تتمة القراءة من الشرح .
الشيخ : يعني هو على ما قلنا إن الله أمده بعمر لا يكون له فيه عذر عند الله عز وجل .
باب : العمل الذي يبتغى به وجه الله. فيه سعد
الشيخ : قوله : " فيه سعد " يشير إلى حديث سعد بن أبي وقاص الطويل المشهور أنه مرض في مكه وجاءه النبي صلى الله علية وسلم يعوده فقال يا رسول الله : " إنني ذو مال يعني ذو مال كثير ، ولا يرثني إلا ابنة ل "ي يعني لا يرثه من الأولاد إلا بنت فقط ، والباقي بنو عمه ، " أفأتصدق بثلثي مالي " ثلثي يعني اثنين من ثلاثة ، قال : ( لا ) قال : " فالشطر " يعنى النصف، قال : ( لا ) قال : " فالثلث " قال : ( الثلث والثلث كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ) ثم قال : " يا رسول الله أخلف بعد أصحابي " يعني أموت في مكه وأنا مهاجر منها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي فيه وجه الله إلا ازددت فيه رفعة ودرجة ، ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ) ، تخلف يعني تبقى في الدنيا تعمر حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ، فكان الأمر كما توقع النبي صلى الله عليه وسلم تخلف سعد وعُمّر وحصل على يديه فتوحات كثيرة في فارس رضي الله عنه ، ومات عن سبعة عشر ابنا واثنتي عشرة امراة بنتا ، وكان في ذلك الوقت ليس عنده إلا بنت واحدة فصار عنده سبعة عشر ابنا واثنتي عشرة بنتاً ،وعُمّر ، فالمهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به رفعة ودرجة ، وقال له : ( إنك لن تنفق نفقة ،ت بتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك ) إقرأ الحديث علي
القارئ : حديث سعد ،
الشيخ : إي نعم،
القارئ : أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه له بنت وأنه يريد أن يوصي بثلثي ماله
الشيخ : يوصي أم يتصدق ؟
الطالب : يتصدق ؟
الشيخ : الذي قلت أنا هل قلت يوصي أو قلت يتصدق
القارئ : لا أعلم
الشيخ : لا تعلم ، أنا أريد أن تعلم حط بالك
القارئ : إن شاء الله .
فوائد الباب .
وفي هذا دليل على أنه ينبغى للإنسان إخلاص النية وأن يستحضر دائماً أنه يريد بعمله وجه الله والناس في الحقيقة ينقسمون في هذا الباب إلى ثلاثة أقسام :
_ قسم غفلوا عن النية فصارت عباداتهم عادات .
_ وقسم تذكروا فصارت عاداتهم عبادات .
_ وقسم بين هؤلاء وهؤلاء فصارت عباداتهم عبادات وعاداتهم عادات .
والكُمّل من ؟ الذين تذكروا حتى صارت عاداتهم عبادات كيف تكون عاداتهم عبادات ؟ الأكل والشرب والنوم والنكاح وما أشبه ذلك كل هذا عادات ؟ فإذا نوى الإنسان به التقرب إلى الله عز وجل صار عبادة وانتفع به وصار إن تغدى أو تعشى سمى الله عند الأكل وحمد الله عند الانتهاء وكذلك في الشرب ، ونوى بأكله التقوي على طاعة الله ونوى بذلك التنعم بكرم الله عز وجل وجوده وفضله صار العشاء عبادة ، أما القسم الثاني الطرف الثاني فتجده يأتي يصلي يتوضأ ويأتي يصلى على العادة عادته إذا قام راح توضأ وصلى وهكذا لا يستحضر أنه جاء المسجد ليعبد الله ويقف بين يديه ويناجيه بكلامه ودعائه فيكون عنده غفلةكثيرة تنقلب عباداته عادات ، أما الوسط فهم العبادة للعبادة والعادة للعادة ، هؤلاء لا شك أنهم أتوا بالواجب وقاموا به لكن الأولون هم الكمل .
