باب : قول لاحول ولا قوة إلا بالله
تتمة شرح الحديث : حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في عقبة أو قال في ثنية قال فلما علا عليها رجل نادى فرفع صوته لا إله إلا الله والله أكبر قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته قال ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ) ثم قال ( يا أبا موسى أو يا عبد الله ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة ) قلت بلى قال ( لا حول ولا قوة إلا بالله . )
السائل : إثبات كمال ضدها.
الشيخ : إثبات كمال السمع مع نفي الصمم. يعني نفي الصمم عنه لكمال سمعه، لا لعدم قبوله للسمع أو لا لعدم قبوله للصمم، كما قال ذلك أهل التعطيل. أهل التعطيل يقول إن الله ليس بأصم لأنه غير قابل للسمع والصمم، كما تقول للدار ليس بأصم. ولكن هذا قول منكر، إن الله ليس بأصم لكمال سمعه لا لعدم قبوله. نعم.
أما غائبا فقلت لكم إنها تدل على أن الله تعالى حاضر، وأنه قريب ممن يدعونه.
2 - تتمة شرح الحديث : حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في عقبة أو قال في ثنية قال فلما علا عليها رجل نادى فرفع صوته لا إله إلا الله والله أكبر قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته قال ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ) ثم قال ( يا أبا موسى أو يا عبد الله ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة ) قلت بلى قال ( لا حول ولا قوة إلا بالله . ) أستمع حفظ
فوائد حديث : ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ) .
طيب وفيه أيضا، فيه أنه لا ينبغي للإنسان أن يرفع صوته بالذكر والدعاء رفعا يشق عليه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال: ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم ) في نفس الحديث، ( اربعوا على أنفسكم ) يعني هوّنوا عليها، أما أن تصرخ صراخا يُزعج غيرك ويشق عليك فهذا غير مطلوب منك.
رد الشيخ على من استدل بهذا الحديث على أنه لا ينبغي رفع الصوت بالذكر عقب الصلاة وحث الطلاب على اتباع النص .
السائل : لا.
الشيخ : لا. أولا: هذا ما ورد في الصلاة.
وثانيا: لو فرضنا إنه ورد في الصلاة فالنبي عليه الصلاة والسلام لم ينهى عن رفع الصوت مطلقا إنما نهى عن إيش؟
السائل : المشقة.
الشيخ : عن المشقة ( اربعوا على أنفسكم ) والإنسان إذا رفع صوته رفعا معتادا فإنه لا يشق على نفسه.
ثم إن هذا رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة ورد فيه حديث صحيح عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
فما موقفنا أمام الله أن نذهب لنؤول هذا الحديث تأويلا بعيدا لأننا نعتقد أنه غير مشروع، وهذا من مضرّة التقليد، واعتقاد الإنسان الشيء قبل أن يستدل عليه، هذا من مضرّته لأنك إذا اعتقدت شيئا ثم وجدت نصا يخالف ما تعتقد ماذا تعمل؟
السائل : تؤول النص.
الشيخ : تحاول أن تنزّل النص على ما تعتقد ولو بلي عنقه بل ولو بكسر عنقه، ما يهم، المهم أن لا يخالف ما أعتقد، وهذا خطأ، خطأ عظيم جدا، اجعلك تابعا للنصوص لا متبوعا لها، هذا إن كنت عابدا لله حقا ومتبعا للرسول صلى الله عليه وسلّم حقا.
أحيانا يمر بنا من علماء أجلاء يمر بنا أحاديث نعلم علم اليقين أنهم حرفوها تحريفا واضحا، ليش؟ لأنهم كانوا يعتقدون خلافه مع أنهم أجلاء لكن المشكلة النفس قد يصعب عليها أن تتحوّل عما تعتقد ويسهل عليها أن تؤوّل ما تستدل به، وهذا ليس بجيد.
قال بعض الناس: إن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يجهر بالذكر عقب الصلاة ليعلّم الناس، فنقول أنتم الأن تعتقدون إنه غير مشروع وأنه بدعة، فكيف يفعل الرسول صلى الله عليه وسلّم البدعة ليعلّم الناس مع أنه يمكنه أن يعملهم بغير هذه الطريق، وش يعلمهم بإيش؟
السائل : بالتوصية.
