هذا الدعاء إذا رجع من حج أو من غزو فقط أم يقوله إذا رجع من أي سفر؟ الشيخ : أم إيش؟ السائل : من أي سفر. الشيخ : هذا الحديث يدل على هذه الثلاثة لكن، نعم، لكن تخصيصها لا يدل على أن غيره لا يقوله. نعم.
حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة فقال ( مهيم أو مه ) قال تزوجت امرأةً على وزن نواة من ذهب فقال ( بارك الله لك أولم ولو بشاة )
القارئ : حدثنا مسدد، قال حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلّم على عبد الرحمان بن عوف أثر صفرة، فقال: ( مهيم، أو مه ) قال: تزوّجت امرأة على وزن نواة من ذهب، فقال: ( بارك الله لك، أولم ولو بشاة ) .
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر رضي الله عنه قال هلك أبي وترك سبع أو تسع بنات فتزوجت امرأةً فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( تزوجت يا جابر ) قلت نعم قال ( بكراً أم ثيباً ) قلت ثيباً قال ( هلا جاريةً تلاعبها وتلاعبك أو تضاحكها وتضاحكك ) قلت هلك أبي فترك سبع أو تسع بنات فكرهت أن أجيئهن بمثلهن فتزوجت امرأةً تقوم عليهن قال ( فبارك الله عليك ) لم يقل ابن عيينة ومحمد بن مسلم عن عمرو بارك الله عليك
القارئ : وحدثنا أبو النعمان، قال حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو، عن جابر رضي الله عنه، قال: هلك أبي وترك سبع أو تسع بنات، فتزوّجت امرأة، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( تزوّجت يا جابر؟ ) قلت: نعم، قال: ( بكرا أم ثيبا؟ ) قلت: ثيبا، قال: ( هلا جارية تلاعبها وتلاعبك، أو تضاحكها وتضاحكك ) قلت: هلك أبي فترك سبع أو تسع بنات، فكرهت أن أجيئهن بمثلهن، فتزوّجت امرأة تقوم عليهن، قال: ( فبارك الله عليك ) . لم يقل ابن عيينة، ومحمد بن مسلم، عن عمرو: ( بارك الله عليك ) . الشيخ : هذا أيضا الدعاء للمتزوّج، أن يقول: بارك الله لك وعليك، أو يقول: بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير. وقد سبق الكلام على هذا، وبيّنا أن الله أبدل تهنئة الجاهلية بهذا الدعاء المبارك، فالجاهلية يقولون: بالرفاء والبنين، يعني بالرفاهية والترف والنعمة، والبنين أن الله يرزقك البنين لأنهم كانوا يكرهون البنات، وقد سمعنا أن بعض الجاهليين الأن السفهاء يقولون ذلك للمتزوّجين يقولون بالرفاء والبنين، ويعدلون عن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلّم بهذا الدعاء المبارك من أجل أن يُعيدوا الجاهلية الأولى، وذلك لجهلهم وسفههم وعدم رغبتهم بالسنّة، وإلا فإن المؤمن حقيقة لا يمكن أن يعدل بما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلّم شيئا أبدا، فإن ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلّم هو الخير، لاسيما وأن إبدال النبي صلى الله عليه وسلّم التهنئة الجاهلية به يدل على كراهيته لها.
الشيخ : وفي حديث جابر دليل على مراعاة تأديب البنات، وأنه ينبغي للإنسان أن يراعي من عنده من البنات من أجل تأديبهن. وفيه أن الأولى للإنسان أن يتزوّج بكرا إلا لسبب، ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلّم جابرا إلى ذلك حتى بيّن له السبب. نعم.
