القارئ : باب ما جاء في الرقاق وأن لا عيش إلا عيش الآخرة . الشيخ : الرقاق يعني ما يرقق القلب ويلينه وذلك أن القلب قد يقسوا بالمعاصي وكثرة الغفلة فيحتاح إلى شيء يرققه النصوص التي توجب رقة القلب يسميها العلماء الرقاق لأنها ترقق القلب وتلينه .
حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن سعيد هو ابن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) قال عباس العنبري حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه سمعت ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
القارئ : حدثنا المكي بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الله بن سعيد وهو بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ ). وقال عباس العنبُري : حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه سمعت ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . الشيخ : الله أكبر ، صدق الرسول الله عليه الصلاة والسلام ، إن هاتين النعمتين لمغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ، فإن كتيرا من الناس قد أضاعهما تمضي عليه الأيام الطويلة ، وهو صحيح البدن ، فارغ وتضيع عليه ، وهذا غبن بلا شك ولا يعرف هذا الغبن اإلا إذا مرض ، يقول كيف لم أفعل كذا ؟ في أيام صحتي كيف راحت عليه الأيام ؟ ويتبين له الغبن كذلك الفراغ إذا صار ما عنده شغل رزقه يأتيه على عتبة بابه لا يحتاج إلى طلبه ثم إذا به ينشغل في طلب الرزق أو في غيره فحينئذٍ يذكر أنه مغبون فيما سبق حيث لم يعمل في وقت ذلك الفراغ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مغبون فيهما كثير من الناس) وأفاد الحديث أن من الناس من لا ، إيش ؟ من لايغبن فيهما وهؤلاء هم أهل الحزم والعزم الذين يقدرون الأمور ويعرفونها ويعرفون أن الوقت أسرع مما يتصورون فكم من إنسان يستبطئ الأجل فإذا به قد حل ، وكم من إنسان يستبطئ زوال النعمة فإذا به قد زالت ، يكون صحيح البدن يقول متى أكون شيخا أعجز عن العمل ، فإذا هو به يصاب بآفة تمنعه من العمل وهكذا فإن الدنيا لا تأمنها لاتأمن الدنيا لذلك يجب على الإنسان أن يكون حازما كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) . نعم
حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخره فأصلح الأنصار والمهاجره )
القارئ : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا غندر قال : حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجره ) .
حدثني أحمد بن المقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم حدثنا سهل بن سعد الساعدي كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وهو يحفر ونحن ننقل التراب ويمر بنا فقال ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره ) تابعه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
القارئ : حدثني أحمد بن المقدام قال : حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم قال : حدثنا سهل بن سعد الساعدي قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وهو يحفر ونحن ننقل التراب وبصر بنا فقال : ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة ) تابعه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . الشيخ : الخندق كان في سنة خمس من الهجرة حين تألب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاصروه في المدينة وخاف صلى الله عليه وسلم أن يدخلوا المدينة فاستشار سلمان الفارسي رضي الله عنه ماذا يصنع ؟ فأشار عليه بحفر الخندق فحفر النبي صلى الله عليه وسلم ما بين الحرتين ، لأن الحرة ما يمكن أن يأتوا منها لأنها صعبة على الإبل وعلى الأقدام ، فحفر ما ما بين الحرتين خندقاً لا يتجاوزه العدو وجعل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه يحفر الخندق يباشر هو بنفسه للدفاع عن أصحابه ، فكان يحفر وكان شعره كثيراً صلى الله عليه وسلم ، حتى رئي التراب على شعره عليه الصلاة و السلام وهو ينقل التراب أحيانا يحفر وينقل وهو يقول عليه الصلاة والسلام : ( اللهم لاعيش الإ عيش الآخرة ) . صدق ، عيش الدنيا يزول إما أن يزول عنك وإما أن تزول عنه ، لكن عيش الآخرة باق لايزول ، (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) . خير في هذا النعيم وأبقى في الدوام لهذا ينبغي للإنسان أن ينظر ماذا عمل لهذا العيش ، لا للعيش الزائل ، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ، أكثر الناس ينظر ماذا يعمل للعيش الزائل ، ولكن الحازم الذي يعمل للعيش الباقي ، لا عيش إلا عيش الآخرة ولهذا ماينبغي أن نأسف على مافاتنا من أمر الدنيا لأن هذا هو النتيجة حتما ، إما أن تزول عنه وأنت أشد ماتكون به تعلقا وإما أن يزول عنك ، لا بد من هذا ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يعجبه من الدنيا يقول : ( لبيك ، إن العيش عيش الآخرة ) . ترضية نفسية عجيبة ، لبيك ، إن العيش عيش الآخرة ، لأن النفس إذا رأت ما يعجبها في الدنيا ربما تنصرف تنصرف إلى ما رأت مالذي يجلبها زمام الخطام ، لبيك كأن هذا الإعراض يقابل بالتلبية يعني أجبتك ورجعت إليك ، ثم يوطن هذه النفس ويزهدها فيما رأت مما يعجبها من الدنيا فيقول : إيش ؟ إن العيش عيش الآخرة ، انظر لكل الذين عاشوا في الدنيا أعظم وأنعم ، إيش في الدنيا أين هم ؟ زالوا تحت الثرى هم وغيرهم سواء وربما يكون أسوء من غيرهم ، وانظر إلى من طلب عيش الآخرة ، نسأل الله أن يعينني وإياكم على طلبه كيف صارت لهم الذكرى الحسنة في الدنيا والجزاء الأحسن في الآخرة ، أبو هريرة رضي الله عنه في عهده خلفاء ، نعموا في الدنيا وأتتهم الدنيا وهي راغمة ولكن هل بقي ذكرهم كما بقي ذكر أبي هريرة ؟ لا مابقي ، أبو هريرة يذكر في كل مجلس علم وفي كل مسجد وفي كل خطبة ، كلما جاء حديثه وهؤلاء نُسوا ، هذا عيش الآخرة ، هذا النعيم ، اللهم اجعلنا ممن يكد له ،ثم قال : ( فاغفر للأنصار والمهاجره ) . هذا فيه جواز مراعاة الروي أو القافية أو السجع لأن من المعلوم أن المهاجرة أفضل من الأنصار ، المهاجرون رضي الله عنهم ، جمعوا بين الهجرة وترك الأوطان والديار ولاسيما أنهم تركوا أفضل بلاد الله وإيش ؟ ، والنصرة والأنصار أخذوا بالنصرة ، وحصل منهم رضي الله عنهم الإيثار الذي هم مضرب المثل فيه ، لكن المهاجرون مقدمون (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار )) لكن لامانع عندما نراعي سجعا أو رويا أن نقدم المفضول على الفاضل ، أرأيتم في سورة طه قدم هارون على موسى ، أليس كذلك ؟ القارئ : بلى الشيخ : مع موسى أفضل منه ويقدم عليه في بقية القرآن ، لكن من أجل ؟ القارئ : رؤوس الآيات الشيخ : من أجل مراعاة الفواصل ورؤوس الآيات ، إبراهيم مقدم على موسى (( إن هذا لفي الصحف الأولى ، صحف إبراهيم وموسى )) وفي سورة النجم قدم موسى (( أم لم ينبأ في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى )).