الشيخ : يقول قولوا، قولوا كذا وكذا، مثل ما قال لهم: ( ألا أخبركم بشيء تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم تسبّحون وتحمدون وتكبّرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ) قد علّمهم وانتهى، يكرّر هذا كل صلاة علشان يعلّم، وهو عندكم غير مشروع وليس من شريعة الله؟! هذا ما هو معقول.
ثم نقول تنزّلنا معكم أنه يعلم الناس، فهو يعلم الناس الذكر وصفة الذكر، كأنما يقول اذكروا الله بما أقول، واجهروا به كما جهرت. نحن نقبل إنه للتعليم لكن لتعليم أصل الذكر وتعليم صفة الذكر.
طيب، جاءونا من جهة ثانية قالوا خرج النبي صلى الله عليه وسلّم على أصحابه وهم يصلون في الليل ويرفع بعضهم بعضا القراءة، فقال: ( لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة ) ؟ نقول هذا والله هذا جيد، اعتراض جيد، لكن لماذا كان يرفع صوته بعد الصلاة؟ هذا شيء وهذا شيء ءاخر.
أيضا القراءة مختلفة، هذا يقرأ في أول القرءان وهذا في وسطه وهذا في ءاخره، فيحصل التصادم والتشويش، لكن الذكر الناس فيه سواء ما يحصل تشويش، صحيح يحصل تشويش لو كان أحد يقضي جنبك، يقضي صلاته فحينئذ نقول لا ترفع صوتك، لأنك إن رفعت صوتك وهو جنبك سوف تشوّش عليه قطعا، حينئذ نقول عرض للفاضل ما جعله مفضولا وذلك لمراعاة هذا المصلي حتى لا أشوّش عليه، أما إذا كان الناس كلهم ما في أحد يقضي، أو في ناس يقضون وراءنا ولا يتشوّشون منا لماذا نعارض السنّة بشيء غير حقيقي.
فأنا أعلمكم الأن الأدب في تلقي النصوص، لا تقولوا والله العالم الفلاني قال كذا وكذا، والعالم الفلاني قال كذا وكذا، انظر النص لأن الله يقول: (( وَيَومَ يُناديهِم فَيَقولُ ماذا أَجَبتُمُ )) .
السائل : المرسلين.
الشيخ : أه؟
السائل : المرسلين.
الشيخ : (( المُرسَلينَ )) ، فهذا في الرسالة، (( وَيَومَ يُناديهِم فَيَقولُ أَينَ شُرَكائِيَ الَّذينَ كُنتُم تَزعُمونَ )) هذا في التوحيد، فيُسأل الإنسان عن هذين الأمرين، من كان يعبد من دون الله، والثاني من كان يتبع من غير رسول الله (( ماذا أَجَبتُمُ المُرسَلينَ )) فالإنسان يُسأل يوم القيامة ماذا أجاب المرسلين لا ماذا أجاب فلانا وفلانا.
شيخ الإسلام رحمه الله مذهبه إيش؟
السائل : حنبلي.
الشيخ : حنبلي لا شك، ومن الحنابلة، متفق عليه، ومع ذلك يخرج كثيرا عن مذهب الحنابلة إلى المذاهب الأخرى، أحيانا يطلع عن كل المذاهب الأربعة اتباعا للدليل، له مسائل متعدّدة انفرد بها عن المذاهب الأربعة لا عن إجماع الأمة لا، لكن انفرد بها عن المذاهب الأربعة لأنه رجل يتبع الدليل وإن كان على مذهب الحنابلة.
فالحاصل إني أقول الواجب عليكم أن تتبعوا النص، وإذا رأيتم بعض أهل العلم تأوّله فادعوا له بالمغفرة، ادعوا له بالمغفرة، ولا تجعلوا خطأه خطأ لكم لأنكم لن تحاسبوا على فهمه، إنما تحاسبون على فهمكم أنتم وعلى علمكم أنتم. نعم.
السائل : قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن ... أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) ، وقوله في الحديث الأخر: ( من تقرّب إلي شبرا تقرّبت إليه باعا ) ، هل القرب ... يزداد؟ في الحديث الأول ... مقيد؟
الشيخ : نعم.
السائل : ... يا شيخ؟
الشيخ : إي نعم.
السائل : عنق راحلته.
الشيخ : هو هؤلاء الجماعة لما كانوا يرفعون أصواتهم فرفع الصوت إنما يكون لمن يعتقد أن الشيء بعيد، فبيّن الرسول عليه الصلاة السلام إن الله قريب وضرب مثلا بذلك.