هل في حديث ابن عمر تخصيص لحديث أنه إذا علا مرتفع كبر ثلاث تكبيرات فقط ؟
السائل : ... حديث عمر المتقدم، حديث عبد الله ابن عمر هل هذا يعتبر حديث تخصيص لحديث صلى الله عليه وسلم إذا علا مرتفع يكبّر، ... المقصود بالتكبير ... تكبيرات فقط؟ الشيخ : نعم، ثلاث تكبيرات. السائل : يعني لا يزد عليها؟ الشيخ : نعم، وإن زاد فلا حرج، لكن الأفضل الاقتصار على ما ورد. نعم يا شاكر؟
السائل : جزاكم الله خيرا هل هذا الدعاء يقال عند العقد أم عند الدخول؟ الشيخ : عند العقد، وبعد العقد، يعني إذا رأيته بعد العقد تقول له وإن لم يكن عند العقد. النبي عليه الصلاة والسلام ما رأى عبد الرحمان بن عوف ولا رأى جابرا عند العقد، بل بعدها. نعم يا محمد؟
هل سافر النبي صلى الله عليه وسلم غير هذه الأسفار الثلاثة ؟
السائل : شيخ النبي صلى الله عليه وسلم هل سافر غير هذه الأسفار الثلاثة؟ الشيخ : نعم. السائل : الغزو والحج والعمرة، هل سافر غير هذه الأسفار؟ الشيخ : ما أدري، ما أدري، أخذنا ثلاثة. السائل : ذكروا إنه غزى. الشيخ : نعم. السائل : ذكر ابن حجر إنه ما سافر ... . الشيخ : إنه ما سافر؟ ما أدري. النفي صعب، لأنه يجوز إن الرسول سافر مثلا إلى إصلاح بين أناس أو ما أشبه ذلك، ما ندري، لأن النفي صعب. نعم. السائل : ... .
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن سالم عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً )
القارئ : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا جرير، عن منصور، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا ) . الشيخ : هذا أيضا من الدعاء الذي ينبغي للإنسان أن يقوله ( باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا ) عند جماع أهله. وفيه هذه الفائدة العظيمة، إذا قدّر بينهما ولد لم يضره شيطان أبدا. وهل المنفي هنا الضرر البدني أو الضرر المعنوي؟ ظاهر الحديث العموم، أنه لا يضرّه لا بدنيا ولا معنويا، ولا يرد على هذا أنه قد يقول الإنسان هذا الشيء أو هذا الذكر كلما أراد أن يأتي أهله ومع ذلك يكون في أولاده الفسقة الذين أغواهم الشيطان؟ لأننا نقول في الجواب عن ذلك: إن هذا من باب السبب، والسبب قد يعترضه مانع يمنع من نفوذه، فأنت افعل السبب، وإذا جاء الأمر على خلاف هذا السبب، فلا يعني بطلان هذا السبب، وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ) ، فالإنسان يفعل السبب، وإذا فعل السبب، فإن تخلّف المسبّب لمانع فليس ذلك معناه أو مقتضاه تعطيل السبب. نعم.
حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس قال كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار )
القارئ : حدثنا مسدد، قال حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلّم: ( ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة، وفي الأخرة حسنة، وقنا عذاب النار ) . الشيخ : عندنا اللهم ربنا. السائل : ... . الشيخ : ما فيها؟ طيب. ( ربنا ءاتنا ) يعني أعطنا، ( في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة ) ولم يبيّن هذه الحسنة، فتشمل حسنة الأولاد والمال والجاه والعلم وغير ذلك. ( وفي الأخرة حسنة ) أيضا تشمل كل ما في الأخرة من حسنات، وإن كان لفظها ليس لفظ العموم لكن لما جاءت في سياق الدعاء فإن الظاهر فيها العموم. وهذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلّم، وغالبا ما يختم به النبي صلى الله عليه وسلّم دعاءه كما يختم به كل شوط، فكان يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: ( ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار ) . وفي هذا الدعاء حصول المطلوب في الدنيا والأخرة وزوال المرهوب في قوله. نعم؟ السائل :( وقنا عذاب النار ) . الشيخ :( وقنا عذاب النار ) . أي نعم.
أيهما الأفضل الدعاء بالأشياء المخصصة بالسنة أم العموم ؟
السائل : أيهما الأفضل الدعاء يعني بالأشياء المخصصة بالسنّة وإلا الأشياء العموم مثل هذا؟ الشيخ : الأحسن هذا وهذا، استعمل ما جاء به السنّة من هذا وهذا، وأيضا هناك أدعية خاصة يحتاجها الإنسان ينصّ عليها فيدعو بها. نعم.
هناك أدعية على شكل ملصقات تلصق في السيارة وبعضها في الطريق فماذا فيها ؟
السائل : هناك أدعية على شكل ملصقات تلصق بالسيارة وبعض ... في الطريق ... يا شيخ أو؟ الشيخ : أي ما فيها شيء، مثل دعاء السفر بالسيارة، أو دعاء الركوب، أو في الطريق أيضا تذكير مثل سبحان الله والحمد لله الله أكبر، كل هذا ما فيه شيء.