باب : مثل الدنيا في الآخرة. وقوله تعالى : (( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتريه مصفرا ثم يكون حطما وفي الأخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متع الغرور )) .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال رحمه الله تعالى : باب : مثل الدنيا في الآخرة. وقوله تعالى : (( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطما وفي الأخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متع الغرور )) . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، في هذه الآيات يبين الله عزوجل أن الحياة الدنيا لعب ولهو ، لعب في البدن ، ولهو في القلب ، وزينة في الظاهر ، وتفاخر في اللسان في القول ، كلٌ يفخر على الآخر ويعلو عليه، وتكاثر في الأموال والأولاد ، كلٌ يقول أنا أكثر منك مالاً وأنا أكثر منك ولداً أو أعز نفراً ، ومثلها (( كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج )) ، غيث : مطر ، أعجب الكفار نباته : أي مانبت منه ، والكفار قيل : هم الكفار الذين كفروا بالله لأنه لا يعجبهم من هذه الدنيا إلا مثل هذه المناظر ، وقيل : إن الكافر هو الزارع ، وقوله : ثم يهيج أي : يذوب ، يذوب بعد أن كان غضاً ، نشطاً ، طرياً ، فتراه مصفراً : يصفر ، ثم يكون حطاما يحطم بالأيدي والأرجل ، هذه مثل الدنيا ، هذا مثل الدنيا ترتفع وتزهو وتحسن وتزدهر وإذا بها منتكسة قد زالت عن آخرها ، أو زال الإنسان عنها ولهذا مافي يدك من الدنيا إما أن تزول عنه وإما أن يزول عنك ولا ثالث لهما ، قال الله تعالى : (( وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان )) . عذاب شديد لمن آثر هذه الحياة التي هي لعب ولهو وزينة وتفاخر ، ورضوان من الله لمن آثر الآخرة على الدنيا ، قال الله تعالى : (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )). وما الحياة الدنيا ، شوف الحصر ، (( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )) ، ما الحياة كلها إلا متاع الغرور يغتر بها صاحبها وقت من الزمن ثم تزول ، فهي غرور تغر صاحبها ، ويغتر بها وإذا هو وقع خال منها .
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها )
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : موضع سوط في الجنة .. الشيخ : سوط، ولا صوت ؟ القارئ : صوطٍ الشيخ : بالطاء ؟ القارئ : نعم الشيخ : أنا عندي صوت، ويش الي عندك ؟ القارئ : حديث ابن عمر : " كن في الدنيا كأنك غريب " الشيخ : قبله القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، موضع صوت بالتاء الشيخ : صوت ؟ القارئ : نعم الشيخ : ما تكلم عليها ؟ القارئ : لا ما تكلم ، قال : موضع صوت في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، ولغدة بالام الشيخ : هذا من هو؟ القارئ : القسطلاني الشيخ : المعروف لموضع سوطٍ في الجنة هذا المعروف لكن إن صح اللفظ صوت فالمراد به والله أعلم يعني مدى الصوت ، يعني ما يصل إليه الصوت ، لكن لا بد أن تحرر ،أما السوط فمعروف ، السوط ، موضع السوط يعني مثل العصا متر تقريبا ،خير من الدنيا وما فيها ، الدنيا كلها ليست دنياك التي تعيشها ، ولا الدنيا التي يعيشها الناس في وقتهم ، الدنيا من أولها إلى آخرها بما فيها من الأموال والبنين والقصور والمراكب وغير ذلك ، سوط في الجنة موضعه خير من الدنيا وما فيها .
القارئ : شرح لنا السوط الشيخ : صوت؟ القارئ : لا بالطاء الشيخ : ويش يقول ؟ القارئ : يقول : واقتصر على ذكر حديث سهل بن سعد موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها فإن قدر السوط من الجنة إذا كان خيراً من الدنيا فيكون الذي يساويها مما في الجنة قدر دون السوط فيوافق ما دل عليه حديث .. الشيخ : قدر إيش ؟ القارئ : قدر السوط ، دون قدر السوط الشيخ : قدر؟ القارئ : دون قدر السوط ، بالطاء ، الشيخ : السوط نعم، القارئ : وقد تقدم شرح قوله لغدوة الشيخ : أما قوله : (لغدوة في سبيل الله أو روحة ) الغدوة يعني المكث أول النهار ، والروحة :المكث آخر النهار، وقوله : (في سبيل الله ) يعني في الجهاد (خير من الدنيا وما فيها) كما سبق ، نعم . القارئ : قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( موضع سوط في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها ولغدوة في سبيل الله أو روحة خيرٌ من الدنيا وما فيها ).