أما المسألة الثانية فهي مسألة التعبّد إذا تقرّب الإنسان إلى الله بالعبادة تقرّب الله إليه.
4 - رد الشيخ على من استدل بهذا الحديث على أنه لا ينبغي رفع الصوت بالذكر عقب الصلاة وحث الطلاب على اتباع النص . أستمع حفظ
باب : لله مائة اسم غير واحدا
الشيخ : كيف؟ نعم.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه من أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية قال ( لله تسعة وتسعون أعطى مائة إلا واحدا لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر )
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، هذا الحديث فيه فيما يتعلق بالإسناد أو بعلم المصطلح: عن أبي هريرة رواية، فإن هذا ليس مرفوعا صريحا، ولكنه مرفوع حكما، فمن عنده كتاب المصطلح ينبغي أن يلحق هذا المثال به إذا لم يكن موجودا.
نعم، وأما قوله صلى الله عليه وسلّم: ( لله تسعة وتسعون اسما، مائة إلا واحدا، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنّة ) فهذا أحد ألفاظ الحديث واللفظ الأخر: ( من أحصاها دخل الجنّة ) .
ومعنى الحديث أن من أسماء الله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنّة، وليس المعنى أن أسماء الله محصورة في هذا العدد، فأسماء الله أكثر من ذلك، لكن المحصور أن من حفظ أو من أحصى هذا العدد دخل الجنّة.
ولم يبيّنه النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث الذي ورد فيه سرد هذه الأسماء ضعيف، لأن فيه أسماء لم تذكر في هذا الحديث مثل الرب والشافي، وفيه أشياء ليست من أسماء الله وذكرت مثل المنتقم والمعز، فإن المنتقم ليس من أسماء الله لأن الله تعالى لم يذكره باسم أل، ولم يذكره أيضا إلا مقيّدا فقال: (( إِنّا مِنَ المُجرِمينَ مُنتَقِمونَ )) فسردها الذي أخرجه الترمذي هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا قال قائل: إذن كيف نتوصل إليها؟ فيقال: إن هذا من الحكمة أن الله لم يبيّنها في القرءان ولم يبيّنها الرسول صلى الله عليه وسلّم كما أخفى عنا ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى ليلة القدر في عشر رمضان من أجل أن يجتهد الإنسان في تتبع الكتاب والسنّة حتى يحصي منها تسعة وتسعين اسما.
فإن قال قائل: هذا يوجب اختلاف الأمة في تعيينها؟ قلنا هذا لا يضر فمن أتى بتسعة وتسعين اسما وإن لم يوافق عليها جميعها فقد أدرك ما في هذا الثواب والأجر، يعني لا يلزم أن يتفق الناس عليها، قد يدرك منها فلان شيئا والثاني لم يدركه، أو بالعكس، المهم أن تُدرك من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم تسعة وتسعين اسما.
ومعنى ( من أحصاها ) أي: حفظها لفظا، وفهمها معنى، وتعبّد لله بمقتضاها، ثلاثة أمور، ليس المراد بس تحفظها وتقرأها أماني بدون معرفة، فإحصاؤها يتضمن ثلاثة أشياء: حفظها لفظا، وفهمها.
السائل : معنى.
الشيخ : معنى، والتعبّد لله بمقتضاها.
فالرحمان مثلا أعرف هذا اللفظ الرحمان، وأعرف معناه أفهمه أنه ذو الرحمة الواسعة، وأتعبد لله بمقتضى هذا، فأتعرّض لرحمته بالعبادة وبالدعاء، بالعبادة بأن أقوم بما يكون سببا للرحمة من العبادة، وبالدعاء أسأل الله الرحمة. أي نعم.
6 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه من أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية قال ( لله تسعة وتسعون أعطى مائة إلا واحدا لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر ) أستمع حفظ
قد يقول قائل مسألة قياس إخفاء هذه الأسماء على ساعة الإجابة وليلة القدر قد لا ينضبط مثل أن ساعة الإجابة وليلة القدر غاية ما فيها دعاء وعبادة وتتبع هذه الأسماء يحتاج إلى علم وليس من المطلوب من الناس جميعاً أن يكونوا عالمين بتتبع هذه الأسماء ؟
الشيخ : نعم.