أيهما أحسن أن ندعو بهذا في آخر الصلاة أم بالحديث : اللهم اجعل ... ؟
السائل : شيخ أيهما أحسن ندعو بهذا في ءاخر الصلاة أو بالحديث: اللهم اجعل ... ؟ الشيخ : كلهن، ادع بهذا وهذا. السائل : ... . الشيخ : ادع فيهم كلهن. ( ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة ) هذه الأخرة. نعم.
حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا عبيدة بن حميد عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة ( اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن نرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر )
القارئ : حدثنا فروة بن أبي المغراء، قال حدثنا عبيدة هو بن حميد، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلّم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلّم الكتابة: ( اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن نرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر ) . الشيخ : سبق الكلام على هذا.
حدثنا إبراهيم بن منذر حدثنا أنس بن عياض عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طب حتى إنه ليخيل إليه أنه قد صنع الشيء وما صنعه وإنه دعا ربه ثم قال ( أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ) فقالت عائشة وما ذاك يا رسول الله قال ( جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في ماذا قال في مشط ومشاطة وجف طلعة قال فأين هو قال في ذروان ) وذروان بئر في بني زريق قالت فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى عائشة فقال ( والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين ) قالت فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرها عن البئر فقلت يا رسول الله فهلا أخرجته قال ( أما أنا فقد شفاني الله وكرهت أن أثير على الناس شراً ) زاد عيسى بن يونس والليث بن سعد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم فدعا ودعا وساق الحديث
القارئ : حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال حدثنا أنس بن عياض، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم طُب، حتى إنه ليخيّل إليه أنه قد صنع الشيء وما صنعه، وإنه دعا ربه، ثم قال: ( أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ) .. الشيخ :( فيما استفتيته ) . القارئ : ( فيما استفتيته فيه ) فقالت عائشة: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ( جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والأخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: فبماذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة، قال: فأين هو؟ قال: في ذروان ) وذروان بئر في بني زريق، قال: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم رجع إلى عائشة، فقال: ( والله لكأن ماءها نُقاعة الحناء، ولكأن نخلها رءوس الشياطين ) ، قالت: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأخبرها عن البئر، فقلت: يا رسول الله فهلا أخرجته؟ قال: ( أما أنا فقد شفاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شرا ) . الشيخ : صلى الله عليه وسلم. القارئ : زاد عيسى بن يونس والليث بن سعد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ( سحر النبي صلى الله عليه وسلّم، فدعا ودعا ) ، وساق الحديث. الشيخ : هذا الحديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلّم من عدّة أوجه، فهو ثابت بلا شك إن الرسول صلى الله عليه وسلّم سحِر، ولا يُستغرب هذا على أعداء المسلمين، وخصوصا اليهود الذين اشتهروا بقتل الأنبياء بغير حق، واشتهروا بالقدح بالله عز وجل فقالوا يد الله مغلولة، وقالوا إن الله خلق السماوات والأرض، ثم تعب فاستراح يوم السبت، وقالوا إن الله افتقر فقال (( مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ )) ، إلى ءاخر ما روي عنهم من المعائب والمصائب، لعنة الله عليهم. من جملة ما صنعوا أنهم سحروا النبي عليه الصلاة والسلام وسموا النبي عليه الصلاة والسلام، حتى إنه قال في مرض موته عليه الصلاة والسلام: ( ما زالت أكلة خيبر تعاودني وهذا أوان انقطاع الأبهر مني ) وانقطاع الأبهر يعنون به الموت، حتى