حدثنا معاذ بن أسد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني محمود بن الربيع وزعم محمود أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال وعقل مجة مجها من دلو كانت في دارهم قال سمعت عتبان بن مالك الأنصاري ثم أحد بني سالم قال غدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي به وجه الله إلا حرم الله عليه النار )
الشيخ : الله أكبر ، أما حديث محمود بن الربيع فإنه عقل مجة ، مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه ، من دلو في داره ، وكان له خمس سنوات كما في صحيح البخاري ، مرّ علينا سابقا ، فأخذ من ذلك العلماء أنه يمكن أن يكون التمييز لأقل من سبع سنوات لأن محموداً عقل النبي صلى الله عليه وسلم ، وعقل هذه المجة ، وأنها من دلو ، وأنها كانت في دارهم كل هذا تمييز ، ولهذا كان الصحيح أن التمييز هو معرفة الخطاب ورد الجواب ، ولكن الغالب أنه يكون بعد سبع سنين وثم ذكر حديث عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه : أنه قال : " غدا علي رسول الله "يعني أتاني غدوة ، وكان قد طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يحضر إلى داره ، ليصلي في مكان يتخذه عتبان ، مصلىً له ، لأن عتبان كفّ بصره ، وصار لا يستطيع المجيء إلى المسجد ، فغدا عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن أول ما دخل قال :( أين تريد أن أصلي ؟ ) ، قبل أن يقدم إليه طعام ضيافة ، وقد إستنبطنا من ذلك ، أنه ينبغي للإنسان إذا أراد عملاً ، أن يبدأ به قبل كل شيء ، لأنه هو المقصود ، ثمّ يأتي ما بعده نافلة ، ثم ذكر هذا الحديث العظيم البشرى ، نسأل الله أن يحققه لنا ولكم يقول : ( لن يوافي عبدٌ يوم القيامة ) يعني لن يوافي الله ويقابله ، يقول لا إله إلا الله يبتغي به وجه الله إلا حرم الله عليه النار ، الله أكبر ، ما يكفي القول ، بل لابد من الإخلاص يبتغي به وجه الله ، أما مجرد القول فإنه يقع حتى من المنافق ، (( إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا )) ، فالمنافقون يذكرون الله (( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم )) كلام جيد ، فصيح ، بين إذا سمعه الإنسان قال ماشاء الله ، هذا المؤمن البالغ في الإيمان غايته ، إن يقولوا تسمع لقولهم : من شدة ما يقولون وبيانه وفصاحته ، حتى يأتون للرسول صلى الله عليه وسلم يقولون : نشهد إنك لرسول الله ، يشهدون ويؤكدون الشهادة ، بقسم إنك لرسول الله ما أحلى هذه الكلمة لكن استمر ((والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)) ، شهادة بشهادة ، أيهما أقوى ؟ شهادة الله ، نشهد والله إن المنافين لكاذبون ، لو حلفوا ألف مرة بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فهم منافقون ، نسأل الله العافية ، فإذا قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله حرّم الله عليه النار ما عاد تأكله النار أبداً ، حتى لو فرض أنه دخل النار في ذنوبه فإنها لن تؤثر عليه النار شيئاً ، إن فرض ، مع أن ظاهر الحديث أنه لا يدخلها ، ولكن لابد من هذا الشرط ، يبتغي به وجه الله ، يبتغي به وجه الله ، وما أشد هذا الشرط ، إن هذا لشرط عظيم شديد جداً جداً ، قال بعض السلف : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص " وصدق رحمه الله الأعمال البدنية سهلة ، كلنا يستطيع أن يتوضى ويصلي ويصوم ويحج ويتصدق ، سهلة هذه ، لكن الأعمال القلبية هي الصعبة نسأل الله أن يعيننا عليها ، هي الصعبة ، هي التي لا يكاد أحد يقوى عليها ولهذا هذا الرجل من السلف يقول : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص " وهذا معنى قوله : ( يبتغي وجه الله ) .
4 - حدثنا معاذ بن أسد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني محمود بن الربيع وزعم محمود أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال وعقل مجة مجها من دلو كانت في دارهم قال سمعت عتبان بن مالك الأنصاري ثم أحد بني سالم قال غدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي به وجه الله إلا حرم الله عليه النار ) أستمع حفظ
الرد على من استدل بهذا الحديث أن تارك الصلاة لا يكفر .