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي عن سليمان الأعمش قال حدثني مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك
القارئ : باب : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) .حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي عن سليمان الأعمش قال : حدثني مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) وكان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " . الشيخ : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبه من أجل أن ينتبه لما يقول ، وقوله : (كأنك غريب أو عابر سبيل ) الفرق بينهما أن الغريب المقيم في البلد الذي ليس وطناً له وعابر السبيل الذي مر بالبلد وهو سائر أي أنك لا تتخذ الدنيا وطناً ، لأن الناس ثلاثة أقسام : مستوطن ، وعابر سبيل ، والثالث مقيم ، مقيم لكنه غريب ، مقيم لكنه غريب ، فيقول كن في الدنيا كأنك غريب أي مقيم في غير وطنك ، أو عابر سبيل مسافر ، مررت بالبلد وأنت تأخذ حاجة وتمشي ، الثالث من ؟ المستوطن يعني لا تكن مستوطنا لأنها ليست دار وطن ولهذا تأثر ابن عمر بهذه الوصية كان يقول : " إذا امسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء " يعني اعمل اعمل ، لا تقول أترك عمل الصباح لآخر النهار ، أو عمل آخر النهار لعمل الصباح ، اعمل لا تنتظر لأنك لا تدري هل تدرك الصباح إذا أمسيت، أو المساء إذا أصبحت " وخذ من صحتك لمرضك" الإنسان ليس دائما صحيحا ، يمرض فيعجز عن الوظائف الدينية التي كان يفعلها في حال صحته " خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " وموتك أطول من حياتك بكثير ، إذا عمرت ستعمر مثلاً مئة وخمسين سنة قل هكذا ، لكن كم من الناس الذين ماتوا ؟ آلاف السنين، آلاف السنين ، إذن موتك أكثر من حياتك فخذ من حياتك لموتك ، وهذه وصية من ابن عمر رضي الله عنه وصية نافعة ، تزهد في الدنيا ، يقول بعض الناس يروي حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) هذا أولا ليس بحديث ، ليس بحديث، وثانيا معناه ليس على مايظن بعض الناس ، لأن معنى قول اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا : يعني لا تهتم الذي مايبغى اليوم أجله لبكرة ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً يعني لا تؤخر ، عمل الآخرة لا تؤخره كأنك تموت غداً فاعمل اليوم عمل اليوم، لكن الدنيا خذها على التراخي ، الدنيا دعها على التراخي ، وليس كما يظن بعض الناس ، أن المعنى أحكم عمل الدنيا ، ولا تهتم بعمل الآخرة لأن عمل الآخرة لا تظهر ثمرته إلا بعد الموت ، فمعنى هذه الكلمة ، أنه ينبغي للإنسان في أمور الدنيا أن لا يهتم بها ، ما لا يكون اليوم ، يكون غداً ،كأنك تعيش أبداً ، أما الآخرة فاهتم بها ولا تضيعها ، لا تؤخر عمل اليوم لغدٍ .