قال الزهري رحمه الله: إن النبي صلى الله عليه وسلّم قتله اليهود، لكنه ليس قتلا مباشرا ناجزا بل يعني عن بطء وتأخّر لأن خيبر كانت في السنة السادسة أو السابعة، وهو لم يتوفى إلا في السنة الحادية عشرة. من جملة ما فعلوا هذا السحر، ولكن غاية ما حصل له من هذا السحر مع الفتور البدني والضعف أنه يُخيّل إليه أنه قد صنع الشيء وما صنعه. أما الشريعة فمحروسة محفوظة لم يتغيّر منها شيء، لا بزيادة ولا بنقص. وقد أنكر بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلّم سحر وقالوا لا يمكن أن نصدق بأنه سحر لأننا لو صدقنا بهذا لوافقنا قول الظالمين: (( إِن تَتَّبِعونَ إِلّا رَجُلًا مَسحورًا )) ، ولو صدقنا بأنه سحر لاختلت الثقة بالشريعة. ولكن هذا عقل مقدّم على النص لأنا نقول إن النبي صلى الله عليه وسلّم سحر ولا شك، والحديث في ذلك إما متواتر أو مستفيض مشهور، وثابت في الصحيحين وغيرهما، لكننا نعلم علم اليقين أن القرءان محفوظ وأن الشريعة محفوظة، (( إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ )) . وليس قولنا إنه سحر كقول الظالمين (( إِن تَتَّبِعونَ إِلّا رَجُلًا مَسحورًا )) لأن الظالمين يقولون (( إِن تَتَّبِعونَ إِلّا رَجُلًا مَسحورًا )) يعني أن ما جاء به سحر، ليس حقا ولا شريعة، هذا معنى قولهم. أما نحن فنقول إن ما جاء به حق وشريعة لكنه اعتدي عليه عليه الصلاة والسلام بهذا السحر، ومع ذلك كان هذا السحر غير ضار به من حيث الشريعة. طيب تقول: " وإنه دعا ربه " ، وفي الرواية الأخرى: " دعا ثم دعا " يعني كرّر الدعاء عليه الصلاة والسلام، وهكذا ينبغي للإنسان أن يُكرّر دعاء الله عز وجل وأن لا ييأس وأن لا يستحسر لأن الدعاء كله خير وبركة، لو لم يكن منه إلا شعور الإنسان بأنه مفتقر إلى ربه دائما لكان ذلك كافيا في تكراره، كرّر الدعاء كلما أصابتك مصيبة أو حاجة فكرّر الدعاء والله تعالى يجيبك. ثم قال: ( أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ) وذكر القصة جاءه رجلان ( أحدهما عند رأسه والثاني عند رجليه، فقال لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب ) ، مطبوب يعني مسحورا، وأصل الطب معالجة المريض لشفائه، فسمي المسحور مطبوبا من باب التفاؤل، كما سمّي الكسير جبيرا، وسمّي اللديغ سليما. ثم قال: ( من طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم ) لبيد بن الأعصم هذا رجل يهودي وسحره في هذا ( مشط ومشاطة وجف طلعة ) جعل السحر في هذه الأشياء الثلاثة ووضعه في البئر. المشط الذي يُمشط به الرأس، والمشاطة الشعر الذي يحمله المشط، وجُف الطلعة الكافور الذي يكون في طلع الفحل من النخل، يمكن هداية الله يعرفه؟ السائل : كافور؟ الشيخ : إيه. السائل : ما عندنا نخل. الشيخ : ما في نخل؟ السائل : لا. الشيخ : هذا النخل الحمد لله كثير عندنا هنا. السائل : هو ما ... . الشيخ : أه، هذا الطلع طلع الفحل الذي يؤخذ من الفحل ويوضع في النخلة والذي يُسمّى التأبير، هاه، هذا يكون كبيرا في العادة. السائل : نعم. الشيخ : القنو كبير جدا، أكبر من قنو النخلة الأنثى، فهذا الخبيث جعل السحر في ذلك، وجعله في بئر ذروان في بني زريق. يقول: فأتاها الرسول عليه الصلاة والسلام فرأى ماءها نقاعة الحناء يعني مثل نقاعة الحناء، والحناء معروفة أظن، نقاعتها تكون. السائل : صفراء. الشيخ : صفراء في سواد، ( وإذا نخلها رؤوس الشياطين ) ، يعني كأنها رؤوس الشياطين. والظاهر والله أعلم إن هذا من باب التخييل، أنه من شدّة تأثير السحر لما قرب منه الرسول صلى الله عليه وسلّم رأى نخلها رؤوس شياطين، ورأى ماءها نقاعة الحناء، كما خيّل لموسى أن عصي السحرة وحبالهم أه؟ السائل : تسعى. الشيخ : تسعى، أنها تسعى، تسعى إليه. وعائشة رضي الله عنها قالت له: " هلا أخرجته؟ " ، وفي رواية: " هلا تنشرّت؟ " ولكن النبي صلى الله عليه وسلّم المحب للهدوء والسكينة وعدم إثارة الفتنة امتنع من ذلك، قال: ( أما أنا فقد شفاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شرا ) اللهم صلي وسلّم عليه لأن المقصود حصل وهو زوال السحر بالشفاء، وكونه يُخرج ويُنشّأ ويُفضح هذا الخبيث لبيد بن الأعصم، هذا يُثير شرا على الناس، فترك النبي صلى الله عليه وسلّم هذا خوفا من الشر.