القارئ : النار
الشيخ : نعم النار ، حرم الله عليه النار ، فهو دليل على أن تارك الصلاة لا يكفر ، ولنا على ذلك جوابان ، أو لنا عن ذلك جوابان :
الجواب الأول : أن هذا القيد يمنع أن يترك الصلاة ، بل يمنع أن يترك الزكاة والصوم والحج ، لأن كل أحد يبتغي شيئا لابد أن نطلب الوصول إليه بكل ، بكل وسيلة ، فهل من طريق للوصول إلى الله أن تدع الصلاة ، أبداً ، أنت إذا كنت مثلاً تبتغي مالاً هل تعمل للحصول على هذا المال ؟
القارئ : نعم
الشيخ : ولا لأ ؟ لابد أن تعمل ، الذي يبتغى وجه الله ، لا بد أن يعمل للوصول إليه ولهذا هذا القيد ، يخرج من ترك الصلاة لأن من ترك الصلاة وادعى أنه يبتغي بقول لا إله إلا الله وجه الله قلنا له : كذبت ، لو كنت تبتغي وجه الله لعملت له
الوجه الثاني : أن نقول هذا عام ونصوص ترك الصلاة خاصة ، يعني ما قال هذا ولو ترك الصلاة ، لو قال ولو ترك الصلاة قلنا نعم ، لكن هذا عام يشمل من ترك جميع الأعمال فيخرج من ترك الصلاة بالنصوص الدالة على أن تركها كفر ، والذي يستدل بهذا الحديث بليته كبلية غيره أنه اعتقد قبل أن يستدل ، وهذه البلية بلية عظيمة ، نسأل الله أن ينجينا منها ، أنك تعتقد ثم تستدل ، ثق أنك إذا اعتقدت ثم استدللت فسوف تلوي أعناق النصوص إلى ما اعتقدت ، لكن اجعل نفسك بين يدي النصوص كالميت بين يدي الغاسل ، لا تحرك شيئا ، كأنك خلقت الآن من أجل إيش ؟ أن تتكيف مع أي شيء ؟ مع النصوص ، لا تحمل عقيدة ، فإن حمل العقيدة قد يؤدي بالإنسان إلى الهوى كما يوجد من تصرفات بعض الفقهاء ، فقهاء أجلاء ، علماء أجلاء ، تجدهم من أجل اتباع مذهب من المذاهب ، يلوون النصوص ، يلوون أعناقها ، لتوافق ما ذهبوا إليه ، ومن أقرب النتائج لذلك أن من الفقهاء من قال : أن رجل لو تطهر بفضل طهور المرأة كان ذلك حراما عليه ولم يرتفع حدثه أنتم فاهمين معي ؟
القارئ : نعم
الشيخ : يعني مثلاً امرأة توضأت من قدر ثم جاء رجل بعد أن توضأت وأراد أن يتوضأ منه ، قالوا لا يجوز ، لا يجوز أن يتوضأ ، ولو توضأ ما صح وضوؤه ، طيب ولو توضأ رجل فجاءت إمرأة فتوضأت بفضل وضوؤه فلا بأس بذلك ويرتفع الحدث ويش الدليل ؟ قال : لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لايتوضأ الرجل بفضل طهور المرأة ولا المرأة بفضل طهور الرجل ) فنهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ الرجل بفضل طهور المرأة ، ماذا نقول ؟
القارئ : المرأة كذلك
الشيخ : نقول ونهى أيضاً المرأة أن تتوضأ بفضل طهور الرجل ، أنت إما أن تقول بهذا و هذا وإلا ، نعم يعني يجب عليك أن تسوي بين أمرين ، والعجب أن النهي عن توضؤ الرجل بفضل طهور المرأة قد وردت السنة بجوازه ، قد وردت السنة بجوازه ولم ترد السنة بجواز توضؤ المرأة بفضل طهور الرجل ، ما هي السنة ، السنة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتوضأ من جفنة _جفنة يعني : إناء كبير _ وكانت قد اغتسلت به منه بعض نسائه ، فأراد أن يغتسل منه ، فقالت له بعض نسائه إني كنت جنباً واغتسلت منه ، قال : إن الماء لا يُجنِب واغتسل منه ) إذن اغتسل بفضل ؟
القارئ : طهور المرأة
الشيخ : طهور المرأة ، اغتسل بفضل طهور المرأة ، وهذا دليل على الجواز ، وربما نقول إن هذا يدل على جواز توضؤ الرجل بفضل طهور المرأة والعكس أيضا لأن قوله : (إن الماء لا يجنب) ، علة ، تشمل هذا وهذا ، على كل حال أنا أردت أن أضرب لكم مثلا والأمثال كثيرة ، أن بعض أهل العلم ، إذا ذهب مذهبا من المذاهب وأتى على النصوص حاول أن يغير النصوص من أجل موافقة المذهب، وهذه علة نسأل الله السلامة منها ، والواجب أن الإنسان يكون أمام النصوص ساذجاً ،كأنه ولد الآن حتى يكون متبعاً للنصوص ولا تكون النصوص متبعة له .