بالنسبة لحديث إعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً بعض الدعاة يذكرونه هذا على أنه حديث ولا يتحرون في ذلك هل يأثمون إذا قالوا قال رسول الله ؟
السائل : بالنسبة للحديث الذي ذكرتموه الشيخ : أي ؟ السائل :( اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً ) الشيخ : هذا ليس حديث جزاك الله خير، السائل : الناس يقولونه .. الشيخ : هذا حديث حديث ، السائل : بعض الدعاة يذكرونه هذا على أنه حديث ولا يتحرون في ذلك هل يأثمون إذا قالوا قال رسول الله ؟ الشيخ : إي نعم ، (من حدث عني بحديث كذب يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين )
قوله كأنك غريب تشبيه لماذا لم يقل كن في الدنيا غريب ؟
السائل : قوله : (كأنك غريب) لماذا لم يقل كن في الدنيا كأنك غريب أليس أبلغ من كأنك غريب ؟ الشيخ : ايش ؟ السائل : قوله كأنك غريب هذا تشبيه ، لماذا لم يقل كن في الدنيا غريب ؟ الشيخ : لأنه ليس غريب الإنسان ، قد يكون مستوطن في بلده إي نعم ،لأن المستوطن يستقر، والغريب ماهو مستقر ، حتى لو كان مثلاً في بلد أقام أربعة أيام أو خمسة أيام تجده مستوحشا ، حتى الناس كل من مر به يطالع في وجهه ، من هذا ؟ السائل : قصدي ياشيخ يعني هو قال : (كأنك غريب) ، الغريب ماتدوم غربته ، الشيخ : كيف ماتدوم ؟ السائل : كأنك غريب يعني ما يدوم الشيخ : يعني معناها إنك في الدنيا لا تستوطن فيها ولا تعد بها وطنا فأنها ماشية .
باب : في الأمل وطوله. وقول الله تعالى : (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )) . وقوله : (( ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهيهم الأمل فسوف يعلمون )) . وقال علي بن أبي طالب: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل . (( بمزحزحه )) : بمباعده .
القارئ : باب : في الأمل وطوله. وقول الله تعالى : (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))(( ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون )) . الشيخ : إيش ؟ أعد ذرهم القارئ : (( ذرهم ياكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون )، قال الشيخ : مافيها واو يأكلوا ؟ القارئ : بلى فيها واو الشيخ : نعم . القارئ : وقال علي بن أبي طالب : " ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل " . (( بمزحزحه )) بمباعده . الشيخ : هنا قال الله تعالى : (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) صدق الله عز وجل ، هذا الفوز ليس الفوز أن تفوز بشيء من الدنيا الفوز أن تزحزح عن النار وتدخل الجنة ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه) ، هذه من أسباب حصول الزحزحة عن النار ودخول الجنة (( وما الحياة الدنيا إلامتاع الغرور )) : سبق نظيرها ، وقوله : (( ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهم الأمل فسوف يعلمون )) هذا تهديد لهم ، يعني ذر هؤلاء المكذبين يأكلوا من نعم الله ويتمتعوا بها ويلههم الأمل ، يقول غداً أتوب غداً أتوب، وإذا بالأجل قد حضر فسوف يعلمون ، وقال الله تعالى في سورة الشعراء،(( أيحسبون أنما نمدهم )) في سورة الشعراء، أم المؤمنون ؟ القارئ : المؤمنون ، الشيخ : نعم (( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات ، بل لا يشعرون ))((نسارع لهم بالخيرات بل لا يشعرون )) أما أثر علي رضي الله تعالى عنه فهو معلق كما تعرفون ، والمعلق حكمه الضعف ، لكن البخاري إذا جزم بالمعلق فهو عنده صحيح .
حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني أبي عن منذر عن ربيع بن خثيم عن عبد الله رضي الله عنه قال خط النبي صلى الله عليه وسلم خطًا مربعاً وخط خطًا في الوسط خارجاً منه وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال ( هذا الإنسان وهذا أجله محيط به أو قد أحاط به وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا
القارئ : حدثنا صدقة بن الفضل قال : أخبرنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال : حدثني أبي عن منذر عن ربيع بن خثيم عن عبد الله رضي الله عنه قال : خط النبي صلى الله عليه وسلم خطًا مربعاً وخط خطًا في الوسط خارجاً منه وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط عن جانبه الذي في الوسط وقال : ( هذا الإنسان وهذا أجله محيط به أو قد أحاط به وهذا الذي هو خارجٌ أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا ). الشيخ : الله أكبر.