الشيخ : وهذا يدُل على حكمته صلوات الله وسلامه عليه، وعلى أنه قد يتنازل عن حقه خوفا من الشر والفتنة، كما فعل عليه الصلاة والسلام حين تنازل في قصة الإفك التي هي من أعظم ما رمي به حيث إن المناففين أرادوا أن يدنسوا فراشه صلوات الله وسلامه عليه وكانوا يتحيّنون الفرصة ليوقعوه، فوجدوا هذه الفرصة. هذه الفرصة كانت عائشة رضي الله عنها خرجت تقضي حاجتها في غزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلّم وكانت في هودجها، فآذن النبي صلى الله عليه وسلّم بالرحيل، فجاء الناس وأخذوا هودجها وربطوه على البعير ولم يُحسّوا بفقدها لأنها في ذاك الوقت كانت صغيرة لم يأخذها اللحم، وظنوا أنها موجودة ولاسيما كما تعرفون حالة الناس عند الرحيل يكون معهم قوّة على التحميل وسرعة، ما يتأنّون ويكون الشيء عندهم خفيفا، لكنها رضي الله عنها ليست موجودة، قد ذهبت تقضي حاجتها، فلما جاءت وجدت القوم قد رحلوا، وانظر إلى ذكائها على صغرها، قالت: " إن ذهبت أطلبهم ضعت وضيّعوني، لكني أبقى في المكان حتى يرجعوا إلي " ، وهذا من ذكائها رضي الله عنها، فبقيت، وإذا صفوان بن معطل رضي الله عنه من قوم إذا ناموا لا يمكن أن يستيقظوا إلا إذا شبعوا من النوم، وكان في أخريات القوم، فلما استيقظ وأقبل، وإذا هذا السواد، فلما وصل إليه وإذا عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، ولكن تدرون ماذا فعل؟ أناخ البعير، ووطئ على ركبة البعير، ولم يكلّمها بكلمة قط، ما كلّمها احتراما لفراش رسول صلى الله عليه وسلّم، حتى ركبت، فجاء يقود بها ضحى، والمريب هل يمكن أن يعرض ريبته على الناس ضحى؟ أه؟ أبدا ما يمكن، ثم انتهت القضية. اتخذ المنافقون من هذا سلاحا ليطعنوا لا في أم المؤمنين ولا في محمد بن عبد الله، ولكن في الرسالة التي جاء بها، لأنه إذا أصبح هذا الرجل قد دنس فراشه هذا الدنس ومن أصحابه أيضا ما بقي ثقة بالشريعة أبدا، وهم يريدون هذا، والعياذ بالله، فصاروا يفشون هذا الأمر بين الناس، حتى انزج من المسلمين ثلاثة، من المؤمنين حقا، وقالوا ما قالوا، ومنهم حسان بن ثابت رضي الله عنه، حصل منه هذا الشيء ثم شاع الخبر ولما وصلت المدينة مُرضت رضي الله عنها لحكمة أرادها الله، حكمة، مُرضت نحوا من شهرا، وكان الرسول صلى الله عليه وسلّم يأتي إليها ويعودها ولكنها لا تجد منه الرقة واللين الذي كانت تعهده، إنما يأتي ويقول: ( كيف تيكم؟ ) ثم ينصرف، واستغربت هذا الأمر، والنبي صلى الله عليه وسلّم في هذه المدّة كما يقول المتأخّرون قد عاش على أعصابه، يتكلم ويسأل ويُشاور، ولكنه صلى الله عليه وسلّم واثق بالله عز وجل، بأن الله تعالى لن يُهينه إلى هذا الحد، حتى يجعل فراشه دنسا بهذه التهمة الكاذبة. فخرجت ذات يوم مع أم مسطح بن أثاثة رضي الله عنه إلى الخلاء لقضاء الحاجة فعثرت فقالت أم مسطح: تعس مسطح، قالت عائشة: كيف تقولين تعس مسطح؟ مسطح من المهاجرين الأولين، كيف تعس؟ قالت أما سمعت كذا وكذا؟ وذكرت ما قيل، قالت: لا، ما سمعت. ثم رجعت إلى بيتها وجعلت لا تنام أبدا، لا يقع لها دمع، ولا تهنأ بنوم، لأن المقام مقام عظيم، ما هو بتدنيس عائشة بنت أبي بكر، تدنيس الرسالة كلها، ولكن جاء الفرج من الله عز وجل وعرض عليها الرسول عليه الصلاة والسلام عرض عليها.