قول أن الله معذور هل يصح ؟
الشيخ : لا ليس بصحيح ، هذا ليس بصحيح ولا فيه محظور إطلاقا ، يعني أن الله سبحانه وتعالى أعطي الإنسان ما يكون به العذر ، يعني كأنه يقول كيف تقول إن الله معذور ما في مانع ، إن الله أقام الحجة لئلا يكون عليه الحجة لإن الله قال في القرآن : (( لئلا يكون للناس على الله حجة )) إذن لو لم يأت الرسل يكون الله محجوجاً ولا لأ ؟ يكون محجوجاً ، ما في مانع .
بعض الناس يفعل الطاعات لتتيسر له أمور لأن الله تعالى يقول (( ومن يتقي الله يجعل له من أمره يسرا )) وبعض الناس يفعل الطاعات لأجل أن يحبه الناس فهل يصح هذا ؟
الشيخ : نعم ، سمعتم كلامه ؟ يقول بعض الناس يفعل الطاعات يفعلها لتتيسر له أمور الدنيا ، لأن الله يقول : (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )) ، نعم صحيح ، وبعض الناس يفعل الطاعات لأجل يحبوه الناس لأن الله يقول : (( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل الله لهم الرحمن وداً )) ، نقول إنه لا شك هذه نية قاصرة ، هذه نية قاصرة ، حتى أن بعض الناس ، بعض العلماء جعلها من إرادة الإنسان بعمله الدنيا ، فأنت اقصد وجه الله ، وثواب الآخرة ويأتيك ثواب الدنيا ، لا يمنعك كرجل غزا يريد الغنيمة ورجل غزا يريد الجهاد في سبيل الله فأتته الغنيمة ، واضح ، رجل طلب العلم لينال الشهادة، وآخر طلب العلم للعلم فأتته ، الشهادة .
7 - بعض الناس يفعل الطاعات لتتيسر له أمور لأن الله تعالى يقول (( ومن يتقي الله يجعل له من أمره يسرا )) وبعض الناس يفعل الطاعات لأجل أن يحبه الناس فهل يصح هذا ؟ أستمع حفظ
إبتغاء وجه الله عز وجل ألا يحصل إذا عمل الإنسان الأعمال الصالحة والطاعات سراً ؟
الشيخ : يحصل
السائل : يعني ما صار فيه شدة
الشيخ : لا لا ، فيه هذا عمل البدن سهل إنك تختفي ، عمل البدن لكن ربما يدخل الشيطان من ناحية ثانية
السائل : ما يدخل
الشيخ : بل يدخل عليك ، يقول أنت اختفيت عن الناس من باب المراءاة يعني لأجل أن يقال : ماشاء الله هذا الرجل يعمل سرا ويخفي عبادته ، فالشيطان يدخل على بني آدم أو تريد مثل ما ذكر الأخ سامي
السائل : لا ، يعني ما يجعل ما يحسون بأنه اختفى
الشيخ : على كل حال هذا صعب ، هو صعب ، وإذا يسره الله هو طيب إذا يسره للإنسان هذا طيب
السائل : لكن أحسن أنه يختفي فجأة هكذا
الشيخ : لا ، الأحسن إنه يفعل الخير ، سرا أو علنا لأن الله امتدح الذين ينفقون سرا وعلانيه ، قد يكون الإنسان عنده من الإخلاص أكمل الإخلاص وهو يفعل الشيء ظاهراً ، يفعله لأجل الناس يقتدون به وينتفعون به قد يكون رجل أمة ، يعني رجل إمام ، الناس يقتدون بفعله ، يقتدون بقوله ، فيحب أن يفعل العمل أمام الناس لأجل الإقتداء به ، يفعل العمل أمام زملائه لأجل يقتدون به يعني ما هو من شرط الإخلاص الإخفاء ، صحيح أن الإخفاء أقرب إلى الإخلاص ، لقوله : ( رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) ، لكن قد يكون الإخلاص مع الإظهار ، أنا ما أريد أن أتقرب للناس بطاعة الله ، لكن أريد أن ينتفع الناس بعملي فأحصل على خير .
حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة )
الشيخ : الله أكبر ، الشاهد في قوله : ( ثم احتسبه ) ومعنى احتسبه يعني معناه : قصد ثواب الآخرة ،كما جاء في الحديث الصحيح : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً )، لإنه مأخوذ من الحساب فمن احتسب يعني أراد ثواب الآخرة والصفي يعني : من هو من صفوة الناس عنده كالابن والبنت والأب والأم وما أشبه ذلك .
9 - حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) أستمع حفظ
باب : ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها
حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة قال ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف لبني عامر بن لؤي كان شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدومه فوافته صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال ( أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة وأنه جاء بشيء ) قالوا أجل يا رسول الله قال ( فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتلهيكم كما ألهتهم )
الشيخ : فوافت وفوافقت والثالث فوافته صلاة الصبح
القارئ : عندي فوافقت
الشيخ : طيب ما يخالف نسخة
القارئ : فوافقت صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال : ( أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة وأنه جاء بشيء ) قالوا : " أجل يا رسول الله " قال : ( فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتلهيهم كما ألهتهم ) .
الشيخ : هذا الحديث فيه شاهد للترجمة وهو ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها التي أصبحت اليوم هي شأن الناس كلهم وصار الناس لا يهتمون إلا بزهرة الدنيا والتنعم والترفه فيها والرافاهية وما أشبه ذلك لا تكاد تجد من يتحدث بالنشاط الديني الذي ينبغي أن يكون عليه المسلمون ولكن يتشدقون ويتحدثون ما يحصل من الرفاهية في البلاد وفي أنفسهم وهذا هو الذي خشيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما الفقر أخشى عليكم ) لأن الفقر لا يحصل منه تطاول وغرور وإعراض عن الله عز وجل وإن كان الفقر لا شك أنه يلهي أحياناً بطلب الرزق والمعيشة لكن مع ذلك طلب الرزق والمعيشة إذا كان بنية صالحة صار عبادة ( ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم ) يعني تتوسع وتكثر فتتنافسوها أو ( فتنافسوها كما تنافسوها _ من قبلكم يعني _ وتلهيكم كما ألهتم ) والذي خشيه النبي صلى الله عليه وسلم وقع وأصبحنا الآن نتنافس الدنيا كما تنافسها الكفار ونسعى لها كما يسعى لها الكفار وأصبح الكثير منا لا يهتمون إلا بمنازلهم ومراكبهم وثيابهم وبساتينهم وما أشبه ذلك .
11 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة قال ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف لبني عامر بن لؤي كان شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدومه فوافته صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال ( أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة وأنه جاء بشيء ) قالوا أجل يا رسول الله قال ( فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتلهيكم كما ألهتهم ) أستمع حفظ
فوائد حديث مال البحرين .
أقسام الكفار .
-1 أصحاب الجزية : هم الذين يقيمون في أرضنا وتحت ولايتنا نحميهم ونذب عنهم ، ونمنع من الإعتداء عليهم لكن بجزية يبذلونها لنا
2_ وأصحاب العهد : هم الذين بيننا وبينهم عهد لا نقاتلهم ولا يقاتلوننا وهم في ديارهم ولهم سلطة بلادهم لا نتعرض لهم في بلادهم ولا يتعرضون لنا في بلادنا
3_ والثالث : أصحاب حرب ، أصحاب حرب : يعني بيننا وبينهم حرب نحاربهم ويحاربوننا ، فأما من بيننا وبينهم حرب فهم بالنسبة لنا مباح الدم والمال يعني متى قدرنا على واحد منهم فلنا قتله ، وأما أصحاب العهد فيجب علينا أن نوفي لهم بعهدهم ، وأن نستقيم لهم ما استقاموا لنا ، وهم بالنسبة لنا أصحاب العهد ، ثلاثة أقسام أيضاً :
_ قسم وفى بعهده فقد قال الله تعالى : (( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ))
_ وقسم غدر فانتقض عهدهم فلنا أن نباغتهم بالحرب
_ والقسم الثالث : من نخشى منهم الغدر قال الله تعالى : (( وإما تخافن من قوم خيانة )) يعني من قوم بينك وبينهم عهد خيانة فانبذ إليهم على سواء ، يعني أرسل إليهم وقل إن العهد الذي بيننا وبينكم منبوذ حتى يكونوا على بصيرة من أمرهم ، أما من غدر فإن الله تعالى أمر بقتالهم ، أمر أن نقاتلهم لأنهم أصبحوا أصحاب حرب ، ولهذا غزا النبي صلى الله عليه وسلم قريشاً حينما نقضت العهد الذي بينه وبينهم في صلح الحديبية باغتهم في ديارهم وقال اللهم عمّ عنهم الأخبار حتى نبغتها في بلادها، طيب إذن القسم الأول أصحاب الحرب ماذا نعمل ؟ هؤلاء مباح الدم والمال ولا بيننا وبينهم عهد ، متى قدرنا عليهم قتلناهم ، والقسم الثاني المعاهدون يجب علينا أن نفي بعهدهم ما وفوا بعهدنا ، وذكرنا أنهم ثلاثة أقسام ، القسم الثالث : أهل الذمة تحت ولايتنا نلزمهم بحكم الإسلام ، ولا يتعدون علينا وإذا نقض أحد منهم العهد صاروا بمنزلة الحربي .