حدثنا مسلم حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطاً فقال ( هذا الأمل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب )
القارئ : حدثنا مسلم قال : حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس رضي الله عنه ، قال : خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطاً فقال : ( هذا الأمل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب ). الشيخ : الله أكبر. هذا ضرب مثل من النبي عليه الصلاة والسلام بالشكل خط خطاً مربعاً يعني ذو خطوط أربعة متصل بعضها ببعض وخط في الوسط خطاً خارجاً منها بارزا ، وخط حوله خطوطاً ، أنظر الأمل زائد على ما قدر، أمل الإنسان زائد على ما قدر له فالخطوط الأربعة محيطة به ما يمكن يخرج عنها لكن أمله بعيد، يمكن أمل الإنسان أن يعيش عشرين سنة، ولا يعيش ولا شهر شهراً واحداً ، فالأمل خارج عن الحد والأجل محيط به من كل جانب ، الأعراض التي تؤدي إلى حلول الأجل على اليمين واليسار إن سلم من شيء نهشه الآخر حتى يقضي عليه ، فيتبدد الأمل ويضيع ، إذن علينا أن نبادر الأجل قبل أن يحل بنا، أما الأمل فإنه يكون بعيداً وبعيداً ولكن لا يدري الإنسان ، كمن إنسان أمّل أن يأتي أهله ويتغدى أو يتعشى فإذا به لا يتغدى ولا يتعشى . الله المستعان نعم .
السائل : أحسن الله إليك ،ذكر عندنا خمسة أشكال وصفها في الشرح ، ما أصوبها . الشيخ : طيب خط خطاً مربعاً واضح المربع ؟ السائل : إي نعم الشيخ : يقول الحديث : وخط خطاً في الوسط خارجاً منه ، وسط المربع خارجاً منه ، تصورتها الآن ؟ السائل : نعم الشيخ : طيب وخطّ خططاّ أو خطوطاّ صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط ، نعم ، واضح ؟ السائل : آخر شيء الشيخ : طيب المربع الآن ، أمامكم مربع ، نعم ، هذا المربع . السائل : على الصبورة الشيخ : لا ما تحتاج المسألة واحدة ، خط بالوسط ظاهر بارز يقول خط خطوطاً صغاراً في الوسط ، إلى هذا الذي في الوسط يعني متجهة إلى هذا الوسط من جانبه الذي في الوسط ، ليس من جانبه الخارج ، من جانبه الذي في الوسط ، وقال هذا الإنسان ، وهذا أجل محيط به أو قد أحاط به ، وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، واضح . السائل : الخطوط الصغيرة يا شيخ . الشيخ : الخطوط الصغيرة واحد على يمنه ويسار السائل : داخل المربع ؟ الشيخ : داخل المربع ، نعم أي داخل المربع ، ولهذا قال : (من جانبه الذي في الوسط ) السائل : يعني المربع حياته الشيخ : نعم ، المربع هذا الأجل محيط به ، يعني مدته ، ما يمكن أن يزيد عليه . السائل : يعني الأمل أكثر ؟ الشيخ : الأمل زائد على الأجل ، الإنسان يقدر على عيشه خمسين سنة وهو ما يعيش ولا سنتين ، واضح ، الأعراض على اليمين واليسار في الخط ، إن سلم من اليمين أصابه الذي في اليسار ، إن سلم من اليسار أصابه الذي في اليمين أمام خطوط هذه ... قيل هذه صفة الخلق ، ... مع اليمين الأول ، الذي فوق ، هذا يناسبه الحديث ولا لأ ؟ السائل : ما يناسب الشيخ : ما يناسبه لأنه يقول : من جانبه الذي في الوسط ، وهذا شكله خطوط بره ، طيب بعدين وقيل صفته هكذا ، يعني جعل الخطوط كلها بره ، هذا أيضا ما يناسبه ، وقيل صفته هكذا أيضا ما يناسبه ، لأن الأمل ما ظهر ، السائل : ... الشيخ : الثالث من اليمين الآن بدأنا من اليمين الأول فالأول ، وقيل صفته هذا ما يستقيم أبدا بعيد ، طيب وقيل صفته السائل : ... الشيخ : إيش؟ السائل : آخر واحد الشيخ : لا ليس آخر واحد الذي قبله الذي على اليساء الثاني يسار السائل : هذه الخطوط بره الشيخ : هذه الخطوط بره ؟ ما بينها وبين إلي فوقها فرق إلا أن الخط هذا أحد المربعات مفتوح عندي . السائل : أي نعم الشيخ : هذايعد غير مستقيم ورسمه ابن التين هكذا ، حتى هذا أيضاً ليس بصحيح . السائل : العيني يا شيخ رسمه رسم زين . الشيخ : هذا صحيح ، العيني ، كلام العيني أحسن ما في إلا راسمين فقط السائل : القسطلاني ثلاث الشيخ : مثل الفتح ؟ الشيخ : إيه لا ما يستقيم هذا بعيد ، لا أحسن شيء العيني أقرب شيء العيني السائل : المربع يشمل المستطيل يا شيخ ؟ الشيخ : نعم ؟ السائل : المربع .
باب : من بلغ ستين سنة، فقد أعذر الله إليه في العمر. لقوله : (( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير )) : يعني الشيب .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، قال البخاري رحمه الله تعالى : باب : من بلغ ستين سنة، فقد أعذر الله إليه في العمر. لقوله تعالى : (( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير )) الشيخ : قوله تعالى : (( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير )) هذا فيه توبيخ أهل النار ، ستقام عليهم الحجة من وجهين ، الوجه الأول :كوني ، والثاني : شرعي ، أما كوني فإن الله أمدهم في العمر حتى بلغوا عمراً يتذكر فيه المتذكر يعني لم يعاجلهم بالموت حتى يقولوا والله إننا لم نعط فسحة نتذكر فيها ، بل أعطوا مهلة يتذكرون فيها ويشمل هذا طول العمر ، والحوادث التي تجدها على الإنسان والمصائب ليتعظوا بها ، لأن المصائب يجب أن تكون موعظة للقلوب ، يتعظ بها الناس لأن الله تعالى يقول : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) فهذا أيضا مما يعمر فيه الإنسان عمراً يتعظ فيه . أما الشرعي الحجة الشرعية فقال: (( وجاءكم النذير )) وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ، والخطاب لكل أمة بحسبها ، فالنذير لأمة محمد صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي صلوات الله وسلامه عليه ، وغيره من الأمم غير هذه الأمة من الأمم نذيرهم رسولهم ، كل أمة خلا فيها نذير وقامت عليها الجحة ، فهم إذا وبخوا هذا التوبيخ إزدادوا حسرة والعياذ بالله ، وقالوا يا أسفا ، ياحسرة ، كيف لم نتعظ ، جاءنا النذير وعمرنا عمراً نتمكن فيه من الإتعاظ والموعظة .
حدثني عبد السلام بن مطهر حدثنا عمر بن علي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنةً ) تابعه أبو حازم وابن عجلان عن المقبري
القارئ : حدثني عبد السلام بن مطهر حدثنا قال : عمر بن علي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلّغه ستين سنةً ) تابعه أبو حازم وابن عجلان عن المقبري. أعذر الله إليه يعني أعطاه عمراً يكون فيه العذر ، العذر يعني عذر الله عزوجل يعني أن الله تعالى أقام عليه الحجة فلم يكن له عذر عند الله عزوجل .
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين في حب الدنيا وطول الأمل ) قال الليث حدثني يونس وابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد وأبو سلمة
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين في حب الدنيا وطول الأمل ) قال ليث عن يونس وابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد وأبو سلمة.