السائل : يعني مثل ساعة الإجابة وليلة القدر غاية ما فيها دعاء وعبادة.
الشيخ : نعم.
السائل : وتتبع هذه الأسماء يحتاج إلى علم.
الشيخ : نعم.
السائل : وهو ليس من المطلوب من الناس جميعاً أن يكونوا عالمين بتتبع هذه الأسماء؟
الشيخ : لا يعلمون.
السائل : كيف؟
الشيخ : الذي لا يعلم يسأل أهل العلم، (( اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .
السائل : أحسن الله إليكم.
الشيخ : نعم.
7 - قد يقول قائل مسألة قياس إخفاء هذه الأسماء على ساعة الإجابة وليلة القدر قد لا ينضبط مثل أن ساعة الإجابة وليلة القدر غاية ما فيها دعاء وعبادة وتتبع هذه الأسماء يحتاج إلى علم وليس من المطلوب من الناس جميعاً أن يكونوا عالمين بتتبع هذه الأسماء ؟ أستمع حفظ
قلنا أن الحديث ليس للحصر وقلنا أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر وقوله لله تسع ... يفيد الحصر فما الجواب ؟
الشيخ : نعم.
السائل : وقلنا ... تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر.
الشيخ : نعم.
السائل : وقوله لله تسعة وتسعين، هذا يفيد الحصر.
الشيخ : لا ما يفيد الحصر، يعني لله لا لغيره.
السائل : الحصر هنا لله.
الشيخ : لله لا لغيره نعم.
8 - قلنا أن الحديث ليس للحصر وقلنا أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر وقوله لله تسع ... يفيد الحصر فما الجواب ؟ أستمع حفظ
ابن حجر جمع هذه الأقوال كلها ثم أتى بتسع وتسعين اسماً وصفة من الكتاب فقط وقال هذه هي فهل يصح ؟
الشيخ : نعم.
السائل : ثم أتى يعني بتسعة وتسعين اسماً وصفة من الكتاب فقط.
الشيخ : نعم.
السائل : من السنّة الصحيحة، من الكتاب فقط ... وقال هذه تسعة وتسعين هل يصح؟
الشيخ : ما يصح، أقول هذا لا يصح.
السائل : فهي كلها من الكتاب.
الشيخ : فالشافي من أسماء الله بلا شك، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أنت الشافي ) وليس هذا في القرءان.
السائل : ذكرها ابن حجر؟
الشيخ : ما أدري عنه ذكره وإلا لا، الكلام على إنه يعني الذي يحاول يجدها في القرأن فقط ويُغفل ما جاءت به السنّة خطأ. أي نعم. نعم.
القارئ : باب الموعظة ..
الشيخ : أو ربما يكون فيه تسعة وتسعين، ربما يكون فيه أكثر من تسعة وتسعين اسما يحصيها الإنسان، ومع ذلك يكفي منها تسعة وتسعون.
9 - ابن حجر جمع هذه الأقوال كلها ثم أتى بتسع وتسعين اسماً وصفة من الكتاب فقط وقال هذه هي فهل يصح ؟ أستمع حفظ
باب : الموعظة ساعة بعد ساعة
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني شقيق قال كنا ننتظر عبد الله إذ جاء يزيد بن معاوية فقلنا ألا تجلس قال لا ولكن أدخل فأخرج إليكم صاحبكم وإلا جئت أنا فجلست فخرج عبد الله وهو آخذ بيده فقام علينا فقال أما إني أخبر بمكانكم ولكنه يمنعني من الخروج إليكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا
الشيخ : أخبَرُ.
القارئ : أنا عندي بضم أوله.
الشيخ : أه؟
القارئ : أنا عندي ... .
الشيخ : إيه فيها نسخة ثانية. نعم.
القارئ : أما إني أُخبَر بمكانكم ولكنه يمنعني من الخروج إليكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يتخوّلنا بالموعظة في الأيام، كراهية السآمة علينا.
الشيخ : صلى الله عليه وسلم، هذا من تربية النبي عليه الصلاة والسلام في الموعظة أن الإنسان لا ينبغي له أن يُكثر من الموعظة فيسأم الناس ويملّوا ويكرهوا الموعظة من أجل سوء تصرّف الواعظ بل يتخوّل الناس، وكلما وجد الناس إلى الموعظة أشوق وعظهم.