تتمة فوائد حديث مال البحرين.
مو صحيح البخاري ،
القارئ : يؤخذ من قوله : ( فوالله ما الفقر أخشى عليكم )
الشيخ : من قوله : (والله ما الفقر أخشى عليكم ) وفيه التحذير من الدنيا لقوله عليه الصلاة والسلام : ( ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم ) .
بالنسبة لعيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان يجدد شرع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يأتي بشرع جديد فكيف يضع الجزية ؟
الشيخ : أي نعم ، يسقطها لأن الرسول أقره ، أخبر عن شيء يفعله فأقره فيكون من شريعة الرسول ،
السائل : ...
الشيخ : كيف؟ ، معلوم أن الإنسان إذا تنافس الدنيا صار ما همه إلا الدنيا أهلكته ، يعني هلاك ديني ليس هلاك بدني ، نعم ، وربما أيضاً تهلك هلاك بدني إذا تنافس الناس على الدنيا تقاتلوا عليها ، فأهلك بعضهم بعضا .
15 - بالنسبة لعيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان يجدد شرع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يأتي بشرع جديد فكيف يضع الجزية ؟ أستمع حفظ
بالنسبة لأخذ الجزية من المجوس هل يصح ؟
الشيخ : نعم وهو كذلك أخذها الرسول من مجوس هجر
السائل : الحديث في الباب السابق ما تكلمنا عنه
الشيخ : كيف
السائل : ما أخذناه
قال الشيخ : بل أخدناه
السائل : لا يا شيخ أخذنا الذي قبله
الشيخ : ما أدري ، على كل حال هذا بسيط ، أن الرسول أخبر عن الله ، أن الإنسان إذا احتسب صفيه من الدنيا فليس له جزاء إلا الجنة ، صفيه يعني حبيبه من الأهل أو غيرهم ،أخذنا ثلاث .
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال ( إني فرطكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها )
17 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال ( إني فرطكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها ) أستمع حفظ
فوائد حديث الحوض .
وفيه أن الله تعالى أعطاه مفاتيح الأرض أو مفاتيح خزائنها ، ولن يدرك النبي عليه الصلاة والسلام منها شيئا كثيرا ، لكن أدرك ذلك خلفاؤه من بعده
وفيه أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يخف على أصحابه أن يشركوا بعده ، وذلك لما وقر في قلوبهم من الإيمان ولا يرد على هذا أصحاب الردة الذين ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن يخاطبهم حين ذاك ، وأهل الردة الذين ارتدوا لم يكن الإيمان وقر في قلوبهم فارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم .
قلنا أن الشهيد لا يصلى عليه إذا لم نصلي على من قتل في سبيل الله فهل أثبتنا هذه الشهادة له ؟
الشيخ : كيف
السائل : ألا يكن هذا شهادة إذا لم نصلي على الشهيد الذي يقتل في سبيل الله ؟ النبي ما صلى عليهم قلنا لأنهم شهداء فإذا لم نصلي على أحد الآن أليست هذه شهادة ؟
الشيخ : هذه حكم الدنيا غير حكم الآخرة ، الدنيا نجري عليه أحكام حتى كل إنسان نجري عليه أحكامه في الدنيا ، حتى من قتل في سبيل الله فإننا نعامله معاملة الشهيد في الدنيا ، لكن ما نشهد بأنه شهيد عند الله ، أحكام الدنيا على الظاهر .