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان حب المال وطول العمر ) رواه شعبة عن قتادة
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين في حب الدنيا وطول الأمل ) قال ليث عن يونس وابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد وأبو سلمة. وحدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا هشام قال : حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنتان حب المال وطول العمر ) رواه شعبة عن قتادة. الشيخ : الله أكبر ، صدق الرسول عليه الصلاة والسلام ،كلما كبر الإنسان ازداد حبا في الدنيا وازداد أمله ، فتجد العمر غاليا جدا عند الكبير ، وتجده عند الصغير رخيصا ، الصغير يبذل يفسه ولا يهتم ، ولكن الكبير يشح في العمر ، كلما طال عمره ازداد قوة في الأمل ، والحديث الأول يقول حب في الدنيا والثاني يقول حب المال ، والأول : أشمل وأعم ، لأنه يشمل حب الدنيا في القصور والفخر والمال والجاه والرئاسة والنساء وغير ذلك ، والثاني حب المال : أخص فالأول أعم ، وهذا هو الواقع ، ولهذا يذكر أن رجلاً قيل له يا أبا فلان : بلغت ثلاثاً وستين سنة وهي عمر النبي صلى الله عليه وسلم وفيها بركة ، قال : نعم في عمر النبي صلى الله عليه وسلم بركة ولكن نبدأ من اليوم ، يعني إذا بدأنا من اليوم كم يكون له ؟ مئة وستة وعشرين يريد مئة وستة وعشرين سنة ما أرضاه ثلاث وستين سنة يعني يقول أن عمر النبي صلى الله عليه وسلم خير وبركة لكن نبدأ من اليوم .
السائل : شيخ تفسير النذير في وجاءكم النذير بالشيب ؟ الشيخ : لا الصحيح أن مراد بالنذير الرسل ، فتقام عليهم الحجة بالأمرين أنهم أمهلوا عمراً يتذكروا فيه ، والثاني النذير .
نجد أكثر الناس إذا طال عمره يصغره أمام الناس ولا يقول عمره الحقيقي فهل يدخل في حب الدنيا ؟
السائل : نجد أكثر الناس إذا سئل عن عمره يصغر نفسه يكره أن يقول عمره الحقيقي للناس ؟ الشيخ : حب الإنسان أن يبقى شاب ، ولهذا يقول إسأل الصدوق عن عمره يكذبك ، نعم ، الصدوق لا تسأله ، هاد شيء طبيعي فطري ، كل إنسان يود أن يكون شاباً ، كما قال الشاعر : " ألا ليت الشباب يعود يوما ، فأخبره بما فعل المشيب " .
السائل : من بلغ ستين سنة ... إلا وعمره فوق الستين ... ؟ الشيخ : أي ربما ربما ، لكن الكلام عن الغالب. السائل : لكن تكون حجة على كل من بلغ الستين الشيخ : لا ، معناها إنه الإنسان الذي عمر ستين سنة، وعنده النذير أقامت عليه الحجه ما لو عذر.
إذا بلغ الإنسان خمسين وجاءه النذير هل عليه الحجة ؟
السائل : إذا بلغ الإنسان خمسين وجاءه النذير في العشر سنوات ... ؟ الشيخ : يكفي ، يعني هو ليس المقصود إن النذير يمتد إلى ستين سنة ، المقصود أن الانسان الذي بلغ ستين سنة يعرف أنه قارب الى الموت الآن فيجب عليه أن يتعظ بالنذير .
القارئ : قوله : ( قد أعذر الله) ، الإعذار إزالة العذر ، والمعنى أنه لم يبقى له اعتذار، كأن يقول لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به ، يقال أعذر إليه إذا بلّغ أقصى الغاية في العذر ومكنه منه ، وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر الذي حصل له ، فلا ينبغي له حينئذٍ إلا الإستغفار والطاعة والإقبال على..