وقد سبق لنا حديث ابن عباس رضي الله عنه، أثر ابن عباس الذي قال إذا رأيت الناس يتحدثون لا تقطع عليهم حديثهم فتعظهم، دعهم يتحدّثون في أمورهم وللموعظة مكان ءاخر.
وهكذا يبغي للإنسان أن يكون عنده تربية نفسية إذا وجد الناس نفوسهم مستعدة حينئذ يحسن الكلام. نعم.
11 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني شقيق قال كنا ننتظر عبد الله إذ جاء يزيد بن معاوية فقلنا ألا تجلس قال لا ولكن أدخل فأخرج إليكم صاحبكم وإلا جئت أنا فجلست فخرج عبد الله وهو آخذ بيده فقام علينا فقال أما إني أخبر بمكانكم ولكنه يمنعني من الخروج إليكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا أستمع حفظ
بالنسبة للحديث السابق بعضهم قال كل اسم حسن يتضمن معنى حسن نثبته لله ويستدلون بالآية (( ولله الأسماء الحسنى )) فهل هذا يصح ؟
الشيخ : عند من؟ بمن نزن الحسن؟
السائل : قول يا شيخ ... قوله من أحصاها ما يحمل على هذه الرواية ... يكون المقصود به الحفظ ... ؟
الشيخ : لا، هذه تحفظ على هذاك، وأيضا هذا الحديث كما ترى يعني كأن الراوي والله أعلم لم يضبطه جيدا، وإن كان سفيان قال حفظناه من أبي الزناد ... الأعرج. نعم.
12 - بالنسبة للحديث السابق بعضهم قال كل اسم حسن يتضمن معنى حسن نثبته لله ويستدلون بالآية (( ولله الأسماء الحسنى )) فهل هذا يصح ؟ أستمع حفظ
بعض طلبة العلم دائماً يجتمعون عند أهل الموعظة بين بعضهم البعض فهل يقال لهم لا تفعلوا ذلك ؟
الشيخ : لا هو إذا كان باختيارهم ما فيه سآمة، هم يحبون هذا.
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : ذكرناه. ذكرنا أنه من أسماء الله وفي تعليقنا على القواعد الحسنى.
القارئ : كتاب الرقاق.
الشيخ : نعم.
القارئ : باب ما جاء في الرقاق وألا عيش إلا عيش الأخرة.
حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا ..
الشيخ : الرقاق يعني ما يرقق القلب ويلينه وذلك أن القلب قد يقسو بالمعاصي وكثرة الغفلة فيحتاج إلى شيء يرققه.
النصوص التي توجب رقة القلب يسميها العلماء الرقاق، لأنها ترقق القلب وتليّنه. نعم.
القارئ : حَدَّثَنَا المَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قال أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ وهُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ " وقَالَ عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
الشيخ : الله أكبر. صدق الرسول عليه الصلاة والسلام إن هاتين النعمتين لمغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ فإن كثيرا من الناس قد أضاعهما تمضي عليه الأيام الطويلة وهو صحيح البدن فارغ وتضيع عليه وهذا غبن بلا شك ولا يعرف هذا الغبن إلا إذا مرض، يقول كيف لم أفعل كذا في أيام صحتي، كيف راحت علي الأيام ويتبيّن له الغبن.
كذلك الفراغ ... أصل ما عنده شغل رزقه يأتيه على عتبة بابه لا يحتاج إلى طلبه -يرحمك الله- ثم إذا به ينشغل في طلب الرزق أو في غيره فحينئذ يذكر أنه مغبون فيما سبق حيث لم يعمل في وقت ذلك الفراغ ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( مغبون فيهما كثير من الناس ) وأفاد الحديث أن من الناس من لا إيش؟
السائل : يغبن.
الشيخ : من لا يغبن فيهما وهؤلاء هم أهل الحزم والعزم الذين يقدرون الأمور ويعرفونها ويعرفون أن الوقت أسرع مما يتصورون فكم من إنسان يستبطئ الأجل فإذا به قد حل وكم من إنسان يستبطئ زوال النعمة فإذا به قد زالت، يكون صحيح البدن يقول متى أكون شيخا أعجز عن العمل فإذا هو به يصاب بآفة تمنعه من العمل وهكذا الدنيا لا تأمنها لا تأمن الدنيا لذلك يجب على الإنسان أن يكون حازما كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) .