19 - قلنا أن الشهيد لا يصلى عليه إذا لم نصلي على من قتل في سبيل الله فهل أثبتنا هذه الشهادة له ؟ أستمع حفظ
هذه الصلاة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم أم عامة ؟
الشيخ : لا ، هذه خاصة بالرسول بل وبشهداء أحد أيضا ، خاصة بالرسول وبشهداء أحد
السائل : دليل التخصيص
الشيخ : الدليل أن الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان ما فعلوها .
كيف نجمع بين قوله عليه الصلاة والسلام ( والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ) وبين قوله ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) ؟
الشيخ : نعم ، هو يخاطب ناس معينين وإلا فإن الشرك سيبقى في هذه الأمة كما قال عليه الصلاة والسلام : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) لكن هؤلاء المعينون هو الذي خاطبهم به .
21 - كيف نجمع بين قوله عليه الصلاة والسلام ( والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ) وبين قوله ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) ؟ أستمع حفظ
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض ) قيل وما بركات الأرض قال ( زهرة الدنيا ) فقال له رجل هل يأتي الخير بالشر فصمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أنه ينزل عليه ثم جعل يمسح عن جبينه فقال ( أين السائل ) قال أنا قال أبو سعيد لقد حمدناه حين طلع ذلك قال ( لا يأتي الخير إلا بالخير إن هذا المال خضرة حلوة وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضرة أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس فاجترت وثلطت وبالت ثم عادت فأكلت وإن هذا المال حلوة من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع )
22 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض ) قيل وما بركات الأرض قال ( زهرة الدنيا ) فقال له رجل هل يأتي الخير بالشر فصمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أنه ينزل عليه ثم جعل يمسح عن جبينه فقال ( أين السائل ) قال أنا قال أبو سعيد لقد حمدناه حين طلع ذلك قال ( لا يأتي الخير إلا بالخير إن هذا المال خضرة حلوة وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضرة أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس فاجترت وثلطت وبالت ثم عادت فأكلت وإن هذا المال حلوة من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ) أستمع حفظ
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت أبا جمرة قال حدثني زهدم بن مضرب قال سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) قال عمران فما أدري قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد قوله مرتين أو ثلاثاً ( ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن )
الشيخ : هذا حديث كما تشاهدون في باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها
القارئ : الحديث الذي قبله قرأناه ولم تشرحه حديث أبي سعيد
الشيخ : طيب ، إي نعم ، صحيح ما كملناه ، لكن نبدأ بما بدأنا هنا ، فيه يحدث الرسول عليه الصلاة والسلام عن خير القرون في هذه الأمة، ويقول خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم إلى آخره ، وإذا كان قرنه خير هذه الأمة فهو خير الناس جميعاً ، لأن هذه الأمة خير الأمم ، وأكرمها عند الله ، كما قال الله تعالى : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) وقرنه يعني الصحابة ، ثم الذين يلونهم التابعين ، ثم الذين يلونهم تابعوا التابعين، وهذه القرون الثلاثة تسمى عند العلماء القرون الثلاثة المفضلة ، وهم خير هذه الأمة والمراد بالخيرية فيما بعد الصحابة ، الخيرية في الجملة ، الخيرية في الجملة ، لا في كل فرد ، إذ قد يوجد من تابع التابعين من هو خير من كثير من التابعين ، لكن مراد في الجملة ،كما تقول :الرجال خير من النساء وقد يوجد في النساء من هي خير من كثير من الرجال ، أما الصحابة فلا أحد يساويهم أو يتقدم عليهم في الخيرية لأنهم يمتازون بشيءٍ لا يشاركهم فيه أحد، وهو صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن هذه الصحبة لا تحصل لأحد سواهم، ثم ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ، بعد هؤلاء القرون الثلاثة قوم يشهدون ولا يستشهدون ، يعني يؤدون الشهادة لكن لا يُستشهدون لعدم الثقة بهم ، خونة ، ما يستشهدهم الناس ، لكن هم يشهدون هذه واحدة ، الثانية : يخونون ولا يأتمنون ، إذا أتمنوا على شيء خانوا والعياذ بالله سواء كان هذا الشيء مالا أو كلاما أو أمورا سرية .
23 - حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت أبا جمرة قال حدثني زهدم بن مضرب قال سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) قال عمران فما أدري قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد قوله مرتين أو ثلاثاً ( ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن ) أستمع حفظ